WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثالث عشر : ( وما بالك عمّن إلتحم بالديجور ؟ ! ! )





,,

إعفني من هذا الذنب واتركني وحدي قليلا

فلو تأملت لعرفت .. أني لستُ بالقتل ضليعا

أنا محرومٌ حتى من نفسي ، أملي ومبتغاي

فلما لا تنعيّ قليلاً .. مستقبلاً ما عادي بيمناي

لأني أنا من قال .. أن الواقع مهزلة الركام

وان ما اختفى في المنايا ، أضغاثٌ تأبي الطغيان

و إن ارتأيت أن تتركني .. خلفك في الصحراء

فصدقني سأعلم .. أن الوجل لي منال

تخلى عني ، إنبذني واحتقرني .. فأنا سهلُ المنال

مجرد طيفٍ إن أخفى وجوده لنسيَ الحياة

لذا ها هنا الان انا وحدي ، أسيراً بين الغمام !

‘‘

تقلقل الحجرِ على مدى البحرِ حين إلقائه لمنتهى الغرابة و الخلاص ،

فإن وجد له ملجأً في المياه ، لغرق فيها للممات .. وسيلتحم مع غيره من الأحجار

حتى أنك لن تعرفه ولن تجده وهذا محال .. كما الوهم يستسلم طاغياً على ادمغة العضال

فليس من وهب الضوء حلماً يأخذ السلوى من الظلام ، وليس وحده المكروب يشعر بالضلال

فكيف به يقفُ شامخاً ، متحيراً بأي آن .. كيف يستدرك شعوراً بات الآن فائضاً بالسعال ؟

لم يعرف كيف يبدأ .. حديثاً لها وهي بالأمام .. مغطاةُ بالجراحِ .. والكدمات !

للحظاتٍ لم يعرفها .. لم يدرك إبنته في جسدٍ لا يبان .. من كمية دماءٍ عاقرها كالشراب ..

كما لو أن القصر بأكمله .. أنّ على الزمان .. فيا نفسُ هوني .. ولا ترضي بالإستسلام

يتقدمُ منها دون إدراك ، يلمس وجنتها فتخور هي بين يديه صريعة ..

فقدماها على الحملِ لم تعودا تقدران ، تشعرُ بالدوار .. و رغبة لا تقاوم بتقيؤ الأحشاء

فهو حقاً لم يرحمها .. ولم يترك لها النجاة !

و [ ساتان ] بقوةٍ يمسكها ويشعر بلذعات ، لذعات أنفاسها الحارة على مقدمة رقبته

ربت على شعرها وعانقها بحنان .. فلم يعرف أن ابنه ليس من أقوياء الأعصاب !

- تخورين هكذا .. أين القوة من عهد الهلاك ؟ هل هربت ؟ أم تركتها خلفك في الأحلام ؟

ليس بعارفة لسخريته ألما .. فهو يبتسم .. كما لو كانت بسمته مرهما ..

فإلى أين يقودها .. جنونٌ في عقلها قد طغى ، و إلى أين الخلاص من منايا إليها تقعى

- تقولها يا من عرف القوة قبل الوحوش ، وأهلك اقواماً كالقروش ! أيكفيك سخريةً أنني بين يديك مجروحة أنعي ؟

من كتفيها أمسكها يبعدها قليلاً عن أحضانه ، فيما عيناه حدجتا الباب المغلق بغضبٍ عارم

- لا أدري ما تقصدينه يا فتاة ، هل سخرتُ أم أنك بالجنون مبتلاة ؟

يحاول إرباكها بحديثه هذا ، رغم أن الصداع قد حجب معظم صوته عنها ، فقط أرادت إنهاء الطنين

الطنين الذي يقرع مسامعها كطرق المطرقة للحديد ، كالشياطين الصارخة في الزنازين ..

- لم أرى الرحمة فيكِ حينما أغرقتني بوقود السعير ، لا داعي لك كي ترحم أمثالي من ناصبي العزاء على الحرير !

قطب حاجبيه مستعلماً مقصداً حُجب بإرادة المتحدث على مسامعه المرهفة ، فينقرها على جبينها نقرة

أسقطتها ارضاً على ركبتيها ، وكيفما هي واقعة يدنو منها مردداً بغموض

- السقوط غرقاً لهو أفضل من إحتراق الجسد بنيران الندم .. !

لن يخيفها .. ولن يعدلها عمّا تصبو إليه ، هذه المحاولات الساذجة لن تفيد في تغيير رأيها ..

ربما تندم .. يوماً ما .. في الجحيم !

ولكنها الآن غير راغبة على التغيير ، ستوقظ النسيان من نومه الأزلي وتؤخر ضميرها بالإستياظ العلني

- أتخبرني إلى ما تشيح عنه الأبصار ؟

- ربما ..

- فكيف لا و أنت بالجبروت تنسى من دون الستار

- تحاولين مجاراتي ؟ يا صغيرةً بين قومٍ كبار ؟

- و أنت تشعر معي .. بحديث تغشى له العقول والأسماع

- محقة .. صغيرتي المكروبة بالألم !

وإلى أين يريد الوصول هي لا تدرك حقاً ، ولكنها تدرك زيادة طنين الأذنين المثير للوجل

فتطرق رقبتها مراراً كيّ تخفي الألم ، ألماً عاد لثانية فلعنت نفسها وأكتفت !

بصعوبة على قدميها وقفت ، تنظر يمنة وشمالاً فتنتصب ، نحو الخطة هي تسير على عجل

تاركةُ إياه خلفها مردداً بكل حطبٍ ووقد

- لسوف تتوقفين .. وتدركين أن الوحدة ما هي إلا جمعٌ صخب !






سكّرية هي غرفة بلون الأمل ، مطلية بالذهب والنحاس الأجمل

فخمةٌ فما الدهور منها تشرب ، ولا فيها غضبٌ يقعد

سكنها مرة شبح أمرأة ، وحيدةٌ لا تعرف غير المجزرة ، فإذ بحبٍ غيرها

من وحشية إلى أفضل إمرأة .. وعلى مرّ الدهور هي قد سكنت

بين جدران مصنوعة من الحطب .. ولكنها الآن محمومةٌ فلا أمل لها بالشفيا ولا الأجل

وكما تستلقي على الفراش متألمة ، فحرارة جسدها تغلي كما الشعلة

لكن أنّة واحدة لم تخرج ، من فاهها وهي التي يوماً عرفت بالأقوى

القائدة العليا السابقة ما صرخت الماً ولا حزناً ولا وجلا ، فكيف تسمح للكبرياء أن ينجلي

وهي على مقربة من المنية المرتقبة ، ولكنها فجأة تفتح عينيها منبلجة فتقوم كما لو لم تكن من المرضى

تنظر ليديها مصدومة مترددة ، فكيف لما كان فيها أن يبرأ ؟!

شفيت ؟ هي ؟ لا تصدق هذا ولو على قبرها هي تقعى ! فكيف لها .. هي التي لقرنين كانت

ضيفة الأسرّة البيضاء أن تقوم معافاة فجأة ؟ .. لا أمر غير النيرفانا .. سيكون هو السبب الأولى !

فبحّدة عينيها نادت خادمتها التي لم تتفانى يوماً في عملها ، لتدخل خائفة على سيدتها

تكمل السيدة قائلة بهيبة مرعبة في عينيها

- أخبريني ما أستجد في عالمٍ مثل هذا !

لم تعرف كيف تجيب ، الخادمة التي تخشى حقاً أن تعيب .. واقعاً ليس بجميلٍ ولا مرير

فتردد بصوتٍ كسير

- واقعاً يا سيدتي .. الأميرة عادت .. و التماثيل الأسطورية .. حيّة !

تتسع عينا السيدة ثم تبتسم كالشياطين ، فتقوم من فراشها بربرية الطين

تسترسل ناطقة بنبرة ما كانت إلا لتهلك خادمتها المسكين

- لسوف أخرج .. و ألتقي بالأميرة التي .. قهرت الموت طغيانا بالسعير !

فتخرج حقاً من غرفتها المغلقة الأسيرة .. نحو خارجٍ لم تطأه قدماها .. منذ دهرٍ عسير ..







صرير الطاولة الخشبية وعليها هو جالسٌ قد ران به نعاساً قويّ

يعاقر الشراب المخملي .. ذي النكهة اللاذعة السليطة للجميع

فيلتذذ بالطعم القوي ، لاعقاً شفتيه بمرارة العلقم النديّ

وإذ به يتوقفُ مشدوهاً لشعورٍ قديم ، لم يألفه منذ أن عرف الأسر اللعين

فيلتفت في أرجاء الحانة الفقيرة .. مطقطقاً برقبته ومتأوهاً بنشوة القتال الأخير

فتتصادم قطع الجليد في الكأس ببعضها ويتوقف عن الأذى وتسليم العويل

هو فقط غير مدرك .. لما شعورٌ هكذا يستولي عليه ؟

في حين أنه تفّرد حتى لا يدركه أي أمرٍ لعين .. القدر يحاول عناده كما يبدو ويبين

فيقفُ مغرراً به خارجاً من الحانة تحت وطأة الحنين .. لهكذا مشاعر حملها قبل بضع سنين

يظنّه الباقون في القصر يستريح ، بعدما إمتلكها وآذاها بالجسد و النفس العليل

متناقض .. هو يعرفُ هذا .. خشي على من بجانبه من نفسه التي محقت وجوده ببطئ ..

نال مراده .. سعيدٌ هو .. لكنه يفتقر لأمرٍ ما .. يفتقر ان تشاطره هي نفس الشعور ..

- هه تباً لي .. مستحيل أن تشاطرني سعادة وأنا بالدماء خضّبت يديها !

هائماً في الشوارع يسير ، والتماثيل السبعة لا تزال في الجو تطير ..

فلربما ظهورها أمامه الآن قد غير كل شيء .. فكم سنة مرت .. بل كم من قرن ؟

مذ أن ماتت أمام ناظريه .. وهاهي الآن تخرج من الدخان الثخين ..

مبتسمة .. وكأنما هي توقعت .. أن يغدو بهذه الطلة البديعة ، بهذا الشكل الرجولي

فيقف مذهولاً إليها يحملق بصدمة .. لا يعرف هل أثّر الشراب فيه .. كفاه جنوناً لهذه اللحيظات

يفرك جفنيه ، ثم يعاود فتح عينيه .. لا تزال هنا .. شبحها يطارده في أحلام اليقظة كما يبدو

ولأنها عرفت بأنه لم يصدق بوجودها نطقت .. بنبرة لطالما إشتاق إليها

- الصدف تجمع إثنين لم يدركا أن الطريق واحد .. [ كازو ] !

لا يعرف هل بمبتسمٍ الآن ؟ أم باكٍ من تخطيط القدر الذي ما انفك يفاجئه كل مرة

فها هي [ شارون ] .. والدته .. تقف أمامه مبتسمة .. بجمالها .. بطلتها .. تنظر إليه بفخر

تتقدم منه .. تمسح على وجنته وتبتسم .. فيبتسم هو .. بمجفل عينين دامع مربتاً على شعرها

فيضع جبينه على جبينها مردداً ..

- إشتقت إليكِ .. والدتي !







ملطخٌ بالدماء والسكين تقبع بين يديه طليقة ، أنهى لتوه تعذيبه .. كم يمقت هذا الوقت

ولا زال غير مدرك .. الشهوة المقززة لدى أخيه ، حينما يُطعن أو يعذب حتى الموت ..

ليس يرى في هذا أي متعة .. ولا جنة نعيم ، يرغبُ في كثيرٍ من الأحيان أن يفتح رأس [ كاريو ]

فيرى تخطيط دماغه .. فلربما وجد ورماً خبيثاً .. وربما .. يشك بوجود عقلٍ أصلاً !

فيلعق الدماء القريبة من فمه ، ويسمح الباقي بمنديله الخاص ، وشقيقه بجانبه يحاول إيجاد يده

فلأي جحيمٍ أرسلها [ أراشي ] ؟ وليس بمقدوره العثور على طحاله .. شعر بالرضى للعذاب ..

ولكن فقدان الأعضاء لم يكن حقاً بالحسبان

يمدد [ آراشي ] جسده متشنجاً شاعراً بالفتور ، فليس من عادته أن يعذب اخاه لست ساعات متواصلة

- تباً لك من رجل [ كاريو ] والآن من أين سأجلب لي ضحايا جدد ؟!

يجلس المعني يحاول أن يربط يده في مكانها مرةً اخرى ، متجاهلاً واقع حديث الآخر معه

فيغضب [ آراشي ] ويلقي بالسكين مباشرة في رأس [ كاريو ] .. لكن أمراً ادهشه ..

حينما إمتدت يدٌ اوقفت السكين .. فوقف مذهولاً للحظات كانت كالسنين له وللآخر المصدوم

فيما تردد صوتها في طلبتيّ أذنيهما كفحيح الأفاعي بسيمفونية عذبة مردداً

- نلت كفايتك من ساديتك ، كما نال الآخر كفايته من العذاب .. ألا تظن ؟

قفز [ كاريو ] بخوفٍ شديد خلف شقيقه .. يحتميّ بظهره محاولاً أن يفسّر هذه الظاهرة ..

فكيف يعقل بإمرأة قتلاها قبل أكثر من ألف سنة .. أن تعود إلى الحياة فجأة ؟

[ آراشي ] لا يزال يحاول الإستيعاب .. و [ إيستليث ] تفرد يديها منادية إياهما كي يعانقاها

- تعاليا [ آراشي ] .. [ كاريو ] .. يا صغيريّ العزيزان !

تراقصت شفاه [ آراشي ] و اغرورقت عيناه بالدموع مشتاقاً .. فيما قفز بهلوانياَ وركض إليها

منادياً بشوقٍ وغباء

- أمي .. !!!

وقبل أن يصل إليها .. هاجمها بسكينٍ أراد بها قتلها .. فأمسك هي بيده وكسرتها ..

اخذت السكين ثم طعنته مباشرةُ في رأسه مرددة بأسمى معانيّ الإبتسامة نقاءً

- هناك خطبٌ ما بعقلك يا صغيري ، دعني أرى دماغك .. لعلي أعالجك من هذا العضال !

تحمّس [ كاريو ] .. وأرتعش جسده يصفق بحرارة مردداً ببرود

- أمي أنتِ الأفضل !

إبتسمت له بحنان ، ثم أخرجت سيفاً طويلاً طعنت به [ آراشي ] وعلقته بهِ على الجدار !

ثم عانق [ كاريو ] والدته من الخلف .. واضعاً ذقنه على رأسها .. ففرق الطول لم يكن قليلاً ..

- أمي .. رائحتك جميلة .. إشتقت إليها !

- وانا كذلك .. اشتقت إليكما !







صرير الرياح الشرقية قد سبب دوخةُ يعشق صداها على رأسه ..

وكما صوت قرع طبول قبيلة " مانهواف " يتردد صداها في أذنيه ، وقف متصنماً على حافة الجرف

يغمض عينيه الدمويتين ، متمسكاً بسيفه يميناً ، زافراً ليطرد كل الطاقة السلبية

يتخذ وضع إستلال السيف .. يتنفس بعمقٍ شقيق ، دجنة خصلات شعره تحركها الرياح

ينتظر اللحظة الملائمة .. يستل السيف ببطئٍ أولاً .. بيسراه عكس باقيّ السيافين ..

لطالما كان مختلفاً .. هو أعسر .. ولهذا كل سيافٍ هزأ به .. فعارٌ أن يمسك السياف جهاراً بسيفٍ بيسراه

ولكنه كان يعرف – كما عرف إخوته ووالده – أن هذا سببٌ كافٍ كيّ يكون أقوى .. متميزاً عن الباقين

هدأت الرياح .. وسكن قرع الطبول .. وفي لحظة إستل السيف كرعدٍ ما امسكته الأبصار

ولم ينتظر .. حتى أعاده إلى غمده وولى الأدبار .. وصوت تدمر الجبل المقابل للجرف ..

كان مدوياً حتى النخاع .. وأصاب المرائين بالإقشعرار !

لم توقفه إلا ضحكة خبيثة تعفّن لها العظام ، وهالة شريرة لم يعهدها في هذه الأجيال ..

فيما ألفها .. وأبتسم بفتورٍ يلتفت صوبها .. لذات النفس السوداء النرجسية الغير مبالية .. والدته !

[ ليراسا ] .. من ورثت عنها لون العقيق الدموي .. ولكنها تميّزت باللجين في شعرها البراق

فبدا كما لو كان فضةً قد تم صياغتها في خصلاتٍ ثمينة فائقة الجمال !

أكملت ضحكات العفاريت الشيطانية مقربة يدها من فمها بغنجٍ شديد ، تجلس على صخرة

والمظلة الأنيقة المنتقاة خصيصاً كي تلائم ثوبها تحميها من الجو و مساوئه على الملابس والبشرة

تشير إليه .. يتجه إليها بنفس الإبتسامة الفاترة ثم ينحني .. يقبل كفها بإشتياقٍ ثم يردد بخبث

- كم كان لقياكِ حلماً وددت معاقرته كما جنّ من قبليّ المشتاقون .. يا والدتي !

غطرستها كان ما بدا في الإبتسامة المليئة بالغرور والكبرياء ، فيما بأنامها ترفع رأسه من ذقنه

ثم تقترب منه بهدوء .. فتقبله بسطحية على شفتيه كما لو كان طفلاً !

- [ هيرو ] .. عزيزي .. أضحيت رجلاً جذاباً ذا قوة .. فخر أنت ليّ ولوالدك !

إنحنى أكثر إحتراماً لها ، فيما تلذذت بخضوعه هذا .. فضحكت .. وترددت ضحكاتها في المعمورة وانحائها !

أشارت له بالوقوف كما التماثيل ففعل ، وإذ بها تقف وتدور حوله مقيمة ملابسه ومظهره

تبسّمت بشرٍ مطلق .. حمل في طياته رضاً عنه ، ثم عانقه من الخلف هامسة في إذنه

- وهل رأيت لهذا الديجور .. من جمال أكثر من الموت ؟

لمعت عيناه إضطراباً خفيا .. فيما إبتسم بإصطناعية مردداً

- ولم أجد للقمر من جمالٍ غير في الدجى يا أمي !

- أحسنت .. أحسنت يا جميليّ !






لم يتوقعا أن يأتي اليوم الذي يريانها فيه أمام ناظريهما .. معافاة سليمة من علّة !

تقف بنفس الهيبة السابقة ، بوجهٍ جامد .. بلا مشاعر محددة .. إلا أن عينيها مليئتان بالشوق إليهما

هي كانت طريحة الفراش حتى بضع ساعات .. ولكنها الآن .. كما الجياد في ميدان القتال ..

يدنو منها [ تشيتوسي ] مقبلاً يدها ، و [ جيراهيم ] بجانبه مبتسماً محييها ..

[ شيفانا ] التي خرّت يوماً من السلطة إلى الحضيض .. دون أن يعرفا سبباً أو مسبباً !

لكنها الآن بخير كما أملا ، تحتضنهما كليهما .. إبناها الوحيدان !

- والدتي .. هل حقاً تشعرين بخير ؟

تبّسمت له فاترةُ فتجيب بثقة لم تشبها شائبة

- وهل ترى إلى السقم فيّ من مكان ؟

يرد عليه شقيقه مرددً بكل كبرياء

- نحن نراكِ كما كنتِ .. في أعالي العلياء !

تصفيق لهذا المشهد قد على من جهة الباب ، فالتفتوا جميعاً وإذ به يقف بابتسام

[ ساتان ] للتو .. قد شاهد ما تمناه .. لفترة لم تكن حقاً بسيطة ولا قصيرة الفناء !

فجمودٌ في ملامحها قد بدا وإحترام قد حدا بها حتى إنحنت له محترمة .. زوجته الثانية

التي أختارها بنفسه دون الأخريات !

ولكنه أمسك بكفها فساعدها على الوقوف ، وإذا به يقبله ثم يردد بعينين تبوحان بالرضا

- أهلاً بعودتك [ شيفانا ] .. جميل أن أرى قائدة جيشي على أهبة الإستعداد

تبتسم له بجمال إبتسامة السوسن البريّ .. مرددة بنبرة قيادية هادئة وعميقة

- كم يسعدني أن اكون هنا حاضرة بين يديك .. [ ساتان ] .. فقد تقت لهذه العينين

يحيطها من خصرها مبتسماً بخبثٍ عظيم ، وأبناه قد ملأت السعادة قلبيهما دون أن يدري

- أتحاولين إغراء غرائز القتل لدي ؟ أم أن لديكِ مغزى آخر ؟

للحظات عيناها قد كانتا ميتتين ، كما حورية تغري الرجال فتغرقهم في حضيض الظلماء !

ولكنها فجأة أدركت المراد ، حينما أحاطت رقبته مبتسمة بخبثٍ أكيد

- أرغب بلقياها .. تلك التي باغتت الجحيم والموت فعادت كي تجلب السواد ! إبنتك التي واكبت ركاب والدها مكراً وحيلة !

ربما حبذ الفكرة .. وشعر بقليل من الحبور لرغبتها في أن تلقي بنفسها في غياهب المجهول مع [ آيـآمي ]

ولكنه في آن .. لم يعرف إن كان هذا ليروق للأخيرة نفسها .. فهي تفرّدت بنفسها

إنعزلت .. وكأنما لا تريد حياة بين الأحياء .. ولا ملاذاً يقيها عذاب السماوات !

لم يعد يفهمها .. إبنته التي كانت يوماً أقرب له من حبل الوريد .. !

إبتعد عن [ شيفانا ] .. ثم أشار للثلاثة بأن يتبعوه إلى البهو العظيم .. هناك حفلٌ عائلي كبير

أما الأخيرة .. فما عرفت أن الهلاك ضمان النجاة .. وقطران السخام هو جرمٌ من الفضاء !






بدسيسة الأرضِ تُمحى خطاياها إن اسيقظت على عرش الأسود

وما بد لها من إحلال مساءٍ مكره الفصول والحلول ، ولولا أن تعرف الجنون

لكانت ممن يحيمون في الأزقة الرطبة وفيهما مما لا يفقهون .. اموراً والغازاً تطرأ في العقل فيذوب

فياله من خيالٍ إضمّحل بسرابٍ على عينيها بغشاوة بيضاء فأمست كالعميان تنعق بسواد الغربان

فما كان في عقلها .. إلا خرابُ أبنية وحرائق غابات ، ضلال عاصٍ و قدّيس ضعيف الإيمان

وإذ براقصة على اللهب تصرخ مناجية السحاب .. أيا مطراً إنهمر وآتني بالخيرات

ولكن الخطايا كانت لها بملهى للحياة .. حيث تقترض اليوم قرضاً .. من الموت ذي المناجل السخام

ولها من الظلمة نصيبٌ وغيهب الأمور يصل للمحال .. فليتها للصمت حالت و ما حادثت الأموات !

كلها أمورٌ تدور في عقلها .. ولا تدرك في نفسها خجلاً من أن تنعت بالجنون و الغباء

فهي ليست معصومة عن الخطأ .. ولكونها شيطاناً .. فعلى الملاك أن يمحو الشيطان !

توقفت عن التفكير علّة في الطريق الذي تشعب إلى ثلاثة منزلقين على حافة سهلٍ شديد الإنحدار

فكيف أفضى المسير بها إلى هنا ، ومن أين أتت بخريطة العقل حتى تصل إلى مثواها هذا

باحثة عن حجرٍ النيرفانا الأول هي .. كرة بحجم قبضتين مجتمعتين بلمعة بنفسجٍ براق

وأول الأحجار .. هو هذا الذي يستدعي الأموات .. ويجعلهم أحياء ما دام في مكانه في ثبات

لذا ما أن تخلعه من المكان .. حتى يختفوا مجدداً كما لم يكونوا من البدايات .. !

- ألا اللعنة على الحظ أين يرمي بالذين نبذهم من الخلق !

لم تبدل ملابسها حتى .. بل جابت الطرقات بنفس الحال .. ملابس مشققة و الدماء

والكدمات على الجسد في كل مكان ..

تشعر بشيءٍ ما ينخر عظامها .. شعورٌ منحوس لفشلٍ ذريع قد تذوقه قريبا ..

إذ ان عينيها إنجبلتا حينما ظهر امامها يلبسها معطفاً طويلاً يسترها عن أعين الناس

كان قريباً جداً منها .. ذو العينين الفهديتّين الغامضتين ، ردد ببروده و الكبرياء الرنان

- اهكذا الأميرة تجوب الطرقات ؟ بملابس رثة لا تستسيغها الأبصار ؟

تنهدت مرتدية المعطف البيجي الطويل ، رجالياً لم تهتم لكونه إلا أن يستر الجلد عن الصرصر الفتاك

- اشكرك [ لوسيفر ] فلولاك لعدت من أرض الأموات متجمدة الدماء والأطراف

هو يعرف أنها لم تشعر حتى بهذا القرس الذي جعل أطرافها حمراء ، ولم تشعر حتى بإرتجاف جسدها

من بردٍ قاتل الآلاف !

- تكذبين [ آيـآمي رايفيندارك ] فما الذي حل لشعورك بالحياة ؟

لا تعلم كيف تجيب على سؤاله المخادع هذا ، هي شعرت بالبرد لكنها تجاهلته .. وربما .. فقط

أرادت أن تستلذ بالبردِ الذي سببه أحد التماثيل السبعة على هذه المنطقة بالذات !

من يعلم حقاً .. ما الذي تفكر فيه الفتاة ؟

- تبحثين عن الحجر الأول [ سيلاس ] ؟

- أجل

- مرافقاً لكِ سأكون في الطرقات

- ولما ؟

- لعلي فقط .. اريد أن أرى مقدار العناء .. الذي ستتكبدينه كي تصليّ للجواب !

- متغطرس بطبعٍ رنان .. كما كانت تقول كل الكلمات !

- ربما .. أكون ممن ذاق سخرية هذه الكلمات .. ولكني محوتها .. ومحوت قائلها في لحظات !

إبتسامة جانبية متعالية عىل شفاهها ظهرت ، فيما سارت برفقته مكملة الطريق لحيث الحجر الأول ..

وتتمنى أن تنهي عملها .. قبل أن يعود كل ميتٍ إلى هذا الزمان !







عرفا بعودة الاموات .. ولم يعرفا هل الغبطة هي ما شعرا به .. أم نذير سوءٍ يحمله القدر ؟

هما مترددان فيما يتعلق بمن سببوا بقتلهم .. لا يعرفان .. هل يريدان لقياهم مجدداً ؟

[ أمدوسياس ] يقف مقابلاً لقبر والده كما يفعل [ آندراس ] على الجانب الآخر من المقبرة

كلاهما .. لا يتمنيان عودة هذين الرجلين .. يخجلان من النظر في أعينهما !

هما الإثنين .. لا يزال لهما أمهات .. لكنهنّ تبرأن من فلذات أكبادهم وتركوهنّ في الطرقات ..

تبادلا نظرات الإعياء ، ثم إبتسم [ آندراس ] بتمثيل ليرمي نفسه على التراب

- تباً ألنا في هذه الحياة مكان ؟ نحن نبذنا وها نحن نشعر كما سابق الأوقات !

ركله [ أمدوسياس ] على معدته بقوةٍ كادت تفجر الأحشاء ، فأجابه ببرودٍ ناطقاً الكلمات

- وهل هذا يهم ؟ لدينا الآن [ آيـآمي – ساما ] التي رضيت بنا كما نحن مجنونان ، ألا يكفيك هذا يا مصمم ابشع الملابس والموضات ؟

تفّجر رفيقه بالضحك للحظات ولكنه سرعان ما وقف يشهق بإرتياب

- هل اهنت تصاميمي للتو يا عديم الذوق والأبصار ؟! ملابسي لهي فنٌ ما تجده في أي مكان !

- لا تحال إقناعي ، أنت عديم الخبرة والموهبة

- تدمرني .. على الدوام كما تفعل بموهبة التمثيل !

- وما الذي سأقوله .. يا عديم المواهب والأقوال !

- تباً لك [ آمدو – يان ] من ماحقٍ للسعادة !

تفجرا بالضحكِ بعدها يشمتان بالعدو في عقليهما ، وفي جوفهما رغبة – حتى وإن كانت ضئيلة – بأن يعود

والداهما إلى الحياة .. فلربما أرادا .. دفئاً فقداه منذ نعومة الأقدام !

فاجئهما [ آيريس ] بقدومه بباقة الأزهار وقد سمع الحديث وما اعجبه على الأطلاق ..

- أتقولان ان الموتى عادوا للحياة ؟ سحقاً فأنا لا اريد ذلك على الإطلاق

تعجبا ، فلما لا يرغب بأن تعود والدته إلى قربه ؟ هل جنّ أو شيئاً من هذا القبيل ؟

- لما تقول ذلك [ آيريس – يان ] ؟ ألا تريك والدتك مرة أخرى ؟

هو يعلم أنه يريدها .. لكنه لا يريدها أن تحيا مجدداً .. فإن اختفت مجدداً .. سيجنّ لا محال

- أريدها .. حية في ذاكرتي وحسب يا صديقي !

- هكذا إذن ..

ثم رفع رأسه صوب السماء ، متمنياً أن لا تعود إلى الحياة .. وردد متشائماً

- إبقي في نومك حبيسة الموت وحسب .. ففقدانكِ مرة أعيى قلبي و صمّ روحي !

إقترب منه [ امدوسياس ] مربتاً على كتفه ومسترسلاً بالقول

- الموتى على الموت باقون .. وإن عادوا لهم مفارقون !

إبتسم بألمٍ على مقولته الشنعاء ، ثم أردف موافقاً بجفاء

- اجل اعلم ، وهذا ما يشّد الألم على الروح قبل الجسد !

ثلاثهم لا يريدون للميت أن يعود للحياة ، كما يريدونه وبشوق أن يعود فيملأ المكان بعبق رائحته الغنّاء

ولكنهم .. يخشون مرارة الفقدان مرة أخرى .. ويحقّ لهم أن يشعروا بهكذا شعور !






و ها قد وجدا المفتاح لحيثُ يقبع الحجر في الخفاء ، كانت تعرف أنها لن تجد الحجر نفسه

ولكنها عرفت أيضاً أن الطريق لإيجاده يكمن في تدمير المفتاح .. الذي تشّكل على هيئة عملاق محاط بإعصار

كان ضخماً .. عتيّاً ، وبلا عقل ، كما لو كان دمية يحوطها الإعصار المدمر .. عليهما تدميره

كيّ يحصلا على الحجر .. فهو الحاميّ الأول .. كما للأحجار الستة الباقية حماة آخرون !

تغيّر شكلها لحاصدِ أرواحٍ كما المرة السابقة ، ثم نظرت إلى [ لوسيفر ] ففهم أن عليه البقاء ساكناً

فرقعت بأصابعها ، ثم قفزت بقوة في الهواء متوجهة إلى العملاق الضخم

مدّ إحدى يديه محاولاً تدميرها إلا أنها راوغته ، وبمنجلها الضخمِ سببت له جرحاً عميقاً في صدره

إهتاج الإعصار المحيط به ودمر ما حولهم من المظاهر الطبيعية ،

وكي لا يحدث هذا مجدداً أحاطته بسورٍ ضخمٍ من الأحجار العملاقة ، ثم توجهت ناحيته مجدداً

رافعة يديها للسماء فتلبدت بالغيوم المطيرة السوداء ، وبحركة واحدة صعقت العملاق بعدة صعقات رعدية

ولكنه لا يزال عازماً على البقاء فالموت له ليس بخيار متاح !

أخفت منجلها ، وبقيت طافية في الهواء للحظات ، ثم فردت يديها كما النسور تفرد أجنحتها

ضوءٌ سرعان ما ظهر تحت قدميّ العملاق ، مشكلاً دائرة احاطته ولم يستطع منها الفرار

فتكونت مربعات صغيرة على إمتداد الضوءِ على جحم العملاق ، وفي ثوان تقطّعت أطرافه

وترامت في الأرجاء ، إلا أنه لا يزال على قيد الحياة ، فأظهرت المنجل مجدداً وقطعت رأسه بضربة واحدة

ثم تبقى الإعصار الهائج ، لم يختفي بزوال حياة العملاق ، إلا أن [ لوسيفر ] ما كان ليتركها

تحضى بكل المتعة

ففرقع بإصبعيه وأختفى الإعصار خلال لحظات ، ربما غضب قليلاً لعصيانه أوامرها

ولكن لا بأس مادامت الأمور بخير ، توجهت صوب اشلاء العملاق وعلى صدره وقفت

فتحت بالمنجل فتحة فيه ثم ادخلت يدها لتلامس قلبه ، أغمضت عينيها وشاهدت أين يقبع الحجر

ففتحتهما .. وقد إشتّد الأمر صعوبة الآن !

- إذن .. هل عرفتي مكانه ؟!

- أجل .. وربما الأمر حقاً بغريب

- ولما ؟

- هو في جوف شخصٍ ما عرفته قبل الآن

- جيد إذن يمكن إنهاء الأمر بسرعة

- ربما .. ولكن هذا لا يفرحني أبدا !

ثم نزلت بجواره وعادت هيئتها العادية ، اومأت برأسها ففهم وأختفيا بسرعة خاطفة !







ضاقت عينا [ شيفانا ] ترمق الموجودين في البهو بلا إكتراث ..

متذكرة أسم كل واحدة من ضراتها .. زوجات [ ساتان ] الأخريات !

فهاهي [ إيستليث ] مع إبنيها [ آراشي ] و [ كاريو ]

و تلك [ ليراسا ] مع [ هيرو ]

و اقل واحدة كانت تحبها .. [ شارون ] مع [ كازو ] و [ دانتاليون ] !

زفرت وهي لا تطيق الإزدحام ، ترمق [ ساتان ] بكثير من الإنزعاج .. تبسم لها ببراءة كالأطفال

مدعياً أن كل شيءٍ بخير !

فيما فتح باب البهو بقوة مرعبة أوقفت شعر الجميع ، ودخلت من خلفه إمرأة تصرخ بالوعيد

- [ ساتان ] !!!! ستنال محاضرة طويلة عن إحترام الزوجات ! يا عديم الأخلاق !!

إتسعت عينا المعني بشكلٍ مضحك يراها تجّر [ ساسكي ] من رقبته على الأرض كالحيوان

القته بقوة والأختناق بادٍ عليه .. مسكين مات حياً كالأموات !

ثم وقف أمامه .. تشير بسبابتها إليه و تقول منفعلة

- اهكذا تعامل زوجتك يا [ ساتان ] ؟ تقول لها كلماتٍ قاسية وهي تموت ؟ أين مشاعرك أيها العاشق الولهان ؟ اذهبت بموتي ؟ عليك أن تقدرني أكثر فأنا من جلب إبنتك إلى الحياة !! أم نسيت ذلك ؟ ودعني لا أنسى .. ما تلك الأخلاق الرديئة التي تملكها ؟! أتحاول جلطي ؟ مسكينة [ آيـآكا ] التي عانت معك المرّ طوال قرون ! كيف تحملتك أنا لا أعلم .. كذلك عليك أن تعلم ..

صمتت حينما أدركت الصمت الغريب ، وملامح [ ساتان ] المفجوعة من المحاضرة الغير مفهومة

إلتفتت .. وتعصببت قطرات العرق منها حينما لمعت أعين أبناء [ ساتان ] بالوعيد والنية النقية لقتلها

إحتمت بظهره ورددت بغباء

- [ ساتان ] .. ربما عليك .. أن تهدأ هذه الضواري الوحشية

أغمض الملك عينيه للحظاتٍ مفكراً ، و [ إيستليث ] تضحك بهدوء على الحال

ثم إلتفت بسرعة لـ [ مارينا ] وقال ببرود مضحك

- ربما عليّ أن أترك الضواري تمزق لحمك يا عزيزتي !

- انت تمزح !!

- ماذا ؟!

إشتعلت النيران حول جسدها من الغضب ، ثم نظرت للأبناء السبعة وقالت بويل

- إن إقترب احدكم .. فلا أضمن ألا يجرح والدكم بسببكم !

تصّلب وجه [ ساتان ] مبتسماً ، فيما هدأ الأبناء السبعة وتلألأ الجو من حولهم ..

- ما الذي تقولينه [ مارينا ] ؟ نحن ما كنا لنؤذيكِ !

- أجل أجل .. أنتِ عزيزة على قلوبنا

- صدقتكم .. منافقون !

إقتربت [ شيفانا ] منها وهي تضحك مردفة

- لم تتغيري [ مارينا ] نشيطة كالعادة !

حالما أدركت وجودها حتى عانقتها بقوةٍ كبيرة صارخة

- [ شيفانا ] أنظري لنفسك ! أنتِ بخير !

- اجل أنا بخير !

- هذا رائع ! تبدين فائقة الجمال كذلك .. يااه مرت فترة طويلة !

- يعجبني هذا النشاط فيكِ !

للحظات شعر [ كازو ] بأن برداً قد نخر عظامه فارتعش متعجباً

ولكنه إلتفت .. ففوجئ بـ [ ساسكي ] يرمقه بنظراتٍ حادة !

ظهر عرق الغضب على وجهه وامسك بياقة ملابسه بقوة جاراً إياه مردداً

- ماذا ماذا ؟ الأميبا ؟ ظننت تحولت إلى مومياء أو زومبي قبيح

ظهر عرق الغضب على وجه الآخر فغرس أظافره الطويلة في رقبة [ كازو ] معقباً

- اووه القرد الراقص ما هذا القبح الذي وصلت إليه ؟

- هه انا أبقى أوسم منك يا اميبا !

- ومن قال ذلك ؟ مجرد قرد لا أدري إن كان في شعرك قملٌ حتى !

- اووه إذن دع القمل في رأسي يأكل دماغك .. لعلك تصبح ذكياً !

- أتحاول السخرية أيها الساذج ؟

- بل أقول عنك حقائق أيها القبيح !

- افٌ منك !

- أفٌ منك أنت !

- غبي

- أحمق

- قرد

- اميبا

- هه لا تحاول .. فليس لك فرصة للحصول على قلبها !

- حصلت عليه وعلى ما هو أكثر أيها الأحمق !

- ما الذي تقصده ؟

- لا أدري .. فكر قليلاً !

صمت [ ساسكي ] لوهلة مفكراً بعمق .. حتى واتته فكرة مجنونة شهق عليها بقوة صارخاً

- ايها الحقير لا تقل لي.. !!!

- اجل اجل احسنت ! هل رأيت ؟ فزت بقلبها بسرعة !!

- لعين .. سأقتلك !!

- [ آيـآمي ] صغيرتي الحلوة دعيني أعانقكِ !!

أرتمت [ مارينا ] تعانق [ آيـآمي ] فتوقف الإثنان عن القتال ككلاب ضالة .. والتفتا إليها

فشاهدا [ لوسيفر ] واقفاً بجانبها .. ولا يعلمان .. لما شعرا برغبة بالإتحاد وقتله !

- إنظري لنفسك ! أصبحتِ اجمل من السابق ! فتاتي الرائعة !

- أمي .. ليس هذا وقت الغزل !

- لا بل هو الوقت المناسب .. دعيني أرى وجهكِ الجميل !

- امي .. أنا مشغولة ..

- لا يهم لا يهم .. هي مرة واحدة سأراكِ فيها ولا ادري إن كنت بعائدةٍ حتى !

- ....

عانقها بحنانٍ كبير .. [ مارينا ] التي لم تستطع أن تقضي الكثير من الوقت ابداً مع إبنتها

[ آيـآمي ] التي ما عرفت حنان الأم .. لم تشعر برغبة في نيله الآن .. بعد كل ما حدث !

ركزت بناظريها على زوجات [ ساتان ] الأربع .. وإلى [ شيفانا ] بالذات ..

أبعدت [ مارينا ] عنها ثم إقتربت منها .. مرددة

- يا وعاء حجر [ سيلاس ] هلا قدمته لي الآن ؟

صُدم الجميع .. فيما إبتسمت [ شيفانا ] معقبة

- سأعطيكِ إياه .. إن أجبتي على السؤال التالي ..

- وما هو

- أترين في حقيقة قاتلة برداً على جبين الآسر المدمر ؟









خصلاتٌ كبحرٍ أزرق غاضبٍ بغيوم رمادية غرقت في عينيه بنفسجٌ ضوئيٌ كالبياض ، برباريةٌ كانت أعلى قائدٍ للجيش ، مرعبة فإن نطق أسمها تراجع الأعداء ، وحشيةٌ في القتل ما عرفت رحمةً قط ، ولكنها أحبت .. وقلّت حوشيتها !




صهباءٌ بعينيّن كحجرٍ كريمٍ نادر ، أجمل نساء [ ساتان ] ، ضعيفة الجسد ، قوية في إستخدام السحر الأسود ! لطيفةٌ ولكنها إن غدت صارمة لأنتهت صورتها الحسناء وحشا !




هي التي احبت بشرياً فماتت لذلك ، بشعرٍ كالأزهار وعينيّ السماء النقية
لا قوى مميزة تملكها .. سوى عيني بإمكانهما أن تسحرا الناظر إليهما وتسيطرا على عقله سيطرة كلية !




الأكثر خبثاً والأكثر شرّاً وسوداوية !
بشعر اللجين المذاب في عقيقٍ أحمر توسط عينيها ..
أكثر نساء [ ساتان ] تغطرساً .. وغرورا !
هي التي تحكّمت في الظلام فورث أبنها قوتها أضعافا ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes