WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل السادس : ( سأُقيم العزاء على كبريائي ! )












قدحيّ هذا مملوءٌ بالدماء .. دماء من قتلت بظلمٍ وعدوان .. ،


أتراني حليفاً لهذا الظلام ؟! أم إني مجرد ظلٍّ للذئاب ؟!


أستحقرتُ خلقاً ما كان ذنبهم .. إلا الفقر والضعف والهوان


و كرهتُ مقتاً .. زجاجة نبيذٍ غالية الثمنِ !


و على عرشيّ هذا أطلُ على .. مقبرة ساكونها من أطفاليّ .. !


و ليلٌ هو الأبدي من ظلمته .. وبرودةٌ قد قطعّت أوصالي .. ،


فإلى حديثِ الندى أروي ظمأي .. وعلى شاهدِ قبرها ينوحُ ألمي


ألستِ بي تراكِ وحيدة ؟! أم إني لكِ حقيرُ السجن الأزلي ؟!


وردتي هذه على قبركِ وضعتها .. وإلى وداعٍ سرمدي أنحنيّ ..








إبتسامة .. صدمة .. و توقفُ زمنٍ لنظرةٍ كاسرة إخترقت كيانين مُلهبيّ الجسد !


و إذ بعينيه تبرقانِ غضباً .. و إزدراءً لما أمامه من منكرٍ حيّ .. ،


يشدُ على قبضته غاضباً .. فيتُرك [ آلبيرت ] المصدوم .. رقبة [ آيـآمي ] المبتسمة بنصر ..


غُرزت أظافره في باطنِ يده .. فسالت الدماء من بين قبضته الساحقة .. !


في ثانية .. ظهر أمام [ آلبيرت ] مشدود الأعصاب .. ملتهب العروق والدماء .. ّ


فبحركة سريعة هو يلكمه غاضباً .. فيدفعُ الآخر حتى إرتطم بالحائطِ متألماً


كما لم يكتفيّ من الغضبِ فيسرعُ صوبه فيجّر ياقه مزمجراً بكل قطرة غضبٍ في دمائه


- [ آلبيرت ] أيها اللعين .. كيف تجرؤ على المساس بها ؟!!!


و المعنيّ عن الكلام عاجز .. متسعتان هما حدقتاه .. وفمه فاغرٌ من دهشته للواقفِ أمامه ..


فكيف لمجرد ضربها .. عاد عقله المسلوب منذ نصف قرنٍ من الزمان ؟!


جفل بعينيه البنفسجيتين متأملاً .. و [ كازو ] للإجابةِ منتظرٌ وناظر .. !


ولكن غضب الأخير أنطفأ فجأة .. فتتسعُ عيناه دهشةً لمن هو يمسك به الآن .. ّ


يرمشُ .. مشدوهاً .. فكيفَ بالميت الحيّ في الوعاء المائي .. أن يتنفس أمامه حيّاً واعيا ؟!


تركه والصدمة على قلبه لا تزال تقرع .. في لحظة أنفلات لسانه بالسؤال


- كيف .. يمكن .. أن تكون هنا ؟! أمامي .. بكامل وعليك !


ضحكةٌ هادئة من فاه [ آلبيرت ] خرجت .. فيساعده من لكمه على الوقوف


ينفضُ الغبار عن ثيابه .. ،


- من يدري يا صديقي .. قد أكونُ مجرد شبحٍ تصوره عقلك المجنون !


لم يكن ليدرك .. أن وجود هذا الرجل أمامه .. كان ليجعله يبتسم بهذه السرعة ..


إلا .. إن كان هذا واقعاً حقاً .. فإن إلتفت الآن فستقعُ عيناه على كارثة .. على داهية مرعبة !


لا يعلم .. لما إنتفض قلبه بهذه الطريقة المؤلمة .. ولما عجز عن التنفس ..


وشعر أن ثِقلاً يسحقُ رئتيه فلا يتنفس .. !


جفّ حلقه .. و أرتعد كامل جسده .. يلتفُ ببطء .. فتبان لعينيه هيئتها .. يرى وجودها ..


فتتسع حدقتاه .. و يتسارع نبضه .. كما بدأ غضبه بالإختلاطِ مع فرحه .. !


يتقدمُ منها حاثّ الخطى .. فيمسكُ كتفيها .. يتأملها لثوانٍ .. وإذا به يصرخُ غاضباً


- بحق الجحيم التي كنتِ فيها .. ما الذي فعلتيه بنفسك ؟!!!


دُهش [ آلبيرت ] فيما توقعت [ آيـآمي ] أن يفعل [ كازو ] هذا !


شبحُ إبتسامة محقتر .. على ثغرها بان .. فصفعها [ كازو ] بقوةٍ معيداً السؤال


- كيف عدتي ؟!!! ولما عدتي ؟!! لما هذا الإختلافُ فيكِ ؟!!


تبصقُ الدم وتنظرُ إليه بحدة .. تقتربُ تمسكُ بذقنه مجيبةُ ببرود وغضب


- ربما على الأحياء أن لا يسألوا مسترديّ الروح عن السبب !!


تغضبه بأفعالها .. هي قد تغيرت .. أجل .. كل ما فيها تغير .. عدى .. تلك العينين !!


و تلك العبارات .. لم يرتح – ولن يفعل – لعودتها .. رغم إنه شاهدها للتو ..


إلا أن .. هاجساً .. تناهى لعقله فأرعبه .. فـ مئة عامٍ في الجحيم .. تسوّد الروح .. وتفحّم العظام !


[ آلبيرت ] الواقف بتوتر وقف بينهما .. يبتسمُ ببلاهة مصطنعة يردف


- حسناً لا داعيّ لكل هذا العنفِ الآن .. [ آيـآمي ] قد عادت وهذا المهم .. كذلك أنت !!


يدركُ [ كازو ] شيئاً فتلمعُ عيناه .. يقطبُ حاجبيه مستنكراً سائلاً


- وبحق الله [ آلبيرت ] .. ما هي علاقتك بـ [ آيـآمي ] ؟!


يتوتر .. يحبس شهقته بإبتسامة أرغمها على الظهور .. وقطراتُ العرق تملأ وجهه .. ّ


لما ؟! لما يسألهُ الجميع هذا السؤال ؟! لما عليه أن يعاني لأن الإجابة صعبة المراس ؟!


يبدأ بالإرتجاف .. و عينا [ كازو ] تلمعان بحمرة الشياطين المرعبة .. !


من أجل أن توقعه في مشاكل أكبر – كونها تشعر بالملل – تمسك [ آيـآمي ] به ..


فتضع رأسه بيدها على صدرها .. فيتخّشب [ كازو ] مصدوماً .. و [ آيـآمي ] تردد


- دع صغيري لوحده .. ألا ترى لجماله ووسامته .. عزيزي الصغير يكون هو !


تتسع عينا المعنيّ رعباً من المصير القادم .. من جهة [ ساتان ] و [ كازو ] !


الجو حول الأخير .. اضحى اسوداً لتختفي ملامحه من الغضب المكبوت .. يريد قتله !


اجل هو سيقتل هذا الصعلوك حالما يبتعد عن [ آيـآمي ] !


الأخيرة .. نفذت مهمتها .. وعليها الآن إعادة الأمانة لوالدها !


فتترك [ آلبيرت ] الذي إحتمى بظهرها .. وتنظر لـ [ كازو ] بجدية !






على أحرّ من الجمرِ هما ينتظرانها في الخارج .. بكل ما اوتيا من صبر !


وهما مقيدان بحبالٍ ثخينة .. تمنعُ حركتهما فلا يستطيعان ان يدخلا إليها ويساعداها ..


كلُ هذا بسببه .. [ آلبيرت ] اللعين .. الذي ربطهما والقاهما خارجاً ..


بعدما حاولا منعه من ضرب [ آيـآمي ] سيدتهما .. لعين هو ذلك العجوز الأخرق !


يكبتُ دموعه .. ووجههُ طفوليٌ حزين على حال سيدته .. الأصهبُ المسكين يردد مخنوقاً


- [ آيـآمي – ساما ] المسكينة .. لا تستحق كل هذا الضرب !


الآخر .. لم يكن يهمه سوى أن لا تبكي هناك .. فإن بكت ولم يحصل على دموعها .. فسيجنّ حتماً


- اللعنة [ آندراس ] .. كان عليكَ أن تكون صديقاً وفياً وتجمع بعض الدموع لي !


استشاط الأصهب غضباً .. فكيف يفكر صاحبه بالدموعِ في هذا الوقتِ الحرج ؟


- اللعنة عليكَ يا مجنون الحرباء الدامعة .. اصمت ودعنا ندعو لخروج


[ آيـآمي – ساما ] سالمة !


- حرباء دامعة ؟!


لقبٌ غريب عجيب .. أثار دهشته .. مما جعل اللعاب يسيل من فمه متخيلاً حرباء تبكي ..


ستكون دموعها غالية .. نادرة وسهلة المراد !!


- على أية حال .. لما عمّ الهدوء فجأة ؟!


حالما أدركا الهدوء المريب .. حتى خافا أن تكون سيدتهما في خطر محدق ..


هما لا يشعران بالأمان لتركها .. بين قبضتيّ رجلين مجنونين .. حقَّ الجنون على عقولهما الخاوية !


كالمجانين حاولا فكّ أسرهما من الحبال .. لكن دون جدوى .. لحين سمعا صوت الباب يفتح ..


بعيون متلهفة لخروجها سالمة أشخصا بصريهما فرحين .. وحالما شاهدا جسداً يخرج من الباب ..


حتى إستطاعا أن يفكا الحبال وبسرعة خاطفة .. عانقا الجسد .. الذي ظناه لـ [ آيـآمي ] !


شعورٌ غريب راودهما .. وهما يتحسسان ما هما بصدد معانقته .. !


- [ أمدو – يان ] هل لـ [ آيـآمي – ساما ] عضلات ؟!


- همممم ليس هذا هو السؤال [ آندراس ] بل هو .. هل تخرج [ آيـآمي – ساما ]


دون لباس في الجزء الأعلى من جسدها ؟!


- أنتَ محق .. هل من الممكن أن يكون [ ريو ] الأحمق محقاً .. ؟!


- مستحيل !! أنت لا تعني ... ؟!!!


- اجل اجل .. يبدو وكأن [ آيـآمي – ساما ] مسترجلة حقيقية !


نحنحة .. أعادتهما للواقع من المحادثة الشاذة التي خاضاها يعانقان جسداً مجهول الهوية !


وإذا بهما يشعران بحرارةٍ تنبعثُ منه .. وهالة خطرة .. جعلتهما يدراك معنى الموتِ الحقيقي .. ،


تصبب العرق منهما يرفعان رأسيهما ببطء .. فتفع أعينهما على ملامح [ كازو ] الغاضبة !


طوال هذا الوقت .. كانا يعانقان [ كازو ] وليس سيدتهما .. يال شؤمِ حظهما السيء


و ربما .. فقط كان الألمُ الذي تلقياه من ضربِ [ كازو ] المبرح بعدها .. ليس إلا طريقاً للنعيم بعد الممات !


كانا على الأرضِ .. غير قادرين على الوقوف .. و بجانبهما .. جلست [ آيـآمي ] تربت بشفقة على رأسيهما


- خادمايّ المسكينان .. والآن من سيصنع لي الشاي ؟!


تحمّس [ آندراس ] ووقف رغم الألم الشديد بعينان تبرقان صارخاً بحماسة


- لا تبكي على حالنا [ آيـآمي – ساما ] سوف أصنع الشاي لكِ في الحال !


- هل أنتَ أحمقُ أم ماذا ؟!


قالها [ كازو ] بكل ما أوتيّ من هدوء .. يحاول أن يتذكر المكان الذي رأى فيه الأثنين من قبل !


- لا عليكَ [ كازو ] .. عليكَ العودة إلى قصر [ ساتان – ساما ] اولاً !


يستمع لكلماتِ [ آلبيرت ] وهو ينقل ناظريه للقلعة المشؤومة ها هنا .. !


بابتسامة ساخرة و نبرة لاذعة يقول لـ [ آيـآمي ]


- كالعادة يا صغيرة .. ذوقك في المنازل معدوم !


شهق كلٌ من [ أندراس ] و [ أمدوسياس ] حالما سمعا جملته .. هل أهان سيدتهما للتو ؟!


أمسك [ أمدوسياس ] بـ [ آندراس ] الذي حاول الإنقضاض على [ كازو ] و ضربه بشدة وهو يصرخ


- أيها اللعين .. كيف تهين [ آيـآمي – ساما ] بهذا الشكل ؟!!


إبتسمت [ آيـآمي ] له وقالت بهدوء


- [ آندراس ] لا داعي لكل هذا الغضب .. دعني أتولى الأمر !


تأثّر كلاهما بكلماتها الحكيمة .. كم يقدران رفقتها .. كم هي رائعة هذه الملاك الشيطانيّ !


قهقهة خبيثة خرجت من فاهها تجيب [ كازو ] بلوذعة كما لهجته


- إن كان ذوقي معدوماً فيسكون هذا خطأك .. كونك من ربّاني في المقام الأول !


حجرٌ يزنُ طنين .. شعر به على رأسه من كلماتها القاضية .. عادت السخرية إليه .. يال سخرية القدر !


[ آلبيرت ] لم يتحمل ... فتفجر بالضحكِ يشير بإصبعه صوب كازو مردداً


- أنظر لما جنيته على نفسك [ كازو ] .. لقد تدمرت للتو !


[ آندراس ] و [ أمدوسياس ] يضحكان بصمتٍ على ملامح [ كازو ] الغاضبة .. أراد ضربهم جميعاً ..


ولكنه توقف .. يرمق [ آيـآمي ] بغموض .. ويردد ببرود


- حسناً .. لا داعي لكلِ هذا الآن .. سأعود للقصر لتلقي بعض الضربات من والدي ..


لكنيّ سأتولى أمركم شخصياً لاحقاً .. كُلاً على حدة ... سأريكم المعنى الحقيقي للجلد والتعذيب !


رغم أن نبرته كانت باردة .. إلا أنها حملت أسمى معانيّ الرعب والتهديد .. وقد توقف الجميع مزدردين ريقهم


مستشعرين .. المستقبل المعتم أمامهم .. ،


وقبيل أن يذهب .. تقدم من [ آيـآمي ] .. وقال لها بتهديدٍ واضح


- وأنتِ .. سيكون لنا حديثٌ خاص لاحقاً .. عن كل هذا التغير .. و أسبابه !


إختفى من أمامهم كالأشباح .. تاركاً الثلاثة في خوفٍ منه .. و [ آيـآمي ] في ترقبٍ للحديث الخاص !




- لا أدري هل جننت .. أم أن الرجل هنا لا ينزف كفاية !


يقولها الواقف أمام الجثة التي تأنّ متألمة .. لم يمت الرجل بعد ولكنه للموتِ قريب .. ،


وبما إن أطرافه مثبة على الجدار بالدبابيس و المسامير .. فإن فراره شبه مستحيل !


وريثما [ آراشي ] متحيرٌ بأي طرق يعذبُ تالياً .. تذكر الفئران الجائعة في الأقفاص .. !


لمعت في باله فكرة مرعبة .. قد تشبع بعض الجائعين .. ولكنها مؤلمة .. تعميّ الأبصار ..


- هممم ماذا لو اطلقت الفئران الجائعة على الرجل وشاهدتها تأكله ؟! قد يكون الأمر مسلياً !


قهقه بشرٍ مضحك .. و أخوهُ من خلفه يطعن جسده بلا توقف .. وأصواتُ النشوة تخرج من فاهه


- [ آراشي ] من الممل تعذيب نفسي .. هيا تعال و عذبني !


لم يسمع المعنيّ بالكلام هذه الجملة الشاذة .. في حين كان منشغلاً بمراقبة الفئران تلتهم بعضها .. ّ


وقف [ كاريو ] وقد غضب دون تغير ملامحه .. فما كان له من بد غير أن يطعن ظهر [ آراشي ]


تألم الأخير .. صرخَ بقوةٍ وهو يبكي بحرقة من الألم .. إلتفت لكاريو و أقتلع عينه


ليطعن معدته بالسكين المسمومة !


شعر [ كاريو ] بالإرتياح وسقط على الأرضِ بوجنة متوردة .. فقال [ آراشي ] بإنزعاج


- تباً لك من ماسوشي [ كاريو ] .. هل لك أن تتركني مع فنّي ؟!


تجاهله فالتفت .. وإذا بالرجل غير موجود !


فزع .. وصرخ من الفجيعة .. فالرجل شبه عارٍ يركض في القصر والدماء تسيل منه .. !


إن لم يقتله والده .. فـ [ ماهوتي ] لن يرحمه مطلقاُ !


امسك بقفص الفئران – دون سبب – وخرج راكضاً يبحث عن الرجل الجثة .. ،


وريثما هو يركضُ مفجوعاً والخوف تمّلك وجهه .. كان [ ساتان ] ماراً ..


ولسوء حظ [ آراشي ] مرّ الرجل بجوار [ ساتان ] ! فتصنّم الأخير شاهقاً بصمت و هيبة !


فتوقف الرجل .. وجثى على ركبتيه عند قدميّ ساتان مردداً


- [ سـ - ساتان – ساما ] .. أ – أرجوك أنقذ حياتي .. إن إبنك ..


ولم يكد الرجل يكمل عبارته حتى أراد [ آراشي ] أن يضربه بقفصِ الفئران .. فأخطأ ..


وكاد يضربُ [ ساتان ] الذي حدجه بنظر مفهمومها " ما أن تطالني هذه الفئران حتى تموت " !


وقبل أن يدرك شيئاً .. ظهر [ ماهوتي ] الذي ركله بقوة على وجهه .. ففتح القفص ..


وبدأت الفئران .. تأكل لحمه .. ولحم الرجل الجثة !


مسد [ ساتان ] جبهته منزعجاً .. وردد بقليل من الصداع


- يا ليت [ كازو ] كان هنا لأجلعه يمحقكم من الوجود وأنا آكل العنب وأشاهدُ بصمت !


- قد تكونُ هذه الأمنية أقرب للواقع مما تتصور !


إتسعت عيناه .. شعر بقلبه يقرع طبول الأمل والسعادة .. يلتفت بهدوء فتقع عيناه عليه .. ،


على إبنه الأخرق .. الذي ما كان له من العودة طريق .. !


- كازو .. !


رددها بدهشة .. وغير تصديق .. فقد نفذت [ آيـآمي ] وعدها .. وأعادت له إبنه بأسرع مما كان يتصور ..


إبتسامة دافئة علت قسماته .. يسير صوب إبنه بسعادة .. وغضب !


[ آراشي ] [ ماهوتي ] [ كاريو ] .. ممن شهدوا الموقف فغروا فاههم لتلك الإبتسامة الحنونة .. !


و [ كازو ] قد شعر بالرعب والخوف مما يقدم والده على فعله .. فما إن إقترب منه ..


حتى لكمه بقوةٍ على معدته .. و أعقبَ بنبرة هيبية إمبراطورية


- ما الذي كنت تفكر فيه حينما تركت نفسك للجنون حليفاً ؟!


- كـ - كما توقعت ! من المستحيل أن احظى بعناق الإشتياق منك !


إبتعد ساتان قليلاً .. ثم أعقب بهدوء


- لو كنتَ [ آيـآمي ] مثلاً لعانقتك .. ولكنك مجرد [ كازو ] !


أحسّ [ كازو ] بجرحٍ عميق قد حصل عليه من سهامِ والده الكلامية .. كم هي مؤلمة تلك الكلمات !


كبت عبراته .. وطأطأ رأسه يردد بخيبة أمل


- جرحتني .. لما أنا ؟!


كتّف [ ساتان ] يديه مفكراً لثوانِ .. وقد إبتسم فجأة ليتفاجئ [ كازو ] بعناقٍ حار .. من والده !


رأسه مدفونٌ في حجر والده .. دفئٌ إفتقده .. فابتسم [ كازو ] بسعادة وهدوء ..


و جسدُ [ ساتان ] يرتجفُ قليلاً .. شعر الأول بهذا فتعجب يتسمع لكلمات الأخير المرتجفة


- لا أدري ما كنتُ لأصنع .. لو لم تعد إلي .. إياكَ أن تتركني مجدداً .. [ كازو ] !


- أيكفيكَ كوني مجرد [ كازو ] ؟!


- أتمزح ؟! .. أنت لا بديل لك !!


- غريب هو مزاجك المتقلب يا والدي .. ولكنيّ أعرف بأني ورثتُ هذا عنك !


إبتعد [ ساتان ] قليلاً عن كازو و أحاط وجهه بيدٍ واحدة يبتسم بهدوء ..


وإذ بـ [ آراشي ] يقفز والدموع تنهمر من عينيه .. يصرخ متحسراً


- أنا كذلك أحتاج بعض العناق يا والدي .. أعطني الدفء والحنان !


لم يكلف [ ساتان ] نفسه عناء ضرب إبنه الأخرق .. في حين كل ما احتاجه هو أن يرفع قدمه


ويركل وجهه بقوة دافعاً إياه عشرة أمتار للخلف !


- أحمق .. لا يدرك أن أمثاله لا حاجة لهم بالحنان !


لا يعلم [ ساتان ] .. لما تفوه [ كاريو ] بتلك العبارة المبهمة .. ولكنه شعر بالفخر لفهمه هذا الأمر !


تنهد [ كازو ] بسعادة يحكّ رأسه مردداً


- يا إلهي .. لم تتغيروا حتى قليلا !


قشعريرة .. مرت فجأة في أوصاله ليتفاجئ بجسدٍ منتحب يرتمي عليه .. يبكي بحرقة معانقاً إياه


- [ كازو – ني ] أيها اللعين .. كم إشتقت إليك !!


تفاجئ بـ [ دانتاليون ] الذي عانقه بحرارةٍ شديدة .. يبكي بشدة ويتمسك به كما يتمسك بحياته !


- [ دان ] ! ما بك ؟! هل أنتَ بخير ؟!


إبتعد عنه يمسح دموعه مردداً


- هل تمزح ؟! بالطبع أنا لستُ بخير ! أتعلم مقدار خوفي عليك ؟!


ضحك [ كازو ] على وضع [ دان ] و ربت على رأسه مردفاً


- لا عليك يا أخي الصغير .. أنا هنا كما تعلم !


هز [ دان ] رأسه ودموعه وإحمرار وجنتيه .. جعلاه مختلفاً جداً عن العادة !


- [ كازو ] .. ألم تأتي [ آيـآمي ] معك ؟!


عبارة والده جعلته يتذكر كل ما أراد قوله .. فأُحيلت ملامحه للجمود والبرود فاستطرد


- كلا لم تأتي معي ..


والدي .. لا أعلم كيف أقولها ولكنها مختلفة ! لا استطيع الشرح حقاُ لأن إختلافها جوهري وليس ظاهري ! ولكن .. عودتها غريبة .. هالتها غريبة .. كما الجمود فيها غريب .. ألم تشعر بذلك ؟!


[ ساتان ] يدرك تغيرها .. يعرفُ بوجود خطبٍ ما .. ولكنه فقط لا يريد من أبنائه أن يفكروا بهذا


لذا تظاهر منذ عودتها أن لا شيء تغير .. ولكنه يعلم .. أنها قد سببت مصيبة في الجحيم


لنفسها وللأخيرة كلها !


- لا تفكر بهذه الأمور [ كازو ] .. أترك التيار يأخذ مجراه .. فتغيير المجرى


قد يؤدي لكارثة أكبر من المفترض وقوعها !


يعرف كازو مقصد والده .. لذا صمت ولكنه تفاجئ بعدها بصوت [ دان ] يقول له


- إذهب لرؤية [ آيريس ] سيكون سعيداً بعودتك !


سهى لثوانٍ .. وقد بدت البلاهة عليه بشكل كامل يردف


- اوه ! نسيتُ أمر السنجاب الأحمق !




- آتشوووو !


عطس بقوة فتألم صدره .. يبدو وكأنه سيصاب بالزكام .. !


إرتجف كالسناجب تماماً و لفحة هواءٍ باردة أصابت جسده برجفة أليمة .. ّ


- تباً .. لما ألقاني والدي في هذا الصقيع ؟!


غابة " وينتر آيس " التي تقع في الحدود الجنوبية للعاصمة [ راكوس ماريا ] .. !


هي غابة الثلج والجليد .. لا فصل فيها غير الشتاء .. شديدة البرودة فتستخدم لعمليات الإعدام


في كثيرٍ من الأحيان !


- عليّ أن أعثر على تلك الفصيلة من السناجب .. ولكن لما يريد والدي أن امسك بواحدة منها ؟!


بدأ [ آيريس ] يتخيل إستبدال والده له بسنجابٍ أبيض ذو عيون تركوازية لامعة .. !


فالكل يناديه بالسنجاب .. وربما .. هم فقط يريدون سنجاباً حقيقياً عوضاً عنه ..


سينادونه بـ [ آيريس – سنجاب ] .. ويدللونه .. يحبونه و يطعمونه كعك التوت !


حالما تخيل الموقف .. إرتمى على الثلج وتدحرج يبكي بحرقة صارخاً


- تباً لكم من جحدة !! أنا اكرهكم أيضاً أيها الناكرون للجمال الحقيقي !! إذهبوا للجحيم !


- ليست الجحيم بهذا الجمال [ آيريس ] !


تلألأ الجو من حوله فرفع وجهه يرمق [ آيـآمي ] بحماس و طفولية !


- الأميرة ! ما الذي تفعلينه هنا ؟!


إبتسمت بهدوء .. ورفعت سنجاب الـ " سيزولا " أمام عينيه مرددة


- من شبه المستحيل للدراميين أمثالك إيجاد سنجاب السيزولا ، لذا قررتُ مساعدتك !


إنهمرت الدموع .. وألتئمت جراح قلبه الدامي .. يحتضن السنجاب اللطيف بقوة يعقب


- [ آيـآمي ] !! أنتِ الأفضل .. بالفعل أنتِ الأفضل !! هذا السنجاب سيكون وجبة لذيذة !


تعجبت [ آيـآمي ] من كلامه .. قطبت حاجبيها ناطقة


- ولكن لحم هذا النوع من السناجب قاتل .. فهو يذيب اللحم ببطء كما إنه يعمل على


تخثّر الدم وتحول القلب لصخر على المدى البعيد ولا علاج له !


تحجّر [ آيريس ] ونظر للسنجاب بصدمة .. أبعده قليلاً عنه وأزدرد ريقه لتكمل هي بطريقة مرعبة


- ولكن .. في العادة يستخدم هذا السنجاب في إنتحال الشخصيات .. لأن بإمكانه


أن يتشكل بأي شكلٍ يريده سيده !


كان يعلم !! هم يريدون إستبداله !! مؤامرةٌ خفية تحاك من أجل التخلص منه .. !


هذه الجماعة الإرهابية .. لابد و أنها الـ [ كازوآلبيرتية ] !! أجل اولئك الإثنان يريدان التخلص منه !


والده متعاونٌ معهم .. جُرح قلبه .. وسقط على ركبتيه صارخاً


- كما توقعت !!! .. يا إلهي بمن أستطيع أن اثق الآن ؟! الكل ينوون قتلي !!


أنا السنجاب الوسيم وليس هذا السنجاب القبيح !!


قهقهت [ آيـآمي ] بطريقة خبيثة أخافت [ آيريس ] الذي احتضن السنجاب بقوة وزحف مبتعداً عنها !


أرادت أن تخيفه أكثر .. ولكنها تذكرت أمراً .. فعادت ملامحها جدية مرعبة .. ولوحت لـ [ آيريس ]


وأختفت !


تعجب .. فما الذي حدث لها وجعلها تذهب بهذه السرعة ؟! بل كيف علمت بكونه هنا ؟!


لحظة .. هل من الممكن كونها جزءاً من المؤامرة المعدة لقتله ؟! .. هذه الفكرة .. أخافته حتى الموت !


عاود البكاء مستلقياً على بطنه .. والسنجاب أمامه يأكل قطعة عظمٍ قديمة .. !


- اخبرني أيها المنفوش اللطيف .. هل حقاً ستأخذ مكاني ؟! أم إنك


مجرد ضحية للجماعة الإرهابية ؟!


توقف السنجاب عن الأكل وإلتفت لـ [ آيريس ] فقام بعض أنفه بقوة !


تألم .. وناح من الألم والدماء تسيل بغزارة من أنفه .. !


- تباً لك من سنجابٍ قبيح ! لابد وإنك جزءٌ من المؤامرة .. اللعنة عليك !


سأشويك وأطعمك للجثث الميتة ! سأجلعك تشعر بمعاناة من تأكل عظامهم موتى !!


ضحكةٌ شريرة متكبرة .. صدحت في كل الغابة الضخمة .. تعّرف على صاحبها !


فوقف بعدما صفع السنجاب صفعاتٍ متتالية ورمّت وجهه كاملاً !


- الطيور على اشكالها تقع .. السناجب تفهم فقط للسناجب ! ألم أقل بإنك من الفصيلة الشيطاحيوانية ؟!


شهق من أعماقه .. فوقف يصرخ مدافعاً عن حقه


- لا تسرق ما اخترعته .. لا تنسب الإختراع لك أيها القرد الراقص !


- هه .. لستُ أنسب الغباء لعقلي العبقري ومواهبي الفذة .. انظر لنفسك كالفراخ


تبحث عن الدجاجة الأم !


شهق مرة أخرى بفجيعة .. هو يهينه بشدة في هذا الوقت .. ظهر عرق الغضب على وجهه ..


إلا .. أنه توقف للحظة .. يستوعب أن [ كازو ] يقفُ أمامه معافاً كامل الوعي .. !


حالما أدرك حتى أغرورقت عيناه بالدموع .. وغطى عينيه بباطن يده .. وبكى بحرقة وصمت .. ،


شعر [ كازو ] بالورطة .. فكيف يوقفه الآن عن البكاء ؟! .. ّ


سار ناحيته حتى وصل إليه .. قطب حاجبيه متحيراً يردد بتوتر


- هيا توقف عن البكاء .. لا داعي لكل هذه الدراما .. !


إبتسم [ آيريس ] رغم دموعه الحارقة .. مسحها بيده ثم إتسعت إبتسامته معقباً


- أنت تعرف بأن [ ويليام شيكسبيراف ] إعترف بموهبتي التمثيلية الدرامية .. لذا لا تنتقد !


الإبتسامة المغرورة إعتلت قسمات [ كازو ] .. وخلال ثوانِ كانا قد جمعا أيديهما ببعضها يحييان بعضهما


- مرت فترة [ كازو ] .. عودة حميدة !


- لا تبدأ بالتمثيلية [ روميو ] .. جد [ جولييت ] وليس [ كازو ] !


- لا تسخر مني [ كازولييت ] .. أنا ممثلٌ بارع


- أجل أجل .. لحظة ... ما خطب هذا الأسم اللعين ؟!!!


- لـ - لا تـ - تغضب [ كازو ] .. أ – أنا أمزح و حسب !


تلقى [ آيريس ] ضربة مؤلمة أنبتت ورماً في رأسه .. !


بعدما أنهى النحيب على الضربة وقف يشير بإصبعه لـ [ كازو ] ويردد


- هل رأيتَ [ آلبيرت ] ؟!


- اجل !


- وهل شعرت بالغرابة ؟!


- تعني علاقته بصغيرتي ؟! اجل حيرني هذا !


- كما توقعت .. لا يخفى عليكَ شيء !


- لا شأن لك !


- اووه هل يعقل .. بأنك تغار ؟!


- اصمت !!





بيديها الإثنتين فتحت باب القلعة الذي يبلغ من الوزن حوالي 12 طناً !


لم يكن بالوزن الكبير إن قارنته بالقوى الجسدية لشيطان .. !


بخطواتٍ وئيدة دلفت للقلعة تسير بين الأروقة المظلمة والباردة تبحث بناظريها عن أمرٍ ما .. ،


وحالما إستجمعت أفكارها المشتتة استطردت بقليل من علو الصوت


- [ آندراس ] [ أمدوسياس ] تعالا حالاً !


في اللحظة التي رددت فيها إسميهما .. ظهرا أمامها مباشرةً !


لم يرقها المنظر العام الذي ظهرا عليه .. خاصةً وأن [ آندراس ] يمضغ قطعة لحمٍ كبيرة .. ،


و [ أمدوسياس ] .. يرتدي جورباً ضخماً على رأسه .. !!


ضاقت عيناها وتجاهلت الوضع لتسأل


- بالأمس حينما ذهبنا لـ [ ديث ] قيل لنا بأن إعدامه اليوم أليس كذلك ؟!


بادر [ آندراس ] بالإجابة قائلاً كلماتٍ غير مفهومة


- اجل غالوا أن الإهدام سيقون السوم حتداً !


علامات إستفهامٍ ضخمة ظهرت على رأس [ آيـآمي ] في حين أجاب [ أمدوسياس ] ببرود


- ما يريد الأحمق قوله هو : أجل قالوا أن الإعدام سيكون اليوم حتماً !


إتخذت [ آيـآمي ] وضعية التفكير العميق .. فيما تردف بهدوء


- ما هو الوقتُ الآن ؟!


- الرابعة مساءً !


- والدي يحبُ إعدام أمثال [ ديث ] في الثامنة مساءً ، لأنه يقول بأن خروج


الروح الشيطانية من الجسد في ذاك الوقت يكون مؤلماً بشكلٍ يجعلك تتمنى


الموت مليون مرة عوضاً عن المرور به ، وهذا قد يكفّر بعض الذنوب الذي تملأ يديه .. !


- إذا علينا أن ننتظر للثامنة مساءً ؟!


- هممممم .. اعتقد ذلك .. إذهبا لإكمال إعمالكما لحين أناديكما !


- حاضر !


أكملت هي سيرها .. تحثّ الخطى حتى وصلت لحيث يجلس [ آلبيرت ] وحيداً


يحدث الجدار بهالة إحباطٍ سوداء تحوم حوله .. !


إبتسمت بهدوءٍ على حاله .. جلست بقربه فشعر بها وإلتفت بعيون طفولية بكّاءة يقول


- [ آيـآمي ] .. أنا .. أنا .. سيتم إغتيالي قريباً !


قطبت حاجبيها بإبتسامة مستنكرة لحديثه .. امسكت بيديه ورددت بهدوء


- إن حاول أحدٌ ما قتلك ..


صمتت .. فتحولت ملامحها لشيءٍ مرعب .. من أعمق كوابيس [ آلبيرت ] وأكملت


- .. فسأنتشل أمعائه و أحرقها أمام ناظريه .. وأسلمه لـ [ آراشي ] ليتلذذ بتعذيبه !


ذُعر الفتى .. ضمّ نفسه خوفاً منها ونطق صارخاً برعب


- عليّ أن اخشى على حياتيّ منكِ !


ضحكت بشكلٍ لاذع عليه .. حتى إبتسم هو بسعادة وتوردت وجنتاه .. ،


سألته بفضول


- إذاً .. كيف كان الأمر ؟!


لمعة حزينة برقت في مقتليّ البنسفج التي يمتلكها .. اجابها بهدوءٍ حزين


- صعب .. خاصةً وإني كنت لوحدي .. دونك ! لم أعرف إن كنتُ سأنجو !


- ولكنك نجوت أليس كذلك ؟!


- أجل .. بصعوبة !


- هه لابد وأن [ كازو ] انقذك .. !


- بالعكس .. أنا أنقذت كازو من يدي [ كونتلس ]


- ماذا ؟! وبحق الجحيم كيف حدث ووقع [ كازو ] بين يديّ [ كونتلس ] ؟!


- هيهيهي هذا سر .. قد اخبركِ به يوماً ما


- كالأطفال أنت .. حقاً !


صمتا لفترة .. حتى عاود الحزن الظهور على ملامح [ آلبيرت ] .. فاستقلى على الأرض !


مستنداً برأسه على فخذي [ آيـآمي ] .. مغمض العينين .. يبحث عن السكينة .. ،


وهي تربت على رأسه .. تغني تهويدة قديمة .. إعتادت أن تغنيها لقبر والدتها .. ّ


حتى مرّت الساعات .. و [ آلبيرت ] بقرب [ آيـآمي ] آمن .. !


إلا إن الساعة حالما دقت تعلن عن الثامة مساءً .. حتى وقفت [ آيـآمي ] مرددة


- وقت التدخل .. عليّ إنقاذ من زججت به في قعر السجون !


- هل ستوقفين الإعدام ؟! سيغضب [ ساتان – ساما ] !


- لا تقلق .. سأتكفل بوالدي !


- لن يشملك الدلال طويلاً .. فلكل شيءٍ حد !


- اجل اجل لا يهم !


وتركته مستلقياً على الأرض .. يفكر .. بذكرياتٍ قديمة جداً !





قرع الطبول العالي .. النيران المشتعلة في فوهات حجرية ضخمة .. !


سلالم حجرية ممتدة على إرتفاعٍ شاهق .. تقودُ للأعلى لمذبحٍ خاص لتقديم الأضاحي .. ،


فتاةٌ تقفُ فوق منارةٍ قرب المذبح .. تغني إغنية خاصة لتكفّير الذنوب بصوتٍ ملائكي .. ّ


و [ ساتان ] .. يحمل بين يديه سيفه الذهبي – المخصص للإعدام - ويرتقي السلالم ببطء .. !


في أعلى السلالم يجثو [ ديث ] على ركبتيه والسلاسل تقيده من رقبته ليديه وحتى قدميه .. ،


وريثما [ ساتان ] يسير ببطء نحو المرتقى .. يحدثّ المتجمعين لمشاهدة الإعدامِ قائلاً


- الذنوب .. ليست إلا نتاج الشهوات من الأعمال الخارجة عن إطار الطريق المستقيم ،


تقودك للظلام .. فتشهر لك الموت أمامك بطابع النسيان .. ، تأكلك في نيرانٍ متأججة لا


تنفك تطفح في الأرضٍ غصباً وعدواناً ، تخضب الحياة بلون الدماء فتقسم الأنهار الدموية ..


حتى تلتقي في محيط الهاوية السوداء .. حينها تكبلك سلاسلها .. تسحبك لمياه مظلمة باردة ..


تقودكَ لجحيمٍ لا خلاص منه ، وريثما تسير في زمهرير حياتك .. ينزل عليك قطران


السخم من السماء ، قمطرير ما يجري و أنينُ الموتى والأشباح يصدح في رأسك ليل نهار ..


حتى تفقد رشدك وتقاد للجنونِ طواعية .. مُكرها .. تستمر في ظلامك .. حتى يبتلعك ..


ولا مناص من التنكيل بروحك و إشعال الغربة فيها .. فمن أجل الحياة .. من أجل النجاة ..


من أجل راحة البال .. تقدم دمائك الخاصة .. لعلها تكفي .. لإيقاف أنهار الدماء ..


واليوم .. سنرى .. هل توقف دمائك يا من حمل إسم الموت الأنهار التي صنعتها ؟!


ولأيما وصل .. يقف أمام [ ديث ] الذي لم يرتعد في حياته .. لم يعرف للخوفِ من تجريب ..


عدى هذه المرة .. رامقاً العيون الحمراء الشيطانية بفزع .. أمام أصل الشياطين هو يجثو .. !


فبأي خطيئة .. يقابل هذه العيون التي تفتك بوعيه ببطء ؟! تتسع حدقتاه .. تجفّ شفتاه !


إلا إنه لم يظهر الهوان .. كلا ! هو ليس من يقبل على نفسه الضعف والترجي للحياة .. ،


لن يتذلل .. سيستقبل الموت بذراعين مفتوحين لعناقه .. الحفاوة ستكون مرآته للموت .. !


فليس من أمثاله من المرتزقة .. يقبل الموت ذليلاً أمام حشود الخلق المناظرين .. ،


وكيفما يرفع [ ساتان ] سيفه قائلاً


- هل من كلماتٍ أخيرة ؟!


يغمض هو عينيه ببرود وعدم مبالاة .. مجيباً ببرود مهيب


- فقط .. أرسل تحياتي الملعونة لتلك الشيطانة الجحيمية !


يبتسمُ ساتان بخبثٍ أكيد .. يصرخ بحماس


- سيصل بعد موتك !


و السيف يهوي صوب رقبته .. إنفجارٌ هائل خلف [ ساتان ] أوقفه .. !


فيلتفت .. ويجدها تقف بكل ثقة أمامه .. كأبنته هو !!


يرفع أحد حاجبيه منكراً .. فإذا بها تصرخ موجهة الكلام للمعدم حتماً


- [ ديث ] للخلاص من المنايا طريق .. وطريقك .. أن تذعن و تقسم الولاء لي ! إن اردت الحياة ..


إن اردت قدحاً آخر من الدماء .. و أردت تنفس الصعداء .. فقط إنطق بها ..


و لأصبحنّ سيدتك .. وحاميتك على مرّ السنين !


جميع الخلائق مصدومون .. يشهقون بفجيعة لما تفعله إبنة ملكهم أمامهم .. !


فلا جرأة حتى لأبنائه .. على إيقافِ مراسيم مقدسة كهذه .. !!


تغطي خصلاته الذهبية إحدى عينيه .. ويميل برأسه فتزداد الحُمرة رعباً لينحني الجميع .. ،


- وهل ترين له من خلاصٍ في العبودية ؟ ليس أمثاله من يقبل الرقّ يا صغيرة !


تشتعل إبتسامتها أكثر .. تجيب بنفس الحماس


- ولو أرتأيتُ الموت له خلاصاً .. لكنتُ أول المنفذين للحكم الأمبراطوري ! ولكنيّ أرى


الرقّ فيه خلاصاً من الدجى .. وخلاصاً من ورمٍ يفتك بروحه فيهلك صريعاً في بركة دمائه !


يحيل بصره لـ [ ديث ] فيسأله ببرود


- ما رأيك من حديث الجنون هذا ؟ أتقبل الرقّ على الموت ؟!


تختفي ملامحه في ظلال شعره .. ويفكر لثوانٍ .. يجيب بعنفٍ بعد هنيهة


- لستُ للعبودية براغب .. وإني لأرى الموت على يديّ ملكي أرحم من عبودية لشيطانٍ جحيميّ أسود !


يبتسم [ ساتان ] ساخراً يصرخ بحماس مجيباً إبنته


- ولو ترين الحكم فيه الآن جارٍ .. كيف التصرف يا وريثة دمي ؟!


تغمضُ عينيها .. تختفي إبتسامتها .. تقفز حتى تحط أمام والدها .. فتأخذ السيف من يده مرددة


- إذا فاليكن الحكم منفذاً على يدِ من ذاق الجحيم قبلاً .. على يد زاجه في السجون عمداً !


- فاليكن إذاً !


تقترب منه .. وعيناها للأحمرِ تبرقان .. يتذكر كيف أمسكت به .. يتذكر الحيلة والخبث في دهاء عقلها


يرى الموت .. متجسدا كجناحين سوداوين يفردان نفسيهما خلف ظهرها .. ويرى ..


الغربان حمراء العيون ناعقة أمامه بالهلاك .. وكأنما الخيط الرفيع الذي يربطه بالحياة ..


قد ذبل .. وهو على وشكِ أن يُقطع .. ويصبح طوى الصباحِ منسياً منفيا .. !


فترفع هي السيف .. فيرتبك قلبه إنعصار الذل من المحيا .. فبأي وجهٍ يقابل ضحاياه الموتى الآن ؟!


كيف يخبر القتلة من قبله .. أن من زجه في السجون قد اعدمه ؟!


وماءُ وجهه يراق في كلِ خطوة تخطوها نحوه .. يسمع صرير الهواء المحيط


بالسيف الهاوي على رأسه .. !


فيشعر بنصله البارد .. يخترق رقبته الضعيفة .. ويتوقف في المنتصف .. ،


يشّم دمائه .. وتشد أعصابه أكثر .. مستشعراً ألم السيف البتار المخترق كيانه !


إلا أن توقفه قد أرعبه أكثر .. فيرفع بصره للمنفذ على ضياء القمر الفضي .. ،


وإذ بها تنطق معلنة .. مبتسمة متسمتعة


- شاهدتُ أزهاق الأرواح في الإعدام .. ولكنيّ لم أرى نظرة الهدوء المتكونة من قلق لقيا من سبقوك ! دعك من الكبرياء .. فالتقتله .. إنعي فقده .. وأقم العواء عليه .. سر في جنازته .. وإدفنه .. لذا .. والآن [ ديث ] .. إنطق بإسمي و أقسم بالولاء .. ولأعدنّك .. بجثث مترامية على أطراف قلعتي السوداء !


لا يدركُ لما تحول الجناحان السوداوان .. لبياضٍ غريب إمتزج من حمرة الدماء النازفة منهما .. ،


إنجذاب لم يسبق له بعهدٍ في أوصاله .. رأى .. في الفتحة التي يجب أن تكون روحها فيها .. الفراغ !


عديمة الروح .. كما هو حاله .. أو هذا ما يراه لدهشته .. للضوء الغريب المحيط بجسدها !


فلا مناص له .. إلا الإنقياد لهذا الضياء .. إلا الخضوع و كسر الكبرياء


فيصرخُ هو أمام حشود البرايا مقسماً


- أقسم بأنهار الدماء التي صنعتها .. بالأجسادِ التي نكلتّها .. وبالموتى الصارخين في عواء القمر القرمزي .. لأتبعنّك للجحيم .. و أختمّن الموتى في السعير .. و أحمينّك ما دام فيّ نبضٌ مستديم .. لتكونيّ سيدتي على مرّ السنين .. و حاميتي كما أريد .. أنا .. [ ديث ] .. أقسم بالجناحين السوداء للشياطين .. أن أكون لكِ .. الخادم .. والرفيق !


فتبسّم [ ساتان ] خلفهما كما يريد .. والجميع من حولهم هتافهم مستعرٌ أكيد .. !


وكما السلاسل التي قادته للموت حررته .. يقف فينحني .. أمامها .. بكل خضوعٍ .. بلا أنين !


بعض التفسيرات "$ 



غابة [ وينتر آيس]

تقع في الحدود الجنوبية للعاصمة [ راكوس ماريا]
غابة الثلج والجليد .. لا فصل فيها غير الشتاء .. !
بالأساس كانت مدينة عامرة بالحياة .. من فيها من النبلاء وذوي الدماء العريقة ..
ولكن أمراً قد حدث فيها .. مما سبب سخط [ ساتان ] فأنزل عليها وعلى اهلها
لعنة الشتاء الأزلي .. فلا غير البياض ترى فيها .. ولا شيء غير جذوع الأشجار السوداء تحتويه
تحت مئات السنتيميترات من الثلوج تقبع الجثث الخاصة بالنبلاء ممن قد عاشوا فيها
والبعض يقول .. أنهم لازالوا على قيد الحياة .. يتعذبون .. فمرةً بالبرودة الشديدة ..
ومرة بحرارة الحمم البركانية .. ويمكن سماع صرخاتهم وأنينهم في الليالي المقمرة السوداء !
وكل هذا .. تحت الثلج الأبيض .. !



[سنجاب السيزولا ]



فصيلة من الحيوانات التي تعيش في غابة [ وينتر آيس]
تشتهر بلون عيونها [ التركوازي ] الجميل .. فراؤها دافئٌ جداً و متين !
كما إنها تمتلك قدرة تحويل الشكل .. فحالما يتم العقد بينها وبين سيدها
يمكن لسيدها أن يأمرها بالتحول لأي شكل يريده .. فتتحول وتتصرف كما يتصرف
الشخص المتأخذ بشكله .. يستخدمونها في مهام التجسس والحماية !
وفي معظم الأحيان تستخلص كثيرٌ من السموم من دمائها ولحمها !
طعامها المفضل هو [ عظام الموتى ] ويفضل أن تكون العظام قديمة ..
فكلما قدُم العمر .. زادت اللذة .. !




مرض [ إنكاسلافا ]


هو مرض ناتج عن تناول لحم سنجاب [ السيزولا ]
حيث تبدأ أعراضه بإرتفاع حاد في درجة الحرارة .. ومن المستحيل خفضها !
لذا يبدأ اللحم بالنضوج والذوبان .. و يتخثر الدم في العروق وتسد الشرايين !
فيصاب المريض بعدة جلطات مؤلمة ولأن المريض عادةً من الشياطين
فإن الألم يكون دائماً .. والموتُ بطيءٌ جداً بسبب عملية التجدد ..
آخر أعراض المرض هي تحول القلب لقطعة من الصخر .. !
مما يسبب الوفاة الفورية !




الجماعة الإرهابية [ كازوآلبيرتية ]

جماعةٌ خيالية موجودة فقط في عقل [ آيريس ]
إبتكرها حينما كان طفلاً .. في حادثة راح ضحيتها ثلاث مئة غزال فيسولامي
وهي فصيلة من الغزلان الفضية ذات الأعين الحمراء الآكلة للحوم البشر !
فقد وضع [ آيريس ] كطعم لإجتذاب هذه المخلوقات .. فحالما أتت إستطاعت أن تقضم يده !
وكل هذا من تدبير [ كازو ] و [ آلبيرت ] .. فحالما شاهد تعاونهما حتى ظنّ
بأنهما يحيكان مؤامرة للقضاء عليه .. لأنه – وفي عقله الخاص – وريث [ ساتان ] الشرعي ..
فلابد من التخلص منه كي يحصلوا على العرش !
لذا تكونت هذه الجماعة في علقه .. ومن ذلك اليوم هو يؤمن بشدة بوجودها !
وأن جميع الحيوانات .. شريكة في جرائمها !



الفصيلة [ الشيطاحيوانية ]


هي جماعة أو فصيلة أخرى من إختراع [ آيريس ] !
والمقصود بها إما الشياطين التي تشابه تصرفاتها الحيوانات .. !
أو الحيوانات التي تشابه تصرفاتها الشياطين .. !
فكلما شاهد [ آيريس ] نوعاً من الشذوذ في تصرفات الحيوانات أو الشياطين
يطلقُ عليهم هذا اللقب الغريب .. المرة الوحيدة التي كاد يموت فيها ..
هي حينما أطلق هذا اللقب على [ كازو ] .. فبقي في المشفى لقرابة الشهرين على
إثر ضرب كازو المبرح !




[ ويليام شيكسبيراف ]

النسخة الشيطانية من [ ويليام شيكسبير ]
بالطبع كاتبٌ مذهل .. بموهبة لا تنافس في الكتابة .. !
لا يزال على قيدِ الحياة في عالم الشياطين .. وهو الفنان المفضل لـ [ ساتان ] !
أهم أعماله هي [ روميو وجولييت ، ليلة البحيرة القرمزية ، مايكل .. كان إسمه ، ساعة ودقيقة ]
تتلمذ [ كازو ] على يديه في الكتابة .. وقال عنه [ شيكسبيراف ] بأنه افضل تلميذ حظي به !
كما إن [ آيريس ] كان الممثل الرئيسي في كثيرٍ من مسرحياته ، فهو يحب طريقة اداءه !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes