WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الرابع : ( خبايا الم و سقوط ثلج الشتاء )





لطالما اخافت الافاعي الاسود

وسُتِرتْ العيوب بعيون جحود

وانتفضت اوصال الذين عاشوا البرد لعقود

قد يتناهى الى عقولنا هاجس شرير

وقد لا نكتشف كنهه كنعومة الحرير

ولكن لا تزال بين طيات خبايا الاسرار الكثير

لازلتُ اذكر قرية كان حِمَاها الضباب

وسط غابات الموت اختفت ولم ترد الرحيل

اِسْوَدتْ قلوب من فيها بدافع ذليل

لتريق دماء بعضها بصوتٍ حفيف

لازلتُ اذكر ذلك الصياد الخبيث

الذي لوح ببندقيته من بعيد

ليرسل منها رصاصة سعير

انهت حياة قلب نابض بلا ونيس

اتذكر ليلة المذبحة بوضوح

وكأنما هي فلم قد تكرر امام ناظري

التفت يميناً وشمالاُ لعلني

اهرب من بين براثن ذلك الخسيس

الم يجتاح صدري بجنون

و قوقعات القهقهة المجنونة لا تزال في حدود

عقلي الذي لم يرد المعيش

بل فقط ان ينام ويستريح

وحيدٌ انا وسط الضباب اسير

مجروح القلب ومحطم الفؤاد بلا تبرير

عِشْتُ اياماً لن يراها الحليم الوعيظ

ولبثُت دهراً كي اعيد الى قلبي السلام !














الفصل الرابع : ( خبايا الم و سقوط ثلج الشتاء )







اُسدل ستار المسرحية الشكسبيرية بعد تصفيق الجمهور ، وانسّلوا هاربين من بين الحشود ، لتتلبد سماء المدينة بصمتْ بغيومٍ سود لاحت من بعيد ببرق مشئوم ، شقَّ الرعدُ السماء شقاً وزلزل اركان سلام كينونة البشر ، اغلقت المحال ابوابها ولم يكن فيها باب مُبلجٌ حتى ، تأهب الكل للعاصفة التي صفقت لهم من بعيد و اقسمت ان تُحِلَ بِهمْ الوعيد ، تلك الخطيئة التي لا تزال محمية بستار عيون جاحظة قد آن اوانها كي تشُقُ هذا الستار الحريري وتخرج منه سوداء قاحلة وجافة مغبرة ، ليطلع الجميع على الفاجعة الكبرى ، الا انهم فضلوا المكوث في بيوتهم ليحتموا من زخات المطر المتساقطة بعنف على زجاج نوافذهم الساكنة ، مُتَجمعين ومتكورين على بعضهم كالأجنة في بطون الامهات
إلا تلك الشقراء التي ما عادت تبصر الواقع امامها ، ما عادت تعرف كيف تتصرف او تفكر او حتى تعرف انها على قيد الحياة
وسط السكون وقفت منتصبة تنتظر هطول كل آلامها على الارض دفعة واحدة ، صرخة واحدة ارادت اطلاقها لترن في اذني أي حيّ في المكان وتدفعه الى حافة الجنون كما دُفِعتْ هي اليها من قبله
الحياة في نظرها ليست إلا كلمة مفهومها النهاية ، تتعاضد مع الموت بأريحية مسببة زلزالاً من الوحدة والأرق والترقب ، حيث تبلج ابوابها في لحظة وتُغلق في لحظة اخرى ، حتى لا تساويها ومضة عين ولا يتناءى اليها حتى ضوء المصباح الباهت
ترمق طريقها بنظرات الضياع والوحدة ، لم تعد شعلة البشرية تلتمع في عينيها كالسابق ، اصابتها فاجعة بسهم قد عُلِقَ على النار الحامية ليصيب قلبها بدقة وسلاسة ، تسترسل في معنى المجهول وتزمع الى حيث ما تسميه الامان متناسية وجود واقعٍ مرير امامها ، لعلها بهذا تستطيع ان تحيا من جديد وتعيد الى قرارة نفسها الكثير من الامل المفقود ، وجهها مكفِّهر بشدة و زُمْكُها لن يماثله زُمك تلك الاجزاء الصغيرة التي تفقدها ، صغيرة جداً لدرجة انها لا تهتم لخسارتها ، ولكنها كبيرة و كفيلة بتشتيت كل كينونتها وتحويل جنتها جحيماً اسود
بقايا وشتات انسان عاش داخلها ، رماد جثته المحترقة قد اشعل لهيب الماضي في عقلها ، معلقاً آمالها على حبل المشنقة وعلى حافة الهاوية الزلقة ، امعنتْ النظر في الارجاء
الى هذه الغابة السوداء التي طالما سمعت عويّ الذئاب صادراً منها ، وسمعت حفيف اشجارها في الليالي المقمرة ، واستمعت الى صرخات امواتها الصامتة من قبورهم و القت ببصرها على المجزرة التي حصلت فيها وكونت نعوشاً قد طُبعت عليها آثار ايدٍ بدماء قتلتهم الخونة
عِرقُ البشرية الذي لا تمد له بصلة ، قد فقد نقاءه منذ امدٍ بعيد واختلت موازين سلامه بفعل الخطايا السبع المميتة التي ارتكبوها منذ عصور قد جعلها التاريخ طي الناس ، و المَّ بها الدهر حتى اعتصرها بين غُباره السميك والى حقبة لن تمر بعدها حقبة والى عالم لن يعود الى سابق عهده من جديد
لماذا يبدو الجميع كدمى مجوفة خالية من الحياة ؟ لما يرسلون شرارات الموت من اعينهم متجاهلين واقع الفرار ؟
انهم مجرد دمى كهلة ، ضعيفة ، جافة ومجوفة وعديمة المشاعر ، ما ان ترميها على الارض حتى تتكسر الى قطع صغيرة تتخلل من بين تشققات المنازل وتسقط الى حيث الظلام الدامس ، خالية من أي ذرة حياة ، وان آلمتها فأنك لا ترجو منها حتى النحيب لانها بلا روح تجعلها كينونة وجدانية ، مجرد خيال فنان صُّور على الجحر الاصم وحوله الى شكل من اشكال الفن الذي لطالما استهوى العقول المجنونة
تتراءى منها بشاعة المنظر والخِلقَة ، ويفوح عبقها الملّوث بوحل الخطيئة و السخيمة
ترنو بدهاء يفوح مكراً ، وتمارس القنص عن بعد لسلب الأرواح
ادركت هي في هذه الحقيقة جنساً ملطخاً غير أنسيّ .. أمتزج مع خليط البشرية الحيّة على أرضنا ، لربما هو غزو منتحل قَدِمَ من كوكب بعيد .. أو فصيلة لا تمدّنا بصلة ولا تربطنا بشيء .. !
ولكن أفكارها المشكوكة قد أنهارت أمام ما لم تتوقعه .. وتصدِّقه ان لم تبصره بعينيها !
زيف تتلاعب به عقولٌ مستهجنة
امل ضائع وسط ترانيم الحياة
مكيدة دبرتها الافاعي لتطيح بالاسد الآمن في عرينه
عقولهم مريضة ، فاسدة مليئة بالشر و الرغبة في التدمير ، لطالما كانوا جنساً مدمراً وليس بانياً ، البشر ، مجرد خطيئة يجب ازالتها ، في عينيها تراهم مجرد كتلة متحركة من الذنوب والخطايا
مجرد اقنعة كاذبة تختفي خلفها وحوشاً كاسرة توشك على الفتك بأقرب الناس اليها ، كم فشلت البشرية فشلاً ذريعاً في ادراك ماهية الحياة وكم اقتربت من السلام من قبل ولكنها قطعته بفعل تلك الوساوس الشيطانية التي ازاحت كل ما في عقلها من عقلانية واتزان
بدأ المطل بالهطول بغزارة لم تشهدها الارض مسبقاً ، اصطبغ بالأحمر في عينيها وهي ترمق السماء بحقد و شعرها الذهبي قد غطى كل ملامحها التي ان رآها بشري لارتاع وقتل نفسه خوفاً من هذا المسخ المتحجِّر
تبللت تماماً بالماء وشعرت بالثِقل في جسدها وان عضلاتها قد كافحت بما فيه الكفاية ، ولكن كيف يمكنها ان تهدأ و اعصار دامي يدوي داخلها
وشكوك لا متناهية تبقى تطعن رأسها بحدة السيوف وحرارة سموم الافاعي
هي لا تعرف مصيره الان ، هل هو حي ؟ ميت ؟ عالق بين العالمين ؟ ام يناضل من اجل الحياة ؟
ريثما هي هنا ، واقفة تنتحب وتنّدبُ حظها الذي لم يبقي لها ذرة من النفع حالياً ، متوارية عن الانظار وبعيدة عن الحياة
تٌقلبُ نفسها بين امواج المحيط العاصفة منتظرة ذلك الملاك كي يقبض روحها ريثما تقهقه بقوة وسخرية لاذعة على كل فكرة مجنونة فكرت فيها يوماً ، وكل اعتقاد كان كالعسل على لسانها قد توهمته
اخذت تتنفس بسرعة جنونية وهي تنظر الى بخار الهواء الذي يخرج من فمها بسبب الصقيع الذي حلّ فجأة ، دموعها انهمرت على حين غرة ولم تتوقف حتى مع محاولاتها لإيقافها
سقطت على ركبتيها لتصرخ صرخة مدوية كادت ان تفزع الاموات من قبورهم المظلمة ، صرختها كسرت صمت الليل و قلقلت راحة كل من عرف النوم تلك الليلة
تحمل الكثير من المعاني التي لن يفقه اليها احد ، اخرجت فيها كل ما اختلج من مشاعر في تلك اللحظة ، كل قطرة الم ، معاناة ، عذاب و احتقار قد شعرت به لنفسها قد خرجت مع ذرات الهواء التي تذبذت بعيداً ناحية الافق
شدّت قبضتها لتهويها على الارض بقوة مرعبة مراراً وتكراراً وهي تبكي وتصرخ وتنتحب بلوعة لم تحسب نفسها قادرة على ان تخرجها من جوفها الاصم والميت
حتى توقفت وهي ترمق يدها اليمنى بحقد واستحقار ، هذه اليد كان يجب عليها ان تمنعه من الذهاب ، كان يجب عليها ان لا تتركه يسير الى ارض المعركة وحيداً كما فعلت
ما مقدار الازدراء والكره الذي تشعر فيه ناحية نفسها الان ؟ وكم هو مقدار الغضب الذي يتملك وجدانها ؟
ومن بين طيات ملابسها خنجر سحبته بسرعة وضمة العين ، من غمده اخرجته وبعصبية شديدة عيناها ترتجفان
بيدها اليسرى امسكته لتهوي به غادرة في عضد يدها اليمنى ، اخذت تطعنها مراراً وتكراراً ، الى حين لم تبقى فيها ملامح تُمَيز بها من كثرة الدماء التي اراقتها عليها ، صارخة مراراً وتكراراً بعبارة واحدة كلما طعنت يدها بقوة
- لعينة ! كان عليكِ ايقافه ! كان عليكِ ان تكوني سبب نجاته وليس هلاكه ، لعينة !
وقف هو بعيداً بوجه متصّلب يراقب نحيبها ، وكأنما هو واقف ينظر الى شخص يدمر اطلال منزله الذي تم اشعال نار الخيانة فيه ، عضلاته مرتخية وهو واقف تحت المطر وقد تبلل تماماً به
اغمض عينيه بألم وتكفهّر وجهه ليمّسد جبينه بيده ، لا يريد ان يراها تتألم هكذا ولا يريد ان يسمع صرخاتها المتألمة ، يشعر بقلبه ينعصِّرُ الماً وحزناً عليها كلما وقف هنا يراقبها
لم يتحمل ان يقف مكتوب اليدين مغلوباً على امره ، اسرع بخطاه السير نحوها غاضباً حتى انتصب امامها واقفاً يذرف شرارات الغضب من عينيه الحمراوات
سرعان ما رفعت رأسها اليه بنظرات جافة ، مرتجفة ، خائفة ومنتحبة والاهم من هذا مُنكسرة ، ضاقت عيناه بألم ليمّد يده نحوها ومن الحافة امسك الخنجر الملطخ بالدماء وبعيداً القاه ، وبيده الاخرى التي مدها امسك بيدها اليمنى الجريحة وشّد الضغط عليها ليسحبها الى حيث حضنه
كانت تناضل للخروج من بين احضانه وهو يحاول ان يضمها اليه بيديه الاثنتين ، توقفت لتبدأ بضرب صدره بقوة بقبضاتها القوية والتي ما كانت تعني إلا الالم المحض فقط
توقفت بعد برهة من الزمن لتستلم خاوية الوفاض في احضانه الدافئة ، ضيق الخناق عليها وهو يدفن رأسها في صدره مُرْخياً رأسه على رأسها ويده تتخلل خصلات شعرها الذهبية ، كانت تريد ان تبقى هكذا فقط دون ان يعكر احد صفو شعورها بالأمان
تمسكتْ به بقوة وهي تصرخ وتنتحب على صدره ودموعها قد بللت وجهها بالكامل ، بالكاد استطاع ان يكبت دموعه كذلك على حالها المشتت هذا
دارت بينهما محادثة ، لم تكن بالكلمات ، بل بالمشاعر ، ما كان ليفهما أي مخلوق آخر ، لغة خاصة ابتكراها في تلك اللحظة الحزينة كي تبدد كل الالم دفعة واحدة ،وتريح جزءاً من كيانها وتخفف عنها وطأة العذاب الذي تشعر به ، هذا هو نوع المواساة التي احتاجتها في تلك اللحظة لا المنتهية ، ذلك هو النوع من الدفء الذي كان لابد لها ان تشعر به يوماً ما
هذا هو النزاع الابدي بين نفسها والعالم ، بين القدر وحياتها ، والاهم بين عقارب الساعة و ما تفعله فيها
مسح بخفة على شعرها وهو يهمس في اذنيها بكلمات ارخت كل عضلة ومفصل في جسدها ، شعرت بغشاوة شفافة تحجب بصرها وتجعلها تسقط في سبات عميق ، حاولت ان تقاوم الا انها سقطت ضحية للنوم وسط احضانه ليزيد من حدة عناقه لها و الف فكرة وفكرة تدور في خلده في تلك اللحظة
حملها بين يديه كأميرة من عالم مجهول ، شاقاً طريقه وسط الضباب الابيض والمطر الغزير حيث شق الرعد من خلفه السماء وقد غطت خصلات شعره نصف وجهه الغاضب والمتحسّر حتى تلاشى تماماً في كثافة الضباب الابيض وسط الصمت والسكون اللذين طغيا على المكان في تلك الساعة
وصل الى حيث منزلها ، دلف اليه من النافذة العلوية ليسير نحو فراشها الناعم ويضعها عليه بخفة وحذر ، قبل جبينها واخذ نظرة خاطفة على وجهها قبل ان يختفي وسط ظلال الغرفة كما لم يوجد اصلاً






مازالت الغيوم تحجب الشمس في وضح النهار ولونها الرمادي اكتسح كل القرية بكآبة معهودة على السكان
هذا الجو شبه المنير لم يزعزع ارادة التجار على فتح محالهم مرة اخرى لهذا اليوم ، ولم يمنع الاطفال من اللعب في برك المياه التي غمرت الارجاء
امتلأت القرية بالضجيج مرة اخرى لتعلن عن بداية يوم جديد قد يكون تغييراً كفيلاً بأنقاذ حياة انسان بائس كئيب من الموت
اهتزت رموشها قليلاً قبل ان تنبلج عيونها على مصراعيها بصدمة ، تتلفت لاهثة بعنين جاحِظَتين قد جفتا إلا من الخوف والهلع ، بدأت تتخافت انفاسها ما ان بدأت تتعرف على مضجعها هذا ، مسّدت جبينها بيدها واطلقت تنهيدة طويلة لم تفقه الا لمعنى الراحة فقط
تذكرت احداث البارحة بعد ثوانٍ لترمق يدها التي شفيت بنظرات حزينة وهي تتذكر ملامح كازو التي لم تقل الماً عن المها ، ربما كونها كيان غير بشري لهو امر حسن في هذه المواقف فلو كانت بشراً لأصيبت بجلطة ماتت على اثرها فوراً
ترجلت من فراشها تسحب جسدها سحباً حتى تعثرت على وجهها ساقطة ، كانت تشعر بالموت اقرب اليها من الحياة لذا زحفت على الارض من شدة مللها لان تقف مجدداً حتى وصلت الى حمامها الفاخر ، باستنادها على الباب وقفت بصعوبة وهي تشعر ان جسدها اصبح يزن اطناناً من الارهاق الذي تشعر به
تثاقلت في مشيها حتى استطاعت ان تصل الى حوض الاستحمام وتفتح المياه الحارة لتتركها تنساب مالئة اياه لآخره
كانت ترتجف بخوف وهي تراقب المياه تسقط على بعضها متجمعة في الحوض وكأنما كلما سقط الماء عادت اليها مخاوفها من جديد ، اغمضت عينيها وهي على حالة الارتجاف باقية ، ضمت نفسها بيديها وهي تقرب قدميها من بعضهما البعض
شعرت بتدفق المياه الحارة تحت اقدامها بعد فترة من الزمن ، نظرت الى الحوض واذا به امتلأ وبدأ بالفيضان ، اغلقت الصنبور لتقف وتخلع ملابسها بسرعة رغم ثقل جسدها
دخلت الحوض بحذر ولا تزال رعشة صغيرة بادية عليها ، حتى اسقر جسدها ساكناً وسط المياه ، كلما نزلت في المياه تشعر بالرعب لسبب ما لم تفقه اليه ، هذا الهاجس المرعب الذي يتوارى الى انظارها كلما اغلقت عينيها ، ذكرى من ماضٍ بعيد قد شوهته و غلفته بأقنعة الكذب حتى لا يعرف احدٌ ما حدث فعلاً فيه
بدأت تفقد وعيها تدريجياً وهي في الماء باقية ، اُغْلقت عينيها بدون شعور منها لينخفض رأسها تحت الماء قليلاً ، تسلل الماء الى جوفها لتفتح عينيها فزعة من حالها ، وثبت خارج الحوض لتنزلق وتقع على رأسها مباشرة
شعرت بالدوار الشديد فبقيت على الارض ملقاة حتى خلخل البرد عظامها ووقفت بصعوبة ودوار لتغطي نفسها بالمنشفة الخفيفة التي تحضرها معها دائماً
خرجت خارج الحمام لتعود الى غرفتها مجدداً بوجه كئيب ضائع ، ارتدت نفس الملابس التي اهداها اليها والدها المرة الماضية واكتفت بأن تجلس على سريرها متكورة كالجنين في بطن امه
اخذت تمتم وتدندن بعبارات غير مفهومة الى ان ارتفع مستوى صوتها وهي تغني اغنية قديمة كانت قد سمعتها من والدتها مرة عندما كانت تحبسها في تلك الزنزانة المظلمة
بياتريسي ، هل تسمعين المي ؟
بياتريسي ، هل تعرفين واقعي ؟
حاولتُ انْ اقْتُلَ المي
ولكنه ازداد اكثر
كثيراً جداً
و انا اصبُ النَّدم القرمزي والخيانة
انا احتضْر ، ادْعُو ، انْزِفُ واصرخْ
هل انا ضائعةً جداً لاُنْقَذ ؟
هل انا ضائعةً جداً ؟
يا الهي ، يا عصمتي
اعد الي الخلاص
يا الهي ، يا عصمتي
اعد الي الخلاص
هل تَتذكرُني ؟
ضائعةٌ منذُ وقتٍ طويل
هل ستكونُ في الجانِبِ الاخر ؟
ام ستنساني ؟
انا احتضْر ، ادْعُو ، انْزِفُ واصرخْ
هل انا ضائعةً جداً لاُنْقَذ ؟
هل انا ضائعةً جداً ؟
يا الهي ، يا عصمتي
اعد الي الخلاص
يا الهي ، يا عصمتي
اعد الي الخلاص
ارغبُ بالموت !
جروحي ، تبكي للقبر
روحي تبكي من اجل الخلاص
هل سأنكُرُ الحياة ؟
الخلاص ، انتحاري !
استكان مستوى صوتها خفيضاً عندما نسيت باقي كلمات الاغنية ، وزاد بُهوتُ عينيها اكثر ، وكأنما زرقتهما الماسية قد اصبحت مغطاة بالضباب الرمادي ، تبدو كمن نذر نفسه للموت طواعية وحتَّمَ على روحه الفناء في الوحدة والظلام
تقلبت على فراشها حتى استقرت على ظهرها وهي ترمق السقف بهدوء ، كان عقلها في مكان ابعد ، مكان لن تصل اليه ايدي البشر او الالم ، في عالمها الذي ابتكرته سابقاً في اوجِ كرّبتها وهي طفلة
فكرت في امر واحد !
ما الذي سيقوله لها ساسكي ان كان هنا الان ؟!
رددت بلا ادراك وبصوتٍ جاف خالٍ من المشاعر
- لابد وانه سيضربني ويصرخ في وجهي قائلاً " انتِ مزعجة حقاً ، استجمعي شتات نفسك "
نبض قلبها بدفء غريب عندما تذكرت ملامح وجهه الباردة ، عادت مرة اخرى للتفكير فيما سيفعله ان كان هنا حتى ثبتت على امر واحد فقط
لابد من انه سيرمقها بغضب ويرشُقّها بعلبة الماء التي تعتلي مكتبه الخشبي ليصرخ بها مزمجراً
- الاستسلام هكذا لابسط صعوبة هو فشل ذريع ، لا يلهيكِ فقدك لشيء مهم عن ما هو اهم ! وهو القتال من اجل استعادته مهما كلف الامر ، لا ينتهي الطريق عندما تهزمين بل عندما تستسلمين !
ظهر شبح ابتسامة على ثغرها الجاف ، بدأت حُلكة الضباب تختفي من عينيها تدريجياً الى ان عادَ البريق اليهما مجدداً ، جلست واستقامت لتردد بنبرة حيوية لم تعكس حقيقة احتضار كيانها من الداخل
- علي ان اذهب الى حيث هو
وثبت في لحظة امام النافذة لتخرج منها لاهثة الى حيث مكتب الهوكاجي ، خلال دقائق وصلت اليه بالقفز البطيء متحدية جسدها الذي تصلب وفضّل ان يكون مُخدراً عوضاً عن النشاط الذي من المفترض ان يدب فيه كما كل يوم
دلفت الى المبنى بسرعة وقطرات العرق قد تجمعت على وجهها المرهق ، ارتقت السلاسل بأسرع ما يمكنها حتى سارت بين الممرات التي قادتها للوصول الى حيث الباب
طرقته هذه المرة – على غير عادة – وهي تنتظر الاجابة من خلف الاخشاب المتراصة ، جاءها الصوت الهادئ حيث قال
- تفضل
امسك بقبضة الباب و ادارتها لتدلف الى المكتب وسط ذهول كل الموجودين
كان كلٌ من ناروتو و ساكورا وكاكاشي واقفين ينظرون اليها بتعجب وغير تصديق ، حينما سارت باستقامة الى حيث تسونادي لتتصادم اعينهما بهدوء
شبكت تسونادي يديها واتكأت على الطاولة بمرفقيها وهي تراقب ملامح آيـآمي المرهقة ، اغمضت عينيها وهي تزفر بحدة محاولة عدم قول أي كلام غير ضروري في هذه اللحظات
كان اول ما تفوهت به جملة صغيرة اعتبرتها كافتتاحية
- تبدين مرهقة
- ليس كثيراً
- لما اتيتِ الى هنا ؟!
- تعلمين السبب
- لن اُرسلك ابداً وانتِ تعلمين هذا
- تعلمين بأني استطيع الذهاب دون استشارتك اليس كذلك ؟
- ان فعلتي ذلك فسوف اطردك من القرية
- وكأني اهتم ! لقد خرجتُ منها طواعية قبل سنوات وأستطيع فعلها مجدداً
- لا تبدأي آيـآمي ، انتِ عديمة الحيلة الان
- من ناحية التشاكرا فقط ، ولكن لازلت احتفظ بقدراتي الجسدية !
- ولكن ...
- تسونادي – ساما ! لستُ في مزاج يخولني لتحمل انتقاداتك ، لذا ارسلي معي فريقاً واختصري الوقت
- حسناً اذا لا بأس بهذا ، كاكاشي وناروتو خذا ايتاتشي واذهبا معها
- كما تأمرين يا جدتي
- ستكون مهمة صعبة بعض الشيء ، علينا وضع خطة ما
وقفت ساكورا امام آيـآمي بهدوء وهي ترمقها بنظراتٍ حزينة ، امسكت بيديها لتتفاجئ من شدة برودتهما فأعادت النظر الى عينيها الضائعتين
رددت بقلق وحزن
- ما كان عليكِ انهاكُ نفسك بتلك الطريقة
- انا لستُ قوية من الداخل ساكورا ، اُدركُ هذا جيداً
- ما الذي تعنينه ؟
- تحملتُ منذ طفولتي فقد كل ما حولي و لم اتمكن من السيطرة على مشاعري الجياشة على الاطلاق وأصبح كياني يتزعزع بفعل أي شيء سيء يحدث وعلى اثر هذا افقد قدرة التفكير والمنطق واتمنى الموت مليون مرة في الثانية ، انا ضعيفة لا اتحمل فقدان شيء على الاطلاق
- هذا ليس خطأكِ على الاطلاق آيـآمي ، لا تقولي هذا
- هذا صحيح ، لا تحملي نفسك ما لا تقدر على تحمله
- كاكاشي – سنسي !
- لا تقلقي فـ ساسكي بخير ، انا واثق من هذا
- هذا صحيح ساسكي الاحمق قوي ولن يموت بسهولة
- استطيع ان اوافق على هذا
- ايتاتشي !
- سنذهب جميعاً لاستعادة اخي الاحمق ، لا تقلقي
- حسناً
ابتسمت رغم الالم الذي يغتالها من الداخل حية ، اوصالها انتفضت بسعادة غريبة
قرروا ان يضعوا خطة ما حتى لا تباغتهم تحركات العدو من حيث لا يعلمون ، لذا وضعوا الخرائط وكل المعلومات التي يحتاجونها امامهم وجلسوا يحيكون مكيدتهم الخاصة












في عالم الشياطين
مُلأ مجال بصره بالدماء وهو يراها سجادة حمراء ضخمة تكبر وتكبر اسفل تلك الجثث المتراكمة فوق بعضها البعض ، غطت بعض بقع الدم وجهه ونهايات خُصل شعره الذهبية وهو يرمقها بنظرات خالية من الرحمة والشفقة ، خالية من أي نوع من الحياة داخلها
التفت الى الذي بقي منهم واذا به يرتجف خائفاً ، مشاهداً مصرع اصدقائه امام عينيه ببشاعة ، اخفض بصره الى الارض عندما اقترب منه ذلك الكيان المرعب
كُلُ ما شعر به في تلك اللحظة كانت حرارة السياط الحديد الذي انهال على جسده الهزيل بلا شفقة ، محطماً اضلاعه وناثراً دمائه على الجدار الابيض من خلفه ، القى الاخر بالسياط جانباً ليدنو الى مستواه ويمسكه من رأسه بخشونة محضة
رفعه الى ما فوق مستواه وهو يقف مجدداً ويده تضغط على رأس الضحية بثبات ، دموعه تنهمر بغزارة ولفحات الهواء الباردة تضرب جروح ظهره لتسبب له آلاماً بالغة
لم يستطع ان ينظر في عينيه ، ولم يستطع ان يحرك ساعده او يفعل أي شيء ، النهاية محدقة امامه واذا بالموت يقهقه خلفه مستهزئا بضعفه ، تمنى لو عدل عن فكرة اغتيال ساتان التي وضعها مع اصدقائه
ولكن هيهات من الندم فأنه لا ينفع ، ساتان الان واقف على بقايا احشاء جثث اصدقائه وهو يمسكه من رأسه ويزيد الضغط عليه كلما مرت الثوانِ
وحش مرعب ارتدى جلداً جميلاً كي يغطي بشاعة حقيقته الداخلية ، ابتسم بشرْ مطلق وهو ينظر الى الرعب المرتسم على عيني وقسمات وجه الشيطان الضعيف امامه
نطق بخبث وبرود قد اوقفتا قلب الضحية عن النبض
- فكرتم باغتيالي اذا ؟ لا تزالون ضعيفي الارادة ، فلو كنتم تعلمون الصواب لما سمعتم لما يقوله الثوار واتيتم الى الموت بأرجلكم سعداء
- ا .... ارجوك .... اصفـ .... اصح عني ، انـ ... انا لم اكــ ... لم اكن ..
- ماذا ؟! اتظن بأني امتلك رحمة لأمثالك في قلبي ؟ ابنائي لم يسلموا من شري ، فهل تريد لأمثالك ان يسلموا منه ؟
لم ينتظر حتى يسمع عبارات الرجل ، استعمل قوته في الضغط على رأسه ليعصره بيده وتتناثر دمائه على وجه وملابسه كافه ، رمى بقايا الجسد على الارض بازدراء لينظر الى ماهوتي الواقف بهدوء جانبه
قال له بهدوء
- وكالعادة المملة ، خذ هذه الاجساد والقها في الساحة الرئيسية للعاصمة وقل لرئيس الثوار ان يتوقف عن تفاهته وألا قلبت هذا العالم فوق رأسه الفارغة
- كما تأمر ساتان – ساما
تركه وسار شاقاً طريقه بين الدماء والجثث والاشلاء المتناثرة ، قهقه قليلاً بسخرية ، فهو لم يستعمل أي نوع من القوى ، كلُ ما احتاج اليه هو قدراته الجسدية وحسب كي ينهي حياة اولئك الحمقى خاويي التفكير
نظر الى باطن كفه والى تلك الدماء القرمزية التي اعتلتها ، تذكر قبل يومين عندما اطلق النار على ابنته الوحيدة وتناثرت دمائها على وجه بنفس النمط
اغمض عينيه بألم على اثر هذه الذكرى ليكمل طريقه محاولاً نسيان هذا الحدث الاليم ، توقف عندما شاهد ماري ترمقه من بعيد بنظرات اعجاب
ابتسم عندما ادرك اعجابها الشديد بالدم الذي يغطيه ، اعطاها اشارة لتأتي اليه وتحتضنه من قدميه لصغر حجمها ، حملها بين يديه وسار نافذاً بين ممرات القصر الباهتة والصامتة
حتى وصل الى حيث مخدعه فأنزل ماري على الارض وهمس بشيء ما في اذنها ، ابتسمت وهزت رأسها بالايجاب لتسير مسرعة الى وجهتها
اما هو فغير رأيه من الذهاب الى مخدعه الى احدى الغرف الخاصة بتجاربه التي لا تنتهي ، دلف من الباب الاحمر الدامي الى داخل الحرجة الخالية من أي شيء عدا تلك النافذة الضخمة التي احتلت جداراً كاملاً وهي تطل على الغابة المظلمة المجاورة للقصر
وقف وملامحه مرعبة مرتسمة على وجهه لما يوشك على فعله الان ، يجب عليه ان لا يتردد ولا يفكر ملياً بهذا ، لانه ان لم يفعل فلن ينتهي أي شيء على خير اذا
في مكان آخر من القصر كانا جالسين يتلذذان بتعذيب مجموعة من الشياطين المحكوم عليهم بالإعدام ، والابتسامة لم تفارق وجهيهما للحظة واحدة
الا اراشي الذي اخد يرمقه بنظرات غاضبة ترافقها رغبة حادة في قتله والتخلص من شروره الى الابد
زمجر بهم عالياً
- توقف عن ايذاء فئران تجاربي ، لا اريدهم ان يموتوا قبل ان اعذبهم بطرقي الفنية
- اية طرق فنية يا اراشي ، كُلها سموم و بعض المسامير والأدوات المرعبة
- كاريو ! اصمت ايها الماسوشي واترك رأس الرجل ، لا تلعب به كالكرة
- ولما لا ، اعني لقد انتهيت من قطع اصابع يدي اليسرى منذ قليل واردت ان العب قليلاً بشكل آخر
- هناك خطبٌ ما بعقلك يا رجل
- على اية حال ماذا عن ذلك الرجل الذي ثبت جسده بالجدار بإدخال السيف في فمه ؟
- اوه ذاك ؟ سوف اقوم بوضع بعض المسامير على عينيه وأصابعه كافه وبعدها احرقه حياً
- عُدتَ الى الطُرقِ الكلاسيكية اذا ، هذا ممل
- الطُرقُ الكلاسيكية هي الفن الحقيقي ايها الغبي ، علي ان اكمل صنع لوحتي الفنية
- اوه اتعني تلك اللوحة الضخمة التي علقت عليها الجثث التي قمتَ بتعذيبها قُبيل قتلها ؟
- اجل بالضبط ، لا زالت تحتاج بعض الجثث حتى تكتمل والى ذلك الحين انا اُخرج مواهبي المذهلة
قاطع حديثهم ولوج شخص الى الغرفة ، التفتا اليه واذا به دانتاليون المصدوم والمرتعب مما يراه هنا ، التفت يميناً وشمالاً بصدمة بالغة وهو يفكر باحتمالية عروجه على مصحة عقلية دموية عوضاً عن غرفة في قصرهم الضخم
صرخ متقززاً منهم
- يا الهي ! ما الذي تفعلونه بحق الجحيم ؟ لما الاشلاء والدماء في كل مكان ؟
- نحن نبتكر نوعاً جديداً من الفن يا عزيزي ، هل تريد الانضمام ؟
- ومن سينضم الى حفلة الاموات هذه ؟ ، على اية حال اصابع من هذه المتناثرة على كل مكان ؟
- اصابعي
- بالطبع ، وكأني كنتُ بحاجة الى السؤال
- انت نزق الطباع يا رجل ، ستغضب كريس من هذا
توردت وجنتا دانتاليون فجأة ليضع يده على فمه ويشيح ببصره بعيداً عن اخوته ، ابتسما بخبثٍ عليه لينظرا الى بعضهما بشرْ
اقترب اراشي من كاريو لينحني على ركبته ويمسك بيده ويقبلها قائلاً
- عزيزتي كريس ، كم تبدين بديعة كالقمر في الليالي الصافية
- اوه دانتاليون وانتَ الفارسُ الذي كنتُ انتظره طوال حياتي الماضية
- حبيبتي كريس ، معكِ سأذهب الى الجحيم السوداء
- لا يا عزيزي لا تقل مثل هذا الكلام ، انا عشقي لكَ لا توقفه جحيم
وقف اراشي ليمسك بخصر كاريو ويقربه منه قائلاً بهيام مصطنع وهو يشبك يده في يده
- كريس ! انتِ كلُ ما حلمت به في حياتي
- دان ، حبيبي ارجوكَ لا تخجلني هكذا
- حُمرة شعركِ و عيناكِ اللتان شابهتا الفضة ، من يملكُ جمالاً كهذا ؟!
- اُحبكَ دان
- وانا اعشقك
اقتربا من بعضهما وهما يتظاهران بالتقبيل ، من حيث لم يعلما تلقيا ضرباً مبرحاً من قبل دان الذي تفجر من الغضب على مسرحيتهما الفاشلة هذه وخرج من الغرفة وهو يضرب الارض بقوة مسبباً زلازل في القصر
تفجرا بالضحك عليه والجروح تملأُ جسديهما ، وقف اراشي ليردد بضحك
- كان علينا التقاط صورة لوجهه
- صدقتَ في هذا ، كان هذا هو الفن الحقيقي
- لا تجعلني اتقيأ ايها اللعين ، كان الامر مضحكاً
- على اية حال ، اراشي خُذ هذه السكين واطعن معدتي الى حيث اطلبُ منك التوقف
- انت من جنى على نفسه هذا
من الارض حمل الخنجر والى معدة كاريو اهواه طاعناً بقوة ، وسط الاثارة التي يشعر بها كلٌ منهما وإظهارهما لجانبيهما الحقيقين دماء كاريو قد زينت الغرفة بطلاء احمر لامع
انهى ساتان عمله الذي تطلب التضحية بألف جثة شيطانية وخرج من الغرفة غاضباً وملامح الوعيد لا تزال تحتل قسمات وجهه التي طالما امتازت بالهدوء والسكينة
اتجه الى حيث عرشه الملكي ليجلس عليه ويفتح امام عينيه شاشة سوداء في الهواء سُرعان ما ظهرت عليها آيـآمي وفريقها الذي اتخذ عدته للذهاب الى المهمة
قال بهدوء
- والان علي ان اراقبَ تحركاتكِ كافة













لم يكن على آيـآمي التي فقدت قوتها إلا ان تتخذ سيفاً كوسيلة للدفاع عن نفسها حالياً ، مُحاطةٌ بثلاثة رجال مستعدين لفعل أي شيء لإنجاح هذه المهمة الصعبة
شقوا الخطى بسرعة ناحية الضاحية التي فُقد ساسكي ووحدته عندها ، تبعد مسيرة نصف يوم كاملً على الاقدام ولكنهم يستطيعون بلوغها قبل ذلك الوقت بكثير
فكونهم نينجا يساعدهم كثيراً في تخطي العقبات والوقت الضائع الذي يستهين به كثير من الناس
خلال بضع ساعات وصلوا الى تلك المنطقة النائية المحاطة بغابة ضخمة ذات اشجار سوداء الاوراق وكأنما الموت احاطها من كل الجهات وترك آثاره التي لا تنسى عليها
تذكرت آيـآمي حين وصولهم الى هذه المنطقة احدى مقولاتها القديمة
" ، لا امل في عالم ميئوس منه ، هذه قضية لا امل فيها وهذا العالم محتل من قبل الدمار والالم والطغيان والثوران ، طوال عصور التاريخ ، كل ما يمكننا ان نتعلمه من التاريخ ان البشر لم يتعلموا اصلاً من التاريخ وهذا امر اكيد ومستمر الى حين نهاية هذا الكون "
لا تعلم لما تذكرت هذه العبارات عندما شاهدت هذه المنطقة ، ربما لانها تجد العالم حقاً مكاناً ميئوساً منه وعديم الرحمة والوجدان
نفضت رأسها ونفضت ما فيه من افكار ، نظرت الى من حولها ببعض التردد ، لينطق ناروتو بهدوء وحماس
- لندخل اليها
هز الجميع رؤوسهم بالإيجاب ، دلفوا الى الغابة المحاطة بستار من الضباب الابيض بحذر شديد ، ما ان وطئت اقدامهم اول شبر من الغابة حتى سعلوا كالمجانين
الرائحة هنا كريهة ، عفنة وكأنما الجو مشبع برذاذ رائحة الموت المركزة والبشعة ، بعد دقائق تعودوا على هذه الرائحة السيئة وأكملوا شق طريقهم وسط الضباب الكثيف الذي لا يكاد يُميز منه إلا اجذع الاشجار فقط
ردد ايتاتشي بصوته الهادئ
- ابقوا على مقربة ، يجب ان لا نتفرق
- انتَ مُحِقٌ في هذا
- اشعر بوجود شيء خاطئ هنا
- كيان هذه الغابة كُلهُ خاطئ ، احذروا فأنا اصدق بأن هذا هدوء ما قبل العاصفة
- انتِ محقة في هذا
- اعتقد بأن هذه ستكون اصعب مهمة توليتها الى الان
- لا استطيع ان انكر ما تقوله
- توقفوا !
توقف الجميع بعد كلمة آيـآمي ، نظروا اليها متعجبين لتشير بسبابتها الى الامام ، التفت الجميع واذا بجثث مقطعة الاطراف معلقة على اغصان الاشجار وقد تكونت بركة حمراء قانية من دمائهم تحتها وكأنما قرروا ان يرووا هذه الاشجار الميتة بحياتهم لعلها تزهر مجدداً وتعيد الحياة الى المكان الموحش
اشاح ناروتو ببصره قليلاً متحسراً على حال هؤلاء الشينوبي ريثما قام كلٌ من ايتاتشي وكاكاشي بإنزالهم من على اغصان الاشجار المرتفعة
دنا كلٌ من آيـآمي وايتاتشي الى الجثث وبدؤوا بفحصها ، لم يحصل ايتاتشي على كثير من معلومات منها فعلى ما يبدو قد هاجمهم وحش غير معروف الصنف و قطعهم على حين غرة ، ومن جهة اخرى وجدت آيـآمي آثاراً غريبة على احدى الجثث والتي كانت تعود الى امرأة من الفريق
شعرت بأنها شاهدتْ هذه الاثار مسبقاً ولكنها غير قادرة على التذكر
وقفت وهي ترمق الطريق بهدوء ، استطاعت ان تجد بقع دم متناثرة في خطٍ مستقيم ، ارتجف قلبها عندما اقتربت منها وشمت رائحة الدم
صرخت بانفعال
- انها بلا شك دماء ساسكي !
- ماذا ؟! اتعنين بأنه سار ناحية هذه الطريق ؟
- اجل بلا شك
- علينا ان نسرع ، كمية الدماء هذه تدل على جرحٍ بليغ
- ان مُحقٌ في هذا كاكاشي – سان
وقف الجميع على اهبة الاستعداد للسير قدماً ، الا ان لفحة هواءٍ حارة اعترضت طريقهم عاصفة بقلوبهم قبل اجسادهم
سمعوا اصوات تحركات في المكان ، تجمع الجميع كدائرة حتى يقللوا من الاضرار التي ستحلق بهم ان هاجمهم ذلك المخلوق غير المرئي
استكان كلُ صوتٍ في المكان خفيضاً واختفت تلك الرياح الحارة ، شعروا ببعض الارتياح ليخفوا اسلحتهم ولكنهم لم يخفوا كونهم على اهبة الاستعداد للانقضاض على كل حي في المكان
كاد قلبها ان يخرج خارج جسدها عندما رأت دمائه ، لا تريد ان تفكر بمقدار بلاغة ذلك الجرح الذي اصيب ، كلُ ما ترجوه هو ان يكون بأمان حالياً وبعيداً عن متناول ايدي الوحوش
في لحظة لم تفقه اليها شعرت بذلك الشيء ينهال بالقرب منها فرفعت يدها مدافعه عن نفسها الا انه ارتطم بقوة كبيرة بها مما سبب كسراً في يدها ودفعها بعيداً لترتطم بأحدى الاشجار الباسقة
صرخ الجميع باسمها فجعين ، التفتوا في المكان ولكنهم لم يجدوا شيئاً على الاطلاق ، شعروا ببعض التحركات الخفية ففعل كلٌ من ايتاتشي و كاكاشي الشارينجان ليتمكنا من رؤية المخلوق الذي يعترض طريقهما
وقفا متصنمين امامه ، جفت حلوقهما تماماً من هذا المسخ الذي لم يريا مثله من قبل
هرع ناروتو ناحية آيـآمي التي بالكاد استطاعت ان تقف مجدداً على قدميها بعد تلك الضربة التي لم تتوقعها على الاطلاق ، ساعدها على الوقوف لينظرا الى كاكاشي وايتاتشي المصدومين وغير القادرين على التحدث من شدة الصدمة التي اعترتهما
فجأة زمجر ذلك الوحش الخفي بقوة اقتلعت الاشجار من اماكنها ، وحرك احدى ايديه الكثيرة ليهويها بقوة على كلٌ من كاكاشي وايتاتشي اللذين تفاديا الضربة بصعوبة بالغة
ابتعدت آيـآمي قليلاً عن ناروتو وهي تحاول ان تفعل الشارينجان ، كانت ترجوا ان لا تحتاج لتشاكرا حتى تتفعل
وبالفعل تفعلت شارينجان آيـآمي لتنظر الى الوحش بذهول لم يقل عن ذهول رجلينا الذين لم يتوقعا ان يواجها شيئاً كهذا في حياتهما
التفتت الى ناروتو وقالت
- سأترك امرك الوحش لكم ، علي ان اجد ساسكي
- اجل اذهبي بسرعة
- حسناً انتبهوا منه ، اعتقد بأنه هزيمته لن تكون صعبة رغم قوته
- اعلم ذلك
تركتهم مسرعاً وهي تتقفى آثار الدماء التي نزفت من ساسكي سابقاً ، وقف الثلاثة مواجهين لهذا الوحش الذي شابه الاخطبوط اكثر من كونه وحشاً عادياً





........








ظلام دامس ورطوبة قد سببت له ارقاً لا يحتمل ، نزيف لا يتوقف وشعور بالوحدة
شعور ان الموت يراقبه من كل مكان وانه وحيد لا يعرف طريق هدايته وسط هذا الضباب ، وقف عند فتحة الكهف لاهثاً وهو يترنح في سيره من الجرح العميق الذي حصل عليه في كتفه الايمن
ضغط عليه بشدة بيده اليسرى و خرج من الكهف سائراً بهدوء لعله يجد طريق خروجه من هذا الضياع المؤلم
بالكاد يستطيع ان يرى جيداً وقد فقد آخر ما لديه من ماء منذ بضع ساعات ، يشعر بصداعٍ حاد و شعور حاد يدفعه الى التقيؤ ، قد يكون هذا بسبب مكوثه طويلاً في هذه الغابة الغريبة
ولكنه يريد الخروج من هنا ، عليه ان يعتذر اليها قبل ان يلفظ آخر انفاسه ، في الواقع هو لا يستطيع ان يصدق ان آخر ما فعله بها كان صفعها بقوة على وجهها بتلك الطريقة
لقد جرحها بشده وهو لا يريد ان يترك هذا العالم عل الاقل الى حين ان يعتذر اليها ويفهمها كم يحبها
كلُ ما في طريقه الان هو الاشجار وحسب ، اشجار لعينة احاطت كل مكان وجعلته متطابقاً لا اختلاف فيه
بحق الجحيم لما لم يقم احدٌ ما باقتلاع هذه الغابة ؟ ، هذا ما فكر فيه في تلك اللحظة التي مرت سريعاً دون أي فائدة تذكر
سمع صوت خرير الماء من بعيد ، ارتسمت ابتسامة آملة على ثغره ليسرع بالخطى السير صوب ذلك الصوت الذي وقع كالموسيقى على اذنيه
لا يزال يلهث رغم انه لم يسر الا مسافة صغيرة ، قدماه تؤلمانه ولا يستطيع ان يفسر السبب الى الان ، تحسّر على الذين فقدوا حياتهم من وحدته وتمنى لو استطاع ان يعينهم وينقذ حياتهم قبل ان ينتهي بما آل اليه ، ولكن الندم لا ينفع على الاطلاق في هذا الوقت
وصل الى مصدر الصوت واذا به نهر ضخم ذو مياه رمادية ساكنة ، شعر بالقلق من هذا المكان وكأنما هناك آثار حياة فيه ولكن ليست بشرية ، بل لا تمد للبشرية بصلة على الاطلاق
شاهد ظلاً ما يقترب من سطح ماء فتراجع قليلاً للخلف وهو ينتظر خروج مهما كان منه ، كانت صدمته عندما اخرجت تلك الفتاة الحسناء رأسها من الماء وهي ترمقه بابتسامة هادئة ، لسبب ما لم يشعر بالأمان تجاهها فتراجع اكثر الى الخلف
قفزت الفتاة من المياه لتجلس على صخرة كانت من عديدات توسطن النهر ،اتسعت صدمة ساسكي الذي لم يتوقع ان يقابل احدى اشهر الاساطير امامه ، تراجفت شفتاه بأنكار شديد لما يراه وهو لا يريد ان يستوعب حتى حقيقة هذا الشي
قال بأنكار وبصوت جاف
- حورية ؟!
امالت الحورية رأسها قليلاً بنفس الابتسامة لتهز ذيلها البراق بغنج
فتحت فمها قليلاً لتغني بهدوء اغنية سلبت كل الوعي الذي لدى ساسكي وجعلته غير مُدركٍ لما حوله
مدت يدها ناحيته وكأنما هي تأمره بالقدوم ناحيتها ، ففعل ذلك دون تردد منه وقد ارتسم على وجهها اخبث ما يمكن من ملامحٍ خبيثة



.....







كانت تركض بهسترية في المكان وهي تجول ببصرها يميناً وشمالاً وهي تتمنى ان تعثر عليه او ان تجد لهُ اثراً ما
شعرت باختلافٍ غريب في الجو فرفعت ببصرها الى السماء لتجد تلك الغيوم السوداء محتلة كل ما في السماء من مساحة
ادركت ان عاصفة تلوح في الافق وستضرب هذا المكان بلا شك
اكملت الركض وهي تصرخ بأسمه دون توقف ودون تفكير حتى في اين تذهب ، كلُ ما تتمناه ان تجده وتحتضنه بين ذراعيها وحسب غير مدركة ان هناك عيوناً تراقبها بقلق على ما يجري حولها
سارت نافذة طريقها بين جذوع الاشجار الضخمة حتى سمعت صوت خرير المياه من بعيد ، توقفت وهي تشاهد المزيد من المياه باتجاه صوت خرير المياه
ركضت بهستيرية ناحية الصوت حتى وصلت اليه بعد حين لترمق المكان بقلق واضطراب شديدين ، شاهدت النهر ومياهه التي اخذت تتلاطم بشدة والى سرعة التيار الشديدة
شعرتْ بالرعب يتسلل الى نفسها فضمت نفسها بيديها بسرعة وهي ترجو ان تبتعد نوبة الرعب هذه من نفسها بسرعة
سمعت صوت ضحكة مليئة بالخبث فرفعت عينها الى مصدرها لتشاهد تلك الحورية جالسة على الصخرة وسط النهر وهي تنظر اليها باستهزاء شديد
لم تصدق عينيها في تلك اللحظة على الاطلاق ، فركت عينيها بيديها حتى تتأكد من انها لا تحلم ولا تتوهم رؤية احدى اشهر الكائنات الاسطورية امامها
اشارت الحورية الى المياه بأصبعها فرمقت آيـآمي الارض اولاً لترى آثار دماء ساسكي على الارض
حينها ادرك حقيقة ما حصل لتتفجر من الغضب صارخة في وجه تلك الحورية
- ايتها اللعينة لقد استدرجتيه حتى اخذته رفيقاتك الى اعماق النهر !
كلُ ما اجابها حينها هو تلك الضحكة الخبيثة التي اطلقتها الحورية من ثغرها الباسم بشرْ
وقفت آيـآمي امام نهر وهي على وشك ان تتخذ قراراً مصيرياً ، اما ان تتغلب على خوفها وتنقد ساسكي او تقف هنا مكتوفة اليدين وتراقبه يغرق لتفقده الى الابد
في تلك الاثناء وعند ساتان الذي كان يراقب الموقف بصمت ، جاءه كازو القلق ليشاهد الموقف الذي وضعت فيه آيـآمي رغماً عنها
تسارعت نبضات قلبه ليردد ببعض الخوف
- المياه !
لم يعطي ساتان كلمته أي اعتبار ، حتى شاهد ارتجاف قدمي آيـآمي الشديد وعدم قدرتها على الحركة
التفت الى كازو ليقول له
- ما الذي تعنيه ؟ من اجل انقاذ ذلك الفتى عليها القفز فقط
- وهذه هي المشكلة هنا
- اشرح هذا
- آيـآمي لديها رهاب شديد من الماء !
احتلت الصدمة وجه ساتان الذي لم يكن يعرف بهذا ، اعاد ببصره الى حيث تظهر صورتها وقد ارتجف قلبه للحظة على اثر ما سمعه
اما هي فقد استجمعت كل قواها وخلعت الاشياء الثقيلة التي ارتدتها مع ملابسها لتقفز في الماء وسط دهشة كازو وصدمته
اخذت تسبح بسرعة محاولة ان تقاوم التيار الذي يحاول ان يسحبها معه الى الجهة الاخرى وهي تتجه الى عمق النهر المظلم
بعد فترة من السباحة استطاعت ان تلمحه من بعيد ، يطفو وحيداً في ذلك العمق من الماء ، زادت من سرعتها حتى وصلت اليه لتمسك به وتطبق شفتيها على شفتيه كي تدخل الى جوفه بعض الهواء الذي فقده
ابتعدت عنه لتنظر الى اعلى وتجد تلك الحورية المغرورة برفقة صديقاتها اللاتي حاصرن المكان بهدوء
نظرت اليهن بحقد شديد وهي تفتش في حقيبة ساسكي الصغيرة حتى استطاعت ان تجد قنبلة صغيرة وموقوتة
ضغطت على الحبة التي تظهر العد التنازلي والذي بدأ من خمس عشرة ثانية ورمتها بقوة الى اعلى حيث وصلت الى الحوريات المتعجبات
تجمعن حولها وهن يلمسنها باستغراب شديد ، فهذه اول مرة يرين مثل هذا الشيء اللامع ، نظرت الرئيسة الى آيـآمي المبتسمة بنصر لتصرخ بشدة محذرة صديقاتها
الا ان الوقت قد فات وانفجرت القنبلة في المياه ، استعانت آيـآمي بقوة الانفجار كقوة دفع رفعتها الى الاعلى وهي تسبح ممسكة بساسكي بيدها اليسرى
شعرت بأن شيئاَ ما يجذبها الى الاسفل فنظرت الى رجلها لتجد تلك الحورية وقد تشوه وجهها تماماً وهي تسمك بقدمها ونظرات الحقد بادية على وجهها
شعرت آيـآمي بالغضب منها فركلت وجهها بقوة شديدة لتكمل سباحتها حتى وصلت الى سطح الماء بسلام
ولكن التيار كان قوياً جداً وكان المطر قد بدأ بالهطول بغزارة والنهر كانت امواجه لا تقل خطراً عن امواج البحر في هذه اللحظة ، حركتها الامواج حتى ارتطمت بأحدى الصخور التي تتوسط النهر ، ادارت جسدها بسرعة وهي تحاول رفع ساسكي الى الصخرة
لم تنتبه على جذع الشجرة الذي اخذ التيار يجرفه ناحيتها ، استجمعت قواها وهي تحاول رفع ساسكي والتيار يضرب جسدها بقوة كبيرة ويجعلها ترتطم في الصخرة بشدة
استطاعت بشق الانفس ان ترفع ساسكي وتضعه على الصخرة وتشعر انه على بر الامان ، تنفست الصعداء في تلك اللحظة الا ان ما حدث بعدها لم يكن بالحسبان
ارتطم الجذرع بظهر آيـآمي بشدة ليصطدم وجهها بالصخرة مسبباً لها جرحاً عميقاً في جبينها فقدت وعيها على اثره
سحبها التيار بلا رحمة ناحية الشلال الذي سقط جسدها منه الى الاعماق دون ان يعرف احدٌ بمصيرها
وساتان الذي ارتسم الرعب لاول مرة على وجهه شعر بأن قلبه قد تم انتزاعه للتو ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes