WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثامن : ( النبوءة : الانحدار من اعلى السفح )





انا قاتل ، بارد وغاضب

نائم صامت ، قد كنت داخل غرفة نومك

ذبحتُ نِصفَ المدينة ، تركتُ ملاحظاتِ حُبك على شواهد قبورهم

وسأملأ المقابر ، حتى احصل عليك !

حينما يسير ضوء القمر استطيع ان اشم نعومتك

لاحمٌ اشتهي تعقبك بين شجيرات الصنوبر

اُريدكَ محشواً في فمي

القيكَ ارضاً لأفتحك بسكيني و أعيش داخلك

حبي ، ما كنتُ لأؤذيك ابداً

ولكني سأطحن عظامك حتى يختلط نخاعنا مع بعضه

سأكلك ببطء

استيقظُ على اصوات الفزع ، الطيور السوداء تصرخ

الكاتدرائيات المظلمة تريق الدماء في منتصف الليل على المذابح

انا عبدُكَ ايها الخالد ، شاحبٌ و مثالي مثل الوحش غير المقدس

التماثيل تغلق اعينها والغرف تتغير ، اكسر بشرتي و استنزفني

اللغة القديمة ، تتحدث عبر الاصابع

الحواف المروعة حيث تنتهي انت وابدأ انا

داخل فمك لا استطيع ان ارى –

هناك كارثة في كل شيء المسه ، كما اعرق وأسحقك

وسأمسك حجراتك النابضة حتى لا تنبض مجدداً ، ستموت كملاكٍ يغني

انتَ شبحٌ يا حبي ، جسمك ازرقٌ وتمشي على طول الجرف القاري

كنتَ حلماً بين اسماك القرش

جميل ومرعب ، مضاءٌ ولا تهدأ

لنرقص في معلق الظلام ، وأنت تدفنني في قاع المحيط تحتك

حيث لن يسمعونا ابداً ، دعنا نبدأ الصراخ






ريحٌ مهداجٌ هبت وسط الليل الداكن لتداعب خصلات شعرها التي شابهت العَسْجَد في لونه و انعكس ضوء القمر اللذي شابه اللُّجَين عليه وهي لا تكاد تصدق حقيقة كونها تنظر الى نسخة طبق الاصل عنها

جفلت بعينيها بضع مرات حتى كلّت عينها من الرمش بلا فائدة ، اغمضت عينيها و فركتهما بيديها بهدوء وهي تظن ما آن تفتحهما حتى يختفي هذا الخيال الذي صنعه عقلها بدافع حمايتها من اوهام نفسها

ارادت سَبْر أغوارِها وحماية مفاتيح صناديق اسرارها والعودة الى الماضي الذي لاح يداعب خلايا عقلها من بعيد ، كاشفاً واقعاً لا يمد لعالمها الحالي بصلة ولا يعترف بحقيقة كونه مجرد عبئ على كينونتها المهزوزة والضعيفة

متوارية عن نفسها في تلك اللحظة وساغبة لمعرفة الحقيقة ، ابلجت عينيها بهدوء لتشاهده باقياً وساكناً على حاله ينظر اليها بابتسامة هادئة وعيونه الماسية التي استنسخت عينيها حدجتْها بنظراتٍ هادئة تلمع تحت ضوء القمر

باستغراب لاذع رددت بهدوء

- من تكون ؟

اتسعت ابتسامته الصغيرة وبانت على وجنته اليمنى غمازة وحيدة لم تكن لها شبيهة على الوجنة الاخرى ، صفة اخرى يتشاركان بها ! و زاد تعجبها اكثر

اردف بهدوء وهو يعقب قائلاً في حين ينظر للقمر ببعض الحزن

- السماء مدلهمة اليوم ، لا يمكنني رؤية النجوم

شعرت بنوع من الانكسار في نبرة صوته المهيبة ، نوع من اختلاجات المشاعر التي لم تفقه اليها بعد ، هدأت قسمات وجهها وهي تنكأ عميقاً في نفسها باحثة عن السلام الداخلي

حلت ضجة مكرورة من خارج عالمِ لحظتهما الصامتة ، اصواتٌ تنم عن صخب الحياة و مضيها رواحاً وإيابا دون النظر الى الخلف

تزمتت قليلاً من نفسها و امسكت خصلة ذهبية من شعرها لتلعب بها وهي تفكر جلياً في امور لا تزال تسكب وعيها عليها بخبث الذئاب

اعاد التحديق اليها مجدداً بنفس الابتسامة الهادئة والتي جعلتها تفكر باحتمالية كون هذا الرجل يرتدي قناعاً مبتسماً يخفي خلفه واقع ملامحه المتسترة بوشاح الحلِم

اعقب مجدداً بهدوء كاد يفجرها فزعاً

- لما تبدين مكتئبة آيـآمي ؟ لم يحن وقت هذا الحزن بعد

- اذا فأنت تقول بأن وقت الحزن قادم ؟

- ربما في وقت تتوقف فيه الساعات وتكف تكات عقاربها عن ازعاج ارواح المرضى المضطربة

- ولكنها ما ان تتوقف حتى يخفت قلب من تابعها بشغف الانتظار

- وما كان عليهم الانتظار ، انه كان ورماً فتاكاً

- ولكنه كان الحل لنسيان الجروح التي تنكل فيهم بحفرٍ من نار

- احسنتِ الاجابة ! ابهرتني

- شكراً لك

- لا عليكِ

اعاد النظر الى السماء مجدداً وارتسمت على قسمات وجهه بديعة الجمال ملامح الحزن والأسى ، تلك الملامح التي حفظتها آيـآمي اكثر من أي شيء ، تجوبُ بها بقاع الارض وتستقي من بين طياتها ذكرياتٍ ما كانت لتكون ذات معناً لها لو لم تمر بما مرت به من قبل

سارت ناحية سور الشرفة بخطوات باردة متثاقلة حتى وصلت اليه وارتقه جالسة بجوار هذا الرجل الغريب ، تشعر بالامان ناحيته ولا تعلم السبب

ظهر شبح ابتسامة على ثغرها المرتبك وهي ترمق ملامحه المألوفة ، استنكرت بعض الافكار التي استغلت لحظة السهو تلك و انقضت على عقلها لتفيد اليها بفرضيات قد لا تمد للواقع بصلة

ضاقت عينا الرجل و مد يده ليسمك بيدها ، شعرت ببعض الفزع من برودة بشرته الشاحبة ولكنه لم يغير مكان ناظره بل بقي ثابتاً مطولاً على وقع انغام حفيف الاشجار المتراصة في الحديقة السفلى

استطرد بقوله الغامض

- ليلة اكتمال البدر هي الليلة الوحيدة التي استطيع فيها الظهور بهيئتي الحقيقية

- ما الذي تعنيه ؟

- ما زلتِ تشكين بهويتي ؟

لحظات من التفكير العميق والشك الذي اختلج صدرها برهبة الخوف المرير ، ابتلعت ريقها ببعض التوتر و انقباضات قلبها قد كانت اقرب الى السكون منها الى الضجيج

برنة كانت متحيرة و غير مصدقة اردفت

- باندورا ؟!

- اجل ، هذا انا

ثوانٍ من الظلام المهيب و صوتٌ واحدٌ قرع طبول ناقوس الخطر في عقلها ، ترادف الى كيانها ارتجاف غريب ورعشة لم تكن بسهلة المرور على جسدها الضعيف

ركزت ببصرها دون ارادة منها عليه وهي تحاول مقارنة الصورة الماثلة امامها بتلك التي كانت عبقاً من ذكرياتٍ شاهدتها في تلك الحجرة البيضاء المليئة بالسخيمة

اقترب منها باندورا بخفة و ابتسامته اتسعت لتصبح اكثر وضّاحةٍ بالحياة ، اعقب بعدها

- لا تسألي عما يدور بخلدك ، هناك اسرار خلقت كي لا يكتشفها احد

لم تعقب على كلماته ، استكانت قبضة يدها التي شدتها في لحظة اشتداد اعصابها ، ارتخى جسدها واظهر علامات السلام منكساً علم الحرب الاحمر على بلاط النبلاء

اسبغت انتباهها الى عينيه اللتين راحتا ترمقان المكان ببعض القلق ، تنهّد متضرجاً من الضوضاء التي خلقتها حفلة الانس الفاقدين لمعنى العقل في مواكب اللهو والغناء

تصنع الهدوء ريثما بعض الغضب اجتاح اوصاله المتجمدة في حلقة لعنة لاهثة بزمجرة ظلام داجٍ بحقيقة لا يمكن لها ان تصل لسطح المياه الراكدة الا بعدما تفتر نفسها بسربلة وشاح الحرير الهادئ

اغمضت عينيها مستسلمة لواقع كلماته الرنانة في اذنه ، اندحرت رغباتها فجاءة وعادت ملامحها للبرود مجدداً

بخضوع ذي دالِ على هوية صانع المكان اتقنت بقناع الجلمود الصلب اوتارها ولم تستمد من دجى الليل ايٍ من خيارها

اعادت النظر اليه منهمكة بجدالٍ دام لحيظات معدودات مع نفسها لتعقب بعدها

- اذا كما الظلام كان جانبه الجمالي خافياً عن العيان تسربلت بحلة لا تظهر ما اختلى به جوفك !

- ولكنني ارتقيتُ سلالم الظلام تلك لتنزوي عن قراراتي الكثير من اساطيرها

- ربما يكون ضوئك المجهول مجرد رهبة من شعاع الشمس

- وقد يكون قبساً من نور توارثته اعين الاحياء

- ربما كما تعكس الماسات اشعة الشمس وسط السكون


اديم بهاوٍ على باندورا ، كاد يفقد اتزانه الملحوظ لولا تشبثه بالسور من حوله ، ضاقت عيناها بقليل من الانزعاج حينما ادرك بأنه يصارع شيئاً ما للبقاء مدة على اصله القديم

ظهرت بضعة قطراتِ عرق على جبينه وابتسامة متألمة انسلت من بين تراكمات الالم المتراقص على احبال المشنقة ، استرسل بقليل من البحة في صوته الجهوري

- الكروان قد استيقظ أشعث الملامح متصيد الخطايا

- ولما كان عليه ان يرتقي هضبة المصيدة اذا ؟

- ربما جناحاه لم يسعفاه على الطيران ، ربما بغدر صياد اقتلع ريشه الآخاذ

- وربما بفطرة غريزية اشعلت له نيران الحياة ، اراد ان يغير من روتين التلال !

اغمض عينيه بعد جملتها البائسة ، شعر ببعض الانقباضات تتسارع في دحر ما يشعر به في تلك اللحظات ، اعاد ابلاج عينيه ليسترسل قائلاً برنة كانت تحذر من وعيدٍ قادم

- احذري من طبقات الظلام المتراكمة على نزعة القتل والتدمير ، ففيها يهمس ذلك الكيان الابليسي بكينونة الخراب وبث الدمار ، وقد تندثر برفقتها مشاعر من كان ضحية سهلة لذلك المذبح الساغب للدماء

استشعرت رهبة وخوفاً في كلماته ، متمكنة الفهم مما بين السطور ، ولكن سطوره استعصت على قلقلة عقلها المتقاعس عن فهم ما يرمي اليه شبح من تاريخٍ مجهول

اختفى من امامها في لوحة ضبابية خفيفة خفتت الوانها بفعل الزمن الغابر و تراكم الاختناق القاتل على شعب رئتيها الباليتين

كعباب المحيط في وسط المعمعة كانت تتكور داخلياً على كل كلمة قالتها له ، تلك السيمفونية التي اطلقها لسانها وهي تحدثه ما كان لها ان تقاوم جريان تيارها القوي

زفرت بحدة ووقفت على قدميها لتسير داخلةً مرة اخرى الى الحفلة الصاخبة داخل مبنى ما كان منه الا ان يتحمل رنين الموتى على قارعة طريق ضحايا الانتقام

اخيلة الليل البهيم تواطأت مع حفيف افاعي الانس من الشياطين ، توافدت تلك المناظر التي لم تكن إلا آفة طالما اشمأزت منها الفتاة الشيطانية ، مراقص اللهو هذه ليست الا مرتعاً لضعاف القلوب وذوي النفوس المريضة ، لهذا استحقرت الحفلات الصاخبة وآثرت ان تبقى وحيدة في مثل هذه الليالِ المغبرة ولا تكون وسيطة عالم الشياطين في مراتع الفسق المترامية

ببصرها جالت حذيفة تلك العاهات الانسانية ، حتى وجدتهما جالسين على الكراسي يستقيان اكواب الشراب فيما تبدو منافسة للظفر بما خابهما من السراب

ابتسمت بقليل من العصبية وهي تراقبهما كيف يحدقان ببعضهما بمقت شديد

سارت ناحيتهما نافذة من بين حشود الذين وقفوا يتراقصون على وقع انغام الموسيقى الصاخبة في جلبة صمت قلوبهم قبل آذانهم على ما هم في صدد فعله

وقفت اما طاولتهما بهدوء ترمق كلاً من السكيرين بنظرات الغموض ، اختفت ابتسامتها لتقطب حاجبيها بقليل من الزمّ على شفاهها وهي تدرك بأنهما قد حطما النصف الخلفي من قاعة الاحتفال ، راودتها الكثير من الافكار في تلك اللحيظة ، ربما عليها ان تقضي عليهما هنا والان و تنقذ نفسها من سحابِ غمام قد يقضي على ما في قلبها من سكون متبقي

ام عليها ان تشعر بالاقتضاب فقط وتتابع ما تفعله عادةً وهو الفصل بين الوحوش الكاسرة عديمة النفع لكلا العالمين

ادركت حقيقة ما عندما شاهدتهما يسقطان نائمين على الطاولة ، عليها ان تخرجهما من هذه المذلة قبل ان يصبحا حديث القرية لسنين لاحقة

امسكت كلاً منهما من شعره لتجرهما على الارض كحيواناتٍ اليفة غير آبهة بالتنين الذي طار بجانبها يحدثها بالتأني فيما تريد فعله

وصلت بهما الى منزلها لتدخلهما بنفس الطريقة الى غرفة الضيوف وترمي كلاً منهما على فراشٍ منفصل ، تنهدت وهي تتوعدهما في اليوم التالي وخرجت من المنزل سائرة في جثم ليلٍ عسعس على ضفاف نهرٍ سموم









قلب فرشة الوانه على لوحة اكتست بنصف بياضها المعهود ، لوحة غريبة قد رسمها بيدين حائرتين في كثير من هموم الحياة

توقف عن الرسم والقى بالفرشاة على الارض متنهداً يرنو الى لوحته مطولاً بنسمات من هواء عالم الشياطين الحافل بالشوائب

فتاة ما اعتلت لوحته ، نصف وجهها يصرخ بدماء تبكي بها عيونها المضطربة و نصفه الاخر مصدوم بنظرات منكرة لواقع قد رأته بأمِ اعينها

لا يعلم لما جعل خلفية هذه اللوحة دوامة من اعاصير تختلج على اراضٍ فتدمر قيعانها كما يجتحف موج السيول مضجعها الامن

الفت خارجاً من غرفته الكئيبة حتى يرى ما يمكن ليديه العاريتين ان تفعلاه وهو لا يعلم أي خطوة عليه ان يتخذها ليحذو حذواً صحيحاً خالٍ من الاخطاء وخاصة تلك الاخطاء الفنية الجسيمة

اتجه ناحية الهجر من القصر المترامي على اطراف غياهب المجهول في عالمه ، الى ذلك الباب الحديدي ذي القفل الذهبي ، فتحه بمفتاحه الخاص ليدلف الى فوهة الكهف المصمت في معمعة صواخب المكان ، سار نافذاً بين ذكرياتٍ تهشم في قرارة نفسه التي وقعّها بتوقيع المنكب على نفسه الطامعة في كل شيء

وقف عند اطراف البحيرة الماسية يندب ما فيها من سرٍ طغى على كل ما اخفاه يوماً ، شاهد بقعة حمراء وسط الماس النقي الصافي ، ضاقت عيناه غضباً ورفع كُمَ ملابسه لينحني ويدخل يده في مياهها البلورية ليغمض عينيه هائماً في الشعور بذراتها المنفضة عن السلام

انبلجت عيناه بقوة على مصراعيها ليردد حانقاً على كلِ غفلة قد قضاها بعيداً عن عنها

- اذا فقد توقفت عقاربك السامة ؟ وارتأيتي ان تبدأي بخطة دحر الارض عن مكانها ؟

لن تستطيعي دثر ما اريده آيـآكا ، كلُ خطة وضعتيها ستبوء بالفشل الذريع ، لستِ نداً لمن كان كيانه مصنوعاً من دماء ضحايا الحروب !

التفت خارجاً من هذا الكهف المرير ، تاركاً ورائه ابتسامة ابليس تعلو جو المضجع السخيم و ترنو على خطاياه بذنب الشعور بلمعة الحرير

ريثما كان يسير بين ممرات قصره تذكر تأخر كازو في العودة من حفلة الانس تلك ، وضع يده على رأسه وقد شعر بالصداع من تخيل كازو ينازل ساسكي على اسباب تافهة

حالما توقف سمع اصوات شجار ابنائه قادمة من غرفة العناية الخاصة ، ظهر الغضب على ملامحه ليردد بحنق

- حطمتُ عظامهم ولا يزالون مزعجين اغبياء ! ايجب علي ان اذيقهم الجحيم حتى يتحولوا الى الهدوء لمرة واحدة ؟

اتجه ناحية الغرفة بنظرات الغضب على قسماته التي تتميز عادةً بالهدوء ، فتح الباب ببطء شديد حيث لم يشعر به اولاده على الاطلاق

القى نظرة على المكان لتتحول ملامحه الى الصدمة والانكار ، شعر في تلك اللحظة برغبة بالانتحار وتخليص روحه المضطهدة من هذا العالم الخائن

كان اراشي اسوأهم حالاً ولكنه بقدرة غريبة استطاع القفز على كاريو ليعضه بقوة على كتفه ويبدأ طعنه باستعمال اظافره الحادة وعلى ما يبدو كان كاريو مستمتعاً جداً وفي نفس الوقت يصرخ على اراشي بطلاسم لم يفقه اليها ساتان

هيرو الذي كان يراقب الوضع من بعيد ، قد كان يأكل الفشار مع عصير ماً وهو يشجع متحمساً لهذا القتال الدموي

- هيا اراشي اقطع اوصاله ، حاول ان تفقأ عينه الخرقاء تلك ! ، هذا مقزز لا تشرب من دمائه ايها الاحمق ، استعمل السيوف ! السيوف !!

جيراهيم الذي اخلتى بنفسه بعيداً عن عالم المجانين قد اتخذ كتاباً ضخماً كسلاح خارق القاه على رأس هيرو ليفقد وعيه على اثر الضربة الغادرة القادمة من بين يدي شقيقه الاكبر

شد ساتان على قبضته غاضباً ، فتح الباب بقوة زلزلته وحطمته قطعاً صغيرة ، توقف شعر اجساد الجميع و التفتوا ناحية زمجرة الوحش الخارقة من بين صرير اسنان ساتان

ردد بغضب وقد احاطت جسده الهالة الحمراء المرعبة

- هكذا اذ ؟ لا تتعلمون ابداً ؟ عندما حطمت عظام كازو تعلم ان لا يعصي اوامري ابداً و اصبح مطيعاً وهذا ما توقعته منكم ولكنكم على ما يبدو حمقى لا تفقهون الى التعلم من شيء ! اعلي حقاً ان اقتلكم حتى تتعلموا الانصياع لما اقوله ؟ ، ما هذا الغباء الذي تتمتعون به ؟! من المفترض ان تكونوا مستلقين على الفراش تنتظرون الشفاء ولكنكم تلعبون كقردة تطارد جرذاً موبوءاً ؟ ، لا فائدة منكم على الاطلاق ايها الاطفال الرضّع !

ظهر الفزع على ملامحهم اجمعين ، توقفت قلوبهم فجأة وشعروا بالموت المحدق امامهم ، لم يكن الاعتذار لينفعهم في تلك اللحظة وساتان قد اعد نفسه لعقابهم مرة اخرى ، ولكن ماري التي اتت مضطربة لتمسك بقدم ساتان قد عدلته عن قراره في هذه اللحظة ، تعجب ونظر اليها متسائلاً عن سبب خوفها

رفعت ببصرها اليه وفهم ما ترمي الى قوله ، هدأ وامسك بيدها ليخرج من الغرفة غير آبه بالراحة النفسية التي اكتسحت كيانهم بسلام و طمأنينة لعيشهم ليومٍ آخر








لم تكن تنوي البقاء قريباً من القرية لمراقبة ما يحدث فيها ، ولكن هاجساً مرعباً تناهى الى عقلها ولا تزال لا تعرف كنهه الحقيقي ، ربما يختفي بهسيسٍ من وحوشٍ صارخة وقد تستقي مرارة العالم تكوينها منه

ترافق الى نظرها الكثير من القلق في هذا الصباح الذي اشرق بخيوطِ العسجد الطافحة وسط السحاب والتي ما ان تعلن عن حضورها حتى تنبلج لعنات الليل الطويل عن مسامع البشر

شاهدتها تسير برفقة ريو الصارخ بغباء في موضوع ما ، شعرت بالراحة لانها لم تتعرض الى امرٍ خطير بعد

استقر قلبها بعدما عرفت بأن ابنتها بخير وها قد آن اوان اكمال مسيرها في معرفة طريقة لدحر آيـآكا ، صحيح بأنها تدين لها بحياتها ولكن هذا لا يعني ان تتوقف عن قتالها لتحرير ابنتها منها

واكبت القفز على الاشجار وشعرها الداجي ليلاً يلتمع بعيونها الشهلاء التي تخللتها لمعة لجينية من البريق القمري ، تعدت حدود كونوها ولم تعلم بأن آيـآمي عرفت بشأن مراقبتها لها على الدوام

حطت على ارضٍ نابية مترامية الاطراف بعيداً بعض الشيء عن كونوها ، لم تعرف لما شعرت بعيونٍ ما تراقبها من بعيد وطاقة مألوفة قد ملأت الجو بشعور مهيب ، لم تترك اهتماماً لهذا الامر لظنها بتخيلها لمثل هذه الامور التي تحدث على الدوام

سارت بخطواتٍ آمنة وهادئة ليست سريعة ولا بطيئة وهي تبحث عن امرٍ ما بعينيها الحائرتين ، توقفت وقد علت البلاهة ملامح وجهها وهي تكتف يديها مفكرة بأمرٍ ما ، رددت ببعض الانزعاج الابله

- اشعر برغبة في تناول ارنب مشوي ، ولكن في نفس الوقت يؤسفني ان اقتل كائناً بديع الجمال ، ربما علي ان اتناول دجاجة وحسب ، هيهي سيكون قتلها اسهل مع عيونها الجاحظة تلك

لم يدرك احدا – ولا احد سيفعل – بأنها تظاهرت الحمق كي تعطي لمن يتبعها الامان للهجوم عليها في اية لحظة ، تحولت عيونها الى الحادة كالسيوف وهي تجوب بها كل بقعة في المكان ، لعلها تجد خيطاً لهذا الهاجس المهيب في نفسٍ لم تعرف الامان الا بضعة مرات من قبل

الارض الطافحة من تحتها قد اهتزت فجأة وبدأت بالانشقاق على اثر طاقة مرعبة طوقت المكان وتمكنت من تطويع ما حولها لمصلحتها

قفزت في الجو هاربة من هذه الكارثة الصغيرة ليفاجئها جذع الشجرة الذي ضربها بقوة على ظهرها لتسقط على الارض متألمة ، وقفت بسرعة لتعمل تقنية من تقنياتها

ظهرت مجموعة من الجدران الماسية حولها وما خلفها قد آل الى السواد الذي بدأ بابتلاع كل ما يقترب منه

شبح ابتسامة على وجه المراقب ابتسم ولكنه تلاشى بسرعة واضمحل شارخاً تقنيه الجديدة على ما فعلته لحماية نفسها

ادركت الوضع وانسلت من بين تلك الجدران بسرعة لتشيد بتقنية جديدة اظهرت حمماً من تحت اقدامها و انزلت حجارة نارية من السماء التي تلبدت فجأة بالغيوم

ولكن الحمى الذي امتلكه الاخر قد ساعده في دحر تأثير هذه التقنية الخارقة ، ولكنه جرح اعلى كتفه بفعل احدى الحجارة وشعر بنوع من السعادة تتخلل الى نفسه بهدوء

استجمع قوته ليضرب الارض بقبضته الجسورة لتتدمر على مستوى اميالٍ طويلة

وقفت مارينا مندهشة نوعاً ما من هذه القوة وفي لحظة لم تفهم ما حدث فيها قفز من بعيد جسم متجه نحوها وقد علت يده مستواه وهي تقترب منها بدون ان تتمكن من الحركة

اغمضت عينيها ليقف الجسد امامها دون ان تعرف صاحبه الذي وكزها بقوة على جبهتها وتوقف بعدها ساخراً منها

فتحت عينيها غير مصدقة وهي تشاهده واقفاً امامها بكل مهابته المعتادة ، اجفلت جفونها بسرعة البرق لتتراجع الى الخلف لتشير اليه ببلاهة وتصرخ

- زومبي ! يا الهي انت زومبي ، لا تأكل دماغي ولا تقتربن مني ايها المسخ


ظهر ظل ازرق على ملامحه ليشيح بناظريه بعيداً ، ردد بعدما وضع يده على خصره شاعراً ببعض الحماقة في الاجواء

- هذا ما تقولينه لوالدك ؟ مارينا !

- اجل اجل ، في الواقع يا والدي العزيز انت مجرد خيال اتيت لنصحي اليس كذلك ؟

- لا تتصرفي ببلاهة مارينا ، قولي لي ما الذي ترمين اليه ؟

- حماية ابنتي وهذا اكيد

- اجل تلك الحفيدة التي كانت شوكة في حلقي عندما اشتركت في الحرب

- لقد ورثت الكثير من صفاتك كذلك لابد وانك منزعج

- ليس حقاً ، سأذهب لملاقاتها لاحقاً ، والان فسري لما تخفين عن ساتان كونك بخير ؟

- اوه لا تبدأ معي انت الآخر ، ليس الان يا رجل

- عندما كنتِ طفلة كنتِ دائماً ما تجرين ناحيتي معانقة قدمي بسبب قصر قامتك وقد كنتي سعيدة بأخباري بكل شيء وألان تخفين هذا عني ؟

- اوه لا تنبش في ماضيّ الاسود الان !

- هل تريدينني ان اخبرهم عن تلك المرة التي ...

- لاااا توقف ايها المتوحش ! اياكَ ان تذكرها

ابتسم على حماقتها المصنعة وتوقف قليلاً يزفر الهواء من رئتيه ليعيد النظر اليها بقليل من القلق فيما تفكر فيه ، اقترب منها ليكز جبينها بقوة مما دفعها بضع خطوات الى الخلف ، شعرت ببعض الانزعاج لتقترب منه وتلكمه على صدره بقوة ، شعر ببعض الالم ولكنه تجاهل الامر وعاد الى حقيقته المعتادة و المهيبة

استرسل ببعض الغموض

- الهذا الامر علاقة بـتلك الـ آيـآكا ؟

- آخ لا تذكرني بوجع الرأس تلك ، هي لبُّ المشاكل والفجور

- اجل اعتقد في تلك الفترة التي قاتلتُ فيها ساتان لم تكن محبوسة بعد

- اجل لقد حبسها منذ قرابة التسعين عاماً الان بسبب افعالها الحمقاء

- دارت حولها الكثير من الاساطير وقد كانت دموية بشكل مثير للاعجاب

- انت تحب القتل لذا تقول هذا ، انا لا احبه

- لا تكذبي ، لطالما استمتعتي بقتل الارانب وانتي تنظرين لعيونهم الواسعة اللطيفة

- استبدأ محاضرة " انتي تقتلين المخلوق الخطأ ؟ "

- اجل فقد طورتها كثيراً واصبحت جيدة

- لقد سببت لي صداعاً نصفياً يا رجل ، لا تكمل كلامك بهذا البرود

- آيـآمي ..

- ما بها ؟

- هل بخير بقوتها الحالية ؟

- كلا ، لقد قام ساتان بختم قوتها حتى لا تقتلني بيديها

- ساتان احمق بالفعل ، كيف استطعتي ان تتزوجيه

- الم ترى وسامته القاتلة ؟ هذا سببٌ كافٍ

- اصمتي

ابتسم عليها واقترب ليربت على رأسها كالطفلة وهذا ما أثار اعصابها بعض الشيء ، وقفا يتبادلان اطراف الحديث و مادارا يحاول ان يجمع الكم الكافي من المعلومات حتى يقيم الوضع الحالي





فتح عينيه متثاقلاً وهو يرنو الى المكان بغير ادراك لمكان وجوده ، تثاءب بتعب وهو يفرك عينيه بجسد مخدر تماماً بفعل احداث الليلة الماضية ، بدأت فكرة مما تكون جلياً في عقله عن مكان وجوده ليتعجب عن طريقة وصوله الى هذا المكان

شعر ببعض الالم على ظهره فوقف امام المرآة ينظر اليه ليفجع بآثار الجر تلك والتي تنم عن وحشٍ كاسر قد قام بتعذيبه لقرون سحيقة

شعر بوجود شخصٍ آخر فالتفت الى الخلف ليجده نائماً بوجه هادئ وكينونة لا تمد لطبيعته المزعجة بصلة ، شعره الارجواني قد غطى قليلاً من ملامحه مما زاد وسامته

ولكن الحمم اخذت تغلي في قلب ساسكي الذي تساءل عن سبب جلبها له كذلك الى منزلها الخاص

لم يهتم به كثيراً ولكنه اقترب منه وقد امسك بقلمٍ اسود قد شاهده مرمياً على الارض واعتلت وجهه ابتسامة شيطانية تنذر بشيءٍ ما في الطريق

خرج خارج الغرفة واتجه ناحية حمام الضيوف واخذ حماماً سريعاً ليخرج ويأخذ ملابساً كان قد نسيها في منزلها مرة بعدما اتى من مهمة برفقتها وقضى الليل في غرفة الضيوف

اعدَّ نفسه ليوم عمل جديد وخرج من المنزل متجهاً ناحية مكتبه الخاص حيث يقبع وسط مباني كونوها العتيقة

من ناحية اخرى استيقظ وقد جفله النوم بلباس الكسل والرغبة في البقاء في سباته الشتوي ، وضع يده على رأسه وهو يعتدل في جلوسه محاولاً تذكر احداث الليلة الماضية ، تذكر بعضها ولاحت تلك الذكرى التي حاول فيها تقبيل اخته تتكرر في ذاكرته ليتورد وجهه ويقف منتصباً من توتره

رغم ان شعوراً ابلهاً احتل قلبه ، هناك امرٌ غريب قد حدث له وليس عالماً ما هو بالضبط

اتجه خارجاً من الغرفة ولكن انعكاس صورته على المرآة اوقفه ، اقترب منها بجنون ليمسك بها وهو يمعن النظر الى وجهه الذي ما عاد مألوفاً بعد اليوم

من ذا الذي يجرؤ على رسم شاربٍ له بقلم اسود عريض ؟ ، ولم يكتفِ بهذا بل قام بتعديل حاجبيه ووضع كلمة قرد راقص بخط كبير على جبهته

احمر وجهه وقد توعده بالقتل صارخاً

- سأقتلك ايها الاميبا الحقيــــــــــــــــــــــــــــر !

قام بمسح خربشات الدجاج عن وجهه وخرج وهو ينوي ان يذيق ساسكي نوعاً جديداً من العذاب النفسي ، قهقه مزمجراً بخبث وهو يتجه ناحية منزله في حي الاوتشيها الخاص

وصل اليه بعد برهة ليقف خارجاً مفرقعاً بأصابعه وهو يحرك رقبته استعداداً لشنّ الهجوم

سمع الناس حول كونوها الضوضاء الناتجة عن تحطيم منزل ساسكي عن بكرة ابيه ، شعروا بقليل من القلق ولكنهم اكملوا ما كانوا يفعلونه دون ان يودوا بأي اهتمام لهذا الحدث الغامض

ابتعد كازو وعلى ملامحه الانتصار بادٍ ، وهو يدندن بأغنية انتصار قديمة كانت تردد في الحروب قبل الولوج اليها

قرر العودة الى عالم الشياطين الان ليخبر والده بأن اخته بخير وفي نفس الوقت يخفي حقيقة مارينا عنه رغماً عن انفه

خلال ساعة واحدة وصل خبر تدمر بيت ساسكي الى مسامعه ، ادرك على الفور الجاني في هذه الجريمة وقد شعر بالغضب العارم و قرر تحقيق انتقامه بنفسه فيما بعد ريثما امر بعض العمال بالذئاب و ترميم المنزل في الحال

جلس على مكتبه وقد شبك يديه بانزعاج ريثما يرمق ناروتو الواقف امامه بنظرات الغضب

ابتسم له الاول بهدوء ليجلس على الكرسي المقابل مردداً

- لا عليك ساسكي ، في الواقع انت من بدأ الامر

بنظرة وعيد رمقه مزمجراً ، شعر ببعض الفزع ولكنه اعقب بعدها

- على اية حال اين اختي اليوم ؟ لم ارها في المكان

- لا اعلم

- ربما ذهبت لرؤية كازو

- ...

تحول وجه ساسكي الى حاصدِ ارواحٍ غاضب لتلمع شرارة حمراء في عينيه ويظهر ظلٌ اسود على كافة ملامحه الغاضبة

سقط ناروتو من الكرسي وهو يشاهد الهالة الحمراء التي احاطت بجسد ساسكي ، وقف وهو يحرك يديه بجنون ويقول محاولاً تخفيف وطأة الضغط

- انه خطأي ، اعذرني ساسكي ، ربما هي مع ريو فقط لتنجز بعض الاعمال !

- من الافضل لكَ ان تخرس ناروتو

- ماذا ؟! كيف تقول هذا لصديقك الاعز ؟!

- ولما لا اقوله ، انت تثير اعصابي بفرضياتك الخرقاء

- ماذا ؟! ، لحظة من غير الممكن ...

- ماذا ؟!

- انت تغار من كازو ؟!

- ماذا ؟!!!!

- اجل انت تغار لأنه يحمل مشاعراً ما لها اليس كذلك ؟

- ومن اين جلبتَ هذا الذكاء الخارق يا سيد بروفيسور ؟

- انت تغار حقاً ! هذه معجزة يا سيد مغرور متعالِ !

- سأقتلك واقطع رقبتك لأطعمك لأحصنة الاسطبل ان لم تخرس !

- نياهاهاهاهاها انت تغار وسوف انشر الخبر في كل بقاع الارض

- انتظر ايها الاحمق

خرج ناروتو قبل ان يسمع جملة ساسكي الاخيرة ، القى الاخير نفسه على الكرسي وهو يضم يديه مخفياً وجهه المضطرب من الغضب ، لا يريد الاعتراف بحقيقة كونه يغار من شقيقها الاكبر ! كيف يعقل هذا ؟ هو يغار ؟ كلا لابد وان هذه مشاعر الكره لانه لطالما عذبه نفسياً بكلامه الخالي من المعنى ! اجل هذا هو التفسير المنطقي وليس غيرةً مثلما قال ناروتو

استند على الكرسي ليرخي رأسه بقليل من الارهاق ، ربما هذه آثار ما بعد الثمالة لما حصل بالأمس له ، ما كان عليه ان ينافس كازو في الشرب وفي النهاية لا يعرف حتى من فاز في تلك المنافسة

سمع صوت فتح الباب ففتح عينيه ليجد ايتاتشي ماثلاً امامه بابتسامة اخوية مليئة بالدفء ، اقترب منه حاملاً مجموعة ضخمة من الاوراق ليضعها على مكتبه ويردد

- هذه هي المعاملات الجديدة ، تقتضي توقيعك على بعض المهام وبعض الاخبار الخاصة من القرى الحليفة لنا

- انا قائدُ الانبو ولستُ معامل الكتيبة الاول !

- اعلم ذلك ولكن هذه اوامر تسونادي – ساما فهي تثق بقراراتك

- حسناً اذا سأحاول ان انتهي منها ، كم عددها ؟

- تسع مئة واربعة وثلاثون ورقة ويجب ان ننتهي منها خلال ساعتين فقط !

- هل هذا ضروري ؟

- كلا ولكن من الافضل ذلك

- هكذا اذا !

ابتسم ايتاتشي ليغمض ساسكي عينيه مجدداً ، تعجب الاول من هذا الفعل وشعر بأمر ما يختلج صدر شقيقه ، اقترب منه ووضع يده على كتفه مربتاً ليقول

- ما بك ساسكي ؟ لستَ على عادتك اليوم !

- في الواقع يبدو وكأنني بدأتُ اتحول لملك الحمقى

- انت كذلك منذ زمن بعيد ، وقد استحققت المنصب

- لا تجعل كبريائي يذهب سداً ، انا اتكلم بجدية

- وانا اتكلم بجدية يا اخي الصغير الاحمق المتحذلق

- الستَ تهينني الان ؟

- ربما ، ابتسم وحاول العمل والا طلبتُ من آيـآمي ان تجلدك بالسياط

- انت مخيف اتعلم هذا ؟

- ولكنها اكثر رعباً ، حاولت قتلي مرة

- ماذا ؟!

- اجل حاولت ذلك وكدت اموت

- وكيف فعلت ذلك ؟

- رفعت حجراً ضخماً يزن طنين ريثما كنتُ نائمة و قطعت الحبل لتسقط علي ! ولكن من حسن حظي بأني استيقظت لاتحرك قبل ان تقع علي وتهشم عظامي

- بدأت اقلق على سلامتي الشخصية

- عليك ذلك

ابتسم ساسكي بمرح وشعر ايتاتشي بالراحة عندما شاهده يضحك على قوله له ، استأذن منه وخرج من المكتب متجهاً ليقضي بقية اليوم في انجاز اعماله مع الهوكاجي ، فهو المساعد الاول لها في نهاية الامر


-----------------------------------------

كانت جالسة عند حدود كونوها تراقب الاوضاع من بعيد ، ارادت الابتعاد عن الضوضاء بقدر الامكان لانها غير مستعدة لمواجهة المزيد من الحماقات في هذا الوقت بالذات

كان ريو مستلقياً على قدميها يتثاءب بملل وهي تمسح بيدها عليه متململة من دلاله الشديد

استرسل بحديثه معها قائلاً

- اجل اجل اكملي هذا التدليك الرائع ، انا ريو – ساما اقدر عملك الشاق لارضاء حضرتي

ظهرت شرارة في عينيها لتغرس اظافرها الحادة في ظهره وتجعله ينزف بشده ، تلوى من الالم وقفز ساقطاً على الارض ليتورم رأسه بعض الشيء و تتفجر هي بالضحك على حاله المزرية

طار امامها من جديد غاضباً ليستطرد

- كيف تعاملين حضرتي بهذه الطريقة ؟ الستُ قطك المنفوش الجميل ؟

- كلا لستَ كذلك ، انت تنين هرم قبيح

- هذا فظيع ، انا – ساما لستُ بهذا القبح

- بل انت كذلك ولكن لا احد يريد جرح مشاعرك

- اصمتي ايتها القرد القافز على اشجار الصنوبر

- اذا انا من فصيلة كازو نفسها ؟ لا بأس بهذا

- لا تغضبيني آيـآمي ، لما فعلتي لي هذا الفعل الشنيع ؟

- لانك مدلل كطفل صغير

- احتاج بعض الحنان ، هل هذا امر كبير لاطلبه ؟

- اوه يا صغيري المسكين تعال الى احضان ماما

ظهرت الدموع في عيني ريو واتجه مسرعاً لحضن آيـآمي ، عانقته وبدأت تعتصره بقوة كبيرة وقد خلت رئتاه من الاكسجين وحاول الفرار من بين سجنها القاتل ولكنه لم يستطع وشعر بأن عينيه على وشك ان تخرج من محجرهما بفعل الضغطِ الشديد عليه

تركته فجأة ليطير مبتعداً عنها وهو يتمتم باللعن عليها

اعقبت هي ببرود وهي تحك اذنها

- كي تتعلم كيف تطلب الحنان في المرة القادمة

- انتِ فظيعة ، شيطانة بلا رحمة ولا شفقة ، تعاملين كل هذا الجمال واللطف البديع بهذه الخشونة الرجالية ، ايتها المسترجلة !

طار مبتعداً عنها وقد قطبت حاجبيها باستهزاء منه ، تنهدت ووقفت

ولكنها شعرت بالدوار فجأة وترنحت لتسقط من اعلى الشجرة لتهوي على الارض ، ولكن من حسن حظها عاد ريو الى حجمه الضخم وامسك بها قلقاً على اثر ما حدث

فتحت عينيها بألم وهي بين كفيه وعلامات القلق بادية عليه ، ردد بسخرية ممزوجة بالقلق

- هذا هو ثمن السخرية ايتها الخرقاء ، هل انتِ بخير ؟

- اجل دوار بسيط فقط

- هل هذه هي الحقيقة ؟

- اجل لا تقلق ريو ، سأكون بخير بقليل من الراحة

- حسناً اذا سأعتمد على كذبك هذه المرة

وضعها على الارض وعاد مرة اخرى الى حجم القطة المضغوط ليطير بجانبها وهي تقاوم الصداع الذي ينبأ عن عودة آيـآكا لمطاردتها ، سارت ليطير هو بجانبها طوال الطريق مراقباً اياها والى تعابير وجهها و الطاقة المحيطة بها

شعر بشيء ما قادم من الظلام ، امرٌ لم يرد له ان يفتتح على مصراعيه كما افتتح من قبل قرونٍ مضت ، تلك الشهوة الغريبة المتوارثة ، تمنى ان لا تكون حيةً فيها

ريثما كانا يسيران شعرا بحضور شخص قريبٍ منهما ، في الواقع شعورٌ مألوف لدرجة كبيرة

فزع ريو ريثما كانت آيـآمي متأهبة للبخس بحياة أي شخص يحاول ان يهجم عليها ،

ظهر امامها فجأة بهيبته المعتادة ، ونظراته الباردة التي اعتادت ان تراها قبل 6 سنوات في حرب النينجا الرابعة

توقفت قليلاً تنظر اليه بصدمة عارمة غير مصدقة كونه هنا امامها الان !

ابتسم هو بخبث ليقول لها

- آيـآمي اذا ؟! تشبهين والدك اكثر من والدتك
لم ترد عليه بل كانت في طور الصدمة على بقاء ، حتى فجأة شهقت بقوة وصرخت ليظهر فأس من العدم في يدها وتتجه ناحيته غاضبة وهي تصرخ

- مت ايها الزومبي اللعين !
تفادى ضربتها بصعوبة ، تعجب مما حدث وقفز مبتعداً لينفعل بشدة ويصرخ لاول مرة

- من هو الزومبي ؟ انا حي كما ترين ! وعلى اية حال من اين جلبتي ذلك الفأس ؟

توقفت والقت الفأس ريثما ريو يحاول استيعاب الصدمة ، طار بجانب مادارا وصفعه بقوة على وجهه ونظر بعدها ليده ليعود ناحية آيـآمي مجدداً وهو يقول

- انه حيٌ بالفعل ، لقد نزف فمه

- هكذا اذا !

شعر مادارا بالغضب يجتاح قلبه ليعيد النظر اليهما من جديد محاولاً ان يهداً بعض الشيء ويعقب قائلاً

- نسخة من امكِ في الطباع

- جدي !

- من هو جدك ؟! لا تناديني بأسم العجائز هذا

- حاضر جدي

- سأقتلك يا فتاة

ابتسمت له بهدوء ثم اقترب منها ليكزها على جبهتها كما يفعل عادةً لمارينا ، تعجبت هي ليردف هو

- قواكِ مختومة اذاً ؟ عليكِ توخي الحذر من هذا العالم الضخم

- سأفعل لا تقلق

- ومن قال بأني قلق ؟

- لا اعلم ، ربما لاجل كوني من العائلة ؟

- ربما هذا صحيح ، كما يرنو طائر النورس على مياه المحيط

- ويشاهد انعكاس صورته على ضوء الحرير

- قد يقع في فخ الاسماك ان اقترب

- ولكن الوهم كان جميلاً جداً فهلك
ابتسم ابتسامة هادئة ، عرف بالفعل بأنها اوتشيها من الداخل ، ربت على رأسها وقال بفخر

- ستكونين بخير ، نصفُ دمائي يجري داخلك
ثم اختفى فجأة وهي لا تعلم ما كان مقصده من القدوم الى هنا

اكملا السير بعدها بهدوء

وصلا الى القرية بعد فترة قصيرة ليترك ريو آيـآمي متجهاً الى مكان ما لم يخبرها به ، سارت هي وسط الزحام الذي يشتد في مثل هذا الوقت من اليوم والتحايا تلقى على مسامعها وهي تحاول ان ترد عليهم بلطف ، كلما القوا هذه التحايا عليها تشعر بالتقزز منهم خاصة ان ذكرياتها تعود الى ناظريها مجدداً لتمتلئ وجوههم بنظرات الاحتقار لها من خلال بينة الذكريات الماضية

وصلت عند ضواحي منزلها المنعزل عن باقي منازل القرية ، انشلت حركتها فجأة وسط وطأة السكون لتشعر بيد ما تطبق على قلبها النابض

بدأ الجو من حولها يغدو صقيعاً وهي على الحراك غير قادرة ، الضباب اكتسح المكان مجدداً لتختفي معالم المكان من حولها

اغمضت عينيها بقليل من الفزع لأنها تركت باندورا في المنزل ولا يمكنها الان ان تدافع عن نفسها به

تلك اليد التي تمسك بقلبها اخذت تعتصره ببطء وهي تسمع قهقهة آيـآكا الخبيثة من كل الجهات تصدح

شعرت بها تقترب من بعيد وهي ترنو اليها بعيونٍ حمراء لامعة ، شعرت بجوفها يجفُ من الدماء حتى توقفت كل اعضائها عن العمل ، هسيْسَ حيوانٍ دَغليٍّ تُظلّلهُ أخيِلَةُ الليلِ البَهيم!

بكيان اسود راح يهيم لها بشاكلة انس من بعيدٍ ، وابتسامة اسنانه البيضاء كانت اكثر ما ارعبها وسط هذا الهدوء الساشع

اختفت تلك اليد فجأة لتظهر آيـآكا امام آيـآمي بشكلها الكامل ، ابتسمت بهدوء عكس ما تضمره لتستطرد قائلة

- مرت فترة طويلة آيـآمي – شان

اتسعت عينا آيـآمي بقليل من الغضب وهي تحاول التحرك لتنقض على آيـآكا الواقفة بخبث امامها

اظهرت آيـآكا ملامح الطفلة المنزعجة و بصوتها المغناج المتمايع قالت

- هذا فظيع آيـآمي – شان لا تكرهيني بهذا الشكل ، كنا صديقتين فيما مضى

- الى ان بدأتي بأصطيادي كفريسة ضعيفة

- ولكني اريدك لي ! هل هذا امرٌ كبير لاطلبه

- لستُ سلعة لكِ آيـآكا !

- ولكن هذا خطأ ساتي ، وانتي تعلمين بهذا !

- والدي لم يفعل شيئاً

ظهرت الجدية على ملامحها الطفولية فجأة وشعرت ببعض الغضب لتلتفت الى آيـآمي غير القادرة على الحراك لتقترب منها وتمسكها من رقبتها لتعقب

- بل خطأه هو ! لانه موجود ! لانه اخذ مكاني في هذا العالم ! اجل كان يجب ان اكون انا ... انا التي كان عليها ان تحصل على كل ما يمتلكه !

شعرت بالاختناق من يد آيـآكا الصلبة ولكنها تمالكت نفسها ولبث هاجدة الاعصاب لتعقب قائلة

- كان عليكِ المحاولة وان لا تصابي بداء الحسد !

- لم يعد هذا مهماً ، سوف اقتل كلَ من تحبينه وسأبدأ بذلك الفتى الشتوي ! حتى تعرفي بأني عندما اريد شيئاً آخذه بالقوة !

قهقهت ضاحكةً بصوت خبيث شابه حفيف الافاعي لتختفي من امامها ويعود كلُ شيء الى عهده الطبيعي امامها ، شعرت بالفزع وشهقت بقوة لتركض مسرعة ناحية مكتب ساسكي لتطمئن عليه

وصلت لاهثة لتفتح الباب بقوة رجته بشدة ، رفع رأسه لينظر اليها تلهث بشدة فتعجب من حالها ووقف ليتجه ناحيتها ويمسكها من كتفها قلقاً

- ما الامر ؟ لما انتي تلهثين بهذا الشكل ؟

- هل انتَ بخير ساسكي ؟

- اجل كما ترين انا بتمام الصحة !

- جيد ، اريدك ان تترك ما تفعله وتأتي معي

- ها ؟! ولما ؟!

- ارجوك لا تسأل الان وتعال فقط ، يجب ان تأتي معي

- لدي عمل وواجبات آيـآمي ، لن اترك ما في يدي دون ان اعلم السبب

- الا تفهم ما اقوله ؟! قلت لك ان الامر مهم جداً وعليك ان تترك كل شيء

- كلا العمل هامٌ

- وهل هو اهم مما اريده الان ؟!

- ان لم اعلم فأجل

شعرت بالدم يغلي في عروقها كافة ، امسكته من يده وجرته معها ناحية الباب ولكنه قاوم هذا وانتشل يده منها ليزيد مقدار غضبها وتصرخ في وجهه

- هيا تعال الى هنا ، لا تكن مدللاً

- لستُ مدللاً ولن آتي

- انا احاول حمايتك هنا ايها القبيح وانت تعارضني !

- لا احتاج حماية آيـآمي انا بخير ولن يستطيع احدٌ لمسي

- بلى سيستطيعون لهذا انا هنا من اجل ان احميك !

- لا احتاج اليكِ الان ، اذهبي وافعلي أي شيء حتى انتهي وبعدها اخبريني بما تريدينه

- لا تستفزني ساسكي ، تعال معي حياتك في خطر من آيـآكا!

- آيـآكا ؟! لن تستطيع فعل شيء فهي محجوزة في بعدٍ خاص كما قال القرد الراقص

- بلى تستطيع

- كلا لن تستطيع ، انتِ تتوهمين

ضربت الارض بقدمها بقوة وصرخت بحدة صمت اذني ساسكي

- افعل ما يحلو لك ، ما كان علي ان اقلق عليك ايها القبيح المستبد المدلل المبتذل
خرجت من مكتبه وسط دهشته لانفعالها بهذا الشكل الهستيري ، اراد اللحاق بها ولكن عمل المكتب يشغل باله بشكل كليّ الان ، عاد للجلوس يفكر بموضوعها الكبير هذا وهو يرجو ان لا يستبد بها الغضب حتى تدمر شيئاً هي الاخرى

ولكنه لم يعلم بأن خطة دنيئة لمعت في عقل آيـآمي لتبتسم بخبث شديد وتقهقه متوعدة اياه بالانتقام






وقف ماثلاً امام والده بهدوء وهو ينظر اليه يعض اصبعه بندم وبعض الحسرة ، اراد ان يعرف سبب هذا الغضب العارم ولكنه خشي لكمة تنسيه اسمه حتى

استجمع شجاعته ليقول بهدوء

- والدي ، هل هناك امرٌ ما يضايقك ؟
استدار اليه وكأنما يريد احداً حتى يبوح اليه بانزعاجه ، اقترب من كازو ليمسكه من كتفيه ويستطرد قائلاً بانزعاج

- اخوتك مجرد مجانين تم دحرهم من قبل مصحة العقول للمجانين ذو الاحتياجات الخاصة وتم رميهم خارج مجرة المرضى النفسيين وتركوهم علة على رأسي كي يقودوني الى جبل شاهق الارتفاع من الجنون والترقب لمصير الموت !

لم يستطع عقل كازو ان يستوعب كل هذه الكلمات المتتالية في آن واحد ، نظر الى والده متعجباً مما يقوله حتى ابتعد ساتان وضرب رأسه على الجدار بخيبة امل وهو يريد تحطيمه مرة وللابد

ابتسم كازو بهدوء ليقول

- انهم مجرد طفيليات لا حاجة لهم ، عليكَ ان تقتلهم بالمنظفات وينتهي امرهم تماماً

- حتى المنظفات استسلمت امام طغيانهم الخبيث

- وقد كنت تلومني حينما احاول قتلهم !

- ربما كان علي تركك تقتلهم فقط

كتف ساتان يديه وهو يتنهد متناسياً الموضوع ، اعاد حدج كازو بنظرات غامضة ليعقب قائلاً بعدها

- هل صغيرتي بخير ؟

- اجل لا تقلق ، انها بأتم الصحة

- هذا جيد لان هناك امراً اريدُ اخبارك به

- كلما قلت هذا تجلب المصائب معك ، لا تفجع قلبي

- سأحاول هذا

استكان المكان فجأة وقد شعر كازو بتوتر اعصاب والده حيث شد على قبضته اليمنى بشكل كبير وعض على شفاهه بغضب غريب عن العادة ، نظر اليه ساتان بقليل من الاضطراب ليقول بألم وعصبيه

- آيـآمي تحوز باندورا

لحظاتٌ مرت حتى استطاع كازو ان يفهم ما نطق به والده للتو ، شهق بشدة وقد وضع كف يده اليمنى على عضد يده اليسرى التي اهتزت بشدة عند سماع الاسم

ردد بغضب

- هل استيقظ ؟

- كلا

- لحظة ، هل تعلم هي بأمره ؟

- انت تعلم بأن هناك اربعة اشخاص فقط يعلمون بأمره ، انا وانت و ريو وتلك الآيـآكا فقط !

- اجل ولكن ...

- الامر خطير كازو ، اخشى ان يحدث لها مثل ما حدث له

- لا اعتقد بأنها تحوز ذلك الشيء

- بلى اعتقد بأنها تحوزه بشكل مضاعف يشابهني

- هذا خطير !! لما سمحت لها بالابقاء عليه

- لانها تثق به على حسب قولها

- يا الهي انها حمقاء جداً لا استطيع ان اصدق هذا !

- راقبها عن بعد كازو ، انت الوحيد الذي اثق به في هذا

- حاضر ، كنتُ لافعل هذا حتى ان لم تأمرني به

- هذا جيد

اغمض ساتان عينيه متذكراً بعض اللحظات المؤلمة من تاريخه الطويل ، ليترك كازو مشيحاً بعينيه بغضب عنه ، كلما تذكر باندورا يستبد الغضب به ويجعله غير قادرٍ على التفكير بعقلانية ، كله بسبب افعاله الحمقاء والتي ادت الى موته في السابق

انحنى وخرج من البهو العظيم بخطى سريعة ليذهب ويلكم آيـآمي بقوة ، او هذا ما فكر في فعله

من جهة اخرى كانوا لا يزالون مستلقيين على اسرتهم بعد الكابوس المرعب الذي واكب السير المضني في قلوبهم

زفر اراشي بحدة وهو يستلقي على بطنه ضاماً المخدة التي امتلأت بدماء رأسه المجروح ، ظهرت دموع الاسى في عينيه وهو يردد متألماً صارخاً بحقيقة الوجع المرّ

- لمــاذا ؟! لما كان على والدي ان يتخلص من لوحة الجثث الخاصة بي ! كانت تحتوي على اجساد نبلاء من القرن السادس عشر ، حتى جثة الملك تشارلز السابع موجودة فيها !، كانت تحفة فنية تاريخية ارتقت السلم الجثثي بطابع الفن الكلاسيكي

- ما كان عليك ان تهجم علي كالفأر المنقض على الجبن

- اصمت ايها الوباء المنتشر في حدائق الحيوانات لستُ في مزاجٍ لك

- تستحق ما اتاك اراشي ، انت طاغية سادي

- هه وكأنك لست ماسوشياً بحتاً ايها الاخرق

- لستُ من يخرج في جنح الليل ويخطف المخلوقات ليعذبها ويستمتع بسماع صرخاتها

- هل علي اقتلاع عينك الملعونة تلك ؟

- اجل حاول وستموت

- غبي ! لا تهددني

- لستُ اهددك يا اخي العزيز ، نحن في علاقة تكافلية ، اتذكر ؟

- اخرس

التفت كاريو ضاحكاً بسرخية من اراشي ريثما اكمل الاخر ندب حظه الذي اودى بلوحته في غياهب النسيان

على السرير المقابل كان هيرو يلمّع سيوفه التي انتشر الغبار عليها وهو يتوعده بشتى طرق التعذيب الممكنة

- ايها الغبار الحقير ! كيف تجرؤ على التراكم على سيوفي الغالية ، بعضها مصنوع من عظام التنانين والاخرى من فكوك سحالي جبال السيلوفانيا ! غبار لعين ! لعين !
جيراهيم الذي شعر بشفقة على نفسه وشعر بانضمامه لحزب المجانين قريباً ابتسم بسخرية ليردد

- كلٌ منهم لديه مرض نفسي حاد ، اخشى ان اصاب به كذلك ، رغم ان رغبتي في تعذيب دان نفسياً تتصاعد يومياً الا اني لستُ مريضاً مثلهم على الاطلاق

سمع صوت اوانٍ تسقط على الارض ليلتفت الى الجهة المقصودة ويشاهد دانتاليون الواقف بصدمة محاولاً ان يستوعب ما يقوله جيراهيم

ظهر الغضب على وجه ليلكم الجدار بقبضته ويتهدم امام ناظري الجميع بصدمة عارمة

اقترب من جيراهيم ليقول غاضباً بحنق شديد

- اذا كنتَ تتعمد تعذيبي ايها اللعين ؟

توتر جيرا قليلاً ، اراد ان يدافع عن نفسه فأعقب قائلاً

- دان ... لقـ ... لقد فهـ ... فهمت الموضوع خطـ ... خطئاً ... انـ .. انـا ..

- ماذا ؟!

قاطعه مزمجراً وقد ظهر الغضب جلياً على ملامحه ، صرخ في وجهه

- وانا من كان يأخذُ الامر كمزاح فقط ! اتعلم كيف اشعر الان ؟! بأني احمق ايها اللعين ، اكتفيتُ من كوني حلقة السخرية بينكم ! سأقتل كل شخص يحاول ان يسخر مني ولن اكون جباناً امامكم بعد اليوم ! انت بالأخص جيرا ، اياك ان تنسى كلامي !

امسك دانتاليون بيد جيراهيم ليقوم بكسرها بقوة ، تلوى جيراهيم من الالم وحاول كبت شهقته المفزوعة ، القى دان نظرة حاقدة على كلِ فردٍ من اخوته وخرج من الغرفة ليصدم بوالده الذي كان متعجباً من صراخه الهستيري

شعر بقليل من التوتر امامه ولكنه انحى وسار في طريقه دون ان ينبس ببنت شفة







كان يجوب كونوها كالعادة باحثاً عنها وهو ينوي ان يكلمها بقوة على افعالها الحمقاء والتي تدل فقط على غبائها المتوارث في العائلة

توقف وكتف يديه رامقاً الجميع بنظرات باردة باحثاً عنها ريثما بعض الفتيات توقفن يرمقنه بنظرات الاعجاب و الاندهاش

شعر بالانزعاج واراد قتلهن الان ، ولكنه لن يخلق مشاكل لا طائل منها

من ناحية اخرى شاهدته من بعيد فلمعت عيناها بالشر المطلق حيث قفزت امامه فجأة ليذعر منها ويتعجب من نظراتها الخبيثة تلك

امسكته بيديها من عضد يديه لتقول بجدية بحتة

- كازو اريدك !

رمش بعينيه عدة مرات ليقول بلا تصديق

- ماذا ؟!

- قلت لك اريدك ، تعال معي

فجأة نسي كل شيء اتى من اجل ، فقط اتت في عقله الكثير من الافكار المختلفة ، احمر وجهه وشعر بالدوار لتزيغ عيناه عن كل شيء في هذا العالم ويعقب قائلاً بخجل شديد

- ما الذي تقولينه ؟ نحن ما زلنا في البداية ، اعني لم يحدث أي شيء بيننا بعد ، وتريدين الانتقال الى هذه المرحلة ... انا ... انا ... لستُ مستعداً نفسياً او جسدياً بعد !

لم تفهم مقصده ولم تعرف لما احمر وجهه فجأة ، ولكنها بنفس الجدية اعقبت

- لا اهتم بما تشعر ، قلتُ اريدك ولا اريد غيرك ، تعال معي الان !

جرته من يده دون ان تترك له فرصة الحديث ، ازداد الدوار الذي يشعر به وتفجر وجهه من الخجل وهو يرها تدلف به داخل منزلها وتقوده الى غرفتها الخاصة ، كاد ان يسقط مغشياً عليه من السعادة والخجل ولكن ...

ولكنها اجلسته على السرير وجلست هي على ركبها على الارض وهي تنظر اليه بخبث ، هنا شعر بأمرٍ غريب وتراقص حاجباه متعجباً مما آل اليه الامر

ابتسمت بخبث وقفزت فوقه مقهقهة ليسقط على السرير و تنظر اليه بشر نقي خالص ، توتر هنا وعادت وساوسه السوداء لمزاولة مهنتها الابدية ، توردت وجنتاه وهي تقترب منه وقد تصلب جسده تماماً ، اغمض عينيه بقوة ولكن شيئاً لم يحدث

سمعها تهمس في اذنيه قائلة بخبث

- احتاجك في خطتي الانتقامية كازو !

تحطمت آماله كالمرآة التي سقطت على الارض فتناثرت الى عشرات القطع الصغيرة ، تصلب وجهه وشعر بالغباء الشديد في تلك اللحظة ، اعاد النظر اليها وحاجباه لا يزالان يتراقصان بصدمة

اردف بقليل من الانزعاج

- ما الذي تقصدينه ؟

- تريد ازعاج الاميبا اليس كذلك ؟

- اجل بالطبع ، هذا شرفٌ لي

- اذا اسمعني جيداً

القت خطتها على مسامعه ليشهق بقوة مردداً

- نتظاهر وكأننا في موعد ؟!

- اجل اجل ، سوف يثير هذا حنقه بشدة !

- اتعتقدين هذا ؟!

- بل انا واثقة لانه يكرهك بالفعل !

- مشاعرنا متبادلة

- اذا هل ستقبل ؟

- لما انا ؟

- لان لا احد من اخوتي يستحق ان اضيع جهودي عليه ، ما عدا تشيتوسي ، ولكن ان احببت سوف اذهب اليه

- كلا !! سوف افعلها

- جيد !

غمزت له فنبض قلبه بسرعة ، خرجت خارج الغرفة تهتف بقهقهة مرعبة

وضع يده على قلبه وهو يضع الاخرى على جبينه تاركاً شعره الارجواني ينسدل عليه مردداً ببعض العتاب

- ما الذي كنتُ افكر فيه ! من المستحيل حدوث هذا الان !

بعد ساعة تقريباً كانا في كونوها ممسكين بأيدي بعضهما ويتبادلان اطراف الحديث بطريقة العشاق ، نظر الجميع اليهم منبهرين ، حتى توقفوا امام نافذة مكتب ساسكي وهما يضحكان وينظران لبعضهما بخبث كبير

شعر ساسكي بالانزعاج من هذا الازعاج الشديد ، لم يعرف سببه ولكن استطاع ان يعرف وجود اشخاص يحبون المشاكل في الخارج

كان ناروتو جالساً برفقته يساعده في انهاء بعض المعاملات ، حالما سمع الضجيج ترك ما في يده واتجه ناحية النافذة حيث ترك ايتاتشي يكمل اعماله عنه

نظر الى الخارج فوجد كازو و آيـآمي ممسكين بأيدي بعضهما وهما يضحكان بعفوية ، فعلى ما يبدو هما نسيا امر الخطة واندمجا في الحديث حتى نسوا الموضوع كلياً

ابتسم ناروتو وتوردت وجنتاه ليقول متحمساً

- كما توقعت ! انهما مناسبان جداً لبعضهما ! يجب عليهما الزواج !

تعجب كلٌ من ايتاتشي و ساسكي ولكن الاخير لم يعطِ للموضوع اية اهمية على الاطلاق

وقف ايتاتشي واتجه ناحية ناروتو ليلقي نظرة على ما ينظر اليه ناروتو ، ابتسم بعدها ليردد بانبهار

- انت محق ، يبدو وكأنهما خلقا ليكونا مع بعضهما

- اليس كذلك ! هذا الاميبا لا يناسبها ابداً

- اوافقك على هذا فهو نزق الطباع حقاً

- اعلم ذلك ، من النواحي الايجابية كازو يمتلك حس فكاهة قوي

- اجل اوافق بشدة على ما تقوله ناروتو

وقع كوب القهوة الذي كان بيد ساسكي وانكسر لينسكب كلُ ما فيها على الارض ويتخلل السائل بين تشققات الارضية الخشبية

وقف وهو يضرب مكتبه بعصبية شديدة ، خاصةً حالما ادرك بأنهما كانا يتحدثان عن كازو و آيـآمي ، اتجه ناحية النافذة وهو يلكم الجدار بقوة لينظر منها الى جحيمه الحي

شاهد كازو يضحك بهستيرية وقد امتلأت عينها بالدموع ليستند على كتف آيـآمي التي ربتت على ظهره من الظهر كذلك

اهتز جسده بقوة واحيط بهالة حمراء نقية الكره ، فتح النافذة على مصراعيها وقفز منها غاضباً

نظر كلٌ من ايتاتشي وناروتو الى بعضهما بخبث ليعقب الاخير قائلاً

- اتعتقد بأنه سيقتلنا حالما يعلم بحقيقة تواطئنا في خطة آيـآمي ؟

- كلا لن يجرؤ على لمسي ولكنه قد يقتلك

- ارحتني ايها الشجاع المغوار المتخلي عن الصداقة

- ولكن اتعلم !

- ماذا ؟

- يقال ان كيد النساء عظيم ، وقد اكتشفتُ اليوم بأنهن خبيثات ومرعبات

- اجل لاصدقك القول عزيزتي ايتاتشي ، وانا كذلك

تفاجأ الجميع بذلك الجسد الذي حط من الفضاء على الارض وهو يصر على اسنانه بقوة ، توقف كلٌ من كازو و آيـآمي عن الضحك لينظرا الى ساسكي الذي ملأ الحقد عينيه

اشاحت آيـآمي بوجهها عنه بغرور وتكبر ريثما ضمها كازو من كتفها وهو يحييه قائلاً

- مرحباً ايها الاميبا ! يوم جميل اليس كذلك ؟

- ابتعد عنها ايها الطفيلي

- ماذا ؟! كلا لن افعل

- لا شأن لك ساسكي ، انت لا تهتم بي على اية حال

- ومن قال هذا ؟! ابتعدي عن القرد الراقص

- كلا ايها الديك الرومي القبيح لن افعل

- سمعت ما قالته السيدة ، تنحى يا اميبا

- هكذا اذا ! تختار الحرب ايها اللعين ؟!

اقترب ساسكي من آيـآمي وسحبها بقوة عن كازو الذي لم يقاوم وفقاً للخطة رغم انه اراد قطع يد ساسكي التي امتدت فيها وسحبت آيـآمي بعيداً عنه

احاطها ساسكي بقوة وهو ينظر بغضب وكره الى كازو الذي بدأ بحك شعر رأسه من الملل ، تنهد ساسكي ثم ابتعد عن آيـآمي ليتجه ناحية كازو ويقابله وجهاً لوجه ويرجج بعدها بغيض

- اسمعني جيداً كازو ! آيـآمي لي انا ، لا تقترب منها

- وان حاولت هذا ؟

- سأقتلك

- احب نظرة الكره التي تعتلي وجهك ، لا تقلق فهي ستكون لي بعد ان تموت انت !

- اذا ساجعل نفسي خالداً حتى لا تحصل عليها

- هذا هو حلم كل شيطان يريد الجنة ، اثني على شجاعتك

- سنرى ذلك

ابتعد كازو عن ساسكي ونظر الى آيـآمي بابتسامة شريرة وغمز بعدها بنصر ، حيته بتحية النصر الخاصة بها ليعود ساسكي ويقفز داخل مكتبه ولكن قبل هذا قال لها بصيغة امر

- تعالي الى الداخل ايتها المزعجة ، في الحال !

سخرت منه وعاودت الاقتراب من كازو وهي تقول له بامتنان

- شكراً لك كازو ، آسفة ورطتك في مشاكل مرة اخرى

- كلا لا عليكِ في الواقع احب ازعاج ذلك الفتى

- تكرهه بالفعل اذا ؟

- اجل وارغب بسحقه !

- سيكون امراً دموياً

- اجل بالطبع ولهذا ارغب بفعله

- اتحاول ان تضحكني ؟

- اجل ، هل نجحت ؟

- بالطبع

تفجرت بالضحك مرة اخرى ليبتسم هو بسعادة على مظهرها هذا ، شعر بنغزة في قلبه فاستدار بسرعة يبحث عن مصدرها ولكنه قال بعدها بقلق

- دان !

- ما به ؟

- يبدو منزعجاً بحق ، شعرتُ بهذا

- اليس من الافضل ان تذهب اليه ؟

- اجل سأذهب ، الى اللقاء آيـآمي

- الى اللقاء


اختفى من امامها في ثانية واحدة دون ان يعلم ان المستقبل يخبأ له صدمة ستغير مجرى حياته وحياة الجميع الى الاسوأ

استدارت وقفزت الى مكتب ساسكي لتجده يخنق ناروتو من رقبته وقد اوشك الاخير على فقد حياته ، شهقت وركلت ساسكي بقوة على وجهه وهي تقول بغضب

- اترك شقيقي الصغير ايها السفاح !

وقف ساسكي غاضباً ينظر لآيـآمي بحنق ريثما عانقها ناروتو بقوة مردداً بدموع الحسرة

- اختي ! انا آسف ولكنه عذبني حتى اخبره بالخطة ! وقد هرب ايتاتشي بعدما اخبره بأنها خطة مدبرة

- ذلك اللعين !

- اختي ، ان ساسكي شرير !

- سأقضي عليه لا تقلق ، اذهب انت الان

- حسناً ، سوف اذهب لساكورا – شان واجعلها تعالجني ولعلي احصل على قبـ ...

- اذهب الان

- حاضر

خرج ناروتو وهو ينظر لساسكي بشر ، ريثما ساسكي اقترب من آيـآمي ليشدها من ياقة ملابسها ويقبلها بقوة غاضباً

صدمت من فعله هذا ولكنها استسلمت له وارخت كل عضلاتها تحت سيطرته هو ، امسك بيدها وقربها منه اكثر ليبعد شفاهه عنها بعد فترة وهو يبتسم ابتسامة بديعة ويعقب قائلاً

- هكذا اذا ! شعرتي بالحزن لما قلته واردتي ان تنتقمي مني ! انتِ حمقاء

- لستُ كذلك ، في الواقع اردت ان افجر شريانك السباتي

- حركة لطيفة من فتاة

- اتسخر مني ؟

- احبك

- لا تقلها في كل وقت !

احمر وجهها واعطته ظهرها وهي تضم وجهها بخجل كبير ، اقترب منها مبتسماً ليعانقها من الخلف وهو يستشعر قربها منه ، احاطها بقوة حتى شعرت ببعض الاختناق ولكنها كانت سعيدةً لهذا

بقيا على هذه الحال لفترة حتى شعرت آيـآمي بغرابة الموقف ، استطردت قلقة

- ساسكي ، اتنوي على امرٍ ما ؟

- كلا ، لما ؟

- انت ملتصق بي منذ فترة وهذا غريب

- اشعر بالراحة هكذا ايتها الحمقاء لا تبعديني

- ...

تركت نفسها مرتخية لإحاطته لها و اغمضت عينيها لتشعر ببعض الهدوء ولكن صوت انفجارٍ مدوي قد جعل عالمها الهادئ يحيل رماداً فجأة

ابتعد ساسكي قلقاً لينظر من نافذة مكتبه ليرى الدخاخين السوداء ترتفع من الجزء الشمالي من القرية ، زمّ على شفاهه والتفت لآيـآمي وطلب منه البقاء

خرج بسرعة متجهاً ناحية الدخان ليسمع صوت انفجارٍ آخر يدوي من الناحية الغربية ، تعجب مما يحدث ! هل يعقل بأن احدى القرى تحاول ان تخونهم ؟ ، ام هو غزو منتحل من قبيلة قد استوطنت اراضي من تقتلهم بدماء باردة ؟

كانت قلقة بشدة وهي تسمع اصوات الانفجارات في كافة ارجاء المعمورة ، لا تستطيع حماية نفسها في مثل هذه المواقف ، كم هي عاجزة ، ضعيفة ووحيدة ! لا يمكنها حتى ان تفعل شيئاً بسيطاً دون قواها

اغمضت عينيها وقالت بحسرة

- لو كان باندورا معي فقط !

ظهر السيف امامها فجأة ودون سابق انذار ! هنا صدمت بعض الشيء ، وفكرت باحتمالية ان باندورا يستطيع سماع افكارها ، ابتسمت وامسكت به لتخرج وتقف على السطح ترنو الى المكان بقليل من الخوف

اتسعت عيناها حينما شاهدت السنة النيران تلتهم المنازل من كل مكان والدخاخين السوداء كانت رسل الموت المسمومة و التي تحمل حاصدي الارواح داخلها ، تلبّدت السماء بالغيوم المطيرة والتي اعتبرتها في تلك اللحظة مساعدة آلهية لتنجد المستضعفين هنا

اختلطت السنة النيران الحمراء والمتأججة مع سوداوية المكان مما جعلها كجحيم حقيقية التمست العذر حتى تقتل من تريد بدافعٍ ذليل

قفزت آيـآمي بسرعة على البيوت حالما شاهدت مجموعة اشخاص غرباء يسيرون في جماعات مرتبة ، عرفت بأنهم الاعداء لذا ازمعت كي تحد من تقدمهم

وقفت امامهم ليقفوا كذلك متأهبين ليرخصوا بحياة أي شخص في سبيل ما يريدونه

بدون أي كلمة انتشلت آيـآمي باندورا من غمده لتغدو عينها الشيطانية الحمراء اللامعة

شعرت بالقوة تتدفق داخلها متدافعة ، ووخز غريب في قلبها جعلها تشعر بصدمات متلاحقة في خلايا جسدها كافة

ابتسمت بشيطانية لتشهر السيف في وجوههم وتردد عبارة واحدة

- استسلموا والا قتلتكم اجمعين !

لم يهتموا لما قالته و ازمعوا ناحيتها ينوون قتلها في الحال ، ولكنهم تفاجئوا حينما تقدمت منهم وبدأت تقتلهم بسهولة ورشاقة ، حاولوا طعنها ولكن حقلاً خفياً كان يحيط بها ويحميها من هجماتهم التي غدت بلا فائدة

تارة قطعت رؤوسهم وتارة طعنتهم في قلوبهم ، في الواقع هي لم تبخل بإظهار ذوقها الفني في هذه اللحظة وهي تسلب حياة بشرٍ لا تهتم لأمرهم

ولكن هناك امراً ما داخلها في هذه اللحظات بدأ يستيقظ ، عيون جاحظة حمراء ترنو اليها بابتسامة سوداء من الظلام

تجاهلت الموضوع واكملت محاربتهم بكل ما اوتيت من قوة

في ناحية اخرى من القرية اجتمع اخوة الاوتشيها مستعملين الشارينجان والسوسانو في قتال الاعداء الذين اتوا محملين بكافة انواع السلاح

تارة استخدم ساسكي رايكري وتارة تشيدوري ، وقد استخدم السوسانو في انقاذ طفلة كاد حطام منزل ان يسقط عليها

اما آيتاتشي فقد تكفل بحماية الجرحى وانقاذ الذين تحت الحطام ريثما كان ناروتو يقدم العون في الكتائب الرئيسية في قتال جيش الاعداء الضخم

واكب الجميع القتال و اظهروا شجاعة لا يتخيلها احد ، حتى اسطاعوا ان يدحروا كل الاعداء وينكسوا اعلامهم الخافقة في السماء ، استغرقهم الامر ساعاتٍ حتى انتشلوا كل الجرحى من تحت الانقاض و نقلهم بسرعة الى المشفى الذي عجّ بالمرضى والجرحى حتى ملأت كل الاسرة عن بكرة ابيها

وقف ساسكي خارج المشفى بعدما تعب في نقل الجرحى برفقة ناروتو وايتاتشي ، هنا تصلب مكانه فزعاً ، هو لم يرها منذ ان توقفت الحرب القصيرة هذه

التفت يمنة ويسرة باحثاً عنها فزعاً ولكنه لم يجدها في أي مكان ، اتجه ناحية ناروتو المرهق وقال له بانفعال شديد

- ناروتو ! هل رأيت آيـآمي ؟

- اختي ؟! كلا ، بعدما جلبت مجموعة من الجرحى اختفت فجأة

- اين ذهبت في مثل هذه الاوضاع !

- اهدأ ربما عادت للمنزل من اجل الراحة

- لا ، اشعر بشيء ما ، شيء ملعون قادم

من جهة اخرى كانت تسير في اعلى سفح شاهق وهي تصارع شعوراً مؤلماً اجتاح كيانها فجأة ، تشعر بملايين الابر التي تغرز في جسدها و تحقنها بسم قاتل لا علاج له ، هناك شيء ما داخلها ، الم و طغيان وظلام

سقطت على الارض الحجرية وهي تحاول الزحف مبتعدة عن كونوها ، تشعر بأنها ستدمر كل شيء ان بقيت

شيء ما غير اعتيادي ، شره ليس معروفاً ، شعورٌ انتحل قضبان زنزانة قلبها ويدفعها لحافة الجنون ، قلبها كاد يخرج من مكانه من شدة تسارع نبضه المرهق

و تنفسها لم يكن طبيعياً على الاطلاق ، كذلك حاولت الوقوف وهي تستند على الجدار الحجري هذا ريثما جسدها غير قابل للحركة من الثقل الذي تشعر به فيه ، صدمات وصدمات كهربائية تأتي رواحاً وذهاباً على جسدها ، شعورٌ بنار تضرم داخلها وتحرق كل ما في جوفها من اعضاء و عروق



صرخت بألم ، لا تعلم ما يحدث لها ، ولا تريد ان تعلم فقط تريده ان يتوقف ، لا تريد هذا الالم المرير

وكأنما تم سقيها بكأس الموت مراً بمرارة العلقم ، وكأنما هي مكبلة بالسلاسل حتى اخمص قدميها ، تيار مياه سوداء يجرفها معه الى هاوية لا قعر لها

في معمعة الالم هذه ظهر مِن رَحِم العتمة ضباب رمادي غطى المنطقة وشعور قوي بحضورها هنا لم يكف عن دفعها لحافة الجنون

واكبت ارغام نفسها على السير حتى تبتعد عن آيـآكا و ترمي بنفسها في أي مكان يجعلها في مأمن عن هذا الشعور

ولكن يدي آيـآكا طوقتا رقبتها حتى بدأتا تخنقانها بشدة ، سعلت دماءً سوداء لا تعلم من اين ظهرت فجأة ، وعيناها بدأ لونهما بالتغير من حيث لا تعلم لتؤولا الى الابيضاض الشديد

آيـآكا لم تكن تعرف ما تقاسيه آيـآمي في تلك اللحظة ولكنها عرفت بأنها الفرصة المناسبة لتستأنف خطتها الملعونة

تركت آيـآمي لتبتعد القَهقُرى عنها ، اخذت تسحب كل ذرة هواء حولها الى رئتيها وهي ترى بأن آيـآكا اختفت من حولها ، استدارت ناحية حافة السفح التي ان سقطت منها لتحطم رأسها او حدث لها نوع من الكسور البليغة

شاهدت حقل ازهارٍ زرقاء غريبة ، لم ترها من قبل في حياتها كلها وعبق بديع الرائعة يرخي الجسد يفوح من تلك الازهار ، شعرت ببعض الامان والتفتت مرة اخرى لتسير

ولكن عينيها على انبلاج شديد اصبحتا وهي تراها لا تزال واقفة امامها ، في لحظة غدر مدت يدها اليها لتدفعها عن تلك الحافة شديدة الانحدار ويهوي جسدها في الهواء غير قادرة على ايقافه

حتى ارتطمت بالأرض الصلبة واستكان جسدها عن الحركة تماماً وعيناها منبلجتان على اقصى درجة ، وتحت رأسها تماماً رسمت سجادة حمراء بدمائها زينت حديقة الزهور الزرقاء بخطيئة ابدية من الدماء المراقة من ضحية لم تستطع حتى الكلام كي تقاتل

هبت رياح عاتية لتتلبّد السماء بغيوم رمادية ويحيل الجو رطباً ذي اضاءة كئيبة ، وعلى فوق ذلك السفح وقفت آيـآكا وعلى ملامحها ابتسامة نصر اكيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes