اتيت اليك محطماً الى قطع صغيرة
وكلها تركت خلفك داخلي
محطم ولكنهم قد خاطوني مع بعضي بضيق
وانا احاول التنفس .. وقتال جانبي الشرير
كيف تجرؤ وتمشي بعيداً عني ؟
بعدما تركت عقلي حبيس معرتك الدامية
كيف تحتجز روحي بسلاسل السعير بعدها تظن بأني سأسامحك ؟
كيف فقط ... استطعت ان تؤذي من هو من لحمك ودمك ؟
لازلت احاول ان اجمع شتات عقلي المتناثر على الطرقات
واعيد الى وعيي نظير سعة الايام
مضطرب ولكن ما داخلي خفيٌّ ارعن
متكور في صومعتي كالحجر في حمم البراكين
تدندن في نفسي همساتك الشيطانية
وترتقي كينونتي هذه الخيوط الفرعونية
ترائيني بمصيبة قد حطت رحالها من بعيد
ولكنها لا تزال موقنة بحقيقة موقف المسير
ما الذي حالكَ الى هذا المآل يا صاحبي ؟
هل هو الغسق بظلمته المتلاشية ؟
ام الظلام بظلاله لا المتناهية ؟
حججك واهية ضعيفة مترامية الاطراف
تنضب ما ان تعاد على مسامعك ايها المغوار
لست ممن يحملون السيوف قوة ، بل من يحملونها بدافع اظهار السلطة !
قلبه لا يزال ينبض بسرعة وهو يحاول ان يماشي الآخر في الحديث ، هذه الخطوة التي اقدم عليها قد تكون اسوء ما فعله في حياته وقد تكون الافضل ، من يعلم ؟
انه تواق الى انهاء الامر وترسيخ معالم الوحدة في نفسه مجدداً ولكن النطق بهذه الكلمات عبئٌ لا ينفك يفتك بلسانه الذي ثقل فجأة بدون ان يعرف السبب
التفت المعني بتفكيره اليه متعجباً من صمته وقد كتّف يديه مع بضعهما و قطب حاجبيه مستعلماً عما يدور في ذهنه
رفع ساتان بصره ناحيته ، ضاقت عيناه واحتدتا وهو يحاول ان يجمع كل ذرة هواء يمكنه ان يحصل عليها من الجو المحيط به
اردف بنبرة عكست جفاف قلبه
- مادارا ، انت تعلم سبب اعادتي لك اليس كذلك ؟
اغمض الاخر عينيه وتنهد متململاً ليستطرد قائلاً
- مارينا اليس كذلك ؟
شعر ببعض الكلمات تضيع منه ولكنه كبت غصته وأكمل حديثه
- انت تعلم اذا ؟ هذا جيد
- بالطبع اعلم ، انها ابنتي وانا المسئول عن كل الحماقات التي تقوم بها
- غريب ان تحمل اللوم عن شخص آخر
- انت تعلم بأن الحرب الاخيرة علمتني الكثير وقد ادركت حقيقة عالم الاحلام الذي اردت صنعه
- اجل انت محق في هذا
- لأنك كنت تراقب كل شيء ايها المحتال
- يا عدوي القديم ، بالطبع فقد اشتقت لرؤية تقاسيم وجهك المتهكمة
- اتسخر مني ، ساتان ؟
- كلا ومن يجرؤ على هذا ايها السمكة المفترسة
- اعلي ان اتحمل تفاهتك الان ؟
- كلا ، انت مضطر لتحمل تفاهتي
ظهر شبح ابتسامة على محيا كلٍ منهما وحل الصمت مطبقاً على الغرفة كاملة ، اشاح ساتان بناظريه بعيداً وقد احتل الاضطراب عليهما ريثما كان مادارا يراقب تقاسيم وجهه التي لم يعتد ان يظهرها من قبل ، تنهّد مادارا ليردف ببعض الاستغراب
- على اية ما علاقتك مع ابنتي ايها العجوز ؟
- همم ؟
- لا تغير الموضوع بهذه الحروف اللعينة ، قلت لك ما علاقتك بها ؟
- انها زوجتي
- ماذا ؟!! ، ايها اللعين ما الذي تقصده بهذا ؟
- انها زوجتي ، أي جزء من هذه الجملة لا تفهمه ؟
- سأقتلك
- فهمت ، اسمعني جيداً ، كلمة " انها " عائدة على مارينا ، و كلمة " زوجتي " تعني بأنها شريكة حياتي ، هل هذا الشرح وافٍ ؟
- لم اعلم بأنها تمتلك ذوقاً رديئاً ، ربما كان علي ان ازرع فكرة حب نفسها في قلبها بدل ان تحب الرجال
- لا تهتم لهذا يا رجل ، على اية حال عليك ان ترى ابنتنا ، انها مذهلة
- ابنة ؟! لدي حفيدة كذلك ؟ ، ايها اللعين كيف تجرؤ على لمس ابنتي ؟
- الم اقل بأنها زوجتي ؟
- وكيف تبدو حفيدتي هذه ؟
- لقد التقيت بها
- ماذا ؟! متى ؟
- في الحرب ، لقد شاركت في حرب النينجا الرابعة ، اعتقد بأنها كانت مثل الشوكة في حلقك
- لحظة ، اتعني فتاة التنين ؟ تلك اللعينة التي استطاعت ان توقفني من اخذ الكيوبي ؟
- اجل اجل بالضبط
- وانا الذي كنت اشعر بشيء ما ناحيتها ، حفيدتي اذا !
اتخذ مادارا وضعية التفكير وهو يتذكر بعض اللحظات في الحرب والتي احتكَ فيها مع حفيدته المزعومة ، في تلك اللحظات شعر بأنها تشبه مارينا بعض الشيء ولكنه تجاهل هذا لان الامر مستحيل في نظره ، والان عرف الحقيقة ، ابنته تزوجت بساتان عدوه اللدود وانجبت طفلة لا يعرف حتى اسمها
زفّر بحدة واعاد النظر لساتان الذي لا يزال متسمراً يراقبه بنظرات متفحصة ، ابتسم مادارا ابتسامة صفراء ثم ردد ببعض الحنق
- و ما غرضك الحقيقي من اعادتي اذا ؟
- هذا صعب النطق حقاً
- انطق فقط والا قطعت لسانك
- سأفنيك قبل ان تتحرك خطوة ايها المهرج ، ابقى ساكناً
- فالتقل القصة اللعينة فقط
- سبب موت مارينا الرئيسي كان بسبب التصاق الروح السوداء بها ، والان وبعد كل تلك السنوات عادت مرة اخرى للحياة وانا اخشى ان تكونَ مستحوذة منها مجدداً لذا اريدك ان ...
- ماذا ؟
- تـ .. تقتلها !
- مــــــآذا ؟! هل تطلب مني قتل ابنتي ؟ ما الذي تفكر فيه ؟!!
- انا لا استطيع فعل ذلك حتى وان حاولت ، ولكن انت تستطيع
- ولما انا ؟
- لانك قاسي القلب ، متحجر الملامح ، عصبي جداً ونزق الطباع وترافق كلماتك كلمة لعينة دائماً , وانت تعشق ان تعاقب الاخرين على اخطائهم وتحب ان تحمي الناس الذين تحبهم من الاذى وفوق هذا كان القتل والذبح هوايتيك اللتين مارستهما على جيوش الاعداء و ايضاً ...
- اصمت ايها اللعين ! حقاً انت غريب الاطباع
ظهرت ابتسامة متألمة على ملامح ساتان ليغمض عينيه تاركاً مشاعره تنجرف في سيل لا ينتهي من الذكريات المؤلمة ترافقتها نغزات حادة في قلبه الدامي
ادرك مادارا الالم الذي يعتصر قلب غريمه القديم ، لانت عيناه بعض الشيء وهو يتذكر نفسه هائماً في ضباب عالم الاموات ، وحيداً يسير في طريق كان متصدعاً بالندم والحسرة والرغبة في التغيير
اشاح ببصره قليلاً وهو يجوب به الغرفة الواسعة والتي تلطخت بالدماء من كل مكان ، عرف مقدار التضحية التي قدمها ساتان من اجل اعادته ، ولكونه شينوبي لا يحب ان يخذل احداً حتى وان كان عدوه ، اراد ان يتخذ القرار الصحيح في هذه اللحيظات المعدودات وان يغير قليلاً من نفسه التي غمرت في الوحل منذ القدم
همس في قرارة نفسه ببعض الحسرة
- يبدو وكأنه لا يعلم الحقيقة ، المعذرة ساتان ولكني لن اخبرك عن مارينا الان
ادرك الاخر واقعاً مختفياً وراء قناع الشهوات ، حقيقة ازلية مخفية عن ناظريه حتى لا يتمكن من الراحة مجدداً ، ربما تكون هذه مجرد اوهام طغت على تفكيره ، وربما تكون فرضياتٍ لا اساس لها من الصحة ، ولكنه يشعر بذلك ، امر ما مخفي خلف ستار شرانق الحرير ، واقع مرير لا يتوقف عن السير قدماً في طريق وعرة ملطخة بالذنوب
لم يرغب ان يسترسل في تفكيره المضني هذا ولا يريد ان يستمع الى أي شيء بعد الان ، على الامر ان ينتهي وعلى الدنيا السلام
هذا ما يفكر فيه فقط
بطغيان جاف رافقته نظرة قاتلة ردد ناحية مادارا الواقف بلا حراك
- اسمعني جيداً ، الغرض من اعادتك هو انقاذ مارينا ، وان حدّت عن الطريق لسوف اقتلنك مرة اخرى في اقل من ثانية ، تذكر بأني اراقبك على الدوام
- اعلم ذلك ايها المتحذلق
- جيد ، يمكنك الذهاب وقتما تكون مستعداً
اغمض عينيه ببعض الغضب الاعتيادي منه واستدار خارجاً ناحية الباب تاركاً خلفه رجلاً لم يستطع ان يفهمه منذ ان تحداه لاول مرة في نزال شريف انتهى بخسارة متوقعة لـ مادارا
ابتسم بسخرية وردد مستنكراً
- متقلب المزاج ، مثل العجائز تماماً ذلك اللعين
كل الناس اتوا هنا ليستنزفوا وقتهم في الصراخ بلا طائل مستعدين لفعل أي لخلق ضوضاء تكسر الزجاج وتصم الاذان كي يحضوا بما يرغبونه من المرح المزعوم ، قاماتهم سامقة ونظراتهم الغامضة تلك شابهت الثعالب في المكر الخبيث
كلها هذه افكارها التي تدور في حلقة مغلقة في رأسها ، انها ترى الناس مرائين وغير كفؤ لفعل الشيء الصحيح ، ربما هذا فقط بالنسبة لاهل كونوها الذين يغرقون القرية بالأخبار التي تنتقل بسرعة البرق لآذانهم المصغية لكل نميمة وفتنة
وهي تنفذ برفقة اصدقائها العائدين من تلك الرحلة الطويلة كانت تمسك بيده خشية ان يبتعد عنها ، شدت عليها بقوة وسط الزحام وحاولت ان تسحبه ناحيتها حتى لا ينفصل عنها بهذه الجراح البليغة
ادرك هو – من جهة اخرى – هذا الامر فابتسم سعيداً وشد كذلك على يدها كي يشعر بقربها منه ، شاهد قسمات وجهها التي امتزجت بالرغبة بالصراخ على الحشود وابعادهم عنهم فهم لا يستطيعون العبور
ان احتسبتم الموجودين هنا فيسرى الجميع ان اكثرهم معجبات شابات جئن لتفقد من يحببنه بضجيج تنفر منه الانس قبل الجن والشياطين
ادركت آيـآمي في بعضهن نظرات حارقة ناحية ساسكي الذي زمّ على شفتيه بغضب من الترحيب الحار هذا ، استشاطت غضباً وبان ذلك في عينها وهي تراهنّ يرمقنه بطريقة غنج و غزل حيث ارادت ان تفقأ اعين كلَ واحدة فيهن حتى لا ينظرن اليه بهذا الشكل المقزز
استطاعوا العبور بشق الانفس حتى وصلوا الى مكتب الهوكاجي والذي افترقوا عنده لان آيـآمي قررت ان تأخذ ساسكي للمستشفى بسرعة اما الباقين فقد دلفوا اليه نصف فرحين ونصف منزعجين
وقف الثلاثة امام الباب وطرقه ايتاتشي ثلاث مرات ليأتيهم صوتها الهادئ قائلاً
- تفضل
فتحوا الباب ودخلوا اليه وهم يحملون على ثغورهم ابتسامة نصر وسعادة ، وقفت هي وقد ابتسمت شاهقة من عودتهم بهذه السرعة
تركت المكتب واتجهت ناحيتهم تردد بابتسامة وحماسة
- عدتم بهذه السرعة ؟ ما الذي حدث ؟ هل وجدتموه ؟
استطرد كاكاشي الذي اختفت ملامحه خلف قناعه الاسود
- اجل لقد وجدناه والان هو في المشفى برفقة آيـآمي
- هذا جيد ، وماذا عن باندورا ؟
- في الواقع ...
- ماذا ايتاتشي ؟! لا تقولوا بأنكم لم تدمروه ؟!
- في الواقع تسونادي – ساما نحن لا نعرف ان تدمر او لا
- اشرح الموقف
- انشغلنا بمقاتلة وحشٍ مهيب القوى ووكلنا آيـآمي لتدمير الصندوق وعندما عادت اخبرتنا بأنها دمرته وانهت امره
- هكذا اذا ، ما دام الامر مثلما قالته فأنا اصدقها
- على اية حال جدتي
- ماذا ؟
- عليكِ ان تعدي وليمة للاحتفال بعودتنا
- سوف اعد حفلة صاخبة ولكنها على شرف عودة ساسكي لا على شرف عودتك
- ماذا ؟؟!! لما ذلك الاميبا ؟
- ناروتو جلُ ما تريده هو الطعام فقط لذا اصمت قبل ان احرمك من تناول الرامن
- ايتها الشيطان الشرير ، لم اعهدك عجوزاً شمطاء
- نـ .. ـآ .. ر .. و تــ .. ــو
لكمته بقوة على وجهه وسببت له ورماً على احدى وجنتيه وهي تتلفظ بعبارات او بالأحرى طلاسم لم يفقه احد الى معناها من الغضب الذي كانت فيه ، ريثما اكمل الباقون قصَّ تفاصيل المهمة على مسامعها
من ناحية اخرى كان ساسكي في داخل عرفة العناية الخاصة برفقة ساكورا وتشيزوني ومجموعة من الاطباء المهرة وقد وقفت آيـآمي خارجاً تنتظر ان ينهوا العلاج ويطمئنوا قلبها المضطرب قلقاً عليه
كانت جالسة على الكرسي وهي ترتخي ضامة يديها مع بعضهما وتسندهما على ركبتيها ريثما رأسها كان قد ارتخى تماماً على يديها اللتين تهتزان بشدة
شعرت بحضور باندورا المهيب ، هذه الطاقة المظلمة التي تكتسحها شيئاً فشيئاً ، الشعور المألوف هذا و الاتصال الخفي بينهما ، كلها امور تفكر فيها بالإضافة الى قلقها على حالة ساسكي الصحية
ولكن وجه باندورا ، ملامحه ، صوته وحتى كينونته المظلمة كلها تذكرها بنفسها وكأنما هو نسخة طبق الاصل عنها او جزءٌ منها فصل عنها وعاد اليها الان ، لا تعلم لما تشعر بهذا القرب منه ولما كان ينتظرها طوال هذه السنوات ، جلُ ما تعرفه هو انه شخص مفهوم بشكل خاطئ وقد اختار الطريق الخطأ لسببٍ تجهله الى الان !
اعتدلت في جلوسها لترخي رأسها على الكرسي وتغمض عينيها منهمكة في البحث عن مكانها الخاص بالراحة داخل دوامة التفكير هذه
صوت وقع اقدام مألوف ايقضها من هذه الرغبة لتفتح عينيها على وجه ساكورا المبتسم والذي يحمل بشارة من نوعٍ ما اليها
ابتسمت آيـآمي ابتسامة صفراء لتردد
- ما الاخبار ؟
اتسعت ابتسامة ساكورا وهي تجلس على الكرسي المجاور لآيـآمي وتقول بهدوء
- لا تقلقي انه بخير ، يحتاج لبعض الراحة
اخرجت تنهيدة عميقة تنمُ عن راحة عميقة لتعقب بعدها
- هذا جيد ، كنتُ قلقة عليه من تلك الجروح البليغة
صغرت ابتسامة ساكورا قليلاً واحتلت السخرية ملامحها لتسترسل قائلة
- انتِ تعرفين الاوتشيها ، انهم شياطين في جسد بشر ، انهم يتحركون مثل الوحوش حتى عندما يكونون على حافة الموت
كبتت آيـآمي ضحكتها على كلام ساكورا غير المنطقي ثم اعادت وضع رأسها على الكرسي مجدداً ببعض الالم
تفحصت ساكورا آيـآمي بعينها وهي تشعر بالقلق تجاهها ، انتبهت على السيف الاسود الذي اسندته آيـآمي على الكرسي المجاور لها من الجهة الثانية فتعجبت منه ، شعرت بشيء ما يشدها اليه
لا شعورياً مدت يدها ناحيته وارادت ان تمسك به الا ان يد آيـآمي التي امسكت بيدها بقوة منعتها
استطردت آيـآمي ببعض الحدة
- احذري ساكورا ، ان لمستيه فسوف تتوهين في طريق ظلمة لا فرار منه
ادركت ساكورا ما كانت تفعله فوضعت يدها على فمها بصدمة لتعقب
- آسفة لم اشعر بنفسي
- اعلم ذلك ، على اية حال ما الذي حدث لك ، اعني كل هذا التبرج ؟
توردت وجنتا ساكورا قليلاً واقتربت من آيـآمي لتهمس في اذنها
- هناك شخصٌ احبه
اتسعت حدقتا عيني آيـآمي لتصرخ لا شعورياً
- مـآذا ؟!! ، من ؟!
ابتعدت ساكورا قليلاً لترد قائلة بخبث
- لن اخبرك
- تطور مذهل
- اجل ، مهما حاولت ان اغوي ساسكي – كون في السنوات الماضية لم استطع هذا لانه مفتون بشدة بك ، لذا قررت ان اضع عيني على من يحبني كذلك
- هذا جيد ، وجدتي طريق السعادة اذا ؟
- اجل يمكنك ان تقولي هذا ، رغم انه لا يعلم بأني احبه
- بدأت اشك في هويته
- لا تفـ .. ــكري آيـآمي ، انسي الموضوع
- حسناً ايها الوردية
- جيد ايتها المتوحشة
ابتسمت كلٌ منهما بسعادة لتستند ساكورا بعدها على الكرسي كذلك وتغمض عينيها ، لم تدرك بأن آيـآمي الجالسة بجانبها قد تاهت في عالم الاحلام منذ ثوانٍ فقط وهذا دليلٌ على التعب الذي تشعر به من تلك الرحلة
فتحت عينيها قليلاً ورمقت آيـآمي ببعض القلق ، امسكت بيدها فوجدتها صقيعاً ، فزعت ثم قامت بفحص سريع لتجد بأنها بخيرٍ تماماً وان هذا مجرد ارهاق بسيط
رغم انها متعجبة جداً من هذا الانخفاض الحاد في درجة الحرارة الا انها شعرت بالراحة لانها بخير
وقفت وجلبت لحافاً ابيض من القطن غطت به آيـآمي وذهبت لتكمل اعمالها ورحلات الكشف على المرضى
لكن في داخل نبضات العقل الخاصة بها ، متسربلة الخوف كلباس تتقي به شر العالم ، كانت تسير في طريق وعرة والضباب الرمادي قد غطى الطريق فلا تعرف للهداية مخرجاً ، الرائحة النتنة غطت الارجاء و طيف شخص ما مر امامها
توقفت عندما شاهدت الطيف يعود مجدداً يحمل بين يديه معولاً او مجرفاً ، لم تستطع ان تتأكد ، بدا وكأنه ينبش شيئاً ما ، قبر شخص ما
لم تستطع ان ترى ولكنه استدار لتلمع حمرة عينيه وتخترق الضباب اليها و اسنانه التي كانت تلتهم الجثة الميتة تضرجت بالدماء و ابتسامة شيطانية على محياه الاسود الضبابي
فتحت عينيها بقليل من الفزع ونظرت مباشرة الى السيف ، وضعت يدها على جبينها وهي تضغط عليه قليلاً لتردف ببعض الانزعاج
- كوابيس السيف اذا ؟! ، يبدو وكأن النوم لم يعد ملاذاً لي !
كان مستلقياً على سريره واضعاً يديه تحت رأسه وهو يفكر بذلك المكان الغريب الذي قصدته اخته منذ بعض الوقت ، شعر بشعور شرير ينبثق منه وقد اكد هذا خوف وقلق والده الشديد من ذلك المكان المشئوم ، تنهد بعدما استبد به الملل من التفكير
يريد ان يرفه عن نفسه ولكنه لا يعرف كيف ، تذكر امراً ما ، شيئاً عليه ان يتممه اولاً كي يشفي غليله المستشيط غضباً
وقف بسرعة وسار ناحية غرف العناية الطبية الموجودة في القصر حيث يقضي اخوته وقتهم هناك منتظرين ان يتعافوا من عقاب والدهم القاسي
وقف عند الباب يسترق النظر اليهم ويستمع اليهم كيف يئنون من الالم و بعضهم يتذمر من هذا الحال الذي وضع فيه
ابتسم بسخرية وحاول ان يكبت ضحكته اللاذعة ، استند على الجدار وأصغى السمع الى ما يقوله اخوته في الغرفة
اراشي الذي كان اسوئهم حالاً كان يتنهد كلَ خمس ثوانٍ لسبب مجهول وكاريو الذي احتل السرير المجاور له يمسك بسكين يطعن بها معدته التي ادمت تماماً وجفت من الدماء
ردد اراشي بخيبة امل
- يا رجل اشعر بالملل ، اريد ان اقتل احداً
- ما رأيك ان تقتل بعض الشياطين ؟
- كلا كلا ، هذا ليس فناً ، ربما علي ان اشرح بعض البشر
- تشرح ؟ يبدو ممتعاً ، حاول تشريحي
- فكرت في هذا ولكني اشك بأني سأجد أي اعضاء متبقية داخلك
- لا تقل هذا ايها الاحمق ، لدي اعضاء لا تقدر بثمن
- اجل اجل اجل ، تحمل توقيع سكينك جالب الحظ ، كلنا نعلم هذا
- اتعلم ، هذا الالم جميل جداً ولون الدم يثيرني بشدة
- هناك خطب ما بعقلك ، ارغب في ان اقتلع رأس شخصٍ ما ، وربما اقطع لسانه واطعمه اياه اولاً ثم اسكب عليه اسيداً حارقاً يجعل جلده يذوب
- فكرة جيدة ، حاول كذلك ان تجري له عملية جراحية بدون تخدير
- اتظن هذا ؟ ، اللوحة بحاجة الى المزيد من الجثث على اية حال
- لا تذكرني بتلك اللوحة الفنية ، لم احبها ابداً
- اصمت ايها الثعبان الاحمق ! وما الذي تعرفه عن الفن الكلاسيكي ؟
- ...
صمت اراشي عندما شعر بألم في كتفه الايسر ، كبت دموع الالم ونظر الى كاريو وتعذيبه المستديم لنفسه ، تنهد بقوة وهو يرجو ان يشفى بسرعة ليعود الى مساورة عمله الممتع
ضرب كازو وجهه بيديه ليجلس على ركبته ويردد بحسرة وكآبة
- بحق الجحيم لما علي ان امتلك اخوة مثل هؤلاء ؟
عاد للوقوف مجدداً واسترق السمع الى حديثهم مرة اخرى ، حيث كان جيراهيم – وهو اقلهم جراحاً – يقرأ كتاباً ما و تشيتوسي جالسٌ على كرسي بجانبه يفحص جروحه البليغة
ردد جيراهيم بملل
- قل لي تشيتوسي متى يمكنني الخروج من هنا ؟
- لا اعلم ولكن بالنظر الى الجراح قد تستغرقون شهوراً
- تباً لكسلي عن اداء المهمات
- لا عليك ، المهم انك لم تقضي نحبك مثل اراشي
- اجل ، لاصدقك القول اشعر بالشفقة عليه ، يبدو ميتاً تماماً
- هو من جلب هذا لنفسه ، اعني كيف يمكنه ان يدلف للغرفة ضاحكاً ويؤدي حركات بهلوانية غبية امام والدي
- اجل لا اتخيل نفسي اقوم بهذا
- اتعلم ، كازو كان الوحيد المستمتع بعذابكم
- انه سادي متوحش اكثر من اراشي ، لا تهتم له
- انه شقيقك الاكبر ، يجب ان تكنّ بعض الاحترام له
- انت عقلاني بشكل مثير للاشمئزاز
- شكراً على المديح
- كم ارغب بتعذيب دان نفسياً
- ...
شعر كازو بالفخر تجاه تشيتوسي ، بكى دموع الفرح وهو يحاول مسحها ويردد بفخر وسعادة
- انت طيب القلب يا شقيقي الصغير ، اعذرني على اقتلاع عينك و كسر يدك و قطع رجلك في ذلك اليوم ، اشعر بالندم الان
قرر كازو ان يدخل الى الغرفة ويخلق بعض الضجيج في الارجاء ، ابتسم بخبث شديد و فتح الباب بقوة اقتلعته ليستقر على جدار الغرفة المقابل له في نهاية الممر
ظهر ظل ازرق على وجوه الجميع وهم يرونه دالفاً بثقة ونظرات سخرية لاذعة ، تفجر بالضحك الهستيري فجأة ليشير اليهم بيده ويقول مستهزئاً
- اترون ؟! اترون كيف انقلبت الاوضاع ايها الحمقى ؟ من قبل سخرتم مني لان والدي ابرحني ضرباً ولكن انظروا الى انفسكم الان ، انتم مثيرون للشفقة ايها الحثالة مواهاهاهاهاهاها
تصنم الجميع مصدومين ، الا تشيتوسي الذي ابتسم بهدوء معهود منه ، لانه تعود على تصرفات كازو الغير عقلانية
اتجه الاخير ناحية اراشي المفتون بالرغبة في تشريح كازو ، ورمقه بنظرات خبيثة ليردد بهدوء ما قبل العاصفة
- عزيزي المسكين اراشي ، اتذكر السم الذي اطعمتني اياه في فترة مرضي ؟
- اجل
- حسناً يجب ان اشكرك عليه
امسك كازو برجل اراشي التي شفيت للتو وكسرها مجدداً ولكن هذه المرة فتت عظام القدم معها ونظرات الشر النقية تحتل وجهه الوضَاح بابتسامة جحيمية
تلوى من الالم وحاول كبت صرخته المتألمة ، لم يهتم كازو لما حدث واتجه ناحية كاريو المنشغل بتعذيب نفسه
اقتلع السكين من يد كاريو و وقف يلعب بها بأصابعه ليستطرد قائلاً
- وانت يا مفضلي كاريو ، اتذكر ذلك اليوم الذي طلبت مني ان اعذبك فيه ، ولكني رفضت ؟
- اجل
- يجب ان اعتذر عن هذا
امسك بالسكين من قبضته وهوى به في رأس كاريو الذي تورد وجهه وكاد ان يفقد حياته من شعور الشهوة هذا
نظر كازو بحنق لجيرا وقرر العدول عن تعذيبه للان ، فقد اكتفى بتعذيب اثنين من اخوته وسوف يدخر الباقين لفترة اخرى من فترات الملل التي يشعر بها في العادة في أي وقت
زفّر بحدة وشعر بنوع من الغضب داخله ، خرج مسرعاً وقرر الذهاب وقضاء وقته في قتل بعض المتمردين الذين بدؤوا يزدادون هذه الايام ، وربما يذهب لزيارة آيـآمي لاحقاً كذلك
ولكن في طريقه للخارج شاهد والده يسير والغضب بادٍ على وجهه بشكل مرعب
توقف قلبه عن النبض للحظة وقد التفت ساتان اليه مكشراً بشدة ، ناداه بصوت جاف قائلاً
- اتيت في وقتك ، احتاج اليك كازو ، اتبعني
- حاضر
تبعه بدون ان يستفسر عن سبب دعوته خصيصاً ، فما هي الحاجة التي يحتاجها والده منه ؟
وصلا الى البهو العظيم ليدلفا اليه بهدوء ويجلس ساتان على كرسيه رامقاً كازو ببرود
تنهد ثم اعقب قائلاً
- كازو اسمعني جيداً ، هناك امرٌ علي ان اخبرك به
- ماذا ؟
- انه بشأن مارينا
- مارينا ؟!
- اجل ، هدأ من روعك واستمع الي جيداً
- حسناً
- تمت اعادة احياء مارينا
- ماذا ؟؟!! ، متى ؟ واين ؟ ولما ؟!
- قبل 6 سنوات ، في معمل شخص يدعى اوروتشيمارو ، لا اعلم السبب بالتحديد
- 6 سنوات ؟ ، ولما لم اعلم الا الان ؟
- لم اكن واثقاً تمام الثقة ، وقد اقدمتُ على خطوة مجنونة كذلك !
- ماذا ؟
- اعدت والدها مادارا الى الحياة ، وقد ارسلته للقضاء عليها
- والدي ، اعذرني على ما سأقوله ولكن ... هل فقدت عقلك ؟!
- توقعت ان تقول هذا ، و لا لم افقد عقلي ، لا ازال عاقلاً
- اذا سوف ننتظر فقط الى حين عودة مادارا بالاخبار ؟
- اجل هذا صحيح !
استكان المكان فجأة وضج بالصمت فقط كضوضاء لا تدرك بالسمع العادي ، زفر ساتان بحدة ليستفهم بسؤال جاف المضمون
- قل لي كازو ، هل هناك املٌ في ان تكون بخير ؟
- لا اعلم حقاً ، ولكن هل تبقى الروح السوداء ملتصقة في الشخص بعد الموت ؟
- للاسف اجل ، ترافقه الروح السوداء الى ما بعد الموت و تعذب روحه بشكل مرعب
- اذا في العادة ستكون مارينا هي نفسها الشخص المظلم ذي الطباع النزقة
- اجل هذا صحيح
- هل تريدني ان اتأكد من الامر
- كلا ، لا اريد لك ان تتألم مجدداً ، يكفي ثقل الذنب على كاهليك
- اتظن هذا ؟
- ما الذي تعنيه ؟
- لا اشعر بالندم على قتلها اكثر من شعوري بالندم على قتلها امام عيني آيـآمي ، كانت طفلة ورؤية والدتها تموت على يد شقيقها امر لا يمكن تجاوزه بسهولة
- اعلم ذلك ، ولهذا اتألم كذلك في كل مرة اتذكر موت مارينا ، فمن قاسى لم يكن نحن بل كانت هي التي شاهدت العالم بدون قناع الكذب والبهتان
- اوافقك على هذا
- كنت ذاهباً لمكان ما ؟
- اجل ، انتهيت من تعذيب اخوتي الاغبياء و اردت الذهاب للقضاء على بعض الثوار
- عذبت اخوتك ؟ توقعت ان تفعل هذا انتقاماً ، يمكنك الذهاب للقضاء عليهم
- شكراً والدي ، انت الافضل ، وداعاً
- انتبه من الغارات المفاجئة
- حسناً
خرج كازو بعدما رسم ابتسامة صغيرة على وجهه والده بفضل حديثه معه ، ربما لا يعلم هذا ولكنه الشخص الثاني الذي يمكنه ان يهدأ من روع ساتان عند الغضب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق