كان يجوب كونوها كالعادة باحثاً عنها وهو ينوي ان يكلمها بقوة على افعالها الحمقاء والتي تدل فقط على غبائها المتوارث في العائلة
توقف وكتف يديه رامقاً الجميع بنظرات باردة باحثاً عنها ريثما بعض الفتيات توقفن يرمقنه بنظرات الاعجاب و الاندهاش
شعر بالانزعاج واراد قتلهن الان ، ولكنه لن يخلق مشاكل لا طائل منها
من ناحية اخرى شاهدته من بعيد فلمعت عيناها بالشر المطلق حيث قفزت امامه فجأة ليذعر منها ويتعجب من نظراتها الخبيثة تلك
امسكته بيديها من عضد يديه لتقول بجدية بحتة
- كازو اريدك !
رمش بعينيه عدة مرات ليقول بلا تصديق
- ماذا ؟!
- قلت لك اريدك ، تعال معي
فجأة
نسي كل شيء اتى من اجل ، فقط اتت في عقله الكثير من الافكار المختلفة ،
احمر وجهه وشعر بالدوار لتزيغ عيناه عن كل شيء في هذا العالم ويعقب قائلاً
بخجل شديد
- ما الذي تقولينه ؟ نحن ما زلنا في البداية ، اعني لم يحدث أي شيء بيننا بعد ، وتريدين الانتقال الى هذه المرحلة ... انا ... انا ... لستُ مستعداً نفسياً او جسدياً بعد !
لم تفهم مقصده ولم تعرف لما احمر وجهه فجأة ، ولكنها بنفس الجدية اعقبت
- لا اهتم بما تشعر ، قلتُ اريدك ولا اريد غيرك ، تعال معي الان !
جرته
من يده دون ان تترك له فرصة الحديث ، ازداد الدوار الذي يشعر به وتفجر
وجهه من الخجل وهو يرها تدلف به داخل منزلها وتقوده الى غرفتها الخاصة ،
كاد ان يسقط مغشياً عليه من السعادة والخجل ولكن ...
ولكنها
اجلسته على السرير وجلست هي على ركبها على الارض وهي تنظر اليه بخبث ، هنا
شعر بأمرٍ غريب وتراقص حاجباه متعجباً مما آل اليه الامر
ابتسمت
بخبث وقفزت فوقه مقهقهة ليسقط على السرير و تنظر اليه بشر نقي خالص ، توتر
هنا وعادت وساوسه السوداء لمزاولة مهنتها الابدية ، توردت وجنتاه وهي
تقترب منه وقد تصلب جسده تماماً ، اغمض عينيه بقوة ولكن شيئاً لم يحدث
سمعها تهمس في اذنيه قائلة بخبث
- احتاجك في خطتي الانتقامية كازو !
تحطمت
آماله كالمرآة التي سقطت على الارض فتناثرت الى عشرات القطع الصغيرة ،
تصلب وجهه وشعر بالغباء الشديد في تلك اللحظة ، اعاد النظر اليها وحاجباه
لا يزالان يتراقصان بصدمة
اردف بقليل من الانزعاج
- ما الذي تقصدينه ؟
- تريد ازعاج الاميبا اليس كذلك ؟
- اجل بالطبع ، هذا شرفٌ لي
- اذا اسمعني جيداً
القت خطتها على مسامعه ليشهق بقوة مردداً
- نتظاهر وكأننا في موعد ؟!
- اجل اجل ، سوف يثير هذا حنقه بشدة !
- اتعتقدين هذا ؟!
- بل انا واثقة لانه يكرهك بالفعل !
- مشاعرنا متبادلة
- اذا هل ستقبل ؟
- لما انا ؟
- لان لا احد من اخوتي يستحق ان اضيع جهودي عليه ، ما عدا تشيتوسي ، ولكن ان احببت سوف اذهب اليه
- كلا !! سوف افعلها
- جيد !
غمزت له فنبض قلبه بسرعة ، خرجت خارج الغرفة تهتف بقهقهة مرعبة
وضع يده على قلبه وهو يضع الاخرى على جبينه تاركاً شعره الارجواني ينسدل عليه مردداً ببعض العتاب
- ما الذي كنتُ افكر فيه ! من المستحيل حدوث هذا الان !
بعد
ساعة تقريباً كانا في كونوها ممسكين بأيدي بعضهما ويتبادلان اطراف الحديث
بطريقة العشاق ، نظر الجميع اليهم منبهرين ، حتى توقفوا امام نافذة مكتب
ساسكي وهما يضحكان وينظران لبعضهما بخبث كبير
شعر ساسكي بالانزعاج من هذا الازعاج الشديد ، لم يعرف سببه ولكن استطاع ان يعرف وجود اشخاص يحبون المشاكل في الخارج
كان
ناروتو جالساً برفقته يساعده في انهاء بعض المعاملات ، حالما سمع الضجيج
ترك ما في يده واتجه ناحية النافذة حيث ترك ايتاتشي يكمل اعماله عنه
نظر
الى الخارج فوجد كازو و آيـآمي ممسكين بأيدي بعضهما وهما يضحكان بعفوية ،
فعلى ما يبدو هما نسيا امر الخطة واندمجا في الحديث حتى نسوا الموضوع كلياً
ابتسم ناروتو وتوردت وجنتاه ليقول متحمساً
- كما توقعت ! انهما مناسبان جداً لبعضهما ! يجب عليهما الزواج !
تعجب كلٌ من ايتاتشي و ساسكي ولكن الاخير لم يعطِ للموضوع اية اهمية على الاطلاق
وقف ايتاتشي واتجه ناحية ناروتو ليلقي نظرة على ما ينظر اليه ناروتو ، ابتسم بعدها ليردد بانبهار
- انت محق ، يبدو وكأنهما خلقا ليكونا مع بعضهما
- اليس كذلك ! هذا الاميبا لا يناسبها ابداً
- اوافقك على هذا فهو نزق الطباع حقاً
- اعلم ذلك ، من النواحي الايجابية كازو يمتلك حس فكاهة قوي
- اجل اوافق بشدة على ما تقوله ناروتو
وقع كوب القهوة الذي كان بيد ساسكي وانكسر لينسكب كلُ ما فيها على الارض ويتخلل السائل بين تشققات الارضية الخشبية
وقف
وهو يضرب مكتبه بعصبية شديدة ، خاصةً حالما ادرك بأنهما كانا يتحدثان عن
كازو و آيـآمي ، اتجه ناحية النافذة وهو يلكم الجدار بقوة لينظر منها الى
جحيمه الحي
شاهد كازو يضحك بهستيرية وقد امتلأت عينها بالدموع ليستند على كتف آيـآمي التي ربتت على ظهره من الظهر كذلك
اهتز جسده بقوة واحيط بهالة حمراء نقية الكره ، فتح النافذة على مصراعيها وقفز منها غاضباً
نظر كلٌ من ايتاتشي وناروتو الى بعضهما بخبث ليعقب الاخير قائلاً
- اتعتقد بأنه سيقتلنا حالما يعلم بحقيقة تواطئنا في خطة آيـآمي ؟
- كلا لن يجرؤ على لمسي ولكنه قد يقتلك
- ارحتني ايها الشجاع المغوار المتخلي عن الصداقة
- ولكن اتعلم !
- ماذا ؟
- يقال ان كيد النساء عظيم ، وقد اكتشفتُ اليوم بأنهن خبيثات ومرعبات
- اجل لاصدقك القول عزيزتي ايتاتشي ، وانا كذلك
تفاجأ
الجميع بذلك الجسد الذي حط من الفضاء على الارض وهو يصر على اسنانه بقوة ،
توقف كلٌ من كازو و آيـآمي عن الضحك لينظرا الى ساسكي الذي ملأ الحقد
عينيه
اشاحت آيـآمي بوجهها عنه بغرور وتكبر ريثما ضمها كازو من كتفها وهو يحييه قائلاً
- مرحباً ايها الاميبا ! يوم جميل اليس كذلك ؟
- ابتعد عنها ايها الطفيلي
- ماذا ؟! كلا لن افعل
- لا شأن لك ساسكي ، انت لا تهتم بي على اية حال
- ومن قال هذا ؟! ابتعدي عن القرد الراقص
- كلا ايها الديك الرومي القبيح لن افعل
- سمعت ما قالته السيدة ، تنحى يا اميبا
- هكذا اذا ! تختار الحرب ايها اللعين ؟!
اقترب
ساسكي من آيـآمي وسحبها بقوة عن كازو الذي لم يقاوم وفقاً للخطة رغم انه
اراد قطع يد ساسكي التي امتدت فيها وسحبت آيـآمي بعيداً عنه
احاطها
ساسكي بقوة وهو ينظر بغضب وكره الى كازو الذي بدأ بحك شعر رأسه من الملل ،
تنهد ساسكي ثم ابتعد عن آيـآمي ليتجه ناحية كازو ويقابله وجهاً لوجه ويرجج
بعدها بغيض
- اسمعني جيداً كازو ! آيـآمي لي انا ، لا تقترب منها
- وان حاولت هذا ؟
- سأقتلك
- احب نظرة الكره التي تعتلي وجهك ، لا تقلق فهي ستكون لي بعد ان تموت انت !
- اذا ساجعل نفسي خالداً حتى لا تحصل عليها
- هذا هو حلم كل شيطان يريد الجنة ، اثني على شجاعتك
- سنرى ذلك
ابتعد
كازو عن ساسكي ونظر الى آيـآمي بابتسامة شريرة وغمز بعدها بنصر ، حيته
بتحية النصر الخاصة بها ليعود ساسكي ويقفز داخل مكتبه ولكن قبل هذا قال لها
بصيغة امر
- تعالي الى الداخل ايتها المزعجة ، في الحال !
سخرت منه وعاودت الاقتراب من كازو وهي تقول له بامتنان
- شكراً لك كازو ، آسفة ورطتك في مشاكل مرة اخرى
- كلا لا عليكِ في الواقع احب ازعاج ذلك الفتى
- تكرهه بالفعل اذا ؟
- اجل وارغب بسحقه !
- سيكون امراً دموياً
- اجل بالطبع ولهذا ارغب بفعله
- اتحاول ان تضحكني ؟
- اجل ، هل نجحت ؟
- بالطبع
تفجرت بالضحك مرة اخرى ليبتسم هو بسعادة على مظهرها هذا ، شعر بنغزة في قلبه فاستدار بسرعة يبحث عن مصدرها ولكنه قال بعدها بقلق
- دان !
- ما به ؟
- يبدو منزعجاً بحق ، شعرتُ بهذا
- اليس من الافضل ان تذهب اليه ؟
- اجل سأذهب ، الى اللقاء آيـآمي
- الى اللقاء
اختفى من امامها في ثانية واحدة دون ان يعلم ان المستقبل يخبأ له صدمة ستغير مجرى حياته وحياة الجميع الى الاسوأ
استدارت
وقفزت الى مكتب ساسكي لتجده يخنق ناروتو من رقبته وقد اوشك الاخير على فقد
حياته ، شهقت وركلت ساسكي بقوة على وجهه وهي تقول بغضب
- اترك شقيقي الصغير ايها السفاح !
وقف ساسكي غاضباً ينظر لآيـآمي بحنق ريثما عانقها ناروتو بقوة مردداً بدموع الحسرة
- اختي ! انا آسف ولكنه عذبني حتى اخبره بالخطة ! وقد هرب ايتاتشي بعدما اخبره بأنها خطة مدبرة
- ذلك اللعين !
- اختي ، ان ساسكي شرير !
- سأقضي عليه لا تقلق ، اذهب انت الان
- حسناً ، سوف اذهب لساكورا – شان واجعلها تعالجني ولعلي احصل على قبـ ...
- اذهب الان
- حاضر
خرج ناروتو وهو ينظر لساسكي بشر ، ريثما ساسكي اقترب من آيـآمي ليشدها من ياقة ملابسها ويقبلها بقوة غاضباً
صدمت
من فعله هذا ولكنها استسلمت له وارخت كل عضلاتها تحت سيطرته هو ، امسك
بيدها وقربها منه اكثر ليبعد شفاهه عنها بعد فترة وهو يبتسم ابتسامة بديعة
ويعقب قائلاً
- هكذا اذا ! شعرتي بالحزن لما قلته واردتي ان تنتقمي مني ! انتِ حمقاء
- لستُ كذلك ، في الواقع اردت ان افجر شريانك السباتي
- حركة لطيفة من فتاة
- اتسخر مني ؟
- احبك
- لا تقلها في كل وقت !
احمر
وجهها واعطته ظهرها وهي تضم وجهها بخجل كبير ، اقترب منها مبتسماً
ليعانقها من الخلف وهو يستشعر قربها منه ، احاطها بقوة حتى شعرت ببعض
الاختناق ولكنها كانت سعيدةً لهذا
بقيا على هذه الحال لفترة حتى شعرت آيـآمي بغرابة الموقف ، استطردت قلقة
- ساسكي ، اتنوي على امرٍ ما ؟
- كلا ، لما ؟
- انت ملتصق بي منذ فترة وهذا غريب
- اشعر بالراحة هكذا ايتها الحمقاء لا تبعديني
- ...
تركت نفسها مرتخية لإحاطته لها و اغمضت عينيها لتشعر ببعض الهدوء ولكن صوت انفجارٍ مدوي قد جعل عالمها الهادئ يحيل رماداً فجأة
ابتعد
ساسكي قلقاً لينظر من نافذة مكتبه ليرى الدخاخين السوداء ترتفع من الجزء
الشمالي من القرية ، زمّ على شفاهه والتفت لآيـآمي وطلب منه البقاء
خرج
بسرعة متجهاً ناحية الدخان ليسمع صوت انفجارٍ آخر يدوي من الناحية الغربية
، تعجب مما يحدث ! هل يعقل بأن احدى القرى تحاول ان تخونهم ؟ ، ام هو غزو
منتحل من قبيلة قد استوطنت اراضي من تقتلهم بدماء باردة ؟
كانت
قلقة بشدة وهي تسمع اصوات الانفجارات في كافة ارجاء المعمورة ، لا تستطيع
حماية نفسها في مثل هذه المواقف ، كم هي عاجزة ، ضعيفة ووحيدة ! لا يمكنها
حتى ان تفعل شيئاً بسيطاً دون قواها
اغمضت عينيها وقالت بحسرة
- لو كان باندورا معي فقط !
ظهر
السيف امامها فجأة ودون سابق انذار ! هنا صدمت بعض الشيء ، وفكرت
باحتمالية ان باندورا يستطيع سماع افكارها ، ابتسمت وامسكت به لتخرج وتقف
على السطح ترنو الى المكان بقليل من الخوف
اتسعت
عيناها حينما شاهدت السنة النيران تلتهم المنازل من كل مكان والدخاخين
السوداء كانت رسل الموت المسمومة و التي تحمل حاصدي الارواح داخلها ،
تلبّدت السماء بالغيوم المطيرة والتي اعتبرتها في تلك اللحظة مساعدة آلهية
لتنجد المستضعفين هنا
اختلطت السنة النيران الحمراء والمتأججة مع سوداوية المكان مما جعلها كجحيم حقيقية التمست العذر حتى تقتل من تريد بدافعٍ ذليل
قفزت
آيـآمي بسرعة على البيوت حالما شاهدت مجموعة اشخاص غرباء يسيرون في جماعات
مرتبة ، عرفت بأنهم الاعداء لذا ازمعت كي تحد من تقدمهم
وقفت امامهم ليقفوا كذلك متأهبين ليرخصوا بحياة أي شخص في سبيل ما يريدونه
بدون أي كلمة انتشلت آيـآمي باندورا من غمده لتغدو عينها الشيطانية الحمراء اللامعة
شعرت بالقوة تتدفق داخلها متدافعة ، ووخز غريب في قلبها جعلها تشعر بصدمات متلاحقة في خلايا جسدها كافة
ابتسمت بشيطانية لتشهر السيف في وجوههم وتردد عبارة واحدة
- استسلموا والا قتلتكم اجمعين !
لم
يهتموا لما قالته و ازمعوا ناحيتها ينوون قتلها في الحال ، ولكنهم تفاجئوا
حينما تقدمت منهم وبدأت تقتلهم بسهولة ورشاقة ، حاولوا طعنها ولكن حقلاً
خفياً كان يحيط بها ويحميها من هجماتهم التي غدت بلا فائدة
تارة
قطعت رؤوسهم وتارة طعنتهم في قلوبهم ، في الواقع هي لم تبخل بإظهار ذوقها
الفني في هذه اللحظة وهي تسلب حياة بشرٍ لا تهتم لأمرهم
ولكن هناك امراً ما داخلها في هذه اللحظات بدأ يستيقظ ، عيون جاحظة حمراء ترنو اليها بابتسامة سوداء من الظلام
تجاهلت الموضوع واكملت محاربتهم بكل ما اوتيت من قوة
في ناحية اخرى من القرية اجتمع اخوة الاوتشيها مستعملين الشارينجان والسوسانو في قتال الاعداء الذين اتوا محملين بكافة انواع السلاح
تارة استخدم ساسكي رايكري وتارة تشيدوري ، وقد استخدم السوسانو في انقاذ طفلة كاد حطام منزل ان يسقط عليها
اما
آيتاتشي فقد تكفل بحماية الجرحى وانقاذ الذين تحت الحطام ريثما كان ناروتو
يقدم العون في الكتائب الرئيسية في قتال جيش الاعداء الضخم
واكب
الجميع القتال و اظهروا شجاعة لا يتخيلها احد ، حتى اسطاعوا ان يدحروا كل
الاعداء وينكسوا اعلامهم الخافقة في السماء ، استغرقهم الامر ساعاتٍ حتى
انتشلوا كل الجرحى من تحت الانقاض و نقلهم بسرعة الى المشفى الذي عجّ
بالمرضى والجرحى حتى ملأت كل الاسرة عن بكرة ابيها
وقف
ساسكي خارج المشفى بعدما تعب في نقل الجرحى برفقة ناروتو وايتاتشي ، هنا
تصلب مكانه فزعاً ، هو لم يرها منذ ان توقفت الحرب القصيرة هذه
التفت يمنة ويسرة باحثاً عنها فزعاً ولكنه لم يجدها في أي مكان ، اتجه ناحية ناروتو المرهق وقال له بانفعال شديد
- ناروتو ! هل رأيت آيـآمي ؟
- اختي ؟! كلا ، بعدما جلبت مجموعة من الجرحى اختفت فجأة
- اين ذهبت في مثل هذه الاوضاع !
- اهدأ ربما عادت للمنزل من اجل الراحة
- لا ، اشعر بشيء ما ، شيء ملعون قادم
من
جهة اخرى كانت تسير في اعلى سفح شاهق وهي تصارع شعوراً مؤلماً اجتاح
كيانها فجأة ، تشعر بملايين الابر التي تغرز في جسدها و تحقنها بسم قاتل لا
علاج له ، هناك شيء ما داخلها ، الم و طغيان وظلام
سقطت على الارض الحجرية وهي تحاول الزحف مبتعدة عن كونوها ، تشعر بأنها ستدمر كل شيء ان بقيت
شيء
ما غير اعتيادي ، شره ليس معروفاً ، شعورٌ انتحل قضبان زنزانة قلبها
ويدفعها لحافة الجنون ، قلبها كاد يخرج من مكانه من شدة تسارع نبضه المرهق
و
تنفسها لم يكن طبيعياً على الاطلاق ، كذلك حاولت الوقوف وهي تستند على
الجدار الحجري هذا ريثما جسدها غير قابل للحركة من الثقل الذي تشعر به فيه ،
صدمات وصدمات كهربائية تأتي رواحاً وذهاباً على جسدها ، شعورٌ بنار تضرم
داخلها وتحرق كل ما في جوفها من اعضاء و عروق
صرخت بألم ، لا تعلم ما يحدث لها ، ولا تريد ان تعلم فقط تريده ان يتوقف ، لا تريد هذا الالم المرير
وكأنما
تم سقيها بكأس الموت مراً بمرارة العلقم ، وكأنما هي مكبلة بالسلاسل حتى
اخمص قدميها ، تيار مياه سوداء يجرفها معه الى هاوية لا قعر لها
في معمعة الالم هذه ظهر مِن رَحِم العتمة ضباب رمادي غطى المنطقة وشعور قوي بحضورها هنا لم يكف عن دفعها لحافة الجنون
واكبت ارغام نفسها على السير حتى تبتعد عن آيـآكا و ترمي بنفسها في أي مكان يجعلها في مأمن عن هذا الشعور
ولكن
يدي آيـآكا طوقتا رقبتها حتى بدأتا تخنقانها بشدة ، سعلت دماءً سوداء لا
تعلم من اين ظهرت فجأة ، وعيناها بدأ لونهما بالتغير من حيث لا تعلم لتؤولا
الى الابيضاض الشديد
آيـآكا لم تكن تعرف ما تقاسيه آيـآمي في تلك اللحظة ولكنها عرفت بأنها الفرصة المناسبة لتستأنف خطتها الملعونة
تركت
آيـآمي لتبتعد القَهقُرى عنها ، اخذت تسحب كل ذرة هواء حولها الى رئتيها
وهي ترى بأن آيـآكا اختفت من حولها ، استدارت ناحية حافة السفح التي ان
سقطت منها لتحطم رأسها او حدث لها نوع من الكسور البليغة
شاهدت
حقل ازهارٍ زرقاء غريبة ، لم ترها من قبل في حياتها كلها وعبق بديع
الرائعة يرخي الجسد يفوح من تلك الازهار ، شعرت ببعض الامان والتفتت مرة
اخرى لتسير
ولكن
عينيها على انبلاج شديد اصبحتا وهي تراها لا تزال واقفة امامها ، في لحظة
غدر مدت يدها اليها لتدفعها عن تلك الحافة شديدة الانحدار ويهوي جسدها في
الهواء غير قادرة على ايقافه
حتى
ارتطمت بالأرض الصلبة واستكان جسدها عن الحركة تماماً وعيناها منبلجتان
على اقصى درجة ، وتحت رأسها تماماً رسمت سجادة حمراء بدمائها زينت حديقة
الزهور الزرقاء بخطيئة ابدية من الدماء المراقة من ضحية لم تستطع حتى
الكلام كي تقاتل
هبت
رياح عاتية لتتلبّد السماء بغيوم رمادية ويحيل الجو رطباً ذي اضاءة كئيبة ،
وعلى فوق ذلك السفح وقفت آيـآكا وعلى ملامحها ابتسامة نصر اكيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق