WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل العاشر: ( حيث يقبع الصقر الجريح ، اكون انا انزف وحيدة ! )







في بعض الاحيان .. اشك بالطريق الذي اسلكه
في بعض الاحيان ... اشعر بأن احلامي محجوزة في الفراغ
ورغم كل ما امر به .. تبقى تلك الزوبعة داخلي تحطم كل شيء
تشق طريقها عبر الحطام و تستقي آمالها من عرين الذئاب
وكل هذه التعبيرات الساخرة والقدر الذي حطم املي
يبقى الالم واقفاً على اطلال احبتي ، يذكرني بما اقدمت عليه يداي
في ليلة فقدت فيها السيطرة ، دمرت كل ما في طريقي
قتلتهم و رميتهم على الارض ، كدمى مجوفة خالية من الحياة
دنائة الحياة لا تتوقف على هذا بل تكمل طريقها من نواحي عدة
انا قاتلة ! سفاحة ! حقيرة ! لا انسانية ! سادية ! اتمنى الموت !
و لكن ربما ... الموت لن يكون راحة لي ولا ملجأً لذكرياتٍ تطاردني دوماً
ديمومة الالم وكيانات الاشباح الظلالية ، كلها مراتعٌ لقلبي المشوه من حدة العذاب
اقفُ على جرفٍ سقط منه الكثيرون قبلي ، بدموعٍ سوداء اشتهي بها الكرى الابدي
ولكن كلما مر الوقت امامي ، ادرك ان ما خلفي هو اكثر رعباً مما هو امامي
حتى الظلمة بنفسها لم تعد تريدني ، هذا العالم يستمر في رفضي
قد تقتلني انت يوماً ما ، قد تخلصني من عذابي هذا
تعال هيا ! اطعني واسلب الحياة من جسدي المتهاوي على حفيف الريح
تعال ، اسلخ جلدي عن لحمي و ناثر دمائي على جسدك
اتركني احترق تحت حرارة الشمس مكبلة بالسلاسل الحديدية
انسى وجودي ، لا تتذكريني ، تصرف وكأنما انا لم اولد من قبل
تناسى ماضيّ والتمس لي غياباً لا عودة منه
لاني ما ان اغلق عيني ، حتى اسقط في غيبوبة لا استفيق بعدها
لن يسمع احدٌ صرخاتي وسيسحبونني الى اسفل احضان الظلام
لذا .. علّم كلماتي ساتان ! سوف اعود يوماً ما الى الجحيم




فلاش باك
دلف معه الى الغرفة ، ليستند ساتان على الجدار متألماً ، لا يعلم لما ولكنه يشعر بصدمة ستقع على مسامعه قريباً ، فتح عينيه بهدوء و نظر الى مادارا الذي كتف يديه ووقف متصنماً امامه بلا حراك
اغمض مادارا عينيه بقليل من الانزعاج ليعقب بهدوء
- ساتان ، انا على وشك ان اجعلك تشعر بفاجعة ، هل انت واثق من رغبتك في هذا ؟
- اجل اخبرني
فتح عينيه بقليل من الانفعال والترقب لردة فعل ساتان ، تنهد واردف بعدها قائلاً
- مارينا ....
- ما بها ؟ّ!!
- ليست تحت سيطرة الروح السوداء
- ها ؟!!
لم يعرف لما شعر فجأة بأن كل الالوان من حوله باتت باهتة ، الاصوات اختفت و قد توقف الزمن بلا حراك ، حتى نبض قلبه لم يعد يميزه تحت وطأة هذه الصدمة
لاول مرة يتحدث ساتان بصوتٍ ضعيف ومكسور وهو يضع يده على جذعه الايسر مناجياً قلبه
- فسر لي هذا !
شعر مادارا بألم ساتان ولكن لا يمكنه ان لا يكمل له الامر الذي يؤرق كيانه بشدة ، تنفس بعمق واستوفى حديثه بقوله
- اعني بأنها خلال الست السنوات التي خلت ، كانت حرة طليقة ولكنها لم تهتم لرؤيتك او رؤية ابنتكما الا مؤخراً وحسب ! وقد اخبرتني بأنها عرفت بشأن آيـآكا قبل سنتين وما قبل هذه السنتين جالت في العالم في رحلة سياحية استكشافية
شعر بدوار غريب ، كاد ان يسقط مغشياً عليه لولا ان قام مادارا مسرعاً بإمساكه حتى لا يقع على الارض ، تنفسه خفت بشكل مرعب وقسمات وجهه حملت رعباً حتى مادارا لم يتوقع ان يتأثر به
وقف بصعوبة وهو يهتز بشكل هستيري من الغضب ليعقب
- اذا فضلت الانانية علينا ؟ فضلت انانيتها علي انا ؟!
- اجل يمكنك ان تقول هذا
اغمض عينيه متحسراً ليردد بعدها
- هكذا اذاً !
بدأ مادارا يختفي من امام ناظريه ، فتح عينيه بقليل من الحزن على حال صاحبه متناسياً بقصد شعوره بالالم والخيانة
ولكن ابتسامة – على محيا مادارا – جعلته يدرك ان امراً ما اختفى خلف كلامه ، حقيقة لم يدنو منها بعد
سمع صوت مادارا الهادئ يقول قبل ان يتلاشى تماماً
- آيـآمي ! انها تشبهك حقاً ، مزعجة مثلك ولكنها خرقاء مثلي وهي تمتلك دمائي ودمائك داخلها لذا ...
- ماذا ؟
- انها ملعونة ! ملعونة بشكل مرعب ، اخذت جزءاً من لعنتك وجزءاً من لعنتي ! انتبه عليها جيداً
- اعلم ذلك
- ساتان ، لقد ربيت ابنة رائعة رغم كل ما حدث ، لا تدعها تفلت من بين يديك كما فعلت لابنتي
- مادارا ...
- لا تقل شيئاً ، فقط عدني بأن تعتني بحفيدتي الخرقاء
- هذا شيء بديهي
- جيد
تلاشى من امامه كالوهم الرملي الذي تحمله الرياح الى آفاقٍ جديدة ومجهولة كلياً عن ما نعرفه نحن البشر
انتهى الفلاش باك







سماء عالم الشياطين المدلهمة بمعمعة لا اصل لها ، سفيرة الالم على مستوى سحاب الكون الفسيح ، رافق اختلاجات كينونتها الكثير من العواصف ولك يكن لها من قرين قد يفهم ما تحمله من الم كسيح
متلوية بين الكرى والعذاب والحرية ، تحوم على نفس العرين مراراً حتى ترنو الى ذبيح طفلها ، الخيانة العظمى التي جاهرت بها شعوبٌ استوطنت عالم الاكاذيب والخداع ، واستمالت لنفسها بضباب كان لها من بد السم للقلب
ولكن كما النسور تصطاد الفريسة الجرداء ، تناجي الايام تلك السنوات الفائتة وتعتصر الماً فيها من سالف العصور والحقب ، حتى تفتح على مصراعيها كتاب ذكريات الماضي وتلهم من فيها بذل العيش رهينة
ربما تكون هذه هي اسعد ايام حياته ، استطاع جلب شقيقته الى عالم الشياطين بموجب حمايتها مما يتربص بحياتها ، رغم ان ما يختلج فؤاده هو شيءٌ آخر قد استبد به الزمن من مقاومته ولكنه قد لا يزمع على فعل شيء حالياً خاصة في الحال التي هي فيها
وقف مستنداً على الجدار يتنهد بملل ، مرت ثلاثة ايام من مجيء آيـآمي الى عالم الشياطين ولكنه لم يستطع ان يقدم على خطوة واحدة ، منذُ ان اخبرها بما يشعر به بدأ يتوتر حالما يراها وفي بعض الاحيان لا يسيطر على سرعة تنفسه من رؤية ابتسامتها
بدأ يشعر بالعجز الشديد ، ومن الصعب عليه ان يتحمل عجزه عن فعل شيءٍ ما مهما كان مضمونه او ما يكون فيه ، زفر بحدة مخرجاً كل ثاني اكسيد الكربون من رئتيه ليحك شعره بضجر وسخرية من نفسه
سرعان ما عاود السير في ممرات القصر حتى توقف عند غرفة دانتاليون ، شعر بالقلق على حاله فهو لم يخرج منذ يومين من الغرفة ولم يسمع له احدٌ صوتاً ، ضاقت عيناه وطرق الباب بقوة صارخاً
- دان افتح الباب ايها البهلوان الاحمق ولا تغضبني
كان الصمت المجيب الوحيد لجملته ، استبد به الخوف و بدأ يفكر بأنه قد فعل شيئاً ما بنفسه ، شد على قبضته بغضب وقد تحولت ملامحه الى شيءٍ مرعب لن تصفه الكلمات البسيطة
لكم الباب بقوة كبيرة حتى تفتت الى قطع صغيرة تناثرها الرياح بهدوء الموتى ، دلف الى الغرفة بسخط وهو يرنو الى المكان مطولاً حتى شاهد دان يتدلى من السقف و حبلٌ يحيط رقبته
ادرك محاولة دان للانتحار شنقاً ، ضحك ساخراً لان دان يعلم بأنه لن يموت بهذه الطريقة مطلقاً
اتجه ناحية دان المعلق بقهقهة ساخرة حتى وصل اليه ووقف امامه ليقطع الحبل ويسقط دان على رأسه ويستيقظ فزعاً وقد تعلق بقدمي كازو وهو يصرخ بهستيرية
- من الذي ايقظني من سباتي الابدي ؟
اختفت الملامح من وجه كازو وركل دان بقوة حتى التصق بالجدار و عيناه تدوران في محجريهما ، احاطت نيران الغضب بكازو واقترب من دان ليجره من ياقة ملابسه ويصرخ في وجه مزمجراً
- ايها الاحمق ! وانا الذي كنتُ اظن بأنك قد مت ! ولكنك مثل القرود تقفز في كل مكان غير آبه بالآخرين
ضاقت عينا دان ليردد بعدها ببرود
- انت و تشبيهاتك البليغة ، ذبحتني يا اخي
غضب كازو وامسك دان من رأسه ليلقيه على الجدار ويخرج مهمهاً بكلام غير مفهوم
ولكنه ابتسم وتنهد سعيداً لان دان لم يقدم على أي عملٍ غبي قد يودي بنفسه في غياهب العذاب الازلي
اكمل سيره في الممرات وهو يرمق كل ما حوله ببرود حتى استشعر وجودها في مكان قريبٍ منه ، تراقص قلبه وشعر بحرارة جسده ترتفع الى حدٍ مرعب ، ازمع ناحيتها ليقف امام بابِ المكتبة الخاصة بوالده
نظر اليها ليراها واقفة تحاول اختيار كتابٍ ما لتقرأه وتبدو متحيرة جداً ، ابتسم هو على ملامحها البلهاء بعض الشيء واسند يده على الباب لتسقط خصلات شعره الارجواني على اطراف وجهه ويردد بهدوء وهيام
- اتريدين المساعدة ؟
التفتت بسرعة ناحيته لتجده على تلك الحال ، لم تعرف السبب ولكن قلبها قفز فجأة من مكان وشعرت بالإحراج من ابتسامته البديعة ، اخفت الامر و اردفت بعدها بهدوء مصطنع
- الديك أي اقتراحات ؟
استدارت هي محاولة ان تشتت انتباهها عنه بالانشغال بالبحث ، اتسعت ابتسامته واقترب منها ليقف خلفها تماماً ويمد يده لتلامس يدها التي امسكت بكتابٍ ما بشكل عشوائي ، احمر وجهها وهي تشعر به يقترب اكثر منها حتى شعرت بالدوار وكانت على وشك ان تفقد وعيها
الا ان جملته التي نطقها قد اعادتها الى وعيها
- هذا الكتاب رائع ، عنوانه " مأساة في شارع ديجريت " ، انصحك به بقوة
- وما الذي يتحدث عنه ؟
- شقيق وشقيقته قد تربيا معاً منذ الطفولة ، ومع مرور الوقت وقع الاخ الاكبر في حب شقيقته ولكنه حاول ان يكبت الموضوع حتى اكتشف يوماً ما بأنها ليست اخته الحقيقة وفي نفس الوقت قتل والداه في ظروفٍ غامضة وهو يحاول ان يوازن بين رغبة الانتقام و حبه للفتاة التي لا يعرف عنها شيئاً غير انها ربيت معه كأخته الحقيقية
- اجل اخبرني جيراهيم عنه بالامس ، يقول بأنه احد اشهر الكتب في هذا العالم ، من هو مؤلفه ؟
- انا
- ماذا ؟!
- لماذا تعجبتِ هكذا ؟
وقفت للحظات وهي ترمق وجهه بدهشة ، حتى ظهرت الحماسة على وجهها لتقفز امامه بعيون تلمع كالنجوم وهي تردد بانفعال
- هذا رائع كازو ! انتَ تكتب مثل هذه الكتب الرائعة ! اين كنت تخفي هذه الموهبة يا رجل ؟
شعر بالاحراج فأشاح بوجهه قليلاً وهو يردد بخجل
- توقفتُ منذ زمن بعيد ، كان هذا آخر كتاب كتبته قبل اكثر من مئة و ثمانين عاماً
- عليك ان تكتب كتاباً جديداً !
- ها ؟!
- اجل اجل ، عليك ان تكتب كتاباً مرة اخرى ، لا تتوقف عن هذا !
- ولكن ..
- بلا لكن ، لقد تحمست لقراءته كثيراً !
تفاجئ بما قالته بعض الشيء ، ولكنه سرعان ما ابتسم بسعادة ليقول لها بحماس شديد
- حسناً سوف اكتب عن مجزرة قتل الاميبا الاحمق
- الاميبا ؟
- اوه اقصد ساسكي الاحمق
- ولما تسميه اميبا ؟
- لانه ميكروب وبائي ملوث قادم من بعد مصنوع للمتبخترين فقط
- مسكين ، اشعر بالشفقة عليه
- هذا طبيعي لانك تحبينه
- ماذا ؟
- اوه انسيتي هذا ايضاً ؟
تنهد باستسلام لبلاهة النظرات التي علت قسمات وجهها فجأة ، ضرب وجهه بيده وقال بضجر
- اسمعيني ، سأكون صريحاً وسأخبرك ، انه حبيبك !
- ها ؟!!
- الم تشعري بذلك
- بلا ولكن ...
- غبية لا تقولي ولكن
- حسناً دعني استوعب الموضوع كله اولاً
- كما تريدين ، ولكني سأذهب الان ، انتبهي من اراشي و كاريو و هيرو ، الوحيد الذي يعتمد عليه هنا هو تشيتوسي
- اخبرتني بهذا مليون مرة منذ قدومي
- انتِ حمقاء وقد تنسين الامر بمجرد خروجي
- لستُ مصابة بالزهايمر !
- اشك في هذا
اقترب منها ووكزها على جبينها ليبتسم لها بهدوء وترد هي تلك الابتسامة مع لكمة قوية على معدته كادت ان تنتشل اشلائه من جوفه
قهقهت بغباء وخرجت وهي تحاول الهرب منه ريثما وقع هو على الارض ضاحكاً من الالم والغباء الذي حل به فجأة
ولكنها توقفت فجأة وهي تشعر بانقباض غريب في قلبها ، راودتها صورة ساسكي المرهق في رأسها لتشعر بالخوف عليه
استندت على الجدار وهي تتذكر احداث رؤيا شاهدتها مذ وقتٍ ليس ببعيد ، حينها شحب لون وجهها ورددت بضعف وهوان
- ساسكي ! لما اشعر بأنك لستَ بخير ؟







استكان رأسه على الكرسي بهدوء و قد علا الارهاق محياه تماماً ، الارق الذي لا يزول منذ ان ذهبت الى عالم الشياطين ، او بالاحرى مذ ان شاهد والدها
لا يزال يرتجف كلما تذكر قسمات وجهه المرعبة والتي تحمل هدوءاً لا يمكن تفسيره ، هي نسخة شكلية عنه و يبدو وكأنهما يتشاركان بعض الصفات الخلقية كذلك
ولكن الهالات السوداء التي ظهرت تحت عينيه قد صنعتا موضوعاً آخر مختلفاً تماماً عن خوفه من والدها ، كونها هناك وحيدة ، بلا قوة ، بين مجموعة من السباع التي لا تعرف الرحمة
ومع ذلك القرد الراقص الذي قد ينتهز فرصة كونها بلا ذكريات لفعل اشياء فظيعة بها
عبث بشعر رأسه بعصبية وهو يصرخ من الم الرأس الذي حل به ، سرعان ما تلقى لكمة قوية على وجهه دفعته بعيداً
تعجب من جرأة الشخص الذي فعل هذا فرفع عينيه ليجدها واقفة امامه ، بقسماتٍ غاضبة لا تعكس الحزن الذي يختلج صدرها ، بشعرها الوردي و عينيها العشبيتين
وقفت ساكورا امامه بكل مهابة معتادة لتقول بغضب
- تمالك نفسك ! انت اوتشيها ساسكي لا يجب ان تكون بهذا الضعف
تنهد حالما شاهدها ، شعر بالضجر فجأة ليجلس مرة اخرى على كرسيه وهو يسند رأسه على يديه المشبوكتين ببعضهما ويردد ببرود
- ما الذي تريدينه ساكورا ؟
زفرت بحدة واقتربت من المكتب لتضع كيساً ابيض عليه وتخرج منه بعض علب الادوية وتضعها بالقرب من ساسكي وتردد بعدها بابتسامة خفيفة
- هذه الادوية لتقليل الارهاق و القضاء على تعب العضلات ، لقد طلبت مني آيـآمي توفير هذه الادوية منذ بضعة اسابيع ولكني لم استطع فعل ذلك لقلة الموارد لدينا
- آيـآمي طلبت هذا ؟!!
- اجل فقد قالت بأنك ترهق نفسك كثيراً بالعمل وان هذا سيقضي عليك ، وكونك لا تقبل ان تعالجك بنفسها اضطرها كي تستعين بالادوية التي تكرهها اكثر من أي شيء
- انها تعشق علبة الدواء تلك اكثر مني
- ولكني لا الومها ، فعلبة الدواء المسكنة تلك وسيمة جداً
- اتسخرين مني ، ساكورا ؟
- ما بك ساسكي – كون ! اين ذهبت روح المرح فيك ؟
- الى حين عودتها لن تري مني غير الجمود
- اجل اجل ، احمق اكثر حتى من ناروتو !
رمقها بنظرات حادة حتى شعرت ببعض التوتر وجالت ببصرها في كافة انحاء الغرفة ، شعرت بهاجس سيء في تلك اللحظة و اتخذت وضعية التفكير الخاصة بها
انتبه ساسكي على هذا فتعجب بعض الشيء واردف مستعلماً
- ما الامر ساكورا ؟ هل هناك امرٌ ما ؟
- الم تشعر بأمر غريب ؟
- ماذا ؟
- ريو ! لقد اختفى فجأة ولم يظهر مذ حينها
- انتِ محقة ! ..
لم يعرف لما لم يفتقده مسبقاً ، لقد اعمي تماماً عن موضوع اختفاء ريو بسبب تفكيره الكبير بآيـآمي ، وقف متعجباً فمن غير العادة ان يبتعد ريو كثيراً عن آيـآمي خاصة في مثل هذه الاوقات ، لابد وان امراً ما قد طرأ ، او حلت به مصيبة ما !
زفر بحدة وهو يصرخ بضجر كبير ، القى بنفسه على الكرسي وسط ابتسامة ساكورا الهادئة ، استأذنت منه وخرجت وهي تضع يدها على قلبها وتردد في قرارتها بضعف
- آسفة آيـآمي ، لقد كذبتُ من قبل و الان لا استطيع ان اعوض عليكِ كذبي
اما ساسكي فقد حاول ان يتناسى كل ما حوله وهو يقرأ بعض اوراق المهمات الواردة الى فرع الانبو ، ولكن هناك صوتٌ داخله ، صوت غير انسي يقول له بأن ما يحدث الان هو مجرد مدخل لما يخفيه القدر ولما يكون في العادة محجوباً خلف ستار المكائد البحتة
القى ما في يديه وهو يضغط على قلبه مردداً بضعف وانكسار
- من الافضل لك حمايتها بحياتك ، كازو !







لم يكن يتوقع ان يصل الامر به الى ان يشعر بالازدراء يوماً من المرأة التي عشقها لحد الجنون ، انه ينظر اليها ببرود طاغٍ على كل كيانه ولا يشعر بذرة رحمة تجاهها
ريثما هي واقفة بلا حراك تشعر بالرعب من نظراته التي تخبئ خلفها كلاماً قاتلاً سيدمر كل كيانها دفعة واحد
وكلاهما لا يعلمان بأن خلف باب البهو العظيم تقبع آيـآمي قلقة من احتدام الجو بينهما
التفت ساتان الى ماري الواقفة بحزن على حاله واشار اليها بالخروج من هنا ، نفذت ما طلبه وخرجت مسرعة حتى لا ترى ما سيفعله ساتان بمارينا
حالما خرجت اتجه ناحيتها ووقف على بعد بضعة امتار منها وهو يرمقها برغبة عارمة في تدميرها ، ربما ليست صادقة ولكنها قوية رغم ذلك
انه متناقض بشكل لا يصل اليه شخصٌ غيره ، يعشقها بجنون ولكنه يرغب الان بقتلها ، يرغب بحمايتها ولكن تدميرها هو ما سيطفئ غضبه
تنهد كبداية لتنتفض هي بخوفٍ منه ، شاهد الخوف في عينيها ولكنه لم يعبأ بذلك
احتّدت نظراته ناحيتها ليردف بغضب شديد
- مارينا !
ارتعش جسدها بعض الشيء لتجيبه باهتزاز واضح في صوتها
- نعم
ضاقت عيناه كثيراً و ارتعشت يداه من الغضب ولكنه حاول ان يكبت الامر حتى لا يرعبها اكثر
اعقب بعدها بنفس البرود والغضب
- ايمكنك ان تشرحي سبب كذبك ؟
- ما الذي تعنيه ؟
- لا تنكري !!!!
صرخ بتلك الكلمة بقوة حتى تدمر جزء كبير من الجدار الشامخ خلف مارينا ، تراجعت هي برعب ولكنه لم يأبه بهذا
قال بعدها بغضبٍ مكبوت
- ست سنوات ! قضيتُ ست سنوات من حياتي في جحيم لا يطاق ! وانا افكر كل مرة في كيفية قتلك ، الا تعلمين كم مرة اموتُ في اليوم الواحد وانا اتخيل نفسي اقتلك واسلب الحياة من جسدك ؟
لم تستطع الاجابة ، انكست رأسها وهي تهتز بضعف ، ولكنها استجمعت شتات نفسها وقالت بقوة مصطنعة
- فعلتها لاجل ابنتي !
- كاذبة !!!
صرخ بتلك الكلمة مرة اخرى لتهتز الارض من تحت قدميهما ، شعرت وكأن قلبها على وشك ان يتوقف عن النبض في أي لحظة
اقترب منها كثيراً حتى تقابلت اعينهما ، شحب لون وجه مارينا على اثر ملامحه وحاولت ان تبقى صامدة امام طغيانه الجاف
اعقب هو مرة اخرى بغضب
- اتقولين لاجل ابنتك ؟! اذا لما لم تفعليها برفقتي ؟ لما لم تدعيني اساعدكِ ؟! هل فقدتِ ثقتك فيّ لهذه الدرجة ؟
- كـ ... كلا ... ليـ ... ليس الامـ ... ـر هكـ ...
- اصمتِ ! اتعلمين كيف دمرتي كبريائي ؟! اونسيتي بأنها ابنتي كذلك ؟!!
اتعست حدقتا عينيها بشكل جنوني وهي تركز السمع على كلماته الاخيرة ، ازدرءت ريقها و جمعت يديها مع بعضهما وهي تفكر بهذا الامر ، هي لم تفكر للحظة بأن آيـآمي هي ابنة ساتان كذلك وعليه ان يعرف بكل شيء من اجل حمايتها ! لقد تناست الامر لانها لم ترغب بلقائه من خوفها من ردة فعله تجاهها ، كلا ! هذا ليس صحيحاً ، هي لا تمتلك سبباً مقنعاً لعدم توريطها ساتان معها في هذه المسألة !
امسك برقبها بقوة كبيرة لتسعل هي بشدة وتبدأ بفقد الاكسجين من داخل رئتيها ، اردف هو قائلاً
- اخبريني ! خلال ست سنوات ما كانت كل افعالك ؟
- حمـ ... ـاية .. ابنتـ .... ـنـا !
- كاذبة !! الم اقل لكِ ان لا تكذبي علي ؟!!
- لا افهــ...ـم ما تقصده !!!
- دعيني اخبركِ بما اقصده اذاً !
افلتها لتسقط على الارض وتتضح علامات يده على رقبتها بلون احمر قانٍ ، جلست تسعل لفترة طويلة اما هو لم يأبه بحالها المزرية امامه ، فهي قد جرحت كبريائه بشدة ، لو كان الامر متعلقاً بآيـآمي فقط لسامحها ولكن الامر مختلفٌ تماماً عن هذا
وقف بعيداً جداً عنها حتى يقمع غضبه وينتشل رغبة قتلها من نفسه ، اعقب بعدها بهدوء مصطنع
- تستمرين في الكذب علي ! لما لا تقولينا بصراحة ! لما لا تعترفين !
- بماذا ؟!!!!
- انتِ لم تعرفي عن آيـآكا الا قبل سنتين فقط !
- ....... !
استكان مستوى كل ما حولهما خفيضاً ، دقات قلب ساتان الغاضبة هي كل ما كانت تستطيع سماعه ، توقف قلبها عن النبض لان اسوء كوابيسها قد تحقق ، لقد عرف ساتان بحقيقة فعلتها الشنيعة
اعقب بعدها بصراخ مدوي قد صدّع ما حوله من جدران
- اربع سنوات قضيتيها حرة بلا مشاكل ! كنتِ حرة لست سنوات بشكل كليّ ! ولكنك لم تأتي لرؤيتي او رؤية آيـآمي ! اتعلمين بأننا عانينا الامرين ! آيـآمي خافت ان تخبرني بأمرك و اتفاءل خيراً لاجدك بعدها تحت سيطرة تلك الروح واضطر لقتلك ! لهذا فضلت ان تبقي الامر سراً حتى ان وجدتكِ على نفس الحال تقتلك بيديها ! اتعلمين ما شعورها حينما فكرت بقتلك وتحمل اللوم وتحمل الثقل على كاهليها ؟! ، اتعلمين بأني قضيت الست سنوات اتتبع ما تفعلينه وانا اتمنى ان لا اضطر للقضاء عليكِ ! وبعدها اكتشف بأنكِ قضيتِ اربع سنوات من تلك الفترة تتجولين في انحاء العالم غير آبهة لما يحصل لنا من الم وعذاب ! حتى علمتي قبل سنتين بأن آيـآكا تحاول تلبس ابنتنا ! وهنا لم تفكري حتى بالقدوم كي تستشيريني بل مضيتِ في طريقك لوحدك ! وانظري لما حدث على اثر هذا ! فقدت ذاكرتها وجعلتيني في حال مزرية من الحزن والغضب والدمار الداخلي ! لقد احببتك ووثقت فيكِ اكثر من أي شخص ولكنك لم تبادليني هذه الثقة اللعينة ! اخبريني كيف يمكنني ان اسامحك على هذا ؟! لا علاقة لموضوع آيـآمي بالامر ، بل الامر متعلق بالثقة المتبادلة بيننا ! كيف يمكنني ان اسامحك ؟!!!!
كانت كمن تعرض لسهم قاتل فتك بحياتها بسمه العقربي المؤلم ، هي مذنبة ! وهي تعلم هذا ولكنها تريد انكار الامر ! هي ليست شخصاً سيئاً بحد ذاتها ولكنها فقط لم تهتم لرؤيتهما في الاربع سنوات تلك ! ارادت الحرية دون ان تكون متصلة بأي شخص ! ولكنها تدفع ثمن تلك الحرية الان ! الشخص الذي تعشقه الان واقفٌ امامها وعلى وشك ان يقتلها في أي لحظة ! كم كانت حمقاء ، ولكن الندم لن يفيدها الان ، هي في وضع لا يحسد عليه احد ! حتى فئران تجارب اراشي تعيش في نعيم مقارنة بما هي فيه الان
لم تعرف لغة غير لغة الدموع حتى تعتذر منه ، ارتجفت بشدة وهي تجثو على ركبتيها حتى يستمع ساتان لما تريد قوله ولكنه لم يكترث ! لم يشعر بأي شفقة تجاهها ، وكأنما كل مشاعر داخله قد ماتت فجأة ، وكأنما ظله هو ما يسيطر عليه كما يسيطر الظلام على عالم الاموات !
التفت كي يسير في طريقه ولكنها لم تشأ ان تتركه فأزمعت ناحيته لتعانقه بقوة من الخلف وهي تبكي بمرارة الطائر الجريح مرددة بضعف
- آلون ! سامحني ارجوك ! تركتُ انانيتي تقودني الى غياهب العقاب ، ولكني احبك ! احبك اكثر من أي شيء ! ارجوك لا تفعل هذا بي ! سأتحمل كل اللوم ولكن لا تشح بوجهك عني بهذه الطريقة ، ارجوك !
تمنى في هذه اللحظة لو انه شعر بشيء ما تجاهها ، اراد ان يشعر بالشفقة عليها ولكن هذا محال ! مشاعره تجاهها لم تعد موجودة بل هي في سبات لا يعلم هل ستستيقظ منه ام لا
ابعدها عنه وسار عنها دون ان يتلكم او يلتفت اليها حتى
سقطت على ركبتيها مرة اخرى وهي تتمنى ان يعود الزمن حتى تصحح خطأها الفادح ولكن الندم عدو النادمين الازلي ، لا ينفك يلقيهم بمرارة النيران المستعرة في الاجساد
من ناحية اخرى ، تراجعت القهقرى وقد اغرورقت عيناها بالدموع وهي تشعر بالحسرة واللوم لما آل اليه حال والديها
حتى ارتطمت بجدارٍ ما و انزلقت عليه وهي تكبت الشهقات الباكية التي اختفت خلف فمهما المطبق بيديها الباردتين
راحت تكلم نفسها دون ان يشعر احدٌ بها وهي تشعر بالعالم الرمادي من حولها يحول الى السواد
- ربما لو مت في ذلك اليوم لما كان على احد ان يعاني الامرين من وجودي المزري ! اجل انه خطأي انا ! لاني موجودة ! لان لي حياة تنبض ! وجودي كله خطيئة ! اليس كذلك ؟ لابد من اني كنتُ اشعر بهذا حتى قبل ان افقد ذاكرتي ! انه يؤلم ! يؤلم بشكل قاتل ! وكأن تلك العاصفة التي تزأر داخلي لم تكفني حتى يأتي لي هذا الحدث الجديد ! لما كان على الجميع ان يعاني بسبب وجودي ؟! لما كان علي ان اكون لعنة تنزل بحياتهم ؟! انا ... انا لا يحق لي ان اعيش ! لقد آذيتهم كثيراً ولابد من انهم ضحوا بأشياء كثيرة من اجلي ! انا لا فائدة من وجودي هنا ! آسفة ! آسفة لاني موجودة ! آسفة لان قلبي لا يزال ينبض للان ! آسفة ! آسفة
ضمت قدميها مع بعضهما وبدأت بالبكاء الصامت ، اصبحت اكثر ضعفاً من السابق ، الالم لا يزال يختلج كل زوبعة داخلها ، وكأنما فقدها لذكرياتها لم يكن كافياً حتى تكتشف بأنها اعظم سبب للمشاكل في كلا العالمين
سرعان ما رفعت رأسها للأعلى لينعكس الضوء على دموعها وقد غطى شعرها عينيها ولم يعرف احدٌ ما هي الملامح التي تحملها في تلك اللحظة
رددت بصوتٍ شبه مسموع
- لا اعلم ان كنتُ اشعر بهذا من قبل ! ولكن عقلي يخيفني في كثير من الاحيان !
انقبض قلبها فجأة فسقطت على الارض وهي تضغط بقوة على صدرها ، حتى استقلت على ظهرها وهي تنظر الى السقف بألم ، تشعر بشيء ما يزحف تحت جلدها ، عينان حمراوتان تستيقظان بشكل تدريجي
تحولت عيناها للأحمر البراق وهي تتنفس بسرعة كبيرة وقطرات العرق قد تجمعت على جبينها وقلبها ينقبض باستمرار حتى شاهدتهما
عينيان حمراوتان وكيان ظلامي يبتسم بشرٍ لها وكأنما الظلمة لها ارادة خاصة بها وهي تصطادها كالفريسة الحية التي ستقع ضحية لاستبداد الوحوش المهلكة
قالت بصدمة
- شيء ما ! شيء ملعون يستيقظ ! ما هذا ؟!

لم تعرف ان ما تشعر به هو مجرد افتتاحية لما هو قادم في الطريق ، وليس اكثر من مجرد انذار يحذرها بأن لا تنحدر عن الطريق

________________

كان جالساً في معمل اراشي ينظر الى الفراغ غير مدرك لما يجري حوله ، اخوته كلهم تجمعوا هنا ولذا وجب عليه القدوم كذلك ، رغم بغضه لهم الا انه مجبور على حمايتهم والتصرف بأخوية ناحيتهم
تنهد بضجر من محاضرة اراشي عن ضرورة احضار المزيد من المساجين الى السجن الخاص ، حيث عرف بأن هدفه هو ان يقتلهم ويستخدمهم في تجارب لا طائل منها
- انا اراشي – ساما احتاج الى المزيد من الضحايا اقصد فئران التجارب حتى افيد كل الشياطين
- اوافقك على هذا يا اخي
- احسنت كاريو ! عليك بمساندتي ، ماذا عن الباقين ؟
- ان وعدتني بأن تتركني اقتلهم بسيوفي الجميلة سوف اساعدك
- بالطبع هيرو لك الحرية المطلقة في وضع علامتك التجارية عليهم !
- اعتبروني مسانداً ، لقد انتهى عصر تعذيب دان وانا احتاج الى الترفيه
- ستندم يوماً ما جيراهيم !
- دان لا تحقد عليّ يا صديقي ، لقد كنتُ ارفه عنك !
- اجل محاولاً ان تصيبني بجلطة ايها اللعين !
- اطوي الماضي يا اخي ، انتهى عصر تعذيبك نفسياً والان حان وقت تعذيبك جسدياً !
- ماذا ؟!!!
- تباً للساني الذي يزل بالمصائب دائماً ! انسى ما قلته
- على اية حال ، تشيسي – شان ، ما رأيك ؟
- لستُ مختلاً يا اخي ، اعتبروني خارج هذا الموضوع
- انت عقلاني بشكل جنوني ! لا تقل هذا ساعدنا
- لستُ على استعداد كي اقتل من اجلك نزواتك البشعة
- جرحتني ايها الشرير ، اراشي حزين جداً
وقف كازو وضرب رأسه بالجدار حتى ادمى تماماً وتحطم الجدار ، شعر بأن اسهماً تخترق قلبه ، لما عليه ان يبقى مع مثل هؤلاء الحمقى ريثما يمكنه ان يذهب للقتال في ساحات حرب حقيقية ؟
اقترب اراشي منه بابتسامة بلهاء وهو يحيط وجهه بيديه بشكل انثوي ويقول بنعومة
- ماذا عنك كازو – دونو ؟ هل ستساعد هذه الاميرة المحتجزة في برج ظلماً و طغياناً ؟
تهكمت ملامحه فجأة واردف بشكل مثير للرعب
- وكأنما افدتَ احداً بهذه التجارب ! انت لا فائدة منك على الاطلاق ! تستنفذ الموارد منا دون ادنى فائدة ! انت احمق ولست عبقرياً ايها العثة القذرة ، ابعد يديك عني
امسك كازو بيدي اراشي وكسرهما ليجلس مرة اخرى على الكرسي بجانب تشيتوسي الذي ابتسم بهدوء على ردة فعله
اما اراشي فقد وقف وهو يبكي متحسراً على نفسه وهو يصرخ
- لماذا انا ؟ لما انا دائما من تحطم عظامه ؟ انا لستُ فأر تجارب لكم ايها الحمقى ، هذا يؤلم ان لم تكونوا تعلمون ! قطعتم نياط قلبي ! كيف تقبلون بهذا الامر ؟
- لا احد يهتم بك يا سيد سادي ، اذهب الى الجحيم !
- الجحيم مرعبة ! اليس كذلك كازو – شان ؟
- ماذا قلت الان ؟!!!!
- الجحيم مرعبة ! اليس كذلك ؟
- بعد ذلك ؟
- كازو – شان ؟
- هكذا اذا !!! شان اذا ؟!!
قهقه كازو بشكل شيطاني وقد علت وجهه ابتسامة ابليسية بحته و هالة حمراء احاطت جسده تنمُ عن غضبه الشديد
تقدم من اراشي الذي ارتجف كالسنجاب تحت وطأة البرد ، انهال عليه ضرباً حتى سبب كسراً عويصاً في عموده الفقري
اما باقي اخوته فقد كانوا يشجعون كازو متحمسين ! حتى شاهدوا الدماء تقطر من جسده اراشي الذي علقه كازو على الجدار باستعمال دبوس ضخم ثم التفت اليهم بنفس الابتسامة وعرق الغضب قد اصبح واضحاً على وجهه بشكل مرعب ليعقب
- ايريد احدكم ان افعل به المثل ؟!
عمّ الصمت فجأة ، حينها ابتسم كازو بغرور وهو يحرك شعره بطريقة متبخترة ليردف
- كما توقعت !
فُتح الباب فجأة لتدخل آيـآمي منه وتنظر الى الجميع ببرود وعدم اكتراث ، شاهدت اراشي معلقاً على الجدار وهو ينظر اليها نظرات الجرو الذي يطلب المساعدة ، ضاقت عيناها بعض الشيء ووجهت حديثها لكازو قائلة
- لما فعلت بالسادي مثل هذا الشيء الفظيع ؟!
- قال لي " شان " بعد اسمي !
- ماذا ؟! يا لها من اهانة ! كان عليك قتله !
- كنتُ اريد هذا ولكنني خفت من عقاب والدي
- اوه نسيت موضوعه تماماً
فجأة وقف دانتاليون امام آيـآمي وهو يهزها بشكل مرعب ليصرخ في وجهها
- لا تحفزيه على فعل مثل هذه الامور الغبية !
- كما تريد
ابتعد دان عنها وهو يضع يده على رأسه ، فقد اصابه الصداع من اخوته الحمقى الذين لا ينفكون يقتلون بعضهم في اقرب فرصة تسنح لهم بذلك
ولكن من حيث لم يعلموا قفز اراشي فجأة على آيـآمي ليحتضنها بدموع طفولية غير آبه بأنه قد دفع دانتاليون بقوة ليسقط على جيراهيم ويقع تمثال حجري كان قريباً منهما عليهما
بكى اراشي بخبث وهو يقول لآيـآمي
- تشيبي – شان ! كيف تسمحين لهم بفعل هذا لي ؟ انا شقيقك السادي اللطيف الوسيم ؟!
- لا اهتم فعلاً لهذا
- اتكرهينني لهذه الدرجة ؟
- لستُ اكرهك بحد ذاتك ولكنك ان سقطت من اعلى جرف وتهشمت عظامك على اثرها وفقدت حياتك بعدها ! سأكون الشخص الذي دفعك من اعلى الجرف
ظهر ظلٌ ازرق على وجه اراشي ليقفز مبتعداً وهو يصرخ على اثر نظرات آيـآمي الشيطانية ، اختبئ خلف كاريو وهو يقول بخوف
- يا اخي في العلاقة التكافلية ! هل سمعت ما قالته ؟ هي تنوي قتلي ! احمني يا درعي الشيطاني الحصين
- ومن لا يريد قتلك ؟
- ما الذي تقوله ! لن يكون لديك شخصٌ يعذبك بعدها غيري !
- بلى دماء – شان ستفعل هذا
- اوي سيوف محطمة تعالي الى هنا لنتحدث عن القتل قليلاً
- اياك وان تفعل شيئاً لها ايها الاحمق !
- توقفوا جميعاً علينا ان نساعد دان وجيرا اولاً
- افعل ما يحلو لك تشيتوسي ، علي ان انقذ آيـآمي من بين براثنهم القذرة
- انتم وجع رأس بالتأكيد ، لا الوم والدي على محاولة قتلكم كل يوم !
اقترب كازو من آيـآمي و هو يرمق كل اخوته بحقد ، صرخ بقوة محذراً اياهم
- ان حاولتم ان تشركوها في الاعيبكم الخرقاء فسوف اقطع السنتكم واسلخ الجلد عن اجسادكم ومن ثم آخذكم الى بلاد الشمس و سأربطكم بشجر و انا ارى ضوء الشيء يحرقكم ، وبعدها اشعل النيران في اجسادكم و انا احاول ان شاهدكم تحاولون الصراخ لطلب النجدة
عم الصمت ، حتى آيـآمي شعرت بالذعر وذهبت للاختباء خلف تشيتوسي الذي حاول ان يهدأ من روعها ، انتبه كازو على الامر وشاهد تشيتوسي يربت على رأسها مبتسماً
اشتعلت نيرانه وذهب محاولاً سحبها من بين يديه الا ان تشيتوسي اخرج خنجراً ورماه في رأس كازو ليسقط مغشياً عليه ثم اعاد النظر الى آيـآمي والعرق ملأ وجهه ليقول
- دعينا نحتمي بوالدي ، والا سأموت لا محال
- لنذهب بسرعة قبل ان يستيقظ
- اجل هيا
ولم يشاهدوا بعدها الا آثار غبارهم فقط ، تفجر الجميع بالضحك عدا كازو الذي فتح عينيه متوعداً تشيتوسي على ما فعله له




انهى كل المعاملات التي وضعت فوق رأسه رغم ما به من ارهاق ، عمل قائد الانبو ليس سهلاً وخاصة انه المسؤول عن كل ما يجول في قطاعه الخاص
ارتدى سماعة الاذن التي توصل اليه آخر الاخبار من مقر التجسس الخاص بالآنبو وخرج مرتدياً القناع وهو على وشك ان يذهب في مهمة القبض على قاتل متسلسل مشهور قد قتل عدة ضحايا في قرى مختلفة وقد تم تأكيد وجوده في كونوها
قرر استلام هذه المهمة شخصياً ، لانه لن يتكبد عناء خسارة عدة اشخاص من اجل القبض على شخصٍ واحد
في طريقه تذكر عبارة كانت آيـآمي تقولها له دائماً
- الوحوش لم تخلق لسفك الدماء ولكن البشر اقنعوهم بذلك
هنا ادرك المغزى من تلك العبارة ، لان اول خطيئة ارتكبت في العالم كانت بفعل بشري ، وهذا ما يؤكد بأن الوحوش هم البشر بحد ذاتهم وليست المخلوقات التي وجدت بفعل اساطير البشر
وقف على احدى المباني ليفاجئ بشخصٍ ما واقفٍ الى جانبه وعلى ما يبدو فهو يبتسم من خلف قناع الآنبو الخاص
تنهد ساسكي بهدوء وهو يردد
- ناروتو ، ما الذي اتى بك الى هنا ؟
- لمساعدتك بالطبع !
- لا احتاج اليك ، قلت بأنه يمكنني تدبر الامر بنفسي
- انت في حال مزرية ساسكي ، دعني اساعدك
- ماذا ؟! لستُ في حالٍ مزرية !
- بل انت كذلك ، هل رأيت الهالات السوداء تحت عينيك مؤخراً ؟
- آآآه فهمت يمكنك البقاء ايها المزعج
- حاضر يا اعز اصدقائي ، لا تقلق فأنا هنا كي اساعدك الى الابد
- لا تمزح في مثل هذ الوقت !
صمتا لفترة وهما ينظران الى القرية من اعلى المبنى ، الجو كان هادئاً ، كل ما صنع الضجيج هو حفيف الرياح وارتطامها ببعض الانابيب الصدئة ، حركت كذلك شعر ناروتو الذهبي و شعر ساسكي الفحمي وهما يحاولان رصد كل تحركاتٍ موجودة في الشوارع او ما حولها
دون ان يحصلا على أي جديد ، تململ ناروتو من هذا الوضع الصامت ، كسر الصمت بقوله
- ساسكي ، هل يمكنني ان اسألك سؤالاً ؟
- ماذا ؟
- كيف كانت بدايتك مع اختي ؟
- ما الذي تحاول الوصول اليه ؟
- لا شيء ولكنني احببت ان اعرف القصة
- حسناً الامر وما فيه اننا خضنا شجاراً حاد انتهى بهزيمة غروري وكبريائي
- ماذا ؟! انت تمزح !!
- كلا ، لقد جعلتني كالوحل العالق اسفل قدميها ، كانت مزعجة بشكل كبير ولكن لهذا السبب ..
- احببتها ؟
- بل عشقتها ايها الاحمق ، هناك فرق كبير
- اعلم اعلم ، تابع حديثك
- بعدها توالت الاحداث بشكل عجيب وبدئنا نتقرب من بعضنا وكانت تلك المرة الاولى التي اشعر فيها بانجذاب ناحية شخصٍ ما !
- وبعدها حصلت القبلة الاولى اليس كذلك ؟
- ما بال وجهك الخبيث هذا ؟
- لا شيء ، الامر ممتع وحسب
- لم يكن ممتعاً حينها
صمتا مرة اخرى ، ولكن هذه المرة كان صمتاً جميلاً تخللته ابتسامة صغيرة على ثغر ساسكي ، شعر ناروتو بالارتياح لرؤية ابتسامته ، حينها اردف معقباً
- كنتُ ارغب بأنقاذك ! ولكنها هي من انقذك في النهاية وليس انا !
- كنت احد اسباب انقاذي ايها الاحمق
- كدنا نقتل بعضنا في حربنا الاخيرة
- اجل اعلم هذا ، تدخلت هي في اللحظة الاخيرة
- ولو لم تفعل لكان كلٌ منها قد اخترق قلب الاخر ومتنا
- ذكريات بلهاء اليس كذلك ؟
- انت مصيب في هذا ، بلهاء ومثيرة للشفقة
ضحك كلٌ منهما بخفة ، لم يعلم ساسكي بأن ناروتو يمكنه التأثير عليه بشكل ايجابي حتى يحول الحزن الذي يشعر به الى فرح وحبور ، هذا هو تأثير الصداقة القوية ، انها خالدة على العكس من المشاعر الاخرى
كسر حاجز الصمت صوت صراخٍ مدوي ينمّ عن فاجعة حصلت ، حتى انقطع فجأة دون سبب وجيه
قفزا بسرعة على المباني حتى وصلا الى مكان الصراخ ، كان منزلاً متوسط الحجم يقع على الضاحية بعض الشيء
كسرا الباب ودلفا اليه ليجدا ما لم يخطر ببالهما ، كان هناك رجلٌ ذو شعرٍ ابيض يقف وهو يحمل امرأة ميتة بيده وقد رفعها في الهواء ليشق حنجرتها بالخنجر الذي يمتلكه
نظرا الى برك الدماء التي تحتل الارض ليجدا ثلاثة اطفال مذبوحين ورجلاً مكبلاً بالحبال وقد فقأت عيناه و قطعت اصابع يديه
لم يصدقا فظاعة ما يريانه امام عينيهما ، لم يشعر الرجل بوفودهما الى هذا المكان ، لذا قام ناروتو بتنفيذ تقنية حجز على المكان حتى لا يتمكن الرجل من الفرار
التفت الرجل فجأة لتبان ملامحه تحت ضوء القمر الفضي ، اسمر البشرة ، عيناه فضيتان و ملامح وجهه مرعبة بشكل كبير
اتخذا وضعية الهجوم ، اشار ساسكي اليه بعدم التهور ولكن ناروتو لم يستمع ، بل اخرج الكوناي الخاص به وهاجم الرجل الذي تفادا الضربة وضرب ناروتو ليسقط على الارض بقوة ويتألم
زمّ ساسكي على شفاهه وباشر بأخراج الكوناي من حقيبة خاصرته الصغيره وهو يردد بغضب
- يحق لك الاستسلام دون معارضة ، وحينها سنكف الاذى عنك وستحصل على محاكمة عادلة !
لم يتكلم الرجل بل هجم فجأة على ساسكي بركلة كادت تصيبُ وجهه الا انه تفاداها وركل المجرم على معدته ، تراجع الرجل قليلاً ولكنه استشاط غضباً فأنتشل سيفه من غمده وهجم به على ساسكي الذي اصيب بخدش في وجنته اليسرى ، ركل ساسكي رقبة الرجل بخفة مما اصابه بالدوار وجعله يتراجع قليلاً
ادرك ساسكي بأن الرجل يمتاز بقدرة مقاومة مذهلة ، والا فأنه لوقع صريعاً على اثر الضربة التي حصل عليها على شريانه السباتي
شاهد ناروتو واقفاً يتنفذ الاختام الخاصة بالراسينجان ، هنا ابتسم ساسكي على فطنة ناروتو و بدأ بتنفيذ اختام تشيدوري كذلك
وقف الرجل متحيراً الا انه سرعان ما بدأ بتنفيذ اختام غريبة ليهتز البيت بشكل هستيري ويسقط كل ما فيه ويبدأ بالتجمد
ولكن دون ان يشعر كانت يد ساسكي تخترق رقبته و يد ناروتو قد فتكت بقلبه ، ليسقط صريعاً على الارض دون ان يعرفوا هويته او من اين اتى او ما هو هدفه
نظروا بعدها الى الجثث على الارض ، حتى الرجل المقيد قد مات من فرط نزيف الدماء ، شعروا بالعار لعدم تمكنهم من انقاذ العائلة وبدؤوا في عملية نقل الجثث الى المشرحة






في عالم الشياطين
زين القصر بأجمل زينة قد عرفها منذ قرون ، وضعت موسيقى كلاسيكية تعزف على الاوركسترا في قاعة البهو العظيم ، وفتحت بوابات القصر لاستقبال نبلاء عالم الشياطين
وضعت الولائم في كل مكان ، و بدأ بعضهم بالرقص تحت الاضواء الراقية التي احتلت سقف البهو بحلته الجديدة كلياً
حفلة اقيمت على شرف وفود آيـآمي الى عالم الشياطين ارتأى ساتان منها ان يقوم بتقديم ابنته الى الجميع بعد ان طال العهد بها بينهم
ارتدى ابنائه السبعة بدلاتهم الرسمية اما هو فلم يهتم بتغيير لباسه الحالي ، خاصة وانه يرتدي البسة مبهرجة في معظم الاحيان
شعر كازو بالضيق من ربطة العنق التي تمنع تنفسه بشكل سليم ، شاهده ساتان من بعيد فاقترب منه باسماً وهو يقول بهدوء
- هذه ليست الطريقة الصحيحة في ارتدائها ، ليس من المعقول ان تكون قد نسيت كيف ترتديها !
- لا تؤاخذني يا والدي ، انت تعلم بأني لم احضر حفلة قبل اكثر من سبع مئة عام !
- اجل وحينما كنت تحضر كنت تحول الاحتفال الى مجزرة دموية يروح ضحيتها مئات الاشخاص بسبب شخص واحد
- ذكريات جميلة ! لا يمكنك ان تقول بأنك لست فخوراً بي !
- اذهب لجلب آيـآمي فقد تأخرت !
- تجاهلتني ! هل جرحت مشاعري
- انت لا مشاعر لك يا رقم واحد البتار ، هيا اذهب والا ارسلت تشيوتسي !
- ذلك اللعين ! اقسمت على الانتقام منه !
- ان حاولت لمس شعرة من ابني الوحيد الذي يمتلك عقلاً فسوف اخرج بقايا عقلك من جوف جمجمتك
- لا ترعبني ! حسناً فهمت
سار نافذاً من بين الفتيات اللاتي تجمعن حوله محاولاتٍ اغرائه غير عالمات بأنه كاد يقتل كل واحدة فيهن في تلك اللحظة ، ابتسم ساتان فصرخت بعض الفتيات الاخريات المعجبات به ، هنا كاد يتحول الى كازو نفسه ويقوم بمجزرة صغيرة ينهي فيها حماقة بعض الفتيات
شعر كازو بدوارٍ خفيف ترنح على اثره فاستند على الجدار بارهاق ، لم يعلم سبب شعور بالتعب مؤخراً ، ليس من عادته ان يمرض او يصيبه أي ارهاق في مثل هذا الوقت من السنة
مسد على جبينه بعض الشيء الا انه اديم بهاوٍ عليه مما جعل الدوار يتحول الى الم حاد في رأسه وكأنما افعى ضخمة تسير داخل عروق رأسه
سمع صوت وقع اقدامها على الدرج ففتح عينيه ، هنا نسي الالم وكل شيء ، كلُ ما شعر به هو قلبه والحرارة التي دبت في جسده ، ربما لم يعلم بأن هيامه بها قد وضح على وجهه بشكل جلي حالما شاهدها تنزل الدرج بجمال الآلهة آفروديت
كانت ترتدي فستاناً احمر عاري الاكمام ، يصل الى ركبتيها ويضغط على خصرها قليلاً مما يجعله يبدو منفوشاً بعض الشيء ، وضعت لها القليل من احمر الشفاء و كحل اسود تحت عينيها وارتدت شالاً على يديها و حذاءً احمر مسطح فهي لا تحب الكعوب في النهاية ، وتركت شعرها الذهبي الحريري منسدلاً على كتفيها بعشوائية
وصلت الى نهاية الدرج وهي تمعن النظر اليه ، قفز قلبها مجدداً حينما ادركت وسامته بالبذلة الرسمية ، احمر وجهها بخجل واقترب هو منها هائماً فيها لينحني ويمسك بيدها ويقبلها ريثما يجثو على ركبته
قال بابتسامة واثقة و بديعة
- انا عبد الحب ان لم تكوني تعلمين ! حبك انتي !
ابتسمت بهدوء لتردد
- عبدٌ للحب تقول ؟ ، الا تعلم ان الحب طاغية مدمر ؟

اتسعت ابتسامته ليردد بغرور
- لم اعلم بأن كتابي يحمل اقوالاُ تفيد في مثل هذه الحالات !
انتبهت هي على بعض الارهاق في قسمات وجهه ، فاقتربت منه حالما وقف مجدداً لتحيط وجهه بيديها وتقول بقلق واضح
- هل انت بخير ؟ ، تبدو مرهقاً
وضع يده على يدها التي تمسك بوجنته ليردد محاولاً ان ينسيها الامر
- لا تقلقي سأكون بخير ، مجرد ارهاق بسيط من تعذيب اراشي
ضحكت بخفة رغم انها لم تصدق ما قاله لها ، فهي تعلم بأنه يكذب من اجل جعلها تشعر بتحسن
تجاهلت الوضع رغم قلقها عليه ، امسك هو بيدها و جرها معه ناحية قاعة الاحتفال ، حينما دخلت اليها بهرت بالجموع الغفيرة الحاضرة لمثل هذه الحفلة الصغيرة ، ناسية بأن ساتان نفسه هو المشرف على هذه الحفلة
جابت ببصرها المكان حتى وقع بصرها على والدها يكلم مارينا بابتسامة هادئة وعلى ما يبدو ان مارينا كانت سعيدة جداً ، ساتان يحاول تناسي ما فعلته فهو يعشقها في النهاية وكان حواره معها ما اطفئ غضبه ناحيتها بعض الشيء
ومن جهة اخرى شاهدت كلاً من اراشي ، كاريو و هيرو واقفين مع حفنة من الفتيات وهم يحدثنهن عن بعض بطولاتهم ، غير مدركات بأنهم ينوون قتلهن في نهاية الحفلة
جيراهيم كان جالساً برفقة احد اصدقائهم يتبادلون الحديث عن احدث الكتب و المعلومات الجديدة ، دان وقف مع كريس التي بدت بديعة الجمال في هذا اليوم رغم كونها خجولة جداً
تشيتوسي كان الوحيد الذي بدى عليه القلق وهو يقرأ مجموعة من الاوراق اعطاها اياه شخصٌ ما يبدو من قواد الجيش
امسك كازو بيد آيـآمي وقال لها مبتسماً
- ليست من عادتي ان افعل هذا ، ولكن هل تريدين الرقص ؟
تعجبت هي من طلبه ولكنها ابتسمت علامة على الرضى ، فأمسك بيدها واتجه معها ناحية وسط قاعة الرقص وبدأ برقصة الفالز المشهورة وسط غيرة الفتيات منها ، وهن لا يعرفن بأن هذه الفتاة هي وريثة ساتان اللتي قدمن لأجلها
انتبه كلٌ من ساتان ومارينا على نظرات كازو ، ظهرت ملامح خبيثة على وجوههما وهما ينظران ناحية بعضهما البعض
اقتربت مارينا منه ووهي تردد بخبث
- انظر الى العاشق الوسيم ! لم اظن بأنني سأرى هذا !
- انتِ محقة ! ربما علي تزويجهما قريباً !
- ما الذي تقوله ؟ انت تعلم بأنها تحب ساسكي !
- اوه ذلك الجرد ، اذا علي انتظار موته وحسب
- انت قاسي القلب !
- لا تجرحي قلبي الضعيف ، لستُ قاسياً
- حسناً حسنأً ، ولكن قل لي اين ماري ؟
- انها هناك تأكل الفطائر المحشوة بالكريمة واللوز !
- طهو ماهوتي اذا ؟! كم اغار منه !
- هه ، انتِ لستِ انثوية ابداً ، لا تجيدين حتى اعداد شطيرة واحدة دون ان تدمري المطبخ كاملاً
- آه يا قلبي ، لا تقل هذا ، انا حزينة

كازو الذي يرنو الى آيـآمي بنظرات الحب قد جعلها تشعر بشعور الخيانة داخلها ، هي تحب ساسكي وتشعر بهذا ولكنها بدأت تسقط لوسامة كازو الشديدة ، اشاحت بناظريها عنه بقليل من الانزعاج ليتعجب كازو منها ويقول
- ما الامر ؟
- في الواقع ..
- ماذا ؟
- ستغضب ان اخبرتك !
- لن اغضب !
- بل ستغضب !
- قوليها وحسب والا لكمتك !
- شرير !
- قولي ، لقد جعلتي الفضول في عروقي يصحو من سباته
- حسناً اسمعني جيداَ ، حينما تتقرب مني هكذا بدافع الحب اشعر بأني اخون ساسكي !
- ماذا ؟! هل هذا هو الامر ؟
- لما لا تبدو محبطاً ؟ توقعت ان تحزن و تصرخ في وجهي
- في الواقع يا مدللتي الصغيرة ، لو لم تشعري بأنك تخونين ساسكي لقتلتك ها هنا والان !
- ماذا ؟!
- اجل ، لاني حتى وان تقربتُ منكِ فأنت مرتبطة و اذعانك لتقربي منك سيدل على غبائك فقط
- ماذا ؟!! تقول هذا رغم انك تعلم بأني لن اقاوم وسامتك و شخصيتك الساحرة ؟
- ماذا ؟ ......
احمّر وجهها حالما ادركت ما نطقت به في لحظة غضب ، افلتت يديه لتضع يديها على فمها من الصدمة والخجل وتسير مبتعدة عنه وسط دهشته و في نفس الوقت سعادته
تدارك نفسه وازمع ناحيتها مجدداً ريثما هي تستند بيدها على احدى الطاولات والاخرى تضعها على فمها بغير تصديق
اقترب منها وربت على كتفها قائلاً بقليل من التعب
- اسمعيني جيداً ، اشعر بالسعادة لما قلتيه ، ولكن حتى وان حاولت التقرب منكِ فأني سأضع حدوداً ، لاني لا اريد ان اكون سبب انفصالك عن الاميبا ، اعلم كم تحبينه ، وفقدانك لذاكرتك فقط جعل مشاعرك مضطربة ، حالما تستعيدينها سوف يزول اعجابك بي !
التفتت اليه وهي تنظر اليه بقليل من الدهشة ، انه صريحٌ جداً وفوق هذا شخصٌ صادق لا يحب الخداع و المكر والتغرير !
ابتسمت بهدوء رغم انها لا تزال تشعر بالانزعاج من شعور تأنيب الضمير الذي تشعر به ، لانها كلما تتذكر صورة ساسكي تعرف كم تعشق وجوده حولها ! عليها ان تقاوم كل ما يحدث هنا و الا حدث ما لا يحمد عقباه لها
تنهدت و اظهرت على ملامحها الحماسة وهي تقول
- لا تقلق ! لن اذعن لمطالبك الشهوانية ابداً
شعر بسهمٍ يخترق قلبه ، قال بانفعال شديد
- لا تجعليني ابدو كمتحرش بالنساء ! انا لم اطلب منكِ شيئاً !
اظهرت نظرات خبيثة على محياها ، وضعت اطراف اناملها على شفاهها وهي تقول بطريقة مستفزة
- ولكني اعرف الافكار الدنيئة التي تراود عقلك ، ايها المنحرف !
اشتد احمرار وجهه حتى نزف انفه بعض الشيء من الانفعال والحرج ، ضحكت هي على شكله وهو يحاول مسح الدماء وقد رمقها بنظرات مفهومها سأقتلك لاحقاً رغم انه كان يبتسم كذلك
فاجئهم وقوف شخصٍ امامهم ، طويل القامة و لديه جسم قوي البنية ، شعرٌ ارجواني وعينان حادتان ذوات لون العسجد البراق
اختفت ملامح كازو فجأة ووقف امام آيـآمي تماماً وقد تحولت قسماته للجمود المرعب وحسب
حينها اقترب الرجل من كازو قائلاً بابتسامة خبيثة
- كازو – ساما ! مرت فترة طويلة لم نلتقي فيها
- اجل ، قرابة القرنين
- مدة طويلة بالفعل ، لم اعرف بأنك قد تتورط مع الفتيات خلالها
قال تلك الكلمات وهو يرمق آيـآمي بنظرات اعجاب ريثما هي بادلته بالغضب وحسب
تحولت عينا كازو الى البنفسجي البراق وهو يقول بغضب واضح
- اياك وان تنظر اليها بتلك الطريقة المقززة !
- لا بأس ، هل لي ان اعرف اسمها على الاقل ؟
- احترم نفسك قليلاً ! هذه هي الفتاة التي جئت على شرفها اليوم !
- ماذا ؟!!



الاسم : آيريس ماردلين
النوع : شيطان نبيل
العمر : ؟؟
علاقت بالاسرة الحاكمة : صديق مقرب



اعاد النظر اليها بصدمة ، اتسعت حدقتا عينيه حالما ادرك الشبه المرعب بينها وبين ساتان ، انحنى فجأة امامها وهو يقول
- المعذرة على وقاحتي آيـآمي – ساما ! لم اكن اعلم من تكونين قبل الان ! انا ادعى الكونت آيريس ماردلين ، ابن السير كونتلس ماردلين ، تشرفت بلقائك
- الشرف لي ايها الكونت ، ادعى اوتشيها آيـآمي ، ابنة ساتان حاكم عالم الشياطين
- واخيراً تمكنا من رؤية ابنة حاكمنا القدير ! بديع هو جمالك يا آنستي ، حري بأخوتك السبعة ان يحيطوكِ حتى لا يسترق احدٌ النظر اليكِ
- شكراً على اطرائك
- ابتعد الان آيريس ! لا ارغب بقتلك وسط جموع الحشود !
- ما بك كازو – ساما ، هل نسيت صداقتنا ؟
- اجل ، ولكني لم انسى خيانتك لي !
- مرت فترة طويلة ، يجب عليكَ ان تتعدى الامر !
- لا شأن لك آيريس ، اغرب عن وجهي
- جرحت قلبي كازو ! من كان يعتقد بأننا سنصل الى هذا الحال !
- لولا محاولتك قتلي لما آل الامر الى هذا
- لا اعلم كيف اعبر لك عن ندمي واسفي ! انت تعلم بأنني كنتُ مجبوراً على ذلك !
- لا يهم هذا الان ، اليس كذلك ؟

احتد الجو بينهما ، رغم الالم الذي طغى على وجه آيريس في تلك اللحظة الا انه ما كان منه الا الصمت وحسب فهو قد خان اعز اصدقائه من اجل انقاذ والدته المريضة ! رغم انها توفيت بعد الحادثة بفترة الان ان الندم لخيانته كازو لا يزال ينهش لحمه طوال الوقت !
فجأة قدم وافدٌ جديد عليهم ، شخصٌ يبغضه كلٌ من كازو و آيريس ، نظرا اليه بحنق وهو يقف متكبراً وعلامات الثراء بادية عليه بشكل جليّ
حالما شاهد آيـآمي واقفة بضجر مما يحدث حتى كادت عيناه تخرجان من محجريهما ، اقترب منها وسط دهشة كازو من جرأته التي تعدت الحدود
وقف امامها معجباً وهو يقول
- لابد و انك آيـآمي – ساما اليس كذلك ؟ انا ادعى ..
- جين ! ابتعد عن اختي في الحال !
- لما اتيت الى هنا ؟
- لقد تمت دعوتي ، شكراً على الترحيب كازو – دونو
- اذهب الى حيث والدك يطعمك فتات الخبر كالكلاب واترك اختي !
- لا تهني كازو – دونو ، اريد فقط تقديم نفسي
- دعني اتكفل بهذا ، آيـآمي – ساما ، هذا جين ماكسيلوندر ، شخص حاولي ان تبقي بعيدة عنه
- رغم ان الفضول اكلني لمعرفة السبب ولكنني سأستمع الى كلماتك آيريس
- فظيع اهذا شيء تقوله عني ؟
- اخرج من هنا واتركنها في حالنا
- بعدما قتلت اختي جول ، لا اعتقد بأني سأفعل ذلك
- اوه لا تزال تذكر تلك الحقيرة ! ظننت بأن عائلتك قد احتفلت بيوم وفاتها !
- لا تتكلم بالسوء عن اختي كازو – دونو
- اجل ، رغم علاقاتها الكثيرة بالرجال الا انها انتهكت عهد عائلتكم و انشأت علاقة معك كذلك
- الكل يعلم بأن تلك العلاقة محرمة في عائلتكم انتم بالاخص !
- لا شأن لكم في هذا ، هه اهذا ما تقوله كازو – دونو ، بعدما هربت من المعركة التي كان من المفترض ان نفوز فيها ضد شعب الفارتينز !
- الانسحاب كان خيارنا ، لانكم لم تذعنوا لما قلته و هجموا على المدينة الرئيسية بسببكم
- اجل هذا صحيح ، بسبب اوامرك جين قد مات الكثيرون ومنهم والدتي !
- لا تبدأ بهذا الان ! ، كازو – دونو علي ان اشيد بضعف قراراتك وضعف قدراتك حالما يتحول الامر لحياة شخصٍ تهتم لامره ، المشاعر الشخصية لا تفيدك !

ريثما كان جين يكثر من اهانة كازو امام الجميع وكازو يرد عليه بشكل يجعله عاجزاً عن الكلام ، كانت هناك مشاعر مرعبة تختلج صدر آيـآمي ، رغبة في قتل هذا الرجل لسبب لا تفقه اليه ، نبضات قلبها احتدمت وتنفسها غدا غير طبيعي على الاطلاق وهي تحاول مقاومة رغبتها في قتله ،اهانته لكازو زاد الامر سوءاً ، حاولت ان تمسك اعصابها ولكنها لم تستطع فتقدمت امام جين ووقف امامه لتقول ببرود وغضب
- اخرس حالاً ! اياك وان تتحدث هكذا عن اخي !
ذهل الثلاثة بتدخلها ، ابتسم كازو ولكنه شعر بالقلق من نظراتها المرعبة ، ارتبك جين وتراجع قليلاً ، الا انه سرعان ما حاول جعل نفسه يبدو قوياً ليردف قائلاً بتكبر واعجاب
- ماذا ؟ كازو – دونو اوصل بك الامر حتى تجعل اختك تدافع عنك ؟
- دعها تفعل ما يحلو لها ، لستُ اتحكم بتصرفاتها !
- آيـآمي – ساما ، عليكِ ان تعلمي بأن اخاك المزعوم هذا اخطأ في اصدار قرار في احدى الحروب مما سبب وفاته اكثر من مئتي الف من الشياطين ! و لم يقبل بتحمل اللوم !
- كاذب ! كازو قد تحمل اللوم كاملاً وتلقى عقاباً مرعباً من قبل ساتان – ساما
- الجميع يخطئون احياناً ، ان لم يخطئ احد لما كان لدينا طريقة لتعلم طريق الصواب ! لا تغترنّ بنفسك ايها التافه ! لستَ اكثر من قذارة يدوسها اخي بنعليه ! اعرف مكانتك والا اودى بك الغرور الى غياهب النسيان
- تتحدثين كـ ساتان – ساما ، اعذريني آيـآمي – ساما ولكني لن اقبل اهانتك دون ان ارد
- هكذا اذا ..
تحولت عيناها للاحمر البراق ، فزع جين الذي شاهد نية القتل في عينيها ، ولكنه تمالك نفسه ووقف صامداً امامها غير مدرك لاظافرها التي طالت فجأة من غضبها
كاد ان يتحدث ولكنها حركت يدها في ومضة عين حتى تجاوزته وسط صمت الجميع لهذا الموقف المرعب
عمّ الصمت فجأة ويصمت جين كذلك ، الا ان الرعب كان حينما فصل رأس جين عن جسده لتتناثر دمائه على آيـآمي وتغطيها بالكامل ، لعقت الدماء وهي تقول ببرود
- حينما اقول لك اخرس ...
ولكنها سرعان ما صرخت بجبروت مرعب وهي تكمل
- فما عليك الا ان تخرس ايها الحقير !
شُدت اعصاب الجميع من الرعب ، و ادركوا من تكون بفعل الهيبة التي تمتلكها آيـآمي ، شعرت بالانزعاج حالما شاهدت الدماء التي تغطيها من كل مكان
تنهدت ونظرت ناحية كازو لتردف قائلة
- سأذهب لتنظيف نفسي ، اطلب من ماهوتي نقله الى غرفه منعزلة لحين استرداده وعيه
ابتسم كازو بثقة وشر ليردف
- كما تريدين يا صغيرة
اتجهت ناحية الحمام غير مدركة انها قد نفذت اول مفتاح لفتح قفل السر الدفين الذي سبرته اغوارها من قبل
ابتسم ساتان بفخر و سار ناحية الحمام حتى يتحدث اليها ، ابتعد الشياطين عن طريقه وهم ينحنون له باحترام وتقدير
دخل الى الحمام ليجدها واقفة عند المرآة تمسح الدماء بمنديل مبلل ، اقترب منها مبتسماً واخذ المنديل ليمسح ما على وجهها بنفسه
اردف قائلاً بهدوء
- اتعلمين بأنك حاولتِ قتل احد اكبر نبلاء عالم الشياطين ؟
- وهل انت منزعج ؟
- كلا ، في الواقع لقد اسديتي لي معروفاً
- انه مزعج ، كان على كازو ان يقتله منذ فترة
- لقد قتل اخته قبل بضع سنوات ، لا يستطيع قتله كذلك بهذه السرعة
- سأنهي الامر في المرة القادمة
شعر ساتان بهاجس سيء جداً وملعون ، ملامحه اصبحت قلقة ومخيفة ، الا انه سرعان ما تناسى الامر ليمسك بشعرها ويقول بابتسامة
- لقد تلطخ شعركِ كذلك ، دعيني انظفه و اسرحه لكِ
نظف شعرها من الدماء و بدأ بتسريحه لها ، حتى انهاه تماماً ، سرحه على شكل كعكة من الخلف ورفعه بعض الشيء ، وترك بعض خصلات شعرها الذهبي تنسدل بشكل عشوائي على وجهها مما زاد جمالها وفتنتها
ابتسم وقال بقليل من السخرية لنفسه
- لستُ بارعاُ في التسريح ! اعتقد بأن يداي ماهرتان في القتل فقط
نظرت آيـآمي الى المرآة بسعادة وانبهار لتردد بحماسة
- غير صحيح ! هذا جميلٌ جداً ، رغم بساطته الا انه في غاية الجمال ! انت ماهر في كل شيء يا والدي !
- اتمنى لو كنتي هكذا في كل الاوقات !
- ما الذي تعنيه ؟ الم اكن اكن لك الاحترام من قبل ؟
- كلا على الاطلاق ، كنتِ دائماً ما تهينني و تحاولين ضربي
- وما زلتُ اريد فعل هذا
- انتِ شريرة ، سوف ابكي بدل الدموع الدماء !
- ابكي ، لا اهتم لك
- يا متحجرة المشاعر !
- لا تتصرف كالاطفال ايها الحاكم القدير !
- اتحاولين اهانتي ؟
- وهل نجحت ؟
- اجل ، لقد جرحتي مشاعري
- هذا جيد !
تفجرا بالضحك فجأة حتى شعرا بمعدتيهما تؤلمانهما بشدة ، سمع ساتان صوت قرع الجرس فعرف بأن الوقت قد حان لتقديم آيـآمي للجميع
امسك بيدها و سار بها الى الخارج ، حتى نفذا من بين الحشود اللذين ينظرون اليهما بدهشة واعجاب ، الاب وابنته نسخة طبق الاصل عن بعضهما البعض
حالما ارتقى ساتان المنصة الخاصة حتى انحنى الجميع له وهو يمسك بيد آيـآمي ، ابتسمت الاخيرة في وجوه الجميع الا ان ابتسامتها زالت حينما لم تجد كازو معهم
شعرت بانقباض قلبها بالقلق عليه ، فهو كان مرهقاً بشكل كبير مؤخراً ، انتبه ساتان على قلقها فأشار لها بضرورة الانتباه لما يجري حالياً
حاولت تناسي الامر الى حين انتهاء مراسم التعريف ، تقدم ساتان ليخطب لهم قائلاً
- على مر الدهور والحقب السحيقة ، كنتُ انشأ حفلة كهذه للتعريف بكل ابن لدي ، وانا اليوم وبكل فخر ، اقدم اليكم ابنتي الوحيدة التي تكلمت عنها الاساطير ، حاملة اسرار ساتان ، منقذة لوسيفر ! و ابنة الشيطان بنفسه ! كلها اسماء تعود الي في النهاية ، ولكن اسمي سيبقى مرتبطاً بها بشكل مختلف عن سائر اخوتها ! ما كنت انتظره طوال حياتي هو ان يكون فتاة مثلها ، فخورٌ انا بما هي عليه واعلم بأنكم جميعاً ستشعرون بمثل ما اشعر به ناحيتها ، لذا الطائر الجريح الذي تم تركه خلف القطيع قد اصبح صقراً يقتل من كان لهم يوماً صديق ، والجنة ما كانت الا مرتعاً لمن ذاق الجحيم بلوعة النيران ، اقدم لكم جميعاً ابنتي التي افخر ان انادي بأسمها " اوتشيها آيـآمي "
تقدمت آيـآمي الى الامام لينحي الجميع اليها ومن ثم يصفقون بسعادة ، ابتسمت هي وحيتهم جميعاً رغم ان القلق بادٍ على ملامحها
نزلت من على المنصة ليبدأ الجميع بالتحدث اليها ، حاولت ان تندمج معهم في الحديث ولكنها لم تستطع ، اعتذرت منهم وسارت باحثة عن كازو الذي اختفى فجأة
بحثت عنه لفترة طويلة حتى لمحته من بعيد
كان يتألم بشكل يدمي الاحجار الصلبة ، انينه كان ينمُ عن الم حاد يعتصر وجدانه ، و العرق يتصبب من وجه وكأنما جسده يشتعل وسط النيران
ازمعت ناحيته بسرعة هستيرية حتى وصلت اليه و احاطت وجهه بيديها وهي تقول صارخة وبانفعال
- كازو ! كازو ! ما بك ؟ اجبني ؟ هل انت بخير ؟
ذعرت من حرارة جسمه غير الطبيعية ولكن اكثر ما اقلقها نظراته التي جعلته يبدو كشخص يوشك على الموت ، انه محموم ولكن الحمى غير طبيعية على الاطلاق !
في لحظة لم تفقه اليها امسكها بقوة من يديها ليدفعها ناحية الجدار ، امعن النظر اليها وسط تنفسه السريع والارهاق البادِ على وجهه حتى عانقها بقوة كادت تحطم اضلاعها
ردد بصعوبة وضعف
- آسف
تعجبت من اعتذاره ، اردفت قلقة
- لما تعتذر ؟
- لهذا ..
ثبتها على الجدار بقوة عظيمة ، لم تستطع ان تتحرك مطلقاً ، اقترب منها وبدأ بتقبيل رقبتها بشكل جنوني وهي تحاول ان تبتعد عنه ولكن دون فائدة ، لم يستطع ان يتحكم بنفسه
فهو يهدي بشكل مقلق بالفعل ، وضع رأسه لفترة على صدرها وهو يحاول ان يلتقط انفاسه المنقطعة الى حين ابتعد عنها وراح يرنو الى عينيها لفترة طويلة من الزمان
لم تعرف كيف حدث الامر في تلك اللحظة ، ولكنها فقط شعرت بشفاهه تلتحم مع شفاهها بحرارة لم تعهدها من قبل ، قربها منه وهو يزيد من قوة القبلة التي كانت كالصاعقة على وجدان آيـآمي
ابتعد عنها بعد فترة وهو يضع يده على وجنتها ليبتسم بهدوء ويقول بضعفٍ شديد
- انا ضعيفٌ حقاً ، اعذريني على هذا
ودون ان تعرف بالامر ، سقط كازو بين يديها مغشياً عليه وسط صدمتها ومرضه وعدم ادراكها لما يحدث

 

هناك تعليق واحد:

  1. - اه كم اعدت قراءت هذا الفصل ،وكم اعدت كتابته .. اصلا عندي الزهايمر مع مشكلة الحسابات .. بس يا انا يا هو .. انا مصممة احط الرد هع ..وكل هذا ما مليت ولا شي.
    هذا الفصل خيااااال لابعد الحدود ، حبيييته بشكل ما تتصوريه .
    اخ ، كيف لا والسنة الابداع تلتهب منه .
    بداية مع خطوات زوجي ساتو في كره تلك المدعوة مارينا موهاهاهاها وكشف عن افعالها الرعناء التي تنطبق عليها .
    شفت كيف ساتو اني انا الوحيدة يلي تحبك وتعمل اي شي ميشانك . انت الحب والهوى والسماء والارض > الشيخة ارليت هل يجوز التغزل برمضان ؟؟؟
    خلينا نرجع لسالفتنا .. شفتي كيف قصف ام جبهتها وعن قريب شال راسها ، وفوق هذا كل جاية بوجهها المنحوس وتقول له احبك ، تفو على وجهك لو كنتي تحبيه لما فضلتي انانيتك عليكي ، وما خليتيهم يتعدبوا ، اف لك والف اف تبا .
    تخلي زوجي يتنرفز منو انت اصلا .
    على كل نشكر الاخ مادارا على الاخبار الجد سارة ، مع انو مالمة على ساتان بس احسن ما يعيش بكذبة .
    نجي للنقطة الثانية ابي اوضحها . ما تلاحظين انك بهذا الفصل كنتي انثى > ركزي عليها .

    تخجلين ومدري خصوصا لما لبستي الفستان الاحمر ولمن رقصتي مع كازو ، كوووااي خقيت عليك خقة لا تخقخقها مخقوقة من قبل > 0_0
    وكازو دايخ عليكي ومتخرفن كتتتير خصوصا لما نزلتي من الدرج ههههههههه تخيلت نفسي انا وساتو مكانكم هع.
    وعلى اي السالفة بالرغم ن عمايل مارينا الشنيعة قاعد عم يحاكيها .. انا برفجيك يا زوجي ما راح انام معك الليلة عقاب لك ><> مصدقة حالها المسكينة .
    ونقطة ثالثة ، هذا الفصل كان اول ظهور فيه لايريس السنجابي اللطف ، كان وقتها محدود الغباء اما الان فالمجال مفتوح هههه> لو تشوفني سكار بتذبحني وتنتهي صورة الحسناء لجيجي تحت طغيان وحشيتها > مت .
    رابعا ، بروز مواهب زوجي العظيمة .. ككككياااه ويسرح الشعر بعد من وين بدي الاقي زوج مثلك ، اخ منك بس حبك مضيعني .
    اما المقطع الاخير للحين لمن اقراه اغمض عيوني هههههه كازو شكله سكران ومو داري ايش يعمله هع.
    بس هو احسن من ذاك القبيح السكسكي يلي م بدي اتكلم عنه

    المهم فرغت شوي غصتي ، وراح اعلق على كل فصل اقرءهبدون تترتيب.
    هو مو رد بس ضفضة لي وبدي اصلا اكتب بمدونتك
    الحين انقلع ولا تنسي اني بحبك .

    ماما جيجي -.

    ردحذف

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes