WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثامن : ( كنتُ في الظلامِ لوقتٍ طويل ، لذا الظلام قد غدوت ! )








مرحباً أيها الظلام ، يا صديقي القديم
مرحباً أيها الظلام ، هل تعرفني ؟!
مرحباً أيها الظلام ، أنتَ قتلتني !
أيها الظلام هل تسمعني ؟!
أيها الظلام أنت قد خنتني !




[ فلاش باك ]
[ مكان غير معلوم ، سنة XXX482 بتوقيت حاصديّ الأرواح ]
تكبلها سوادُ السلاسلِ ، و سعيرُ النيرانِ يشعل المكانَ من حولها ،
على إمتدادِ أميالِ لم تعرف لها نهاية ، تكُبُ صهارة الحديد فتحرقها للرماد ،
تعودُ من جديد ، يقتربُ منها كيانٌ أسود كالبخارِ يطفو في الفضاء ..
يمد يده ببطء فتلتصق بجلدها .. وببطء ينتزع الجلدُ عن الجسد فتصرخ متألمة ..
و حيث يرتجفُ جسدها الهزيلُ فزعاً ، تلتفت فترى الهاوية المظلمة ..
أساس الظلام .. مرتعٌ تحيا فيه المخاوف .. وتتحقق الأوهام ،
يُباغِتُها بجلدة حارقةٍ بالسياط فتبعتها مئات الجلداتِ التي حرقت ظهرها ألماً ،
يترُكها ، يبتعد وإذا بالسلاسلِ تخنقها ، تؤلمها وتجرحُ جسدها .. ،
شعرت بشعورٍ لم تعهده قبلاً ، شعور الغرق دون المياه .. خوفها القديم !!
السلاسل العالقة على رقبتها تشعرها بالموجٍ يلطمُ أطناناً من الماء على رئتيها ،
فصرخت و الدماء تتطاير من جسدها ، حتى ثُبتت بالأرض كالجثّة ،
كيانٍ بهيئةِ طفلٍ كان ما جلس فوقها ، يطعنها مراراً بسكين مستدقة الطرف .. !
ثم تركها ..
و قبيلما إلقائها في الفوهة يقتربُ الكيانُ منها مجدداً .. فيدخل يده لجوف جسدها ،
ينتزعُ قلبها ويملأ جوفها بالصهارة مكرراً ..
يمسك برقبتها .. يجرها بعنفٍ لاطماً بجسدها على الأرض عمدا ..
حتى تصاب بأكبرِ قدرٍ ممكن من الضرر ، فيقفُ عند حافة الهاوية ..
يرفعها من رقبتها مجدداً ، تتمسك بيده محاولة الفرار
- تـ - توقف .. إياك !!
تنطقها ببحةٍ عميقة ، وعيناها قد أسودتا من الرعب القادم ..
يحررها من قبضته فتهوي ببطئٍ في تلك الهاوية السوداء ،
- لا ..
وكما تهوي ببطئ ، تراها .. إبتسامةٌ بيضاء .. على جسده الأسود !!
يغطيها ظلٌ أسود ، مبتلعاً إياها .. لجحيمٍ .. مختلف !





[ الوقت الحالي ]
إكتسى عباءة رمادية غطت كل معالم وجههِ اللطيفة تحت وشاحٍ من الغموض ،
فقبعت قسماته تحت القلنسوة المنبثقة من بين تمددات العباءة الرثّة ،
لم يكن يدركُ أن للوقت الذي قضاه هذا التأثير على تضاريس ألفها قبلاً !
ولكنه ما كان ليسمح لهذا التغير أن يقطع عليه هذه الرغبة الملحة في إيجاده ،
ذلك الهمس الشبحي ، الصوتُ القادم من الأعماق .. لمن ماثله الخُلُق و التركيب !
كان يفكِر بإحتمالية تهورها ، هل كررت تاريخاً عهدته بالمصائب ؟! أم لم تفعل ؟!
- من الصعب إيجاد منبع الهمس ، هل هو حقيقيٌ حتى ؟!
تسائل بهذا بخفيضِ الصوت ، حتى وإن لم تكن رغبته فقط هي إيجاد ذاك الهمس ،
عليهِ كذلك أن يذهب لمكان قد شرب عليه الدهر ردحاً من حياته ، ذاك الكوخ وسط الصحراء ،
[ صحراء سالكيفا ] هي مقصده .. ،
فأسرع حاثاً خطاه على متابعة السير ، إن لم يفعل فقد يفقد كل ذرة أمل .. فيما يريده ،
إعتنق الوحدة حالياً ، فمنذ أن ظهرت تصرفاته الغريبة و هو قد أدرك أن التحرك تمّ .. ،
إنزعج من طول المسافة ، فزمجر بصوتٍ عالٍ غاضباً
- لا حلّ آخر إذن ؟!
لمعت عيناه بالذهبي البراق الفريد ، فتمدد من ظهره جناحات ملائكيان ،
إستعملهما بسرعتهما الخارقة كيّ يصل لحيث أخفى كل شيءٍ من قبل .. تلك الخريطة !
إستطاع أن يملح الكوخ المتهاوي في وسط الصحراء ، حيثُ لم ترحمه حرارة الشمس ،
فتغير لون الحطب ، و تصدعت الكثير من جدرانه ، لكنه لا يزالُ قائماً رغم الطقس القاسي ..
أخذ يجادل نفسه ، فهي .. لن تكون هنا .. مستحيل أن تصمد لثلاث مئة عام في هذه الظروف !
لذا بدأت الكثير من الشكوك بمراودته ، هل ما يقدم عليه هو الصحيح حقاً ؟!
وإن كانت هنا .. هل سيقنعها بإرشاده لحيث ترك ما يريده ؟!
كلها أسئلة ، سيجيب عنها القدر .. عند فتحه لذاك الباب الموصد !!
خفف من سرعته وهبط بهدوءٍ حتى حطّت قدماه الرمال الحارة ، إختفى الجناحان ،
وعادت عيناه زهريتان مرةً أخرى ..
تسارع نبضه كلما إقترب خطوةً أخرى من الباب المعدني الصدأ ، خشي أن تُردَ آماله ويخيب كل رجائه،
حالما عانقت يده الباب حتى شعر بأن المكان قد أضحى بارداً فجأة ، وكأنما سُحب لبعدٍ آخر
ذعر ودفع الباب بقوة حتى فُتح ، دلف للكوخ .. الذي لم يعكس مظهره الخارجيّ !
جدرانٌ بيضاء مبطنه كجدران المصح العقلي ، أرضية زجاجية تعكسُ سماءً زرقاء متحركة ..
كرسيٌ هو ما توسط تلك المساحة ، وفوقه .. طفلة بشعرٍ فحميّ تنظر للأرض بلا إهتمام !
إتسعت عيناه برجفةٍ في كافة أنحاءِ جسده ، يردد إسم الفتاة مشدوهاً
- كيسارا !
جفلت المدعوة [ كيسارا ] لترفع رأسها ببطئ مع إبتسامة هادئة غامضة تعلو وجهها ،
فتضع يدها أسفل ذقنها وتستند بكوعها على فخدها مرددة بغرور
- [ آلبيرت - هان ] .. وأخيراً عدت !
لم يكف جسده عن الإرتعاشِ لحظة ، إختفى .. وفي ثانية كان أمامها بعينين مرعبتين ،
ضاقت عيناها قليلاً بلا إهتمامٍ تستمع لنبرته المخيفة المبحوحة
- هل بقيتِ هنا طوال الوقت ؟!
إبتسامة شيطانية ظهرت على ثغرِ الطفلة ، تستند على الكرسي مجيبة
- أجل ، 300 عامٍ قضيتها هنا ، لم أتحرك من مكاني !
تلاشى غضبه في إمتزاج ملامحه المرعبة حتى عاد وجهه طبيعياً وأبتسم بحنان
- هل تعلم [ آيـآمي – ساما هان ] بأنك هنا ؟! أم أنك أتيت متخفياً كالفئران ؟!
إعتلى الحزن ملامحه ، أشاح بناظريه ثم اعقب بهدوءٍ يروي عطش سؤالها
- كلا ، لم أخبرها ، ولكنيّ أشك أنها لا تعلم بقدومي !
بان التفهمُ على وجهها ، فترجلت عن الكرسي وسارت بضع خطواتٍ تنفس عن كلماتها
- إذن [ آلبيرت – هان ] ما الذي تريده مني بعد كل هذا الوقت ؟!
قطب حاجبيه ، وعادت الجدية العصبية لتظهر مجدداً مجيباً
- لتدليني على مكان البئر !
لمعت عيناها بقليل من الإنزعاج ، إستغرقها دقيقة لتجيب بجدية
- لستُ إلا رسولاً مأموراً ، وتنفيذي لهذا ينطوي على أمرٍ صريح من سيدي !
- سيدك في كل الأحوال هو أنا !
- كلا ! لست أنت أيها الشبح ، بل هو [ آيـآمي – ساما هان ] وحسب !
- وما الفرق ؟! أنا في صفها !
- الفرق أنك لن تستفيد من البئر دون أن تمتلك الدماء الملكية لـ [ ساتان – ساما يان ] في عروقك !
- ولو كنتُ أمتلكها ؟!
- اشكّ بإطاعة البئرِ لك !
- مجرد شيطانة خريطية لعينة !
قهقهت ترقص بنية إغاطته حتى لمعت شرارات الشيطانية في عينيها ناطقة
- أرني إياه ، ذلك الشيء الذي أتوق لرؤيته منذ ثلاثة قرون !
تنهد مستسلماً لصوتها المملوء بالنشوة ، وللإحمرار في وجنتيها الخبيثتين ،
مرر يده في داخل العباءة الرمادية الرثّة ، ليخرج كيساً ماثلها اللون ..
جثى على ركبتيه وفتح الكيس الجلدي بحذر ليسكب كل محتوياته على الأرض ..
صرخت بنشوةٍ و سعادة تهرع بالجلوس بجوارِ الهياكل العظمية المطلية بالذهب !
- تبدو جديدة ! هل طليتها للتو ؟!
إبتسم ساخراً فأجاب
- أجل منذ بضع ساعات !
حملت الجمجة لتحملق في جمالها المخلوط بالذهب فتقبلها وتردد برعب
- هل رأيت لما هو أجمل من جسد الميت بعدما يتحلل وتبقى العظام ؟! بالطبع لا !
- أنتِ تخفينني في بعضِ الأحيان !
- [ آلبيرت – هان ] ، ممتنة لهديتك .. يمكنني الآن إستنزاف الذهب بلذة و روية !
- إفعلي ما يحلو لك طالما ترشدينني للبئر
- كلا !
إرتعب من نبرتها الحديدية ، تنظر إليه بعدستين متسعتين عميقتين بلونهما الأحمر ..
- ولكن ..
- كلا !! عليّ إستلام الأمر من أحد ورثة [ ساتان – ساما يان ] وإلا .. فلا !!
كشّر بوجههِ خائباً ، فخرج من عندها ، دون أن ينبس بأي حرفٍ آخر !!






- من النادر أن تزوري الناس [ آيـآكا ]
تطقت بها التي فتحت بوابة القلعة السوداء ، تقف متكأة بيدها على الباب المفتوح ،
ترتدي بنطالاً أسود و قميصاً أبيض قد طوت أكمامه لمنتصف يدها و فتحت أزراره الثلاثة الأولى ،
تبسمت المعنية وضحك ضحكةً راقية ، فيما [ باندورا ] الواقف بجانبها يمعن النظر في أرجاء القلعة
- [ آيــــــآمي ] !! يا ناكرة العشرة والمعروف !!
صرخ بها التنين حتى زئر في وجهها غاضباً ، حفنة من الناس تجمعوا عندنها .. لسببٍ ما لم تحب الأمر !
- على أية حال تفضلوا بالدخول
تقدمتهم السير ليتخذ [ ريو ] هيئة البشر ويغلق البوابة في طريقه للدخول ،
فيما تقودهم لحيث غرفة الضيوف تأبطت [ آيـآكا ] يد آيـآمي اليمنى وبدأت تتحدث بإبتسامة هادئة
- مرت فترة لم أركِ فيها [ آيـآمي – شان ] حقاً لم نحضى بمحادثة لائقة منذ قرن
ضحكة شامتة إعتلت شفاه [ آيـآمي ] لثوانٍ تعقبُ على كلامِ عمتها قائلة
- حسناً ، ربما لأنيّ كنتُ ميتة للقرنِ الأخير ، وللأسف لا خدمة بريد في الجحيم
قهقه [ باندورا ] شامتاً بإمه ، فما كان منها إلا أن سددت له لكمة قاتلة على رأسه !
- هذا فضيع ، تضربين أبنكِ الميت العائد للحياة على هيئة شبح زومبي !!
قطبت [ آيـآكا ] حاجبيها ، فيما إسترسل [ ريو ] ناطقاً
- حسناً حسناً ، الغباء وراثة في عروق أبناء [ ساتان ] أرثو حال صديقي المسكين !
توقفت الشقراء تلتفت بهدوء لتقابل وجه [ ريو ] البارد ، تبسمت ورددت
- مرت فترة على شكلك المضغوط كالقطط المنفوشة ، ألا تظن ؟!
لمعت عيناه الحمراواتان وإنهمرت الدموع من عينيه كالشلال يعقب
- [ آيـآمي ] !! كم أنا فخورٌ بك !!
ضاقت عينا [ باندورا ] و ابتعد بضعة خطواتٍ عن التنين الأحمق بجانبه ..
بدأ يشعرُ بالخوفِ على سلامته العقلية .. هو يفكر جدياً بالإنتقال للعيش مع أخته !
أرشدتهم لحيث غرفة الضيوف ، فاتخذ كلٌ منهم موضعه وجلسوا ريثما ذهبت هي لإعداد الشاي ،
خلال دقائق عادت برفقة [ أمدوسياس ] و [ آندراس ] فوضع كلٌ منهم ما لديه على الطاولة ،
الشاي ، كعك التوت وبعض المكسرات و الشطائر الخفيفة !
إنصرفا بعدها وجلست هي على كرسيها المخملي الأحمر تضع قدماً على الأخرى منتظرة
أن يدخلوا في موضوع قدومهم إلى قلعتها !
- في الواقع [ آيـآمي – شان ] ..
بنبرتها الطفولية اللطيفة ، [ آيـآكا ] بدأت الحديث
- ماذا ؟!
أجابت بعدما إبتلعت قضمة من الكعكة التي تركت أثراً للكريما على جوانب فمها
- [ ساتي ] كان سعيداً جداً بعودتك لذا قررتُ معه أن نقيمَ حفلة بهذه المناسبة ؟!
- حفلة ؟!
إبتسم [ باندورا ] بهدوءٍ متدخلاً
- أنتِ لا تحبين الحفلات أعلم ، ولكن ... تعالي من أجل والدي !
لم تعتد [ آيـآمي ] رؤية [ ريو ] جالساً بفخامة كالملوك يستقي الشاي كما لو كان من النبلاء ،
إبتسمت على هذا و أرتشفت – بدورها كذلك – قدحاً من الشاي مستطردة
- ما رأيك [ ريو ] ؟! هل تؤمن بأن عليّ الذهاب ؟!
حالما سمعت الصوت الخفيف الناتج عن إرتطام الكأس بالصحن حتى رأت إبتسامته البديعة
تبعتها إجابة هادئة ساخرة
- لما لا ؟! عليكِ تجريب الأنوثة مرة أخرى أيتها المسترجلة ، يجبُ أن ترقصي برفقة القرد الراقص حتى تعود لكِ ملامح الفتياتِ مجدداً !
إستندت بكوعِ يدها على يدِ الكرسي اليمنى ثم أجابته متعمقة في التفكير
- لا أريد أن آخذ نصائح في الإنوثة ممن ظنّ [ باندورا ] فتاةً حينما شاهده لأول مرة
شهق المعني حتى خرج الشاي من أنفه ، وقد إرتجف كيانه كافة !
إتسعت عينا [ ريو ] ذعراً فيما لمعت عينا [ آيـآكا ] وتوردت وجنتاها لتصرخ بحماس
- كنتُ أعلم !! أنت فتاة !! لم تضع أيام الفساتين المزركشة سدىً ! آآه كم انا سعيدة !
هامت هالة سوداء حول [ باندورا ] و أصبحت عيناه مخيفتان حتى أن [ آيـآمي ] قد أبعدت
كرسيها مسافة مترين حتى لا تطأها وطأة غضبه المحتدة
- [ ريو ] ..
- مـ - ماذا ؟!
- بحق الجحيم كيف أبدو كالفتيات .. ؟
- شـ - شعرك .. و قليل من ملامحك ..
- أووه .. هل ترى الأنوثة تتقطر من جسدي الآن ؟!
- كـ - كلا ..
- هل تريد الموت ؟!
- كـ - كلا ..
- إذا فالتحشو فمك بالشطائر ولتخرس أبد الدهر وإلا ..
حمل سكين مربى لتشتد الهالة السوداء من حوله ، عرف [ ريو ] التهديد و خشيه لذا
إنصاع للكلمات والدموع تتدفق من عينيه حزناً على حاله
- مسكينٌ أنا ، كل ما أريده هو بعض الحنان وحسب !
تأثرت [ آيـآكا ] و تجمعت الدموع في مجفل عينيها لتتقدم وتعانق ريو تكتم صيحتها لأجله
- عزيزي [ ريو ] يالك من مسكين ! تعال إلى أحضان [ آيـآكا ] تعال يا صغيري
- ماما [ آيـآكا ] إنهم شريرون ، يعذبونني على الدوام ، بالأخص تلك العفريتة الشمطاء
- من هي العفريتة ؟!!!
فزع من النبرة المخيفة ، فرفع ناظريه ليصدم بالهالة السوداء وقد انتقلت من إبنها لها ،
- لقد اهنت [ آيـآمي – شان ] للتو ؟!
- نـ - نعم
- إعتذر وإلا قتلت بسكين المربى !!
- أ- أنا آسف !
- فتىً جيد !
تنهدت [ آيـآمي ] التي ما كان لها الكثير من المزاج كيّ ترى مسرحية كوميدية ،
وقفت فتوقف الجميع عن الكلام لتردد ببرود
- متى موعد الحفلة ؟!
اجابها [ باندورا ]
- الليلة ، التاسعة مساءً !
لمعت عيناها وقد لاحظ الجميع الإنزعاج البادي عليها ، خلخلت أصابعها بين خصلات غرّتها
ورفعتها للخلف قائلة
- حسناً إذن ، سآتي رغم مشاغلي !
تلألأ الجو حول [ آيـآكا ] و هرعت بالكلام
- إذن سوف أعد لكِ فسـ ..
- لا أحتاج إلى فساتينكِ المزركشة ، سأطلب من [ آندراس ] تصميم فسانٍ لي !
ما كان من [ آيـآكا ] إلا إتخاذُ زاوية من زوايا الجدران فتلجس عندها وتتمتم بالإحباط حولها !






منشغلُ الفكرِ مذ أن حادثها فأتت بسيرة [ النيرفانا ] ..

لا يحبذ الحديث عما يبغضه ، هذا طبعٌ فيه لا تغير على مرِ السنوات ،

وكما يقلب فرشاته لذات اليمين وذات الشمال حتى يدرك أن لوحته هذه ما هي إلا لتجسد

لرغبة محو الشبهات عن عقله ، فهذه القرية الصغيرة المدمرة .. نابضةٌ بالحياة في ناظريه !

كما إنه لا يريد أن يستقبلها في حفلة الليلة بوجهٍ عبوس كهذا ، فعليه إذن إفراغ طاقته السلبية

- [ ساتان – ساما يان ]

توقفت فرشاته الخفيفة عن الحركة حالما توقفت يده ، فالتفت بعينين حادتين للزائرة الفريدة

رفع أحد حاجبيه ، إلتفت إليها كاملاً ثم أردف بعصبية

- [ كيسارا ] ما الذي أتى بكِ بعد ثلاث مئة عام ؟!

إتخذت مكاناً لها على إحدى الكراسي الفخمة في غرفته ، محتضنة الجمجمة الكرستالية الخاصة بها ،

إبتسمت له بطفولية فتوردت وجنتاها ، هدأ باله كذلك فتبسم بحنانٍ لها

سرعان ما إنقلبت ملامحها سعيراً تردف بجمودِ الموتى بين يديها

- [ آلبيرت – هان ] أتى .. يريد زيارة البئر !

ضاقت عيناه وصكّ على أسنانه محاولاً كبت غضبه بأكبرِ قدرٍ ممكن

- لا تنفك المصائب حلولاً على رأسي !

ملامح التعجب إستولت على وجهها فبادرت بسؤالهِ قلقة

- أهناكَ أمرٌ يشغل بالك ، [ ساتان – ساما يان ] ؟!

أشاح بناظريه عنها ، حملق في اللوحة الغير مكتلمة لثوانٍ ثم أجاب

- النيرفانا يا [ كيسارا ] هي ما حدث !

الفزع الذي بدى على وجهها قد جعل الشحوب رمزاً أبدياً للفزع ، فكما شدت على الجمجمة بين يديها

نطقت محاولة عدم إبداع الفزع

- [ النيرفانا ] سمّ هلاك العالم و روحه الوحشية ، من أتى بسيرتها ؟!

- [ آيـآمي ] !

زاد الطين بلة حينما عرفت السائل ، ازدردت ريقها ثم إبتسمت محاولة بفشل إخفاء توترها

- [ ساتان – ساما يان ] لا تقلق .. [ آكليس ] ليس حقيقياً !

- من يعلم ؟!

إشتّد خوفها ، فاستّل الفرشاة مرة أخرى وعاود إكمال اللوحة ، الظل الشاحب على وجهها لم يختفي

و تراقص حاجبيها مع قطراتِ العرق المتجمعة على جبينها قد أربك كل مشاعرها ،

فتحدثت في قريرتها متوترة

- لا تبدأ النهاية حتى تبدأ البداية بالإضمحلال !

تذكرت أمراً ، وقفت بسرعة بجانب [ ساتان ] تتمسك بأطرافِ ملابسه بأناملها ،

إلتفت إليها مجدداً بهدوء دون أن يلقي بالاً لملامحه الجامدة الهيبية ،

فابتسمت هي بخبثٍ و شرّ ، دنى من مستواها لتهمس هي في اذنه ناطقة

- هناك بعض الأقوال عن تحركٍ في الشمال الغربي لسرقة الكرة السماوية !

لمعت عيناه بشرارة مرعبة ، أخافت الطفلة التي تراجعت القهقرى مبتعدةً عنه

- حسناً إذن وأخيراً قد شمرت الحرب عن ساعديها ؟! أرسلي التقرير لـ [ تشيتوسي ] في الحال ، سيتولى هو أمر هؤلاءِ الحمقى !

إنحنت [ كيسارا ] وهي تردد بخضوع

- أمرك !!

لمعت عينا الجمجمة ففتح معبر في الجو قفزت إليه منطلقة لحيث يقبع [ تشيتوسي ] منتظراً !

عاود هو الرسم بهدوء حتى فاجئه [ ماهوتي ] حاملاً رسالةً بين يديه !

تناولها ساتان وفتحها بالسكين المخصص لذلك ، شرع في قراءة محتواها بضيقٍ مفزع في عينيه

" لستُ في وضعٍ يخولني لقولِ الكثير ، ولكنيّ أدرك بأن ما قلته لك لازال عالقاً ببالك للآن ، لا أستطيع أن افسر كل تحركاتي من أجلك ، ولكنك في النهاية والدي ، وأنا احبك ، و عاهدتك على الولاء حتى في الممات ، لذا إقرأ هذه الكلمات بتمعن ، فقد أفوت حفلة الليلة بسببِ الإرتياب الذي يصيبني لرؤية الناس مجتمعين كما كان حال الجحيم ، النيرفانا ليست هدفي الأصلي ، بل هدفي هو أن اصل للكرات السبع الخاصة بالنيرفانا ، وإن كان هذا ما ضايقك فأنا اعتذر على وقاحتي سابقاً ، على أية حال لستُ بمعطية للكثير من التفاصيل ولكن عليكَ أن تعلم .. لستُ أنوي خيراً .. مطلقاً ! وهذا ما يجب أن تساعدني فيه لتحقيق السلام الذي أطمح إليه عن طريق النيرفانا ، قد جمعت ثلاثة وحسب من المطلوب ، لا أزل بحاجة لـ 4 ! حتى أبدأ البحث عن الكرات تالياً ، مقبرة " هيثروكيث " هي أين يجب أن اكون الليلة ، لكنيّ من أجلك .. سأحاول الحضور ! أحبك."
- آيـآمي
- ثلاثة ؟! .. ما الذي تقصدينه بهذا ؟!

لا يعلم لما إبتسم فجأة ، فتحولت إبتسامته إلى ضحكات أحيت غرفته الكئيبة مرة أخرى

خلخل أصابعه بين خصلات شعره ورفعها عن وجه بتورد وجنتيه مردداً

- حقاً إن صغيرتي تشبهني ، كتومة و لكنها لا تستطيع التكتم طويلاً ! هذا ممتع !!

إبتسم [ ماهوتي ] الذي إرتاح لمعرفة أن الأحداث .. لن تلتوي لأكثر من هذا !





- [ آيـآمي – ساما ] لا تتحركيّ !! أحتاجُ قياساتٍ دقيقة !!

عممّ كلماته هذه على إذنها مراتٍ عدة ، [ آندراس ] منزعجٌ هو وينطقها بعصبية

- موووه [ آيـآمي – ساما ] يجب أن يُظهر الفستان جمالك ، لا تتحركي حتى قيد إنملة !!

في مقابلها ، هي التي تحاول جاهدة أن لا تتحرك يجلس [ آيريس ] على الكرسي الخشبي

يراقبها ، ويتفجر بالضحك الهستيري عليها كلما تحركت وغضب [ آندراس ] منها !

- أيها الأميرة ... كلا معدتي تؤلمني من الضحك ، مسكينة !

يتفجر بالضحكِ ناطقاً بها ، و [ آيـآمي ] تتوعده من صميم قلبها حالما يُفك أسرها من مصمم أزيائها ،

- على أية حال [ آيـآمي ] ، لما طلبتِ قدومي ؟!

ضاقت عيناها بشكلٍ أفزعه قليلاً حتى أحيط جسدها بهواءٍ ثقيل أخافه أكثر ، اجابت بعدها

- وكأني دعوتك ؟!! أنت أتيت بلا دعوة مسبقة !

وضع إصبعه السبابة على ذقنه و جفل عدة مراتٍ الفتيات ضاماً شفتيه قائلاً

- ولكن .. يحق للأصدقاءِ زيارة أصدقائهم متى ما أرادوا ، كما إنكِ تدينين لي بقبلة !

فزع حينما وجدها أمامه واقفة ، تمسك بذقنه و تقول بهدوء

- هكذا اذن ! تريد قبلة ؟! لا بأس سأعطيك إياها !

كانت تقترب منه وقد تساعرت دقاتُ قلبه ، شعر بأن الدنيا من حوله تدور وأن حرارة جسده

قد تعدت الألف في تلك اللحظة ،

ولكن القبلة لم تحدث ! حينما ألقى [ أندراس ] الغاضب بحذاءٍ على رأس [ آيـآمي ] وصرخ

- [ آيـآمي – ساما ] لا تجلعي اللعنات تنصب على تصاميمي الجميلة !! عودي إلى هنا في الحال !!!

زمّت شفاهها وعادت للمكان من أجل القياسات ، أما [ آيريس ] فقد وقع على ركبتيه اللتين

لم تتحملا حمله لمدةٍ أطول ! فقد كانتا ترتجفان كما الغصن الضعيف في مواجهة الرياح !

- لما خجلت ؟! ألست من طلب رد الدين ؟!

إهتز شعر جسده كافة كالقطط و زئر يقولُ مصدوماً

- لم أتوقع أن تفعليها حقاً ! كدتِ تصيبينني بلعنة [ كازو ] الأبدية ! إن علم بمحاولتك لتقبيلي فسيفعل بي أشياءً أسوء من الموت ، كاد يقتل [ آلبيرت ] البارحة فقط كيّ يعلم علاقته بك ولكن [ آلبيرت ] قد تحدث باللغة القديمة ونجى أما انا فلن انجو !!

إتسعت عيناها ، وثبت جسدها كالتماثيل المحنطة ، عيونها امست مرعبةُ وغير إعتيادية من السواد

وإذ بفحيح كلماتها يخرج متحشرجاً من بين فكيها

- ما الذي فعله [ كازو ] لـ [ آلبيرت ] ؟!

- الـ - الذي سمعتيه !

- وهل فعل [ آلبيرت ] شيئاً !

- كلا ، فقط ألقى على مسامعنا بعضاً من الشعر المحظور !

- هكذا اذن ..

- تبدين محبطة !

- لا عليك ، ألست جائعاً ؟!

- بل أنا كذلك ! جداً جداً !

- هناك العديد من كعك التوت الأحمر في المطبخ ، خذ ما يحلو لك !

- أحبك يا صديقتي !

قفز يعانقها بقوة ذارفاً دموع الفرح من عينيه ، إبتسمت له إلا أن مصممها لم ترق له الجلجلة التي احدثها ،

فما كان منه إلا غرز إبرة الخياطة في أنفه ، جاعلاً [ آيريس ] يقفز في المكان من الألم !

إلا إنه تذكر الكعك الذي ينتظره ! لما عليه أن يتألم والكعك يبكي كي يدخل معدته ؟!

أزمع لحيث المطبخ .. ناسياً أنه لا يعرف الطريق إليه !

- [ آيـآمي – ساما ] جلبت [ ديث ] كما أمرتي !

اشخصت ناظريها لمن دخل للتو مع رفقة من نوعٍ فريد ، إبتسامة السخرية إعتلت شفتيها تنطق

- [ ديث ] فأري الأسود الجميل ! إقترب قليلاً ودعني أرى الورم في وجنتك !

إهتزت عيناه من الغضب ، إلا إنه نفذ الأمر و أقترب منها ، فرأت الأثر المتورم الواضح على وجنته ،

تجرأت وعصت أوامر [ آندراس] الذي إنشغل بإختيار القماش وحركت يدها لتضعها على الورم ،

لمعت طاقتها الزرقاء العلاجية ليختفي الألم من وجهه ويتفاجئ هو بما فعلته للتو ..

- لن أطلب منك إعتذاراً ولن اعتذر ، كلانا أخطأ ولكن دعنا ننسى الماضي [ ديث ] ! هل إتفقنا ؟!

هو كذلك ، لا يريد المزيد من المشاكل معها .. هو اٌقسم الولاء ! لذا سيفي بالقسم ولو مات من اجله ،

إنحنى قليلاً واضعاً يده على صدره مغمضاً عينيه ونطق

- كما تأمرين ، [ آيـآمي – ساما ] !

هزت رأسها موافقة ، ثم زفرت بحدة وعادت جدية فتتلو على الإثنين أمرها الملكي

- [ ديث ] [ أمدوسياس ] لدي مهمتان لكما ! أريد التنفيذ هذه الليلة !

- وما هما هاتان المهمتان ؟!

- [ أمدوسياس ] أنت خبيرٌ بالقطاعات النائية ، لذا إبحث لي عن كهف " سيرينراد "

- مـ - ماذا ؟! أليس مجرد أسطورة ؟!

- كلا ، هو موجود ولكن مكانه غير معّلم على الخريطة ، جلّ ما اعرفه هو وجوده في النوائي الشرقية لبحر " إيدين "

- حسناً كما تأمرين !

- ماذا عني ؟!

- [ ديث ] أريد منك الذهاب لمقبرة " هيثروكيث " خذ معك البلورة الزرقاء على الطاولة هناك وأقم مراسم الإستدعاء من كتاب " فايكر " في الصفحة المئة والستون !

- أتقصدين مراسم إختراق الجحيم المحرمة ؟! لما ؟!

- هناك شخصٌ أريد إعادته ، هو ينتظرني منذ مدة !

- كما تأمرين !

- أريد النتائج وليس الأعذار ، إنطلقا حالاً !!

- آمرك !!

إبتسامة حنونة على ثغر [ آندراس ] قد ظهرت بعد إختفاء الإثنين ، إقترب من [ آيـآمي ] قائلاً

- من الصعب أن تكوني القائد أليس كذلك ؟!

بادلته الإبتسامة الحنونة ، ربتت على رأسه فتوردت وجنتاه من السعادة ثم أجابت

- اجل صعب ، ولكن من معيّ يسهلون لي الأمور ، كذلك [ آندراس ] ..

- نعم ؟

- إجلعني فخورة بتصميمك !

إشتعلت الحماسة في صدره ، حتى أجابها متحمساً صارخاً

- بالطبع سأفعل !

- كما هو متوقع منك ! سأتفقد [ آيريس ] الآن ، أعلم بأنه قد ضلّ طريقه

ضحك الأصهب و وافقها بالقول

- أجل أنا واثقٌ من ذلك !




تكّت عقارب الساعة و إنزلقت حتى ثبُتت على التاسعة مساءً ، فصدح صوت رنينها في كافة

انحاء [ راكوس ماريا ] ، تلك الساعة الذهبية المرصعّة بالألماس والجواهر بقيت شامخة على

مر الزمن في قلبِ العاصمة المليئة بالحياة ،

وحالما دقّت العقارب حتى إمتلأ بهو الإحتفالات بالمدعوين من جميع الطبقات والأنواع ،

زُين القصر بأجمل الزينة ، أُختيرت أشهر الفرق الموسيقية كيّ تطرب قواقع آذان الناس

بأجمل الألحان الشاعرية و الكلاسيكية ،

وضعت مأدبة فيها ما لذ وطاب من الاطعمة و جُلب بهلوانٌ ليمتع الأطفال ..

فيما إستخدم [ ساتان ] قواه ، فجعل من سقفِ البهو ماسةُ ضخمة تلمع فتضيء المكان

بنورٍ ما كانوا ليروا أجمل منه مطلقاً !

تعالت الضحكات ، و النبلاء يتزاحمون عند [ ساتان ] متبادلين أطراف الحديث بحفاوة وفخر ،

الإخوة الثمانية ، كل منهم إنشغل بما لديه ، فـ [ دان ] بقي مع [ كريس ] واصدقائه الكثر

أما [ آراشي ] فكان برفقة [ كاريو ] يحددان الضحايا الجدد !

[ تشيتوسي ] لم يحضر من أجل الحرب ، [ جيراهيم ] يحاول التملص من مجموعة من الفتيات ،

[ هيرو ] يتحدث مع أشهر صانعيّ السيوف والأسلحة ، [ باندورا ] يجلسُ على أريكة واسعة ،

تحيطه الفتيات المعجبات من كلِ الجهات ..

أما [ كازو ] فكان مستنداً على الجدار مكتف اليدين .. ينتظر ! فقط ينتظر وصولها ،

بجانبه [ آيريس ] الذي كان خائفاً من إكتشاف [ كازو ] المصيبة التي كادت تحدث له عصر اليوم

[ آيـآكا ] لا تزال خائبة الرجاء لرفض [ آيـآمي ] فساتينها ،

خلال دقائق ، تباعدت الغيوم المتلبدة فكشفت عن البدر الكامل في هذه الليلة الباردة ،

نسيمٌ خفيف قد حرك الأشجاء الخضراء حينما حطّت بقدميها حدقية القصر ،

زفرت .. وأستعدت للصداع الذي سيصيبها من إزعاج الحاضرين ،

سارت بكعبها الأحمر بخطواتٍ وئيدة فارتقت السلالم السبع الخاصة ببهو الإحتفالات ..

خطت أول خطوة داخل القاعة الضخمة الفارهة ، فتوقف من شاهدها عن الكلام .. ،

فجأة عمّ الصمت .. والجميع ينظرون للوافدة الجديدة بإعجاب والإندهاش !

لذاك الفسانِ الأحمر المصنوع من أجود أنواع القماشِ المخملي المزركش برقيّ ،

تمتد منه طبقة من عند الصدر ذات لونٍ ذهبي شاحب إنتهت بطوقٍ حول رقبتها مرصعٌ بجواهر ثمينة ،

وعند الخصر صفٌ من اللؤلؤ الأبيض تلاه طبقاتٌ من نفس القماس ولكن على الطريقة الفيكتورية ،

خصلاتٌ شعرها قد أرجعها للخلف بطريقة فائقة الجمال ، ثبتت بعضها بزهرة

حمراء تتدلى منها حباتُ لؤلؤ بيضاء

#لرؤية الشكل التقريبي لمظهر آيـآمي أضغط هنا


لم تكن تعرف .. بأن هناك قلباً قد خفق بشدة لرؤية جمالها في ليلة القمر الكامل ،

لم يكد يتنفس وقد ضمّ يده على صدره بقوة محمّر الوجنتين ، متسع الحدقتين ..

فكيف لا .. وهي بجمالها تقف أمامه .. ببرود ملامحها الثلجية .. و غموض أغوارها الخفية

سرعان ما أبتسم ، تقدم منها بخطواتٍ واثقة مرتدياً البدلة الرسمية حتى وصل إليها

فانحنى وقبل يدها قائلاً

- هجومٌ مرتد إذن ؟! قاسية أنتي يا فتاة !

إتسعت إبتسامتها لتعقب بثقة

- تحاول التملق [ كازو ] ؟ هذا لا يناسبك !

وقف بكل غرور بجانبها فتأبطت هي يده وقادها إلى حيث [ ساتان ] ينظر مدهوشاً ..

لم يرى بأجمل من هذه الحلة من قبل .. إبنته ! لا تشبهه في أدق تفاصليها كما إعتقد

وصلت إليه ، فتركها [ كازو ] .. تقدمت منه وأبتسمت بهدوء ..

أحاط وجهها بيديه بكل ما لديه من حنان وقبلها فيما بين عينيها سعيداً ، سألها بملوكية بعدها

- هل تفتحين هذه الحفلة بالرقص معي ؟! أنا والدكِ الوسيم .. !

أغمضت عينيها ، أجابت بثقة

- لن اخذل والدي الوسيم ، إن كان الرقص كل ما يريده !

عاودت الفرقة العزف ، وأبتعد الجميع مفسحين المكان حتى يرقص الإثنان أولاً ..

ففعلا .. وقد بديا .. كلوحة من أساطير القدامى .. بجمال أفروديت و نرسيس !





[ النوائي الشرقية لبحر " إيدين " ]

لم يعرف جواً أشّد ظلمة و برداً من هذا المكان ، البحر الذي إبتلع السفن

حتى ما عاد له من إبتلاع المزيد قدرة ، إزدرد ريقه لهذا الجو الشاحبِ والعاصف ..

بينما تتنقل حدقاته باحثة عن الكهف الأسطوري " سيرينارد " !

لا يدرك لما دبّ الخوف في نفسه ، ولما تيار الهواء المالح هذا رطبٍ فيرعب جسده ..

لا شيءٍ سوى هدير الرياح ، وأنقاضِ السفنِ المدمرة قرب الشاطئ ،

بدى له كلُ شيء كما الحكايات القديمة .. بحر " إيدين " ليس إلا مقبرة سفنٍ غريقة .. ،

أحسّ [ أمدوسياس ] بطاقة مهيبة يبست كل كل عظامه .. قادمة من خلف ظهره ،

إلتفت ببطئ و الوجل لا ينفك يزداد في كل ثانية تمر ،

وقعت عينا على فتحة في الجبل .. الكهف الأسطوري ! ...

- كيف لم انتبه له ؟! كنتُ هناك للتو !!

إستجمع كل الشجاعة الممكنة وجرّ قدميه جراً حتى إستطاع أن يخطو أول خطواته

داخل الكهف الذي تنبعث منه طاقة .. لم يعرفها إلا مع [ ساتان ] و [ ماهوتي ] !

توغل في الكهف الذي بدى غير منتهٍ للحظات ، أفضاه الممر الطويل إلى غرفة واحدة

إنتهى فيها الكهف .. ففوجئ بما رآه هناك ..

ثلاثة توابيت من نوعِ " شيفراس " متجاورة .. ومغلقة بختمٍ لا يفتح إلا بالحياة !!





[ مقبرة هيثروكيث ]

فعل كل شيء ، وسط قبورِ الأموات هذه .. !

بدمائه رسم دائرة الإستدعاء ، وبدأ يتلو عبارات الكتاب المحرمة منذ أن اتى

دون أن يحدث شيء ، وكأنما رفض القدر أن يجعله ناجحاً في أول مهامه !

أغلق الكتاب بحنقٍ وقد بان الغضبُ جلياً على ملامحه .. ،

لعن كل قبرٍ موجود ثم لعن نفسه على هذا الإخفاق .. ستذله تلك الفتاة لا محال !!

- من الغريب ألا تعمل التعويذة .. هل اخطأتُ بأمرٍ ما ؟!

تحرك للوراء خطوتين فسقطت البلورة الزرقاء من جيبه وتدرحجت حتى

وصلت لمنتصف الختم !

دهش حينما توهج الختم بضوءٍ أكثر حلكة من الليل ولمعت الدائرة بالأحمر الدموي ..

كاد يصابُ بالعمى من شدة التوهجِ .. حتى إختفى وهدأ كل شيء خلال لحظات !

هو قد فعل إحدى المحرمات .. سينال عقابه لاحقاً ولكن عليه التأكد أولاً من النجاح ..

فتح عينيه ببطئ فاتسعت حدقتاه .. للواقف أمامه شبيه تلك الفتاة !!

بشعرٍ ذهبي .. وعينان زرقاوتان فريدتان .. صرّح بدهشته دون شعور

- من تكون أنت ؟!

إبتسم المعني ببراءةٍ كالأطفال مجيباً بكل طواعية

- مايكل .. أدعى مايكل كما كبير جيوش الملائكة !








إستدق الكستناء الليليّ في شعرها فكون خصلات الحرير الغامضة ، وذاب العقيق الأحمر من جلنا الدماء في مقلتيها ، بتوقٍ لكل ما هو ذهبي ، طفلة خالدة الوقت ، تتوق فقط .. لأسرار الطرق !




إنصهر الذهب في خصلاتٍ حريرة تناجست مع موجِ البحر في يومٍ ربيعيّ في مقلتين هادئتين ، لن أقول الكثير .. ولكن هو فقط حر !





[ السنوات التي تحمل X ]

الـ X تساوي 500 ألف سنة من سنوات حاصديّ الأرواح ،
وكلما زادت الأكس يتم حسابها لكل واحدة بـ 500 الف !
والأرقام التي تأتي بعدها هي التي لم تكمل مدة الأكس التالية بعد !


[ شياطين الخرائط ]

هم مجموعة من الشياطين على هيئة الأطفال الأبدية ، ميزتهم تكمن في معرفة الطرق لكل ما هو موجود في عالم الشياطين عدى الأماكن المحرمة والتي يخصص [ ساتان ] لها شياطيناً معينين منهم مثل [ كيسارا ] وعلى الشيطان الخريطيّ أن يحمل صفاتٍ مميزة كي يحصل على مكانٍ مميز ، يقتاتون على الذهب ولا يمكنهم العيش طويلاً دونه

[ كهف سيرينراد ]

كهفٌ أسطوري مجهول الموقع ، قيل أنه يحتوي 3 من أقوى شياطين العالم مختومة فيه !


[ مقبرة هيثروكيث ]

مقبرة خاصة بحاصديّ الأرواح ، لا يدفن فيها إلا من كان منهم !
يقال أنها تتصل مباشرة بالجحيم ، لذا يحاول الكثيرون إعادة من في ذلك المكان عن طريقها ، لكن من يحاول يموت في العادة غير عالم بأن هناك طريقة محددة لفعل ذلك ، وهي محرمة .. و عقابها الموت !  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes