WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الخامس : ( الجميع في الخارج .. يريدون إصطيادي ! )








ما كنتُ على عرشِ الأباطرةِ أجلسُ إلا وقد سفكت أرواح من سبقوا ..

و إتهمت زوراً بالشرفِ .. وأنا من الشرف لعدو لدودُ ،

أتراهن أن الحياة ناقصةٌ .. دون البلاء وإن عُرف الجحودُ .. !

لم أكنّ لكَ صديقاً ولن أكون .. فبيني وبينك ثأرٌ لا يزول .. ،

لستُ اعرفكَ يا من جهلت كلام المجالس .. فأنا للبذخ أعلم واعرفُ ..

فهل لي بنبيذٍ أحمر مخمليّ .. مشبّعٌ بالسموم فتنتهي بهِ رفاهيتي ؟!




{ فلاش باك }

[ قبل مئة عام ]

" بعد عام من موت آيـآمي "

ما إنقضى ألمه .. ولو بتر كافة أطرافهِ الأربعة .. ّ

أنينه في الليالي لا ينتهي .. وصمت صراخه قد حطّم كُلَ مشاعره .. ،

وبينما هو جالسٌ .. يحمل بين يديه صندوقاً صغيراً .. يفاجئه الأشقر بالدخول هادئاً !

فما إن شعر به حتى إلتفت .. فياليته لم يلتفت .. و آثار الدموع الحمراء تملؤ وجنتيه .. !

وجههُ شاحب .. و قد فقد الكثيرَ من وزنه .. عامٌ قد انقضى .. عامٌ كامل دون أن ينبس ببنتِ شفة ..

إقشعّر جسدُ الأشقر حينما أُبتلي بالخسران .. تقدم منه مفزوعاً فيهزه من كتفيه بجنونٍ صارخاً

- [ ساسكي ] بحق الجحيم توقف !! لا تعذب نفسكَ أكثر .. أختي .. أختي لن تقبل بحالك هذا !!

شرارةٌ – وإن كانت صغيرة – قد علت مقلتيه التائهتين .. فيما صاحبه يريد له الخلاص من معاناته

أشاح بوجههِ عنه .. أحال بصره للنافذة وتذكر عرض [ ساتان ] الذي قدمه له .. !

[ سأعطيكَ القدرة على العيش خالداً .. لكن بشرط .. خلودكَ هذا ينتهي في لحظة تحقق حلمك

الحلم .. الذي ستربط وجودكَ به .. إنطق به ونادي على إسمي .. فأحضرُ وانفذُ العهد ! ]

وضع الصندوق الصغير على الرف المجاور لفراشهِ و تنهد بغصة وألمٍ قويٍ في صدره .. ،

و [ ناروتو ] الواقف متكهفر الوجه .. يرصد تحركاته .. خطوةً بخطوة !

- [ ساسكي ] .. أنا ..

قاطعه .. حينما نظر إليه ببهوتِ إبتسامة أنكرها الأخير مصدوماً .. و [ ساسكي ] للصندوق ناظر !

- [ ناروتو ] .. هل تعلم ما هذا ؟!

بينما يقلبُ المتحدثُ الصندوق الصغير بين يديه .. تتسع حدقتا [ ناروتو ] ويدرك

شيئاً فشيئاً معنى الألم أكثر !

إهتز جسدُ [ ساسكي ] والدموع تأبى البقاء مسجونة .. و إبتسامة الأطياف الشاحبة لم تنقشع .. ّ

عيناه متسعتان .. دموعه تنهمر .. و جسده يرتجف بإنكارٍ لذهابها .. ،

فتح الصندوق .. فلمع الخاتم الذهبي .. الذي توسطته ماسة صغيرة في عينيّ [ ناروتو ]

الذي .. كبت بكاؤه أيما إستطاع !

بصدمةٍ ردد ..

- مستحيل .. أنت ..

بإنهمار الدموع الحارقة على وجنتيه .. قاطع كلام صاحبه مكملاً بحرقة ويأس

- أجل .. كنتُ أريد التقدم لخطبتها .. [ ناروتو ] .. هل ترى الحال التي أنا فيها ؟! أنا .. أنا فقط

لم اتوقع خسارتها.. هي تحت الثرى مدفونة .. بجسدٍ بارد .. عديم الحياة ..

بقلبٍ مشوه .. [ آيـآمي ] .. لم تعد في الوجود .. لذا .. أخبرني ..

كيف يكون تنفس الصعداء ؟ ما هي الراحة ؟ ما هو شعور الدفء ؟! أنا .. أردتها فقط بجواري ..

هل هذا كثيرٌ لأطلبه ؟! أنا لم اطلب الدنيا وما فيها من كنوز .. أنا طلبتها هي وحسب !

فتاتي وحسب [ ناروتو ] !!!

لم يستطع [ ناروتو ] أن يفعل شيئاً .. فقط إستمر بالبكاء .. على حاله .. حال صاحبه .. وحال [ آيـآمي ] .. ّ

طأطأ [ ساسكي ] رأسه .. صمت لدقائق طويلة .. حتى أكمل بهدوءٍ فاجئ الأول المفجوع

- سأقبل بعرض [ ساتان – ساما ] .. سوف أقبل الخلود المؤقت .. من أجل الحلم الذي نوطت به حياتي .. لقياها !

بردة فعلٍ غير متوقعة .. إبتسم [ ناروتو ] .. يمسح الدموع مردداً بأكبر قدرٍ من الحماس أمكن إظهاره

- أجل .. فالتفعل ذلك .. مؤكدٌ لقياكَ لها يوماً ما .. أجل فهي ستعود وإن كانت في الجحيم !!

إكفهّر وجه [ ساسكي ] بعض الشيء .. مفكراً بغير تردد بالتخلي عن المطلوب من أجلِ التحول .. ّ

في حين شعر [ ناروتو ] بذلك .. فتصنّم يشد قبضته سائلاً ..

- أنا لستُ ذكياً [ ساسكي ] ولكن حتى أنا أدرك .. بأن لهذا التحول ثمن !

خلخل [ ساسكي ] أصابعه بين خصلاتِ شعره الفحمي .. مبتسماً بفخرٍ وهدوء .. ليجيب بعد هنيهة

- أجل .. أنتَ مُحق .. لهذا التحول ثمن و سبب !

إحتّدت عينا [ ناروتو ] و انتفض قلبه مرةً بقوة .. مكملاً حديثه

- وما هو ذاك الثمن والسبب ؟!

بكلِ جدّية .. ثقة وعزم أشخص [ ساسكي ] بصرهُ لصاحبه .. مجيباً بنبرة قيادية

- التخليّ عن أهم ما أمتلكه .. [ الشارينجان ] .. !

وما كانت كلمة صدمة .. لتفسّر مشاعر رفيقه في تلك الثانية بالذات ..

فما إختفى ... بين طيات دماء هذا الأوتشيها أمامه .. مختلف عن غيره .. متفرد !

صرخ به متفاجئاً حينما أدرك مقولته

- ماذا ؟! هل تمزح ؟!

زفر .. فأكمل جملته المبتورة ببطء و ثقة

- كلا [ ناروتو ] لستُ أمزح .. لأن لديّ جزءاً من طاقة [ آيـآمي ] إستحال تحولي لشيطان !

لهذا لجأ [ ساتان – ساما ] لهذه الطريقة !

هدأ روعه .. شعر برغبة [ ساسكي ] القوية في فعلها .. فابتسم محاولاً إخفاء قلقه .. و توتره !

قليلٌ من الضباب .. ولو كان قليلاً .. قد إنقشع عن قلب [ ساسكي ] في تلك اللحظة ..

مؤمناً .. بأن موعد اللقاء قد يطول .. ولكنه مقدرٌ و حاصل لا محال .. ّ

و بكتلة الإيمان تلك .. تحول [ ساسكي ] لشيطان !!

[ إنتهى الفلاش باك ]





[ الوقت الحالي ]

( قصر ساتان )

إحتضن رأسه يصرخ بألمٍ مدوٍ أرعب سكان القصر وقاطنيه .. !

فيما سحابةُ الدخان الأبيض حاصرته .. وأحاطت جسده بإعتصارٍ أليم .. ّ

و بينما حدقتاها تتسعان .. يهجم عليها دون أن يدرك تحركاته .. فيخدش وجنتها بأظافره .. ،

فتسيل الدماء .. و تشعر بحرقة السّم من أظافره .. تتراجع للخلف قلقة على حاله !

يشتّد إحمرارُ شعره و يزئر كالتنانين الغاضبة .. فتقفُ هي غير راغبةٍ بالحراك .. و تتلقى طعنةً

في صدرها بيده .. التي اخترقت جسدها خارجةً من ظهرها .. ،

سعلت الدماء القرمزية .. إستحثت هدوئها على البقاء .. فيما شُّرع الباب على مصراعيه ..

فيدخلُ [ ساتان ] ومن معه .. فيقفون مشدوهين للمنظر .. تتسع حدقتا الأخير .. !

يتأجج الغضبُ في جوفه و يشعر برغبةٍ في قتل [ كازو ] و صوتُ لهاثه قد أفزع من معه .. ّ

إنتشل الأخير يده من جسدها .. فزئر مجدداً .. فتتشقق الجدرانُ وتتصدع ،

و لأنها لا تحبُ التسرع .. تتقدمُ منه بخطواتٍ ثابتة .. ترمق العينين الخاليتين من الحدقتات بصمت

وإذا به يرتجفُ من الغضب .. يحرك رأسه بحركاتٍ جنونية ويشّد على أصابعه فتزداد رغبة القتل فيه .. ّ

ولصدمة الجميع لحركتها تصنّموا .. و هي تحيط يده بيديها .. وتركز النظر في عينيه .. !

يحيطُ هو رقبتها غاضباً .. فيغرز أصابه فيها بعنف .. مراقباً إنسكاب الدماء من العروق .. ّ

و بينما [ ساتان ] يحاول كبح جماحِ غضبه .. تتمدد الظلال فجأة !!

تحيطُ بجسد [ كازو ] كالدوامات .. حتى إبتلعته تماماً .. وأختفى فيها تاركاً الجميع .. ،

إزدرد الجميع لعابهم .. فيما تلفت [ آيـآمي ] لهم بهدوء .. فيهرع الإثنان الخائفان إليها

وقد ظهرا .. من اللا مكان من أجل ضمان سلامتها !

- [ آيـآمي – ساما ] كم أنا .. سعيدٌ لأنكِ بخير !

يقولها [ آندراس ] الذي لم يبالي بجراحها .. ولا كدماتِ جسدها يحتضنها سعيداً في حين يضربه رفيقه بقوة يصرخ به ناهراً

- تباً لكَ من غبي !! إنظر لجراحها .. [ آيـآمي – ساما ] هيا نعالج هذه الجراح في الحال !

إبتسمت لهما بهدوء تهز رأسها .. إلا حينما إنتبهت على أمرٍ ما فرددت بابتسامةٍ خبيثة

- اووه [ آندراس ] أرى أن لسانك قد شُفي ! أمرٌ جميل أليس كذلك ؟!

بسعادة العالمِ مجتمعاً تحولت عيناه لشيءٍ براق .. يهز رأسه موافقاً وهي تطبطب على شعره كالحيوانات !

تبتعد عنهما .. تدنو من والدها الواقف بقليل من الصدمة فتقابله الوقوف .. تتسع عيناه غضباً فيقول

- ما الذي تنوين فعله [ آيـآمي ] ؟ و إلى أين أخذتي [ كازو ] ؟!

لثانية – عابرة – حولت نظرها لـ [ آلبيرت ] الخائف من هدوئها فتبسمت بشيطانية بحتة تجيب

- والدي .. هل تثقُ فيّ ؟!

هدأت فرائصه .. تلاشى غضبه كما لم يكن .. فابتسم بحنانٍ عميق .. يلمس وجنتها يمسح الدم بإبهامه

فيلعقه متلذذاً .. بطعمه المميز .. ويجيبها بعد وهلة قصيرة بابتسامة شيطانية ماثلتها

- وهل تحتاجين للسؤال حتى ؟!

أغمضت عينيها و إبتسامتها تتسع قليلاً .. دنت منه أكثر تحيط وجهه بيديها وتقبل وجنته

هامسة بأمرٍ ما في أذنه

تراقص قلبه .. شعر وكأنما الدنيا لن تسع سعادته الآن .. وقد تلألأ الجو من حوله بغرابة مرعبة !

- سأُعيد إبنك لكَ لا محال .. ثقّ بهذه الكلمات !

همّت بالمغادرة .. ولكنها توقفت فجأة أمام [ آلبيرت ] تمسك برسغه .. وتبتسم ببرودٍ ناطقة

- ستأتي معي يا عزيزي .. لن أقبل " لا " كإجابة !

حوّل ناظريه لـ [ ساتان ] .. فشاهد أكثر الوجوه رعباً وحقداً تعلو قسماته .. ادرك نهايته .. و أراد البكاء

- حـ - حاضر

قالها على أملِ أن يُعطى الغفران فيما بعد .. ويد [ آيـآمي ] لا تزال تمسك برسغه تجرّه معها للحضيض ..

توقفت مرة أخرى .. ترنو لـ [ آيريس ] الذي حاول إخفاء إضطراب مشاعره !

قالت له تمسك بذقنه وتبتسم بغموض

- ما الأمر أيها الأمير ؟! لا تقلقنّ على صديقك فهو سيعود لا محال .. ثقّ بي !

هي فقط قد لا تعلم .. أنه وبالفعل يثقُ بها بعمقٍ غريب .. وقد أراحت هذه الكلمات جوفه .. ّ

- أجل .. أثق بكِ أيتها الأميرة !

قالها يبتسم ببراءةٍ كالأطفال .. فسارعت هي بترديد مقولتها معقبة

- بالمناسبة علينا قضاء المزيد من الوقتِ معاً ، سأقدم لك أروع كعكة توت يمكنك تخيلها ..

كذلك يمكننا ان ننشئ تخطيطاتٍ خاصة .. أنتَ تعرف ما اعنيه أليس كذلك ؟!

لمعت عيناه بخبثٍ وحماس .. و قد سال لعابه على شفاهه يردد

- لهذا قلتُ بأننا صديقان مقربان أيتها الأميرة .. أنتِ تفهمينني !

ضحكت بخفة عليه تحيل عينيها لـ [ ريو ] مفطور الفؤاد .. قطبت حاجبيها تقول

- لا يعجبني شكلك البشري هذا .. افضل الشكل المضغوط !

وكأنما أراد أن يسمع هذه الكلمات .. بدأ يبكي بغزارة مضحكة يردد

- [ آيـآمي ] .. أنتِ الأفضل .. لهذا أفتقدتك .. أنتِ تملكين حسّاً بالموضة !

لم تفهم – ولن تفعل – مقصده من عبارةٍ سفيهة المعنى و عليلة التراكيب .. فتجاهلته .. ّ

أكملت طريقها خارجة فيتبعها [ آندراس ] و [ أمدوسياس ] بحماسٍ مضحك يدندان .. ،

- توقفا للحظة .. [ آندراس ] .. [ أمدوسياس ] !

كلمات .. خرجت بنبرة مرعبة ملكية قاتلة .. فارتجفا يلتفتان ببطء .. هما .. مشاكل بأقدام ..

قد إفتعلا الكثير .. دمرا الكثير .. وسببا سخط [ ساتان ] الأبدي عليهما !

تطاير شعره من الغضب .. وهالته الحمراء تحيط به بمحقٍ أكيد للوجود .. ،

نطق بنفس النبرة الحاقدة

- بحقِ الجحيم لما ترافقان إبنتي اللطيفة ؟!

لم يكن لهما ملاذ .. غير الإختفاء خلف [ آيـآمي ] يحتميان بظهرها يرتجفان كالأرانب في الشتاء !

تنهدت الأولى بملل .. تجيب والدها ببرود

- هما تابعايّ يا والدي .. هل لك بغضِ الطرف عن مساوئهما ؟!

بجملتها البسيطة .. جعلته راضياً عليهما .. والجو من حوله يتلألأ بأزهار الساكورا معقباً

- هكذا إذاً .. تابعاكِ .. جيد عفوتُ عنهما !

الشهقات المتتابعة من أبنائه قد أفزعت الأشباح الراقدة في غياهب القصر .. كلهم مفجوعون !

لأي حدٍ سيدلل [ آيـآمي ] ؟!

تذكرت هي أمراً .. فارتعدت فرائصها بالخفاء .. قبضت على أصابعها تسأل

- والدي .. أين هي والدتي ؟!

هدأ الكل .. وعمّ السكون المكان .. و [ ساتان ] فقط .. إعتراه البرود وعدم الإكتراث !





عادت لقلعتها المظلمة كحال قلبها .. تنعقُ الغربان من حولها بحمرة الدماء تجري في أعينها .. !

لم ترضى بالإجابة .. فقط هي لم ترضى .. حينما علمت بما حدث لوالدتها .. ّ

فكيف لها أن تقبل .. كلماتٍ ألقيت على من ذاق العذاب مثلها ؟ على من عانى ولم يشعر بهِ أحد ؟!

هي لن تلوم والدها على التفوه بتلك العبارات .. ولن تلوم نفسها كذلك ،

ستكتفي وحسب بلوم الخيارات الخاطئة .. والطرق الملتوية التي سلكتها و أودت بها للحال هذا .. ّ

إتجهت لغرفةٍ ديكورها الأسود المعتّق بالذهبي كان طاغياً .. إتخذتها غرفتها الخاصة ..

لما شعرت فيها من كئابة وهدوء .. وظلام !

على كرسيٍ بنيّ محمر عتيق جلست .. تستند بكوعيّ يديها على الطاولة المقابلة ..

تشبك أصابعها وتستند بالإبهامين على جبينها .. تفكر بألم .. فقط تفكر و تفكر .. !

لم تحضَ بالكثير من الوقت حتى تنوح على فقدِ [ ساسكي ] .. أو على حال [ كازو ] ،

هي لا تريد إظهار الضعف .. كلا ! فليس هي من يظهر الضعف الآن ..

ولكن كافة جسدها إرتجف من الألم .. شعرت بالإنعصار قلبها .. تختنق هي بصمتٍ وسرعة !

قبضت على قلبها .. تشد بقبضتها من العذاب الذي تمّر هي فيهِ الآن .. العذاب الصامت المدمر ..

لن يسمع أحدٌ صيحاتها إن بكت .. لن يشاطرها القوم هذا الويل من العذاب كوابل الرصاص ،

كلا .. لن يعلم أحدٌ بأنها تتألم الآن .. لن يعلم أحدٌ بشعورِ تلاطم موجِ المحيط الهادر على صدرها ..

كلا .. لن يعرف أحدٌ لأي درجة هي تختنق وحيدة .. بألمها ودمائها الخاصة !

- تباً .. !

بلوعة ومرارة .. وتقزز من نفسها خرجت تلك الكلمة الثلاثية .. تختصر كل ما في جوفها من مشاعر .. ،

بقيت على هذا الحال .. لساعتين .. تتألم وتختنق وتلهث إلا أن لا دموع تخرج !

حتى إستندت برأسها على الطاولة تقاوم الألم .. تقاوم الشهقات التي ما اتكفت تخرج لساعات .. ّ

- [ آيـآمي – ساما ] .. !

بصدمته وشعوره بالفجيعة على حالها .. [ آندراس ] قد ردد أسمها منكراً لحالها .. وقد رأى ألمها !

ضاقت عيناه حزناً وتقلّص فؤاده ألماً عليها .. بإرادته لإكمال عبارته ردد

- لا يعقل .. لما ..

قاطعه رفيقه الذي شهق .. وكأنما الموت يختطف روحه من جسده !

[ أمدوسياس ] خلع جلباب الهدوء .. يردد مرتبكاً وبكل حماسٍ وصدمة صارخاً

- [ آيـآمي – ساما ] !!!!! أيعقل بأنكِ تبكين ؟! يا إلهي .. إنتظري !!! لا تبكي الآن .. عليّ ..

عليّ أن أجلب الزجاجة المخصصة .. يا إلهي أين وضعتها ؟! لقد صنعتها خصيصاً لأجلك ..

عليّ ملؤها بدموعك .. دموعك ثمينة .. أجل !! ثمينة أيها اللعينون !!!

إختفت الملامح من وجهيهما .. فتستطردُ [ آيـآمي ] بحنق

- [ آندراس ] ..

دون أن تكمل عبارتها .. فهم هو المقصد .. فانحنى بإحترامٍ يبتسم قائلاً بطاعة

- هذا شرفٌ لي [ آيـآمي – ساما ] !

ما إنتهى الأخير .. إلا وقد أخاط صاحبه للجدار .. مع تركِ بضعة كدماتٍ في أنحاء متفرقة من جسده !

زفرت بحدة .. تتناول كأس الشاي من يد [ آندراس ] المبتسم بهدوء .. وضع يده على كتفها و قال

- [ آيـآمي – ساما ] لا داعي لأن تبثّي أحزانك لنفسك .. يمكنكِ الإعتماد علينا !

ربتت على يده التي علت كتفها تجيبه بهدوء

- لستُ إجتماعية بطبعي [ آندراس ] .. أحبُ العزلة في معظم الأحيان .. وهمومي هذه أبثها لنفسي ..

لأني أدرك إستحالة مشاطرة المشاعر .. ممتنة لكَ إهتمامك ولكنيّ أحب أن أنعيّ الفقد لوحدي !

إلتمس الوحدة والضياع في كلماتٍ نطقت بها جاهلة أنه يدرك .. أنها عانت الكثير !

بعدما أنهت الشاي إتجهت مباشرةً لـ [ آلبيرت ] .. فأخذته معها لحيث وضعت [ كازو ] حبيساً !

دلفت معه للغرفة .. فاتسعت عيناه من الصدمة والفجيعة .. !

وإذا بخيوطٍ ذهبية براقة تقيده وسط الغرفة .. بين زئيره و محاولات الفرار الوحشية التي آذت جسده !

صرخ بـ [ آيـآمي ] فزعاً

- بحق الجحيم أتنوين قتله ؟! تلك الخيوط قاتلة !!

حدجته ببرود مدركة كلماته .. هي تعلم كل شيء .. لا داعي لقول هذه الكلمات !!

- أعلم ذلك [ آلبيرت ] .. هذا الحل الوحيد حتى لا يفكّ أسره !

أمسك بعضد يده بالإخرى .. أغمض عينيه متألماً يقول

- ما الذي تنوين على فعله الآن ؟! هل ستعذبينه حتى يتعفن دمه في نخاع عظمه ؟!

ضحكت ساخرةً عليه بلذوعة احرجته .. رددت بحماس وإبتسامة مجنونة

- هيا [ آلبيرت ] أنتَ تعرفني أفضلَ من هذا .. أنا لستُ غبية كما تعلم !

قطب حاجبيه بغباء .. أمال رأسه .. وعرق الغضب قد ظهر على ملامحه الطفولية

- ما الذي تقصدينه ؟!

هدأت .. وعادت جدية فوقف الإثنان خلفها كالجنود من التوتر .. ّ

كما توتر هو حينما أدرك مقدارِ عمقِ نظراتها لـ [ كازو ] .. إزدرد ريقه ينتظر إجابتها متلهفاً

- أعلم بأن [ كازو ] واقعٌ في حبيّ .. وسأستغل ذلك من أجلِ إعادته لرشده !

جفل عدة مرات .. و ما زال لم يفهم ما ترمي إليه المجنونة أمامه .. حالما ادرك اكملت بتزمت وإنزعاج

وهي تقف أمامه على بعدٍ بسيطٍ عنه

- جراحي لم تشفى بشكلٍ كامل بعد .. ولكن هذا لا يهم سوف تقوم بتعذيبي وتحطيم جسدي
أمام ناظريّ أخي الاحمق هناك .. لن تتوقف حتى آمرك أنا .. هل فهمت ؟!
هي مجنونة !! أجل مجنونة !! وقد أدرك هذا للتو .. كيف يمكنه أن ينهال عليها بالضرب المبرح ؟!

فقدت صوابها .. أجل لابد أن الجحيم أثرت على عقلها تماماً .. ألا تشعر بالألم ؟! ..

لا تشعر بالألم .. هل هذا ممكن ؟! ..

تلك الأفكار التي راودته .. يريد نفيها ولكن الحقائق أمامه تثبتها .. طأطأ رأسه لثوانٍ فرفعت أحد حاجبيها

منكرة صمته العجيب .. فأجاب على مضضٍ غاضباً تطلق عيناه الشرار الأحمر مدراراً

- لن أرحمك .. هل أنتِ موافقة على هذا ؟!

إبتسامتها الشياطينة المجنونة علت ثغرها .. تردد بصدى قهقهة مرعبة

- هذا ما أطمح إليه عزيزي ! هلّم إلي و لتقذينّني العذاب الأزلي !




- دان !!! دان !! أتعلم شيئاً ؟!

[ آيريس ] الذي كان يحمل بين يديه كبداً كان قد سرقه من إحدى جثث [ آراشي ] ..

قد نادى [ دان ] بحماس .. على أمل مشاطرته إهتماماته المقززة !

تعجب [ دانتاليون ] المنهمك في تدريب الجنود .. حالما إنتبه للكبد حتى تقزز وظهر ذلك على وجهه

- ما الذي تفعله [ آيريس ] ؟ أترك ذاك الشيء من يدك ! هل أنتَ طفل ؟!

ولكن حماسته كانت أكبر من كلمات [ دانتاليون ] ، همّ بالدوران سعيداً قائلاً

- كان عليكَ أن ترى ما حدث حينما سرقت هذا الكبد من الجثة ! لقد جنّ [ آراشي ] حقاً !

تخيل [ دان ] مقدار غضب [ آراشي ] فلم يرقه الوضع .. غطى وجهه ظلٌ أسود يزحف مبتعدا

عن المجنون أمامه

- لا أريد أن يصب [ آراشي ] غضبه عليّ .. لا أنوي أن اكون جزءاً من لوحة الجثث الجديدة !

شعر بالملل .. [ آيريس ] .. ترك الكبد بين يديّ [ دان ] وسار متجهاً لحيث [ ساتان ] لعله يرفه عنه .. ّ

فقد إختطفت [ آيـآمي ] [ آلبيرت ] وليس لديه من يلهو معه في غياب القرد الراقص .. !

وصل لحيث كان [ ساتان ] منهمكاً في الحديث مع [ ماهوتي ] الجاد والهادئ ..

من أجل إحلال بعضِ الحماس قفز أمام [ ساتان ] متشقلباً في الهواء كالبهلوان .. ،

ولكنه تلقى ضربة بأداة قتل الذباب فسقط على وجهه .. تقدم منه [ ماهوتي ] قائلاً بشكلٍ مرعب

- [ آيريس – ساما ] لا حاجة لتذكيرك بأهمية العقل أليس كذلك ؟!

فزع السنجاب المسكين وقفز متعلقاً بـ [ ساتان ] الذي لم يبالي به أو يكثرث لما فعله .. ّ

تذكر [ آيريس ] شيئاً .. وقف معتدلاً يقولُ بحماس لـ [ ساتان ]

- [ ساتان – ساما ] .. هل لي بالحصول على بعضِ الكعك أرجوك ؟!

بدى التعجبُ جلياً على ملامح [ ساتان ] الذي رفع حاجبيه ونظر لـ [ ماهوتي ] الذي ماثله في التعجب

- أي كعك ؟! عما تتحدث ؟!

تحيّر [ آيريس ] للحظات .. إلتفت لـ [ ماهوتي ] وقال بتوتر

- ألم يأمرك [ ساتان – ساما ] بصنع كعك التوت ؟!

لمعت عينا [ ماهوتي ] بشكلٍ مرعب وخبيث .. إبتسم بعدها مردداً بهدوء

- لابد وأنك تتخيل [ آيريس – ساما ] .. [ ساتان – ساما ] لم يأمرني بفعل ذلك !

إرتبك حقاً .. فهل ممن المعقول أن يختلط الواقع والخيال عليه ؟! لابد وأن ضرب [ كازو ] قد سبب له علة ما !

بخيبةِ أملٍ سار لغرفته .. محاولاً أن يترك دموعه تنهمر من عينيه .. كان يريد الكعك حقاً !

ملامحُ باردة مخيفة .. إعتلت وجوه كلٍ من [ ساتان ] و [ ماهوتي ] ينظران لـ [ آيريس ] بجمود .. ّ

مرت ساعة ونصف .. يجلسُ في غرفته خائب الأمل .. يحتضن ركبتيه ويتخيل الكعك أمامه .. !

فُتح باب غرفته .. نظر لمن دخل ففوجئ بـ [ ماري ] التي إبتسمت به ببراءة جميلة .. ،

تحمل بين يديها طبقاً إحتوى على كعكةِ توتٍ أزرق شهية .. مزينة بالكريمة وبعض الفراولة ..

أخرجت [ ماري ] ورقة كُتب فيها

- هذه من عند [ سي – شان ] ، طلب مني إيصالها لك !

سال لعابه .. تلألأ الجو بنجومٍ حوله .. وإذا به يختطف الطبق من يديها .. ،

ومن أجل أن يستمتع .. ظهر جانبه الأناني .. فركل [ ماري ] خارج الغرفة .. ّ

ولكن ما لم يكن في الحسبان هو كون [ ساتان ] ماراً .. فارتطمت ماري به .. و سقطت ما في يده

وكُسر على يدها .. التي قد كُسرت من إرتطامها بجسد [ ساتان ]

رأى [ آيريس ] ما حدث .. فُجع .. وصرخ مصدوماً

- مما أنتَ مصنوع [ ساتان – ساما ] ؟!

ما لم يدركه [ آيريس ] .. هو كون تلك الزجاجة سماً قاتلاً .. مما إضطر ساتان لبتر يدها و علاجها !

ولكن الرحمة لم تكتب على [ آيريس ] هذه المرة .. حيث أخذ ساتان الكعكة و أطعهما لـ [ آراشي ]

أمام ناظري السنجاب المسكين .. و كلّف [ تشيتوسي ] بضربه .. لمدة خمس ساعاتٍ متواصلة !




دُجنة تضرب مشاعره .. لا يهتدي غارقاً في مياهٍ سوداء قاحلة .. باردة .. وغامضة !

ينجرفُ هو بسرعة .. مع تيارٍ جليدي أسود .. وصوتُ أنينه وصراخة يصدح في أذنيه .. ّ

حتى إستطاع الشعور بوجودٍ مألوف .. وجودها هي .. حياتها حوله .. و كأنما لم تمت مطلقاً .. ،

لا يدرك لما يرى هذا الخيال .. في وسط العتمة يترائى له رؤية منظرٍ رهيب ،

[ آلبيرت ] يبرح [ آيـآمي ] ضرباً .. امتلأت الجدران بدمائها .. وإثنان خلفها يقفان خائفين عليها .. !

ملامح [ آلبيرت ] مرعبة .. متأصلة من قلوب الوحوش .. و [ آيـآمي ] لا تظهر للألم شعلة .. ّ

يريد كسر هذه القيود .. أجل هذه القيود المؤلمة .. يريد إيقاف صراخه .. ولكنه لا يستطيع ،

هو غاضب .. !

يريد التنفيس عن غضبه .. يريد أن يقتل أيّ احدٍ أمامه .. لا يهمه من يكون .. فقط سيقتله !!

ولكن .. لحظة .. [ آيـآمي ] أمامه .. هل هذا معقول ؟! ..

هل عادت للحياة ؟! .. كيف ؟! ولما ؟! .. إذا لما [ آلبيرت ] يضربها بهذا العنف ..

جسدها مليئٌ بالكدمات .. آثار كسورٍ واضحة على كافة أنحاء عظامها .. يشعر بتناثر دمائها على وجهه

.. هذا الدفئ .. هي حقيقية .. هي حية !!

إدراكه لهذا الخيال الواقعيّ .. قد زاد غضبه .. !

لن يسامح من يؤدي محبوبته .. كلا لن يسامح [ آلبيرت ] على هذا .. عليه إيقافه .. !

أجل سيوقفه و يكسّر جسده .. إتسعت حدقتاه .. و قد هدأ جسده أمام ناظريّ الإثنين .. ّ

طأطأ رأسهُ للأرضِ .. وقد عاد شعره للإرجوانيّ الداكن .. ،

سمعا صوت زفيرٍ حاد .. و [ آلبيرت ] يحمل [ آيـآمي ] من رقبتها المملوءة بالجراح .. !

هذا الزئير الوحشي مختلف .. مختلف عما سبق .. ،

فقط .. صرخةٌ وحيدة خرجت من بين إصطكاك أسنانه الحادة ..

- كيف .. تجرؤ .. على ضربها ؟!!!!!!!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes