اسرعت
ناحية الغرفة ريثما ضحك ساتان عليها واكمل سيره ، فتحت الباب بقوة وكأنه
صاعقة تدوي في آذان من احتجزهم البحر رهائن في عاصفة مدمرة
دخلت بحماس و شر وهي ترمق كازو النائم بخبث ، انتبهت على آيـآمي فتوردت وجنتاها وقفزت عليها وهي تحتضنها بانفعال وحماسة وهي تصرخ
- يا الهي كم انتِ جميلة ! مذهلة ! مثالية ، اتمنى لو كنتُ فتىً حتى اقع في حبك
لم
تعلم بأن آيـآمي قد اصيبت بجلطة في ذلك الوقت وتصنمت عيناها على انبلاج
شديد وهي غير مدركة لما حصل ، صرخت آيـآمي وركلت كريس بعيداً وهي تقول بغضب
- بحق الله كريس ! لقد افزعتني ، كدتُ اموت
توردت وجنتا كريس ونفختهما بطفولية بحتة وهي تقف قائلة ببعض التكبر الاصطناعي
- حبيبتي آيـآمي ، تعلمين بأن عزيزي دان ليس هنا وهذه فرصتي كي اختلي بكِ لوحدنا
اشارت آيـآمي على كازو الذي تهكمت ملامحه رغم انه لا يزال نائماً واردفت ببرود
- نحن لسنا لوحدنا ، لا تعتبر هذه خلوة
كان هذا الخبر كالصاعقة على عقل كريس ، بدأت تذرف الدموع وهي تقول غير مصدقة للوضع
- يا الهي اعلم بأنك تختبرني ، سوف اصبر حتى انال مرادي من هذه الفتاة
قطبت آيـآمي حاجبيها بابتسامة وقالت بقليل من التحدي
- وما هو مرادك مني ؟
ظهر الخبث على ملامح كريس لتقهقه بشّر وتقول وهي تشير ناحية وجه آيـآمي
- سأسرق عذرية شفاهك !
شعرت
آيـآمي بأن حجراً قد سقط على رأسها على الرغم من كون ملامحها لا تزال
متصنمة من الصدمة ، اقتربت كريس منها حالما شاهدت التحجر الغريب في ملامحها
وقالت بقليل من القلق
- ما بكِ آيـآمي ؟ هل انتِ بخير ؟
اشاحت آيـآمي بوجهها وهي تحاول ان تكبت ضحكتها الساخرة على كريس ، قالت بعدها محاولة احباط عزيمتها
- آسفة لنقل الخبر الذي يجب عليكِ ان تعملي جنازة عليه ، ولكن سبقك اثنان الى عذرية شفاهي
وضعت
كريس يديها على وجنتيها وهي تشهق بشكل مرعب وكأنما هي على وشك الموت ، جثت
على ركبتيها وقالت وهي تمثل دور الارملة الحزينة على فراق زوجها
- لا اصدق هذا ! اليخاندرو ! كيف تجرؤ على تركي وحيدةً ؟ ، انا من اسقطت نجوم السماء لأجلك ! كيف تسرق مني حلمي الوحيد ، لمــآذا ؟!!
تفجرت آيـآمي بالضحك على وضع كريس ، ورغم كل هذه الانفجارات المدوية لم يستيقظ كازو بعد ، وربما يكون هذا لصالحهما
وقفت كريس وقد بانت الجدية عليها ، اقتربت من كازو وهي تتنهد محاولة جعل القلق يذهب عن نفسها ، اقتربت منها آيـآمي لتقول
- لا تقلقي ، تحسنت حالته
- لستُ قلقة على هذا ، بل انا قلقة لانه ان لم يشفى لن يكون لدي كيس ملاكمة انفذ عليه تقنياتي الجديدة
- لا تقلقي ، يمكنك دائماً استخدام اراشي او كاريو بدلاً عنه
- ربما انتِ محقة ، ولكن كازو يصمد كثيراً ، اعني رغم اقترابي من ارساله الى جمعية المعاقين الا انه لم يضربي مطلقاً
- ولما ذلك ؟
- من اجل دان ! كوني خطيبته يحتم على كازو ان يحترمني بالطبع !
- اشعر بأنك من تتولين السيطرة في هذه العلاقة
- كلا كلا ، دان هو المسيطر ، ربما لا يظهر هذا ولكنه مرعب في كثير من الاوقات ، رغم كونه رومانسياً ايضاً
- لما احمرت وجنتاك ؟ ، ايتها المنحرفة
- اصـ ... اصمتي !
فجأة صمتت كريس وبدأت تشعر بالدوار ، وضعت يدها على قلبها وهي تتأوه بشدة ، ترنحت وكادت تسقط لولا ان امسكتها آيـآمي ، صرخت منفعلة
- كريس ! ما بكِ ؟ هل انتِ بخير ؟ اجيبيني !
كانت
تتألم بشدة ، لم تتمكن من ان تجيبها ، الى ان اختفى الالم فجأة وشعرت
بالتحسن لتقف مجدداً وهي تستند في وقوفها على آيـآمي ، ابتسمت بهدوء وقالت
بقليل من التعب
- لا
تقلقي ، تعودتُ على هذا ، انه مرض لا علاج اصبتُ به منذ زمن طويل ، واحدى
اعراضه التعرض لنوبة قلبية بين فترة و اخرى ، من الجيد كوني خالدة وإلا
لمتُ مذ الازل
شعرت
آيـآمي بالشفقة على حال كريس ولكنها لم تجعل الامر واضحاً ، ساعدتها على
الوقوف للتنفس الاخيرة بمرح وهي تحاول ان تنسي آيـآمي ما حدث ، رغم ان
ملامح مختلفة ارتسمت على وجه كريس فجأة الا ان آيـآمي حاولت ان لا تتدخل
كثيراً فيما لا يعنيها ، فأن ارادت كريس ان تقول شيئاً فستخبرها دون الحاجة
الى السؤال
حل الصمت لبعض الوقت ، لم تتحدثا فيه بل جلستا فقط دون فعل شيء ، قطع صمتهما وفود شخصٍ شديد يلهثُ بشدة وقد تعرق بشدة من شدة الركض
التفتت آيـآمي اليه وابتسمت له واعطته اشارة الدخول
دخل واتجه ناحية كازو بسرعة وهو يمسك بيده ويقول خائفاً
- هيا يا رجل ! انت اقوى من هذا بكثير ! افتح عينيك وجابه المرض
ابتسمت
كريس حالما شاهدت قريبها يحاول ان يشجع كازو النائم بعمق ، وقف آيـآمي
واتجهت ناحية آيريس وابعدته قليلاً وهي تقول له محاولة اراحة نفسه
- لا تقلق لقد اصبح افضل من السابق ، سيكون بخير
- آيـآمي – ساما
- آيـآمي فقط ! كم مرة علي تكرار هذا ؟
- حسناً حسناً ، آيـآمي ، هل قال ساتان – ساما شيئاً ؟
- لا ، فقط قال بأنه امر روتيني وسيكون بخير بعدها
- اعلم ذلك ، ولكن البتار سيعودُ اذا
- ما الذي تقصده ؟
- ما
اعنيه هو ان كازو يمرض كل نصف قرن تقريباً وقبل المرض تصبح شخصيته مرحة
وخرقاء ولكن حالما يمرض فأنه يعود الى شخصيته المرعبة والمهيبة والتي لا
يجرؤ اخوته او أي احد على مجابهتها
- هكذا اذا !
- اجل احذري ، وإلا كسر رقبتك
- لن يفعل ، وان حاول فسأكسر عظامه
- مرعبون ! جميعكم مرعبون
ابتسمت كريس حالما شعرت بأن الاوضاع قد تحسنت بين كازو و آيريس ، وقفت وهي تحييّ آيريس بحماسة وتضربه على ظهره قائلة
- لا تقلق يا ابن خالتي العزيز ! سيكون صديقك الغبي بخير حالما يفتح عينيه
- تقولين ذلك كريس ، ولكنك تريدين فقط ان تقاتليه
- اجل اجل ، لا استطيع ايذاء اميري لهذا احتاج الى تعويض
- رغم كونك مختلفة في السابق ، لا اعلم كيف تحولتِ الى هذا المخلوق
- كانت مختلفة ؟ ما الذي تقصده ؟
- اوه
الا تعلمين ؟ ، في السابق ، قبل اربع مئة عام تقريباً ، هي و دانتاليون
كانا مختلفين تماماً ، في الواقع كانا مرعبين ، بالاخص دانتاليون ، حتى
ساتان لم يحاول ان يناقشه في أي شيء من قبل ، وكريس كانت تدعى بحاصدة
الارواح القرمزية ، واشتهر عهدهما بالدمار والخراب والقتل وسفك دماء
الابرياء
ضربته بقوة على رأسه لتصرخ في اذنه بغضب
- لا تشهّر بماضي غيرك ايها الاحمق ، كنا مختلفين في ذلك الوقت و الان نحن مختلفان كذلك
اول
مرة تشعر بهذا الامر ، هناك الكثير من الامور عن عائلتها التي باتت طيّ
النسيان وهي لا تعلمها ، ربما كانت تعلم بالامر قبل ان تفقد ذاكرتها ولكنها
الان لا تعلم شيئاً
خرجوا جميعاً من غرفة كازو وتركوه لينام ، من حسن حظهم انه لم يستيقظ بعد وإلا قتلهم جميعاً
لا
يزال في معمله الخاص ، الكثير من الامور حدثت لعينة الدم ولكنها ليست ما
كان يرغب به ، زاد الامر تعقيداً عن السابق وليس قادراً على تحقيق أي تطور
في معرفة ما يحصل لكازو
وقف وخلع رداء المختبر ، مسح عينيه بإرهاق ، يشعر برغبة في الخروج والترفيه عن نفسه رغم انه يشعر بالغضب الشديد
فاجئه
ساتان الواقف امام المجهر بثبات ، ظهر من العدم فتراجع اراشي ليصطدم
بالطاولة ويتألم ظهره ، ابتسم ساتان بخبث عليه واقترب منه قائلاً بهدوء
مريب
- عزيزي الصغير اراشي
صرخ لا شعورياً بصدمة
- عزيزي ؟! ، من ؟ انا ؟!!
عبس ساتان وقطب حاجبيه ليقول منزعجاً
- ومن غيرك هنا ؟
بدأ اراشي يبكي غير مصدق لما قاله والده ، قفز عليه وعانقه بقوة وهو يقول بدموع الفرح
- لا تعلم كم اسعدتني يا والدي ، انا ... انا لم اشعر بهذا الحنان من زمن بعيد
تعجب ساتان ورفع احد حاجبيه ليقول بقليل من الانزعاج
- وكأني لم اغدق عليك بالحنان عندما كنتَ صغيراً !
زاد اراشي من قوة عناق والده ليقول بابتسامة بلهاء
- مهما اعطيتني من الحنان ، فسأبقى ناقصاً من ناحية الحنان ، انا مسكين ، ولكن لا احد يشعر بي !
ضاقت عينا ساتان ببلاهة ، ابعد اراشي وامسك برموشه ليحمله منهم ، قال ببرود واراشي يصرخ
- اسمعني جيداً ، خذ آيـآمي واخرج بها الى المدينة وتجولا لحين طلبي لكما بالعودة
من بين صراخه قال
- ولما ؟
ظهرت
ابتسامة ساتان الشريرة وانزل اراشي بعدما اقتلع بعض رموشه وقال له بهمس
امراً ما ، هنا اتسعت عينا اراشي وصفّر بانبهار شديد وقال لوالده بشّر كذلك
- لا احد يفكر بهذا الخبث غيرك ، كما هو متوقع
- خذها الان واذهبا الى المدينة ، لا تعودا الا حين ارسل لكما ماهوتي
- كما ترغب
اختفى
ساتان من امام عينيه ليتنهد اراشي ويباشر بتغيير ملابسه ، فهو على وشك
الخروج من القصر ، تسائل كم مر من الزمن منذ آخر مرة خرج ، لا يتذكر تماماً
ولم يهتم للأمر كثيراً
من
ناحية اخرى كانت جالسة برفقة ايريس و كريس يتبادلون الاحاديث ، استطاعت ان
تتعرف عليهما بشكل جيد خلال فترة بسيطة من الجلوس معهما
ابتسمت
على كريس التي كسرت رقبة آيريس من الحماس ولكنه قام بطعنها كانتقام منها ،
فكرت في الفروقات المخيفة بين هذا العالم وعالم البشر ، رغم انها ليست
متأكدة الا ان البشر لن يطعنوا بعضهم ابداً ولكن يكسروا رقاب بعضهم بدافع
المزاح ، لانهم سيموتون !
ولكن الشياطين مختلفون على ما يبدو ، هذا ما عرفته من اخوتها بالطبع
شاهدت دان قادماً من بعيد ، لمعت عيناها بخبث كبير وقالت بصوتٍ عالٍ
- كريس ، اظن بأن هناك فتاة تحاول سرقة دان منكِ
تحجرت كريس لفترة لتصرخ بعدها بغضب
- ماذا ؟!!! من ؟!!
ازداد خبث آيـآمي فجأة ، حاولت ان تتصرف ببراءة وتحاول تذكر الفتاة ، اعقبت بمأساوية
- لا اتذكر ! ولكنها كانت جميلة جداً ، ربما لديها فرصة !
شعرت كريس بأنها تتحول الى مومياء ، شدت على قبضتها وصرخت بخجل
- لن اسمح لاي فتاة بأخذ دان مني ، انه لي انا !!
- اتحبينه ؟
- اتمزحين ! انا اعشقه ، انه وسيم ورائع ومغوار وصريح وقوي ولا استطيع حتى ان احصر صفاته الرائعة !
اتسعت
ابتسامة آيـآمي الخبيثة وهي ترى بأن آيريس قد عرف خطتها وابتسم هو كذلك
بخبث ، اعجب بتفكير آيـآمي الشيطاني ، ربما يستطيع ان يدمر بعض الشعوب معها
لاحقاً
صمت الجميع وارتشفت آيـآمي بعض الشاي وهي تنظر الى خلف كريس
تعجبت
كريس من هذا ، التفتت للخلف لتجد دانتاليون واقفاً وقد توردت وجنتاه من
الخجل ، احمر وجهها بشدة وهي تراه واقفاً ، ارتجفت وتراجعت الى الخلف وهي
تشعر بالدوار
اقترب هو قليلاً وهو يقول
- كريس ، ما قلتيه الان ...
كان
قلبها على وشك ان يخرج من مكانه من الخجل ، اشاحت بوجهها وهي لا تعرف كيف
تتصرف ، لقد قالت امراً محرجاً ، عرفت بأن آيـآمي دبرت هذه الخطة وارادت
الانتقام منها لاحقاً
اقترب
دانتاليون منها وعانقها بقوة ، ابتسمت آيـآمي بخبث شديد وعلامات النصر
واضحة على محياها ، ابتسم ايريس كذلك وارتشف الشاي الاخضر بهدوء ريثما دان
يخنق كريس من قوة العناق
كانت تشعر بالخجل الشديد ، لم تعرف كيف تتصرف وقد شعرت بالسعادة لقربه منها
ابتعد عنها بعض الشيء ليحيط وجهها بيديه ، بدت كطفلة صغيرة امامه ، بدون ان تشعر تتحول الى انثى بشكل كامل ، ربما لانها تحبه
وضع
جبينه على جبينها وهو يضحك سعيداً ، ابتسمت هي بخجل ولم تشعر به والا وقد
قبلها امام ناظري الجميع ، تحمست آيـآمي وصرخت بانفعال وهي تريد ان تنثر
باقات من الورد على هذه اللحظة الجميلة
اما آيريس فقد احمر وجهه واشاح بناظريه بعيداً ، لا يريد ان تكسر كريس رأسه لانه شاهد دان يقبلها
ابتعد عنها بعد فترة وقال بهيام
- وانا اعشقك كذلك
لمعت عيناها ببراءة وتوردت وجنتاها ، اخذت تلعب بأصابعها بتوتر ، و انزلت رأسها بخجل ، ابتسمت بهدوء وسعادة ، امسكها من يدها وقال
- لنذهب ، لدي مهمة مستعجلة واريدك معي ، اووه اجل ، آيـآمي ! شكراً على خطتك الدنيئة ، ادخلتي السرور الى قلبي
- لا عليك
امسك
بها وجرها معه الى خارج القصر و آيـآمي تراقب الوضع بعيون خبيثة ، ايريس
شعر بالقلق من مستقبل كازو معها ، انها شيطانية اكثر من الشياطين حتى
استأذن
ايريس بعد فترة وذهب ، رسولٌ من والده قد جاء معلناً عن طوارئ من نوعِ ما
لذا اضطر لترك آيـآمي والذهاب ، جلست هي لوحدها تراقب الحديقة و الم ما لا
يزال يكبرُ داخلها
فاجئها اراشي حينما ربت على كتفها مبتسماً بهدوء ، ابتسمت له وقالت متعجبة
- ما الذي اتى بك الى هنا ؟
- اشعر بالملل ، ما رأيك بالخروج قليلاً ؟ تشيبي – شان !
- الخروج ؟ ، ولكن كازو ..
- لا تقلقي ، والدي هنا ، ومارينا كذلك ، سيكون بخير
- لا ارى مانعاً اذا
وقفت
وسارت بجانبه حتى خرجا من القصر ، تبادلا الاحاديث لفترة ، تعجبت كيف يمكن
لاراشي ان يكون هادئاً و رزيناً عكس ما يظهره عادةً من الحماقة والدراما
القوية
وصلا
الى حيث المدينة الرئيسية ، لاول مرة تأتي آيـآمي الى هنا منذ فقدت
ذاكرتها ، رنت الى المكان لفترة طويلة وهي تشاهد المحال الكبيرة المتراصة
مع بعضها البعض ، الباعة المتجولون وعربات النبلاء ، بعض صغار الشياطين
الذين يلهون في كل مكان واصوات ضحك النساء مع بعضهن ، المكان يشبه عالم
البشر ولكن بشكلٍ اكثر روعة
توسط
تلك المساحة الشاسعة من المحال نافورة ضخمة تحمل تمثالاً ضخماً لساتان
عليها ، وحديقة صغيرة من الازهار الملونة وقد وزعت اشجار التوت على كل مكان
بشكل مرتب و انيق
عرفّها
اراشي على بعض الاشخاص هنا ، شعرت بالسعادة وتحمست لفكرة الخروج مرة اخرى ،
استوقفها كشك صغير لعجوز تجلس خلفه ، كانت تبيع بعض قطع المجوهرات النادرة
واشياء اخرى ، ريثما ذهب اراشي لمحل الادوية لاخذ شيء ما وقفت هي تنظر الى
القطع باعجاب
المرأة
العجوز ، كانت خبيثة جداً وهذا بدا جلياً عليها ولكن آيـآمي لم تعر هذا
اهتماماً ، لحين شاهدت خاتماً صغيراً ذهبياً حمل قطعة من الماس الازرق
النقي ، لا تعلم لما انقبض قلبها فجأة وشعرت بألم ما ، شعور قوي حثها على
اخذ ذلك الخاتم وكأنما هو يعودُ اليها في الواقع
ابتسامة
المرأة العجوز كانت مرعبة وشديدة الاتساع وهي ترى آيـآمي ترنو الى الخاتم
بصدمة ورعب ، حيث لم تستطع ان تزيل عينها عنه مطلقاً
قالت المرأة بصوتٍ اجش مخنوق
- ارى بأن لكِ ذوقاً مميزاً آنستي ، هذا الخاتم يعودُ لأسطورة قديمة توارثتها اجيال هنا
قطبت آيـآمي حاجبيها وقالت بقليل من الحذر والقلق
- اسطورة قديمة ؟
اتسعت ابتسامة المرأة لتستطرد قائلة بخبث
- اجل
، كان الخاتم لرجل يدعى باندورا ، لا احد يعرف علاقته بـ ساتان ولكن الكل
يقول بأنها علاقة قوية جداً ، علاقة دم ربما ، ولكن باندورا مات يوماً ما
واختفى من الوجود ، كل ما استطاعوا العثور عليه هو خاتمه و سوار يشبهه غير
انه يحمل قطرة دم سوداء داخله
اقشعرت آيـآمي ، ونظرت الى السوار الذي ترتديه في يدها بذعر ، قالت المرأة بطريقة مرعبة
- اجل هذا هو السوار الخاص ببنادورا ! تبدين مرتبطة به يا آنسة ، عليكِ بأخذِ الخاتم كذلك
- ولكن ...
- ارجو ان تقبليه كهدية ، لا داعي للتردد
لا
تعلم لما اطاعت المرأة العجوز واخذت الخاتم ، هناك قوى مرعبة تحيط به
وتجذبها ناحيته منذ ان شاهدته ، ارتدته على اصبعها فشعرت بالدوار والبرد
الشديدين
المكان
من حولها اصبح مظلماً وقد اختفى كل ما حولها فجأة ، ليس هناك شيء غير
اصوات قطرات الماء وهي تسقط متتابعة على بركة صغيرة تكونت بفعل تساقطها فيه
شعرت
بشيء غريب ، نظرت الى اطراف اصابعها لتشاهدها تتحجر وتتحول الى حجرٍ اصم ،
لم تستطع الحراك انما شعرت باختناق ولم تعد قادرة على التنفس
شعرت بجسدٍ ما يعانقها من الخلف ويردد عبارة بصوتٍ باردٍ ومستوحش
- سيطرتي محكمة وعرين الاسود قد هُجر منذ دهور ، وألان قبور الاموات تستنجد من اجل النجاة
هذه
العبارة المشئومة ، هي تعرفها تمام الثقة وتشعر بالخوف كلما رددت على
مسامعها ، ولكنها غير قادرة على التفكير بسببٍ واحد لهذا ، يدها قد تحجرت
تماماً وبدأ جزءٌ من وجهها بالتحجر كذلك ، لا تعرف لما لم تصرخ وكأنما عجزت
عن النطق في تلك اللحيظات
ولكن
خارج وهمها هذا ، راقبها بعض شباب الشياطين باعجاب وهم يرونها واقفة بلا
حراك ، ظنوا بأنها تبحث عن شخص ما لذا ارادوا استغلال الفرصة في التقرب
اليها
اتجهوا ناحيتها ومد احدهم يده حتى يمسك بيدها ولكن يد شخصٍ ما اوقفته
صرخ الشخص بجبروت مرعب
- اياك وان تلمس اختي الصغيرة ايها القذر
التفت
الرجال وقد ذعروا حالما شاهدوا اراشي ، قام اراشي بلكم الرجل بقوة جعلته
يطير الى المبنى المجاور ويخترق زجاجه المتين ، اما الاخر فقد حاول التراجع
ولكن اراشي امسكه وحطم يديه وهو ينظر اليهم باحتقار وازدراء ، ردد بضغينة
واضحة
- لا
اعلم كيف يجرؤ عامة امثالكم على لمس العائلة الملكية ! هذه جريمة تستحق
الموت عليها ايها الحقير ! ولكني لن الوث يدي بدمك ! هيا اغرب عن وجهي قبل
ان اشوه وجهك الى الابد
وقف
الرجل وصرخ وهو يجري مبتعداً عن المكان ، تنهد اراشي و اتجه ناحية آيـآمي
ليمسك بكتفها ، فزع حينما شاهد ملامحها المتصنمة وكأنما هي ترى وحشاً ما
هزها بعنف وهو يصرخ
- تشيبي – شان ! آيـآمي ! اجيبي ، ما الامر ؟
استيقظت
من الوهم الذي كانت فيه ، نظرت الى اراشي برعب فادرك بأن آيـآكا تحوم في
الارجاء ، امسك بيد آيـآمي وقادها مسرعاً الى القصر مجدداً ، سيعصي اوامر
والده ولكن لا مفّر من ذلك
حالما
وصلا الى القصر تركها وذهب الى حين هو والده ريثما هي قررت الذهاب لرؤية
كازو والاطمئنان على حاله ، لم ترد التفكير فيما حدث لذا حاولت ان تشغل
نفسها
دلفت
الى الغرفة ، وجدت كازو بحاله السابقة الا انه حرارته ارتفعت بعض الشيء ،
وقفت كي تبدل له كمادات الماء الباردة ، فتح عينيه بهدوء وقد لمعت حمرتهما
بعض الشيء ، ابتسم لها بهدوء وقال بتعب
- لم تتركيني مطولاً ، لابد وان والدي قد صنع خططاً جديدة
ابتسمت بهدوء مصطنع واعقبت بهدوء
- لا اعلم حقيقة ، اراشي اخذني الى المدينة ولكننا عدنا بسرعة
شعر بشيءٍ ما يؤرقها ، قلق عليها وقال بشك
- هل شاهدتِ شيئاً ما ؟
اتسعت عيناها قليلاً ولكنها تداركت الموقف بأن ابتسمت بهدوء وقالت بقليل من المرح
- هذا لا يهم ، المهم ان ترتاح بعض الشيء وتغدو بخير
عرف
بأنها غيرت الموضوع لرغبة منها في عدم الحديث ، ابتسم وامسك بيدها رغم
تعبه وقبلها ، ضاقت عيناها قليلاً ووكزته بقوة على جبينه وهي تقول
- اترك انحرافك الى وقتٍ لاحق ، الان عليك ان تهتم بنفسك
قطب
حاجبيه بانزعاج مصطنع ، سعل بقوة فخشيت عليه واقتربت منه وهي تمسح على
رأسه بقلق ، بدا وكأنه قد توقف عن التنفس للحظات ، ذعرت وكاد يغشى عليها من
الخوف
ولكن حالما شاهدت زهو اللون الاحمر في عينيه و عودة الحياة الى لون بشرته حتى شعرت ببعض الراحة
ولكنه
حينما احتل الغضب ملامحه ونظر اليه ببغض ، ارعبها بشدة ولم تعلم سبب
انقلاب وضعه المفاجئ ، كان يبدو غاضباً وكأنما هو ينظر الى الذ اعدائه
تراجعت قليلاً ولكنها تمالكت نفسها ، ولكن دون معرفة بما حصل وثب عليها فجأة ليجلس فوقها وهو يحاول خنقها بكل ما اوتي من قوة
صدمت منه ولم تتمكن من الحراك او فعل أي شيء ، كانت تنظر اليه بعينين منبلجتين على اوجهما وهي تحاول ان تفهمم سبب ما يفعله
لم
تستطع التنفس ولكنها لم تظهر الامر على محياها ، كانت نظراته مرعبة ولكنها
لم تخفها ، كان يتعذب نفسياً وهذا واضح ، رغم شعورها بالموت القادم نحوها
الا انها ارخت عضلاتها كلها وابتسمت بهدوء وهي تنظر في عينيه الحمراوتين
مدت يدها ناحية وجنته حتى لامستها لتردف بابتسامة حزن
- منذُ فترة اردتُ ان اعرف ، لما انت محطمٌ هكذا من الداخل ؟
اتسعت
عيناه فجأة وخفّ الضغط على رقبتها وكأنما هو قد ادرك امراً ما ، زاد اتساع
حدقتيه حالما ادرك بأن من هاجمه هي آيـآمي ، ذعر من نفسه وتراجع بسرعة الى
الخلف وهو يتنفس بسرعة مهولة
جلست هي معتدلة تحاول التقاط انفاسها وهو ينظر اليها بصدمة ، شعرت بذعره من نفسه فاقتربت منه لتحيط بيديها وجهه وتقول بقلق
- هل انت بخير الان ؟ اتشعر بتحسن ؟
كل ما شاهدته في تلك اللحظة هو عدسة عينيه السوداوات اللاتي صغرن فجأة ، صفع يدها بقوة ليصرخ في وجهها بشكل مفزع
- اخرجي من هنا حالاً !
دهشت من ردة فعله ، حاولت ان تتكلم ولكنه صرخ مجدداً بشكل اكثر رعباً
- اخرجي من هنا ! لا اريد ان ارى احداً
شعرت بألم ما في قلبها ، لم يطاوعها لا عقلها و لا قلبها على تركه في هذه الحالة ، قالت بغضب منه
- لن اخرج و اتركك ، انظر الى نفسك والى حالك المزرية !
صكّ
على اسنانه بقوة حتى ظهر صرير مزعج من بينها ، عرف بأنها لن تتركه ابداً
لذا وقف بشكل مهيب وحملها بين يديه ليلقيها خارج الغرفة ويقفل الباب على
نفسه ، وقفت مدهوشة و اخذت تطرق الباب بعنف وهي تطلب منه الخروج ولكنه لم
يقل شيئاً ، كانت خائفة بشدة عليه ولم تتمكن من فعل شيء
اما
هو فقد انزلق ظهره على الباب حتى اتكأت يداه على ركبته وقد غطى شعره عينيه
فلم تعرف له ملامح واضحة ، زمّ على شفتيه وهو يسمح صوتها الخائف عليه ،
يريدها ! يعترف بأنه يريدها الان في احضانه ولكنه لا يستطيع ، لانه يخشى ان
يؤذيها ، انه غاضب بلا سبب وقد يفعل أي شيء لها
خف
طرقها على الباب واصبح صوتها باكياً وهي تترجاه بأن يفتح الباب ، لو كانت
في حالتها الطبيعية لكسرت الباب ولكنها لا تتذكر الهمجية التي كانت عليها
سابقاً
وقف هو بمحاذاة الباب وقال بصوتٍ هادئ مملوء بالرجاء
- آيـآمي
، لا ارغب بشيء اكثر من احتضانك الان ولكني قد اؤذيك ، ربما حتى احاول
اقتلك ، ولن اتحمل هذا مطلقاً ، ارجوك ، ان كان هناك أي جزء منكِ يهتم
لامري حقاً ، اتركيني لبعض الوقت حتى استجمع شتات نفسي ، احبك ، وسأبقى
احبك ولكن الان فقط سأحميكِ من نفسي
تفاجئت
من كلامه ، اختفى صوته فجأة ولم تعد تشعر به لذا عرفت بأنه وضع حاجزاً على
الغرفة ، وقفت وهي تحاول ان تمسح الدموع التي تجمعت في محجريها ، تعرف بأن
كازو عنيد ولن يستمع اليها مطلقاً ، لذا ستفعل ما قاله لها ، ستتركه لفترة
حتى يستجمع شتات نفسه
جالت
صورة ساسكي في رأسها ، اصبحت تشتاق اليه بشكل اقوى كلما مر الوقت وهي هنا ،
تريده الان بجانبها ولكن هذا الامر مستحيل الحدوث ، لان ساتان لا يحبه
مطلقاً ولن يقبل بأن يأتي بشري الى قصره
ابتسمت
على حماقة تفكيرها واكملت السير في ممرات القصر ، لحين استوقفها صوتٌ لم
تتوقع ان تستمع اليه في هذه المحنة ، حيث ناداها قائلاً
- آيـآمي !
نبرته
كانت منكرة لما يراه ، وكأنما هو في حلم لا يريد الخروج منه ، اتسعت حدقتا
عينيها والتفتت الى مصدر الصوت بهيام شديد ، لا تعلم هل بدأ عقلها يخدعها
ام انه واقفٌ امامها ، لو كانت تعلم بأن رغباتها ستحقق بمجرد التفكير فيها
لجعلت تفكيرها فيه اقوى في السابق
شاهد
احمرار انفها وهذا دليل عن كونها كادت تبكي ، سمع عبارات كازو لها فأدرك
ان امراً قد حدث ! ولكن هذا لا يهمه الان ، هي واقفة امامه ولا شيء سيردعه
من ان يحتكرها لنفسه الان
في
لحظة امسك بها واحتضنها بقوة كبيرة وهو يبتسم بطريقة لم يبتسمها من قبل ،
توردت وجنتاه من الفرح لتبادله هي العناق كذلك ، اراد فقط لو انه يستطيع
ادخالها بين اضلاعه كما تمنى لملايين المرات
اما
هي فقد تجمعت الدموع مرة اخرى في محجريها ، ولكن هذه المرة دموع الفرح
والاشتياق ، عانقته بقوة حتى كادت تعصره ، تألم قليلاً ولكنه لم يهتم ،
اردفت هي بصوتٍ باكٍ جعله هائماً في حبها لدرجة الجنون
- اشتقت اليك ايها القبيح ، ما كان عليك التأخر هكذا
ابتعد عنها متفاجئاً بعض الشيء سرعان ما ضحك على ما قالته ووضع جبينه على جبينها وهو يقول سعيداً
- بذاكرة او بدونها ، لا تزال كلمة قبيح ملازمة لي
شبك يده بيدها وقال بحب واضح بعدها
- وانا ايضاً اشتقت اليكِ ، ايتها المزعجة
ولاول
مرة منذ فترة طويلة ، التحمت شفاهه مع شفاهها وقبلها باشتياق وعشق كبيرين ،
وهما لا يعلمان ان وراء لقياهما خطة مدبرة من قبل ساتان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق