WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل السادس : ( استيفاء العاصفة : رمز الظلام )







الفصل السادس : ( استيفاء العاصفة : رمز الظلام )






تجمّد الزمن الماثل بسيره المضني امامها وهي ترمق الصندوق الاسود الشفاف بحنق ، لمعت شرارة حمراء في عينيها الزرقاوات وهي لا تكاد تصدق حقيقة قد القيت على مسامعها للتو فقط
استشاطت غضباً وهي تضرب الارض بقوة ساحقة هزت المكان بقوة ، اقتربت محاولة ان تلمس الصندوق إلا ان حاجزاً قوياً قد منعها ودفعها الى الخلف بضعة خطوات
عادت للوقوف مجدداً ولكن هذه المرة بشكل اقل غضباً ، رغم ان قسمات ملامحها لا تزال جافة وغاضبة إلا ان نوعاً من الشك بدأ يساورها و وساوس لا تنتهي تنهش في لحمها
جاءها الصوت مردفاً بنبرة كانت تحتوي من الغموض والغضب الكثير
- يا من تحاول لمس باندورا ، لا ينفع الغضب في كبح جماح الوحوش ، اهدأ واستجمع شتات نفسك واعرف مكانتك كي تستطيع تحقيق مرادك
اشاحت بناظرها بعيداً عن الصندوق وهي تحاول ان لا تفكر بطريقة سلبية تؤثر على كل ما حولها بشكل سيء
احاطها جو غريب فجأة ، شعور مألوف لقلبها قد راودها في لحظة ، استكانت واقفة ترمق الفراغ بصدمة عارفة
التفتت الى الخلف فجأة وهي تصرخ
- دارك ؟!
لم تجد احداً حولها ، لا تعرف لما تشعر بحضور يشبه حضور دارك لدرجة كبيرة ، انتفضت قليلاً وشعرت برعشة باردة تسري في جسدها الضعيف
ضمت نفسها بيديها رامقة المكان بحذر شديد ، التمثال السامق الماثل امامها لا يزال يبكي دماً قرمزياً يسقطه على الارض السوداء التي جعلته قانيَّ اللون من الحلكة
تلفتت يميناً ويساراً باحثة عن مصدر الشعور المنبثق الشبيه بدارك ولكن الفراغ كان الموجود الوحيد هنا ، اخرجت زفرة حادة من جوفها تدل على عدم الارتياح
ولكن شعوراً آخر عاد للظهور في لحظة غادرة ، صوت في عقلها ينادي باسمها منذ الازل ، الم ، ظلمة وهلاك ، هذا ما جال في بالها من همس الشياطين هذا ، التمست الفناء في هذا الصوت الناحب الباكي ، الذي يدّر الموت شفيعاً على قبور المذنبين الضعفاء
وضعت يدها على جذعها الايسر ، على الاضلع التي تخفي تحتها قلباً نابضاً بالحسرة والندم ، لم ترد ان تسمع هذا الصوت الهامس مجدداً ، سئمت من الرعب الذي ينادي كيانها بسهولة وينجر خاضعاً نحو المذبحة
في ثوانٍ معدودة لم تفقه اليها كان ذلك السهم يخترق صدرها الايمن ناثراً دمائها القرمزية على صندوق شرور العالم الدفينة ، خط دم سالَ على فمها وهي تنظر بغير ادراك للمكان ، سقطت على ركبتيها وهي ترى امامها صوراً غريبة ، غامضة و غير معروفة التاريخ
’’رجلٌ ذو شعرٍ اسود وعينان حمراوات تضمر شراً لن تكفيه الابدية لقمعه ، في كفه يحمل سيفاً اسود نحتت عليه عبارات حمراء مقتضاها الموت والهلاك وعدم الرحمة
النيران من خلفه استعرت وتأججت بشدة و الجثث من امامه اصطفت بدمائها التي لونت الارض بنهر احمر دامي ، سار في طريقه ناحية احدى المنازل ليكسر بابها ويدلف اليه رامقاً العائلة المتكورة على نفسها من الخوف بحنق ، الازدراء بادٍ على وجهه والغضب مكتسح الثنايا في قلبه
جوفه خالٍ من المشاعر الانسانية والرحمة ، يكشف عن جانبه الشرير بسهولة ان غلب قلبه على عقله ، يأتي ضحاياه بسرعة ويسلب حياتهم على مرأى من اعين الباقين
مدمر الشعوب والأمم ، ساحق البشر ومدمر معاشرهم ، الابن الذي اخفاه والده خوفاً من كينونته التي ورثها منه ، ولكنه فك الاسر طليقاً حرا ، وبدأ رحلة اضرام النيران في صفحات التاريخ الخالدة
اقترب منهم و نية القتل واضحة على ملامحه الهادئة الشيطانية ، صرخ شيخ كبيرٌ في عمره وقد كان ربَّ الاسرة
- باندورا ! ارجوك توقف ، لا تقتلنا ، لم نقصد اهانتك ، لم نقصد ان نحط من قدرك وننعتك بالسفيه ارجـ ...
ولكن الرجل لم يكمل عبارته لان باندورا قد فصل رأسه عن جسده امام اعين عائلته التي تلته في الموت البشع ليلقوا وسط النيران طعاماً تستهلكه الافاعي المتغذية على الجشع والدمار
خرج خارج المنزل وقد تحولت معظم الجثث والمنازل رماداً من النار التي لم تكتفي من تناول الحي والميت في المكان ، عُكست النيران على عينيه الحمراوتين فاشتعل قلبه حقداً جزيلاً انقض على روحه الهائمة في جسد شخص مذنب ، ارتوى من شعب الظلام كلها ولم يبقى له الا ان يرى الجحيم التي يحلم بحكمها يوماً وتعذيب كلَ من في عقله وإنزال اكبر قدر من الالم على كلِ حيٍ يتنفس
شق طريقه بين الدمار نافذاً ، وحيداً ، يتطلع الى الانحاء بكينونة غامضة وغاضبة ، القى نفسه مباشرة في الكره والأكاذيب ، يشعر بأنه ينتهي بالبداية التي بدأها وانه يسير في حلقة مغلقة وخالية من التغيير
كلُ ما حوله ابيض واسود مزين بحمرة الدم فقط ، قلبه لم يعد ينبض بعد الان وعقله توقف عن التفكير ، يمضي ايامه المنيرة هائماً في الكهوف واذا جثم الليل كل سائر يخرج ليذبح ويسلخ ويعذب ، كان هذا روتينه ، باندورا الذي حمل كل شرور العالم على كتفيه كهلاً ثقيلاً جلب له الشقاء لا المنتهي
فجأة ظهر ضوء ابيض قوي ولكمة قوية دفعت باندورا بعيداً ، لم تستطع آيـآمي ان ترى ملامح الشخص الذي بدأ يقاتل باندورا ، ولكنها كانت تشاهد جسده الذي انهال ضرباً على باندورا العاجز عن الحراك لأول مرة
ضوء ابيض حاد اخترق يمنة صدره وجعلته ينزف بشدة ، امسك الرجل الاخر رأس باندورا ليهويه على الارض بقوة مسبباً شرخاً نازفاً بدموية فيه
وقف باندورا وحاول مهاجمة الاخر ولكنه لم يفلح ، امسك الاخر بيدي باندورا وكسرهما ، في لحظة عجز سقط فيها باندورا على ركبتيه ، ادخل الاخر يده في صدره وهو يمسك بقلبه الاسود بين يديه
اعتصر قلبه داخل جسده ليهوي باندورا صريعاً على الارض المشتعلة ناراً ، كلُ ما استطاعت آيـآمي ان تلمحه هو خصلات شعر ذهبية ودموع حسرة تنهمر من عيني الرجل غير واضح الملامح
اختفى الرجل في ضوء ابيض كما ظهر منه قبل وهلة ، ولكن الفاجعة لم تقف هنا
بصدمة لم تصدقها حرك باندورا نفسه بصعوبة بالغة وقد ارتوى جسده من دمائه الخاصة ما يكفيه لقرون ، تحرك بصعوبة ناحية سيفه الاسود وهو يمسح بيده الدم عن وجهه ويمسحه مرة اخرى على السيف ، بدأ يردد عبارات ختمٍ ما وقد امتلأ كيانه بالكره لنفسه ولكل شيء في هذا الكون
صرخ بحدة كادت تكسر الليل البهيم
- بعتُ روحي للشيطان مرتعاً واستقيت ارواح الابرياء بدم الفسوق ، انا باندورا اختم روحي داخل هذا السيف ليحمل ارادتي المظلمة المهلكة الى الزمن القادم ، ليختمن القوي منهم غضبي ان استطاع فعل ذلك !
برق السيف حمرةً كما برقت عينا باندورا واطلقت شرارات الجحيم ، اختفت اللمعة من عيني باندورا وسقط رأسه على الارض عاجزاً عن الحراك ، فاضت روحه الى السيف الذي خُتم وعيه فيه وسيبقى هكذا الى الابد ’’
عادت عيناها الى الواقع وعاد ادراكها مجدداُ لما حولها ، وقفت بصدمة وسارت نحو الصندوق مجدداً وهي ترمقه بحزن وفاجعة
لا تعلم لما ولكن دموعاً حارقة انهمرت من عينيها وهي تستشعر وعي شخص حبيس داخل هذا السيف ، لا تعلم لما تشعر بأنها تعرفه ، تفهمه والأكثر من هذا مرتبطة به بخيط متين ماسيّ
الصوت الذي طالما ناداها في ليالي كوابيسها والمها كان صوته ، باندورا نفسه كان يناديها دائماً آملاً ان تلبي ندائه الصارخ والشاهق بجحيم لا ينتهي
يقال ان في اللحظة التي تسبق الموت يفهم كلٌ منا السبب الحقيقي لوجوده ومن تلك اللحظة يولد النعيم او الجحيم
ربما فقط ربما ... ادرك باندورا الحقيقة وأراد ان يكملها الى سحيق الازمان والأمكنة وربما اراد فقط ان يكمل حقده مسيرته الطويلة في الحياة
دموعها تأبى التوقف والألم في قلبها يعتصره شاهقاً بفوضى داخلية لا تنفك ان تؤدي جسدها غير المحمي بزوبعة الخيال ، سقطت على ركبتيها وشهقت بقوة من الالم داخلها ،لا تعلم لما شعرت برغبة في احتضانه بقوة و التخفيف عنه لعله بهذا يعرف جمال الحياة
لانه قد بحث عن جمال الحياة ولكن كلُ ما وجده كان المعاناة فقط
شعرت بشيء ما يتحرك تحت جلدها ، هل هذا هو الالم ؟ ، تساءلت في لحظة
شيء ما ... بل شخص ما ، يدان امتدا من خلفها وأطبقتا على رقبتها بقوة خارقة ، فقدت قدرتها على التنفس و ازّرق وجهها من فقدها للهواء ولكن سرعان ما ابتعدت تلك اليدان الباردتان وعانقتاها بقوة كبيرة ، شعرت بثقل جسد يرتمي عليها من الخلف معانقاً اياها بقوة
بصوت جوهري منكسر جائتها جملة واحدة
- واخيراً لبيتي ندائي الطويل ، الحرية التي اريدها هي التي اريد تحطيمها ، ارسليني للعذاب الازلي و امنعي وبائي من الانتشار في الكون
ارادت الالتفات ولكن كل شيء اختفى فجأة ، وقفت والتفتت بسرعة باحثة عن شخص ما ولكنها لم تجد أي احد ، تسارعت نبضات قلبها بالظلام و ارتأت ان تجد طريقة لتحرير كل الموجودات هنا







شعر بغصة داخله ، الم اجتاح كيانه فجأة و شكوك دثرها الزمان تلمع في عينيه الزرقاوتين ، اختفت ابنته منذ بعض الوقت ولابد ان يكون هذا القلق عليها
كلا .. ان هذا امرٌ آخر ، هناك امرٌ ما قد نسيه ، طواه الزمن و اندحر في طريق الظلام منسيا ، ذكرى تعود لآلاف السنوات وربما اكثر ، سرٌ اسود حالك خبأه وسط صناديق قلبه المغلقة بأحكام
فوضى قد ارسى عليها سلطته وجبروته حتى يوقفها من توليد الاوبئة ونشر الخراب ، اغمض عينيه واتكأ برأسه على الكرسي الخاص به
تسارعت انفاسه بشكل هستيري ووضع يده على قلبه متألماً ، تلك النزوة الغريبة تناضل للخروج والحقيقة المغبرة تحاول ان تكشف العنان لنفسها
ما الذي سيحدث ان كشفت الحقيقة ؟ وما الذي سيترتب عليها من آثار مدمرة ؟
منذ ان شاهد آيـآمي تسير في تلك الارجاء ساورته الشكوك ونهش القلق عظامه وتخلل الى اعمق بقعة في كيانه ، شبك يديه بقوة مع بضعهما وهما ترتجفان بشكل مرعب
تحولت ملامح للخوف ، لأول مرة سرى الخوف في اعصابه وشرايينه و جعله غير قادرٍ على ان يتخذ قراراً ما
اقترب منه كازو القلق ليردد ببعض التردد
- والدي ، هل انتَ بخير ؟
التفت اليه المعني بنفس الملامح المتألمة ، اجابه بصوت مهزوز
- انا بخير ، انه القلق وحسب
لم يستطع كازو ان يصدق هذا الجواب ، هناك امرٌ ما يدور في ذهن والده ولا يستطيع ان يغض النظر عنه
التفتت ناحية اراشي الذي كان يحاول التكلم ولكن السيف الذي اخترق فمه منعه ، اعاد كازو نظراته لوالده وقال باحترام
- هل علي تحريره ؟ لقد اشفقت عليه حقاً
اخذ ساتان نظرة سريعة على اراشي ثم تنهد بغضب واردف مجيباً
- افعل ما يحلو لك
انحنى كازو باحترام واتجه ناحية اراشي وانتشل السيف من فمه ، سقط على الارض ودموع الفرح تنهمر من عينيه اللتين شاهدتا اقسى انواع العذاب الحي
ولكن فرحته لم تدم حينما لمعت عينا كازو بخبث ومكر ، وقهقه بجنون غير معهود منه
فرقع اصابعه وعيناه ترسلان شرارات حانقة على اراشي
ردد بغضب وبابتسامة خبيثة
- حان وقت رد الصاع صاعين ، سخرت مني عندما كنتُ طريح الفراش لأربعة اشهر وحان وقت رد الدين
كان يريد تهشيم رأس اراشي ولكنه تدراك الموقف عندما شعر بنظرات والده التي تحرق ظهره بشدة
زمّ على شفاهه بقوة وعدل عن تهشيم الرأس ، تنهد اراشي براحة ووضع يده على قلبه بسكينة
ولكن كازو لم يعدل عن قرار معاقبته ، بل قام بإمساك قدمي اراشي وكسرهما بأن غير مواقع العظام بقوة
تلوى الاخير من الالم وراح يصرخ في وجه كازو الذي حك اذنه وسار مبتعداً وهو يقف مجدداً بجانب والده رامقاً الشاشة السوداء بقلق شديد
اتكأ ساتان بمرفق يده على الكرسي واسند رأسه على كفه وهو ينظر الى دانتاليون المنهمك في علاج اخوته الصرعى ، ابتسم بسخرية على رقة قلب دانتاليون ولكنه شعر ببعض السرور لانه لا احد من ابنائه ورث ذلك الشيء عنه
اجل .. فهو لا يرغب بأن يورثهم اكثر ما يخافه في نفسه ، هو لا يفهم نفسه ، لا يستطيع احياناً التحكم في افعاله ، لا يزال تحت تأثير الخدر الي اصيب به عندما اغلق ابواب ذلك الشيء
تدارك افكاره واعاد النظر الى الشاشة السوداء من جديد ، منتظراً ان يظهر وجه ابنته الوضّاح بالحياة عليها







انهت العمل الذي تكفلت به وهو القضاء على وحوش الظل الذين سببوا لها الارق ، فكلما حاولت قتلهم يظهرون مجدداً بشكل اقوى الى ان عرفت السبيل الوحيد للتخلص منهم وهو الضوء !
اجل ما داموا ظلاً مصنوعاً من الظلام فأن الذ اعدائهم يكون الضوء الذي يطهر كل الارض من الدنس والخطيئة
وقفت مارينا بحذر وهي تترقب ظهور المزيد من وحوش الظل الذي كرهتهم الان اكثر من أي شيء
ولكن شيئاً لم يظهر ، شعرت بالراحة تسري في كيانها المرهق ورمت بنفسها على الرمال الرمادية وهي ترمق السماء السوداء ببعض القلق
قالت بقلق و اشتياق
- ما الذي حدث لكِ الان يا صغيرتي ؟
لا تزال تكره ما فعلته آيـآمي لانقاذها ، لم ترد ان يحدث هذا من اجل ان تصبح حرة من عذاب الروح السوداء بعد الموت
ولكن ما حدث قد حدث وانتهى الامر ، لا يمكن لاحد ان يعيد الوقت ، لانها ان استطاعت اعادة الوقت لمنعت آيـآمي من فعل فعلتها الشنيعة لانقاذها
زفرت بحدة ووقفت مجدداً وهي تقول بمرح وعصبية مصطنعة
- هل هذا خطأ آلون الاحمق ، ما كان عليه تركها لوحدها مع المسخ اللعين
ابتسمت عندما تذكرت وجه ساتان عندما يتهكم ، ورددت بحب
- اريد رؤيته ولكنه قد يقتلني ان رآني الان
موجة غريبة اكتسحت الجو في لحظة ، التفتت يمنة ويسرة بفزع باحثة عن مصدر هذه الطاقة المرعبة
لم تجد شيئاً بل كل ما وجدته هو وعيها الذي تم نقله لذكرى من ماضٍ بعيد قد غطاه الغبار الخانق من كل الجهات
’’ كان يوماً مطيراً والكون كله تسربل السودا رداءً يقيه الخوف والفزع ، وسط الغابة التي اظلمت بظلمة تطبق على الانفاس فتزهق الارواح بلوعة النجاة
كانت تلك الفتاة في العقد الاول من عمرها واقفة امام شاهد قبر قد ازال المطر ما تراكم عليه من الغبار
تحمل في يدها اليمنى وردة حمراء ، رفعت الوردة و انتزعت بتلاتها لتنثرها على القبر وتلتحم به من مياه المطر الشفافة
فتحت علبة عصير ما كانت بجانبها وسكبتها على القبر وهي تبتسم ابتسامة صفراء شاحبة
رددت بانكسار وهزيمة
- انتِ تحبين عصير الازهار اليس كذلك ؟
ابتلعت شهقتها داخل جوفها وكبتت دموعها من السقوط ، الا ان زجاجة العصير سقطت من يدها وتحمطت لتسقط على ركبتيها وهي تصرخ بشدة ودموعها قد اختلطت مع المطر فما عادت تميز بكائها من عدمه
القت بجسدها على القبر وهي تبكي بحرقة وتشهق شهقة كادت ان تفزع الاموات وتعيد الشحوب الى عظامهم المتآكلة
رددت بألم وندم
- انه خطأي ! موتك كان خطأي انا ! لاني ولدت ، لاني موجودة ! لاني انا ! ، كله بسببي ! ما كان علي ان اكون في هذا العالم ، لكنتي انتي سعيدة مع ساتان بدون ما يؤرق حياتك ! انا السبب ... انا السبب ’’
عادت الى الواقع لتجثي على ركبتها فزعة ، لم تصدق ان آيـآمي كانت تلوم نفسها طوال الوقت على موتها ، لم تصدق مقدار الاحتقار الذي شعرت به تلك الطفلة لنفسها ، وضعت يديها على فمها وهي تمنع صرخة كانت ستصرخ بها من الالم
نظرت ناحية فتحة الكهف ورددت بصوت باكٍ
- آيـآمي !







كان يسير بخطى ثابتة نحو مصدر الضوء الذي لمع منذ فترة ليست بطويلة ، الجراح النازفة التي تغطي جسده ابطأت من سرعة سيره وجعلته عاجزاً عن القتال بشكل جيد
سعل دماً بقوة على الارض وكاد ان يسقط على ركبتيه ولكنه تمالك نفسه من اجل ان يصل الى بر الامان
فهم الان السبب الذي كان يحثّ الجميع على ايقافه من المضي قدماً نحو صندوق باندورا ، ابتسم ساخراً من نفسه وعاد للسير المضني مجدداً وهو يدعو ان يكون هناك شخصٌ ما عندما يصل
رغم ان نغزة غريبة في قلبه تؤلمه ، شعورٌ بالخوف يتدفق جارياً داخل كينونته الباردة وتحثه على تغيير اتجاهه ناحية الشمال ، حضور قوي يعرفه جيداً ويتمنى ان لا يكون هنا الان
توقف ورمق الجهة الشمالية بقلق ليردد بضعف
- آيـآمي ! لما اشعر بأنكِ هنا ؟!
نفض تلك الافكار من رأسه وعاد للسير الدءوب ناحية الشرق ، مرت فترة منذ ان بدأ السير وبدأ يستشعر حضوراً قوياً لعدة اشخاص يعرفهم تمام المعرفة
لم يرد ان يصدق بأنهم هم نفس الاشخاص الذين يعرفهم و ترعرع معهم منذ ان كان صغيراً
شبح ابتسامة صغير ظهر على ثغره الكئيب و ركض بسرعة متجاهلاً الم جروحه النازفة حتى وصل الى حيث كانوا واقفين
قال بغير تصديق
- انتم .. مستحيل !
التفتوا اليه مصدومين وفرحين ، احتلت الابتسامة ثغورهم عندما شاهدوه واقفاً امامهم ، تقدموا منه سريعاً ليعانقه آيـتاتشي بقلق وهو يريد ان يبرحه ضرباً على اقلاقه هكذا
دموع الفرع ذرفها ناروتو وهو يضرب رأس ساسكي بقوة باسماً ، اما كاكاشي فقد كان واقفاً يلقي خطبة طويلة من وجوب سماع رأي الاخرين على مسامع ساسكي الذي اراد ان يفقد سمعه لهذه اللحظة
ابتعد آيتاتشي عنه وراح يجوب ببصره في الارجاء متعجباً ، اعاد النظر الى ساسكي الجريح وقال بقلق
- ساسكي ، اين آيـآمي ؟
قطب ساسمي حاجبيه بتعجب واستنكار ، ابتعد قليلاً عن آيتاتشي ليردد بانفعال شديد
- ما الذي تقصده ؟ هل اتت معكم الى هنا ؟!
امسكه ناروتو من كتفيه وهزه بقوة وهو يقول بغضب
- لاتمزح معنا ساسكي ، اين هي ؟
دفع ساسكي ايدي ناروتو بعيداً بعنف ليصرخ
- لا اعلم عما تتحدثون عنه ، انتم تقولون بأنها قد اتت اذا اين هي ؟
نظر الجميع الى بعضهم باستنكار ، استطرد كاكاشي بقلق
- يا الهي ما كان علينا ان نتركها تذهب لوحدها
وقف الجميع على اعصابهم حتى تفرقوا وبدؤوا البحث عنها وهم ينادون بأسمها في كل مكان محاولين ان يصلوا لاثر يقودهم اليها






قفص احاط بالغرفة شاسعة المساحة ، الون داكنة دهنت بها الغرفة لتعكس لون الدماء حالما تقوم بقتل شخص ما
اشلاء متناثرة ودماء رسمت بها لوحات على الجدران ، وبعض الاعضاء المحفوظة في قوارير
كانت هذه هوايتها التي تعشقها اكثر من أي شيء ، جالسة على سريرها تقرأ كتاباً وهي تراقب كلَ ما يحدث من خلف الكواليس
رددت بخبث
- وصلت آيـآمي – شان لباندورا اذا ؟! ، هذا رائع فصلٌ جديد على وشك ان يحل ضيفاً علينا

اغلقت الكتاب ووقف متجهة ناحية جثة مفتوحة الجسد ، خالية من الاعضاء ، فقط دماء كانت كالبحر فيها ، ادخلت يدها في الدماء واخرجتها مغطاة بها
اتجهت ناحية الجدار وبدأت ترسم شيئاً ما بالدم ، ابتسمت لتقهقه بجنون وتردف
- اقترب وقت تحقيق النبوءة والسباع سوف تهيم ضائعة وسط سراب الجنون
لعقت الدم الذي غطى يدها بشهوة مشتعلة لتكلم الجدار بقوة حطمته عن بكرة ابيه ، توعدت كثيراً من الناس داخلها وقررت ان تحيد العالم على حافة الدمار ما ان تنتهي خطتها المحكمة






صوت جاف يقرعُ ناقوسَ الخطر
حاصد الارواح ينكث جراحا عمرها مئات الاعوام
ينكأ عميقا وعميقا في الجرح
ليسمع صرخة المها الخافتة من القبر
لا يزال قلبها ينبض خائفاً ، متوتراً ومترقباً ، تذكرت كل من وقف بجانبها يوماً وساندها في الوصول الى الحقيقة والى ما هي عليه الان
وهي تعرف تمام الثقة ان لا خطر محدق داخل حجرٍ محصّن لايزال يتنفس .. !
ولكن رعشة غريبة تتملك جسدها وتثنيها عما تريد فعله ، جنون يقتضي قتل النفس وتدمير ما حوله من ذكريات طافية على نهر الماضي
ازمعت بالاقتراب من الصندوق و شعلة الحياة خفتت من عينيها الزرقاوتين
وقفت محايدة له تماماً و قطرات العرق ظهرت على جبينها ، مسّدت جبينها بيديها لتمسح قطرات العرق
لا شعورياً بدأت تمد يدها ناحية ذلك الصندوق الذي شعرت به يهتز وسط الفراغ ، همس ظلامي راح يدوي في اذنها صارخاً ، مدوياً ولاعناً كل شيء حولها
اقتربت من ان تلمس الصندوق وها شعرت بقلبها ينعصر لسبب مجهول ، لامست اطراف اصابعها الصندوق
ليظهر رمز قريب سرعان ما انشطر الى نصفين وتلاه تحطم الصندوق الذي خرجت منه رياحٌ سوداء عاتية كادت ان تسلخ جلدها عن جسدها
تراجعت خطوات عديدة الى الوراء وهي تضع يديها امامها حامية نفسها من الرياح الشديدة التي خدشت وجنتها اليمنى وجعلت الدم ينزف ببطء منها
الرياح تعصف وتعصف والسيف يبرق وسطها بالاحمرار غاضباً ، عينان حمراوتان ظهرتا من العدم ورمقتاها بالحقد والغضب والرغبة في القتل
سمعت نفس الصوت الجوهري الذي سمعته عندما اتت الى هنا قبل مدة ، ردد بهدوء قائلاً
- يا من لم تعرف عن نفسك ، اصرخ باسمك واجعل جدران غرفة الجحيم هذه تدوي مصدعة نفسها وبهذا قد تستطيع ان تحصل على سيف باندورا الاسطوري ، هذا ان قبل بك السيف حاملاً له
ظهر عرق الغضب على وجهها وصرخت بزمجرة الوحوش
- اخرسي مهما كنتِ ، لا حقَ لكِ في املاء الاوامر علي ، هذا السيف اللعين سوف يكون لي وسوف اكون سيدته المطلقة ، لا حاجة لي بنصائحك التافهة
لم تعرف آيـآمي ان برفضها لهذا الصوت فقد ارضت جزءاً من غضب باندورا ، احتدت العيون الحمراء التي ترمقها برضى وشعرت وكأنما هي تبتسم لسبب تجهله
حاولت التحرك فاشتدت الرياح عتواً ، ابتسمت آيـآمي وقبلت التحدي الذي تلاه السيف بلغة الغموض على مسامعها
اخذت تشق الخطى وسط العاصفة الهوجاء التي عصفت فجأة من اللا مكان ، كلما اقتربت ابعدها السيف اكثر عنه وهي لا تزال تناضل حتى تصل اليه
اقتربت كثيراً منه فابتسمت وقالت بشر
- انا اوتشيها آيـآمي ، ابنة ملك الشياطين ساتان ، سأجعلك تذعن لكل كلماتي وتخدمني الى الابدية ايها السيف الحقير
مدت يدها بقوة وامسك بالسيف من مقبضه ، تلك العاصفة الهوجاء تحولت لدوامة من الرياح تحيط بجسدها الذي شعرت به يتهشم تحت وطأة الضغط الشديد ، انشق جزء من ملابسها والذي كان على ناحية كتفها الايسر وبدأت طاقته المظلمة والرياح السوداء تدخل فيه بقوة
صرخت بألم وتلك الطاقة الغريبة تدخل فيها الى ان اتمت ختم نفسها فيها وظهر الختم جلياً على كتفها الايسر وكان على شكل دائرة توسطها رسمٌ للسيف تقطعه كلمات حمراء دامية
وقفت بصعوبة وهي تترنح متألمة
نظرت الى السيف الذي كان مقبضه على شكل تنين اسود ذي عيون حمراء ونصله اسودٌ كتبت عليه عبارة واحد بالاحمر القرمزي
" كابوس الجحيم الحي سوف يولد ضباباً على قبور الاموات الصارخين وسط الظلام الذي ينكأ عميقاً في جروح المذنبين "
سكنت دقات قلبها وشعرت بنوع من الراحة يسري فيها ، ابتسمت وهي تشعر بأنها تمّلكت السيف تماماً وانها تستطيع السيطرة عليه او هذا ما تظنه على اية حال
شعرت بهزة خفيفة تحت قدميها سرعان ما تحولت الى زلزال مدمر زلزل كيان الغرفة الضخمة ، في لحظة تدمر التمثال الضخم وسقط على الارض وكما جدران الغرفة كانت تتصدع بشكل جنوني هرولت آيـآمي مسرعة وهي تحمل السيف ناحية المخرج الذي لم تعرف اين هو
كل ما حولها يتهدم بسرعة والطريق الذي تسير عليه يسقط في هاوية سوداء كلما ركضت عليه
شعرت ببعض الخوف مما يحدث الان ولكنها قررت ان تنجو مهما كلفها الامر ، شاهدت ضوءاً يلمع من مسافة ليست ببعيدة فأدركت انه المخرج ، ابتسمت بغباء وهي تركض بسرعة جنونية ناحيته
الى حين وصلت اليه وقفزت منه فارة من الدمار الحاصل في ذلك المكان
شعرت بيدين تطوقانها وقد حمتها من السقوط ، فتحت عينيها لتجد نفسها بين احضان والدتها المبتسمة
ابتعدت بقليل من الخجل لترمقها والدتها بابتسامة خبيثة وتقترب منها هامسة
- ما بكِ يا صغيرة ، اتشعرين بالخجل لان والدتك قد حمتكِ ؟
- مـ ... ما الذي تقولينه بحق الجحيم ؟! من هي الخجلة ؟
- ومن غيركِ هنا ؟ ، لا عليكِ ، هل دمرتي الصندوق ؟
- كلا
- ماذا ؟! اذا ما الذي فعلتيه به بحق السماء ؟
- انه بين يدي
- ها ؟!
نظرت مارينا الى السيف الذي تحمله آيـآمي بين يديها ، تبادرت الحقيقة الى ذهنها لتصرخ بهستيرية وغضب
- ماذا ؟! الصندوق اللعين سيف ؟ باندورا هو سيف ؟!!
- كانت هذه نفس ردة فعلي عندما عرفت الحقيقة
- يا الهي وكل تلك الشائعات عن كونه يحمل كل شرور البشرية !
- انها حقيقية ، تلك الشائعات ، لان هذا السيف يحمل كل شرور البشرية داخله
- اذا علينا ان نقضي عليه للأبد
اقتربت مارينا من آيـآمي التي وبحركة سريعة ضمت السيف واحتلت ملامحها نظرات غاضبة لتردد بحنق
- كلا لن اسمح لكِ بتدميره !
- ماذا ؟ ولكن تدميره هو الامر الصحيح
- لا ، اريد ان احتفظ به واستعمله في القتال
- هل جننتِ ؟! انت مثل والدكِ تماماً لا تفكرين فيما تفعلينه
- قلت لا ويعني لا ، هذا السيف الرائع لا يستحق ان يدمر
- اه من صداع الرأس الذي جلبتيه لي يا فتاة ، افعلي ما يحلو لكِ
- حسناً اذا ، شكراً امي
- لا تهتمي لغبائك وتبجحك الوراثي
- على اية حال ، هل تنوين العودة معي الى القرية ؟
- لا لم يحن وقت عودتي بعد ، فأنا قد فعلت اموراً شنيعة وعلي ان ابررها اولاً
- اعلم هذا ، ولكن لما دمرتي تلك القرى ؟
- سكانها كانوا من الذين يسمحون للشياطين بالتحكم بهم ، لذا اضطررت لفعل هذا حتى لا يودوا بالعالم للتهلكة
- هكذا اذا
حل الصمت مطبقاً للحظات ، ابتسمت مارينا ثم اردفت بلطف
- دعيني ارافقكِ الى الخارج
- حسناً
فرقعت مارينا بأصابعها فخرجتا من داخل ذلك البعد الكئيب وعادتا الى الغابة السوداء ، انتبهتا على امر واتسعت حدقتا اعينهما من الدهشة
كانت الغابة قد بدأت تعود الى سابق عهدها ، حية ومليئة بأصوات الحياة ، بدأ السواد يختفي والضباب بدأ ينقشع ، الحياة بدأت تدب فيها بصمت وسرعة
ابتسمتا على هذا وشعرتا بالسعادة لان مثل هذه الجنة عادت لكونها جنة مرة اخرى بعدما اصبحت جحيماً لا يطاق
اقتربت مارينا من آيـآمي وقبلتها على جبينها وقالت بسرعة
- حسناً علي الذهاب الان
- حسناً
ابتعدت مارينا بضع خطوات والتفتت لآيـآمي التي تراقبها بصمت ، ابتسمت ابتسامة بديعة واردفت بعدها
- احبك ، آيـآمي
اتسعت حدقتا آيـآمي بصدمة ، اهتز قلبها وشعرت بكافة جسدها يرتجف من السعادة ، حبست دموع الفرح والتفتت للمضي قدماً في طريقها
سمعت اصوات نداء قادمة من اتجاه الجنوب ، تعرفت على الاصوات وتذكرت ساسكي الجريح
استشعرت قوته ترافق قوى الباقين فتنهدت مرتاحة لهذا ، ركضت بسرعة وقد وضعت السيف على ظهرها حتى تسهل على نفسها الركض السريع
وصلت الى حيث هم واقفون يتحدثون في امر ما وقد انهمكوا فيه بشدة
شاهدته واقفاً من بعيد ، اتسعت حدقتا عينيها و تراقص قلبها فرحاً برؤيته
ابتسمت لا شعورياً وهي تشاهد ناروتو يضربه على ظهره مازحاً ، نادته باسمه بهدوء ولهفة ليلتفت اليها بسرعة كالمجنون وعيناه تبحثان عنها في كل مكان
شاهدها ليتصنّم واقفاً محدقاً فيها بشغف واشتياق ، اراد ان يذهب ناحيتها الا انها فاجئته بأن القت بنفسها عليه واحتضنته بقوة كبيرة
كانت تريد ان تلحمه بجسدها حتى لا يبتعد عنها مجدداً ، ابتسم وعانقها كذلك بقوة لتبتعد عنه بعد فترة وتنظر الى ملامحه المرهقة بهيام
اقتربت منه فظن بأنها تريد تقبيله ، استعد لهذا واقترب كذلك ولكن حرارة الصفعة التي هوت على وجهه قد انسته كلَ شيء
امسكته من ياقة ملابسه وقد احاطت هالة حمراء بجسدها واخذ شعرها يتطاير في الجو بعشوائية وارتسم الغضب الشديد على ملامحها
صرخت في وجهه والشرارات تتطاير من عينيها
- انظر الى ما فعلته ايها القبيح المزعج المتبجح ! الم اقل لك بأن الذهاب الى صندوق باندورا خطر ، وانك قد تفقد حياتك ثمناً لهذا ، ولكنك تبجحت وقلت لا انا قادر على تدميره كلياً ، كم ارغب بطعنك ملايين الطعنات وفقأ عينيك وبعدها احطم قدميك وأعلقك على الجدار كلوحة جسدية فنية ، كل هذا حتى لا تغيب عن ناظري ايها الغبي ، اووه اتعلم كم اخفتني واخفتَ الجميع ؟ ، بالطبع لا تعلم لأنني سأسبب لك اعاقة دائمة وأحطم اسنانك حتى لا تتحدث مجدداً
الصدمة والصمت هما فقط سيدا الموقف ، الكل شعر بالرعب منها لدرجة ان ناروتو تعلق بآيتاتشي خائفاً وقد ارتسم ظل اسود على وجوه كلٍ من ايتاتشي وكاكاشي
اما ساسكي الذي لم يكن اقل صدمةً منهم فقد كانت حدقتاه متسعتان على اقصى اتساع ووجنته المتورمة تحمل من المعاني الكثير
سرعان ما ضحك بهستيرية بحتة وهو يشعر بأن بطنه قد آلمه من الضحك ، ربما لان ما تخيله قد اصبح حقيقة وربما من الصدمة التي لم يفقه اليها معنى فقد ضحك كالمجنون
عانقها مرة اخرى بشدة وهو يرخي رأسه على كتفها مبتسماً وقائلاً
- اشتقت لسماع هذه المحاضرات ، انتِ لا تعلمين كم احبك ايتها المزعجة
توردت وجنتاها خجلاً من كلماته ، ضربته بقوة على رأسه وحاولت ان تفك قيدها منه ولكن بدون جدوى لانه قد تمسك بها وكأنما هي جوهرة نادرة على وشك ان تخطف من بين يديه
ابتسم الجميع برضا على هذا وبدؤوا يشقون طريقهم عائدين الى القرية وهم يحاولون كبت ضحكهم على وجنة ساسكي المتورمة بشدة من الصفعة







ظهرت السعادة على ملامح ساتان وابتسم بفرح شديد ليضحك بصوت بديع ويضع يده على قلبه مستكيناً من الخوف الذي كان يشعر به
انه الان يراها امامه مبتسمة والاهم من هذا بخير ، جلس يرنو الى ملامحها بهدوء وابتسامة ملائكية احتلت وجهه الشيطاني
من ناحية اخرى كان يحاول ان يكبت ضحكته الهستيرية ، الا انه فشل وراح يضحك بشكل جنوني حتى جلس على ركبته وهو يضع يده على بطنه الذي المه من الضحك الهستيري نظر الى الشاشة و بالأخص لساسكي بسخرية لاذعة و قد تجمعت الدموع في عينيه ليردد ساخراً بشدة
- لقد ضربته ! الاميبا الاحمق لقد تم ابراحه ضرباً للتو ، الاحمق استحق هذا ، لابد وانه سيصاب بنوع من الاعاقات مواهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها
اختفت ملامح ساتان فجأة واندثرت مشاعره وشعر بغصة ما تجري في قلبه وهو يشاهد كازو يضحك بهذه الطريقة
ظهر ظل ازرق على وجهه ليضع يده على قلبه ويرد في سريرته
- لقد جُنَ ولدي تماماً ! يا الهي سأصاب بجلطة ، انه سمج بشدة ، هذا جانبٌ لم اعرفه منه ، لا بل هذا بسببي لاني ضربته بشدة ، لابد واني اصبته بعاهة ما في عقله عندما جعلته طريح الفراش لاربعة اشهر ، الحل الوحيد لاخفاء هذه الخطيئة المنكرة هي قتله ! اجل قتله والتخلص من جثته في أي مستنقع في هذا العالم !
وقف ساتان بشموخه وهيبته المعتادة متجهاً ناحية كازو ، ظهرت نية القتل على محياه و استشاط غضباً لتحيط هالة حمراء جسده وتجعل شعره يتطاير بشكل مرعب في الجو
وقد غطت بعض الخصلات الاخرى عينه اليسرى وتركت اليمنى التي تطاير الشرار منها بشكل مرعب
رفع يده التي طالت اظافرها في لحظة في الجو حتى ينقض على كازو وينهي حياته ولكن فجأة من اللا مكان قام دانتاليون بأمساك ساتان من الخلف محاولاً منعه من الاقدام على أي عمل سيندم عليه لاحقاً
اما جيراهيم الذي لم تشفى جراحه بشكل كلي تقدم للمساعدة وامسك بوالده الذي كان غضبه كفيلاً بتدمير القصر عن بكرة ابيه
ولكن لم يكن هذا كفيلاً بأن يوقف ساتان ، فتقدم اراشي الذي كانت قدماه مكسورتان فاستند على ركبته وعانق والده وهو يمسكه من بطنه بقوة محاولاً دفعه عن كازو الذي لا يزال يضحك بهستيرية غير مدرك للوضع الذي وضع فيه
صرخ باقي اولاد ساتان بجملة واحدة ولكنه لم يهتم لهم
- والدي ، لا تتهور ، نحن نرجوك !
انتبه كازو على الجو الغريب ونية القتل التي تم شحذها قريباً في المكان ، ابتلع ريقه والتفت لينظر لوالده الذي كان وحشاً كاسراً في تلك اللحظة وقد احاطه اخوته من كل الجهات محاولين منعه من قتل كازو
شعر بالفزع والخوف وظهر ظل ازرق على وجهه الذي شحب بشكل مرعب من الخوف ، ظهر ضوء اسود في اصبع ساتان وارسله ناحية كازو حتى يخترق رأسه وينهي الامر
ولكن كازو في لحظة خاطفة استطاع ان يستعمل كاريو كدرع واقعٍ للهجوم فاخترق الشعاع قلب كاريو الذي ابتسم وتورد وجهه وهو يردد بنشوة عارمة
- يا لها من اثارة ، انـ .. انـا سـ .. سعيد
سقط كاريو صريعاً بدمائه على الارض الطافحة ، امتلأ وجه كازو بقطرات العرق التي ما انفكت تظهر وتسيل على وجه كالشلال
نظر الى والده بخوف شديد وقد اقترب ساتان منه بعدما حطم عظام الباقين و اخذ يسير بخطى هادئة ناحيته
تراجع كازو زاحفاً الى الخلف وهو لا يزال ينظر لساتان بوجل شديد ، حتى اصطدم بالجدار ولم يعد له مكان يفر اليه
وقف ساتان امامه تماماً وشد على قبضته ليضرب الجدار المسكين ويتكسر عن بكرة ابيه مسبباً جرحاً في وجه كازو
دنى ساتان منه وهمس في اذنه بصوت مرعب وجاف ترافقه نظرة سأقتلك مميتة
- ان اعدت هذه الحركة السخيفة فستفقد حياتك في ثانية ، هل فهم عقلك الصغير كلامي يا كازو ؟
هز كازو رأسه بالايجاب ، اختفى الغضب من وجه ساتان وابتسم ابتسامة حانية ليردد بهدوء
- جيد ، هذا ما عهدته منك
تنهد كازو بارتياح وهو يشاهد والده يتجه ناحية ماري المبتسمة بخبث كذلك ، دنى منها وهمس بشيء في اذنها لتهز رأسها بإيجاب
تكفهر وجه ساتان وقال بحنق
- انتهى الامر اذا ، هذا جيد
خرج دون ان يلتفت لكازو الذي القى بنفسه على الارض من السعادة التي تخللت الى داخله و تنفس الصعداء لكونه حياً ريثما اخوته يقاسون الآثار الجانبية لتعذيب والدهم لهم
سار في ممرات القصر بسرعة كبيرة متجهاً الى نفس الغرفة التي قدم فيها الاضاحي قبل ولهة ، وصل اليها ليفتح الباب ويدلف اليها متوتراً
شاهده واقفاً امامه بشكل رعبه وهيبته المعروفة عنه ، التفت اليه بدهشة عارمة وهو يرمقه مستفهماً عن سبب وجوده هنا
نطق بصعوبة وهو يحاول ان يبدو طبيعياً
- ساتان اذا ؟ ، لا احد غيرك يتجرأ على اقلاق راحتي الابدية
ابتسم ساتان بخبث شديد وهو يديم النظر الى الماثل امامه ، ردد بهدوء
- وكيف لا اجرؤ وانا اعيد الحياة الى صديقٍ وعدو قديم
ظهر الانزعاج على وجهه جلياً فردد بحنق
- متبجح ، كعادتك يا رفيقي
اتسعت ابتسامة ساتان اكثر ليردد بفرح وفي نفس الوقت بقليل من الندم
- اهلا بعودتك ، مادارا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes