WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الاول : ( تحت وشاح السماء )





حينما تتساقط الاقنعة

وتعلو الوجوه ابتسامة صفراء ، وتتناثر في الافق غيوم عقيمة

وتمتد اياد بيضاء وهي في الحقيقة ملطخة بالدماء

لا نرى ما خلف ذلك الوهم الطاغي على الوجود من حولنا ، نحاول وبجهد ان نكسب ما ندعوه بـ

{ الحب }

الا ان ليس كل رجل هو روميو ! وليست كل امرأة جولييت !

فخلف تلك الابتسامات الفاترة تقبع وجوه قبيحة مرعبة

تترقب اللحظة المناسبة ، كي تطبق على قلوبنا كالأفعى المطبقة على الفأر ! وبسلاسل اصلب من الفولاذ ، و خبث اكبر من العالم

نلقى بين جحيم احضان الشيطان ...

حيث يلقانا هناك بعذاب لم يشهد له عالم الجحيم الاسود من مثيل

تترائى لنا صورنا القاتمة السعيدة ، فنلعن ونكره كل لحظة تعيسة

قد قضيناها في وهم مصدقين بسهولة وسذاجة

إلا ان لا ملاذ لك حتى القبر الاسود البارد ، لن يقبلك بعد اليوم

فأنت اليوم الجاني وهم القضاة !

انت القاتل وهم الابرياء !

هم الضحايا وأنت السفاح !

لم يعد لك إلا ان تصرخ بحده لتحطم جدران السماوات ، إلا ان حبالك الصوتية غير قادرة على النحيب

فشهقاتك التي غضت في حلقك لن تدعك تشعر بلفحة هواء

فياله من جحيم قد القيت بنفسك فيه ... وياله من عذاب قد فرضته على قلبك المسكين !

شيطان اسود ذو دم بارد قد توعدك بأن تذوق العذاب ... وأنت الان مرتاع !

فلم تعد هناك اقنعة كي تخدع بها ، ولم تعد هناك ابتسامات صافية تعتمد عليها

كل ما امامك الان رمادي ملطخ ببقع الدماء القرمزية

وقد تلطخت يداك بدم من كان يوماً ما بريئاً

لذا فالتدخل في دائرة العذاب ، فالتختفي من الحياة

لانه لا مكان لك بيننا ، نحن الاحياء !





الفصل الاول : ( تحت وشاح السماء )

خرير وقع نغمات الماء في الجداول الهادئة ، الاوراق الخضراء التي بدأت تفقد حياتها تدريجياً وتصفَّرُ بصمت ، اسرابُ الطيور التي حلقت مطربة السماء وقوقعة الموسيقى التي خفتت تدريجياً على وقع خفوت الضياء ، كلها مجرد كلمات شاعر يخطها بقلمه وينسج بها حريراً ابيض يعكس لونه اللؤلئي على بؤبؤ عيني البشر بكل ما يحتويه من جمال وغموض ليعيد رسم لوحة فنان عرف معنى الضياع والعتمة ويشير الى من فقدت قدماه قدرة السير في طريق الهداية ونور

حينما يختفي الامل من حياة البشر ، ويصدع فيها الرعب والخوف والفزع ، ويكون النحيب هو تهويدة النوم التي تهدّأ الرضّع ، وتطوى السماء في كتاب ضخم لقصة بشر عرفوا ان الذنب دمار ، وان الخطيئة جحيم لا ينفك يعتم بقلوب المستضعفين

امورٌ كلها تنسج في شرنقة يرقة لم تعرف ان هذا العالم قد لا يستمر دون وجودها فيه !

صدع صوت حفيف الرياح واختبأت الشمس خلف ستار السماء ليختفي ضوئها الدافئ من الارض ألجرداء ، وانسلت قطرات المطر من بين حشود الغيوم لتهب رياح خلخلت الاشجار التي اصدرت حفيفاً اقشعّرت الاجساد له ، ويبدأ خواء الكهوف بإصدار صرخات الالم والحسرة والنحيب على الاجواء

تحت قطرات الغيث اُغْلقت المتاجر وهرع السكان الى بيوتهم ليحتموا من الامطار الغزيرة ، لم يكن هناك حي في المكان ، باتت تلك القرية التي كانت مفعمة بالحياة صباحاً كأرض للأموات والأشباح

إلا ان صوت ارتطام كعبها بالأرض قد كسر حاجز الصمت ، وارسى خوفاً في قلوب الاطفال الذين ضنوا بأنه حاصد الارواح الشرير الذي اتى لعقاب المذنبين

واضعة يديها في جيوبها وهي تسير مبللة تحت الامطار وشعرها يغطي ملامحها الهادئة التي تخبأ خلفها الف حكاية وحكاية ، الغيوم السوداء خلفها قد زلزلتها الرعود ورسمت لهذه الفتاة صورة مرعبة من الهدوء والترقب والشك

توقفت وهي ترمق المحلات بصمت وكأنما هي تبحث عن امر ما ، كأنما تفتقد امراً لم تخبر به احداً الى الان ، زفرت بهدوء وأكملت سيرها متجهة نحو مكتب الهوكاجي

وصلت بعد برهة من الزمن ، دخلت بكل رصانة وهدوء وهي تلقي التحية على كل مِن مرت من عنده حتى وصلت الى حيث باب مكتب الهوكاجي

وقفت عنه ببرود وهي تطرق الباب ثلاث طرقات ، اجابها صوت هادئ وحنون : تفضلِ

امسكت بمقبض الباب وأدارته لتدلف الى داخل الغرفة ، ابتسمت تسونادي عندما شاهدتها تسير اليها حتى انتصبت واقفة عند المكتب تماما

- ارى بأنكِ قد عدتِ

- اجل ، انهيت المهمة وعدت

- اذا ! مالذي حدث ؟

ادخلت آيـآمي يدها في جيبها لتخرج منه ظرفاً ابيض مرقع ببعض النقاط الحمراء ووضعته على مكتب الهوكاجي بهدوء لتردد ببرود

- هذه رسالة الاستسلام

- مذهل ! استطعتي ان تجبريهم على الاستسلام بهذه السرعة ؟

- الامر سهل ، جُل ما كان عليّ فعله هو تذْكِيرهُم ببعض الاحْداثْ المهمة والتي جرت قبل بضع سنوات وسببت لهم حالة من الضعف والانكسار

- هذا جيد ، قرية الرعد قوية و من الرائع ان تكون حليفتنا ، احسنتي يا ابنتي

- لا داعي لهذا ، تسونادي – ساما

انحنت ثم التفتت لتتجه نحو الباب من اجل الخروج ، استوقفها صوت تسونادي القلق

- لا نزال نبحث كما تعلمين

تحجّرت في مكانها واقفة ، تسَارعّت ضَرباتُ قلبِها كثيراً وهي تحاول ان تخفي الاضطراب الذي ظهر على قسمات وجهها الهادئ

اعادت الالتفات بشكل شبه كلي وهي تحمل في نبرة صوتها ، نبرة الكيان المهزوز والمكسور

- اعلم ذلك ، وكما قلتُ لكِ من قبل سوف تظهر من تلقاء نفسها ، لا داعي لتضييع الجهود والطاقات للبحث عنها

- انتِ لا تعلمين اذا ؟

- بماذا ؟

- تدمرت قرية صغيرة تقع في حدودنا وعندما اجرينا البحوث اللازمة اتضّح كون الطاقة المتبقية هي طاقة مارينا

ضاقت عيناها بألم ، حاولت ان لا تغرورق عيناها بالدموع هنا ، لا تريد اظهار الضعف التي يكتسح كينونتها الداخلية ويخْضِعُ قلبها الى دوامات من الالم اللا متناهي

بشبح ابتسامة رددت وبازدراء لنفسها لم تشأ اظهاره

- الحصى لا تغرق في الماء الا بعدما يلقيها شخّصٌ ما الى هلاكها

- مالذي تقصدينه ؟

- لا شيء ، لا شيء على الاطلاق

خرجت من المكتب وشقت طريقها وسط السكون وهي تمسح دموعها ، عودة والدتها بتقنية الايدو تينسي المحرمة كان آخر شيء توقعته في حياتها ، والان هي تناضل جاهدة كي تقنع نفسها بضرورة تدمير الشائبة ، كما انتهكت حرمة الاموات ، يجب عليها ان تنتهك حرمة الاحياء وتقوم بقتل والدتها مرة اخرى

لم يتوقف المطر بل اصبح اكثر غزارة ، توالى عليه البرق والرعد بانتظام ، شارخين السماء ، مصدعين ثقوب الزمان ، يحتوون داخلهم غضب البشرية على نفسها ، محدثين الواقع بصرخة مستنجد ضعيف

تبللت من جديد بالماء البارد ، وتجمّدت مشاعرها في حلقة الزمن المغلقة ، توالت عليها ذكرياتٌ من 6 سنوات مضت ، كيف التقت بـ ساسكي وكيف انقذها من واقعها المرير

كيف عادت علاقتها بوالدها وإخوتها قوية كالسابق ، كلها الان صور على مرأى من عينيها الواسعتين

توقفت وسط شوارع القرية ، رفعت رأسها الى السماء الملبّدة بالغيوم وهي ترمقها بغموض واضطراب ، قطرات المطر المتساقطة والتي فصّلت خصلات شعرها الذهبي اضفت عليها رونقاً من العتق والرهبة ، والظلام الذي زادتْ حلكتُه قد عكس ضوء عينيها الزرقاوات

ابتسمت وهي تسخَّر من نفسها بشدة ، لا يجب ان يؤثر فيها امر كهذا بعد الان !

عودة والدتها امر حتمي ، لا بد ان يكرر التاريخ نفسه يوماً ما لذا عليها ان تكمل طريقها في رحلة القضاء على والدتها وتدمير ما خطته يداها من الذنوب والخطايا ، انه بحر من الدماء المتدفقة واحتلال جيوش الشياطين لنفسها مجرد روتين يوميّ سرعان ما يتكرر بعد حين ، لم يعد عليها ان تقلق جراء كل ما تفعله فهي الان حبيسة زنزانة شبح آيـآكا الذي لم ينفك ان يرعبها في كل لحظة سكينة تحاول فيها ان ترتاح

سارت خطوة لتطأ قدماها بركة ماء صغيرة كانت من معدودات على الطريق ، تلك النغمة التي اصدرتها هذه البركة كانت كوقع الموت على اذنيها

تجمّدت في مكانها وعيناها على انبلاج شديد ، اوصالها ارتجفت وقدماها كالأحجار غير قادرة على الحراك ، ضباب غريب قد اكتسح المنطقة وحولها الى البيضاء وبرك الماء قد تحولت الى حمرة الدم الدافئ

ليصدي صدى صوت شبح في اذنيها المعتمتين ، شعرت بهما ، يدان تطبقان على رقبتها من الخلف ، انهما باردتان ، شاحبتان وكأنما هما لجثة قد زحفت خارج القبر بصمت الاموات

التفت بعينيها المرتجفين الى الخلف بلوعة الصراخ ، تنائى اليها شبح تلك المرأة التي طواها النسيان

ابتسم الشبح بشر نقي وهو ينطق بكلمات كانت كحد السيف على الاجساد

" سيطرتي محكمة وعرين الاسود قد هُجر منذ دهور ، وألان قبور الاموات تستنجد من اجل النجاة "

اختفى كل شيء فجأة بعد تلك العبارات ، عاد الزمن وعادت زخات المطر الى الهطول ، اشباح الماضي وشياطين القلوب لا تزال تنكأ عميقاً في جروحها ، يسْمِعُونَها صرخاتها الصامتة من القبر المظلم وينكثون حقائق كانت مجرد اساطير في حياة السامعين

تنهدت بعمق وهي تسير مجدداً بعدما اطمأنت بعدم وجود ذلك الطيف المخيف




تطامنت دقات قلبها بعد ان وصلت الى منزلها ، اختفت الريعة من داخل نفسها وعاد قلبها الى السكينة والتأمل الغير جاحدين

خلعت تلك العباءة الارجوانية والقتها على فراشها الذي لم يصدر أي علامة على الترحيب بها اليوم ، وكأنما العالم يخبرها بحتمية فراقها القريب ،او ربما تحاول السماوات الغيبية ان تحذرها من الفصل القادم من حكاية حياتها المأساوية

استطاعت بعد مدة طويلة ان تعيد ترميم المنزل الذي احترق قبل اكثر من ثمانية عشر عاماً ،بعدما اضرمت النيران فيه وشاهدت جثة والدتها تحترق امامها بابتسامة دموية مرعبة

خرجت من غرفتها الزاخرة بالصمت وذهبت الى حيث مكتبة المنزل التي شيدتها قبل زمن ليس بطويل ، هي – كباقي الناس – تحب العزلة في اوقات الشدة التي تصيبها ، تضطرب من قرب الناس منها وتنعدم ثقتها بهم ان لم يروقوها

التقفت كتاباً من المكتبة ذا لون احمر قاتم وعبارات مرعبة تجعل النفس تفكر مراراً فيما تقدم عليه ، اخذته وجلست على اريكة بجانب النافذة التي لم يرحمها المطر من قوة هطوله عليها ، وكأنما تسمع فرحة المشتاقين في هذه الضربات ، من يسمعها يظن بأن احبابه قد عادوا وهذه طرقات ايديهم على الباب منتظرين السماح لهم بالعودة الى حياتهم

غفت عيناها بعد مدة وهي تقرأ احدى صفحات الكتاب الاكثر تأثيراً في النفس ، غطت في سبات طويل لم تشعر فيه بالوقت مطلقاً

فتحت عينيها على تسلل خيوط الشمس الذهبية من بين مساحات الستائر الذي تغطي النوافذ ، ادركت بأنها قد غفت على الاريكة وأدركت ان جسدها يؤلمها بشدة لوضعية النوم الخاطئة تلك

اغلقت الكتاب الذي كان صامداً بيديها ووضعته على الطاولة بجانب الاريكة ، وقفت وذهب لتستحم بمياه حارة تعيد النشاط الى جسدها البارد المتثاقل

انهت الاستحمام وارتدت ملابسها بسرعة لتخرج من المنزل دون تناول فطورها ، همّت بالسير السريع في طرقات كونوها الواسعة والسكان يحيونها بحب و استقبال على عكس ما كانوا عليه قبل سنوات

وصلت الى حيث مكتب الانبو الرئيسي ، دلفت اليه بهدوء وهي ترتقي السلالم الطويلة ، وصلت الى عند باب خشبي كبير فقامت بفتحه دون طرقه لتدلف الى داخل الغرفة

رفع الجالس على مكتب الغرفة رأسه ليرمقها بنظرات تعجب اولاً ، سرعان ما ظهرت شرارة الحب في عينيه ليقف مسرعاً وهو يبتسم بتعجرفه المعهود منه

شاب شتوي الطباع ، عينان سوداوات وشعر اسود ووسامة طغت على كل من في القرية ، تبجح غريب في بعض الاحيان وقائد الانبو حالياً ، من يراه يعتقد بأنه امير من عالم خيالي قد حط رحاله على الارض المقدسة الخاطئة

ردد بهدوء ممزوج بالسعادة

- متى عدتي ايتها المزعجة ؟

- بالأمس

- ماذا ؟! ولم تخبريني ؟! هل تريدين ان اغضب ؟!

- ههههههه كلا ليس الامر هكذا ساسكي ، كل ما في الامر اني كنتُ مرهقة بعض الشيء

- ماذا ؟ مرهقة ؟ الم اقل لكِ ان لا تتعبي نفسك بالمهمات ؟

- ارحمني قليلاً من محاظراتك بروفيسور ساسكي

ضحك بخفة على عبارتها ، تنحى عن المكتب وسار بخطاه الهادئة نحوها وهو ينظر في قسمات وجهها التي لطالما عشقها اكثر من أي شيء في حياته

وصل عندها واحاط خصرها بيديه وهو يضع جبهته على جبهتها مغمضاً عينيه ليقربها منه اكثر واكثر

- غبية ، لا تتأخري هكذا مرة اخرى ، كدت ان ارسل الجيش كي يعيدوكِ

- الجيش ؟ الستَ تقلق بشكل مبالغ هذه الايام ؟

- ومالذي تريدينني ان افعله ؟ ان لا افكر في تأخرك الغير معهود ؟ ام ان لا افكر بأحتمالية كونك تأذيتي ؟

- لستُ ضعيفة ساسكي وانت اكثر من يعرف هذا

- اجل اجل لا يهم

طبع قبلة على شفتيها وهو يحيطها بيديه اكثر واكثر ، ابتعد عنها بعد بضع دقائق وهو ينظر الى المكتب بقليل من الانزعاج

ابتسمت وهي تفكر بأحتمالية كون ناروتو هرب وترك الاعمال كلها على ساسكي المسكين

- هرب ناروتو اليس كذلك ؟

- اجل انه مع الهوكاجي ، ترسله الى مهمات عجيبة وغريبة ، كاستعادة ضفدع ناري ، والعثور على بقايا حيوان منقرض وما الى ذلك من الامور العجيبة

- كم ارثي لحالك ايها القبيح ، جرب ان تهرب كذلك لمرة

- لستُ عديم المسئولية ايتها المزعجة ، لا تبدأي محاضراتك بروفيسور آيـآمي

- سارق الجُمل

ابتسم على كلامها ثم عاد للجلوس على مكتبه وهو يستند برأسه على الكرسي بإرهاق وقد اغمض عينيه دليلاً على تعبه الشديد

اقتربت منه بهدوء لتربت على كتفه وهي تردد بقلق شديد

- كم مضى عليك منذ آخر مرة حضيت فيها بنوم جيد ؟

- ثلاثة ايام

شعرت بالغضب منه ، سحبته من ياقة ملابسه بقوة كبيرة وهي تنظر في عينيه بغضب شديد

صرخت بحدة في وجهه


- الى سريرك في الحال اوتشيها ، والا ابرحتك ضرباً حتى لا تستطيع السير لسنوات

- لا تصرخي هكذا ، انا بخير ولكني احتاج بعض النوم فقط

- ولهذا انا اقول لك عُد الى منزلك

- ومن سيهتم بالأعمال ؟

- انا سأهتم بها ، هيا ايها القبيح الى المنزل

- حسناً حسناً ولكني لا اظن بأنني قادر على الوصول حياً

- ولما هذا ؟

- لان هناك وحشاً ضارياً يخنقني وانا احاول الفرار من بين براثنه الحادة

تركته ليبتعد قليلاً وهو يبعد الياقة عن رقبته ، اتجه نحو الباب بعد ان اعطاها بعض التعليمات الخاصة بالأعمال الموجودة على الورق

وقف عند الباب ليلتفت بابتسامة ساحرة ويردد بنبرة غريبة

- احبك ايها المزعجة


احمر وجهها خجلاً وتراقصت اوصالها على تلك الكلمة ، شعرت بارتباك شديد ولم تعرف كيف ترد عليه

صرخت بانزعاج كاذب

- انقلع من هنا

تفجر بالضحك عليها خارجاً ، استندت بيدها على المكتب ويدها الاخرى وضعتها على فمها لتحاول ان تغطي وجهها المحمر من الخجل

كلما نطق بتلك الكلمة ، كلما رأت ذلك التعبير ، لا تستطيع ان تتصرف ، قلبها وعقلها يتوقفان عن العمل تماماً وتغرق في محيط من وجوده هو

هذا ما يعنيه ان تكون واقعاً في الحب ، ان تفقد العقلانية الكاملة وتفعل اموراً مجنونة على الدوام

ابتسمت وباشرت بالعمل الدءوب ريثما ينال ساسكي قسطاً من الراحة التي لا يذوقها الا نادراً

ما زالت لم تخبر احداً عن رؤى آيـآكا الغريبة ، نسي الجميع امرها وظنوا بأنها لن تهتم للوصول لآيـآمي مجدداً ولكنهم اخطئوا في هذا الاعتقاد الباطل

فكلما كانت وحيدة ، يضيق الجو بها ويصبح خانقاً ، مشبعاً برذاذ الموت المركز الذي لا يخبوا ابداً

تسمع قهقهات ضحكاتها الشيطانية في الجو وتشعر بوجودها معها ، ولكن هذه الايام اخذ الامر يصبح واقعياً بشكل مرعب وكأنما آيـآكا موجودة هنا معها وليست محبوسة في زنزانات الجحيم السوداء

انهت الاوراق بسرعة بعدما تذمرت من بعض الطلبات المرفقة معها ، تساءلت أي نوع من الناس يطلب حماية رماد جثة ؟! واي نوع يقول بأن هناك وحش يطارد كلبه ؟!

ضحكت على هذه التفاهة الغريبة ، فالبشر لا يعلمون بأن هناك اشياء اكثر رعباً من وحش او شبح

ومنها ان يشك الشخص في كينونته ، ان يشك حتى بوجوده الشخصي ، وكأنما هو جزء من عالم لا وجود له الا في اوهام النائمين

نفضت الافكار من ذهنها وعادت الى العمل مجدداً ، لا تريد ان توقع نفسها في دوامة تفكير لا تنتهي واذا انتهت انتهت بكونها الشخص الذي لا وجود له في العالم

فُتِحَ الباب فرفعت رأسها متعجبة ، ضحكت على الوجه الذي صنعه الداخل الى الغرفة

تقدم منها وهو يحاول تأكيد ان ما يره حقيقة ، فقال بسعادة بعدها

- عدتي اذا ! ياله من امر جميل ، لقد مر اسبوعان تقريباً وكاد ساسكي يجن

- ان جُن فيجب علي ان آخذه الى حديقة الحيوانات لعلهم يجدون مكاناً له هناك

- لا تزالين شريرة آيـآمي ، فظيع ان تقولي عن اخي الصغير هذا الكلام الوحشي

- ماذا عنك ايتاتشي ؟ كونك الان مساعد الهوكاجي الاول ومحبوب كونوها امر صعب اليس كذلك ؟

- مالذي علي ان اقوله ؟ في الواقع كان يجب ان ميتاً الان لولا تدخلك

- وهل تدخلي امر سيء ؟

- كلا ، بل ما اجمله من تدخل


ابتسمت واخبرته عن طردها لساسكي المرهق وانها ستأخذ مكانه لبعض الوقت ، تبادلا الحديث لفترة حتى اضطّر ايتاتشي للخروج بعدها واتى احد معاوني ساسكي الذين يتولون المهام في غيابه فتركت المكان له وخرجت مسرعة الى حيث لا يعلم احد

قررت الذهاب و زيارة عالم الشياطين ، فقد مرت فترة طويلة منذ آخر زيارة لها ولابد من انها ستحصل على بعض اللكمات من كازو كذلك

دخلت الى احدى الغابات بسرعة وهناك قامت بفتح البوابة وعبرت منها الى حيث عالم آخر



وصلت الى القصر المهيب والذي ما انفك يذكرها بأحداث حل عليها الدهر وشرب ، هزت رأسها بقوة وهي تنفض كل ما في عقلها من افكار ودلفت الى داخل الحديقة من الباب الرئيسي

استقبلها بعض الخدم المتفاجئين وانحنوا احتراماً لها ، دخلت الى احدى غرف الاجتماعات التي تتوسطها طاولة كبيرة وعلى جدرانها رسمت معركة دامية قد نشبت منذ قرون طويلة بين والدها وبين بعض الشياطين الذين خرجوا عن القوانين

جلستْ على احد الكراسي وهي تنظر الى احداث تلك المعركة الكبيرة ، لكنها سرعان ما ابتسمت عندما شعرت به يقبل خصلات شعرها وينظر اليها بغموض

وقفت وعانقته بقوة كبيرة فبادلها العناق كذلك بسعادة ، اخذ ينظر الى عينيها بفخر وكأنما هو يعلم كيف تشبهه الان

- حسناً حسناً الصغيرة اتت بعد فراق طويل

- لم يكن طويلاً ، مرت بضعة اشهر فقط

- انه وقت طويل بالنسبة لي دون رؤيتة صغيرتي

- اجل ، اجل ، سمعت بأنك نفذت حكم الاعدام في بعض الشياطين ، مالذي حدث ؟

- تُخِيفُني في بعض الاحيان مصادرك الاخبارية هذه

- لا تقلق فأنا لدي الكثير من الاشياء المرعبة والتي لا تخطر على بالك

- يبدو ذلك ، يمكنك القول بأنهم حاولوا مهاجمة ماري المسكينة عندما ذهبت لشراء بعض الاغراض من السوق

- يستحقون هذا اذا ، كيف يجرؤون على مهاجمة صغيرتي الحلوة ؟!

- توقعت ان تقولي هذا ، اوه هذا صحيح ، كازو سيلكمك بقوة او هذا ما قاله حينما يراكِ

- لا تذكرني ! اني احمل هم لقائه من الان

- مسكين ، لا تقولي هذا عنه بعد كل ما فعله من اجلك

- اوه اتقصد بعدما قُمَتَ بضربه حتى تكسرت عظامه وجعلته غير قادر على الحركة لأربعة اشهر ؟

- انه مجرد عقاب بسيط وقد استحقه

تبادلت الحديث معه لبعض الوقت وقد استمتعت بهذا كثيراً ، رغم محاولاتها الكثيرة لاخفاء الالم الذي يجتاح صدرها ويستولي على رأسها ، على ما يبدو فقد لاحظ هذا ولكنه لم يحدثها عنه لعله عرف بأنها لا تريد لاحد ان يعرف عن أي شيء الان

استأذنته وخرجت الى حيث البهو العظيم ، وقفت وسط البهو وهي تغمض عينيها مستشعرة كل لحظة عاشتها هنا من قبل

قطع عليها حبل افكارها تلك الضربة التي تلقتها على رأسها ، استدارت بسرعة وهي تنظر الى ضاربها بغضب فصرخت في وجهه

- لما تفعل هذا كازو ؟ انت شرير

- لقد اخلفتي بوعدك ايتها الحمقاء ! كيف يمكنني ان اسامحك

- لم افعل ، جلبت لك مئة جثة لبشر قذرين من اجل حرقهم في مراسم التصويت !

- ليس هذا ما اتحدث عنه ، بل احضار سواري ايتها الغبية

- اوه اتعني قطعة الخردة تلك ! كان عليك ان تذكرني بها من قبل

- قـ .. قطعة خـ .. خردة ؟

- هل انت بخير كازو ؟

- ابتعدي عني يا عديمة المشاعر ، انتِ اسوأ من قابلته في حياتي

- انا امزح فقط ايها الاحمق توقف عن هذا

صمتا للحظة ولكنهما سرعان ما تفجرا بالضحك ، عانقها كازو بقوة واخبرها بأن لا تتأخر في القدوم مرة اخرى وتبادل معها اطراف الحديث

- اذا ذلك الشتوي المزعج الذي يشبه الاميبا اصبح مهماً الان ؟!

- اجل ، انه قائد فرقة الانبو

- بالطبع سيصبح مهماً ، لانه قاتل معي في النهاية

- ارى تبجحك ينمو كثيراً هذه الايام

- لا تذكريني ، الجميع يقول هذا ، وانا لستُ مستعداً نفسياً او قلبياً لتقبل الصدمات عن شخصيتي

- كم ارثي لحالك يا فتى

- اجل ، اجل ، لا يهم ، على اية حال الاجتماع القادم بعد اسبوع وسيحضر الجميع ، عليكِ ان تكوني هنا هذه المرة

- سأحاول ذلك فالمشاغل قد تعدت حتى خط رأسي

- سأكون منتظراً لقتالك اذا

- لا تتحمس كثيراً ، سأقتلك هذه المرة

- تحلمين !

كُسر نظرها ، اظلمت الدنيا في عينيها وشعرت بصداع فظيع ، اخذت تترنح في وقوفها حتى وضعت يدها على رأسها وهي تحاول ان تبقى واعية

تسمع صوت صرخات مدوية تصم آذانها ، وهناك شعور مرعب بالبرد والوحدة ، وكأنما سيف مسموم يخترق رأسها ببطء مسبباً لها الماً لا يحتمل و رعباً لا يتحمله كيان

فزع كازو لحالها هذه ، شاهدها تتهاوى في الهواء فأمسك بها وهو يصرخ باسمها خائفاً ، لكنها سرعان ما فتحت عينيها وهي تحاول اقناعه بأن هذا كله بسبب الارهاق من المهام

لم يصدقها فهو يعرف بأن هناك امراً يحدث معها ، ولكنه لا يعلم ما هو

استأذنته وخرجت عائدة الى عالم البشر مرة اخرى كي تبتعد عن مصدر المها وخوفها ورعبها

بعدما خرجت خرجت آيـآمي من القصر ، هرع كازو الى حيث والده ، ساتان كان جالساً كعادته ولكن ملامح وجهه كانت غاضبة ومرعبة بشكل كبير

شعر ببعض الخوف ولكنه تمالك نفسه خاصةً ان ساتان انتبه لوجوده في الغرفة معه

نظر اليه ببرود ليردد بهدوء

- ما الامر كازو ؟

- والدي ، هناك خطب ما بـ آيـآمي

- اعلم ذلك ، لذا اشعر بالغضب فهي لم تخبرني بشيء

- هل يمكن ان تكون آيـآكا ؟ فقد اعدنا قلب آيـآمي وهذا يعني ...

- من المحتمل ، بل هذا مرجح جداً ، على اية حال يجب مراقبتها جيداً لحين توصلنا للامر

- حاضر


التفت كازو كي يخرج ولكن والده استوقفه ، اعاد النظر الى والده متعجباً وهو يراقب ابتسامته الخبيثة تلك ، شعر ببعض التوتر وهو يشاهد شفتي والده تتحركان

- انت لستَ صادقاً مع نفسك ، كازو

- ما الذي تعنيه ؟

- انت تحبها اليس كذلك ؟

- من ؟

- آيـآمي

احمر وجه كازو ، شعر بضربات قلبه تتسارع وركبتاه ترتجفان ، انه يتساءل كيف عرف والده بهذا الامر الحساس ؟ ، نظر الى الارض بخجل فآخر ما توقعه ان يعرف احدٌ ما مشاعره الحقيقية والتي ابقاها طي الكتمان لسنوات طويلة ، ابتسامة ساتان الخبيثة لا تزال على ملامحه وهو يعلم بحقيقة كل شيء منذ البداية

- الستُ محقاً ؟

- انـ ... انـا ...

- يالك من خجول ، انت تعلم اليس كذلك ، في عالم الشياطين زواج الاخ من اخته امر محبب لاستمرار نقاء النسل

- ما الذي ترمي اليه ؟

- اليس واضحاً ؟

- لا تقل لي ! ... بأنك ... تشجعني ؟!

- اجل

- كيف عرفت بمشاعري هذه ؟

- الامر واضح ، لا احد سيفعل ما فعلته لاجلها الا من اجل الحب وحسب

- انت مخادع حقاً يا والدي

- اعلم ذلك


خرج كازو بعدها مسرعاً والخجل لا يزال يسيطر عليه وعلى كيانه كله ، قرر الذهاب خلف آيـآمي الى عالم البشر كي يطمئن عليها ، لان هناك امراً ... مؤامرة تُحاكْ في الخفاء وهو لا ينوي ان يكون الفارس الذي يقتل في بداية القتال


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes