WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل السابع : ( في أضغاثِ الديجور ! )










أنا .. إنكسار وطغيانٌ على مرّ الطرقات والأزمان .. !

فإلى أين الخلاص من الأنين .. وهل لي من الخلاص مكان ؟!

ما أكثر الليالي التي أرقّها لي موتٌ و منايا .. على وقع تحطم الزجاج أنوح

و نافذتي مكسورة الأطراف .. تظهر البدر في زمهرير أحلاميّ

إذ أن جيشي تركني وولى الأدبار بعيداً .. !

بقيتُ وحيداً .. على أرض المعركة أبكي مقاتلاً .. ،

فها أنا أرى دماء أخوتي .. تشبّع الأرض حمرة و صدأً ..

و كما الصقور على جثثهم تقعى .. أصرخ وحيداً أرجو عونا .. !

فحالما أصابوني بالسهم الأوحدِ .. سقطتٌ وإذ بالأغلالِ في يدي .. ،

فساقوني للنخاسة أفتدي .. ريح دماء أخوتي الأجملِ .. !

فيا مليحةً للحرية أكتبي .. قصة جهادي أنا و من معي ،

و أنا الآن في العراء وحدي .. في كنسية مهجورة .. أرتجي .. !





[ فلاش باك ]

قبل " 121 " عاماً

[ آيـآمي ] بعمر 8 أشهر !

تعالت الأصوات المهتزة لتطرب أركان القصر الدفينة في الأسرار ،

وكلما إقتربت .. أصدرت نحيباً متموج الطبقات فينطلق صريحاً متلقفاً حبال الحياة .. !

و ريثما تلك الأصوات كذلك ، تحبو الطفلة ذات الأشهر الثمانية لا تدرك .. المستقبل المحجوب بالسواد

فتحثّ الخطى الرباعية بطفولة ونقاء مستدركة ما يفوتها من صراع أرواح اخوتها الشنعاء

فتشعر بالقلق .. تتوقف وترمق الباب الخشبي العتيق بقليل من الوجل ..

فإداركها المحدود يحتم عليها تجاوز ذلك الجحيم دون أن تتردد .. فذاك المختبر .. خطير !

إلا أن صوت شقيقها قد جذبها .. يتحدث بنبرة لم تعهدها منه .. أسلوبٌ غريب ..

فتعود للحبوِ مرة أخرى حتى توقفت عند الباب .. تسترق نظرة فترى مالا تفقه لمعناه شيئاً ..

و [ آراشي ] خلف الباب يمسك بلسان رجلٍ جاثٍ على ركبتيه ، يلقي عليهِ محاضرة في الفنون القديمة .. ،

ولكن ما كان هذا ليجذبها .. لولا السائل الأحمر .. ذي الرائحة العتيقة المخملية ، فتحمّر عيناها لثانية

وتدخل ببرائتها صوب ذاك الدم الأحمر .. فتجلس بالقرب من بركة قد تجمعت فتلامس أنامها الدماء

ويشعرُ بها الساديّ الذي صنع تلك الدماء ، يبتسم .. يدنو منها فيحملها بين يديه قائلاً

- [ تشيبي – شان ] هل أتيتي لرؤية فنيّ ؟!

تنظر إليه بزرقة عينيها لهنيهة دون أن ترمش .. فتتسع إبتسامته لتلون الدم على اناملها ،

يعطيها – بنية خبيثة – سكيناً فتتمسك به بقوةٍ و بسعادة ،

- حسناً يا صغيرة ، أريني ما يمكنك أن تفعليه بهذا الرجل !

قبيلما وضعها على الأرض يظهر [ دانتاليون ] غاضباً ، فيبرح [ آراشي ] ضرباً بصراخٍ جبار

- ما الذي تفعله بحق الجحيم ؟! لا تعلم الطفلة هذه الأمور !!

يمطّ المتوجعُ شفتيه متضايقاً ، فيزفرُ الآخر و يأخذ [ آيـآمي ] بين يديه ،

يبتسم في وجهها محاولاً أخذ السكين .. إلا إنها ترفض التنازل عن قطعة المعدن اللامعة له !

وحالما أراد إستخدام القوة .. تطعنه بقوة في عينه اليسرى .. فتتناثر الدماء على وجهها

وتسقط من بين يديه .. !

يأنّ [ دان ] من الألمِ محاولاً ألا يظهر الضعف ، فيعود للنظرِ تجاهها فلا يجدها ..

خرجت دون أن يشعر بها !

عادت للحبو مجدداً ملطخة بالدماء على وجهها .. ما كانت لتدرك الرعب في مظهرها ذاك ..

و السكين مقبوضٍ عليه بأصابعها .. فلا فرار منها ولو تحطّم !

تتوقف .. فتحمر وجنتاها سعادة لرؤية والدتها .. تناديها من رواقٍ آخر ..

تحاول مناداتها .. إلا أن لسانها ثقيلٌ جداً فلا تنطقُ بسهولة ، تشعر بها [ مارينا ] فتبتسم وتتقدم

إلا أن تشّل حركتها فجأة مرتعبة .. على الدماء على وجه إبنتها .. والسكين الدموية بين يديها

يشحُب وجهها .. متخيلة جريمة مروعة مرتكبها طفلة .. فتسقط على ركبتيها بشبحِ ظلٍ أزرق مرعوب

- [ آ – آيـآمي ] عـ - عزيزتي .. من أين لكِ السكين ؟!

تميل المعنية رأسها وتختفي الإبتسامة من ثغرها فتلتفت بعد وهلة ناظرة لمختبر [ آراشي ]

تدركُ [ مارينا ] المؤامرة .. فتغضب ، تصرخ بحدة أرعبت [ آراشي ]

- [ آراشي ] !! أيها اللعين !! كيف تجرؤ على محاولة محق براءة طفلتي ؟!!

يحاول الإختباء .. إلا إنها تحطم الباب وتدخل بنية واضحة لإفناء حياته ..

ولكنها تتوقف فجأة في منتصفِ الضرب لتلقي [ آراشي ] على الأرض وتحمل إبنتها ،

نظفت لها وجهها وأخذت السكين من بين يديها ، حدثتها بحنانِ قائلة

- حبيبتي ، لا تحملي هذه الأدوات مرة أخرى ، هل إتفقنا ؟!

تعانق [ آيـآمي ] الصغيرة والدتها بقوة فتضحك الأخيرة على تصرفها ،

تتركها فتعودُ للحبو مجدداً في أرجاء القصر دون كللٍ أو ملل ..

وكما هي تحبو تجد [ ماهوتي ] أمامها ماراً ، فيتوقف .. يرمقها للحظاتٍ ببرود ..

ينتشلها من الأرضِ مبتسماً بهدوءٍ يحملق في براءة وجهها الملائكي ،

تتورد وجنتاه ويعانقها بقوة ناطقاً

- [ آيـآمي – ساما ] أنتِ أروع طفل أتى لهذا القصر ، يا ليتكِ ولدتي منذ زمن !

وكما هو مسرورٌ بمداعبتها ، تتحول عيناه للوحةٍ مرعبة من الغضب .. فعلى على الأرضِ

رسومٍ بالطباشير الملونة .. !

يزداد غضبه حتى سمعت الطفلة صرير أسنانه .. يضعها على الأرض

يناولها طبشوراً أبيض ويقول بغضبٍ واضح

- [ آيـآمي – ساما ] إبقي هنا لحين عودتي ، أرسمي وتمتعي ، أما أنا فسوف أقتل [ هيرو – ساما ] وأعود بعدها !

تبدأ [ آيـآمي ] بالرسم على الأرض ، فيختفي [ ماهوتي ] .. بعد دقائق تصدح صرخات [ هيرو ]

في كافة أرجاء القصر .. إقشعّر جسد الطفلة .. إرتعبت لسببٍ مجهول .. ولكنها واكبت الرسم بهدوء

قاطعها هذه المرة .. شعورٌ مختلف .. نفورٌ وإنجذابٌ لحيث البياض والعدم .. لحيث الروح و الفناء !

تشعر بطاقته قريبة .. تترك الطبشور من يدها وتعود للحبو صوب غرفته ،

فتدلف وتجلس على الأرض وبعينيها المتسعتين ترمق [ كازو ] الجالس متربعاً بصمت

و حوله موجةٌ من الطاقة جعلت شعره يطفو في الهواء ..

إلا أنه شعر بها ، فيفتح عينيه غاضباً .. كم يمقت هذه الطفلة !!

يكشّر فيعلن عن رفضه لوجودها في غرفته بغضب

- ما الذي أتى بكِ إلى هنا أيها الوحش الصغير ؟! أغربي عن وجهي !

ملامح مضحكة ظهرت على وجهها ، حينما أدركت طردها من الغرفة ..

واتتها فكرة السكين .. إلا إنها لم تعد تحوزها للأسف ، جذبها أمرٌ مفاجئٌ فيه ..

إتجهت إليه فيقطب حاجبيه مستنكراً إقترابها ، تستند بيديها على قدميه فتقف بصعوبة ،

ضربته بخفة على وجنتيه فتتسع عيناه قليلاً بتعجب ، عيناه .. حمراوتان كذاك السائل ..

جذبها لون عينيه .. والعمق الذي لم تألفه فيهما ، هز كيانها ذلك الهدوء .. المخفي لعاصفة هوجاء ،

تبسّمت بملائكية بحته ، وهي تظن عينيه جوهرتان من عصرٍ ماضٍ ..

يهتزُ قلبه ، وتسري رجفةٌ قوية في جسده .. لا يعلم لما فجأة .. تسارع نبض قلبه !

حملها كالألعاب ورفعها عن مستواه قليلاً .. يبتسم بخبثٍ قائلاً

- هل أعجبتي بعينيّ أيتها الوحش الصغير ؟!

تميل رأسها قليلاً بإبتسامة هادئة فيبتسم هو بحنانٍ لها ويضعها على الأرضِ أمامه

- حسناً ، لديكِ ذوقٌ رفيع يا فتاة ، سأكافئك على هذا !

يجمع أصابعه مع بعضها ويغمض عينيه مركزاً ، يضيق مستوى الهواء فتتعجب هي !

وإذ بالجو حولهما يضاء بألوان قوس المطر .. بشكلٍ أسر ناظري الطفلة تماماً ..

فغرت فاهها ، ترمق الألوان المضيئة المتغيرة ، تحاول الإمساك بها فلا تقدر ،

ضحك [ كازو ] عليها .. لم يظن بأن هذا الوحش الصغير سيكون بهذا اللطف !

توقفت الألوان وعاد الجو طبيعياً مرة أخرى ، تثائبت وهي تحكّ عينيها .. تشعر بالنعاس ،

- ماذا ؟! هل أصبتِ بالخمول ؟! هه لا بأس فأنتِ طفلة في النهاية !

حملها ووضعها في حضنه ، فأرخت رأسها على صدره مستسلمة للنوم .. ،

عاود قلبه النبض بسرعة ، وارتفعت حرارة جسده .. هذه الطفلة !! هل تحاول قتله ؟!

- إنها .. لطيفةٌ .. جداً !

قالها مرتجفاً ومحمر الوجه على مدى إختلاف الحجمِ بينهما !

- إنتهى -





[ فلاش باك ]

قبل " 110 " سنوات

عالم الشياطين – [ آنجيلوس تومياس ] [ قطاع الملاك ]

يكتسحه السواد ، رائحته نتنة كالأموات .. يداه شديدتا البياض ،

و القلنسوة المتفرعة من عبائته المظلمة غطت كل معالم الحياة فيه ..

بيديه سلاسل فضية تلمع في أوج الظلام ، يجّر بها المعذبين كالكلاب ،

تعالت الصرخات ، تهادت الحياة في عروقهم و أستخلص الألم من ادمغتهم !

في الزنازن شديدة الظلام .. شديدة البرودة .. شديدة البأس والعذاب ،

كل من على أرضِ الملاك هذه فان ، ولن يبقى فيها أحد يعمر ما بها من خراب ،

فإن حطّ الطفل على أرضها .. حُفر قبره في نفس الليلة ..

وإن أتى باحثُ عن الأمان إليها .. يعلق جثمانه لتأكله الصقور و الغربان ،

تطمسها قوى شريرة غاشمة .. تعود بالوبال على قاطنيها .. !

فيلعنون .. يموت ضميرهم .. و للظلام يبيعون أرواحهم .. ،

من ينجو فيها .. يمُوت آجلاً أو عاجلاً .. ففيها .. يقطن الموت .. !

يصرخ في الليالي المغيمة .. وينتشل الأرواح .. بصمتٍ و ألم !

علامةٌ واحدة على اجسادِ قاطنيها تظهر .. فلا تمحى ولا تزال ..

علامة اللعن السرمدي .. والمنفى الأزلي .. !

مدينة الأشباح .. المشعوذين .. والموتى الأحياء .. !!

وسط المساجين المثكولين بالعذاب ، يستلقي أصهبُ الرأس متألماً ،

و السيخ مستدق الطرف الموضوع على نارٍ حاميةٍ يدخل جسده حارقاً إياه ببطء ..

ولكن واحداً لن يستلذ بجسد هذا الأصهب .. فالثاني يتمتع بحفر جلده بسكين مسموم ،

و آخرُ يسكب الثلج عليه وتارة مياهاً مشتلعة ..

و الأشقر الآخر لم يكن .. في حالٍ أفضل !

و السلاسل تتدلى من السقف مكبلة يديه ، فيقف مرغوماً دون جلوس ..

فيصيبه سهم أخترق كبده مباشرة .. و كلبٌ وحشي يمزق ظهره من الخلف .. !

ولكن وقت الأشقرِ قد حان .. عليه أن يذوق العذاب على الطريقة الكلاسيكية ،

يحاول الأصهب الحراك ، يصرخ رغم الألم ناهراً

- كلا !! لا تفعلوا به ذلك !! توقفوا !!

سُمِع صهيل الخيل ، وترائت للجميع العربة السوداء في عتمة الليل ،

يخرج منها إثنان بعباءاتٍ ماثلت الآخرين .. عدى لونها الأحمر العميق !

فيجرون [ أمدوسياس ] بقوةٍ على الأرض ، يحتك ظهره الممزق بها فيأنّ أنة مريرة ،

يوضع على سقفِ العربة ، مثباً بالمسامير من يديه وقدميه ،

يستقل الإثنان العربة ويشيران للسائس بالقيادة ..

تصهل الخيول السوداء بعيونٍ فضية كالذئاب و تركض مسرعة !!

وكما تركض العربة في الصحراء الرمادية .. شمسُ ضخمة تظهرُ في السماء ،

فتشق كل الموجودات بحرارة لهيبية خانقة ، فمن تلامسه حرارة هذه الشمس

ليحترقّن بحرارة تتجاوز عشرات الآلاف .. فيذوب الجلد ببطء .. وتشتعل النيران في اللحم ..

يذوب النخاع و تتمدد العروق والشرايين .. حتى يتفحم الحيّ ميتاً بعذابٍ حقيقي من الجحيم ،

ولكنه لا يموت .. إذ يبعث من رماده كالعنقاء .. فتعود العربة مجدداً تحت تلك الشمس الحمراء

فتحرقه تارة أخرى ، حتى تنتهي ساعة من التعذيب .. يحترق فيها المعذب .. 24 مرة !!

وكما يبكي [ آندراس ] من ألمه .. حزنه .. وحسرته على صاحبه ،

يصرخ لأعالي السماء مناجياً

- إلهي !! الغوث !!!

كلما رددها يزيدون العذاب .. محتقرين توسلاته للسماء ،

إلا أن توسلاته هذه المرة مسموعة الصرخات ،

فتهتز الأرض كما لو كانت نهاية العالم والحياة ، وتحمّر السماء السوداء كالشهاب ،

و تُسمع خطواتُ أقدامٍ جففت الدماء من الأجساد ، وصوت صليل السيف على الأرضِ

قد أرعش كل الأجساد ، والعيون الحمراء لهم ناظرة ،

فتقفُ هي أمامهم محتقرة .. لما يجري من وراء ستار المسرح ، ترى الأشقر وقد أثكله الموت مراراً ،

و الأصهب الذي فقد قدميه للأبد فشّل مرمياً على الأرضِ الحجرية !

كما الآخرون بلا وعيّ قد غدوا ، فتشتّد الحمرة في مقلتيها ، تصطك أسنانها فيزئر التنين

الأسود خلفها !!

يجر ذوي الأحمر الأشقر فيلقونه بجانب صاحبه الأصهب ، يزداد بكاءِ الأخير ..

وصاحبه يهلث من العطشِ والحرّ السخيم إلا أن لمعة الإصرار في عينيه تزيد !

صرخ لآفاق الدنيا مصراً

- فالتعيدوا لي الحياة !!!

تتسع مقلتاها ، تهتز يداها ويشّتد غضبها أكثر وأكثر !

تتقدم منهما .. لا تعلم لما ، ولكنها فقط .. جذبت لملامحهما الواثقة و الرغبة الصارخة في النجاة

تجثو على ركبتها أمامهما ، تمد يدها مرددة بملوكية

- لا بقاء لموتِ في حياتكما يخادع ، لسوف ادحضنّ كل ما هنا إن اردتما النجاة ! أقسما الولاء و سأقتلع هذا الورم من أصل الحياة !

على الرغمِ من شلله الدائم .. على الرغم من إحتراقه .. و على الرغم من كل شيء ..

هما .. قد شاهدا للتو .. النجاة !!

فيصرخان سويةً بصوتِ الإرادة والكبرياء

- لنقسمن لكِ بالولاء .. على طريق الحياة والممات !!

فيزئر التنين مرة أخرى .. لتأكل النيران السوداء من رئتيه .. كل ما في المكان !

وتخرج هي برفقتهما .. حيث داوتهما .. وأعادت لهما الحياة !!

- إنتهى -



فتكسرت أركان ذاك الكبرياء الشامخ ، وانحنت العظام التي ما عرفت خضوعاً من قبل

إنحلت العقود وتجددت الأقسام ، أرتفع هتاف الحشود لمنظر الإنقاذ الحسام ،

و لسوف يفتعلن المجازر إن أنحنى أكثر لها ، كفاه الذل من قسمٍ ألقاه لرغبة في الموت بيد أخرى ،

يقف و إذ بعينيه تتلاقيان مع عينيها الواثقتين ، فتتبسم له بسخرية لاذعة ،

تشتعل دمائه غضباً فيحاول إخفائها بكل ما أوتي من ضبطٍ للنفس ..

تبتعد هي عنه فتقف أمام والدها ، ما كان من الجميع إلا أن يزدردوا ريقهم ..

فما الذي تخفيه الفتاة بعد ؟! ما الذي تنوي عليه وسط هتافٍ بأمورٍ أشد خفاءً من الظلام ؟!

حتى [ ساتان ] المواجه لها لم يكن ليتوقع حركةً تقوم بها له .. حركةٌ خاطفة جعلتها تنحي له

على ركبتها خاضعة .. تستكمل حديثاً ضاق به العهد من الزمن

- وهل لي بشكر الملك الذي أعطاني فرصة كي أحييّ عهود الموتى ؟!

تتسع حدقتاه وهلةً فيبتسم ورائها إبتسامة جبروتية طاغية

- ما لي أرى من أسر الجحيم ينحني ؟! هل حلّت النهاية دون أن ادري ؟!

ربما بسخرية كتلك كان الإخوة الثمانية ليضحكوا .. ولكنهم على أعصابهم واقفون ..

لا يعلمون أحتداداً لموقف أشد من هذا ، فهي قد وقفت فجأة و إبتسامة مرعبة على قسماتها تعلو

تدنو أكثر من والدها تحت ضرباتِ قلوب متسارعة ، فتسمك بيده و تقبل راحتها بخضوع

- كلا ، ولكن الآسر فقط شاهد الوحيد الذي يقدر على أسره فخضع !

لا يدري لما ، ولكنه كان ليشعر بأن خلف هذا التصرف علة .. إلا إنه لا يشعر بذلك !

ما السبب لهذا التصرف المفاجئ ؟! .. ما بها تتقلب كالأمواج ؟!

لم يرتح [ ساتان ] لهذا ، فلا يبشر مقدار جمود عينيها بغير الظلام المحقق !

أغمض عينيه ، تنهد و عادت ملامحه جامدة فأردف

- لا أعلم ما تنوين عليه ، ولكنيّ سأسامح مقاطعتكِ لي .. بسبب قبلة اليد تلك !

شهق الجميع بغباء ! فلما .. ولما سيسامحها من أجل تقبيلها ليده ؟!

أكثرهم جلطةً كان [ أراشي ] الذي شعر بقلبه يتوقف حقاً عن النبض .. !

غطى [ كازو ] عينيه بيديه وتفجر بالضحك الهستيري فرافقه بذلك [ باندورا ]

الذي ما عرف كيف يتصرف في مثل هذا الموقف !

- حقاً أنتِ مجنونة [ آيـآمي ] ، لا أحد يستطيع توقع حركاتك !

يعلق الأخ الآخر مردداً

- بالفعل ، مدللة والديّ أضحت لغزاً بحد ذاتها !

حدجتهما بنظرة مرعبة فتوقفا مفزوعين ، في حين حمل [ ساتان ] بعض الحقد لهذه التعليقات !

ولكن الأمور ما كانت لتسير بشكلٍ لطيف كما توقع الجميع ، فإذ بـ [ ديث ] يردد معلقاً بجمود وكبرياء

- الأميرة الميتة في سراديب الأشباح ! يال هذه التفاهة ، تعتقدين أنه بإنقاذي سيحل الولاء مكان الكره لكِ في قلبي ؟! لا وألف لا ! لست ممن ينسى الماضي يا أميرة ، ولن أسمح لنفسي بأن أكون في منزلة واحدة مع اتباعكِ الحمقى ! أنا [ ديث ] !! قد أتبعك في بعض الأمور و قد أعصيكِ ، هذا سيتعمد على مدى رغبتي بالأمر الذي ألقي عليّ ، لا سلطة لشيطانٍ مثلي علي ! إفهمي ذلك و سنكون بهذا متعادلين ، هل فهمتِ ؟! أم عليّ أن اشرح اكثر ؟!

لم تتغير ملامح البرود من على قسماتها بل اكتفت بأن تنهدت ثم اعقبت

- هل إنتهيت ؟!

إتسعت عيناه غضباً ، ما عاد له أن يتحمل إنكسار كبريائه أكثر !

- لستِ إلا إبنة بشرية !! من تظنين نفسك ؟!!

إحمّرت عيناها غضباً لثانية وتأججت هالة الظلام حول جسدها ! إلا أنها هدأت بشكلٍ أرعب الحاضرين

إبتسمت إبتسامة عذبة هادئة ، لم يفهم أحد .. السر وراء إبتسامة رائعة الجمال في مثل هذا الموقف

بدأت تسير ناحيته ، بخطواتٍ بطيئة هادئة .. دون أن تنطق بشيءٍ غير

- أهذا ما تظنه ؟! دعني أصحح لك بعض الأخطاء إذاً !

إرتعب حقاً .. الهدوء والسلام المحيطان بها .. وإبتسامة ليست في موضعها .. أرعبته في تلك اللحظة !

حتى دنت منه تماماً بعد سيرٍ بطيء ، لتنقلب ملامحها تماماً و

تحمّر عيناها فستدد له لكمة حطمت عظام جمجمته و أسقطته أرضاً مغشياً عليه !

- إياك أن تهين والدتي أيها الحقير !

قالتها بكل ذرةِ غضبٍ مكبوتة في جسدها ، فزفرت بعدها بشدة وإلتفتت مواجهة لتابعيها

- [ آندراس ] [ أمدوسياس ] أحملا الفأر الأسود و إذهبا للقصر !

إنحنيا ونفذا الأمر بأسرع ما يمكنهما ، فاختفيا في لحظاتٍ معدودات مع [ديث] المغشي عليه !

لم يُبدِ [ ساتان ] أي ردة فعل لما حدث للتو ، فهو قد شعر بحطامٍ يشتعل ألماً في جوفه

و تدفق الذكريات ذاك .. قد جعله يغلق فاهه ، كمن وافته المنية مبكراً !




لم يقبل أن تعود لقلعتها قبيل أن يتأكد إن كانت حقاً على ما يرام أم لا ..

فأجبرها على العودة معه لقصره ، أرادها بجانبه لتجدد بعض الندوب في قلبه ،

فجلس على كرسي وقابلته هي على كرسيٍ آخر ، إبتسم لها بوهنٍ وهي لم تبدِ أي مشاعر

علم بإن موضوع والدتها قد فجعها مجدداً ، فأغمض عينيه متحسساً الهدوء المتسمر على قلبيهما

- هل أنتَ بخير ؟!

تفاجئ بسؤالها ففتح عينيه مندهشاً .. هو من عليه أن يسألها هذا السؤال !

- سرقتِ سؤالي ، فتاةٌ مشاغبة !

لم تبتسم أو تبدِ أي ردة فعلٍ ، فقط طأطأت عينيها للأرضِ و تدفقت في سيلٍ من الذكريات

القديمة والمضطربة !

- لا تفكري كثيراً ، فقد دعي ما حدث في طيّ النسيان !

بدأ بنصائحه الأبوية ، إبتسمت قليلاً وهي تعقب على كلامه

- ليس الأمرُ وكأني عالقة في الماضي كما [ ديث ] أنا فقط لا أحب إثارته !

وكز جبينها ، تفاجئت قليلاً من حركته و راقبته يقف ويسير قليلاً صوب خزانة الشراب

- أعتقد أن هناك الكثير من الأسئلة تدور في ذهنك ، أرغب بسماعها .

ضاقت عيناها وقد عادت الهالة الإمبراطورية إليها ، أشاحت بعينيها قليلاً فقالت

- النيرفانا السبعة ..

لم تكمل جملتها حتى سمعت صوت تحطم زجاجة النبيذ و شاهدت وجه والدها الغاضب المرعب !

- ليس هذا ما أردت سماعه حقاً !!

قالها بعصبية وببرودٍ في آن ، إلا إنها لم تهتم واكملت قائلة

- النيرفانا السبعة ، هل لا تزال الأحجار فيها ؟!

راقب [ ساتان ] تدفق السائل من بين قطع الزجاج المتحطمة ، أخذه الأمر طويلاً حتى أجاب على مضض

- كلا ، بل فقدناها منذ زمن ..

- فقدتها .. أم أضعتها عمداً ؟!

- لا يهم ! لما تسألين عن النيرفانا ؟!

- لا يزال الوقت مبكراً للجزم ، دعك من هذا !

مسد [ ساتان ] جبينه بإنزعاج ، كما إلتفت إليها ووجدها تحدق صوبه بقليل من العصبية

- لا أعتقد بإنكِ تنوين خيراً يا صغيرة ، أفرغي متاعك الآن !

إبتسمت بتكبر وقد وضعت قدماً على الأخرى وأسندت رأسها على راحة يدها ،

ضاقت عيناها على تلك الإبتسامة المتكبرة فاستطردت حديثها

- في الواقع .. متاعيّ لا يزال مشكوكاً وغير آمن ، من الخطر إفراغه هنا

- أتحاولين التلاعب بي ؟!!

- كلا ، أنا آخذ كل الإحتياطات اللازمة !

- وهل اعد من الاحتياطات ؟!

- لا ، أنت لن تصدق وحسب !

- أصدق ؟! ما الذي ترمين إليه

- لغزٌ قديم .. أسطورة حية .. و ظلام يمتلك روحاُ !

- وكأنك تتحدثين عن [ آكليس ]

صمتت وكأنما مسار المحادثة بدأ يتخذ منحى لم يعجبها ، تجاهلت آخر ما نطق به ووقفت

إقترب هو منها منزعجاً من إنزعاجها ، أمسك يدها بقوة كبيرة ، ما فاجئها كان مقدار إنفعاله وغضبه

لأول مرة تراه متوتراً وغير قادرٍ على ضبط نفسه !

- ليس الأمر كما تفكر فيه .. فقط صدقني ليس الوقتُ مناسباً !

- أعلم ذلك ، فقط ..

- ماذا ؟!

- في الثانية عشر ليلاً ، تعالي لنهر [ آمبروسين ]

- لما ؟!

- تعالي وحسب !

إنتهت محادثتهما هكذا ، فخرجت هي من القصر مرتابة ، غير مرتاحة لمآل الأمور !

و كما والدها ، يحاول أن لا يفكر .. بأحلك فكرة في رأسه !





- لاااااااااا توقف [ آلبيرت ] لا تفعل ذلك !!!

صرخ بها [ آيريس ] الذي كان يطمح بقوة لتناول كعكة التوت حين عودته ..

ففوجئ بلصٍ يبدأ أسمه بحرف [ آلبيرت ] يهم بتناول الكعكة بالنيابة عنه !

- ما الذي تريده ؟! دعني آكل ! مرت قرون على تناولي هذه الكعكة !

تقاتلت الدموع حتى لا تسقط من عينيه ولكنه لم يتمكن من إبقائها حبيسة وهو يرى حبيبته تؤكل !

- لا يهمني ذلك ، إتركها فقط !

- أنت قاسِ القلب !

- دع كعكتي !!

- أطفال !

- ماذا ؟!

لم يدركا في بادئ الأمر سبب وجود كعكة التوت بين يدي [ كازو ] ..

حتى إكتشفا الحقيقة المرة حينما نظرا ليد [ آلبيرت ] .. ولم يجدا الكعكة !

- لا بأس بها ! يبدو أن العجوز قد تحسن في الطهو !

تحجرا في مكانيهما ، خسرا أمام يدِ هذا القرد الخفيفة .. أي حظٍ سيء يلاحقهما ؟!

- بما إني هنا ، وبما إن هناك الكثير من الأسئلة لدي .. [ آيريس ] !

- حآآآضر !

بحركة فائقة السرعة ، كُبِل [ آلبيرت ] بالكرسي بسلاسل فولاذية ..

ووقف [ كازو ] أمامه يعد قبضته للضرب المبرح .. إرتجف الأول مرتعباً صارخاً

- ما الذي تريده ؟!

لمعت عينا [ كازو ] بخبثٍ مرعب ، يمسك بذقن [ آلبيرت ] مردداً

- كيف تعرف صغيرتي ؟!!

شحُب لون وجهه الأخير من السؤال و عاد للإنتفاض مجدداً كالأرانب ..

أشاح بعينيه بعيداً عن الوحش الغضب أمامه .. مرتجياً أن تظهر [ آيـآمي ] وتنقذه من هذا الوضع

- ألن تجيب ؟ سيكون مؤسفاً تشوه وجهك الجميل ..

- اوي [ كازو ] .. هل أنت جاد ؟

- هيا أجبني [ آلبيرت ] .. ألا تريد المزيد من الكعك ؟!

- [ كـ - كازو ] إهدأ يا رجل .. لا داعي ..

- هااا ؟!!

- آسف ..

ولكنهما دُهشا من القسماتِ المريرة التي إعتلت وجه المكبل بالكرسي ..

توقفا للحظة يحملقان في إبتسامة حملت كل معاني الإنكسار والألم

- [ آلبيرت ] ..

- لن تفهما ..

إتسعت حدقتاهما ، وتبادلا النظراتِ الحائرة ليعودا بها لـ [ آلبيرت ]

الذي سرعان ما بدا كالمرآة المحطمة وفقد الروح التي تعتلي عينيه .. ،

- لن تفهما أبداً .. وإن أجبتكما .. ذاك الرابط !

- ما الذي تحاول قوله ؟!

- أنا .. لست حياً ولا ميتاً .. ربما أنا شبحٌ بقلبٍ نابض !

- بدأت تخيفني يا رجل ! ما بك ؟!

أشخص ناظريه للأعلى في الفراغ ، وشبح إبتسامة غريبة المعنى على ثغره ،

Os iusti meditabitur sapientiam, et se ad -

Et lingua eius loquetur iudicium dicere

Beatus, qui gerit in tentationem

Post cum probatus fuerit accipiet coronam vitae

وقفا لثوانٍ مشدوهين ، إذ لم يعلما أنه يتحدث اللغة القديمة بطلاقة !

و إن كان يتحدثها فإن مغزى كلامه كان مبهماً .. غير واضح .. و قد أرعبهما ذلك ،

- في النهاية لا شأن لكما !

أكمل ما كان يقوله .. بنبرة مرحة متناقضة مع الحال التي كان فيها منذ لحظات ..

شيءٌ ما فيه ، أمر ما .. لم يكونا يعلمان بوجوده .. بدأ يتضح تدريجياً ،

ولم ترقهما فكرة .. أن كلماته التي قالها .. ستكون المفتاح الأكبر لحل اللغز !

تقدم [ آيريس ] و فك قيده متوتراً ، في حينِ وقف [ آلبيرت ] يحمل نظرات سفكِ الدماء المظلمة

في عينيه ، حركّ معصميه بهدوء ومن ثم إبتسم مجدداً يربت على كتف [ كازو ] قائلاً بحماقة

- عليك سؤال [ آيـآمي ] لإني إن اجبت فسوف أموت لا محال !

- حـ - حسناً !

- جيد ، إذاً سأذهب لإزعاج [ ساتان – ساما ] قليلاً !

خرج من عندهما فسقط [ آيريس ] على ركبتيه مردداً

- لسان الواحد المختار سيعد نفسه للحكمة

و سينطق بالحُكّم

طوبى لمن يتحّمل الإغراء

حتى حينما يُختبر ، سينال إكليل الحياة !

ضاقت عينا [ كازو ] ببريق ينذر بشؤمٍ بلا نظير .. معقباً

- و لكن الذنب إستحال سواد حلمه الأول

فلا جمال كان خلف تلة الذهب

ولسوف يحمل عبق ذاك الذنب حتى مماته

ولن يتحمل قبره وزن الشيطان

- الشعر القديم المحظور ، غريبٌ أن ينطق به [ آلبيرت ]

- هناك معنى مختلف عن المعنى الأصلي خلف كلماته

- هل تظن بأن أمراُ ما قد حدث له ؟!

- [ آيـآمي ] وحدها من يعلم .. كما يبدو !





دقت الساعة فتردد صداها مدى القلعة السوداء ..

أعلنت عن الثانية عشر ليلاً ، نعقت الغربان و تطاير ريشها في كلِ مكان ،

و هي تسير في الرواق المؤدي للمخرج ، وخلفها يسير الأصهب و رفيقه الأشقر

قلقان ، منها و عليها ، يتذكران أنجيلوس تومياس فيسري الرعب في أجسادهما كالعضال

لم تلتفت حتى ، ولكنها شعرت بخوفهما .. لا تريد لهما عيش نفس المعاناة مجدداً ..

تجاهلت واقع أن [ ديث ] لا يزال غائباً عن الوعي وقررت التوجه مباشرة لحيث أخبرها والدها

نهر [ آمبروسين ]

النهر الذي يخلد بطولات الأبطال ، و أفضل الملاحم ،

حيث تقف تماثيل القادة الأسطوريين هناك ، على مرّ القرون بدون أن تسقط أرضاً !

ساورها الشك حينما شاهدت إبتسامة غريبة على فاهيّ [ أمدوسياس ] و [ آندراس ]

ولكنها لم تحبذ السؤال عما يدور في ذهنهما ، أو حتى ما الذي يعرفانه !!

السماء صافية وضوء القمر يضيء لهم الطريق .. أستغرقها الأمر بضعة دقائق حتى

وصلت لذاك النهر العتيق .. ذي المياه الزمردية التي تكسر دجى الليل

حالما وصلت .. إتسعت حدقتاها دهشةً مما كان أمامها ..

شموعُ على أوراق سوداء تطفو على طول النهر الزمردي ..

و في السماء أضواءٌ ذهبية لأجنحة جنيات الحقول ، [ آلبيرت ] جانباً يعزف على الكمان

تمثالٌ ضخم يمثل [ ساسكي ] يقف شامخاً مع تماثيل القادة الآخرين !

وما زاد اللوحة روعة كان الشفق .. الذي تلونت السماء به ردائاً فكانت الليلة بديعة الجمال !

اخوتها الثمانية ، [ ساتان ] [ آيـآكا ] [ ماهوتي ] [ ماري ] كلهم حاضرون ..

يحملون بين أيديهم الشموع لتقديس البطل الجديد .. [ ساسكي ]

تقدم منها [ ساتان ] مبتسماً بحنان ، ناولها الشمعة ثم قبل جبينها مردداً

- لتضعي الشمعة في النهر ، عليكِ المشاركة كذلك !

هزت رأسها موافقة ، فاتجهت لمياه النهر وانزلت الشمعة على الورقة السوداء ،

وشاهدتها تنجرف بعيداً على مياه النهر .. وذاك التمثال .. بدى لها مفعماً بالحياة

- هل أعجبكِ ؟!

- هل فعلته من أجلي ؟!

- أجل !

- أليس من أجلك كذلك ؟!

- ربما .. قليلاً !

- هكذا إذاً !

فائق الروعة هو ذاك التمثال ، لكنه فائق الحزن كذلك ..

ربما لم يفكروا فيها .. على المدى الطويل الذي يبقى فيهِ ذاك التمثال شامخاً

سيبقى الحزن على صاحبه .. قائماً كذلك .. ،

وقد كانت الرياحُ الباردة التي هبت في تلك اللحظة .. دليلاً على إستمرار حزن السعادة !

ولكنها أبت أن تقر بهذا في جوفها ، فربما هي لا تزال مؤمنة بحياته رغم موته ..

تقدم منها [ كازو ] مبتسماً بهدوءٍ فوقف بجانبها يقول

- ذاك الأميبا كان ليضربك حتى تبتسمي في هذا الوقت

- أعلم ذلك

- إذاً إبتسمي يا صغيرة ! أتركي النكد قليلاً

- يقولها مخترع النكد نفسه !

- أنا مختلف .. جداً

- أجل وكأن هذا صحيح

- لا تفطري قلبي ..

- ربما ..

- ماذا ؟!

- لا لاشيء

- إيه ؟!

معزوفة " إيف ماريا " قد أسرت مسامعها تماماً ، لطالما أحبت صوت الكمان ،

فأغمضت عينيها ، تمسك بيد كازو .. وتغوص في بحرٍ لا قاع له !



بعض التفسيرات "$ 




[ النيرفانا ]

أولاً معنى كلمة [ نيرفانا ] :
تعني السعادة القصوى !

هي سبعة مناطق محرمة موزعة في عالم الشياطين ، لا أحد يعلم أين تقع بالضبط عدى [ ساتان ] !
مناطقٌ تسمى أيضاً بـ [ قلب الجحيم ] ، فلكل منها خواص ومميزات .. أكثر رعباً من الباقيات ..
خلفها يقبعُ سرٌ لا أحد يعرف بشأنه .. سوى أساطير الكتب المتربة .. ،
من يزورها لا يخرج منها .. حياً !
يوسم من فيها بعلامة مميزة ، لكل قطاعٍ علامة مختلفة لا تمحى .. و إن حصل وخرج منها شخص
فإن تلك العلامة عارٌ وذلة ! وتعني .. الغربة المطلقة !!


النيرفانا السبعة هم :


Thánatos Toméas - ثاناتوس تومياس - قطاع الموت
skotádi Toméas - سكوتادي تومياس - قطاع الظلام
Aíma Toméas - آيما تومياس - قطاع الدماء
Abyss Toméas - آبيس تومياس - قطاع الهاوية
nav̱agós Toméas - نافاجوس تومياس - قطاع المنبوذين
Lava Toméas - لافا تومياس - قطاع الحمم
Ángelos Toméas - آنجيلوس تومياس - قطاع الملاك








[ قطاع الموت ] :

حيثُ يتجسد الموت بهيئةِ سحابة سوداء ضخمة .. تروي عطشها بإمتصاص الأرواح ببطء ..
وهل تتخيل .. كيف تخرج الروح بطئاً و يدٌ شديدة البرودة تستخلصها من جسدك ؟!
مدينة .. من يدخل إليها آملاً للحصول على الكنوز .. فلا يخرجُ ولو بعد آلالاف السنين .. !
تحيطها غمامة سوداء ضخمة كالضباب .. والرماد فيها هو ثلجٌ .. و مياهها ضحلةٌ قمطريرة ..








[ قطاع الظلام ] :

حيثُ يقبع الليل الأزلي .. وفيهِ تجسيدٍ حيٌ له .. رجلٌ بالغُ الوسامة ..
يعزف على الناي في أوج الظلمة و يقود من يقع فريسة اللحن .. لحيث اللا مكان ..
و ريثما يسيرون .. يفقدون رشدهم .. ذكرياتهم .. و أنفسهم !!
وإن وجدت أحدهم لاحقاً .. فلابد لك أن ترى الضياع في مقلتيه ..





[ قطاع الدماء ] :

تخيل .. مدينة أساسها الدماء .. مائها دم .. منازلها من الأجساد الحية التي تأنّ متألمة .. !
نهارها أحمر .. وليلها برتقاليٌ شاحب .. حارة صيفاً وشتاءً .. ،
ليذهبنّ إليها الأحمق الراغب بمغامرةٍ تغير حياته .. أو فقيرٌ إعتقد فيها كنزاً دفيناً ..
حراسها مخلوقاتٌ نصفها الأعلى بشري .. أما الأسفل .. فاللخيل يعود !
لا تتخيلنّ النجاة منهم سهلا .. فهم سيسلخون جلدك قبل أن تعلم .. أنك هنا .. !!





[ قطاع الهاوية ] :

ولو رأيت الحفرة الفضية الهائلة في قعر الأرض .. محاطة بالجبال من جهاتها الأربع !
عملاقة .. تسع مدينة كاملة إن وقعت بقربها .. جاذبيتها قصوى ..
من يقعُ فيها فلا يخرج .. يبقى للأبد يسقط حتى لا يصل للقاع .. فلهذا العذاب .. تأثيرٌ جميل ..
على صرخات من يذوقه !!







[ قطاع المنبوذين ] :

مدينة رمادية .. سمائها رمادية .. حتى مياهها رمادية .. !
من يلقى بين غياهبها .. يقاد بفعلِ جنيات صغيرات .. ليفقدوا أبصارهم أولاً ..
ثم .. قلوبهم لاحقاً .. فيهيمون بلا إدراكٍ أو معرفة ..
للأبدية .. هم يحومون في إطار المدينة .. التي لا بداية .. أو نهاية لها .. !!






[ قطاع الحمم ] :

حاول .. أن تتخيل بؤرة ضخمة .. وكأنما هي بحيرة محاطة بسورٍ صخري صغير ..
إلا أن مياهها .. هي حممٌ بركانية حارقة .. تفوق حرارتها مئات الآلاف .. فيرمى فيها ..
من كان سيء الحظ من المجرمين .. و المدنيين !
وحول تلك البؤرة منازلُ سوداء متفحمة .. أشخاصٌ يرتدون العبائات الحمراء .. ويضعون القلنسوات !
يطفون على الأرض .. فلا تطأ أقدامهم إياها .. وهم ملائكة الجحيم .. في عقابِ الميتين ..







[ قطاع الملاك ] :

لا يغرنّك الأسم فتظن أنه للرحمة حليف ..
فلربما ... كلا بل هذا أكيد .. قطاع العذاب الأزلي ..
حيث ترتدي ملائكة الرحمة رداء الشياطين السوداء .. فيكبّل اهلها بالسلاسل من رقابهم لأخمص أقدامهم
يرمون في زنازن لا يدخلها ضوءُ الشمس .. ويعذبون .. للأبدية ..
العذاب النفسي .. الجسدي .. وفي بعض الأحيان .. العقلي !
يتفنن قاطنوها بالعذاب .. فترجو الموت مئة مرة في الثانية ..
لا موت لمن وقع في هذا القطاع .. ولا رحمة .. و لا حتى كلمة مواساةِ صغيرة !
تخيل .. لو كنت انت مكانهم .. تتعذب .. ولا أمل للموت لك ؟!



*رموز القطاعات من تصميمي ولا أحلل سرقتها !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes