WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الخامس : ( باندورا : السلاح الاسود )








مذهلة هي هذه الاجواء المليئة بالسخيمة

مذهل هو الاعياء الذي نشعر به اثناء مسيرنا مع من نحب

التسبب في تقلبات المشاعر الدفينة

يقبع بين اضلع واهنة ، صغيرة

في الجذع الايسر من الجسد الضعيف تقبع الحياة البشرية

محاطة بكل ما يختلج المشاعر والأفكار من شك و انكار ، تصديق وإجحاف

ولكن بلبلة القدر صامتة ، خافتة وغير مرئية

قد تنقلب احوالنا الى ما لا نتوقعه على الاطلاق

وتتغير اموراً ظنناها دائمة وخالدة

نسعى لتحقيق ما نريده ونحن نسى ان ما نريده هو المستحيل

ننسى ان من حولنا يتأذون من افعالنا ونقدم على خيارات تكلفنا حياتنا

هذه هي الطبيعة البشرية المتعجلة

قد نبدو سميكين وذوي حصانة ، ولكننا في الواقع اوهن من شباك العناكب

كلمة واحدة قادرة على تفكيك كل شيء و زعزعة الايمان الذي نصبناه في صدرونا

بمجرد ان نصدق الكذبة ونسقط في غياهب الالم ، نستسلم ونقطع حبل الامل

نستيقظ كل يوم على واقع تدليس وغرر ، لا نستوطن فيه الامان ولا نعرفه

بما ان الكذب هو ما يدمرنا ، لما اخترعه الانسان اذا ؟!

لما دائماً ما يوجد ما يدمره و يسيء اليه في كل شي ؟

هل الانسان محب لتدمير نفسه بنفسه ؟

ام انه حظ سيء اصابه منذ فجر التاريخ ؟

لا احد يعلم ، ولكن الواقع باقٍ في الصدور

وهو ان الانسان ، قد يعيش كذبة ما دامت توافق تصوراته !











الفصل الخامس : ( باندورا : السلاح الاسود )










فلاش باك

توسط البدر السماء المظلمة الدامسة ، و جابت الغيوم الحالكة فيها بخفية وهي تخفي بعضاً من البدر المنير ، هبتْ رياحٌ باردة وسط هذا الليل لتصدع في الغابات ويصدر عنها حفيف الاشجار المرعب الذي ارسى الخوف في قلوب كلِ ذي قلبٍ نابضْ

تلك الغابة التي اختفت معالم البهرجة منها ، وخفتت الوانها وسط الشحوب والدلسة ، حيث اختبئ كل ما فيها بين تشققات الامل الباقية في اركانها الخصبة وانحسرت فيها آمال كل ما رغب فيه شخص يوما

كانت تسير بخطى هادئة وسط تلك الغابة ، مستنيرة بضوء البدر الخافت الذي لم يسعفها تماماً في رؤية ما حولها من موجودات ، وقفت لتغمض عينيها وهي تستمع لكل صوتٍ خافت يصدر من بين ظلمة هذا الغاب ، حتى تناهى الى مسامعها صوت خرير مياه المحيط الهادئة

فتحت عينيها مجدداً وهي تراقب السماء وما يحدث فيها من تغييرات ، تنهدّت بعمق وتابعت مسيرها وسط السكون والحلكة غير آبهة بما يجري من حولها حتى وصلت الى عند حافة الجرف العالية

اخذت نظرة خاطفة على ما يوجد اسفله واذا بمساحة من الرمال تخللتها تلاطمات امواج على الصخور المتناثرة على المساحات الذهبية والتي اصبحت شاحبةً تحت ظلمة الليل

هذه الظلمة المُتّشِحة بكآبةٍ مُسربَلةٍ على كلّ شيء والتي ضمتها دوماً بدفء يتخلله صقيع بارد يخلخل عظامها بهدوء حتى لا تدرك على انها من الهاوية على شفى حفرة

قفزت من على الجرف حتى حطت بهدوء على الرمل البارد لتتكئ على ركبتها في الجلوس وتراقب ما حولها منتظرة شيء ما ليظهر او يختفي !

اغمضت عينيها لبرهة لحلها تحظى ببعض الراحة التي لم تذقها منذ ايام طويلة ، الا ان عواء الذئاب كان لها بالمرصاد ، اوجست من ذلك العواء خيفة وانتفضت اوصالها بلوعة غريبة

انخفضت درجة حرارة الاجواء و حلّ ذلك الضباب الشبحي ضيفاً ثقيلاً على عينيها وهو يغطي كل ما حولها بلونه الابيض الشاحب

وقفت متأهبة لكل حركة حيّ او ميت في المكان ، هي الان على اتم الاستعداد لسفك دماء أي شخص ، وازهاق كل حياة هنا ان تطلب الامر خروجها بما ارادت الحصول عليه من هذه الرحلة البائسة

سمعت صوتاً غريباً يختلج في اذنيها من المحيط ، همس اشبه بصرخات النحيب الميتة ، جعلتها تضم نفسها رهبة من هذه الاجواء المشئومة

اتجهت ناحية الامواج التي تتلاطم بهدوء لتقف بالقرب منها وهي تشعر ببرودتها عند اطراف اصابع اقدامها ، شعرت بأن امراً ما على وشك ان يحدث ولكنها تجاهلت الموضوع واكملت التحديق في المياه التي تسربلت بالسواد متزينة ، ارتدت هذا الثوب الكئيب ليعبر عن الحفلة الدامية القائمة داخل اعماقها الهائجة بجنون والتي تخفي ما لا يمكن لبشر ان يفقه اليه

شاهدت توتراً صغيراً على سطح المياه ، تبعه ظهور لظل شيء ما يطفو من اعماقها ، ضاقت عيناها واحتدّت نظراتها ناحية ذلك الظل الغريب

حتى ظهر من بين الامواج الصغيرة والتوترات السطحية الهائلة جسد شاحب اللون ، مرعب الشكل والمظهر

امرأة في وسط العمر ، حلكة شعرها اندمجت مع حلكة سواد المياه تحت تأثير الليل ، بشرتها بيضاء بشحوب هذا الضباب الشبحي والأكثر من هذا هي ميتة

صوت جافْ يقرع ناقوس الخطر

هذا كان كلُ ما جاب عقلها في تلك اللحظة والتي لم تتوقع ان ترى فيها جثة طافية وسط مياه المجهول ، تراجعت قليلاً الى الخلف عندما ترائى اليها بأنها تنفست

الا انها اعادت الاقتراب منها بعد فينة محدقة الى صدرها لعلها تكذب ما ظنته منذ برهة مضت ، ولكن في لحظة غادرة فتحت تلك الجثة عينيها على انبلاج شديد لترمق هذه الفتاة المصدومة بنظرات حادة مليئة بالحقد والكره

وبسرعة لم تفقه اليها كانت تلك الجثة مطبقة على رقبتها بيديها الباردتين اللتين خلتا من الحياة والإحساس بالوجود

حاولت الافلات الا انها لم تستطع ، سحبتها تلك الجثة الشاحبة معها الى اعماق المحيط لتختفي بعد ثوانٍ تاركة اياها تغوص وحيدة وسط الظلام غير قادرة على ان تسبح ، وكأن سلاسل حديدية تقيدها فلا تستطيع الفرار

تحولت المياه من حولها الى الاحمرار وهي تناضل لاجل الحصول على لفحة هواء واحدة لتطفأ بها ظمأ رئتيها الصغيرتين ، الا انها واكبت على الغرق وحيدة وكل ما حولها الى القرمزي حائل

بدأت تفقد وعيدها وهي تشعر بالمياه تملأ جوفها وتمنعها من التنفس او حتى التفكير وكأنما ادركت ان هذه هي النهاية التي كانت تنتظرها ، رغم انها لم تعتقد انها ستموت غرقاً واختناقاً هكذا ، كل ما شاهدته قبل ان تفقده تماماً تلك اليد التي مُدّت وسحبتها معها الى خارج ذلك المكان

خارج الفلاش باك








انتصب واقفاً بغضب شديد وقد ظهرت تلك الشرارة الحمراء في عينيه ، وهو يرمق الشاشة التي تحولت للسواد الشديد امامه بعد ان شاهد فيها ما حدث لصغيرته المدللة

التفت الى كازو الواقف بصدمة والذي لم يدرك ما الذي عليه فعله ، هل يخاف من والده الماثل امامه بكل شموخ معتاد ام يخاف على اخته التي سقطت للتو من اعلى الشلال

تقدم ساتان من كازو حتى اصبح محايداً له تماماً وعيناه ترمقان عينيه بغضب لم يشاهده من قبل

ردد بصوت جاف خالٍ من المشاعر الانسانية

- اذهب واجلب اولئك السعادين عديمي النفع

- حـ .. حاضر


اسرع كازو بتنفيذ امر والده وخرج من الغرفة مرعوباً من ملامح وجهه التي تدل على مجزرة آتية في الطريق بلا ريب

ومن جهة اخرى وقف هو يرمق الشاشة بغضب يتخلله امل بأن تظهر الان عليها وتكون بخير

وضع يدع على جبينه ليغمض عينيه بأسف ، تمنى لو انه لم يوكل مهمة حمايتها لاخوتها عديمي النفع ، فهم لن يقوموا بحمايتها على الاطلاق بل سينشغلون بما يفعلونه كالعادة ، ولكنه امل هذه المرة ان يكون الامر مختلفاً وان يشعروا ببعض المسئولية تجاه هذا الامر الحساس

فُتح الباب بطريقة غريبة ليدلف اراشي المبتسم منه وهو يحيي والده بطريقة مضحكة كما يعتقد ، التفت اليه الاخير بغضب ليظهر فجأة امامه و شرارات حمراء تتطاير من عينيه الزرقاوات

ارتعب اراشي ليتراجع خطوتين للخلف ، امسك ساتان بيده ليقوم بتحطيمها تماما وسط صرخة اراشي المتألمة ، دفعه الى الجدار بقوة كبيرة ليظهر سيف من العدم في يده ويقوم بأدخال السيف من فمه وتثبيته على الجدار به

كان مذعوراً ، غير مدرك لتعليل فعل والده هذا به ، الالم حقاً لا يطاق ولا يستطيع ان يتذكر انه فعل امراً ما يستحق العقاب عليه


لم يكن بأمكانه التحدث لان ذلك السيف يخترق فمه الى الجدار من خلفه ، كان فقط يرجو ان لا يتهور والده ويودي بحياته بعيداً بسبب نوبة غضبه

مرت لحظات ساكنة الى فُتح الباب من جديد ليدلف منه كل ابنائه الباقين ، شاهدوا اراشي وحاله المزرية فارتعبوا جميعاً ووقفوا كالجنود امام قائدهم

اقترب منهم ليردد بصوته الغاضب


- كازو ، دانتاليون ابتعدا عن الطريق انتما لا شأن لكما


لم يسألا ولم يهتما ، فقط ابتعدا عن الطريق ليسلما من عقاب والدهما القاسي ، وقف ساتان امامهم غاضباً وهالته الحمراء تحيط بجسده وتجعل شعره الذهبي يطفو بطريقة عشوائية مرعبة

ردد بنفس النبرة السابقة


- ما هي المهمة التي اوكلتها لكم ؟!

- مـا ..

- اجيبوني !

- حماية آيـآمي يا والدي

- حسناً كاريو ، وهل قمتم بحمايتها ؟!

- كلا ، ليس بعد

- ليس بعد اذا ؟!

- هـ .. هل حدث امر ما ايها المبجل ؟

- وتجرؤ على السؤال هيرو ؟ رغم انك كنت وسط الفتيات منذ قليل تسرد لهن بطولات خرافية ؟! غير آبه لما يحدث هنا وخارجاً ؟!

- المعذرة


صمت الجميع للحظات والشرارات الحمراء لا تزال تخرج من عينيه بغضب شديد ، شد على قبضته حتى ادمت وهو يراقب وجوههم التي تحمل الخوف على ملامحها ، تعجب من نقصان واحدٍ منهم ، لم يره اليوم ولم يعلم الى اين ذهب ، ربما يكون خيط امل في هذه الحالة


رفع يده ناحيتهم ليفرقع بأصابعه وتظهر سلاسل كبلتهم جميعاً بشدة وهي تضغط على اجسادهم حتى يمكن سماع صوت عظامهم تتكسر بهدوء

اهتزت الارض من تحت اقدامهم وأحاطت نيران سوداء بهم ، ليردد ساتان كلمة ما كانت كالنار التي تصب على الاجساد الحية

تكسرت معظم عظام اجسادهم وهم يحاولون كبت صرخات الالم التي تختلج على اطراف السنتهم التي جفت من الرعب الذي وضعوا فيه

فرقع بأصابعه للمرة الثانية فأدمت رؤوسهم فجأة وسقطوا مغشياً عليهم على ارضية الغرفة ، انتصب كلٌ من دانتاليون و كازو بخضوع امام والدهم الذي التفت اليهما بلا اهتمام في اجراء أي نوع من العقاب عليهما

رمق الشاشة السوداء من جديد والتي بدأت صورة ما تتشكل فيها اتسعت عيناه بشدة وهو يرى تشيتوسي يحمل آيـآمي بين يديه خارجاً بها من المياه الضحلة

وهو ينادي على اسمها مرات ومرات









انتشلها من المياه بأقصى سرعة ممكنة ، حملها بين ذراعيه بحذر ليخرج بها من الماء ويضعها على الارض الصلبة بخفة

هزها قليلاً حتى تستيقظ الا انها لم تفتح عينيها بعد ، شعر ببعض القلق فأسرع بعمل تنفسٍ اصطناعي لها ولم يعرف ان هناك شخصاً يراقب من خلف الكواليس وقد شعر بسهم حارق يخترق قلبه للتو ليشيح بوجهه بعيداً عن الشاشة بغيظ

سعلت الماء الذي ملأ جوفها بقوة وهي تحاول ان تلتقط بعض الهواء لتدخله الى رئتيها ، فتحت عينيها لتجد تشيتوسي مبتسماً بجانبها ليردد بصوت حاني


- الحمد لله لانكِ بخير ، خفت ان لا افعلها في الوقت المناسب

- تشيتوسي ! شكراً لك على انقاذي

- هذا امر طبيعي فأنا شقيقك في النهاية يا صغيرة

- اجل ، اعتقد هذا


حاولت ان تجلس بشكل مستقيم الا انها لم تستطع فسقطت من جديد مستلقية على الارض وهي تتنفس بسرعة لاهثة ، اغمضت عينيها بقليل من الالم سرى فيها من جرح جبينها

وضع تشيتوسي يده على جبينها ليظهر ضوء ازرق شفي الجرح على اثره

شكرته للمرة الثانية وهي لا تزال تحاول ان توازن نفسها وتعيد الراحة اليها ، فالغرق للمرة الثانية لم يكن خياراً لتتخذه في موقفٍ عادي ، ولكنها اضطرت لفعل هذا من اجل انقاذ ساسكي الجريح

وضع تشيتوسي يده تحت رقبتها ليرفعها قليلاً الى حضنه وهو يحاول ان يجد العلة الباقية حتى يقوم بشفائها ، ظنّ بأنه مجرد ارهاق حاصل بسبب ما مرت به منذ لحيظات قلائل


من جهة اخرى ، سكنت دقات قلب ساتان وشعر براحة قصوى وهو قد تيقن بأن هناك شخصاً مفيداً من بين ابنائه الكسالى ، عاود الجلوس على عرشه الملكي وهو يراقب ما يحدث مجدداً بصمت وكلٌ من كازو ودانتاليون واقفان بجانبه بانتصاب الجنود


اخذ تشيتوسي يحدث آيـآمي بموضوع الوحش الخفي وانه يعرف طريقة القضاء عليه ولكن عليهما اولاً ان يتجها الى حيث صندوق باندورا كي يوقفا عمله من اجل القضاء عليه

هزت رأسها موافقة على ما قاله ، ابتسم وساعدها على النهوض ليشير لها بحتمية السير الان ناحية الوجهة المطلوبة

ولكن امراً لم يكن في الحسبان قد حدث ، غطى ضباب شاحب المنطقة فجأة وعزل كل ما فيها ، لم يستطع تشيتوسي ان يرى آيـآمي امامه فصرخ قلقاً عليها

وهي من جهة اخرى لم تستطع ان تجده امامها ، فصرخت بأسمه ولكن الصمت وحده اجابها على ندائها

ادركت امراً ، لم تتوقع ان توضع فيه ابداً ، انها الان عالقة في بعدٍ آخر موازٍ لبعدهم العادي

بعيدةً ووحيدةً عن كل طُرق الحماية الممكنة ..


انقطعت صورتها عند ساتان كذلك ، ليعود الغضب والقلق الى نفسه مجدداً ويبدأ بالتخطيط في عقله لما يريد ان يقدم عليه من جنون دموي ، حيث قرر ان يستعجل في كل الاجراءات الممكنة لارسال المساعدة اليها الى حين تمكنه من تقرير ذهابه من عدمه








لم يستطيعوا الى الان ان يجدوا فائدة من قتالهم لهذا الشيء ، فكلما اقتربوا من القضاء عليه وإنهائه كلياً يعود مرة اخرى ويتجدد بشكل اقوى من السابق

الى الان لم يفقه أيٌ منهم الى نقطة ضعفه التي تمكنهم من القضاء عليه نهائياً !

وقف ايتاتشي بعيداً قليلاً وهو يحاول ان يحلل الوضع هنا ، ريثما كلٌ من كاكاشي وناروتو يقاتلان بضراوة باستخدام اقوى تقنياتهما ولكن بلا جدوى

تراجعوا جميعاً دفعة واحدى الى الخلف ليقفوا بجانب ايتاتشي المتحير في الوضع الحالي

ردد ناروتو بقليل من الضجر

- لقد سبب لي الارق ، انه لا يموت مطلقاً

- انت محق في هذا ناروتو ، اظن بأننا اغفلنا امراً ما

- لا اظن ذلك ، قدرته التجديدية نابعة من داخله ، أي انها قدرة خاصة لا تمد لغفلتنا بصلة

- اذا ما الذي تقترحه ايتاتشي ؟

- اعتقد بأن علينا المجازفة والتعاون في هجوم واحد لعلنا نتمكن من القضاء عليه نهائياً

- اوافقك في هذا ، لنبدأ اذاً ، كلٌ منا يقوم بتقنيته الاقوى

- حسناً


كلٌ منهم نفذ تقنيته الاقوى وجمعوها في تقنية واحدة ليهاجموا بها هذا الوحش العجيب ، ابتعدوا بسرعة بعدما استطاعوا ان يصيبوه اصابة بالغة سقط على اثرها لفترة ودمائه تسيل كالشلال اسفل قدميه

ولكنه عاود الوقوف بعد فترة وسط دهشتهم وتعجبهم من سرعة شفائه الخارقة

ولكن تعجبهم زاد اكثر عندما سمعوا صوت نحيب قادم منه ، اصوات صرخات متداخلة صادرة من عدة اشخاص يتعذبون بشكل مخيف وكأنما هذا الوحش يحمل آلاف الارواح داخله ليتغذى عليهم ريثما يقاتل ويحصن نفسه ضد الموت

كانوا يشعرون بالغيظ ، بالأخص ناروتو الذي استنفذ معظم التشاكرا على هجماته التي لم تعطه أي فائدة على الاطلاق

فاجئه صوتٌ مألوف يحادثه بنبرة هادئة


- ناروتو ، بادلني الاماكن

- كوراما ! لماذا ؟

- سوف احاول مساعدتكم في القضاء على هذا الوحش الغريب ، او على الاقل معرفة ماهيته

- حسناً اذا ولكن كن حذراً

- لا تقلق


تحولت عينا ناروتو الى عيني كوراما فالتفت الى الخلف وقال بصوته الجهوري المرتفع


- كاكاشي ، لن تفيدك تشيدوري في هذه الحالة

- الكيوبي !

- ما الذي تقصده كوراما – سان ؟

- اقصد بأننا لا نعرف أي شيء عن هذا الوحش فكيف سنقضي عليه ؟

- انت محق في هذا

- ما الذي علينا فعله اذا ؟

- حسناً لنحاول ان نعرف ماهيته اولاً حتى نستبين طريقة القضاء عليه

- لا بأس اذا وهل لديك خطة ؟

- كلا ، الارتجال سيكون جميلاً

- اوافقك في هذا


ابتسموا جميعاً وعادوا الكرة مرة اخرى برفقة كوراما الذي قرر بعد نزاع مع نفسه ان ينضم الى معركة ويحرر العالم من شر هذا المخلوق الغريب







فتح عينيه بتثاقل شديد ، سعل بقوة في بادئ الامر الا انه شعر بالراحة بعدها

وجد نفسه ملقاً على صخرة وسط النهر الذي تتضارب امواجه بعضها ببعض بعنف شديد ، حاول ان يتذكر كيف وصل الى هنا ولكن كل ما يتذكره هو تلك الحورية والمجموعة الغريبة من الدجاجات القبيحة اللاتي سحبنه الى اعماق النهر

لحظة ! سحبنه الى اعماق النهر ؟! اذا كيف خرج منه بحق الله ؟

تساءل في نفسه وهو يحاول ان يعرف كيف خرج من الاعماق حتى وصل الى الصخرة ، هل يعقل بأن احداً ما انقده ؟ ان كان الامر كذلك لما لا يوجد احد هنا ؟

آلمه رأسه فجأة وسعل مرة اخرى بشدة ، لا تزال جروحه مفتوحة وهي معرضة للالتهابات في أي لحظة وقد يموت بفقر الدم ان لم يمت بسبب الالتهابات

شعر بشيء ما على شفاهه ، اثر مألوف لدرجة كبيرة ، لمسها بأطراف انامله وهو يشعر بشعور غريب يختلج داخله بقوة كالإعصار

جالت صورتها في باله ، ضحك من هذا ، فكيف يمكنها ان تكون هنا لإنقاذه ؟ لا احد يعلم بأنه هنا ولا احد يعلم اين يقع هذا المكان

طردَ تلك الافكار من عقله وفكر في كيفية ذهابه الى بر الامان الان ، هو عالق على صخرة وسط النهر الضخم والذي بالصدفة هو وسط عاصفة هوجاء وتلاطم موجاته القوية قد يكسر اضلعه بسهولة قصوى

ردد بانزعاج وازدراء


- ما كان علي ان اترك نفسي ضحية لحورية تشبه الضفادع المقلية ، احتاج المزيد من التدريب عند عودتي ، ولكني اخشى ان اتلقى صفعة تفتك بما تبقى لي من عقلي من يد آيـآمي !


ابتسم عندما تخيلها تصرخ في وجهه وتصفعه بقوة مسببة له عاهة في وجهه و اعاقة من نوعٍ ما ، لم يعرف لما ولكنه يستمتع بتخيلها بهذا الشكل المضحك في معظم الاوقات ، لقد غيرت الكثير فيه وهو على اتم الاستعداد للعودة اليها مهما كلفه الثمن غالياً

فهو قد استعاد كلَ شيء اراده ، وهو شقيقه وحصل على كل مراد وهو الحب ، لم يبقى الا ان يحافظ على ما امتلكه بشق الانفس ويعاود حمايته بكل ما يقدر عليه من قوة

وقف على الصخرة الزلقة محاولاً ان لا يفقد توازنه ، قرر استدعاء احدى افاعيه الضخمة لتنقله الى اليابسة مجدداً وهذا اسهل ما يمكن القيام به رغم انه يستهلك الكثير من التشاكرا الا ان الامر يستحق المحاولة








وقفت تائهة وسط الضباب الشاحب الكثيف ، تراقب كل ما حولها بهدوء و تأهب لفعل أي شيء من اجل النجاة

في مواقف مثل هذه سابقاً كانت لتفقد الامل وتختار الموت طواعية وتجلس تنتظر قدومه لترحب به بيدين مستعدتين لمعانقة الموت

ولكنها الان لا تريد هذا ، بل ستفعل أي شيء لتنجو وتعود الى حياتها العادية والتي امتلكتها بعد مصاعب كثيرة خاضتها و قاتلت خلالها كل شيء بما يتضمن نفسها كذلك

التفت يمنة ويسرة لعلها تجد خيطاً يدلها على المكان الذي هي فيه الان ، الا انها لم تستطع ان تعرف أي شيء عدا كونها واقفة على ما يشبه الرمال وتسمع صوت تلاطم امواج البحر على ميمنتها

شعرت بأن الضباب بدأ بالانقشاع تدريجياً وبصورة سريعة نسبياً ، فرحت لهذا و زادت من حذرها في نفس الوقت لان لا احد يعلم ما يمكن ان يحدث عندما ينقشع تماماً

صفى الجو من حولها تماماً بعد فينة من الزمان ، لتتسع عيناها غير مصدقة للمكان الذي رميت فيه

انها واقفة في عالم صُبغ بالرمادي البحت ، على شاطئ بحر بالتحديد ، رماله رماديه ومياه البحر سوداء ، سمائه رمادية كذلك وسلسلة الجبال الشاهقة من خلفها سوداء

تذكرت ذكرى قديمة جداً ، حلماً ، عن مكان يشبه هذا المكان ، طفل صغير مكبل من رقبته الى اخمص قدميه والدماء تسيل من جروحه وهو يخفي وجهه خلف ظلال كهف ما هنا

اجل اخبرها ناروتو بأنه حلم بحلم مثل هذا من قبل ، وانه حصل على سوار كازو منه كذلك

قررت ان تسير بمحاذاة الشاطئ لعلها تصلُ الى مكان ما يخرجها من هنا ، او على الاقل يبين لها اين تقبع واقفة بالضبط

المكان هادئ بشكل غريب والامواج هي الشيء الوحيد الذي يصدر صوتاً ويجعل المكان نابضاً بالحياة حتى وان كان قليلاً فقط

سمعت اصوات تحركات من مسافة ليست ببعيدة كثيراً ، تراجعت قليلاً وهي تنصتْ السمع الى الاصوات القادمة من الشمال

شاهدت ظلالاً سوداء تتجه ناحيتها بثبات ترافقها اصوات ضرب بالسياط والحديد ، رقَّ قلبها لهذه الاصوات المرعبة وتذكرت المها اللاذع والمرارة التي يشعر بها من يضرب بالسياط

اغمضت عينيها لبرهة واعادت فتحها مرة اخرى لتقف مجدداً وتحّور اتجاهها بعيداً قليلاً عن هذه الظلال التي لم تعرف لاي نوع من المخلوقات هي

مكان بلا ملامح ، مكان بلا روح ، هائم في طبقة جافة من الحضيض ، يستوي عليها مغبراً ليتراكم عليه الالم والنبذُ من كل الجهات محاطاً بقشرة صلبة من الغضب

هذا ما جال في ففكرها في تلك اللحظة ، شعرت وكأنما اسراب الطيور المحلقة لن تكفي لتقنع السماء بأني الارض كروية ولن يعرف الانسان خيراً ما دام لا يفعل الخير لغير نفسه

كلها تناقضات تجول في خاطرها بلا مكان لترسي مرساة سفنها عليها ، تطفو على بحر من الافكار اللاذعة وغير العقلانية

نفضت تلك الافكار ، استمرت في السير قبالة المياه حتى لا تفقد المكان الذي عادت منه ، توقفت عندما سمعت ذلك الصوت

صوتٌ ، ارسى في قلبها ذكريات بعيدة من ماضٍ لن يعود مطلقاً ، لهفة غريبة اشتعلت داخلها وهي تسمع ذلك الصوت ينادي بأسمها مرة اخرى ، ربما ، فقط ربما تعرف سبيل الخلاص من الهمسات المرعبة التي تكسر ليالِ نومها الهانئ ، ولعلها تعرف سبباً آخر كان الخيط لمعاناتها لفترة طويلة من الزمان

هذا الهمس البارد ، المرعب ، الجاف ، صوت ناحب ، يصرخ بألم ، يتولد من صراخه اهتزاز يغطي كافة جسدها المرهق ، يصبح ثقيلاً ، غامضاً ، كئيباً يسرع فينقض بأنيابه الحادة على قلبها المجرد من السلاح

تعرفه جيداً هذا الصوت ، كان يناديها منذ الازل وهي لم تعطه أي اهتمام او جزءاً من وقتها الذي اعتبرته ثميناً في يوم من الايام

ادركت في هذا المضمون لذة من نوع آخر ، خيال يطغى على ساحل الاوهام ومرارة العلقم التي تتجرعها يومياً ليست الا من خيالات ذهنها المثقل بالجراح

ابتسمت بسخرية على تفكيرها الغريب ، الا ان ابتسامتها زالت عندما شاهدت ذلك المخلوق يهجم عليها بضراوة

تراجعت الى الخلف بسرعة ولكن الضربة قد اصابت عضد يدها فأدمته ، شدّت على شفاهها بغضب وهي تنظر الى المخلوق الماثل امامها

ظل !

هذا ما استنتجته ، ظل اسود بلا ملامح معينة يتخذ شكل انسان مفتول العضلات ، ضخم الجثة والاهم من هذا خبير في القتل الدامي

تراجعت قليلاً فهي لا حول لها في قتال هذا المخلوق حالياً ، كلُ ما يمكنها فعله هو تفادي ضرباته القاسية الى حين حدوث معجزة ما تنقذها من هذا الاسر الانفرادي التي وضعت فيه

هاجمها مجدداً ، تارة ضربها بسيف سواده يماثل سواد جسده وتارة بيده التي احتّدت مخالبها فكانت كالسيف ما ان يطعن حتى يفتك بضحاياه

لم تصب بأيٍ من ضرباته بفضل تفاديها لها بسرعة كبيرة ، شعرت بالعجز امامه عندما ضرب قدمها بقوة فسقطت على الارض من الالم الذي اجتاحها فجأة

مثل امامها رافعها السيف بيديه من اجل ان ينهي حياتها الان ، اغمضت عينيها وهي تدعو ان يحدث أي شيء لينجيها منه

هوى بالسيف بسرعة خارقة من اجل القضاء عليها ، ولكن الصمت عمّ المكان ، وعجّ بسائل بارد تناثر على وجه آيـآمي في لحظة ما

فتحت عينيها بهدوء وبطء وهي تنظر الى الوحش الذي خرَّ صريعاً مضرجاً بدمائه الزرقاء التي لم يماثلها دم رأته في حياتها

فكرت في من انهى هذا الوحش وانقد حياتها من الموت ، شاهدت خصلات شعر سوداء تحملها الرياح معها واقدام قد وطأت على الارض للتو

لم ترد ان ترفع رأسها لتنظر للحاضر ، هاجس شرير في داخلها يحثّها على انتزاع عينيها من مقلتيها حتى لا ترى من هو الواقف امامها الان ، نبضات قلبها تسارعت لا ارادياً ، وقد اغرورقت عيناها بالدموع لتتأهب لسيلان بشدة التيار

حاربت نفسها ، ورفعت بصرها ناحية الشخص الذي انقذها ، احمر وجهها وكاد قلبها يتوقف من الصدمة ، الدموع ابت ان تبقى في محجر عينيها الواسعة فانهمرت وحيدة على وجنتها التي تلطخت بالدم الازرق

وقفت غير مصدقة ، منكرة بشدة لما تراه هنا

بصوت مهزوز وكيان مكسور رددت بألم شديد


- والدتي !

- اجل ، مرت فترة طويلة ، آيـآمي


تراقصت اوصالها في تلك اللحظة ، ابتسمت لا شعورياً وهي تدرك ان والدتها نطقت اسمها للتو ، اغمضت عينيها وهي تمسح الدموع وتحاول ان تضع قناع الجدية مجدداً على وجهها

عادت ملامحها صلبة وهي ترمق امها بنظرات متفحصة

رددت بنوع من السعادة المتخللة من البرود


- ما الذي تفعلينه هنا ؟

- اتيت لانقاذك بالطبع ، انتي مثلي تحشرين انفك فيما لا يخصك

- ولما تريدين انقاذي على اية حال ؟

- انتي ابنتي ! ام انكِ قد نسيتي هذا

- !!


اتسعت حدقتاها نوعاً ما بسعادة ، اهتزت عيناها بعض الشيء الا انها اشاحت ببصرها بعيداً عنها حتى لا تضعف امام وجهها الحنون

ابتسمت مارينا لتردد بمرح


- ما بكِ يا فتاة ! بعد كُلِ ما فعلتيه لاجلي لا استطيع الا ان ارد الجميل

- لم افعل شيئاً ، حقاً

- بلى فعلتي ، حررتني آيـآمي ولم يكن شخصٌ آخر ليفعل هذا لامه

- لم يكن خطأك ، كان عليَّ فعل شيء ما

- لهذا لجئتِ لتلك الطريقة الملتوية ؟

- اجل ، الم تعجبكِ ؟

- ليس حقاً ، ولكن من الجيد ان اشعر بأني بخير

- اذا لا تتذمري ، عجوز شمطاء


قامت مارينا بضرب آيـآمي بقوة على رأسها حتى تورم بعض الشيء ، صرخت في وجهها بغضب امومي وهي تقول


- من هي العجوز الشمطاء ؟

- انتِ بالطبع ! وهل يوجد غيرك هنا ؟

- حقاً تمتلكين طباع والدكِ اكثر مني ، ساتان كان ليقول نفس الشيء

- على اية حال امي !

- ماذا ؟

- لما دمرتي تلك القرى ؟! لم تكوني بحاجة لذلك

- بلى ، كانت قرى شياطين فتاكة وتنشر الاوبئة ولكن الجميع يظنونهم بشراً عاديين

- لم يعد الامر يهم الان ، على اية حال اتعلمين اين نحن ؟

- على اية حال ، على اية حال ، هل وقعتي في حب هذه العبارة ام ماذا ؟

- لا تعلقي بهذه الطريقة والا انتزعت عقلك

- حاولتي يا فتاة وسوف افقأ عينيكِ

- اتهددينني ايتها الشمطاء ؟

- اجل ولما لا يا صغيرتي الحلوة ؟

- اجيبي عن سؤالي دون اللجوء الى الحيل المنحطة

- حسناً ، حسناً لا اعرف اين نحن ولا اعرف شيئاً غير ان هذا المكان محمي من قبل صندوق باندورا وسوف يحاول منعكِ من الوصول اليه مهما كلف الثمن

- هكذا اذا ! ياله من امر يصدّع الرأس

- اوافقكِ في هذا


نظرتا الى بعضهما البعض ، سرعان ما تفجرتا بالضحك الهستيري والذي قاد المزيد من وحوش الظل اليهما ، تجاهلتا هذا وتقدمت مارينا من آيـآمي لتعانقها بشدة وهي تبتسم بسعادة والدموع على شفى حفرة من السقوط من محجريها


ابتعدت عن آيـآمي التي لم تكن اقل تأثراً منها ، رددت الاخيرة بسعادة واضحة وامتنان عميق


- الحمدلله لان تلك الطريقة نجحت

- اجل ، رغم اني لم احبها

- لا تتذمري لقد عدتي وهذا المهم

- كله بفضل تلك الافعى التي تشبه ام اربع واربعين

- صدقتي في هذا

- على أيـة حـ .... ! من جهة اخرى امي

- ماذا ؟

- من سيقضي على هؤلاء المزعجين ؟

- اوه نسيت امرهم كلياً ، سأتولى امرهم انتي اذهبي لإيقاف باندورا

- حسناً اذا


غدر الزمن بهما فجأة ، اهتزت الارض بزلزلة غريبة واخذت تتصدع من كُلِ النواحي ، ادرك كلٌ من آيـآمي ومارينا الوضع السيئ الذي وضعتا فيه ، صندوق باندورا يحاول ان يقضي عليهما قبل وصولهما اليه

نظرتا الى بعضهما نظرة معناها سأتكفل بالأمر من جهتي ، هزتا رأسيهما وهما تشاهدان تدفق الدم القرمزي من تصدعات الارض وخروج الدخاخين السامة منه

زمّت مارينا على شفتيها لتقول بغيض


- لديه بعض الحيل ، ذلك الصندوق الغبي !


التفتت آيـآمي وهي تجول ببصرها في الارجاء لعلها تجد مكاناً يقودها الى حيث باندورا ، شاهدت فوهة كهف في الجبال السوداء فأسرعت بالمضي ناحيتها

استوقفها صوت مارينا الضاحك وهي تردد بسعادة


- آيـآمي !


توقفت والتفتت اليها متعجبة من ايقافها الان ، اتسعت ابتسامة مارينا العذبة وهي تنظر الى آيـآمي بطريقة بديعة وتردد بأقصى درجات السعادة


- لقد كبرتي حقاً واصبحتي جميلة ، انا فخورةٌ بكِ



لم تعلم مارينا كم اثرت هذه الكلمات في قلب آيـآمي وكم ازاحت من الالم والهمّ والاحتقار لنفسها داخلها ، اغرورقت عيناها بالدموع والابتسامة قد اعتلت ثغرها الذي غدى وضّاحاً بالحياة

ابتسمت ابتسامة ملائكية عكست ما اختلج داخلها من اهازيج الفرح المزهرة ، عادت للالتفات والمضي في طريقها ريثما مارينا تتولى امر وحوش الظل هنا

كانت تسرع بشكل كبير حتى تتفادى التصدع الحاد في الارض الذي يحدث محاولاً منعها من الولوج الى داخل الكهف

الا ان هذا فشل واستطاعت ان تلج الى داخل الكهف بنجاح وقفت على بعد خطوتين من المدخل وهي تلهثُ بشدة وتمسح قطرات العرق من على جبينها مغمضة احدى عينيها ومتكئة بيده على ركبتها وهي ترتخي من الارهاق

كان الكهف مظلماً حالكاً ودامس السواد ، لم تستطع ان ترى فيه شيئاً مطلقاً ، سارت خطوتين كي تتعمق في الكهف اكثر الا ان قدمها زلت وسقطت من جرف شاهق الارتفاع الى مكان لم تكن تتوقع ان تكون فيه








ومن جهة اخرى لا يزال كلٌ من كاكاشي ، ايتاتشي وناروتو يواجهون الوحش بضراوة وهم يلحقون به ضرراً اكبر في كل مرة يهاجمونه فيها

اكتشفوا ان نقطة ضعفه قد تكمن في المجسّ الخلفي الذي شابه الذيل اكثر من كونه مجساً ، نظروا الى بعضهم بنظرة فهمها كلٌ منهم

كان كوراما قد ساعدهم في فهم ماهيته منذ بعض الوقت ، وحينما ادركوا ما هو زادت رغبتهم في قتله اكثر واكثر

بالاخص ناروتو الذي صدى كلام كوراما في اذنيه مرات ومرات منذُ ان نطقه


- حسناً اسمعوا ، لا اعتقد بأنكم ستحبون هذا ولكني اكتشفت حقيقة هذا الوحش

- هذا جيد ! اخبرنا كوراما

- في الواقع هذا الوحش هو ...

- ماذا ؟!

- مجموعة من ارواح بشر قد تمَ التضحية بهم منذ مئات السنين لارضاء صندوق باندورا ، وهم منذُ ذلك الوقت يتعذبون بشدة لان هذا الوحش تكون من معاناتهم وهو يتغذى على الالم وطاقتهم التي تختزن في نواة الروح

- كم هذا بشع ! كيف يفعلون امراً مشيناً كهذا ؟

- لا يهم ، المهم ان فرصة ايقافه تكمن في القضاء على معبر الطاقة ، واكاد اجزم بكونه المجسّ الخلفي لهذا الكائن الشبيه بالاخطبوط

- لا بأس اذا سنقضي عليه

- اجل


تجمعوا جميعاً مع بعضهم وقد وقفوا محايدين لبعضهم وكونوا شكل مثلث ، كلٌ منهم قرر ان ينفذَ اقوى تقنية كالسابق ولكن بشكل اقوى وأكثر فاعلية

ناروتو قد نفذ الراسينجان وكاكاشي تشيدوري اما ايتاتشي فاستعمل نيران الاماتيراسو من اجل تقوية الهجوم

اتحدت تقنياتهم مع بعضها لتشكل كرة سوداء صلبة محاطة بطبقة من الرعد الازرق والنيران السوداء التي تتخللها شرارات حمراء لامعة

قرروا ان يولوا ناروتو الهجوم الاخير ، لانه افضل منهم في حمل التقنيات باليد ، هز رأسه وامسك نتاج التقنية بيده

قفزوا جميعاً عندما حاول ذلك الوحش ان يهاجمهم في لحظة غفلة ، تفادوا الهجوم وراح كلٌ من كاكاشي وايتاتشي يطعنونه بالكوناي وكل ما كان حاداً لديهم

اما ناروتو فقد امسكها بيده وركض بسرعة قافزاً على الوحش متفادياً مجساته التي كادت تلحقُ به ضرراً كبيراً حتى وصل الى المجسّ ذي اللون الفريد الابيض البراق

ابتسم بسعادة ليردد بانتصار


- حان وقت عبورك للعالم الاخر يا رجل ، سئم الجميع منك


زمجر الوحش بشدة ، ليس لانه فهم كلمات ناروتو ، بل لانه استشعر نية القتل لدى الفتى العشريني الاشقر

حرك مجاسته بسرعة محاولاً ان يضرب ناروتو ، الا انه لم يعلم ان كاكاشي و ايتاتشي كانا ينتظران هذه اللحظة بفارغ الصبر

انقضا عليه بسرعة واستطاعا ان يقطعا مجساته لتتناثر دمائه الزرقاء الفريدة على كُلِ مكان ، قفزت ناروتو بسرعة ناحية المجس الاخير ليضربه بالضربة ويصرخ بأسمها


- النجم الاسود


ظهر ضوءٌ ساطع غطى المنطقة كافة ، وعلا صوت صراخ الوحش وزمجرته في كل مكان حتى هبت رياح عاتية كادت ان تدفع ناروتو بعيداً جداً لولا ايقاف ايتاتشي له من الطيران

تلاشى الضوء وعادت المنطقة عادية وجثة الوحش كانت تنتفخ بشكل ملحوظ حتى انفجرت وتناثرت الدماء الزرقاء على كل مكان ولوثت ابطالنا الثلاثة كذلك

ابتسموا بسخرية على هذا ، وشعروا بالراحة لانتصارهم على هذا الوحش الغريب

شاهدوا اضواءً بيضاء تسطع من ناحية الغرب ، التفتوا واذا بأناس شاحبي اللون ، يشبهون الاشباح اكثر منهم الى البشر واقفين امامهم متبسمين بسعادة وعلى وجوههم ملامح الحرية التي نالوها بعد عذابٍ طويل

ابتسم ناروتو ليضع يديه خلف رأسه ويردد بسعادة


- تبدو وكأنها ارواح المحتجزين داخل الوحش

- اجل يرغبون بشكرنا على ما يبدو

- من الجيد انهم قد تحرروا ، يستطيعون اخيراً ايجاد السلام

- انت محق في هذا


انحنت تلك الارواح بالشكر لهم واختفوا بعدها في دائرة ضوء ابيض ارتفعت الى السماء ، تسائل الجميع في تلك اللحظة ، ما الذي يحدث بعدما ترتفع الروح هكذا الى السماء ، هل تذهب الى الجنة ؟ ام الى الجحيم ؟ ام الى مكان بينهما ؟

لا احد يعرف حقاً ، ولكن لنأمل ان يكون مكاناً اجمل من هذا بكثير








استطاع امتطاء ثعبانه والعودة الى اليابسة من جديد بعدما كان محتجزاً على الصخرة اللعينة

نزل منه واشار اليه بالذهاب بعيداً ، فاختفى في دوامة الدخان البيضاء وعاد ساسكي الى كونه وحيداً

قرر السير لعله يجد شخصاً حياً ، او مجموعة اشخاص ، فهو قد رأى ضوءاً ابيض منذ برهة من الزمن واستنتج ان الوحش قد هزم شر هزيمة

ابتسم وردد في نفسه


- لا بد ان يكونوا اكفاء ، استطاعوا هزيمة ذلك اللعين


تابع السير ناحية الشرق ، الى حيث شاهد الضوء المنبعث ، وهو يرجو ان يكونوا اشخاصاً يعرفهم او على الاقل يستطيع ان يتحدث معهم دون ان شعر بازدراء ناحيتهم

شعر بالالم فجأة فاستند على احدى الاشجار ووضع يده على مكان الجرح الذي اشتد المه فجأة

رفع يده واذا بالدماء تزداد تدفقاً ، شعر هنا بالاعياء الشديد وتلك الدماء القرمزية تسقط على الارض الرمادية وتزينها بلمعة من الرعب والدموية

اراد ان يصرخ هنا ويخرج كل الغضب الذي يجتاح جوراحه الا انه قد خشي انه بفعله هذا سيستدرج المزيد من الوحوش ناحيته وهذا ما لا يريده في الوقت الحالي

استجمع شتات نفسه واكمل سائراً ناحية الشرق باتجاه المكان الذي يعتقد فيه بوجود اناس سيساعدونه على العودة الى الديار وتخطي هذا الامر ونسيانه للابد


ابتسم رغم الالم وردد بألم و ثقة


- انتظريني ايتها المزعجة ، سوف اجعل حياتك جحيماً مجدداً









فتحت عينيها بعد مدة قصيرة ورأسها قد آلمها بشدة على اثر السقوط ، رفعت نفسه بتثاقل وهي تنظر الى المكان الذي وضعت فيه

غرفة ناصعة البياض ، كلها بيضاء وكأنما لا نهاية لها ولا بداية وقد توسطها طريقة واحد مستقيم ذي لون اسود

وقفت متعجبة من هذا المكان الغريب ، استجمعت قواها وسارت بشكل مستقيم على الطريق الاسود وهي ترمق الغرفة البيضاء باستفهام شديد

ابتلعت ريقها وهي تشعر بنوع من الهالات الشريرة ، هاجس مشئوم تناهى الى قلبها وعقلها ولم تستطع انكاره مطلقاً

سارت وسارت حتى كادت قدماها تتحطم من المسير الطويل وسك هذا الخط الاسود لا المتناهي ، تنهّدت بعمق وهي تسير مغمضة العينين وتدندن ببعض النغمات المتنوعة من الملل

حتى استوقفها ذلك التمثال الضخم الذي توسط الغرفة والذي ظهر من العدم ، اتسعت حدقتا عينيها وهي تنظر اليه بصدمة

كان يشبه لوحة رسمتها منذ زمن بعيد جداً ، ولكنه هنا اكثر واقعية ، اكثر رهبة من السابق

تمثال لملاك ذو شعر اشقر وعينان زرقاوات ، يبكي دماً من عينه اليمنى وهو يضم يديه مع بعضهما وكأنما هو يدعو ، وجناحاه قد مزقا تماماً ولم يبقى منهما الا القليل فقط

واسفل ذلك الملاك كان صندوق اسود شفاف في داخله توسط سيف اسود كذلك

صوت جوهري ظهر من العدم وكادّ يصم اذنيها لكونه جوهرياً بحتاً

- يا من استطاع الوصول الى باندورا ، هنا ستكتشف لك حقائق لم يعرفها احدٌ من قبل ، سوف ترى حقاً ماهية هذا العالم ، وكما الاسود تقبع نائمة وسط الضباب يختفي الوهم المظلم عن انظار حراس النور منتظراً الفرصة لهتك حرمة الاموات ، ولاضرام نار الحروب ، هنا ستسفك دمك لانك المختار الذي سيحمل سيف باندورا ويصبح تحت راية الظلام جندياً ، عرف عن نفسك يا هذا للظلمة التي خلقت منذ ازل التاريخ


ادركت امراً ما هنا ، تراقصت عيناها و خانتها كل التعبيرات في هذه اللحظة ، صرخت لا شعورياً وهي تقول بانفعال


- سيف ! ، صندوق باندورا هو سيف ؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes