WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الحادي عشر: ( حقيقة : لا ترى بعيون الشياطين )







لا احد يستطيع ان يسمع صرخاتك في تلك العتمة

اياك ان تغفو وتسقط للنوم غريقاً

سوف يسحبك الى غياهب اللا مكان

انت تموت داخل حلمك الخاص !

هذا ليس حقيقياً ! انت لستَ حقيقياً !

لقد كنتُ انتظر دوماً ان تفتح عينيك مجدداً

ولكن الغيبوبة الحتمية كانت لك معيناً اكثر

استأثرت كل ما داخلك لنفسك حتى غدت كابوساً يقتلك حياً

انت مجرد جثة حية تسير بلا معرفة لما حولها

قفَ ، افتح عينيك وانظر الى الوهم الذي رسمته لنفسك

ان نمت ، فسوف تموت

هي حتمية ولا فرض لها ، اساس لا صحة له

مجرد جنون اختلط بأساطير الحقب الماضية

روايات لا يمكن لها ان تغدو ساطعة

لن تخترق تلك الجدران الشاهقة ، استسلم ودع التيار يجرفك بعيداً

نحو الكينونة التي رسمتها لنفسك ، نحو الملاذ الاخير الذي يسعفك

انا هنا ، في اغوار حلمك الاسود

فقط اذهب للنوم وسوف اقوم بخنق صرخاتك الساكنة

انا لستُ قاتلتك ! ولستُ من سلب حياتك !

بل انا محررتك ، من انهى معاناتك !

لن اتركك في سخيمة البشر تحوم ، انا مجنون بالقتل ولستُ بمجنون

احب ان اراك دامياً بدمائك الخاصة ، تندلق بهدوء على الارض

ذبذبات صوت انينك كانت راحتي ، وانت الان مجرد عفن على كرسي مقيد

اياك ان تغمض عينيك ! ستموت داخل حلمك الخاص !







صرخات السكون كانت مفزعة ، استمالت قلوب الوحوش الكاسرة و المسوخ المستهجنة ، توالت الاحداث و تحولت السماء الى شبحٍ هائم في عباب البحر بصوته الساحق ، كان شأو الموت في تلك اللحظة كشأو الجثث الحية التي تسير بلا هداية

على قارعة طريق النسيان ، حيث تسفك تلك الوحوش دمها دون ان تشعر بحرارة الفقد الاليم ، متراصة على بعضها بخلايا غير مألوفة مصنوعة من اللحم الانسي و تمت تغذيتها بكل احتقار اوجده الانس يوماً

ولكن ذلك الاحتلال غير انسّي ، قبيلة قد استوطنت الارض الخضراء بعدما قتلت ساكنيها بدم بارد وخالٍ من الاحساس ، اختلط ذلك الاحتلال بأرض الواقع و اصبح مجرد حاجزٍ منيع يحارب الانسان من حماية نفسه ، واضعاً اسساً غير مفهومة لطريق لن يعمل به من كان فيه عقلٌ سليم

مشاعره تشتت بين همومٍ هائمة في معمعة من الاتصال الروحي والنافورة الموسيقية التي تكومت على قبضات صدره من جذعه الايسر الضبابي

توقف للحظاتِ بعد مسير مضني في المجيء الى هنا وهو يرمق تلك الجالسة في بستان من السواد ، ضاقت عيناه لوهلة حتى سار ناحيتها بضخامته المعتادة حتى استكان قربها

تبّلدت مشاعره وما عاد الزهو بادياً على قسمات وجهه ، ابتسمت هي من جهة اخرى والتفتت اليه بعينيها الشيطانيتين وهي تمسك بيديها باقة ازهارٍ سوداء مقفرة ، اعلنت ابتسامتها الهدوء وحركت شفتيها لتردد مستفزة مشاعره

- مرت فترة طويلة ، ريو !

زفر بحدة وهو يرجو ان لا ينطق بهلاكه النفسي ، اردف قائلاً بضبطِ جبار للأعصاب

- آيـآكا ! ألا تزالين ترمين الى ذلك الحلم السخيف ؟

افلتت باقة الورد السوداء بقوة لتتطاير بتلاتها في الهواء و قد زمّت على شفاهها بقهر لتعقب ريثما تمد اصابعها ناحية الفراغ

- لقد لامست اطراف اناملي الحلم في حقبة ماضية ولن اتفانى في طريق الظلام لتحقيقه

اشاح ببصره بعض الشيء و استسلم للامر الواقع ، تنهد ثم اردف قائلاً بقليل من السخرية

- تخالين بأنكِ غير مرئية ؟! ، لقد وجدتكِ بسهولة ايجاد شجرة الصفصاف وسط الصحراء الميتة ، هذا يعني بأن آلون يعرف كل تحركاتك صغيرة كانت ام كبيرة

باتت تلعب بأصابعها ، حركتها قليلاً لتقتلع بعض الاشجار من مكانها و جعلتها تطفو في الجو حيث اشعلت فيها النيران لينعكس ضوئها على مقلة عينيها الزرقاوتين ، لم تبتسم ولم تعقب بل بقيت صامتة لبعض الوقت

سرعان ما لمعت عينيها بشرارة حزن ، ابتسمت بألم وهي تحاول تماسك ذرف الدموع هنا ، لقد اصبحت مرهفة الاحساس مؤخراً ، ربما بسبب ذلك الامر ! من يعلم ؟

استنشقت عبير السموم السوداء من الفحم القاتل المتشكل على شاكلة زهرٍ اسود يستميل قلوب الناس الى الهلاك المحتوم

ظهر شبح ابتسامة صفراء على محياها ثم افرجت عن يديها وكأنما هي طائر يريد الطيران الى الحرية المطلقة ، قهقهت بشّر ثم اعقبت بجبروت مرعب

- انا واحد من مخلوقين يستطيعان قتل ساتي مرة والى الابد ! وهو كذلك احد مخلوقين يستطيعان قتلي ! لذا ان قدري بين يدي سموم الافعى ريو ! وليس بيد ساتي ، هو .... لن يجرؤ ابداً على المساس بي ، فلو اراد قتلي لفعل ذلك قبل تسعين عاماً حينما سببتُ كارثة زلزلت عالم الشياطين !

ضاق ذرعاً بها ، متزمتة و سطحية و اكثر من هذا متبجحة ! ، حرك مخلبه الضخم امامها في ومضة عين ، تفاجئت هي قليلاً من ردة فعله ولكنها ابتسمت رغم ذلك ، امالت رأسها وقد ضاقت عيناها بمكر وهي تقول محاولة احباط عزيمته

- عليك الاعتراف ريو ، انت لا ترغب بإيذائي ، فأنت مدينٌ لي اليس كذلك ؟

ابتسم ساخراً منها حتى تحولت ابتسامته الى صرخات ضاحكة هستيرية ليعقب بعدها بصوتِ مخنوق من الضحك

- مدينٌ لكِ تقولين ؟ ، رغم انكِ من قام بالتطوع في ذلك الوقت ، حتى وان لم تفعلي لما شكل ذلك فرقاً ، هل تعلمين لماذا ؟! ، لاني تنين الظلمة ! التنين الذي استحال قتله حتى من قبل ساتان نفسه ! لا ترفعي نفسك فوق شأنك يا امرأة ، لستُ امانع سحق رأس او اثنين

صدمت من رده ، لم تعرف كيف ترد على هذه الاهانة ! اكتفت فقط بإظهار شرار غضب احمر من عينيها ، ولكن الامر اصبح اكثر سوءاً حينما مات كل ما حولها وتحول للظلمة فجأة وهي لا تزال ترمقه بغضبٍ كبير

تراجع هو قليلاً ، حتى وان لم يمت فسيسبب له هذا ضرراً كبيراً جداً ، كان على اهبة للانقضاض عليها ان تطلب الامر ولكنها توقفت فجأة

بدأت تضحك بشكل مثير للسخرية لتسقط على الارض وهي تحاول ان تمنع الم بطنها من الضحك ، تعجب هو وشعر بالاستفزاز ناحيتها

اكملت هي الضحك بلا اهتمام لحاله الغاضبة ، وقفت بعدها وهي تسمح الدموع وتقول بهدوء

- لا عليك ، لا عليك ، تعال واجلس لتناول بعض الكعك المحلى وشرب الشاي

اشاح بوجهه بغرور ليقول بصوت اشبه الى الهمس

- اللعنة على ذوي المزاج المتقلب ! انهم لعنة ارسلت لتفجير رأسي العبقري

ضاقت عيناها بملل وهي تقول ساخرة منه بلذعة

- لا تزال واثقاً من نفسك ايها الهرم ! ظننت بأن الثقة ستموت حالما قام ساتي بحبسك داخل محبوبتي الجميلة

اقترب منها وجلس على بعد بضعة امتار وهو يتناول بعض الكعك المحلى ، اردف بعدها ببرود

- لن تستطيعي مجابهة عبقريتي الفذة ، و آلون لن يكسر شوكتي ابداً

اشاحت بنظرها وهي تصنع ملامح التهكم والازدراء على وجهها ، ارتشفت بعض الشاي لتعقب بحماس

- اعتقد بأن الشتاء قادم ! وهذا يعني وقت كازو – شان !

شعر ريو بكل خلية في جسده تتجمد وقد وقف شعر جسده من الفجيعة ، وقف وهو يصرخ ببلاهة ريثما يضرب رأسه بشدة ، تعجبت آيـآكا واردف بعدها مستعلمة

- ما بك ؟ انسيت الامر بهذه السرعة ؟

نظر اليها ودموع التماسيح في عينيه ، اردف بقليل من الحزن المضحك

- ايتها الحمقاء ! ليس هذا ما انا قلق بشأنه ! ربما فعل شيئاً ما لـ آيـآمي ! يا الهي ! المسكين ستقتله لا محال !

ارتشفت الشاي مرة اخرى بهدوء لتقول بعدها وهي تأكل بعض الكعك

- اوه هذا الشأن ! لا تقلق فكل شيء تحت السيطرة !

تعجب منها ، ضاقت عيناه وظهر التوتر جلياً على ملامحه ليعقب منكراً

- لا تقولي لي ...

قاطعته مكملة بحماس و غباء

- اجل اجل اجل ! لقد جعلت حبيبتي الجميلة تفقد ذاكرتها ! تآآدآآ ! اليس هذا مثيراً ! لا استبعد وقوعها تحت تأثير تشارمن كازو !

وقع ريو على الارض لتهتز ، ذرف دموع الندم والحسرة التمساحية وهو يشد بأسنانه على منديل اخرجه من اللا مكان ، اعقب بعدها قائلاً بحسرة

- يا حسرة قلبي القاسي والوحشي ! كيف تفعلين ذلك ؟ ، والان من سيهتم بالقط المنفوش اللطيف والبديع ؟!

- قط منفوش ؟ اين ؟؟!!

- هنا بحق الله !

- انت ؟!!

- اجل ، الستُ بديعاً ولطيفاً ؟

وقع الكوب من يدها وتكسر ، ريثما ظهر ظل ازرق على وجهها وهي تشعر بالغثيان ، ارادت التقيؤ وهي تتخيل ريو كقط منفوش ، ولكنها تمالكت نفسها وحاولت ان تستجمع شتات عقلها الذي كاد يحترق من فرط الصدمة

وقفت بعدها وهي تنفض بقايا الكعك عن فستانها الذي يشبه فساتين العهد الفيكتوري ، وقفت بطريقة السيدات المحترمات وهي تغمض عينيها وتسير مبتعدة عن ريو ، تجاهلت وجوده تماماً ، حطم ذلك فؤاده واراد الانتقام منها ولكنه تراجع عن الامر وهو يشاهدها تتعثر على الارض وتسقط على بركة وحل سوداء

ارتجف اولاً محاولاً كبت ضحكته ولكنه سرعان ما تفجر ضاحكاً عليها ليردف ساخراً

- اترين ؟! حسي الفكاهي جعل قدميكِ معاقتين ! كم انا مذهل ! اعلم بأني موهوب ولكن لم اعلم لهذه الدرجة الجنونية !

جلست هي وارتسمت على ملامحها ملامح طفولية بحتة ، اخذت تبكي بحسرة على ثوبها الجديد وهي تقول محاولة ان توقض جانبه الطيب

- ريو ايها الشرير ، لقد ... لقد ... جرحت قلبي ! والان كيف يمكنني الذهاب لرؤية ساتي ؟ ، اهئ اهئ اهئ

وقف ريو امامها تماماً ، ثم قال بقليل من الجدية والبرود

- اسمعيني آيـآكا ، انا لا اكرهك ، في الواقع انتِ احد افضل اصدقائي ، لذا دعيني اقول هذا ... توقفي عن خطتك لانها بلا فائدة تذكر

عاد الحزن للظهور على ملامحها ، ابعدت نظراتها عن جهة ريو و عيناها تضيق بألم ، وقف بعدها وهي تحمل الجدية على قسماتها حتى شعر ريو بهالة الغضب حول جسدها

اعقبت قائلة بهدوءٍ مزمجر

- لن اتوقف ! علي ان احصل على ما اريده ، لن ابقى في غياهب الزنازين منبوذة ، مستعبدة و مكروهة ، اريد كل ما يملكه ساتي ولن اتوقف حتى اناله

يفهم رغبتها فيما تريده ولكن طريقها خاطئ ، لا يوجد حلمٌ خاطئ بل يوجد طريقٌ خاطئ لتحقيقه ، وقد اتخذت آيـآكا هذا الطريق الخاطئ ملاذاً لها عن الواقع المرير ، تنهد باستسلام ، ودعها وسار الى حيث لا يعلم احد ، ريثما هي قررت تبديل ملابسها و الاكتفاء باستمرارية تنفيذ خطتها







حاله كانت مزرية بطريقة لن يتخيلها احد ، تنفسه كان غير طبيعياً ، والعرق لا يكاد يتوقف عن التصبب من جسده كافة ، شحب لونه و بدأ يأنّ بطريقة مؤلمة

وقفت هي بجانب سريره ممسكة بيده وهي تذرف دموع الالم عليه ، لا تعلم ما حل به ، فقط وقع بين يديها في حفلة البارحة وقد فقد وعيه تماماً

وهي منذ البارحة معه ، تعطيه حقناً مخففة للحمى و تغير له كمادات الماء الباردة ، اخبرها ساتان بأن هذا امرٌ طبيعي يحصلُ له في العادة كل بضع سنوات ولكنها شعرت بالرعب لهذا

وقفت وهي تمسح دموعها ريثما تركت يده ، التفتت كي تخرج ولكن يده التي امسك برسغها استوقفتها

الفتت لتراه قد فتح عينيه المرهقتين وقد بهتت الحمرة فيهما ، حاول ان يتكلم ولكن الالم كان اقوى منه ، دون ان تدرك سحبها بقوة لتسقط عليه ويعانقها وهو يهمس بكلام متقطع

- لا تتركيني ! اشعر بالبرد والظلمة تحيط بي ! ابقي بقربي لحين شفائي

شد على عناقها بقوة حتى شعرت بأضلاعها تقترب من بعضها البعض ، ولكن عضلات يده ارتخت حينما عاد للنوم مجدداً

وقفت و قسمات القلق لا تزال بادية على ملامحها ، تشعر بالرعب من فكرة انه يتألم ، في هذه اللحظات الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه ان يطمئنها هو ساسكي ، جالت صورته في بالها وتمنت وجوده حتى تلقي بنفسها في احضانه و يخفف هو عنها بكلماته الجادة

وضعت راحة يدها على جبينها وهي تمسّده بأرهاق ، لم تهتم كثيراً لهذا بل ارادت فقط ان تكمل مداواته قدر الامكان

فُتح الباب ودخل اراشي الذي كان وجهه جاداً لاول مرة ، نظرت اليه محاولة ان تجد اجابة لسؤال " هل وجدت علاجاً ؟ "

فهم هو نظراتها فهز رأسه نافياً ، غطت وجهها براحتيّ يديها وهي تتنهد محاولة شغر المساحة الخاوية في عقلها المتوقف عن التفكير

اقترب اراشي من كازو و امسك بذراعه ليعطيه حقنة اخرى ، ابتعد بعدها وهو يرمق آيـآمي بقليل من الانزعاج وقال

- لا ترهقي نفسك ، عليكِ بالراحة ، سيكون بخير لا تقلقي فهو تحت عهدتي

رفعت رأسها اليه ، رمقته مطولاً ثم اغمضت عينيها لتعقب

- لا تقلق اراشي ، اعلم بأنك اهلٌ للثقة ولكن كازو طلب مني البقاء ، لن اخذله

ابتسم اراشي على ما قالته ، اقترب منها وربت على كتفها ليردف بهدوء غير معهود منه

- ولكن الراحة مهمة كذلك ، يمكنك النوم لنصف ساعة على الاقل ، لن يشكل ذلك فرقاً فهو لن يستيقظ قبل بضع ساعات اخرى

ابتسمت بأرهاق وقالت متعبة

- حسناً سأفعل ، شكراً لك اراشي

اجابها بابتسامة ريثما سار خارج الغرفة ، اما هي فقد وقفت و قامت بتغطية كازو المريض بشكل جيد حتى لا يتفاقم المرض عليه ، قبلته على جبينه و عادت للجلوس على الكرسي مرة اخرى

بدأت تغفو رغماً عنها ، من جهة هي مرهقة داخلياً من ذلك الشعور المرعب داخلها والذي بدأ يكبر شيئاً فشيئاً ومن جهة اخرى مرض كازو قد هزها كثيراً لسبب لا تعلمه ، زفّرت بحدة ومن ثم اغمضت عينيها

ولكنها فتحتهما مجدداً حينما سمعت كازو ينطق بكلام لا يفقهه بنفسه ، انه يهدي ، هذا ما عرفته ، اقتربت منه مجدداً وامسكت بيده وهي تستمع لما يقوله

- بـ ... باندورا !

تعجبت من الاسم ! شعرت بقليل من الصداع وهي تردد متعجبة

- باندورا ! سمعتُ هذا الاسم من قبل ! ولكن ... اين ؟

اكمل كازو هذيانه وهو يقول وقسمات الانزعاج بادية على ملامحه

- باندورا ! لا تفعل ! لا تترك نفسك للظلمة ! اياك ان تقبل بها ..

زاد تعجبها اكثر واكثر ، ما الذي يقصده كازو من كلامه ! ما قصده بالظلمة ؟ و ما هو القبول بها ؟

لم تستطع ان تفسر شيئاً و زاد خوفها عليه حينما شعرت به يشّد الضغط على يدها بقوة جبارة ، وملامح الالم بادية عليه بشكل جليّ

ارتخت عضلاته فجأة و هدأ جسده كافة وقد توقف عن الهذيان ، تنهدت هي بارتياح وقد عادت للجلوس على الكرسي المجاور لسريره

رفعت رأسها عالياً وهي ترمق الفراغ بلا شعور ، تواكبت المشاكل على رأسها فجأة مثل كل عادة ولكن هذه المرة بشكلٍ اكبر واكثر رعباً ، ابتسمت على بلاهة حياتها و غطت في نومٍ عميق لم تؤرقه الا تلك الكوابيس وحسب






كان في معمله مشغول بتنفيذ الكثير من الامور ، كان جالساً على الكرسي ينظر الى عينه من دم كازو عبر المجهر ، قطب حاجبيه بشدة وهو يمعن النظر الى ما يجده في تلك العينة

ابتعد قليلاً وهو يضع اصبعه تحت ذقنه بتفكير ويردد قائلاً

- الخلايا تنقسم بشكل غريب ، المرض يتفاقم في لحظة ولكنه يخّفُ في لحظة اخرى ، كل مرة يتغير شكل المرض عن سابقه ، تبدو اشبه باللعنة منها الى مرض !

ترجل عن كرسيه ، حتى وصل الى الطاولة الخاصة التي يضع عليها المحاليل الخاصة بصنع الترياق وما الى ذلك من الاغراض ، امسك بقنينة تحتوي سائلاً اصفر وسكب القليل منها في قنينة اخرى كانت مثبتة على الطاولة

تغير لون المحلول فيها الى الارجواني وقد بدا غير راضٍ عن هذا ، زفر بشدة ولكنه اكمل العمل بشكل جدي حتى يصل الى حلٍ لمشكلة كازو المزمنة

تعجب حينما دلف ساتان الى الغرفة بوجه مرعب ، انحنى اليه باحترام شديد وهو يردد قائلاً

- ما الذي اتى بك يا والدي ؟ ، غريبٌ ان تأتي لمعملي الخاص

توقف ساتان على مقربة منه وقد لانت ملامح وجهه بعض الشيء ، اغمض عينيه وردد ببرود

- جئت لمعرفة آخر التطورات

فهم اراشي قصده ، زفّر مرة اخرى بحدة ليردد عاجزاً

- لا اعلم ما الخطب ! ان شكل المرض مختلف عما كان عليه قبل مئتي سنة ، كل مرة يتغير الشكل الى شيء جديد كلياً

ضاقت عينا ساتان وبدا وكأنه قد راودته فكرة ما ، قال بنفس البرود

- اذا فهو اشبه بلعنة ؟

- اجل

- هكذا اذا

نظر الى الفراغ مطولاً ، شعر اراشي بضرورة صرف تفكير والده عن الاحداث الجارية لذا قال مبتسماً بهدوء

- بالمناسبة لقد انهيت كل ما طلبته مني البارحة

ظهر الاندهاش على وجه ساتان ليقول منفعلاً بعض الشيء

- انهيت كل ما طلبته ؟ في بضع ساعات ؟

ضحك اراشي بخفة ، شعر بأن والده قد نسي قدراته في الاكتشاف بسبب لعبه دور الاحمق معظم الوقت ، اردف بهدوء

- اجل ، استطعتُ ايجاد ترياقٍ جديد لسم المستذئبين المستحدثين ، وكذلك وجدت العشرين ترياق لحالات الامراض الجديدة التي انتشرت مؤخراً في وينغتاون ، ولا انسى بأني قد عرفت سبب موت الرقيب كارلوس فيمون وقد كان السبب عضة خفاش التاروان الذي ظننا بأنه انقرض قبل اربعة قرون ، استطعتُ تحديد موقعهم كذلك

ابتسم ساتان بفخر واقترب من اراشي ليصفعه بقوة وهو يقول فرحاً

- نسيتُ بأنك مذهل في مجالات الطب والاكتشاف ، عليك ان لا تتصرف بغباء معظم الوقت حتى لا انسى كونك ابني كذلك

اراد البكاء في هذه اللحظة ، تعود والده على ضربه حتى غدا ان لم يضربه يوماً فسيصيبه ذلك بالصرع لا محال

وضع يده على مكان الصفعة المتورم ليردف بدموع حسرة والم

- كما تريد

خرج ساتان من معمل اراشي ، ريثما اكمل الاخير عمله في مراقبة تطور المرض ، شعر بشيء غريبٍ فيه ولكن شكوكه لن تتأكد الى حين حدوث ما يريده من التطورات






جلست في مكتبها المشترك مع منافستها القديمة ، كانت تقرأ بعض ملفات المرضى وقد غلبها الوقت فلم تتمكن من تناول الغداء بعد ، انتبهت الاخرى على كون الارهاق بادياً على ملامحها لقلة تناولها الطعام فابتسمت على حالها المزرية

وقفت ووضعت امامها شطيرة لحم و مشروباً بارداً وهي تردد ريثما تعدل وضع نظارتها

- عليك بتناول الطعام ايتها الوردية ، لا نريدك ان تسقطي على الارض فجأة فتتكسر اسنانك وتصبحين قبيحة كونوها

ضحكت بخفة على ما قالته ، امسكت بالشطيرة وفتحتها وهي تأكل القليل منها وتقول متعبة

- يآه العمل مرهق حقاً ، اليوم فقط فحصت ثلاثين مريضاً ! من يصدق هذا ؟!

جلست كارين على طاولة المكتب المجاور لساكورا وهي تقول متذمرة

- لان تسونادي – ساما ذهبت الى اجتماع الكاجي لا يعني هذا بأن نصبح اكباش الفداء !

ارتشفت بعضاً من المشروب البارد لتردد بشكل متزمت و متذمر

- فعلاً ! لقد تركت كل شيء على رؤوسنا وذهبت الى ذلك الاجتماع ، رغم اني متأكدة من كونها تقامر الان وليست في الاجتماع

ضحكت كارين على ما قالته ، و ترجلت من على الطاولة وهي تدندن بأغنية ما ، توقفت حينما تذكرت امراً ما وارادت التحدث ، الا ان ملامح ساكورا الحزينة اوقفتها

تعجبت من الحال المفاجئ لها ، اقتربت منها وهي تقول بقلق

- ساكورا ، ما بك ؟ هل انتي بخير ؟

بدت وكأنها في عالمِ آخر في تلك اللحظة ، سرعان ما انتبهت على نفسها وابتسمت بشكل كاذب كي تغير الموضوع وتقول

- لا تقلقي ، انه الارهاق وحسب

قطبت كارين حاجبيها واقتربت من ساكورا اكثر وهي ترمق عينيها بشكل مرعب ، امسكت بوجنتيها وراحت تجرهما بقوة حتى شعرت ساكورا بأنها على وشك ان تتشوه بفعل جنون كارين

ابتعدت ساكورا بسرعة وهي تصرخ مرعوبة

- ما الذي حل بكِ كارين ؟ اهل فقدتِ عقلك ؟

كتفت كارين يديها وقد حملت الجدية على محياها ، قالت ببعض الغضب

- لا تكذبي عليّ ، اعلم بأن هناك خطباً ما بك

لا تعلم لما شعرت برغبة عارمة في اخبارها ، الامر يثقل كاهليها وتحتاج شخصاً لتخبره بالامر ، وحالياً آيـآمي – وهي المقربة لها – ليست هنا ، جلست بشكل مستقيم وقد ظهر الحزن على ملامحها مجدداً لتردد

- لقد كذبت على آيـآمي ، والان لا استطيع تعويضها عن كذبي !

لانت ملامح كارين ، امسكت بكرسي وسحبته ناحية ساكورا وجلست مقابلة لها ، كتفت يديها ووضعت رجلاً على الاخرى لتردد

- وما هي تلك الكذبة ؟

هي تعرف ما هي الكذبة ، ولكنها ارادت التأكد قبل ان تباشر بقول أي شيء ، ساكورا توترت قليلاً ولكنها تعلم بأن كارين ستفهمها لذا باشرت القول بجدية

- لقد اخبرتها بأني احبُ شخصاً آخر غير ساسكي – كون ...

صمتت لفترة لذا اغمضت كارين عينيها وقالت ببرود

- ولكنك لا تزالين تحبين ساسكي !

هزت رأسها بالايجاب ، تنهدت كارين وضربت وجهها بقوة قبل ان ترد على ساكورا قائلة باستهزاء جديّ

- انتِ غبية ! لم اعتقد بأنكِ تمتلكين الغباء في حمضك النووي !

- ولما تقولين هذا ؟

- اليس الامر واضحاً ! تقولين كذبتِ على آيـآمي ؟! لابد وانك تمزحين !

- فسري الامر كارين ! حيرتني !

- هي تعلم بأنكِ تكذبين !

- ماذا ؟!!

شعرت ساكورا بالقليل من الصدمة ، شحب لون وجهها قليلاً وهي تردد غير مصدقة

- ما الذي تقولينه ؟ كيف تعرف بأني اكذب ؟

شدت كارين من استنادها على الكرسي وهي تقول معقبة

- الم تشعري بذلك من قبل ؟ ، عينا آيـآمي تغوص في اعماق جوفك وتعرف اعمق اسرارك ولكنها تجعل الامر مخفياً عن العيان فلا يدرك احدٌ ذك ، لذا ان قلتي بأنكِ قد كذبتي فهي لابد من معرفتها لكذبك ! ولكنها احترمت سببك للكذب

تعجب ساكورا ، بل صُدمت من معرفة كارين الوثيقة بـ آيـآمي ، انحنت بعض الشيء وهي تقول مبتسمة بقليل من الغيرة

- تفهمينها جيداً ، احسدك على هذا

ابتسمت كارين وقالت بحماس

- كان عليك ان تقابليها في السابق ، كانت مرعبة و مهيبة ، احسست بأنها لا تمانع في قتلي في أي لحظة ، ولكنني رغم ذلك شعرتُ بالامان برفقتها ، لا اعلم السبب ولكنني احببتها حقاً

ابتسمت ساكورا اكثر ، ريثما اعقبت كارين

- السبب الوحيد الذي يدفعني لتحمل كون ساسكي يحب فتاة اخرى هو كونها هي ! لو احب غيرها لقتلتها من اجل الحصول عليه ، لا ازال احبه وسأفعل على الدوام ولكني اعلم ذلك بأن آيـآمي تستحقه اكثر مني ، يؤلمني الامر بشكل لا تتخيلينه ولكنني اتحمل من اجل صديقتي ! رغم اني افكر بعض الاحيان بقتلها ولكنني اقاوم ذلك

ذعرت منها ، ابتعدت قليلاً وقد ارتسم القلق على محياها مع ابتسامة غير صادقة لتردد

- انتِ مرعبة ، هل قال لكِ احدٌ ذلك من قبل ؟

- اجل كثيراً ، في الواقع كل يوم

- اشفق على حالك

- لا احتاج شفقتك ! سأكمل عملي وحسب ، وانتي كذلك اكملي عملك

- حسناً اذاً ، شكراً لاستماعكِ لي

- لا تشكريني ايتها الوردية القبيحة وباشري العمل

- حسناً حسناً

- انتظري !

توقف ساكورا متعجبة ، جدية كارين في تلك اللحظة كانت مرعبة وهي تباشر القول مستأنفة

- يجب ان تعلمي بأني كنتُ هناك حينما وقع ساسكي في حبها ، و يجدر بي القول ، حتى ان ماتت آيـآمي ، ساسكي لن يحب غيرها مطلقاً ولو جلبتِ له اجمل جميلات العالم

صمتت ساكورا ، سحابة سوداء في عينيها ارتسمت جلية ، اشاحت ببصرها وعادت للعمل مرة اخرى ولكن هذه المرة ... صمتت ولم تنبس ببنت شفة


______________________________________________



كان في منزله بعدما تم اعادة بناءه بصورة افضل من سابقتها ، فتح عينيه ببطء وهو يرمق السقف بنعاسٍ شديد ، يبدو كجثة حية تسير في الطرقات

كل يوم يمضي دون ان يراها يكون كالجحيم بالنسبة له ، لم يتعود ان يفارقها لهذه المدة الطويلة ، واكثر ما يؤرقه كون كازو برفقتها وهي فاقدة للذاكرة

لن يُصدم ان قال له بأنه فعل شيئاً لها كتقبيلها مثلاً ، في الواقع في تلك اللحظة قد يقدم ساسكي فقط على طعن كازو في قلبه وفقأ عينيه بدافع الشفقة تجاه عقله القردي الصغير

ترجل من سريره و نزل الى الطابق السفلي ، استطاع شمّ رائحة طعام يطهى

تعجب من ذلك فلا احد يعرفه يجيد الطهي غير آيـآمي التي تدمر المطبخ بعد كل طبق تصنعه – رغم كون اطباقها لذيذة جداً – الا انها مكلفة لكونه يضطر لاعادة ترميم المطبخ بعد كل مرة

اسرع ناحية المطبخ ليجد ايتاتشي يرتدي مريلة الطهو ، وناروتو جالسٌ على الطاولة يلتهم كل الاطباق التي يصنعها ايتاتشي

حالما شاهد عدد الاطباق الموجودة في المغسلة ضرب رأسه على الجدار بقوة ، لانه يعرف بأن مهمة التنظيف ستلقى على عاتقه هو وليس عاتق الاخرين المشغولين بعالم الطعام الخاص بهما

انتبه ايتاتشي على حضور ساسكي فالتفت بأبتسامة بديعة وهو يقول

- استيقظ القرد من فصيلة السعادين اخيراً ، صباح الخير يا اخي الاحمق

ابتسم ساسكي بغضب ولم يرد ، التفت ناروتو اليه وفمه محشو بالطعام وقد قال بلغة غير مفهومة

- صباح الخير ايها الاميبا ، ارجو بأن احلامك المنحرفة لم تجعلك في هذه الحالة المزرية

هذا ما كان ينقصه في وقت الظهر ، ازعاجٌ من قبل مخلوقاتٍ فضائية خضراء البشرة ومرعبة العينين ، امسك بأقرب كرسي والقاه على رأس ناروتو الذي غص بالطعام واصبح لون وجهه ازرقاً

فزع ايتاتشي وهرع لناروتو وقد قام بحمله و القاه على الارض بقوة فابتلع الطعام بصعوبة وعاد لتنفس بعدما اعطاه ايتاتشي كأس ماء بارد

اتجه ساسكي بلا اهتمام ناحية الطاولة وجلس عليها وهو يتنهد مستسلماً لعالمه المعقد ، وقف ناروتو بحقد وهو امسك بياقة ملابس ساسكي وبدأ يهزه بعنف وهو يصرخ

- اهذا ما تفعله بصديقك الصدوق ؟ اهذا هو ثمن العشرة ؟!

لا يزال البرود بادياً على ملامحه ، امسك بيدي ناروتو وصفع بهما الطاولة لتتورم اصابعه ، اردف بعدها بغرور معهود منه

- اصمت ايها المزعج ، لستُ افقه الى أي نوعٍ من الحيوانات انت !

ولكن من حيث لم يحتسب القي ذلك الصحن الحديدي على رأسه ليسقط عن الكرسي ، رفع نفسه بصعوبة وقد تورم رأسه ليشاهد ايتاتشي يحملُ ملامح مرعبة ريثما يرتدي مريلة الطهو ويحمل في يده الاخرى معلقة الطهو المعدنية

قال بصوتٍ اجش ومرعب

- تمالك نفسك ايها الديك الرومي ، والا طبختك الان وجعلتك محشواً بصلصة الطماطم اللذيذة

فزع منه وعانق الكرسي بلا شعور منه ، ابتسم ايتاتشي بعدها بهدوء وقال

- لا تقلق ساسكي ، آيـآمي بخير ، هي قوية حتى بدون ذكرياتها وانت تعلم ذلك

- اجل ، يقولها شخصٌ كادت تقتله وهو نائم

ظهرت ملامح مرعبة على وجه ايتاتشي ، التفت اليه بعيون تحمل شرارة حمراء مرعبة وهو يقول بنية قتل واضحة

- هل قلتَ شيئاً الان ؟

صرخ ناروتو بخوفٍ شديد وهو ينحني معتذراً وهو يعقب

- انا آسف ! سامحني ايتاتشي ، آسف !

ركل ساسكي ناروتو على وجهه وقال بغضب

- وما دخلك انت كي تعتذر ؟

- ولكنه كان مرعباً بشدة !

- اشفق على مستقبل كونوها ان اصبحت الهوكاجي ! سوف نتمرغ بالوحل بسببك !

- لا تقل ذلك ، انا ناروتو – تشين سوف احمي كل ضفادع العالم !

- وما دخل الضفادع ؟

- اوه اقصد البشر ، بشر العالم !

- انقلع عن وجهي ، اصبتُ بدوار

ابتسم ايتاتشي ، يعرف بأن عالم ساسكي الداخلي محطمٌ تماماً ووجود ناروتو بجانبه سيساعده على التخفيف من حدة الم تدمر ما حوله في زوبعة انكسار مرايا عقله المهترئ تقريباً

امسك بعدة صحون ووضعها على المائدة ليجلس هو كذلك ، قام بأعداد عجة البيض وسلطة خضار بالإضافة الى كعك محشو بكريمة التوت الازرق ، وبعض الحليب الذي تم حلبه صباحاً

بدأ الجميع بالاكل ، عدا ناروتو الذي اصيب بالتخمة من كثرة تناول الكعك المحشو ، لا تزال الهالات السوداء واضحة تحت عيني ساسكي والم الفراق لا يزال يحطم قلبه الى اشلاء

لم يعرفا كيف يخففان عنه ، وللأسف لا يستطيعان اخذه الى حيث هي

انهى افطاره و ذهب ليستعد لتنفيذ بعض المهمات لهذا اليوم تاركاً خلفه اشخاصاً قلقين على حاله رغم انه لا يعبأ حقاً بذلك







عينه تؤلمه بشكل جنوني ، لم يحصل الامر منذ سنوات ولكن الالم عاد فجأة ، خلع عصبة العين والقاها بعيداً وهو يتأوه من الالم الشديد

سمع ساتان صوت انينه الحاد فازمع ناحيته خاشياً حصول ما يفكر فيه ، فتح الباب ودلف الى حيث هو حتى استكان بقربه وهو يمسد بيديه اللتين ترتجفان بشكل مرعب وهو يحاول اغماض عينه اليمنى

فرقع بأصابعه لتخرج سلاسل من الفراغ قيدت كاريو الذي لم يتحمل الالم القاتل التي تسببه لعنة عينه اليمنى

قال ساتان بغضب وهو يجد ان الامر اسوأ من كل مرة

- توقف عن الحركة كاريو ! دعني افحص عينك !

- لا استطيع ! انها تؤلم ! اشعر برغبة في اقتلاعها الى الابد !

- حتى وان فعلت فسوف تعود مجدداً بشكلٍ اقوى ! تحمل قليلاً ريثما اجد العلة

- حسناً ، سأحاول !

رغم كون كاريو ماسوشياً يعشق تعذيب نفسه ، الا ان الم هذه العين لا يجابهه أي المٍ آخر ، عينه مختلفة تماماً عن عين أي مخلوق في هذه الدنيا ولعنتها كذلك مختلفة عن أي لعنة اخرى

حاول التوقف عن الارتجاف ، نجح بعض الشيء واقترب ساتان منه ليبعد خصلات شعره الارجوانية التي شابهت شعر كازو عن عينه ، اخذ يرمق العين السوداء ، كلها سوداء بلا بياض فيها ، مقلتها ذهبية وهناك لمعان ذهبي غريبٌ في السواد المحيط بالمقلة الحادة كحدة عيون الذئاب

اردف ساتان بقلق على ابنه

- قل لي متى شعرت بالألم ؟

- قبل بضع ساعات ، ولكنني ظننته امراً عابراً

اجابه متوجعاً ، تنهد ساتان وقال بقليل من الراحة

- لا تقلق ، يبدو وانها مرحلة التطور وحسب ، ربما ستصبح قادراً على التحكم بها قريباً

- اتمنى ذلك والا لا اعلم ما الذي سأفعله

- ابقها مغلقة بالعصبة لحين ما اتفرغ لتدريبك على استخدامها ، مر سبعون قرناً و انا لا اعلم سبب حلول هذه اللعنة بك !

- سأفعل

لم يبتعد ساتان ، بل وضع يده على صدر ابنه و اخرج طاقة زرقاء غريبة جعلت عينه اليمنى مخدرةً تماماً ، اغمضها وهو يشعر بالراحة ، تنفس الصعداء وهو يشعر بالامتنان لوالده الذي لم يشعر بالضجر من عينه المرعبة

ابتسم ساتان ومسح على شعر رأس كاريو بحنان ، تركته بعدما اخفى السلاسل وسار خارج الغرفة

القى بنفسه على السرير ولم يبال بالألم بعد الان ، ريثما اكمل ساتان سيره متجهاً ناحية غرفة كازو

وصل اليها ودخل ليجد آيـآمي نائمة على الكرسي وهي تكتف يديها بإرهاق ، كازو بدا عليه التحسن بشكل واضح ، شعر بالراحة لهذا ودخل الى الغرفة ليؤكد اطمئنانه عليه

اقترب من كازو ووضع راحة يده على جبينه وهو يسمح عليه بابتسامة هادئة ، تحسن وضعه ويبدو بأن البتار سيعود قريباً ، غطاه بشكل جيد واتجه ناحية آيـآمي النائمة

امعن في قسمات وجهها وشاهد الارهاق عليها ، يشعر بشيء غريب يحدث لها وهو يعلم بأنها لن تخبره مطلقاً ، لم تتغير حتى بعد فقدانها لذاكرتها ، يؤرقه الامر كثيراً

مسح على وجنتها بحنان وقام بتقبيلها على جبينها ، اتخذ قراراً بإدخال السرور على قلبها ولن يتوانى في فعل ذلك بعد اليوم

خرج من الغرفة متجهاً الى حيث يجلس جيراهيم و هيرو وابتسامة غير مريحة للعيان تحتل ثغره




شعرت بقليل من التوتر لقدومها دون دعوة ، سمعت بكون كازو مريضاً وتريد ان تمطئن على صحته ، تشعر ببعض التوتر من وجود اراشي ، فهي تخشى من ساديته رغم كونها قوية بذاتها

لا تحب الاعتراف بأنها ترعبه في كثير من الاحيان ، ربما لقوتها الجسدية الهائلة التي تعارض كونها مريضة بشدة بمرض لا يمكن علاجه

تنهدت ودلفت الى القصر باحثة عن دانتاليون الذي اختفى فجأة ، لا تعلم الى اين ذهب برفقة تشيتوسي بعد الحفلة ولكن الامر يبدو جدياً وخطيراً

سارت في الممرات ضائعة بعض الشيء لحين شاهدت ساتان يسير بابتسامة مرعبة ، لم تشعر بالخوف بل ازمعت ناحيته مبتسمة ببلاهة حتى وقفت امامها بعيون بريئة وهي تقول

- مرحباً ساتان – ساما ! كيف هي احوالك ؟ تبدو مشرقاً اليوم !

ابتسم ساتان بهدوء حالما شاهدها ، انحنى وقبل يدها وهو يقول فرحاً

- كريس ! كم هو رائعٌ رؤيتكِ هنا ، اتيتِ لزيارة كازو ؟

توردت وجنتاها وقالت بقليل من الاحراج

- اجل ، تعلم بأني احب ضربه معظم الاحيان ، اشعر بقليل من الذنب لمرضه

ضحك ساتان بقوة على كلامها رغم ان ضحكته كانت مهيبة الا انها اخجلت كريس اكثر ، اردف هو بابتسامة شريرة

- انه في تلك الغرفة ، اريد منكِ ايقاظ آيـآمي كذلك ، ستكون مسرورة بقدومك

وقفت كما يقف الجنود وحيت ساتان لتقول ببلاهة وحماسة

- كما تأمر سيدي الرقيب ! المهمة ستنفذ في الحال










الاسم : كريس فالكون
العمر : ؟؟
القرابة من العائلة الملكية : خطيبة دانتاليون
نبذة : خجولة امام دانتالين فقط ، قوية الشخصية نوعاً ما ، مرحة الطباع ولكنها تصبح مرعبة في كثير من الاحيان ، الشخص الوحيد الذي يستطيع التحكم بها هو دان فقط !





اسرعت ناحية الغرفة ريثما ضحك ساتان عليها واكمل سيره ، فتحت الباب بقوة وكأنه صاعقة تدوي في آذان من احتجزهم البحر رهائن في عاصفة مدمرة

دخلت بحماس و شر وهي ترمق كازو النائم بخبث ، انتبهت على آيـآمي فتوردت وجنتاها وقفزت عليها وهي تحتضنها بانفعال وحماسة وهي تصرخ

- يا الهي كم انتِ جميلة ! مذهلة ! مثالية ، اتمنى لو كنتُ فتىً حتى اقع في حبك

لم تعلم بأن آيـآمي قد اصيبت بجلطة في ذلك الوقت وتصنمت عيناها على انبلاج شديد وهي غير مدركة لما حصل ، صرخت آيـآمي وركلت كريس بعيداً وهي تقول بغضب

- بحق الله كريس ! لقد افزعتني ، كدتُ اموت

توردت وجنتا كريس ونفختهما بطفولية بحتة وهي تقف قائلة ببعض التكبر الاصطناعي

- حبيبتي آيـآمي ، تعلمين بأن عزيزي دان ليس هنا وهذه فرصتي كي اختلي بكِ لوحدنا

اشارت آيـآمي على كازو الذي تهكمت ملامحه رغم انه لا يزال نائماً واردفت ببرود

- نحن لسنا لوحدنا ، لا تعتبر هذه خلوة

كان هذا الخبر كالصاعقة على عقل كريس ، بدأت تذرف الدموع وهي تقول غير مصدقة للوضع

- يا الهي اعلم بأنك تختبرني ، سوف اصبر حتى انال مرادي من هذه الفتاة

قطبت آيـآمي حاجبيها بابتسامة وقالت بقليل من التحدي

- وما هو مرادك مني ؟

ظهر الخبث على ملامح كريس لتقهقه بشّر وتقول وهي تشير ناحية وجه آيـآمي

- سأسرق عذرية شفاهك !

شعرت آيـآمي بأن حجراً قد سقط على رأسها على الرغم من كون ملامحها لا تزال متصنمة من الصدمة ، اقتربت كريس منها حالما شاهدت التحجر الغريب في ملامحها وقالت بقليل من القلق

- ما بكِ آيـآمي ؟ هل انتِ بخير ؟

اشاحت آيـآمي بوجهها وهي تحاول ان تكبت ضحكتها الساخرة على كريس ، قالت بعدها محاولة احباط عزيمتها

- آسفة لنقل الخبر الذي يجب عليكِ ان تعملي جنازة عليه ، ولكن سبقك اثنان الى عذرية شفاهي

وضعت كريس يديها على وجنتيها وهي تشهق بشكل مرعب وكأنما هي على وشك الموت ، جثت على ركبتيها وقالت وهي تمثل دور الارملة الحزينة على فراق زوجها

- لا اصدق هذا ! اليخاندرو ! كيف تجرؤ على تركي وحيدةً ؟ ، انا من اسقطت نجوم السماء لأجلك ! كيف تسرق مني حلمي الوحيد ، لمــآذا ؟!!

تفجرت آيـآمي بالضحك على وضع كريس ، ورغم كل هذه الانفجارات المدوية لم يستيقظ كازو بعد ، وربما يكون هذا لصالحهما

وقفت كريس وقد بانت الجدية عليها ، اقتربت من كازو وهي تتنهد محاولة جعل القلق يذهب عن نفسها ، اقتربت منها آيـآمي لتقول

- لا تقلقي ، تحسنت حالته

- لستُ قلقة على هذا ، بل انا قلقة لانه ان لم يشفى لن يكون لدي كيس ملاكمة انفذ عليه تقنياتي الجديدة

- لا تقلقي ، يمكنك دائماً استخدام اراشي او كاريو بدلاً عنه

- ربما انتِ محقة ، ولكن كازو يصمد كثيراً ، اعني رغم اقترابي من ارساله الى جمعية المعاقين الا انه لم يضربي مطلقاً

- ولما ذلك ؟

- من اجل دان ! كوني خطيبته يحتم على كازو ان يحترمني بالطبع !

- اشعر بأنك من تتولين السيطرة في هذه العلاقة

- كلا كلا ، دان هو المسيطر ، ربما لا يظهر هذا ولكنه مرعب في كثير من الاوقات ، رغم كونه رومانسياً ايضاً

- لما احمرت وجنتاك ؟ ، ايتها المنحرفة

- اصـ ... اصمتي !

فجأة صمتت كريس وبدأت تشعر بالدوار ، وضعت يدها على قلبها وهي تتأوه بشدة ، ترنحت وكادت تسقط لولا ان امسكتها آيـآمي ، صرخت منفعلة

- كريس ! ما بكِ ؟ هل انتِ بخير ؟ اجيبيني !

كانت تتألم بشدة ، لم تتمكن من ان تجيبها ، الى ان اختفى الالم فجأة وشعرت بالتحسن لتقف مجدداً وهي تستند في وقوفها على آيـآمي ، ابتسمت بهدوء وقالت بقليل من التعب

- لا تقلقي ، تعودتُ على هذا ، انه مرض لا علاج اصبتُ به منذ زمن طويل ، واحدى اعراضه التعرض لنوبة قلبية بين فترة و اخرى ، من الجيد كوني خالدة وإلا لمتُ مذ الازل

شعرت آيـآمي بالشفقة على حال كريس ولكنها لم تجعل الامر واضحاً ، ساعدتها على الوقوف للتنفس الاخيرة بمرح وهي تحاول ان تنسي آيـآمي ما حدث ، رغم ان ملامح مختلفة ارتسمت على وجه كريس فجأة الا ان آيـآمي حاولت ان لا تتدخل كثيراً فيما لا يعنيها ، فأن ارادت كريس ان تقول شيئاً فستخبرها دون الحاجة الى السؤال

حل الصمت لبعض الوقت ، لم تتحدثا فيه بل جلستا فقط دون فعل شيء ، قطع صمتهما وفود شخصٍ شديد يلهثُ بشدة وقد تعرق بشدة من شدة الركض

التفتت آيـآمي اليه وابتسمت له واعطته اشارة الدخول

دخل واتجه ناحية كازو بسرعة وهو يمسك بيده ويقول خائفاً

- هيا يا رجل ! انت اقوى من هذا بكثير ! افتح عينيك وجابه المرض

ابتسمت كريس حالما شاهدت قريبها يحاول ان يشجع كازو النائم بعمق ، وقف آيـآمي واتجهت ناحية آيريس وابعدته قليلاً وهي تقول له محاولة اراحة نفسه

- لا تقلق لقد اصبح افضل من السابق ، سيكون بخير

- آيـآمي – ساما

- آيـآمي فقط ! كم مرة علي تكرار هذا ؟

- حسناً حسناً ، آيـآمي ، هل قال ساتان – ساما شيئاً ؟

- لا ، فقط قال بأنه امر روتيني وسيكون بخير بعدها

- اعلم ذلك ، ولكن البتار سيعودُ اذا

- ما الذي تقصده ؟

- ما اعنيه هو ان كازو يمرض كل نصف قرن تقريباً وقبل المرض تصبح شخصيته مرحة وخرقاء ولكن حالما يمرض فأنه يعود الى شخصيته المرعبة والمهيبة والتي لا يجرؤ اخوته او أي احد على مجابهتها

- هكذا اذا !

- اجل احذري ، وإلا كسر رقبتك

- لن يفعل ، وان حاول فسأكسر عظامه

- مرعبون ! جميعكم مرعبون

ابتسمت كريس حالما شعرت بأن الاوضاع قد تحسنت بين كازو و آيريس ، وقفت وهي تحييّ آيريس بحماسة وتضربه على ظهره قائلة

- لا تقلق يا ابن خالتي العزيز ! سيكون صديقك الغبي بخير حالما يفتح عينيه

- تقولين ذلك كريس ، ولكنك تريدين فقط ان تقاتليه

- اجل اجل ، لا استطيع ايذاء اميري لهذا احتاج الى تعويض

- رغم كونك مختلفة في السابق ، لا اعلم كيف تحولتِ الى هذا المخلوق

- كانت مختلفة ؟ ما الذي تقصده ؟

- اوه الا تعلمين ؟ ، في السابق ، قبل اربع مئة عام تقريباً ، هي و دانتاليون كانا مختلفين تماماً ، في الواقع كانا مرعبين ، بالاخص دانتاليون ، حتى ساتان لم يحاول ان يناقشه في أي شيء من قبل ، وكريس كانت تدعى بحاصدة الارواح القرمزية ، واشتهر عهدهما بالدمار والخراب والقتل وسفك دماء الابرياء

ضربته بقوة على رأسه لتصرخ في اذنه بغضب

- لا تشهّر بماضي غيرك ايها الاحمق ، كنا مختلفين في ذلك الوقت و الان نحن مختلفان كذلك

اول مرة تشعر بهذا الامر ، هناك الكثير من الامور عن عائلتها التي باتت طيّ النسيان وهي لا تعلمها ، ربما كانت تعلم بالامر قبل ان تفقد ذاكرتها ولكنها الان لا تعلم شيئاً

خرجوا جميعاً من غرفة كازو وتركوه لينام ، من حسن حظهم انه لم يستيقظ بعد وإلا قتلهم جميعاً






لا يزال في معمله الخاص ، الكثير من الامور حدثت لعينة الدم ولكنها ليست ما كان يرغب به ، زاد الامر تعقيداً عن السابق وليس قادراً على تحقيق أي تطور في معرفة ما يحصل لكازو

وقف وخلع رداء المختبر ، مسح عينيه بإرهاق ، يشعر برغبة في الخروج والترفيه عن نفسه رغم انه يشعر بالغضب الشديد

فاجئه ساتان الواقف امام المجهر بثبات ، ظهر من العدم فتراجع اراشي ليصطدم بالطاولة ويتألم ظهره ، ابتسم ساتان بخبث عليه واقترب منه قائلاً بهدوء مريب

- عزيزي الصغير اراشي

صرخ لا شعورياً بصدمة

- عزيزي ؟! ، من ؟ انا ؟!!

عبس ساتان وقطب حاجبيه ليقول منزعجاً

- ومن غيرك هنا ؟

بدأ اراشي يبكي غير مصدق لما قاله والده ، قفز عليه وعانقه بقوة وهو يقول بدموع الفرح

- لا تعلم كم اسعدتني يا والدي ، انا ... انا لم اشعر بهذا الحنان من زمن بعيد

تعجب ساتان ورفع احد حاجبيه ليقول بقليل من الانزعاج

- وكأني لم اغدق عليك بالحنان عندما كنتَ صغيراً !

زاد اراشي من قوة عناق والده ليقول بابتسامة بلهاء

- مهما اعطيتني من الحنان ، فسأبقى ناقصاً من ناحية الحنان ، انا مسكين ، ولكن لا احد يشعر بي !

ضاقت عينا ساتان ببلاهة ، ابعد اراشي وامسك برموشه ليحمله منهم ، قال ببرود واراشي يصرخ

- اسمعني جيداً ، خذ آيـآمي واخرج بها الى المدينة وتجولا لحين طلبي لكما بالعودة

من بين صراخه قال

- ولما ؟

ظهرت ابتسامة ساتان الشريرة وانزل اراشي بعدما اقتلع بعض رموشه وقال له بهمس امراً ما ، هنا اتسعت عينا اراشي وصفّر بانبهار شديد وقال لوالده بشّر كذلك

- لا احد يفكر بهذا الخبث غيرك ، كما هو متوقع

- خذها الان واذهبا الى المدينة ، لا تعودا الا حين ارسل لكما ماهوتي

- كما ترغب

اختفى ساتان من امام عينيه ليتنهد اراشي ويباشر بتغيير ملابسه ، فهو على وشك الخروج من القصر ، تسائل كم مر من الزمن منذ آخر مرة خرج ، لا يتذكر تماماً ولم يهتم للأمر كثيراً

من ناحية اخرى كانت جالسة برفقة ايريس و كريس يتبادلون الاحاديث ، استطاعت ان تتعرف عليهما بشكل جيد خلال فترة بسيطة من الجلوس معهما

ابتسمت على كريس التي كسرت رقبة آيريس من الحماس ولكنه قام بطعنها كانتقام منها ، فكرت في الفروقات المخيفة بين هذا العالم وعالم البشر ، رغم انها ليست متأكدة الا ان البشر لن يطعنوا بعضهم ابداً ولكن يكسروا رقاب بعضهم بدافع المزاح ، لانهم سيموتون !

ولكن الشياطين مختلفون على ما يبدو ، هذا ما عرفته من اخوتها بالطبع

شاهدت دان قادماً من بعيد ، لمعت عيناها بخبث كبير وقالت بصوتٍ عالٍ

- كريس ، اظن بأن هناك فتاة تحاول سرقة دان منكِ

تحجرت كريس لفترة لتصرخ بعدها بغضب

- ماذا ؟!!! من ؟!!

ازداد خبث آيـآمي فجأة ، حاولت ان تتصرف ببراءة وتحاول تذكر الفتاة ، اعقبت بمأساوية

- لا اتذكر ! ولكنها كانت جميلة جداً ، ربما لديها فرصة !

شعرت كريس بأنها تتحول الى مومياء ، شدت على قبضتها وصرخت بخجل

- لن اسمح لاي فتاة بأخذ دان مني ، انه لي انا !!

- اتحبينه ؟

- اتمزحين ! انا اعشقه ، انه وسيم ورائع ومغوار وصريح وقوي ولا استطيع حتى ان احصر صفاته الرائعة !

اتسعت ابتسامة آيـآمي الخبيثة وهي ترى بأن آيريس قد عرف خطتها وابتسم هو كذلك بخبث ، اعجب بتفكير آيـآمي الشيطاني ، ربما يستطيع ان يدمر بعض الشعوب معها لاحقاً

صمت الجميع وارتشفت آيـآمي بعض الشاي وهي تنظر الى خلف كريس

تعجبت كريس من هذا ، التفتت للخلف لتجد دانتاليون واقفاً وقد توردت وجنتاه من الخجل ، احمر وجهها بشدة وهي تراه واقفاً ، ارتجفت وتراجعت الى الخلف وهي تشعر بالدوار

اقترب هو قليلاً وهو يقول

- كريس ، ما قلتيه الان ...

كان قلبها على وشك ان يخرج من مكانه من الخجل ، اشاحت بوجهها وهي لا تعرف كيف تتصرف ، لقد قالت امراً محرجاً ، عرفت بأن آيـآمي دبرت هذه الخطة وارادت الانتقام منها لاحقاً

اقترب دانتاليون منها وعانقها بقوة ، ابتسمت آيـآمي بخبث شديد وعلامات النصر واضحة على محياها ، ابتسم ايريس كذلك وارتشف الشاي الاخضر بهدوء ريثما دان يخنق كريس من قوة العناق

كانت تشعر بالخجل الشديد ، لم تعرف كيف تتصرف وقد شعرت بالسعادة لقربه منها

ابتعد عنها بعض الشيء ليحيط وجهها بيديه ، بدت كطفلة صغيرة امامه ، بدون ان تشعر تتحول الى انثى بشكل كامل ، ربما لانها تحبه

وضع جبينه على جبينها وهو يضحك سعيداً ، ابتسمت هي بخجل ولم تشعر به والا وقد قبلها امام ناظري الجميع ، تحمست آيـآمي وصرخت بانفعال وهي تريد ان تنثر باقات من الورد على هذه اللحظة الجميلة

اما آيريس فقد احمر وجهه واشاح بناظريه بعيداً ، لا يريد ان تكسر كريس رأسه لانه شاهد دان يقبلها

ابتعد عنها بعد فترة وقال بهيام

- وانا اعشقك كذلك

لمعت عيناها ببراءة وتوردت وجنتاها ، اخذت تلعب بأصابعها بتوتر ، و انزلت رأسها بخجل ، ابتسمت بهدوء وسعادة ، امسكها من يدها وقال

- لنذهب ، لدي مهمة مستعجلة واريدك معي ، اووه اجل ، آيـآمي ! شكراً على خطتك الدنيئة ، ادخلتي السرور الى قلبي

- لا عليك

امسك بها وجرها معه الى خارج القصر و آيـآمي تراقب الوضع بعيون خبيثة ، ايريس شعر بالقلق من مستقبل كازو معها ، انها شيطانية اكثر من الشياطين حتى

استأذن ايريس بعد فترة وذهب ، رسولٌ من والده قد جاء معلناً عن طوارئ من نوعِ ما لذا اضطر لترك آيـآمي والذهاب ، جلست هي لوحدها تراقب الحديقة و الم ما لا يزال يكبرُ داخلها

فاجئها اراشي حينما ربت على كتفها مبتسماً بهدوء ، ابتسمت له وقالت متعجبة

- ما الذي اتى بك الى هنا ؟

- اشعر بالملل ، ما رأيك بالخروج قليلاً ؟ تشيبي – شان !

- الخروج ؟ ، ولكن كازو ..

- لا تقلقي ، والدي هنا ، ومارينا كذلك ، سيكون بخير

- لا ارى مانعاً اذا

وقفت وسارت بجانبه حتى خرجا من القصر ، تبادلا الاحاديث لفترة ، تعجبت كيف يمكن لاراشي ان يكون هادئاً و رزيناً عكس ما يظهره عادةً من الحماقة والدراما القوية

وصلا الى حيث المدينة الرئيسية ، لاول مرة تأتي آيـآمي الى هنا منذ فقدت ذاكرتها ، رنت الى المكان لفترة طويلة وهي تشاهد المحال الكبيرة المتراصة مع بعضها البعض ، الباعة المتجولون وعربات النبلاء ، بعض صغار الشياطين الذين يلهون في كل مكان واصوات ضحك النساء مع بعضهن ، المكان يشبه عالم البشر ولكن بشكلٍ اكثر روعة

توسط تلك المساحة الشاسعة من المحال نافورة ضخمة تحمل تمثالاً ضخماً لساتان عليها ، وحديقة صغيرة من الازهار الملونة وقد وزعت اشجار التوت على كل مكان بشكل مرتب و انيق

عرفّها اراشي على بعض الاشخاص هنا ، شعرت بالسعادة وتحمست لفكرة الخروج مرة اخرى ، استوقفها كشك صغير لعجوز تجلس خلفه ، كانت تبيع بعض قطع المجوهرات النادرة واشياء اخرى ، ريثما ذهب اراشي لمحل الادوية لاخذ شيء ما وقفت هي تنظر الى القطع باعجاب

المرأة العجوز ، كانت خبيثة جداً وهذا بدا جلياً عليها ولكن آيـآمي لم تعر هذا اهتماماً ، لحين شاهدت خاتماً صغيراً ذهبياً حمل قطعة من الماس الازرق النقي ، لا تعلم لما انقبض قلبها فجأة وشعرت بألم ما ، شعور قوي حثها على اخذ ذلك الخاتم وكأنما هو يعودُ اليها في الواقع

ابتسامة المرأة العجوز كانت مرعبة وشديدة الاتساع وهي ترى آيـآمي ترنو الى الخاتم بصدمة ورعب ، حيث لم تستطع ان تزيل عينها عنه مطلقاً

قالت المرأة بصوتٍ اجش مخنوق

- ارى بأن لكِ ذوقاً مميزاً آنستي ، هذا الخاتم يعودُ لأسطورة قديمة توارثتها اجيال هنا

قطبت آيـآمي حاجبيها وقالت بقليل من الحذر والقلق

- اسطورة قديمة ؟

اتسعت ابتسامة المرأة لتستطرد قائلة بخبث

- اجل ، كان الخاتم لرجل يدعى باندورا ، لا احد يعرف علاقته بـ ساتان ولكن الكل يقول بأنها علاقة قوية جداً ، علاقة دم ربما ، ولكن باندورا مات يوماً ما واختفى من الوجود ، كل ما استطاعوا العثور عليه هو خاتمه و سوار يشبهه غير انه يحمل قطرة دم سوداء داخله

اقشعرت آيـآمي ، ونظرت الى السوار الذي ترتديه في يدها بذعر ، قالت المرأة بطريقة مرعبة

- اجل هذا هو السوار الخاص ببنادورا ! تبدين مرتبطة به يا آنسة ، عليكِ بأخذِ الخاتم كذلك

- ولكن ...

- ارجو ان تقبليه كهدية ، لا داعي للتردد

لا تعلم لما اطاعت المرأة العجوز واخذت الخاتم ، هناك قوى مرعبة تحيط به وتجذبها ناحيته منذ ان شاهدته ، ارتدته على اصبعها فشعرت بالدوار والبرد الشديدين

المكان من حولها اصبح مظلماً وقد اختفى كل ما حولها فجأة ، ليس هناك شيء غير اصوات قطرات الماء وهي تسقط متتابعة على بركة صغيرة تكونت بفعل تساقطها فيه

شعرت بشيء غريب ، نظرت الى اطراف اصابعها لتشاهدها تتحجر وتتحول الى حجرٍ اصم ، لم تستطع الحراك انما شعرت باختناق ولم تعد قادرة على التنفس

شعرت بجسدٍ ما يعانقها من الخلف ويردد عبارة بصوتٍ باردٍ ومستوحش

- سيطرتي محكمة وعرين الاسود قد هُجر منذ دهور ، وألان قبور الاموات تستنجد من اجل النجاة

هذه العبارة المشئومة ، هي تعرفها تمام الثقة وتشعر بالخوف كلما رددت على مسامعها ، ولكنها غير قادرة على التفكير بسببٍ واحد لهذا ، يدها قد تحجرت تماماً وبدأ جزءٌ من وجهها بالتحجر كذلك ، لا تعرف لما لم تصرخ وكأنما عجزت عن النطق في تلك اللحيظات

ولكن خارج وهمها هذا ، راقبها بعض شباب الشياطين باعجاب وهم يرونها واقفة بلا حراك ، ظنوا بأنها تبحث عن شخص ما لذا ارادوا استغلال الفرصة في التقرب اليها

اتجهوا ناحيتها ومد احدهم يده حتى يمسك بيدها ولكن يد شخصٍ ما اوقفته

صرخ الشخص بجبروت مرعب

- اياك وان تلمس اختي الصغيرة ايها القذر

التفت الرجال وقد ذعروا حالما شاهدوا اراشي ، قام اراشي بلكم الرجل بقوة جعلته يطير الى المبنى المجاور ويخترق زجاجه المتين ، اما الاخر فقد حاول التراجع ولكن اراشي امسكه وحطم يديه وهو ينظر اليهم باحتقار وازدراء ، ردد بضغينة واضحة

- لا اعلم كيف يجرؤ عامة امثالكم على لمس العائلة الملكية ! هذه جريمة تستحق الموت عليها ايها الحقير ! ولكني لن الوث يدي بدمك ! هيا اغرب عن وجهي قبل ان اشوه وجهك الى الابد

وقف الرجل وصرخ وهو يجري مبتعداً عن المكان ، تنهد اراشي و اتجه ناحية آيـآمي ليمسك بكتفها ، فزع حينما شاهد ملامحها المتصنمة وكأنما هي ترى وحشاً ما

هزها بعنف وهو يصرخ

- تشيبي – شان ! آيـآمي ! اجيبي ، ما الامر ؟

استيقظت من الوهم الذي كانت فيه ، نظرت الى اراشي برعب فادرك بأن آيـآكا تحوم في الارجاء ، امسك بيد آيـآمي وقادها مسرعاً الى القصر مجدداً ، سيعصي اوامر والده ولكن لا مفّر من ذلك

حالما وصلا الى القصر تركها وذهب الى حين هو والده ريثما هي قررت الذهاب لرؤية كازو والاطمئنان على حاله ، لم ترد التفكير فيما حدث لذا حاولت ان تشغل نفسها

دلفت الى الغرفة ، وجدت كازو بحاله السابقة الا انه حرارته ارتفعت بعض الشيء ، وقفت كي تبدل له كمادات الماء الباردة ، فتح عينيه بهدوء وقد لمعت حمرتهما بعض الشيء ، ابتسم لها بهدوء وقال بتعب

- لم تتركيني مطولاً ، لابد وان والدي قد صنع خططاً جديدة

ابتسمت بهدوء مصطنع واعقبت بهدوء

- لا اعلم حقيقة ، اراشي اخذني الى المدينة ولكننا عدنا بسرعة

شعر بشيءٍ ما يؤرقها ، قلق عليها وقال بشك

- هل شاهدتِ شيئاً ما ؟

اتسعت عيناها قليلاً ولكنها تداركت الموقف بأن ابتسمت بهدوء وقالت بقليل من المرح

- هذا لا يهم ، المهم ان ترتاح بعض الشيء وتغدو بخير

عرف بأنها غيرت الموضوع لرغبة منها في عدم الحديث ، ابتسم وامسك بيدها رغم تعبه وقبلها ، ضاقت عيناها قليلاً ووكزته بقوة على جبينه وهي تقول

- اترك انحرافك الى وقتٍ لاحق ، الان عليك ان تهتم بنفسك

قطب حاجبيه بانزعاج مصطنع ، سعل بقوة فخشيت عليه واقتربت منه وهي تمسح على رأسه بقلق ، بدا وكأنه قد توقف عن التنفس للحظات ، ذعرت وكاد يغشى عليها من الخوف

ولكن حالما شاهدت زهو اللون الاحمر في عينيه و عودة الحياة الى لون بشرته حتى شعرت ببعض الراحة

ولكنه حينما احتل الغضب ملامحه ونظر اليه ببغض ، ارعبها بشدة ولم تعلم سبب انقلاب وضعه المفاجئ ، كان يبدو غاضباً وكأنما هو ينظر الى الذ اعدائه

تراجعت قليلاً ولكنها تمالكت نفسها ، ولكن دون معرفة بما حصل وثب عليها فجأة ليجلس فوقها وهو يحاول خنقها بكل ما اوتي من قوة

صدمت منه ولم تتمكن من الحراك او فعل أي شيء ، كانت تنظر اليه بعينين منبلجتين على اوجهما وهي تحاول ان تفهمم سبب ما يفعله

لم تستطع التنفس ولكنها لم تظهر الامر على محياها ، كانت نظراته مرعبة ولكنها لم تخفها ، كان يتعذب نفسياً وهذا واضح ، رغم شعورها بالموت القادم نحوها الا انها ارخت عضلاتها كلها وابتسمت بهدوء وهي تنظر في عينيه الحمراوتين

مدت يدها ناحية وجنته حتى لامستها لتردف بابتسامة حزن

- منذُ فترة اردتُ ان اعرف ، لما انت محطمٌ هكذا من الداخل ؟

اتسعت عيناه فجأة وخفّ الضغط على رقبتها وكأنما هو قد ادرك امراً ما ، زاد اتساع حدقتيه حالما ادرك بأن من هاجمه هي آيـآمي ، ذعر من نفسه وتراجع بسرعة الى الخلف وهو يتنفس بسرعة مهولة

جلست هي معتدلة تحاول التقاط انفاسها وهو ينظر اليها بصدمة ، شعرت بذعره من نفسه فاقتربت منه لتحيط بيديها وجهه وتقول بقلق

- هل انت بخير الان ؟ اتشعر بتحسن ؟

كل ما شاهدته في تلك اللحظة هو عدسة عينيه السوداوات اللاتي صغرن فجأة ، صفع يدها بقوة ليصرخ في وجهها بشكل مفزع

- اخرجي من هنا حالاً !

دهشت من ردة فعله ، حاولت ان تتكلم ولكنه صرخ مجدداً بشكل اكثر رعباً

- اخرجي من هنا ! لا اريد ان ارى احداً

شعرت بألم ما في قلبها ، لم يطاوعها لا عقلها و لا قلبها على تركه في هذه الحالة ، قالت بغضب منه

- لن اخرج و اتركك ، انظر الى نفسك والى حالك المزرية !

صكّ على اسنانه بقوة حتى ظهر صرير مزعج من بينها ، عرف بأنها لن تتركه ابداً لذا وقف بشكل مهيب وحملها بين يديه ليلقيها خارج الغرفة ويقفل الباب على نفسه ، وقفت مدهوشة و اخذت تطرق الباب بعنف وهي تطلب منه الخروج ولكنه لم يقل شيئاً ، كانت خائفة بشدة عليه ولم تتمكن من فعل شيء

اما هو فقد انزلق ظهره على الباب حتى اتكأت يداه على ركبته وقد غطى شعره عينيه فلم تعرف له ملامح واضحة ، زمّ على شفتيه وهو يسمح صوتها الخائف عليه ، يريدها ! يعترف بأنه يريدها الان في احضانه ولكنه لا يستطيع ، لانه يخشى ان يؤذيها ، انه غاضب بلا سبب وقد يفعل أي شيء لها

خف طرقها على الباب واصبح صوتها باكياً وهي تترجاه بأن يفتح الباب ، لو كانت في حالتها الطبيعية لكسرت الباب ولكنها لا تتذكر الهمجية التي كانت عليها سابقاً

وقف هو بمحاذاة الباب وقال بصوتٍ هادئ مملوء بالرجاء

- آيـآمي ، لا ارغب بشيء اكثر من احتضانك الان ولكني قد اؤذيك ، ربما حتى احاول اقتلك ، ولن اتحمل هذا مطلقاً ، ارجوك ، ان كان هناك أي جزء منكِ يهتم لامري حقاً ، اتركيني لبعض الوقت حتى استجمع شتات نفسي ، احبك ، وسأبقى احبك ولكن الان فقط سأحميكِ من نفسي

تفاجئت من كلامه ، اختفى صوته فجأة ولم تعد تشعر به لذا عرفت بأنه وضع حاجزاً على الغرفة ، وقفت وهي تحاول ان تمسح الدموع التي تجمعت في محجريها ، تعرف بأن كازو عنيد ولن يستمع اليها مطلقاً ، لذا ستفعل ما قاله لها ، ستتركه لفترة حتى يستجمع شتات نفسه

جالت صورة ساسكي في رأسها ، اصبحت تشتاق اليه بشكل اقوى كلما مر الوقت وهي هنا ، تريده الان بجانبها ولكن هذا الامر مستحيل الحدوث ، لان ساتان لا يحبه مطلقاً ولن يقبل بأن يأتي بشري الى قصره

ابتسمت على حماقة تفكيرها واكملت السير في ممرات القصر ، لحين استوقفها صوتٌ لم تتوقع ان تستمع اليه في هذه المحنة ، حيث ناداها قائلاً

- آيـآمي !

نبرته كانت منكرة لما يراه ، وكأنما هو في حلم لا يريد الخروج منه ، اتسعت حدقتا عينيها والتفتت الى مصدر الصوت بهيام شديد ، لا تعلم هل بدأ عقلها يخدعها ام انه واقفٌ امامها ، لو كانت تعلم بأن رغباتها ستحقق بمجرد التفكير فيها لجعلت تفكيرها فيه اقوى في السابق

شاهد احمرار انفها وهذا دليل عن كونها كادت تبكي ، سمع عبارات كازو لها فأدرك ان امراً قد حدث ! ولكن هذا لا يهمه الان ، هي واقفة امامه ولا شيء سيردعه من ان يحتكرها لنفسه الان

في لحظة امسك بها واحتضنها بقوة كبيرة وهو يبتسم بطريقة لم يبتسمها من قبل ، توردت وجنتاه من الفرح لتبادله هي العناق كذلك ، اراد فقط لو انه يستطيع ادخالها بين اضلاعه كما تمنى لملايين المرات

اما هي فقد تجمعت الدموع مرة اخرى في محجريها ، ولكن هذه المرة دموع الفرح والاشتياق ، عانقته بقوة حتى كادت تعصره ، تألم قليلاً ولكنه لم يهتم ، اردفت هي بصوتٍ باكٍ جعله هائماً في حبها لدرجة الجنون

- اشتقت اليك ايها القبيح ، ما كان عليك التأخر هكذا

ابتعد عنها متفاجئاً بعض الشيء سرعان ما ضحك على ما قالته ووضع جبينه على جبينها وهو يقول سعيداً

- بذاكرة او بدونها ، لا تزال كلمة قبيح ملازمة لي

شبك يده بيدها وقال بحب واضح بعدها

- وانا ايضاً اشتقت اليكِ ، ايتها المزعجة

ولاول مرة منذ فترة طويلة ، التحمت شفاهه مع شفاهها وقبلها باشتياق وعشق كبيرين ، وهما لا يعلمان ان وراء لقياهما خطة مدبرة من قبل ساتان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes