WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثاني : ( الرؤيا )







اعلنت زخات المطر توقفها ، ولاحت الغيوم من بعيد مودعة هذا اليوم المطير ، انقشع الضباب الذي غطى كونوها تدريجياً وبدأت خيوط الشمس الذهبية تتسلل خجلة من بين تشققات السحب البيضاء ، البهرجة والسرور بدئا بالنبض مجدداً وانبلجت ابواب المحال على اوجها والناس على العمل مقبلون ، بدأت ضحكات الاطفال بالعُلي و اصوات حديث النساء انتشرت في كل الارجاء

ولكن من بينهم كان ذلك الكيان ، يرنو بخفة على واقع مرير ، على قصة لم تُكتَب نهايتها الى الان ، على جحيم على وشك ان يستعر غاضباً من بني البشر ومن اعمالهم التي اُقترفت بدافع ذليل

كان ذلك الصوت الاجش الذي يقرع ناقوس الخطر بهدوء قد ارسى رعبه على قلب هذه الفتاة العشرينية ، كم تندبُ حظها السيئ الذي القاها في غياهب شباك الصياد

اخذت تُمسِّد جبينها بتوتّر وهي ترمق كل الواقفين بنظرات الغضب ، لا تستطيع ان تميز وجوههم على الاطلاق ، غشاوة بيضاء قد حجبت بصرها بالكامل والان هي بالكاد تعرف طريقها وسط هذا الازدحام الحاد

فكرت بحقيقة انها لو وجدته الان ستستطيع تفادي هذه المحنة التي دقت قلبها بمسمار من سموم ، جالت ببصرها في الارجاء بهدوء وهي تحاول تمييز الاشياء

علا صوته مقهقهاً ، اسرعت بالخطى الى حيث تقودها قدماها اليه ، حتى وجدته جالساً مع مجموعة من الرجال وهو يخبرهم بأحداث بطولية قد نفذها منذ دهور نسيَّ عدها

توقفت وهي ترمقه بسخرية ، كائن لا يتعدى حجم طاولة صغيرة ، اسود وعينان حمراوات وصوت واثق مليء بالتبجح والغرور ، كان هذا هو الوصف الامثل لتنينها الذي يرى العالم مجرد لعبة تحت طوع امره المطلق

نادته بصوت يحمل من البرود ما لا يطاق

- ريو !


التفت المعني اليها وهو يحاول استيعاب حقيقة الواقف امامه ، قفز مسرعاً بخفة ليطير امام عينيها وهو يبتسم بخبث


- عدتِ اذا يا جميلتي ، تأخرتي جداً ، ذلك الضفدع كان خائفاً لدرجة انه كاد يتبول في سرواله

علتْ قهقهاته في الارجاء بعد تلك العبارة ، شعرتْ بالغضب في نفسها لذا سرعان ما امسكته من رقبته بقوة وهي تحاول خنقه بشكل جنوني

- انت بلا فائدة ايها الاحمق ، انا ابحثُ عنك وانت هنا تحكي بطولاتٍ كاذبة لمجموعة من الحمقى ؟

- لا يهـ ... يهم ، آيـ .. آيـآمي انا لا استـ .. استطيع التنـ .. التنفس


عدلت عن محاولة خنقه للان ، ابتعد عنها قليلاً وهو يكحُ بقوة محاولاً جعل ذرات الهواء تشبع رئتيه الخاويتين

اعاد النظر اليها بعد برهة ، عرف بوجود خطب من تلك النظرات على عينيها ، فجأة تحول جدياً وهو يدنو منها محاولاً ان لا يسمعه احد من الاحياء القريبين


- آيـآكا ؟

- اجل ، ان الامر يسوء بشكل جنوني هذه المرة ، لا اعرف ما الحل

- يبدو وكأن الخطر قد فتح ابوابه لاستقبال المشاكل ، سأحاول تخفيف اثرها لا تقلقي

- عذراً على محاولة خنقك ، كنت منفعلة

- اعلم ذلك ايتها الحمقاء ، على اية حال استطيع شم رائحة رقم واحد البتار ، ذهبتي لرؤية آلون اذا !

- اجل وهذا ما زاد الامر سوءاً

- فهمت


اشار لها بعينيه بأن تتبعه ، نفذت طلبه وسارت خلفه وهو يطير على مستوى مقارب منها حتى وصلا الى احد الاحياء المهجورة والكئيبة

دخلا الى احد الازقة المظلمة ، الباردة ، الرطبة والتي تفوح منها رائحة العفن ، من يراها يظن بأن كونوها ليست دولة قادرة على توفير احتياجات البلد على الاطلاق لوجود مثل هذه الاماكن الموبوءة فيها

استندت آيـآمي على احدى الجدران و كان ريو يطير امامها بهدوء وهو يفكر الان فيما هو مقدم على فعله

رفع كفه الايمن وهو يردد نوعاً من العبارات التي لم تستطع آيـآمي تمييزها من الالم الحاد الذي ضرب جسدها في لحظة

قَّرب ريو يده منها حتى اخترق احد اظافره صدرها وقام بتحريكه ببطء حتى استطاع ان يشعر بقلبها النابض ، طعنه بقوة كبيرة فصرخت بألم وهي تشعر به ينتشل اصبعه من داخلها

سقطت على ركبتيها وهي تتنفس بصعوبة بالغة ، شعرت بنوع من الراحة تسري في داخلها وهي تنظر الى الارض الرطبة العفنة

اخذت نفساً عميقاً وهي تزفره بعنف شديد ، علا بصرها وهي تنظر الى ريو القلق ظاهرياً والمتصدع من الخوف داخلياً

ابتسمت بهدوء وهي تحاول ان تبدو مرحة حتى تقنعه بتحسنها


- تبدو بديعاً ، لابد وانك محبوب الفتيات

- سأقتلك !

- ها ؟

- كيف تجرئين على جعلي بهذا الشكل اللطيف ؟ انا ريو – ساما الرائع والذي اخافَ كل الكائنات على مر العصور اتحول من شخصيتي القيادية والجميلة الى شيء يشبه الهررة ؟!

- عليكَ ان تكون شاكراً لاني استطعت ان اصنع تقنية تجعلك خارج جسدي بشكل مصغر ، والا لبقيت كل حياتك داخلي تشاهد ما يحدث فقط !

- لا يهم ، على اية حال الفتيات الجميلات يلاحقنني لاني ابدو ظريفاً

- احمق


وقفت بقليل من الصداع الذي تعودت على حلوله ضيفاً على رأسها في كثير من الاوقات ، هزت رأسها يمنة ويسرة بقليل من الغضب وهي تحاول قمع كل تلك الافكار التي تزاحمت في عقلها غير تاركة لها مجالاً على التفكير بشكل سليم

تلك الارض الطافحة التي تقف عليها تجّهِزُ على وعيها ببطء شديد ، ربما نوع من الاوبئة قد اصاب عقلها في لحظة غادرة قد فتكت بها اثناء تنقلها في فراغ مشاعرها الغير مرئية

زفرت بحدة وهي تشعر بالتوتر من نظرات ريو الخبيثة تلك ، قهقه بصوت غريب فغضبت قليلاً منه

اخذت بالسير وهو يطير خلفها مبتسماً بهدوء ، حيث ردد بخبث معهود منه


- لا اصدق بأنكِ حمقاء

- ما الذي تعنيه ؟

- لازلتِ لا تدركين اليس كذلك ؟

- ماذا ؟

- مسكين ، كم ارثي على حاله


قطبت حاجبيها وهي ترمقه بنظرات متعجبة ، اغمضت عينيها بغرور لتكمل سيرها بهدوء شديد ، طار بجانبها وهو يتبادل معها اطراف الحديث لفترة الى ان ضاق بهم المكان في زحام شوارع القرية

فاليوم هو يوم احتفال كونوها بانتصارهم في حرب النينجا الرابعة والتي انتهت قبيل خمس سنوات تقريباً وكانت كونوها في صدارة الحرب كالعادة ، وفيها اضطرت آيـآمي للمشاركة رغم رغبتها في قضاء وقتها في النوم او تناول الطعام ولكن الواجب ينادي وعدم تلبية النداء يعني الاستهانة بأرواح الابرياء

تعالت الاصوات من قوقعة الموسيقى التي تطرب السامعين وبهرجة الالوان قد خطفت ابصار الحاضرين وتلك الرقصات الشعبية لم تترك مجالاً للبصر ان يغيب عنها للحظة ومحلات الحلوى الزاخرة بمختلف الانواع من الاطباق والنساء الجميلات اللاتي وقفن بانتظار الزبائن

كلها امور لم تصدقها عينا آيـآمي ، فهم قد اعدوا لهذا في بضع ساعات فقط ، كم هي مخيفة قوة المهرجانات هذه

من بينهم كان يسير مترنحاً من شدة الارهاق وقد غُلبَ على امره تماماً ، توقف وهو يتلقف القليل من الهواء ويمسح قطرات العرق عن جبينه ، فهو يبحث عنها بالوقت الغير قليل وسط هذه الفوضى العارمة

عيناه زائغتان في المكان بحيرة ، هذه اول مرة يحضر فيها الى كونوها لهذا يشعر بنوع من الضياع بين طرقاتها الواسعة ، توقفت الكثير من الفتيات امامه وهن يحاولن اقناعه بمرافقتهن الى المهرجان الا انه كان يصرخ في وجههن ويدفعهن بعيداً عنه حتى لا يضيع وقته بمثل هذه التفاهات

لمح كياناً يطير من بعيد ، تعّرف اليه فشقت الابتسامة محياه وركض ناحيته بسرعة حتى استقر خلفه منتصباً

قال بصوت مرهق ومليء بالفرح


- آيـآمي !


التفتت اليه متعجبة ، فهي قد التقته منذ بعض الوقت ، تجاهلت هذا وركزت على واقع الارهاق البادي على محياه بشدة ، اقتربت منه بقلق وهي تلمس وجهه برقة وتقول بقليل من الخوف الواضح


- كازو ، يا الهي ، هل انت بخير ؟ مالذي حدث لك



رمق ملامحها بنظرات متفحصة ، ادرك بأنها بخير وان تلك النوبة قد انتهت بدون حدوث أي مضاعفات جانبية ، تنهّد بحدة وارتياح وهو يردد بصوت ممتنّ


- الحمد لله انتِ بخير


تعجبت منه قليلاً ، الا انها عرفت بأن شكوكها قد اصابت لُبَ الحقيقة فهو يعرف بوجود خطب ما بها وقد اتى هنا للاطمئنان على حالها ، ابتسمت بسعادة وهي تنظر الى عينيه الحمراوات بسعادة

خفق قلبه بقوة كبيرة وهو يرى تلك الابتسامة البديعة ، تاه فكره وعقله وقلبه في قسمات وجهها الملائكية التي لا تعكس أي شيء من حقيقة كونها شيطاناً مثله

وقف منتصباً ليجرها الى احضانه بقوة وهو يحاول ان يدخلها بين اضلاعه لعله بهذا يحفظها ويحميها من كل شيء ، لعله بهذا يتملكُها تماماً ولن يستطيع أي احد ان يأخذها من بين يديه بعيداً عنه

زاد من قوة عناقه لها حتى شعرت بالاختناق وان اضلاعها بدأت تتحطم ، تجاهلت الالم وهي تستشعر الخوف الذي كان يشعر به من ملامحه المضطربة وارتجاف جسده الغير طبيعي ، لا تعلم كيف تصف حاله هذه الايام يبدو مهووساً بسلامتها الخاصة كثيراً ولا يفكر بسلامته على الاطلاق

بادلته العناق على غير عادة ، تعجب من فعلها الا ان السعادة قد احتلت قلبه ، ابتسمت بهدوء وهي تقول بصوت سرق عقله تماماً


- اهجد قليلاً ، لا تقلق انا بخير ، كازو ارجوك اهتم بنفسك اكثر ، لا تتعب نفسك على أي شخص ، انت عزيز جداً على قلبي وان حصل لك أي مكروه فلن اسامح نفسي ابداً


لعلها لا تعلم ابداً كم اثرت هذه الكلمات فيه ، هي لا تعلم كم كان مقدار السعادة التي دخلت على قلبه بفعل تلك الكلمات ، تراقصت اوصاله و توردت وجنتاه قليلاً بفعلها

من جهة اخرى ، كان متصنماً ، غاضباً ، كبركان على وشك الانفجار بفعل هزة المّت بقلبه ، يعرف واقع كون كازو يحبها ، وهذا ما زاد من غضبه اكثر

فهو يراه يعانقها بذلك الشكل ، لا يهتم ان كان اخاها ام لا ، لا يحق له ان يعانقها بهذا الشكل المثير للريبة و امامه خاصةً

انتبه كازو على وجوده ، نظر اليه بنظرات سخرية ، فهم ساسكي مقصده من هذه النظرات فزادت حدة غضبه ، عندما شاهد كازو ردة الفعل هذه زاد من حدة عناقها واخرج لسانه بسخرية في وجه ساسكي

اشتعلت النيران في جسده وبدأ الدخان يخرج من رأسه ، تقدم بخطوات غاضبة كادت تهز الارض حتى وصل اليهما ، حاول سحبها بقوة من بين يديه ولكنه لم يستطع لان كازو كان متمسكاً بها بقوة كبيرة

صرخ بحدة


- قولي شيئاً ايتها المزعجة ، انه مثير للاشمئزاز

- لن تفعل ايها الاميبا القبيح ، انها تحتاج الحنان الاخوي

- اتركها ايها المزعج ذو الوجه المتهكم

- اقترح ان تذهب للحلاق يا عزيزي ، تسريحة الشعر هذه تزيد الوضع سوءاً ولابد من انها اثرت على دماغك الصغير

- هه ، انت من يقول هذا ، انظر الى شعرك ايها القرد الراقص

- آيـآمي ! هل تقبلين ان يقول هذا المزعج هذا الكلام لشقيقك اللطيف ؟


نظرا اليها ، استغرقا دقيقة كاملة حتى استوعبا ما يحدث ، كان وجهها ازرقاً وقد فقدت الوعي ، لابد من انها اصيبت بالاختناق من قوة عناق كازو لها ولم تتمكن من ان تصرخ محاولة النجاة

شهقا بقوة وتدافعا عليها ، نظر ساسكي بغضب الى كازو وصرخ في وجهه


- ايها اللعين ! لقد افقدتها وعيها بسبب رائحة القردة الخاصة بك

- ماذا ؟! اتلومني ايها الظربان القبيح ؟ بل اغمي عليها من فظاعة قبحك المثير للاشمئزاز

- اختفيا ايها الاحمقان ، اتركا آيـآمي وحدها ، انتما حقاً مثيران للسخرية

- هذا فظيع ريو ، انه يهينني طوال الوقت

- يا وجع الرأس ، سآخذها لمنزلها

- لن تفعل وانا موجود

- ماذا ؟! لا احد يعلم ما يدور بعقولكما المنحرفة والخسيسة ، انا من سيأخذها ، انا تنينها اللطيف الجميل الذي اشبه الهررة المنفوشة والبديعة


نظرا اليه بنظرات غير مصدقة لحاله ، يبدو مزرياً بحق بهذا الحجم المضغوط ، والذي يبدو كقدر الطعام المعدني

كبتا ضحكتيهما عليه وهما يترنحان محاولين ان لا يتفجرا بالضحك عليه ، غضب منهم واراد انتزاع احبالهما الصوتية

شعروا بحرارة تخترق الاجواء وقد اظلمت الدنيا فجأة ، اهتزت الارض بعض الشيء وهناك هاجس مخيف انتشر في الجو ، صدع ذلك الصوت الذي ارعبهم وسرق اللون من وجوههم


- الافاعي تحب خنق ضحايا حتى تموت ، وانا سأكون الافعى التي ستجردكم من حياتكم التافهة ، ايها اللعينون !


انحنوا بسرعة كبيرة واعتذروا – ما عد كازو – الذي اخذ ينظف اذنه محاولاً ان لا يجعلها تصاب بالصمم من صوت آيـآمي المرعب

ردد بطريقة متهكمة


- ماذا انتِ بخير ، ما كان علي ان اقلق


ضربته بقوة على وجه حتى تورم بعض الشيء ، ضحك ساسكي على حال كازو الذي يرثى الحال له

تنهدت آيـآمي بانزعاج والتفتت الى ساسكي بعدما انتهت من ضرب كازو


- هل حظيت بالراحة ؟

- اجل ، لا تقلقي انا بخير

- جيد ، تذكرت ، يقول ايتاتشي بأن طلباً غريباً قد اتى من قبل الهوكاجي ويريدك ان تتولاه ، تركه على المكتب في ظرف ذي لون احمر

- طلب غريب ؟ ، اتمنى ان لا يكون احدى مهمات ناروتو العجيبة

- كلا لا اعتقد هذا ، يبدو امراً خطيراً

- هكذا اذا ، سأتجه الى المكتب اذا ، الى اللقاء

- اجل ، الى اللقاء


قررت التوجه الى منزلها ، دعت كازو للقدوم فلبى الدعوة بسرور واتجها ناحية المنزل بهدوء شديد وأريحية قصوى







في عالم الشياطين



تتوالى الاحداث مصدعة جدران التاريخ

تاركة بصمة جديدة على صفحاته البيضاء

التي طالما انتظرت ان تُملأ بشيء يستمر فخره الى السرمدية

ولكنها على العكس من ذلك ..

لطخت بالدماء وزينت بالجثث المقطعة

قُرعت اجراس كنائسها على حفلات الحروب المتراقصة

وعلى حدة السيوف المتلاطمة

الصرخات التي احتواها ، والآهات التي احتملها

كلها معانٍ لا تنضب من الكراهية والحقد المستمرين في سلسلة مغلقة

ولكن تبقى هناك تلك الصرخة الصامتة

التي تزين بقناع الحليم الهادئ

ولكن على الانسان ان يدرك

ان لا اخطر من

غضب الحليم !


توقف عن سطر تلك العبارات في دفرته ، اغلقه بهدوء وهو يرمق قلمه الاحمر الدامي ، اغمض عينيه على ذكرى لن تترك مخيلته ما دام حيا

شبحها يطارده في يقظته وخلوته ، في هدوءه وغضبه وكل حال من احواله ، يعلم بأن حرمة الاموات انتهكت وان حرمة الاحياء لم تعد موجودة ، فما ان يباد الضمير من قلب البشر حتى يغدون اقسى واعتى الوحوش

لا زال يحاول ان يعرف سبب ارتدائه قناع الجلمود الصلب ، محاولاً اقناع نفسه بأنه يستطيع انهاء تلك الدائرة من الظلام داخله

كبريائه الذي تعدى كبرياء الاباطرة يصرخ وسط السكون والعدم ، وخوفه من حقيقة ما يفكر فيه لا يساويه خوف على الاطلاق

وقف بهيبته المعتادة سائراً وشاق الخطى نحو ذلك الدهليز المظلم الذي اخفى ابشع المجازر داخله ، ادلف مفتاح بابه الفضي في القفل ليديره وهو يسمع صوت صرير الباب المزعج

الذي اعلن عن فتح ابواب تاريخ منفصل عن التاريخ المعروف ، لفحة الهواء التي هبت في وجهه قد جلبت رائحة الجثث العفنة ، رائحة الدماء والقتلى والحروب والألم !

سار في ذلك الممر الحجري الذي كان اشبه بالكهف منه الى الممر ، الى ان اتسع ذلك الممر الى كهف حقيقي ضخم من الاحجار الفضية توسطته بحيرة زرقاء شابهت الالماس في صفائها وزينت بحقل من الزهور الحمراء عن ميمنتها ، وبالجماجم الصم البكم عن مسيرتها

سار نحوها حتى دنى منها وشاهد انعكاس وجهه عليها ، جلس عند ضفافها وادخل يده في مياهها الماسية حتى حصل على ما يريده ، ضاقت عيناه وظهر عليهما ملامح الغضب

وقف وهو يشد على قبضته الى ان ادمت من صلابتها ، كان الصمت حليفاَ لهذا الكهف حيث لم يكسره الا صوت قطرات الماء المتساقطة من الاحجار الملساء

سمع اصوات خطوات قريبة ، التفت بنوع من العصبية ليقول بغضب واضح


- اراشي ، ما الذي تفعله هنا بحق الجحيم ؟

- آسف يا والدي كُنتُ اطمئن على احوال البحيرة كما طلبت ان افعل بين فترة وأخرى

- هكذا اذا ، هل تظن بأن هناك امراً مريباً ؟

- كلا ، اظن بأنها طبيعية جداً

- على العكس تماماً

- ما الذي تقصده ؟

- بلورات مياه البحيرة مضطربة ، وكيانات الحياة فيها غير آمنة وتشعر بالرعب وتوتر سطحها دليل اكبر على المؤامرة التي تحاك في الخفاء

- اذا فالختم ضعيف جداً ؟

- لم تعد هذه هي المعضلة الان ، اصبحت تعرف كيفية مقاومة تيارات الاختام ، كما هو متوقع منها

- اتظن بأنها ترغب بالخروج ؟

- كلا ، بل هي ترغب بالدخول الى الداخل

- الى داخل ماذا ؟



ظهر الانزعاج على قسمات وجهه الهادئة ، اغمض عينيه بهدوء وسار خارجاً من هذا المكان ، تبعه اراشي بهدوء وهو لا يتوقع ان يحصل على أي اجابة من والده في هذا الوقت خاصة

خرجا خارج الكهف ليغلق ساتان الباب بالمفتاح ويخفيه الى حيث لا تصله الايادي الغادرة ، التفت الى اراشي الواقف بخضوع لوالده ، والذي كان يبتسم ابتسامته الساحرة والتي جعلت فتيات عالم الشياطين مجنونات به

ابتسم ليتحدث بهدوء معتاد


- تبدو سعيداً اراشي ، ما الذي حدث ؟

- سمعت بأن تشيبي – شان قد اتت الى هنا

- اجل ، للأسف لم تكن موجوداً

- ضاعت فرصة تجربة سمي الجديد عليها ، لا بأس في المرة القادمة




وقفة مع الشخصية الجديدة





الاسم : اراشي
الاسم بالانجليزي : Arashi
العمر : ؟؟
الفصيلة : الشياطين ( ابناء ساتان )
نبذة : شخصية سادية تحب تعذيب الاخرين على العكس من مظهره اللطيف ، يحمل قلباً طيباً ان اراد ان يكون طيباً ، مقرب لاخوته الاصغر سناً





حل الصمت مطبقاً فجأة ، استكان كل حس في المكان ، تعجب اراشي من هذا فنظر الى وجه والده ، فزع وشعر بان اوصاله ستتقطع من الرعب ، كانت ملامح ساتان مرعبة لدرجة لن يتخيلها احد على الاطلاق ، ضاق المكان عليه حتى شعر بأنه سيموت في أي لحظة ، زلة لسانه تلك قد تكلفه غالياً

نطق ساتان بصوت مرعب قد جعل قدمي اراشي تتحجران


- اراشي ، هل ذكرت الان شيئاً عن تجربة سم على صغيرتي ؟

- كـ ... كنتُ امـ .. امزح فقط

- لا اهتم ان كانت مزحة ام لا ، جرب طباعك السادية على أي من اخوتك ، ولكن تذكر كلماتي ، ان لمست رُبعَ شعرة منها فسوف تلقى حتفك ، هل هذا مفهوم ؟

- كما ترغب يا والدي ، ان كانت هذه اوامرك


ابتسم ساتان ابتسامته الساحرة ، ثم سار بخطى سريعة نحو البهو العظيم لملاقاة دانتاليون ليناقشه في امرٍ مهم

تنهد اراشي بارتياح وهو يشعر بأن الحياة عادت لتدب في جسده مجدداً

قال بحسرة وندم


- علي ان اصون لساني هذا والا حصدت ما لا يحمد عقباه

- اجل انت محق في هذا

- جيراهيم ! ارى بأنك بخير على عكس الشائعات

- ومالذي تقوله الشائعات ؟

- انك قد رأيت الجنة بعد ان كاد والدي يقتلك ببرقه الاسود

- لا تذكرني ايها اللعين ، كان ذلك مؤلماً بحق

- عينا والدي مخيفتان كفاية لقتلنا ، لا اتخيل ان احصل على ضربة منه

- تكلم عن كازو الذي كان طريح الفراش لاربعة اشهر بعد ان ابرحه والدي ضرباً

- شعرتُ بالالم ولا شأن لي بالأمر


ابتسم جيراهيم على كلام شقيقه الاصغر ، ظهرت ملامح خبيثة على وجه اراشي الذي يتميز بطباعه السادية ، لُقِبَ في عالم الشياطين بالحصان الاسود لسبب مجهول ، ولكن الجميع يخشى نظراته الخبيثة تلك لانها تنبئ بأمر مرعب في الطريق

تقدم من جيراهيم ووقف خلفه ليهمس في اذنه بصوت مرعب


- جيرا ، تخيل معي

- ماذا ؟

- اغمض عينيك اولاً


اغمض جيراهيم عينيه بقلق وهو يشعر بهاجس سيء في نفسه


- والان تخيل فأراً ظريفاً يعيش في قفصه الصغير ، سعيد في حياته وهو يدور في عجلته الدوارة ويقرض حبوب دوار الشمس بسعادة

- حسناً

- والان تخيل عالماً شريراً يحمل حقنة مسمومة في يديه ، فتح باب القفص واقبض على الفأر المسكين وحقنه بذلك السم

- وبعد ؟

- تخيل الان معاناة الفأر في النضال لاجل الحياة ، الا يشعرك ذلك بالنشوة ؟ ، تخيل مقدار الالم الذي يشعر به والسم يحرق اعضائه الداخلية ببطء شديد

- انت مقرف


اتسعت ابتسامة اراشي ليقوم بطعن جيراهيم في معدته بخنجر مسموم ، شهق جيراهيم بقوة وهو ينظر بغضب لاراشي السعيد بأنجازه


- يال فرحتي ، الان علي فقط ان استمتع برؤية نضالك ضد السم الحارق

- هناك خطب ما بك ، لا اعلم ما هو ولكن عقلك موبوء

- شكراً على المجاملة اللطيفة يا اخي العزيز

- انت ترعبني في كثير من الاحيان

- هل تعلم ؟

- ماذا ؟

- اريد حقاً ان اعذبك بأستخدام شفرات حادة حتى يمتلأ جسدك بالجروح ، ومن ثم اجلب كمية كبيرة من عصير الليمون واسكبها على جروحك وانا اسجل صراختك الجميلة ، كم هذا يشعرني بالنشوة

- انت حقاً مخيف


ضحك اراشي بشر مطلق لتصدي ضحكاته في كافة اركان القصر الخاوية من الحياة او من الموت بالاصح





وصلت الى عند عتبة باب منزلها برفقة كازو ، دفعت الباب بقوة ودلفت معه الى الداخل

جلس على احدى الارائك الموزعة في المكان واستلقى عليها بأريحية قصوى ، ابتسمت على عفويته هذه وخلعت الرداء لتلقيه على الارض وتلقي بجسدها على الاريكة المقابلة له

نظر اليها بسخرية ليردد


- هذا ليس تصرفاً انثويا يا فتاة



شدد على الكلمة الاخيرة بسخرية لاذعة ، ابتسمت باستهزاء لترد عليه ببرود مصطنع


- ارجوك علميني الانوثة ، ايتها النبيلة كازو

- سأقتلك يا فتاة

- لن تقدر على ذلك

- ولما هذا يا سخيفة ؟

- لدي الاميبا وجيشه في جانبي

- هاهاهاهاها لقد اصبت بالإسهال من الضحك

- انت حقاً مزعج


وقفت وهي تمدد يديها بتعب ، وقفت وقد قررت الذهاب لتأخذ حماماً سريعاً يعيد اليها النشاط

استوقفها كازو بقوله


- الى اين ؟

- سأستحم

- ماذا ؟! وتتركينني لوحدي ايتها الجاحدة ؟

- ماذا ؟ ان اردت ان تشاركني لن امانع هذا


قالت جملتها الاخيرة بخبث وسخرية لاذعة منه ، احمرت وجنتاه وتراقص حاجباه من التوتر ليصرخ في وجهها بخجل شديد


- ايتها الحمقاء ، اتفقهين ما تتفوهين به ؟

- ها ؟ كنت سخية معك ايها الناكر للجميل ، لن تحصل على عرض حصري كهذا مجدداً

- وكأني اريد مشاطرتك في الاستحمام

- فقدت فرصة التنعم بالجمال ، احمق

- غبية ، مهلا !

- ماذا ؟

- لا يمكن ان يكون ذلك الاميبا قد استحم برفقتك ؟!

تعجبت من سؤاله الغريب ، ابتسمت بخبث وهي تردد بخجل مصطنع

- وماذا ان فعل ؟


تحجر في مكانه وشعر بأن الزمن توقف من حوله تماماً ، اراد ان يمسك ساسكي من رقبته ويخنقه حتى ينفق كبقرة قبيحة

ظهرت النيران محيطة بجسده لتتفجر آيـآمي بالضحك الهستيري على حالته ، ادرك حينها حقيقة تعرضه للنهب والاحتيال والخداع من قبل اخته الخبيثة

ابتسم بهدوء ليقول بغضب ممزوج بارتياح


- حمقاء ، لا تخيفيني هكذا


غطى دخان المياه الحارة الحمام كله ، وحجب تلك الحجرة الصغيرة عن العالم اجمع

تركت آيـآمي المياه الحارة تنساب بخفة على جسدها المرهق ، استشعرت حرارة المياه التي بدأت تشفي كل الارهاق وتمحو كل ما يختلج مشاعرها من توتر وقلق

تنهدت بعمق اسفل رشاش المياه الذي لم يبخل عليها بالراحة يوماً ، ابتسمت براحة مطلقة وهي تغلق الرشاش وتمدد جسدها في مغطس المياه الذي ملأته سابقاً

ارتخت عضلاتها بعد ثوانٍ معدودات على اثر الحرارة التي تخطف الوعي من الوجدان ، بدأت تفقد احساسها بما حولها تدريجياً حتى غفت وسط المياه الدافئة ولم تدرك ان في اغماض عينيها ، مستقبل مظلم من الخوف والترهيب


سماء ملبدة بالغيوم السوداء

نار ضخمة التهمت كل شيء كأفعى جائرة

اصوات صراخ وترجي

اصوات تلاحم السيوف في الاجواء

مطر من الدم قد تساقط على الارض

زهور سوداء اخذت تنبت من اعماق المحيطات

كانت تجري بسرعة مهولة

قلبها يخفق بقلق ورعب

ورئتاها تضيقان من شدة الجري المتعب

انها تشاهد نهاية العالم على ما يبدو

ولكن ...

انها تبحث عنه في كل مكان

لا تجده ، اخذت تصرخ بأسمه في كل مكان

حتى سمعت شهقات تنادي بنفس الاسم

اتجهت بسرعة كبيرة الى حيث الكيان

كانت فتاة منتصبة امام البحيرة السوداء

مياهها ماسية وأعماقها نسيان

وقفت عند حافة نهايتها بثبات

حتى شاهدته جثة تعوم وسط الماس

ودمائه قد لونت مياهها الزرقاء

بحمرة لاذعة مُحيت بها الاذهان


انبلجت عيناها على اقصى اتساع لهما ، اخذت تتنفس بسرعة هستيرية حتى ادركت بأنه مجرد حلم لا غير

غطت وجهها براحة كفيها وهي تحاول منع نفسها من البكاء ، كابوس اسود حتم عليها الفناء

ضمت نفسها بيديها وسط المياه الدافئة وهي تقنع نفسها بحتمية كونه مجرد حلم عابر لا اساس له من الحياة

ولكن جذوره تعود الى اجيال ، الى سنوات طويلة ، هذا الحلم كان القرط الذي ترتديه على اذنها في كل الاحوال

اذا ما هو سبب عودته الان ؟

فتحت عينيها وهي تنظر الى يديها المبللتين بالماء ، حتى اتسعتا بفزع كبير وهما ترتجفان بشدة وقد شعرت بخلو جوفها من الهواء

صرخت صرخة الكيان المكسور المتألم ، فمياه المغطس اصبحت دماءً قرمزية مشبعة برائحة الموت البشعة

فزع كازو الجالس بالخارج فركض مسرعاً الى حيث باب الحمام ، طرقه بقوة كبيرة وهو ينادي باسمها بخوف


- آيـآمي ! مالامر ؟ آيـآمي ! هل انتِ بخير ؟


لم تأته اجابة على الاطلاق ، فُتِحَ البابُ فجأة ليرتمي ذلك الكيان في احضانه بفزع ، تعجب منها وقلق عليها بشكل غير طبيعي

امسكها من كتفيها ليشعر بارتجافها الشديد ، عيناها كانتا مرعوبتين بشدة وضائعتين في اللا مكان

عانقها بشدة وهو يحاول ان يخفف عنها رغم عدم ادراكه لما حدث معها هناك

مرت فترة ، هدأت وعادت الى وضعها الطبيعي مجدداً ، ابتعد عنها وهو يرثى على حالها هذا ، بمنشفتها البيضاء وجسدها المبلل ، فكر في امكانية التقاطها للحمى بسبب هذا


- مالامر ؟

- انه مجرد حلم غبي ، لا تقلق

- لا يبدو حلماً غبياً بالنسبة لي

- تعودت على هذه الانواع من الاحلام سابقاً ، ولكن مرت ست سنوات منذ آخر مرة حظيت بها بشرف رؤية واحدٍ منها مجدداً

- اليست هذه رؤيا ؟

- لا اعتقد ذلك ، على اية حال سأكون بخير شكراً لك

- لا عليكِ ، ولكن لا تخيفيني مرة اخرى بهذا الشكل ، كدت اصاب بجلطة

- آسفة


تحرك كازو قليلاً الا انه تزحلق ببعض قطرات ماء تجمعت من جسد آيـآمي المشبع بها ، سقط بقوة ولكن شيئاً ما خفف وطأة السقوط

رفع نفسه بتثاقل وهو يضع يده على رأسه من الالم الذي شعر به ، فتح عينيه الحمراوات ليتلاقى بصرهما فجأة

توردت وجنتاه وهو ينظر بهذا القرب الى عينيها ، اما هي فقد كانت تريد ضربه بقوة وتحطيم عظامه لانه لم يبتعد الى الان

بقي يحدق في عينيها لبعض الوقت حتى قطع عليه ذلك صوت سقوط شيء وتحطمه

التفت ليرى ساسكي الغاضب واقفاً وقد سقطت جرة من يده وتحطمت الى مئات القطع الصغيرة

ابتسم كازو بخبث عندما رآه واعتدل في جلوسه ، كان الشرار يتطاير من عيني ساسكي الذي اراد انتزاع قلبه في تلك اللحظة


- ايها اللعين ، مالذي تحاول فعله ؟

- كنت العب لعبة ذات الرداء الاحمر والذئب مع اختي الصغيرة

- لا اتذكر بأن هذه اللعبة تتضمن سقوط الذئب على ذات الرداء الاحمر

- بلى ، عندما اراد التهامها

- سأقتلك قريباً ، كازو !


جلست آيـآمي بعيداً قليلاً عن كازو على الارض فاقترب منها وعانقها بقوة وهو يقول بغضب


- استمع ايها الجرثومة المعدية ، ابتعد عن اختي اللطيفة انها لي انا

- لا تمثل دور الطفل ايها الاحمق ، هذه ليست عادتك

- اعلم ذلك ولكن اغاظتك امر ممتع ، تصبح كالمهرجين تماماً

- اتركها

- كلا


اقترب ساسكي بسرعة منهما ودنى الى مستواها ليسحبها من يدها بقوة ويحاول ابعادها عنه ، الا انه كازو تمسك بيدها الاخرى واخذ كلٌ منهما يجرها من يدها ناحيته حتى يبعدها عن الاخر

شعرت بأنها على وشط ان تُشطر الى نصفين بسبب هذا النزال الطفولي الذي لا يحمل أي معنى من العقلانية

ظهر عرق الغضب على وجهها فتوقفت فجأة وسط تعجبهما ، وقفت امامهما غاضبة وهي تُعِدُ قبضتها لضربهما ثم انهالت عليهما بالضرب المبرح ليسقطا ارضا

سحبتهما من قدميهما ورمتهما خارج المنزل بغضب لتصرخ بعدها


- اغربا عن وجهي


اغلقت الباب واتجهت ناحية السلالم فارتقتها الى الطابق العلوي بسرعة وذهبت ناحية غرفتها لتنظر اليهما من نافذة الغرفة مصدومين مما حدث

وقف كلٌ منهما وهما ينظران بحقد الى بعضهما البعض ، صرخ كازو في وجه ساسكي


- ايها الاميبا القبيح هل رأيت ما فعلته ؟

- ماذا ؟ هل تلومني ايها القرد الراقص ؟

- وهل يوجد احد آخر هنا ؟

- لا اعلم ربما ظلك من فعل هذا

- ايها المتبجح المغرور ، توقف عن الوقوف في وجهي هكذا

- ماذا ؟! ولما لا اقف في وجهك

- هل تريد ان تجلطني يا فتى ؟ اغرب عن هنا

- لن افعل الى حين فعلك لهذا


كان ساسكي منفعلاً على غير عادة وهو يشاجر بتلك الطريقة ، فكرت آيـآمي بأنه كان لطيفاً جداً بهذا الشكل ولكنها تراجعت عن هذا عندما احتد الشجار وبدئا بضرب بعضهما البعض

فكرت بأن هذا مجرد شجار قطط ضالة ، وهم يحاولون الفوز بعظام السمكة الملقاة في سلة المهملات

ولكنها ابتسمت بسخرية بعدها لتردد بسخرية اشد


- اعتقد باني قرأت قصة عن شيء اسطوري كهذا من قبل ، اوه اجل قصة النزال الابدي بين القرد والظربان للفوز بحب موزة ، كانت جيدة


ثم التفتت الى غرفتها وحملت فردة الحذاء ذات الكعب العالي والمصنوع من الحديد لتلقيها بقوة كبيرة من داخل الغرفة

اصابت تلك الفردة ساسكي وطرحته ارضاً وسط رعب كازو الذي ظهر ظل ازرق على وجهه من الصدمة

نظر الى الشرفة ليراها واقفة تنظر اليه بعيون تحمل نزعة القتل فابتلع ريقه وامسك ساسكي من قدمه واخذ يجره معه الى مكان بعيد عن هذه السفاحة المجنونة


تغيرت ملامح للتعب والارهاق لتسعل بقوة كبيرة وتسقط على ركبتيها ، اخذت تسعل بشدة حتى بدأ الدم بالظهور مع كل سعلة

وضعت يدها على قلبها لتقول بغضب


- اما اني على وشك ان اموت ، اما ان والدتي تحوم في الارجاء !


ادركت آيـآمي في تلك اللحظة ان انقشاع الغيوم لا يعني الا انقشاع الضباب الحامي ليترك من اختفى فيه طريدة سهلة للوحوش الصيادة

فعلى ما يبدو ان حقيقة مرة تحوم في الافق وهي على وشك ان تظهر للعيان بعد حين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes