WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثالث : ( الظرف الاحمر : المهمة الاخيرة )








حدقت بك طويلاُ لعلني

بهذا ابعد عني ظمأ الالم والاشتياق

حلمت بك طيراً طليقاً

يجوب كل بقاع الحياة

انا يا سيدي من كان لك خادماً ابدياً

سخر كل روحه كي يسقي ظمأكَ

انا يا سيدي من سفك بيديه دماء الابرياء

كي ارفع اسمك ويغدو مجدك

انا من دمر كل انسانيته لأجلك

لعله بهذا يحضَ ببعض الكبرياء

انا يا صائدي الطير الذي

اصطدته ببندقية خرساء

انا يا معذبي من قتلت اصدقائه امام ناظريه

وقطعت اجنحته كي تمنع هروبه

انا من تحول بياضي للاحمرار القرمزي

انا من شاهدتُ بسمتك وسط السواد

انا من شاهدتُ ضحكك وبكائك في جنازة السعداء

انا يا سيدي من شهد سقوطك من السماء

انا من قُطعتْ اوصاله كي انجدك من وطأة السقوط

انا يا سيدي من عشت في عش صغير هزته رياح عاصفة

انا من ضحى .. سخر ... اعطى ... ونهب

لسوف اعصف بمن هتك حرمتك عصفاً

ولادمرن لهم قلوباً ما عادت تفيد حتى للإدماء

كنتُ عبئاً على شاهد قبور الاموت واردت ان احضَ فقط بالممات

انا على اتم الاستعداد كي اسلخ جلدي ان كان هذا هو الجواب

ولكني حقاً كنتُ لأفعل ..

كنتُ لأقتل نفسي ان طلبت مني الفناء







الفصل الثالث : ( الظرف الاحمر : المهمة الاخيرة )









حركت الرياح اغصان الاشجار ذات الاوراق الخضراء التي زُينت اطرافها بالأصفر البراق لتتراقص على وقع انغام موسيقى الطبيعة التي لم تكتفي قط من تبرير معنى الجمال ، الغيوم الرمادية تتحرك بسرعة في السماء الزرقاء و اسراب العصافير تكاثفت في مجموعات مرتبة وهي تزقزق معلنة عن حريتها الابدية ، ومن بينها وعلى سطح الارض التي لطالما احتملت المصائب وحاولت ان لا تظهر للعالم كونها تحتضر من افعالهم غير المبررة و حروبهم التي لا طائل منها ، لقد اُنْهِكَتْ من تنفس الدخاخين السوداء المشبعة بالسموم والهلاك ، غَصًّ جوفها من كثرة ابتلاع الدماء المراقة من الجثث المتراكمة على بعضها والمقطعة بفعل وحوش ارتدت جلد البشرية ، انها عارية ، ضعيفة وواهنة ، مرهقة ومتعبة ، كل ما تريده من البشر هو سماع صرخاتها المستنجدة والمتألمة ، ولكن ما الذي تستطيع فعله وهم يرتدون اقنعة الكذب ويصدون آذانهم عن سماع ما حولهم ؟ ، ما الذي يتوقعه أي حي من البشر ، الذين ما عاد لهم الحق في ادعاء البشرية ؟ ، قتلوا ، نهبوا ، سرقوا ، كذبوا ، طغوا وادعوا الالوهية ! لا ريب ان الارض ستَسْعُل للمرة الاخيرة قريباً دماً اسوداً يعلن عن صفارة وفاتها الجافة

ومن بين كل تلك الاختلاجات غير المنتهية والذكريات التي لا تزال ترنو على ماضيها بكل لحظة بنظرات الوعيد والتكرار وجدت آيـآمي نفسها في موقف صعب ، اما ان تهتم بحقيقة الرؤيا التي شاهدتها سابقاً او ان تهرع الى حيث والدتها لتغرس نصلاً فضياً في قلبها وتقتلها مرة اخرى

لا يزال الامر نيّفاً على صدرها ، مؤلماً لحد البكاء الصارخ ، تتوالى الاحداث عليها بحمل ثقيل حتى لا تفرق بين وعيها ونومها ، لا تزال تماطل الشعور الغريب الذي ينم عن كارثة وتحاول قتال كل ما يعترض طريقها بشكل او بآخر غير مهتمة للعواقب الوخيمة التي ستترك بصمتها عليها عاجلاً او آجلاً

قطبت حاجبيها بقوة عجيبة وهي ترتدي ملابسها كي تقي جسدها برد الخريف الذي اخذ يزداد كل يوم مع مرور الدقائق والساعات ، الصداع عاد بشكل هستيري وهي تترنح كـ مومياء عادت للحياة للتو ، التقفت علبة دواء كانت على طاولة صغيرة مجاورة لفراشها وفتحتها ، واذا بها فارغة

القتها بقوة على الارض وهي تحاول ان لا تصرخ من الغضب ، استهلكت كل الدواء المسكن في ثلاثة ايام فقط ، ستقتلها ساكورا ان عرفت بهذا ، ولكن كان هذا الشيء الوحيد الذي اراحها من صداعها اللا منتهي على الاطلاق ، انه افضل حتى من علاج ريو البدائي ذاك

اتجهت ناحية نافذة غرفتها خاوية الوفاض وهي ترمق معالم المدينة بازدراء شديد ، قفزت منها على سطح البناية المجاورة وهي تشق طريقها ناحية المستشفى حيث تعمل ساكورا حالياً

لا تعلم لما ولكنها تجد كونها تعيش في كونوها امراً مثيراً للاهتمام هذه الايام ، كل هذه المباني والاحتفالات والمشاكل الغريبة ، كلها كانت محمية بستار الحقد الاسود الذي طغى على عينيها سابقاً ولكنها الان – وعلى الرغم من انها لا تزال تكن بعض الكره – تجد المتعة في السير خلال ازقتها المظلمة واللعب مع صغار القرية والتحدث الى من هم في عمرها

حيث لم يكن بإمكانها فعل ذلك عندما كانت في عالم الشياطين او عند الاكاتسوكي لذا تشعر واخيراً ببعض الحرية التي طالما افتقدتها في قرارة نفسها المرهقة

وصلت الى عند عتبة المستشفى ، توقفت وهي ترمق تلك العبارة الضخمة المنحوتة على البوابة

" لإنقاذك فنحن مستعدون لفعل المستحيل ، انت حياة تستحق الانقاذ والتقدير ، لانك انت بشر "

امالت رأسها قليلاً بملامح بلهاء ثم قهقهت في قرارة نفسها لتدلف الى داخل المستشفى بعدها من الباب الزجاجي الكبير ، ذهبت الى احدى المسئولات عن المستشفى فسألتها عن ساكورا لتخبرها بأن تنتظرها لبعض الوقت

جلست على احدى الكراسي مكتفة اليدين ومغمضة العينين وهي تحاول ابعاد حواسها عن المكان ، فهي تشعر بألأمهم هنا وتسمع صرخاتهم الصامتة المتعذبة ، حال المرضى حقاً ليس جيداً هذه الايام بسبب نقص الادوية الحاد الذي حل بكونوها فجأة ودون سابق انذار

ايقظتها من تفكيرها تلك اليد الحانية التي ربتت على كتفها بهدوء ، فتحت عينيها لتجدها امامها مبتسمة ، بجمال الساكورا ولكن بطريقة حية ، تحمل في عيناها لون الطبيعة الام ، رغم عصبيتها فهي رقيقة وطيبة جداً ، هارونو ساكورا ثالث افضل طبيبة في كونوها

ابتسمت آيـآمي بهدوء وهي تسمع ساكورا تلقي كلماتٍ محّتدة بعض الشيء على مسامعها

- يا الهي ظننتك مريضة آيـآمي ، لا تخيفيني هكذا

- لستُ مريضة تماماً ولكنني احتاج الى معروف

- ماذا ؟ اطلبي أي شيء

- اريد بعضاً من ذلك الدواء المسكن الذي اعطيتني اياه قبل بضعة ايام

- بل ثلاثة ايام ، عندما ارسلته لك برفقة ريو عندما كنتي في المهمة ، ولكن لحظة ! هذا الدواء يكفي لأسبوعين تقريباً ، مستحيل لا تقولي بأنكِ تناولتيه كله ؟!

توترت بعض الشيء لتشيح بعينيها بعيداً عن ساكورا ، ادركت الاخيرة الحال المستعصي فتنهدت باستسلام لتردد ببعض الانزعاج

- انتِ حقاً نسخة انثوية عن ساسكي – كون ، هو الاخر استهلك دوائه في زمن قياسي

- ساسكي كذلك ؟! ذلك اللعين لهذا كان مرهقاً جداً ! ، سأبرحه ضرباً في المرة القادمة عوضاً عن القاء حذاء حديدي على رأسه

- حذاء حديدي ؟! بحق الله لما تملكين شيئاً مرعباً كهذا ؟

- للقضاء على الطفيليات البكتيرية التي تسبب امراضاً مستعصية وأحوالاً من الانحراف غير المنتهي

- ما هذه الطفيليات بالضبط ؟!

- صدقيني ، ان عرفتِ فلن تستطيعي ان تنامي لعشرة ايام من الرعب

- لا اغب بأن اقع ضحية طفيلياتك الغريبة ، انتظري هنا سأرى ان بقي لدي بعض من الدواء

- حسناً

تركتها جالسة لتسير بخطوات هادئة ناحية مكتبها الفاخر ، ارخت الاخرى رأسها على الجدار المنتصب خلفها وهي تتنهد بألم ، وكأن هذا الالم لم يكفه ان يغرقها في دوامة من الحيرة بل قرر ان يصدّع رأسها ويشقه كما يشق البرق السماء في الليالِ العاصفة

فكرت في كيفية تقربها من ساكورا هذه الايام ، في البداية كان الجو المحيط بهما محتدماً بنيران لا تنطفئ ولكن في نهاية المطاف اصبحتا صديقتين جيدتين بعدما ادركتا ان لا فائدة من القتال ، بل من الافضل الجلوس وتقبل ما تحمله الايام لهما من اقدار

عادت الاخيرة مبتسمة وهي تحمل في يديها تلك العلبة الزجاجية ، ما ان سمعت آيـآمي وقع خطواتها حتى فتحت عينيها بكسل لترمق العلبة بسعادة بالغة

انتصبت الاولى امامها وهي تحمل على وجهها ملامح الانتصار والبهجة ، وقفت آيـآمي بهدوء لتعانق ساكورا بقوة وتردد بطريقة طفولية محضة

- انقذتي حياتي يا جميلتي ، شكراً لك

- لحظة آيـآمي ! لا استطيع التنفس

- يالك من جميل ايها العزيز المسكن ، صوت ارتطام حباتك في العلبة فقط يسكن آلامي ويجعلني اسبح في نهر قوس قزح

- كل هذا الحب لعلبة الدواء ؟ اشفق على ساسكي – كون الذي لا يتلقى الا الضرباتِ منكِ

- دعي ذلك القبيح يذهب الى الجحيم ، الدواء اكثر اهمية الان

- حسناً ، حسناً لابد وانه فعل امراً مثيراً للريبة لك ، لهذا انتِ غاضبة

- لم يعد يهم الان ، الى اللقاء وشكراً على الدواء

ودعتها وخرجت وهي تفتح علبة الدواء لتأخذ حبتين منها ، ابتلعتها بسرعة وهي تدنو من السكون والراحة ببطء شديد ، خف الالم بعد لحظات قليلة وعادت الى تفكيرها السليم مرة اخرى ، وقفت عندما شعرت بنوع غريب من الطاقة المألوفة لديها ، حتى صدَعَ في اذنها صوت بدى وكأنه صرخة غير مفهومة المغزى ، سقطت على ركبتيها وهي تغطي اذنيها بكفيها من الالم حتى استطاعت ان تتعرف على ماهية كينونة هذا الصوت

" تُحَتم الاقدار ان يتكرر الزمن بين فينة واخرى ، لذا سيعقد الاجتماع الجديد بعد بضع ساعات ، التخلف ممنوع ومن يتخلف سيعاقب بشدة ، ارجو ان لا يكون احدكم يرغب برؤية اغوار الجحيم المختفية وراء ستار الظلام "

انهى ساتان عبارته الطويلة تلك ، لتقف آيـآمي مجدداً وهي تُمسِّد جبينها بتوتّر وتقول ببعض الانزعاج

- يالها من حياة غريبة ، تهب الرياح دائماً عكس ما تشتهيه السفن





سمع هو الاخر النداء الذي عممه والده على كل اخوته المنتشرين في العالمين ، تنهد بانزعاج ليردد

- ليس الان


كان يجر الاميبا من قدمه وملامح الصدمة لا تزال بادية على وجهه ، لم يعتقد بأن آيـآمي تمتلك اسلحة فتاكة كهذه على الاطلاق ، شعر بالقلق على سلامته الشخصية في تلك اللحظة ، فقد اصبحت هذه الفتاة اكثر رعباً مما كانت عليه في السابق

ردد في نفسه بقلق

- ربما علي ان اضع في الاعتبار كون حياتي في خطر ، اعني لديها اسلحة فتاكة قادرة على الاطاحة بجيش الشياطين الملكي ، تلك الفتاة ، انها حقاً مرعبة هذه الايام ، ولكن لحظة ! لم اتأكد من مكان اصابة ذلك الشيء للاميبا

التفت الى ساسكي المجرور على الارض بلا رحمة من قبله ، فزع ليشهق بحدة على شكل ساسكي الذي يوحي بأنه قد خرج من معركة مع وحش ذي قوة مرعبة ، كان كعب الحذاء ملتصقاً بجبهة ساسكي والدماء تسيل منها

سقطت قدم ساسكي من يد كازو واخذ ينظر الى مكان الحذاء بقلق ورعب وهو يصرخ في قرارة نفسه

- لماذا اصابت هذا المكان الحساس ؟! لقد دمرت جبهته تماماً ، لحظة اليس هذا خطيراً ؟ كلا لا اعتقد ذلك ، علي انتشاله فقط من مكانه وكل شيء سيكون بخير ، وان مات فدمه سيكون على آيـآمي الخرقاء وليس علي انا ، اجل اجل لا داعي للقلق انه مجرد اميبا طفيلي

مدَّ يده بهدوء ناحية الحذاء لينتشله من مكانه ، لاول مرة يشعر بالقلق وكأنما هو على وشك ان يفكك قنبلة ذرية سيموت نصف العالم على اثر انفجارها ، الا ان ساسكي الذي فتح عينيه بسرعة ولكم كازو على وجهه قد اوقفه من تنفيذ مهمته المستحيلة هذه

وقف الاخير بغضب ليمسك بفردة الحذاء وينتزعها من جبهته بغضب شديد ، مسّد جبينه بغضب وهو يتذكر الاحداث التي حدثت و ادت الى كونه خروفاً يُجَر ناحية المذبحة ، نظر الى كازو بحقد شديد ليقف مواجهاً له تماماً ويرمقه بنظرات فهم الاخير مغزاها

- اسمع جيداً ايها القرد الراقص ، لا انوي ان اتهاون فيما افعله لذا دعني اقلها مباشرة ، ابتعد عن آيـآمي

- لا اهتم بما تقوله يا عزيزي الاميبا ، هي اختي ولا حق لك بأن تأمرني بفعل شيء

- هكذا اذا ، اعتبرها اختاً فقط ولا تفكر بعقلك الخسيس هذا بالتقرب منها

- دعني افكر في هذا لاحقاً ، اما الان سأذهب ، اتمنى لك نزيفاً حاداً يؤدي الى وفاتك حالما تحط قدماك ارض المستشفى يا اميبا

- لعين !

تركه فاراً من شجار لا طائل منه ، ارخى ساسكي بدوره كل عضلة في جسده وهو يبعد عن نفسه الوساوس التي تؤرقه اكثر حتى من اربعين كوب قهوة ، ازمع الى حيث مكتبه متجاهلاً الدماء التي تسيل من جبينه والتي شاهدها الجميع وفزعوا لحاله تلك رغم انه يناضل كي لا يهتم بوجود الجرح في وجهه ، وصل الى مكتبه بعد السير بخطوات اما متثاقلة و اما سريعة جداً

فتح الباب ودلف الى الداخل ليغلقه بعدها ويتجه ناحية مكتبه ، اول ما قام به هو فتح الدرج الذي على جانبه الايمن ليخرج علبة مربعة ، فتحها واخذ احد الاقراص الذهبية الموضوعة فيه وتناولها بسرعة

في لحظات التأم الجرح ولم يعد له وجوده ، تناول منديلاً ليبلله بالماء بواسطة علبة كان قد رشقّها ايتاتشي عليه مسبقاً وقام بمسح الدماء من على وجهه بهدوء

حينما انتهى جلس على كرسيه وراح يقرأ الاوراق الموضوعة على مكتبه بهدوء ليرفض بعضها ويوافق على الاخرى ببعض الشروط

حتى تنائى اليه ذلك الظرف الاحمر الذي غطته بعض الاوراق البيضاء ، قتله الفضول كي يعرف نوع المهمة الغريبة التي بعثتها الهوكاجي لأجله خصيصاً ، مدّ يده الى الظرف ليتناوله في يديه ويقلبه قبل فتحه ، شاهد رمزاً غريباً على الظرف وقد كان يغلقه من الانفتاح ، شعر بأنه شاهد الرمز مسبقاً ولكنه تناسى الامر وفتح الظرف بعد ان تناوله الفضول حياً

اخرج الورق الذي يحمل خبايا المهمة تلك وانهمك في قرائها ، قطب حاجبيه بانزعاج وشعر ببعض السخرية في الورق ، كيف يرسلون شيئاً غير مفهوم الى رئيس الانبو ويطلبون منه تنفيذه ؟

القى الرسالة جانباً وعاد للانهماك في انهاء الاشغال الاخرى التي تراكمت بسبب اهتمامه الزائد بكازو حتى دُقَ الباب و اذن للطارق بالدخول

ظهر من خلفها الرجل العشريني اللطيف ، ذو العيون السوداء والشعر الاسود ، ربما يختلف عن قائد الانبو في كونه ربيعياً دافئاً وليس شتوياً بارداً جُرِدَ من المشاعر تقريباً

- ماذا ارى بأنك تعمل ساسكي

- ما هذه النبرة ايتاتشي ؟ تبدو وكأنك تسخر مني

- انا لا اسخر منكَ يا اخي الصغير الاحمق ، ارى بأنك قد فتحت الظرف

- ذكرتني ، هذه المهمة عجيبة جداً ، لم افهم مغزاها جيداً

- لم تفهم مغزاها ؟ هذا امر نادر منك ، ما الذي تحتوي عليه ؟

- استعادة شيء يدعى صندوق باندورا

- ماذا ؟!!

- لما تصرخ ؟ لقد صممتني

- هذا مستحيل ، لا يمكن ان يكون المحتوى صحيحاً

- ولما ؟

- صندوق باندورا مجرد اسطورة

- ...........

استكانت كل ضوضاء كانت قد عمت المكان ، وحل الصمت ضيفاً ثقيلاً على قلب الفتى الشتوي ، ارسال الهوكاجي له بمهمة استعادة شيء اسطوري ويمكن ان لا يوجد حتى ليس امراً يستطيع تجاهله على الاطلاق ، هاجمته الهواجس من كل ناحية وصوب ، انخفضت عيناه الى الارض ليرتفع مقدار حدتهما ، تنائى اليه من بعيد صورة غريبة لجسد يعوم بدمائه على سطح مياه ماسية ، رفع رأسه مسرعاً مجدداً وهو يرمق اخاه بنظرات متوترة ، اقترب الاخير منه ودنى الى مستواه ليردد بصوت اعاد السكينة الى قلب ساسكي

- لنذهب لرؤية تسونادي – ساما ، لا بد من انها ستشرح الامر لك

- حسناً لنذهب

خرج الشتاءُ مرافقاً الربيع ، الى رحلة قد تكون الاخيرة وقد تكون بداية طريق جديد ، كل شيء يحمله القدر سيتحقق لا محال ، ولكن هل يمكن للبشر تغيير بعض ما في جعبته ؟ هذا هو سؤال المئة مليون سنة الذي طرحه البشر منذ ان عرفوا ان هناك قوة آلهية تحرك الكون بأسره







في عالم الشياطين

صمتٌ مرعب حل مطبقاً على كل جنبات القصر ، الموت قد دُقَتْ اجراسه منذ لحظات معدودات ، حين جثم الليل ساتراً كل سائر في حدائق المقابر التي ضَمْت الجثث المضرجة بدماء قد سُفِكتْ بيد مخلوق ذليل ، سَجَّى المَيِّتَ ضوء القمر الفضي الذي كان الحياة الوحيدة التي تدب في قصرٍ مُعْتِم السواد ، خفتت حركات الجميع وانصاع الكل الى حديث شياطين قلوبهم وهمسهم لهم بالفناء المطلق حين ادركوا ان الاجتماع الحالي لن يمر بشكل افضل من سابقه

علا صوته آمراً و عَجَّ القصر بالخدم ذوي الخطوات الخافتة والتي لا يُسْمَعُ لها أي صوتْ ، رمق الجميع بنظرات الوعيد ان تسببوا بتعطيل أيٍ من المراسيم اليوم ، انحنى الجميع اليه محترمين كونه آمرهم المطلق في هذا المكان الموحش

سار بين جدران الموت الخاصة بقصره وشعره الذهبي الذي لَمَع كالذهب يتحرك بخفة مع كل حركة يقوم بها ، عيناه الزرقاوات كزرقة الماس قد كانتا حادتين كحدة السيف وهو يشعر بأن امراً ما سيحدث في أي لحظة الان

وقف عند باب غرفته ليفتحه بهدوء ويدلف اليها غاضباً ومتأهباً للقيام بما يريده الان ، فتح احدى الادراج الضخمة واخرج منها علبة اخفاها بين ملابسه الى حين احتياجه لها

اتجه الى خارج القصر الى حيث الحديقة المظلمة وسط هذا الليل ، لديه عمل لم ينتهي فيها وسينهيه الى حين حضور كل ابنائه الى القصر

ومن جهة اخرى وفي تلك الغرفة الضخمة ذات الطاولة المستديرة والتي رُسِم على جدرانها احداث معركة دامية كانت احدى افظع المعارك و ابشعها في التاريخ

تلك الطاولة الياقوتية والتي توسطها سيف ابيض منقوش عليه بعض العبارات الحمراء قد زينت بكراسي مصنوعة من خشب الآرو العتيق والذي بدوره غُلف بجوانبه بقماش احمر فاخر صُنِع بفرو الثعالب الحمراء

جلس على تلك الكراسي التسعة ثلاثة من ابناء ساتان قد كانوا في القصر مسبقاً من ذلك اليوم

كان كلٌ من دانتاليون ، جيراهيم واراشي جالسين متفرقين كل منهم مشغول ببعض الاعمال التي تراكمت بين يديهم

فُتِحَ الباب ليدلف الى الغرفة وافدٌ جديد قد ازعج صمت المكان الهادئ

- لا اصدق انتم حقاً مملون

- اتيت اذاً ، تشيتوسي

- مرت فترة اراشي ، اشتقت اليكم

- حقاً مرتْ فترة يا صغيري ، ما الذي كنت تفعله ؟

- دان ، حسناً كُنْتُ اترأس الفرقة العاشرة في الجيش وذهبنا للقضاء على الغوبلنز

- اجل انهم مزعجون هذه الايام ، كَثُرت مشاكلهم

- انت مُحِق في هذا ، كان علي الذهاب لعلي استفيد من بعضهم في تجاربي على الاحياء

- لا تبدأ خططك المقززة لتعذيبهم لمليون سنة

- انتم لا تفهمون الفن ، الشخص الوحيد الذي يفهم هي تشيبي – شان

- لستُ واثقاً من هذا على الاطلاق

- اجل وانا كذلك

- يبدو وكأن اخوتنا لازالوا على عهدهم القديم ، متأخرون دائماً

- العادات القديمة صعبة الموت

- اوافقك على هذا فقط ، ايها المتضرر عقلياً

- لا تقل لي بأنك لا تزال حاقداً بسبب طعني لك ، انت شرير جيرا

- اتسمي تلك طعنة ؟ كدت تُتلف كبده

- هذه الاشياء ضرورية الدفع من اجل ايجاد الفن الحقيقي

- لا تبدأ ارجوك ، انت حقاً عجيب

عاد الصمتُ مجدداً وكلٌ منهم انشغل مرة اخرى بما يحلو له من امور ، الى حين مرت قرابة الساعة ، ليفتح الباب من جديد ويدخل وافدين جدد

التفت الجميع اليهم بابتسامة خبيثة ، رافقها الكثير من الترحيب الكاذب من اجل كسر الملل الذي القوا فيه رغماَ عنهم

- كاريو و هيرو ، امر جميل ان تأتوا بعد الموعد بساعة

- اصمت تشيتوسي ! لا شأن لك بهذا

- ارجو ان لا تأكله هيرو ، لم يحن وقت القتل بعد

- سأقتله ان احببت كاريو لا شأن لك

- لم تتغيرا ابداً ، كلاكما مجنونان

- دعهما وحدهما ، انه الفن الجديد

- انت والفن ، انقلع من هنا يا رجل

- مزعجون ، لا يمكنني حتى ان اقرأ كتاباً

- اوه جيرا ، لم تتغير لا زلت دودة الكتب التي لا تشبع

- كُفَ عن هذا هيرو ، لا دخل لك بي

- على اية حال ، دماء – كون لم تأتي الى الان

- اشك بقدومها بسبب ازعاجكم الذي لا يرتقي حتى السلم الجثثي

- وما هو هذا السلم الجثثي ؟!

- شكراً على سؤالك هيرو ، في الواقع ....

- ارجوك لا تبدأ ، اتركنا في سلام من الكوابيس

- دان !! بحق الجحيم دعني اروي ظمأي الفني

- ارغب بقطع احد اصابعي ، اعطوني سكيناً

- خذ كاريو ، ولكن لا تجعل دمائك تغطي وجهي

- حسناً

- لا اصدق بأني لم اجن معكم الى الان







وقفة مع الشخصيات الجديدة




الاسم : تشيتوسي
الاسم بالانجليزي : Chitose
العمر : ؟؟
النوع : شيطان ( ابن ساتان )
نبذة : شاب مهذب الطباع ، من النادر ان يقدم على افعال مجنونة كأخوته ، متأني ولكنه يمتلك عقلاً خبيثاً لا يفر منه عدو



الاسم : هيرو
الاسم بالانجليز : Hiro
العمر : ؟؟
النوع : الشياطين ( ابناء ساتان )
نبذة : شخص يعشق الدماء والحروب ، يعشق القتل وسفك الدماء ورؤية الجثث ، لا يبدو عليه كذلك ولكنه متأنٍ ولا يقدم على شيء دون ان يفكر فيه جيداً ، يحب السيوف كثيراً ويعتبرها رمزاً للقوة



الاسم : كاريو
الاسم بالانجليزي : Kario
العمر : ؟؟
النوع : الشياطين ( ابن ساتان )
نبذة : شخص ماسوشي يحب تعذيب نفسه ، عينه اليمنى ملعونة بلعنة ستعرفونها لاحقاً ، بارد الطباع في العادة ويربي افاعٍ تشبه التنانين بعض الشيء





فُتِحَ الباب بقوة لتهب رياح اخرست كل الموجودين ، دخل بهيبته المعتادة الى داخل الغرفة ليصدع صدى صوت خطواته في المكان

وقف الجميع باحترام لينحنوا وهم يرحبون بقدومه امامهم بخضوع ، رمق الجميع بنظرات متفحصة ليشعر ببعض الغضب وهو يردد

- اين كازو وآيـآمي ؟

- لم يأتيا الى الان

- هكذا اذا ، سننتظر قدومهما

- كما تأمر

- ما الذي كنتم تفعلونه على اية حال ؟

- نتبادل اطراف الحديث يا والدي

- اشك بهذا

- كانوا يحولون المكان الى ساحة قتال كالعادة

- كما توقعت اذا

- اللعنة عليك جيرا ، ستندم لاحقاً

- صُنْ لسانك هيرو ، انا هنا كما ترا

- آسف يا والدي

- دماء – كون ستأتي هذه المرة اليس كذلك ؟

- اجل ، اقنعها كازو بهذا

- لا زلتُ غير مقنعٍ بحقيقة كونه الاخ الاكبر ، نحن دائماً ما نجري خلفه كالبلهاء

- ان ازعجك الامر فيمكنك ان لا تهتم بوجوده !

- المعذرة يا والدي ، لم اقصد

- ما بك تشيتوسي ، انت هادئ جداً

- كما ترى يا والدي ، اخوتي لا يزالون غير ناضجين عقلياً وانا لا انوي ان اكون مثلهم

- هكذا اذا

صمت الجميع عندما سمعوا اصوات شجار في الخارج ، ابتسم ساتان بسخرية ليردد

- اتى القط والفأر بعد نزال عنيف

وقف الجميع بعد ان شاهدوا وقوف ساتان الذي سار ناحية الباب وفتحه وهو يراقب ما يحدث في الخارج ، سار الجميع بخطى ثابتة خلفه لينظروا الى الحدث المهم ، ابتسم بعضهم وبعضهم الاخر ضرب وجهه بقوة براحة كفه عندما ادركوا ما حدث

كان كازو يجر آيـآمي من شعرها بقوة وهو يحاول ان يدخلها الى الداخل ، اما هي فقد كانت يدها تخترق قلبه وتهدده بانتزاعه في حال لم يتركها

ولكن كلاهما عنيدان ، لن يتوقفا حتى ينالا مرادهما ، كانت هناك بعض الجروح على وجه كازو استنتج الجميع انها من فعل قط ، الا ساتان الذي ادرك انها آثار اظافر آيـآمي وحسب

غضب كازو كثيراً فركل آيـآمي بقوة فاندفعت ناحية الجدار

وقفت بسرعة وقفزت ناحيته لتركله على رقبته بشدة ، فشعر بالدنيا تدور من حوله ، بالكاد استطاع ان يعيد توازنه وان يشد شعرها مجدداً وسط تشجيع الجميع لآيـآمي وتوقعهم بخسارة كازو

صرخ في وجهها

- الى الداخل ايتها القطة المشردة

- لا شأن لك ايها الجرثومة

- هيا الى الداخل والا انتزعت قلبك

- تفضل وافعل وكأن هذا سيوقفني

- لا تجعليني استخدم العنف !

- وما هذا اذا ؟! المعاملة النبيلة للاميرة كازويا ؟!

- هيا الى الداخل آيـآمي ، لا تتصرفي كالاطفال

- قلت لك لدي عمل مهم وسآتي بعد ان انتهي

- كاذبة ، انتي تتهربين فقط

- لا اريد ان افقد عقلي من جنونكم ايها الحمقى

- وكأني اهتم لهذا

غضبت بشدة هذه المرة ، غرزت اصبعها السبابة بسرعة في عينه اليسرى حتى ادمت وترك شعرها وهو يصرخ بشدة متوعداً اياها ، ابتسمت بنصر وهي تتراجع بسرعة للخلف من اجل ان تهرب من المكان ، الا ان ساتان كان لها بالمرصاد فوقف خلفها مبتسماً ليحملها بين يديه ويدخلها الى الغرفة معه

- لاول مرة في تاريخ اجتماعاتنا الطويل ، تكون ابنتي حاضرة ، يالها من معجزة

- اجل معجزة تطلبت سفك الدماء

- لا عليك ايها الجرثومة سوف تشفى عينك خلال ثوانٍ

- مرتْ فترة طويلة دماء – كون

- اجل مرت فترة كاريو ، حسناً لم تتغير على الاطلاق

- كلنا لم نتغير تشيبي – شان

- اراشي ، سمعت بأن لديك سماً جديداً ، لدي ضحية مناسبة لك

- لهذا افضلك على كل اخوتي تشيبي – شان ، انتي تفهمين الفن

- لنتبارز لاحقاً بالسيوف ، سيكون امراً ممتعاً ان ارى مقدار تطورك

- كالعادة هيرو ، سوف يكون قتالاً دموياً

- وهذا ما اريده

- ارجو ان تنتبهي لعقلك آيـآمي ، سوف تصابين بعدوى الجنون

- لهذا افضلك ، انت عقلاني جداً على العكس من الجراثيم الغبية

- هه ، لستُ مزعجة حمقاء على الاقل

- ابقى خارجاً كازو

- ماذا؟!

امسكها بقوة من رقبتها وسط دهشة الجميع ، كان غاضباً بحق هذه المرة وليس مجرد انزعاج عادي ، رمقها بنظرات لم تراها منذ ست سنوات ، غضب حقيقي ولكن لم يكن لاجل الجدال البسيط الذي حظيا به ، شعرت بأنه يتلق بأمر آخر بأمر لا صلة له بهذا المكان ، دمه كان يغلي حقاً في شرايينه وعيناه قد احمرتا من الغضب الشديد

تدخل ساتان مبعداً يد كازو القوية عن رقبة آيـآمي التي سعلت بشدة من قوة الضغط على قصبتها الهوائية

ادرك كازو ما فعله ، ارتبك وعاد للجلوس بشكل صحيح وهو ينظر الى يديه بصدمة قوية ، لم يغضب بشكل فعلي منذ زمن طويل وها هو الان يخرج غضبه في وقت لا داعي له

تنهد ساتان منزعجاً من الاحداث التي تتكرر في كل اجتماع بلا توقف

نظر الى آيـآمي التي كانت قلقة على كازو ، عرفت بأن هناك خطباً ما به ، ابتسم لهذا وربت على كتفها وهو يقول

- يا صغيرة ، اذهبي الى الغرفة المجاورة وارتدي الملابس التي جهزتها لك هناك

- حسناً

- لا تتأخري

- لا تحاول يا والدي ، الفتيات دائماً ما يتأخرن قرناً ان كان الامر متعلقاً بالثياب

- وهل طلبت رأيك ، هيرو ؟

- المعذرة

ابتسمت آيـآمي بخفة على ما قاله هيرو ، الا ان ابتسامتها تلاشت كلياً عندما التقت عيناها مع عيني كازو ، امر غريب يشعر به وتريد ان تعرفه الا انها لم تتمكن ان تقع على سره الذي خيم الظلام عليه من كل البقاع

خرجت من الغرفة وبدأ ساتان يحكي بعض الاوامر الجديدة وبعض المستجدات المهمة في عالم الشياطين والتي لا تحتاج آيـآمي الى سماعها بسبب كون الحراس الملكيين يخبرونها بكل المستجدات هنا

دلفت الى الغرفة لتجدها خاوية الا من ذلك التمثال الحجري الذي ارتدى ملابس غريبة ، اقتربت منه قليلاً وهي ترمق الملابس بأعجاب شديد ، الا انها شعرت بمؤامرة تحاك في الخفاء عند رؤيتها

لما سيتعب والدها نفسه بصنع ملابس جديدة لها ؟ ، فكرت في انها تبدو ثقيلة بعض الشيء وان ارتدائها سيبطأ من تحركاتها

نفضت تلك الافكار من رأسها وهمّت بارتداء الملابس الذي اهداها ساتان اليها ، انتهت بعد ان عانت الامرين في ارتدائها وخرجت من الغرفة عائدة الى غرفة الاجتماعات التي مُلأت ببعض الضجيج

دلفت اليها بجُنْح ولا مبالاة فالتفت الجميع اليها ، صفّر بعضهم وتعجب البعض الاخر من هذه الملابس العجيبة



ملابس آيـآمي







ابتسم ساتان عن رضا وهو يقول بفخر

- كما توقعت ، انها تلائمك حقاً

- انها رائعة بالفعل يا والدي ، ظننت بأنها ستكون ثقيلة ولكنها خفيفة جداً

- اعلم ذلك ، صممتها خصيصاً كي تجعل حركتك اسهل ، وبالطبع اضفت اليها بعض لمساتي الخاصة

- كما هو متوقع منك ، عرفت من ورث اراشي عنه حب الفن

- فن اراشي دموي ومتخلف عقلياً ، الا انه يصبح جميلاً في بعض الاحيان

- هل سمعتم ايها الحمقى ؟! لقد امتدح والدي فني للتو !

- اراشي تراجع الى الخلف ودعني اكمل حديثي

- حاضر

- حسناً اين كنا ؟! اجل تذكرت

ادخل ساتان يده في ملابسه واخذ يبحث عن امر ما ، اخرج صندوقاً خشبياً مليء بزخرفات على اشكال التنانين والحوريات ، وضعه على الطاولة ليخرج شيئاً منه ، سلاح لم يتعرف اليه أي احد من الموجودين

لوح به امام ناظريها وقال بخبث

- اتعلمين ما هذا ؟

- كلا

- يدعى مسدس ، وهو سلاح فتاك صنعه البشر منذ عقود ولكن لم يعد له وجود الان

- هكذا اذا ، وكيف يعمل ؟

- يعمل على دفع البارود في العادة ، يوضع داخله شيء يسمى رصاصة وتكون مملوءة بالبارود وعندما تسحبين الزناد هنا يقوم بدفعها بقوة كبيرة مسبباً شرارة تفجر البارود وما ان تصيب الرصاصة أي عضو حساس من جسم بشري فأنه يموت لا محال

- هكذا اذا ، ولكن لما تلوح به نحوي ؟

- من يعلم ؟

تناهى الى عقلها شعور لم تعرف كنهه ، هاجس شيطاني سيء ، صوت في عقلها يصرخ بجنون ، اهربي ، اهربي ، لا تبقي بجانبه الان ، عليكِ ان لا تُخدعي

بدأت نبضات قلبها بالإسراع في نبضها وظهر التوتر على ملامحها الباردة ، علمت ان هناك مؤامرة حقاً وهي تحاك بيد والدها ، لما اجبرها على ارتداء هذه الملابس ؟ ولما يلوح بسلاح قديم وخطير امام وجهها ؟!

كلها اسئلة تزاحمت في عقلها تاركة فراغاً كبيراً في قلبها من القلق والتفكير ، عرف ساتان بأنها بدأت تشك بأمر ما

انزعج وهو يقول في خلده

- انها ذكية جداً ، يكون هذا مزعجاً في بعض الاحيان

لم يترك لها مجالاً لتتحدث ، رفع المسدس امام وجهها بسرعة ليطلق رصاصة غادرة استقرت وسط رأسها ، بدأ خطان من الدم يسيلان على وجهها المصدوم وهي تشعر بشعور غريب اجتاح جسدها فجأة ، وكأن ملايين الاقفال قد اغلقت كل خلية في جسدها

تهاوى جسدها في الهواء حتى امسكها ساتان وحملها بين يديه ، اخوتها السبعة كانوا مفزوعين ويشقهون بحدة ، شعروا بالرعب مما فعله والدهم الان

آخر ما توقعوه هو ان يطلع النار على آيـآمي ، التفت اليهم بغضب ليردد

- اجلسوا في اماكنكم ، سوف تستيقظ بعد لحظات

مرت ثمان دقائق تقريباً ورأس آيـآمي قد استقر مرتخياً على قدمي ساتان وجسدها كان ممداً على الارض بهدوء

فتحت عينيها بصعوبة ليكون اول ما تراه هو وجه والدها المبتسم ، فزعت فدفعته بقوة وتراجعت الى الخلف بخفة وهي تصرخ

- ما الذي فعلته بي ؟

- سأشرح الامر لكِ ، لا تقلقي

- انا اسمع

- قمتُ بتعديلات على تلك الرصاصة كي تقوم بحجز قوتك الشيطانية الى مدة معينة

- ماذا ؟! اتعني ..
- اجل ، الى حين انتهاء الوقت ، انتِ مجرد شيطان ذي دماء نقية عادي ، بلا قوى مميزة


اقتربت منه بسرعة لتسحبه من ياقة ملابسه بغضب وتصرخ في وجهه بلا شعور

- انت تعلم بأني احتاج قواي ! لدي الكثير من الاعداء ومن دونها لن اقدر حتى على استخدام التشاكرا العادية لان الرصاصة ستمنع كل انواع القوى


ابعد يديها ونظر اليها بغضب عارم ليردد ببرود شديد

- الى حين القضاء على مارينا ، لن اسمح لك بامتلاك أي قوى

- مـ .. ماذا ؟!

- تباً لك

التفتت وخرجت غاضبة من الغرفة ، لحقها كازو الذي شعر بالقلق من خطط والده وحاول ايقافها الا انها ضربت يده ونظرت اليه بوعيد وخرجت الى البهو العظيم ناحية البوابة كي تعود الى عالم البشر مرة اخرى





تسير بسخط واضح على وجهها وسط شوارع المدينة ، والنظرات المتعجبة ترمقها من كل مكان لحملها هذه الملامح المرعبة

اسرعت بالتوجه نحو مكتب الهوكاجي لعلها تجد حلاً يفك ما فعله والدها بها منذ لحظات

اسرعت بارتقاء الدرج وسارت بين الممرات الى حين وصلت الى مكتبها ، فتحت الباب دون طرقه لتدلف على وقع صراخ ساسكي الغير معهود

توقفت وهي غير مصدقة للملامح الغاضبة التي يحملها على وجهه في تلك اللحظة ، انتبه الجميع على وجودها فاتجه ذلك الفتى العشريني ذو الشعر الاشقر اليها وعلى وجهه ملامح الشخص الذي تم انقاذه للتو

- حمداً لله اختي ، كنا ننظر حضورك

- ما الذي يحدث ؟

- كما ترين ساسكي غاضبٌ بشدة ولا احد يمكنه ان يوقفه غيرك

رمقت ساسكي ببرود ، سارت نحوه وقد كان مطأطأ الرأس من الغضب الذي يجتاح وجدانه كوحش يريد اطلاق العنان للعنته على الارض ، وضعت يدها بخفة على كتفه لتقول بهدوء

- لا داعي لكل هذا الغضب ساسكي ، افرغه في وجهي ان اردت ولكن يجب عليك ان تهدأ

اتسعت عيناه بعض الشيء ، هي تعلم بأنه لا يمكنه ان يخرج جُمّ غضبه عليها ، تنهد بعمق شديد والتفت اليها وهو ينظر الى وجهها بهدوء مملوء بالغضب

- اسمعي انه بالنسبة لذلك الظرف الاحمر

- حسناً

- المهمة هي استعادة شيء يدعي بصندوق باندورا وهو ...

- ماذا؟! هل جننت ؟! لن ادعك تذهب الى تلك المهمة ابداً !

- ماذا ؟!

- صندوق باندورا هو الصندوق الذي احتوى على كل شرور هذا العالم ، ما ان تم فتحه عن طريق امرأة خرقاء حتى انتشر الشر والظلم وكل صفة سيئة في العالم

- اشعر وكأني سمعتُ هذا من قبل

- انها قصة مشهورة ، على اية حال سمعتُ قبل عدة سنوات وعندما كنتُ عضوة في الاكاتسوكي بأن كل من حاول الذهاب الى صندوق باندورا مات موتةً فظيعة !

- ولهذا لهذه المهمة الاولوية القصوى في تنفذيها ، هل تعلمين عدد الذين ماتوا كيف يستعيدوه ويخلصوا العالم من شروره ؟!

- انا لا انوي ان اسمح لك بأن تخاطر بحياتك من اجله

- انا لستُ ضعيفاً كما تعلمين !

- انا لم اقل بأنك ضعيف ، اعرف بأنك قوي جداً ولكن لم يصل احد الى مكانه الفعلي حتى ! وكل من اقترب من الوصول اليه مات بطريقة لا تخطر على بالك ، لستُ مستعدة لسماع خبر وفاتك لانك ذهبت لاعادة هذا الصندوق !

- لن تمنعيني بهذا الكلام

- اهدأ ساسكي ، لا تصرخ هكذا في وجهها فهي لم تقل شيئاً سيئاً

- اعلم ذلك ناروتو ، ولكني لن اصمت على موت الكثيرين ومنهم افراد من الاوتشيها كذلك ، فجأة تم اقصاء المهمة والان تعود بعد سنوات ! هذا لا يجوز

- فكر في الامر جيداً ان امكنك ساسكي ، الخطر محدق من كل الجهات ونحن لا نعرف حتى مكان صندوق باندورا الفعلي ، كل ما لدينا فرضيات لا اساس لها من الصحة !

- باستعمال الفرضيات يمكننا الوصول الى المكان الدقيق بسهولة ، الامر ليس صعباً على الاطلاق

- سأموت بارتفاع ضغط الدم ان اكملت الجدال معك ، كما قال ايروسنين من قبل " جدال السفيه حماقة "

ضربت آيـآمي مكتب الهوكاجي التي كانت تسمع الحوار بهدوء بقوة كبيرة لتقول بانفعال

- تسونادي – ساما ارسليني انا

- كُنتُ افكر بهذا منذ قليل

- ماذا ؟! كلا انا من سيذهب علي ان اتم آخر اعمال عشيرتي قبل ان تباد !

- ساسكي ، نحن نحتاجك هنا ، فكرت ان ارسالك سيكون امراً جيداً ولكن بالنظر الى انفعالك الشديد فقد عدلتُ عن رأيي حالياً

- هذا صحيح ساسكي ، انت تنفعل كلما ذكرت عشيرتك ، لا داعي لان تتأذى بسبب قلة التفكير في العواقب

- اوافق على هذا ، ساسكي لن تذهب

- سأذهب !

- بشرط ان تهدأ فقط وتفكر بروية

- تسونادي – ساما !

- اعلم ما تفكرين فيه ، ولكن اخشى ان يقتلني لمنعي اياه او ان يقتل نفسه

- لا بأس سأفكر بروية اذا ولن اندفع دون تفكير ، هذا وعد مني انا ، اوتشيها ساسكي

- تباً للجميع ، كلكم تفعلون ما يحلو لكم دون ان تفكروا في العواقب

انحنى ساسكي باحترام وخرج من المكتب لتلحق آيـآمي به وتمسك بيده وهي تقول

- ارجوك لا تذهب ، صندوق باندورا ليس مثل ما يظن الجميع

- كفي عن الاستهانة بي آيـآمي !

- انا لا استهين بك ، بل قلقة فقط

- لا داعي للقلق ، انه مجرد صندوق شرير ، ليس امراً كبيراً

- اهكذا تعامل من هو قلق عليك ؟!!

- لا تصرخي هكذا ، لما تظنين بأني لن اصل اليه

- لانك لا تزال قليل الخبرة في هذه الامور !

- اعلم ذلك ولكني سأفعل ما اريده بدون اخذ اراء احد !

- انت عنيد ! عنيد و اكثرُ صمماً من الحجر نفسه ، كلكم مثل بعضكم يا معشر الرجال ، لا تفكرون في أي شيء وتفعلون كل شيء كما يحلو لكم دون ان تفكروا بمشاعر من حولكم

- لا تضيعي وقتي بهذا الكلام آيـآمي ، ليس الان ، انا حقاً غاضب ولا اريد ان اؤذيك

- حقاً ان " جدال السفيه حماقة " انت لا تفهم ابداً قلقي عليك

اعصاب ساسكي كانت على حافة الانشطار في تلك اللحظة ، وما ان سمعها تردد قول ناروتو حتى انقطع حلمه وهدوءه ، وبدون أي وعي منه صفعها بقوة على وجهها وارتسم من صفعته جرح طولى على وجنتها اليمنى سال منه خط دم احمر وتورم قليلاً من قوة الصفعة

ادركت ما فعله في تلك اللحظة ونظر الى يده بغير تصديق ، اعاد النظر الى وجهها المصدوم والى الجرح الذي سببه لها ، كانت متصلبة مكانها من الصدمة وعيناها منبلجتان بشدة ، اعادت النظر اليه وعلامات الانكار لا تزال بادية على وجهها

زمّت على شفتيها بقوة لتصرخ في وجهه وقد اغرورقت عيناها بالدموع

- افعل ما يحلو لك ، لم اعد اهتم

اختفت من امامه ليصرخ بأسمها لاجل ايقافها الا انها لم تتوقف وذهبت دون ان تلتفت الى الخلف حتى ، عرف بأنها تبكي ، ليس الماً ولكنها لم تتوقع ان يصفعها حقاً ابداً ، لابد ان ذلك جرح كبريائها بقوة ولكنه المه كذلك كثيراً

عاد الى مكتبه بعدها وطلب فرقة خاصة كي تذهب معه الى المهمة ، انطلق في مهمته محملاً بالأمل بإمكانية ان يعود بالصندوق وينهي كل شيء ولم يعلم بأنها كانت تراقبه خارجاً من القرية وهي تدعو بصدق ان يعود سالماً اليها

مر قرابة الاسبوع دون ان يُسْمَع أي خبر عن ساسكي وفرقته التي ذهبت ولم تعد ، آيـآمي والتي حلت مكان ساسكي كقائد للانبو ، تدور في حلقات مغلقة من القلق وايتاتشي الذي ليس بأقل قلقاً منها كان يحاول ان يخفف عنها

فجأة دُقَ الباب ليدخل احد النينجا الذين ذهبوا مع ساسكي ، وقد كان جريحاً بشكل فظيع ويلهث بشكل هستيري ، انحنى بسرعة وهو يصرخ بصوت بالكاد ميزوه من الخوف الذي بدا فيه

- لدي اخبار رهيبة ! انها رهيبة جداً

- تكلم

- لقد اُبيدت الوحدة كلها ، كلهم ماتوا !!

- ماذا ؟! وماذا عن ساسكي ؟!

- لا اعلم ، لا اعلم ما الذي حل بـ ساسكي – سان على الاطلاق ، لقد هوجمنا على حين غرة من قبل مخلوق غير مرئي وقد قتل الجميع في ومضة عين ، ساسكي – سان قاتل بشراسة ولكن اختفى فجأة

لم تستطع ان تفهم ما ينطق به هذا الرجل ، هل قال بأن ساسكي اختفى ؟ هل مات ؟ لا احد يعلم مصيره ، زادت سرعة تنفسها بشكل ملحوظ وتراجعت مترنحة لتستند بيدها على المكتب وهي تضع يدها على قلبها مع علو صدرها وانخفاضه بسرعة جنونية ، امسكها ايتاتشي من كتفيها وهو يحاول ان يهدأها

اخذت تلوم نفسها وتتمنى لو انها اوقفته قبل ذهابه ، كانت تعلم ! اجل كانت تعلم بأن مصيبة ما ستحدث ولكنها لم تتمكن من ان توقفها على الاطلاق

وبدون ان تشعر حتى ، خرت على الارض مغماً عليها من الصدمة التي تلتقتها وسط هتافات ايتاتشي الفزع بأسمها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes