WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثاني عشر : ( هذه حقيقتك ، مسخٌ أنت ولا تبالي ! )






,,

لم اجد ما اصبو إليه

ولم أفهم حتى الان نفسي

فما أنا طليقٌ في هذه البراري

ولا أسيرُ حربٍ مسبي كالإماءِ

تساؤلاتي تدور في حلقاتٍ مغلقة .. أسير لحظةٍ متكررة

لتلك الآهات أغني متشوقاً .. أيا أحلامِ كوني ولا تكوني

فيا نفسٌ إليك أنا راهطةٌ .. بأمور عجز عن فهمها الإنسان

وعقلٌ خاوٍ من إجوبة مكحلة العيونِ تراقصت على وجداني

لستُ أليفاً ككلبٍ ما أن يجوع يأتيك لاهثاً

ولستٌ ضارياً يأكل لحم الإنسان ..

أنا يّ صاحبي ملاكٌ منكل مصنوعٌ من عظمة شيطانِ

فهلاّ فتحت القفص وتركتني .. لحال نفسي أرثي وانتعيّ

فلستُ بحال الدّر آبه مرتبكاً ولست بمهومٍ لحال الإنسان

ربما أجدك يوماً ومعي .. سكينٌ فتقتل وجداني

أنا يّ صاحبي مخلوقٌ مهجّنُ .. لستُ بجن و لا بإنسان !
‘‘


[ عالم الشياطين ]

[ قرية بالناليس ] [ الوقت الحالي ]

تنهد زافراً عبق الغبار المتراكم في رئتيه ، و أنزعج من غمامِ السماء أمام ناظريه

فهذا المكان .. لم يتغير .. وإن لم يمضِ على موته الكثير ، متوقعاً الكثير من فواجع ولكنه لم يجدها

فلربما من التوقعات قد أكثر ، و نسيّ أنها ليست بالمتسرع في تنفيذِ الخطط !

على صخرةٍ كبيرة جلس مفكراً ، هل لرؤيتها يذهب أم منتظراً الزوال يجلس ؟

هو يعلم ، ان من الأفضل ألا يراها ، ولولا الشوق المتحّرق داخله لما تحير في قراره هذا

حكّ رأسه مصدراً أصوات الإنزعاج بغطرسةٍ ما يجب ان تكون للأموات

فردد ممتعضاً على مضض

- أول ما ستفعله هو ضربي بفأسٍ صارخة .. مت أيها الزومبي اللعين ! هذه وراثة الأوتشيها

لم يعجبه التخيل الذي ضرب رأسه متخيلاً إياها تقطعه بفأسٍ لغرض التأكد من عودته

إرتعشت أوصاله ، وشعر بالبرد .. لا يريد أن يذوق الموت على يديها بتلك الطريقة الوحشية

ولم يكن يدرك ، عينين تراقبانه من بعيد .. على سذاجته تضحكان ، وتدمعان ضحكاً صامتاً

فلربما .. أصيب بجلطةٍ ما بعدها عودة حينما حطت يدان باردتان على عينيه فأضحمّلت الرؤية في عينيه

لم يتحرك .. خاشياً أن الزومبي حقاً .. أتوا لتحويله !

- نياهاهاهاهاها كالعادة الأوتشيها الكبيرة تفوز !

- مارينا !!

تركته فالتفت متفاجئاً لوجودها ، تقف شامخة بعينين شامتتين بوضعه المرثيّ له ..

فلا توقع للقياها قد مرّ بخاطره ، ولا فكرة لعودتها كذلك قد راودته !

- ما الذي تفعلينه هنا ؟!

- ماذا ؟ ماذا ؟ أتظن أنك افضل مني أيها الغرّ ؟!

- لم افهم

- عدت .. انا كذلك اعود ، مساومة عادلة !

ضحك عليها ، رغم ان لا شيء يضحك في الموضوع ، فهو لمح بعضاً منها في امها

أما الواقفة ، فلم تدرك حقاً ما يرميّ إليه الفتى الشتوي أمامها ، فما كان من بدٍ غير

جرّ أذنه بقوةٍ كادت تقتلعها من مكانها ، [ ساسكي ] ينال العقوباتِ دون أن يدرك السبب !

- أعتقد بأن صغيرتي عادت للمشاكل ، كالعادة !!

- صغيرة ؟ لا عجب في كونها بلا مشاعر وإهانة كهذه تسري في آذانها

حصل على ضربة قوية ورماً في رأسه احدثت ، أمتطى عقله قليلاً يفكرُ بالمضي صوب القصر ..

كما كانت [ مارينا ] تفكر متأنية ، .. فلربما إستطاعت أن تلقي بمحاضرة على مسامع [ ساتان ]

عن كيفية الإحترام .. و تقدير الزوجات !

إلا أن هناك ما أزعجهما في العالم الذي إضمحّلت شمساه في أوج الصباح ..

فلما سحبٌ غمام سوداء تسيطر على السماء مانعة الضوء من الوصول ؟

و تماثيل سبعة شامخة بين الأرض والسماء وكلٌ منها بجوهِ منفرد

- هل تظنين بأنها تنوي خيراً ؟

صوت غبي أصدرته [ مارينا ] ناظرة لـ [ ساسكي ] بسخرية تامة فأجابته

- وهل نوت خيراً في حياتها ؟ بالطبع لا أيها الأحمق !

شعر بالحرج من أسلوبها في معاملته ، فهو ليس طفلاً .. عاش مئة عام كالعجائز وحسب !

- تلك الطفلة ، تحتاج حنان الأم .. مسكينة صغيرتي !

بدأ يخاف منها ، هذه المرأة التي ترى في ذلك الوحشِ الكاسرِ طفلة ، فكيف بالله يقتنع بهذا ؟

- أظن أن عليكِ العودة إلى قبركِ بهدوء أيتها الشمطاء ، فأنتِ تخدعين الموت كثيراً

- ماذا ماذا ؟ يقولها الأحمق العاشق الذي يخوض معركة للفوز بلمحة لصغيرتي !

- عجوز

- احمق

- خرقاء

- اميبا !!

- تففف !

- هيه هيه

لكن [ ساسكي ] إلتفت ، إلى تلك التماثيل المنيفة ، وفي داخله الكثير

مما لا يحمد عقباه !







بلبلة في صدورهم جميعاً ، وجللٌ واضحٌ أختفى في مقلهم المليئة بالتعثّر والتساؤل

و شعورٌ غير مألوف ، غريبٌ حُوشي مريب ! فلما .. طاقة في حياتهم لم يعرفوها .. تتدفق من غرفة أبيهم ؟

وبينهم أحمر العينين يشكٌ بالمؤامرة ، وأنها بعنجهيتها قد فعلت أمراً ما !

أمراً .. لا يطاق ولا يغض البصر عنه هذه المرة !!

فيمسك بقبضة الباب ، يمنعه الأشقر بعينين حادتين مردداً

- لا أعتقد أن دخول غرفة والدي هكذا سيعجبه .. [ كازو ] !

وكأنما الواقف أمامه لم يكن موجوداً حتى ، تجاهل عبارته وأدار القبضة حتى أوقفه صوتها

- أوافق [ باندورا ] على هذا ، وقاحةٌ هذه يا [ كازو ]

إلتفت إليها الجميع ، غاضبين حانقين يرغبون بتحطيم عظامها ، فلا شكّ أن لها يداً فيما جرى هنا !

صرخ بها [ باندورا ] مزمجراً

- ما الذي فعلتيه ؟! ما هو الشر الذي جلبتيه هذه المرة ؟!

لم تجبه ، إكتفت بالصمت حتى تقدم [ آراشي ] منها يجرّها من ياقتها مردداً ببرود

- [ آيـآمي ] لا تجبرينا على فعل ما لا نريده ، فقط إعترفي بجرمك !!

تنهدت ، ثم أغمضت عينيها تسأل مماطلة

- ولما تظنون بأني قد فعلتُ شيئاً .. لوالدي ؟!

عيون الجميع إحتّدت بشكلٍ مرعب ، فيزيل [ كازو ] يد [ آراشي ] منها ثم يعقب بنبرة مرعبة

- ربما لأن التماثيل الأسطورية لا تظهر إلا حينما ينام والدي .. وهذا مستحيل دون الخنجر !

- إذن طعن نفسه !

- مستحيل ! والدي أخفى الخنجر بعيداً .. ولن ينام دون أن يخبرنا !

- لذا إتهمتموني ؟

- بل نحن واثقون !

للحظاتٍ صمتت ، وهي تشعر أن الأمر بدأ يؤول لخطرٍ محدق على كل خطتها الطويلة

لن تضع كل شيءٍ على المحك لكيّ تخفي ما حدث على إخوتها .. ستتحمل العواقب مهما كانت !

ولكن هذا لم يكن بشعورِ إخوتها الواقفين بحقدٍ واضح في أعينهم ، هذه ليست المرة الأولى التي

ينتظرون إليها بهذه الطريقة .. أجل هذه نفس الأعين التي كانت ترمقها كرهاً ونبذاً في صغرها

وقف [ كازو ] أمامها ، إبتسم بشيطانية ممسكاً بذقنها وممرراً إبهامه على شفاهها ..

فيما لعق شفتيه في نفس الوقت ، والشرار الأحمر زيّن عينيه العقيقيتين بإضمحلالٍ أكيد

- أخبريني يا صغيرة ، أي نوعٍ من الجرم إرتكبتِ !

لا تدري لما شعرت بالإختناق فجأة .. وكأنما قربه هذا حوطّها بسلاسل الجحيم مرة أخرى !

وضع يده على خصرها مقرباً إياها منه ، كما تتسع إبتسامته الشيطانية .. مريداً سفك دمائها ..

- أدخلوا للغرفة وستعرفون !

لمعت عيناه ، إبتعد عنها وأتجه صوب الباب يردد

- كما ترغبين !

وحينما كاد يفتح الباب وإذ به يفتح تلقائياً ، ومن رحم الظلمة يخرج [ ساتان ] بهيبته أمامهم !

كل الحدقات تنظر إليه بصدمة حتى هي ! فلم تكن تتوقع إستيقاظه بهذه السرعة

جفل [ كازو ] عدة مرات ، حتى أنحنى كما فعل إخوته السبعة خلفه ، فقال قلقاً

- كنت متوجلاً عليك يا والدي ، ظننا أن مكروها أصابك !

ضاقت عينا [ ساتان ] بشكلٍ مخيف ، وهالته السوداء تحيط به من كل الجهات مردداً

- مكروه ؟ هل تحاول السخرية مني ؟ من تظنني [ كازو ] ؟ هل تظنني طفلاً مثلك ؟

إرتعشت أوصاله ، إنحنى أكثر ثم إعتذر نادماً

- لم أقصد إهانتك يا والدي ، فقط ..

- لا داعي للتبريرات ، لتولي الأدبار الآن ! لستُ في مزاجٍ لك

حوّل ناظيه إليها ، يرمقها ببرودٍ شديد ، ظهر أمامها فجأة فاتسعت حدقتاها وهي تستمع لكلماته

- وأنتِ .. لدينا حديثٌ خاص لنجريه !

حملها بين يديه ، بعينين باردتين من الطرفين ، وإلى غرفته أدخلها وأقفل الباب خلفه

ذعر الأخوة .. وعرفوا أنها لن تخرج سليمة .. مهما كانت تهمتها !





إلى جوفِ العتمة أخذها ، وإلى مصيرٍ مجهولٍ هو يحدثها ،

لا تفهم نظراته هذه .. إليها تنظر .. وإليها لا تنظر .. وكأنما عقلها هنا وليس هنا !

هي موجودة بين يديه .. ولكنها غير موجودة .. هي حرّة .. لكنها سجينة عذاب عينيه ..

هذا البريق الأحمر لطالمها أخافها .. هو مختلفٌ عن بريق عينيها .. والدها مختلف عنها !

شسع الإختلاف قد أفهمها .. أن لا مجال لها كي تصل لمنزلته .. مستحيل !

دلّك رقبته يقف أمام المرآة فترى إنعكاس وجهه الذي لم يقابلها .. لم تعجبها القسمات الغاضبة

فعقاب الذي أمامها .. أشد من جحيمٍ بالنسبة لها ، ولكن البرود هي تظهر مطمئنة .. تعرف

أن لا مهرب لها من حكاية تقّصها على مسامعه فتنتهي نهاية المأساة من رماد الأشباح !

إذ به يلتفت إليها ، دون أن يتحدث للحظات .. فيبدأ النقاش بنبرة قيادية

- هل وصلتي لما تبغينه ؟

بداية سيئة .. مباشرةً إلى صلبٍ الموضوع ! .. أعقبت بعد ثوانٍ

- ما زلتُ في ربع الطريق .. لا مجال لتقرير الوصول من عدمه

أغمض عينيه مرتاباً ، ثم أشار إليها فاقتربت منه طواعية ، أمسك بخصلاتِ شعرها ثم نطق

- لا تزالين تخشينها .. المياه ؟

- لما تسأل ..

- ليس لسببٍ محدد

نفساً عميقاً أخذه ببطئٍ غير مألوف ، يبعد ناظريه عنها تارة ويعيدها تارةُ أخرى

حتى قرر أن يبعث السؤال للحياة

- فقط أخبريني .. ما الذي ترمين إليه ؟

ضاقت عيناها ثم قطبت حاجبيها فابتعدت بضعة أقدامٍ عنه .. أعطته ظهرها تجيب

- ما أزال غير قادرة على البوح ، الأمر ليس سهلاً لقوله

- أنا أرى ..

تلوّن خصلات شعره إلى الأسود وإضمحلال الزرقة في الإحمرار فاجئها ..

والطاقة الظلامية المهلكة تتدفق مطيرة شعره في كافة الأرجاء من الغضب !

ينطق صارخاً بتأنيبٍ حاد

- نائماً كوني لا يهم ، فأنا أعلم .. أنكِ إتخذتي هيئة حاصد أرواح .. هل تريدين التفسير ؟

لم تتوقع أن يصل به الأمر لمعرفة هذا ، للقول كيف يريدها أن تبدأ ؟!

ولكنه لم ينتظر .. فأمسك بهى فهوى بها على الأرضِ بقوةٍ حطمتها ، فأكمل صراخه بغضبٍ أقوى

- الطريقة الوحيدة كي تمتلكي قدرة حاصديّ الأرواح هي بأكل قلب واحدٍ منهم !!

لم تكن تدرك الألم .. تفتقد الشعور الذي يرافق الصدمة التي أصابتها الآن !

- هذا هو الأمر الوحيد الذي لن اغفره !! كيف تأكلين قلب حاصد أرواح .. [ آيـآمي ] ؟!!!

حتى وإن أرادت الكلام فالكلمات لن تخرج ما دام هو يخنقها بقبضته الفولاذية

ولكنه قرر عدم الإستماع هذه المرة ، لن يغفر لها هذا التهور الذي قد يودي بحياتها !

- كنت لأتجاهل واقع كونكِ قد قمتي بطعني ! ولكنيّ لن اتجاهل هذا بعد الآن !

لم تفهم قصده ، لحين إختفى بها وظهر أمام بركة ضخمة من المياه بالغة العمق ..

الخوف .. عاد ليتملكها حالما شاهدت إسوداد المياه العميقة .. فلأي هاوية هذه الأعماق تقود ؟

رماها على الأرض بالقرب من المياه .. تراجعت قليلاً .. ولكنه سلخ الرحمة من كيانه فأمسك بها من رأسها

غرّقها في المياه وهي تناضل كي تخرج ، أخرج رأسها لثوانٍ وأعاد إغراقها مرة أخرى ..

وهكذا إستمر بهِ الحال لأكثر من خمس عشر دقيقة .. وفي كل مرة .. تفقد هي الشعور بالحياة في عروقها

هذا الخوف الكبير من المياه ، الرجفة الساكنة ، الألم الذي نسيته مذ أن عهدت الجحيم ..

كل شيءٍ بدا مألوفاً للحظات .. كل هذه الذكريات .. عن نفسها تغرق في بحرٍ بارد ولا أحد ينقذها

تعلم .. أن تشاؤمها عائدٌ لا محال ، فهذه المياه تهلكها .. عقلياً ، نفسياً وجسدياً !

تركها للحظات لتلتقط أنفاسها وقد تبللت بالكامل بالمياه ، ولكنه ما زال غير راضٍ عن هذا ..

ساعدها على الوقوف .. امسك بعضديها بقوة وإقترب منها يهمس بشيطانية وبرود

- هل تعلمين .. معنى الخوف ؟

لم تدرك الأمر إلا متأخرة ، حينما قيدها بأغلال في يديها وقديمها .. ودفعها من صدرها بقوة نحو المياه

إرتطام جسدها بالسطح كان بطيئاً جداً في ناظريها ، إنغمارها بالمياه .. وصوت تدفقه عبر إذنيها

تلك الأصوات المجلجلة كالثعابين ، وصورته المكسورة عبر نفس المياه .. كان مرعباً !

إسودت عيناها وهي نحو الأعماقِ تغرق بغير مقاومة ، كانت مشلولة و عيناها على إنبلاج شديد

تراه .. ينظر إليها .. وهي تغرق .. المياه تتدفق إلى رئتيها فتخنقها .. ولكنه لا يساعدها ..

لا يمد يد العون لها .. ولم تظهر شرارة الخوف عليها في عينيه .. هي تتلاشى .. كما السراب

والمياه بضغطها على أضلاعها تتحارب .. الجاذبية التي تشعر بها تقيدها .. فتأسرها كما الأسرى

تقودها .. إلى الهلاك .. لحيث يجب أن يرقد كل مخطيءٍ مذنب .. قاع البحرِ المظلم

وعيها بدأت تفقد ، فارتخى جسدها بإستسلامٍ للنهاية .. بكل قطرة خوفٍ كانت يوماً مفتاحاً لها

وكما تغمض عينيها ببطئ .. تراه أمامها ، يمسكها ويعانقها في أعمق نقطة في المياه

يسحبها نحو السطح .. نحو الضوء في نهاية النفق .. يمددها على الأرض

تشعر وكأنما هو يناديها ولكنها لا تسمع .. تشعر بشيءٍ ما يلامس شفتيها .. هواء إلى رئتيها يدخل

- ما الذي يفعله .. هذا العجوز ؟

في قريرتها تتسائل ، ووالدها تنفساً إصطناعياً يعطيها ، حتى إستفاقت فجأة تسعل المياه من رئتيها

ولكن على التنفسِ لم تقدر ، وكأنما المياه لا تزال تخنقها مرة أخرى !

فما كان منه غير إلتحام شفتيه مع شفتيها ، و الهواء يعطيها ويده على أضلاعها تشفيها

بضوءٍ أزرق قد جعلها تخرج كل المياه من جوفها دفعة واحدة ..

ترتجف كالقطط ، وعيناها بلا مشاعر في بريقهما الخافت ، حملها مرة أخرى بين يديه

وأختفى .. ليظهر في البهو العظيم أمام إخوتها .. الذي فجعوا بالمنظر الذي كانت عليه

وضعها على الأرض .. وجه ناظريه إلى [ كازو ] ثم قال

- خذها للزنازين تحت الأرض ، و احبسها هناك .. لحينِ آمرك بإخراجها

- والدي .. هذا ..

- نفذ ما أقوله !!!!

- حاضر !

حملها متوجساً من الحال التي هي عليه ، ولهاثها الثقيل آلمه ، جحوظ عينيها جعله غريباً في ناظريها

وإلى أسفل القصر اخذها ، إلى زنازين الأبدية وضعها في جوفها ..

ثم تركها .. لحين هبط الليل .. متسسلاً بخيوط ضوءٍ فضية !








- جلبت لنا عيداً جميلاً .. تلك المسترجلة .. لا تكف عن نقض أوامري !

بهيئته المضغوطة يطير في نواحي قلعتها هذا التنين النرجسيّ !

يبحث عنها .. يريد تبريراً لعدم سؤالها عنه .. يكاد يبكي من إنفطارِ قلبه الدامي

- اللعنة عليها .. أنا .. انا .. بكلِ جمالي .. يتم رمييّ جانباً .. ككلبٍ أصابه الجرب !!

قالها يبكي بحرقة ، حتى أرغم نفسه على التوقف وصرخ متوعداً إياها

- سأسلخ اللحم عن عظمك وآكلك مشوية مبهرة أيها اللعينة !!

توقف للحظات .. يرمق الواقفة أمامه .. بكل فجيعة حصلت له في دنياه ..

والأخيرة .. بلعابٍ متلهفٍ لأكله ترمقه بعينين لامعتين .. تردد مسحورة بطعمه الخيالي

- الدجاجة السمينة ريوميني .. اهذا أنت ؟

شهق وكأنما هذه نهاية حياته ، راح يطيرُ بسرعة جنونية وهو يصرخ مرعوباً

- لاااااااااااا .. إنها [ ليليث ] ... أسوأ كوابيسي عاد للحياة ... كلااااااااااااااااا

لم تتوقف دموعه عن الإنهمار .. وهي تلاحقه بسكين مخصصة لذبح الخراف !

تصرخ متحمسة قائلة

- توقف [ ريوميني ] .. يا دجاجتي السمينة المبهرة اللذيذة !

- إبتعدي عني يا مختلة العقل والضمير ! فبأي عينين أنا دجاجة

- بعينيّ أنا يا عزيزي .. تعال لأبهرك واطبخك على نارٍ حامية !

- كلااااااااااااااااااااا

في كل مكانٍ هو يطير باحثاً عن الأمان .. فارتطم به أخيراً فأمسكه بيديه الباردتين

رفع رأسه ناظراً .. [ لوسيفر ] للإنقاذ قد جاء !

بكى دموع السعادة يعانقه بكل ما اوتي من قوة ، يحتمي من شرّ [ ليليث ] الشمطاء

- [ لوسيفر ] .. عزيزي .. كنت أعلم أنك لن تتخلى عني .. الرابطة بيننا أقوى من ذلك !

للحظات جاب صداعٌ رأس الأخير ، يحاول أن يعرف المخلوق الذي يفخر برابطة بينهما لم يفقها

ولكنه لم يهتم لمعرفة – أو تذكر – من يكون فنطق ببرود

- من تكون أنت ؟

تحجّر .. تألم صدره .. وكأنما ملايين السيوف إخترقته .. فكيف .. لم يتعرف إلى جماله الأخاذ ؟!

- تباً لك يا لعين !! هذا أنا .. [ ريو ] .. سيدك وتاج رأسك يا حقير !!!

[ ليليث ] وقفت بعيداً بقدمين ترتجفان تحسّراً .. فهي لن تقدر على تناول [ ريو ] ما دام ذاك الأحمق هنا

أمال [ لوسيفر ] رأسه .. أغمض عينيه ثم قال

- [ ريو ] .. أعتقد بأني أكلت حيواناً بهذا الأسم من قبل !!

صرخ المعني حتى تقطعت حباله الصوتية ، أجابه غاضباً

- انت لم تأكلني ! انا كتلة الجمال و اللطافة لستُ قابلاً للأكل ! فطعمي لا يليق إلا بالملوك الوسيمين

- [ ريوميني ] ..

- ماذا ؟

- أنت الدجاجة السمينة الخاصة بـ [ ليليث ]

- [ لوسيفر ] .. نحن .. اصدقاء .. أليس .. كذلك ؟!

امسك به بقوة جبارة كادت تعصره كالفواكه ، إلى صوب [ ليليث ] نظر ثم إستطرد ببرود

- هذا دجاجتك فتناوليه ، لا تصدري أصواتاً مقززة وانتي تذبحينه وتسلخين الجلد عن لحمه

تلألأ الجو من حولها بشهية مفتوحة ، سال لعابها وهزت رأسها تردد

- كما تريد !

تقدمت منه بعينين شيطانيتين تعقب

- سأكون لطيفة في سلخك .. عزيزتي .. [ ريوميني ]

- لـ - لا .. توقفي .. أنـ - انا .. مخلوق لـ - لطيف ..

تذكر الفهدّي شيئاً فـ [ ليليث ] أوقفها عن مهمة الذبح !

إحتدّت عيناه الفهديتان مردداً بجدية

- [ ريو ] .. هناك أمرٌ أريد أن انقاشك فيه !

تحول التنين بدروه للوضع الجدي .. غير مرحب بكلماتٍ تبدو كحدِ السيف في كينونتها

- ماذا ؟ هل حصل امرٌ ما ؟!

- اجل .. [ آيـآمي رايفيندارك ] .. هي ما حصل !

- ماذا ؟!!

- تعال معي !

أخذه إلى غرفة بعيدة عن باقي الغرف ، تمركز على كرسيٍ بالقرب من منضدة فوقها شمعدانٌ مضيء

و التنين على هيئة البشر ظهر ، يجلس قبالته يريد معرفة ما يدور في عقله ..

هذا الشيطان .. الذي فاق كل الشياطين دهاءً في الحروب .. من كان يضع خططاً أسقطت عوالم تحت سيطرته

جمع يديه مع بعضهما فبدأ الحديث بقوله

- حررّ ما في سريرتك [ لوسيفر ] !

زفر الأخير ، أغمض عينيه مكتفاً يديه وواضعاً قدماً على الأخرى .. ثم بدأ !

- لابد وأنك رأيت التماثيل السبعة الأسطورية ..

- اجل

- ما رأيك في هذا ؟

- تعني ظهورها ؟ لم احبذه .. فذكر النيرفانا يؤرقني !

صمت [ لوسيفر ] للحظات .. ثم أكمل بإنزعاجٍ واضح

- من أجل إظهارها ، [ آيـآمي رايفيندارك ] طعنت والدها ووضعته في نومٍ مدته ساعة ! ثم ظهرت بهيئة حاصدي الأرواح أمامنا تحت الصدمة التي اعترتنا .. بعدما أظهرت تلك التماثيل .. إختفت وعادت لحيث مكان الجريمة ..

- كما يقولون .. المجرم يعود لمسرح الجريمة دائماً ..

- اجل .. ولكن .. هنا يمكن الأمر الغريب ..

- فسّر الأمر بلغة يفهمها العاقلون ..

- هي تعلم .. انه يعلم !

- ماذا ؟

- هي ليست غبية ، لابد وأنها ادركت بأن [ ساتان – ساما ] يعرف بظهورها على تلك الهيئة ، فنومه ليس أمراً سيمنعه من معرفة ما يجري !

- إذن ؟

- لما عادت للقصر إذن ؟ لما سلّمت نفسها لوالدها ؟ لابد وأنه عاقبها لانه لن يسامح من يقتل آخر للحصول على قلبه من اجل القوة ..

- لا تقل لي ...

إبتسم الفهديّ بقهرٍ عظيمٍ يشدُ على يديه مردداً

- اللعينة خططت لكل شيء ! عودتها من الجحيم اللعينة ، إعادتنا ، إظهار التماثيل ، وضع والدها في النوم ، نيلها العقاب ، وضعها في زنازين القصر .. كل شيء !

وقف [ ريو ] غاضباً يردد بإمتعاض

- أتحاول إخباري بإنها تعمدت أن تكون في السجن ؟ وأن تنال جرعة من الألم ؟ لما ؟

- هذا .. لم اعرفه بعد .. ولكنها خططت لكل شيء .. كما لو كانت تعلم بكل حركة سيقوم بها كلٌ منها .. قبل ان تحدث !

طأطأ [ ريو ] رأسه ، ويده على جبينه ترتكز .. صداعٌ ألمّ به فجلس على الكرسيّ مترنحاً

- تلك الفتاة .. ما الذي تريده حقاً ؟!

- من يدري ..




دجى الديجور لم يستضيء إلا بضوءٍ خافت من قمرٍ تسلل من بين فتحات الزنازين

فأحتّل الغيبهان ما حول الحياة فمحاها ، ولم يبقى إلا جسدٌ مستند على الجدار جالس

بعينين مغلقتين وسط السكون ، البرد والعذاب البارد في نجومٍ لم تظهر للحياة

كالدمى الفرنسية هي ، تفتح عينيها الحمراوات البراقات بهدوء ، تبتسم كالشياطين

وتغني .. تهويدة وسط الظلام الذي أسر كل وجدانها دفعة واحدة ، أغنية قديمة جداً ..

[ The white spirit will never return ..

the angel won't know peace

my shadow please forgive me

I'm my own demon

I'm the monster who would flee

but my oath made me stay

my sinister key won't open my door

the prison i'm locked in

has been betrayed by darkness

my black dirty light

take this pain to my pride

return the life of me

take my breath then flee ]

[ الروح البيضاء لن تعود مجدداً

الملاك لن يعرف السلام ..

يا ظلي إغفر لي .. إني أنا شيطاني

أنا الوحش الذي سيهرب ..

ولكن عهده أرغمه على البقاء

مفتاحي الشرير لن يفتح الباب

السجن الذي حبست فيه ..

قد تم خيانته من قبل الظلمة

يا ضوئي الأسود القذر

خذ ألمي هذا لكبريائي

أعد حياتي ..

خذ نفسي وبعدها إهرب ]

تتحرك بخفة مضطربة كمن تعلقّت بهم خيوط صانعيهم ومحركيّ حياتهم

تنظر للقمر من النافذة الموصدة بقضبان حديدية ، وكلما تعمّقت في النظر والغناء ..

كلما إزداد إحمرار عينيها .. لحين توقفت عن الغناء .. صمتت .. واتستعت إبتسامتها

- أغرقني في المياه .. هه !

لم تتمالك نفسها .. وتفجرت بضحكات جوهرية شيطانية ، هزّت كيان الزنزانة بأكملها

صدحت ضحكاتها المجنونة الهستيرية في كافة أنحاء القصر ، فتجمّدت عروق من سمعها ..

وقيد الناس لمصرعهم الأخير .. نحو مشرعة الضياع !

توقفت عن الضحك رغم أن إبتسامتها لم تزل ، وقفت تترنح كالثمالى وعيناها منبجلتان بقصوى

- ها ها ها ها ها ها .. سيميّ .. كونديسرو .. دايتريّ .. موسيرو .. تيتاريس .. تيمبفو .. كيسارا .. ميخسافريم .. سيشرو .. نيكا .. توندارسافريم .. هيلهايري .. ميسترو .. فيساثود !

لحنتّها على شاكلة تهويدة ، وقعت على ركبتيها متعمدة وهي تعود للضحك الجنوني مراراً تردد

- أغرقني .. أغرقني الرجل .. يظنني خائفة .. لم أعهد خوف المياه منذ سنوات ... !

عادت تترنح جالسة وعيناها تلظيان أكثر بالإحمرار الدموي .. تكمل غنائها قائلة

- الوالد قد فُقد اليوم .. هلّموا يا اطفال .. ودعوه كما يدفنوه .. هو لن يتحدث الآن .. سلام .. سلام .. سلام .. مات فاستحق العذاب .. وداعاً .. وداعاً .. يا كارثة الزمان .. الوالد قد مات الآن .. تينينيني .. هممم هممم هممم همهم .. ودعوه .. ودعوه .. كما يفقد المكان .. لن يسير بعد الآن في الطرقات .. ميت هو بلا أي مجال .. كي يتوب عما فات ... خطيئة بهيئة إنسان .. الوالد قد ذهب الآن .. لن يبتسم لكم كما في الأحلام .. ودعوه ودعوه ودعوه .. لن يعود لهذه الحياة !

- تشيبي – شان .. !

توقفت تتسع عيناها أكثر كالمجانين ، عبست بنفس إتساع العينين .. نحو القضبان إتجهت

ثم سرعان ما لبثت تضحك مجدداً كالمخابيل تلطم برأسها على القضبان حتى نزف بعنف

- آ .. را .. شي .. !

- ما الذي تفعلينه ؟!

- هذه عبارتي يا عزيزي .. لما أتيت ؟

صمت للحظات .. نظر للأرض بعيون الكهرمان ثم إقترب منها يخرج منديلاً من جيبه ويمسح الدماء

- لا أعلم ما أقول .. فقط .. لم أرتح لكونكِ هنا .. يا صغيرة

- أتحاول أن تكون ما لا تكونه ؟

لا يعلم .. لما تكلمه بهذه الطريقة .. لما عيناها متسعتان كالمجانين .. ؟

- ما الذي تحاولين الوصول إليه ؟

- هذه العبارة لك .. أخي

شدّ على شفتيه فوقف يلتفت ويردد بغضبٍ هز القليل من كيانها

- كل ما أردته أن اتأكد بأن مرض الجنون لن ينتقل لك .. ولكنيّ تأخرت !

إختفى من أمامها .. تعجبت منه للحظات ، ضحكت بشيطانية .. ثم عادت للغناء مجدداً !






هو يكره الغيوم السوداء .. يكره عبير المطر قبيل هطوله .. يكره ما يذكره بالموت ..

الظلماء في عينه مهرب .. ولكنها تغدو دار عذاب من كان يرى قوى جبارةً حوله ..

فلا يدرك .. إن كانت نفسه ستسوغ له أن يخرج في ريحٍ دوامية تنذر بعاصفة شنيعة ،

ولكن قلبه يخبره أن عليه رؤيتهما .. أولئك الغبيان عاشقيّ تعذيب الذات ،

فانصاع السنجاب لهواجسه ، وخرج رغم كرهه للأجواء العاصفة تاركاً خلفه كثيراً من التساؤلات

بجدية لم يرها الناس عليه من قبل ، ووجهٌ حمل قسماتٍ خالفت طبيعته الطيبة اللطيفة !

إذ بالرعب تجسد في وجهه ، وقد ظهر الجانب الآخر منه .. الجانب الذي يقال عنه بحق .. شيطان !

سابق الريح راكضاً والبرق من حوله يتكون لسرعته ، حتى توقف مخلفاً حروقاً على الطريق

دلف للقصرِ بسرعة ، يحاول البحث عنه أولاً .. لعله يحصل على بعضِ الإجابات .. لعطشه

وجده مستنداً على الجدار مكتف اليدين غاضب ، فوقف أمامه يردد بجمود

- [ كازو ] ما العلة التي حدثت الآن ؟!

عيونه الحادة رمت [ آيريس ] بسهام خفية من الكره المؤقت .. فأغمض عينيه يجيب بنفس الطريقة

- الصغيرة وما غيرها .. تحل المصائب أينما حطّت هي !

ضاقت عيناه لتحتدا كالأفاعي ، وضع أصابعه على ذقنه مفكراً

- [ آيـآمي ] إذن .. لم لستُ متفاجئاً .. أين هي الآن ؟

أشار البتار بإصبعه للأرض ثم إسترسل

- في زنازين القصر تحت الأرض ! حبسها والدي

- [ ساتان – ساما ] قد فعل ؟!!

- أجل .. إكتشفت بإنها تمتلك قدرة حاصديّ الأرواح .. لأنها تناولت قلب أحدهم

- هذا .. مستحيل !

- كما يبدو .. ليس مستحيلاً !

شبك يديه على فمه وجلس على الأرضِ مفكراً ، هو مكروبٌ اليوم ولا يدري لما ..

الآخر فقط رمقه بالعيون الحادة بصمت ، مفكراً بكيفية إخراجها أولاً .. ومعاقبتها لاحقاً !

- سأذهب لرؤيتها !

قالها [ آيريس ] بهيبة غير معتادة ، يقف خالعاً نظارته الطبية وواضعاً إياها في جيبه !

- هل أنت واثق ؟

- أجل !

يغمض [ كازو ] عينيه موافقاً .. فهو لا يريد الحديث معها الآن !

ينزل الآخر .. الدرجات الألف المؤدية للزنازين التي تقبع عميقاً تحت الأرض .. حيث البرودة والظلمة

حالما وصل يجدها هادئة .. كالدمى المجوفة .. جالسة على الأرض الحجرية .. تنظر بعيون حمراء براقه له

يجلس أمام القضبان الحديدية ويمسك بها رغم برودتها ، فتزداد الحمرة في عينيها

- راودني نذير شؤم .. وأنا لستُ بكاهن فأعلم ما يقصده

أمالت رأسها قليلاً .. تنتظر منه إكمال حديثه

- وأنتِ هنا .. محبوسة كالشياطين التي فقدت رشدها !

- ربما لأني فقدت رشدي ..

- لا اعتقد ذلك .. انتِ تزيفين الأمر ..

- حقاً ؟ لما تظن ذلك ؟

- لأنكِ ..

- ماذا ؟

- هادئة جداً الآن !

رفعت أحد حاجبيها ساخرةً من إجابته ، تقدمت قليلاً إليه ووضعت يدها على يده الممسكة بالقضبان

إتسعت عيناه صدمة من برودة يديها .. وكأنما هي ميتة .. شبحٌ يسير في اروقة المرضى !

- سوف تمرضين هكذا !!

- لن أمرض [ آيريس ] .. فمن فقد الألم لا يمرض !

- ماذا ؟

- أنا لا ازيف جنوني الآن .. هي مجرد نوبات .. مجرد أضغاث أحلام !

- [ آيـآمي ] ..

- لا تقلق عليّ .. سأكون بخير .. أما أنت فاحرص على نفسك جيداً !

ضاقت عيناه ألماً لحالها ، صديقته أمامه ولا يستطيع فعل شيءٍ لمساعدتها !!

- أنا صديقٌ فاشل !

- ربما تكون كذلك

- هه

- ولكن فشلك .. في تقدير نفسك وحسب !

- [ آيـآمي ] !!

تأثر بعبارتها .. هي لا تنعته بالفاشل .. بل فاشل في أن يعرف قدر نفسه وحسب !

- هل تريد نهاية لهذه الحياة ؟

- هاه ؟

- هل تريد أن يطغى الظلام ؟ أن تختفي الضحكات ؟

- بالطبع لا !!

- إذن .. يا عزيزي .. لا تحاول إنقاذي .. سأخرج حالما تغطي الغيوم القمرين الكاملين !

أجل .. ما تعجب منه قد خرج من فاهها للتو ! فكيف للغيوم السوداء أن تغطي الشمسين .. وأن لا تغطي القمرين ؟

وكأنما القمران يخترقان وجدان الغيوم فلا يريان لها من أهمية في هذا الليل !

- ومتى سيغطى القمران ؟

- بعد ساعتين

- وكيف تعلمين ؟

- أعلم .. وحسب !

عادت لتختبئ بين الظلال ، ولم تتحدث معه رغم محاولاته الكثيرة لفعل ذلك ،

فتركها .. وعاد لأعلى القصر .. محملاً بهواجس أكثر .. وتساؤلات أكثر من سابقاتها !





لا يعلمان كيف وقعا في هذه الورطة الكبيرة ، أن يكونا أمام [ ساتان ] وكأنهما مجرمان !

كما يجلسُ هو على عرشه بإمبراطوريته ، يحدق فيهما ببرود الأموات

- إذن .. أخبراني بعلاقتكما بإبنتي !

لما هما ؟! لما لم يسأل الآخرين عن علاقتهم بها .. كيف يدرك الإختلاف في الإرتباط بها هكذا

- تحاولان التملص بالصمت ؟

- كلا .. [ ساتان – ساما ] .. ولكن

- ماذا ؟

- من الصعب الشرح !

- هل هذا صحيح .. [ مايكل ] ؟

صامتٌ هو الأشقر ذي العينين الحنونتين ، إبتسم بحنانٍ لم يعكس نظرات عينيه المرعبتين واجاب

- ربما الأسرار خلقت كي تبقى أسرار [ ساتان – دونو ] لا داعي لمعرفة ما لا يفيد ولا يضر

- بل يضرني !

- ماذا ؟

- يضرني أن أشعر بطاقة شبيهة بطاقتي إبنتي لدى إثنين لا يمدان لها بصلة واضحة !

زفر [ آلبيرت ] متألماً .. فصحته لم تكن بخير منذ أن خرجت تلك التماثيل على ارض الحياة !

[ ساتان ] لم يطاوعه قلبه أن يترك الأول بهذا الألم .. فأشار له بالتقدم إليه

حالما فعل [ آلبيرت ] هذا حتى أمسك [ ساتان ] بيده وعضها ، مدها للأول فشرب من دمه الكثير

حالما شعر بالتحسن إبتعد ، وعادت نظرات [ ساتان ] للجمود وعدم المبالاة ، إتكأ برأسه على يده ثم تابع

- تحيرانني .. بالأخص أنت [ مايكل ] .. ملاك وليس بشيطان .. ما الذي جلب ملاكاً لأرض الشياطين ؟

إتسعت إبتسامته ثم أجاب

- أنا لم أكن في أعالي سماوات الملائكة حتى آتي إلى هنا !

- أتعني بأن حياتك بدأت في هذا العالم ؟

- أجل

- وكيف ؟

- إسأل [ آيـآمي – تينشي ] عن هذا

- لما لا تريدان الإجابة ؟

- فقط .. نحن مأموران .. ولا نريد كسر الأوامر

- لا بأس إذن .. اغربا عن وجهي !

إنحنيا له ، ثم خرجا من البهو العظيم دون أن ينبس لهما [ ساتان ] ببنت شفة !

أخرج لفحة هواء حارة من رئتيه ، ووقف خارجاً من البهو .. لكن منظراً من النافذة إستوقفه ..

حينما شاهد الغيوم .. تغطي القمرين الكاملين .. وكأنما .. لم يعد للقمران أهمية الظهور الآن !

إتسعت عيناه .. وشعر .. أن عليه تحريرها .. لم يدرك السبب .. ولكن تحريرها واجبٌ الآن !

خفق قلبه ، خفقانه آلم صدره .. كان أسرع وأقوى من كل مرة ..

هو يعرف هذا الشعور وقد ألفه لمراتٍ قبل هذا .. ولكنه لم يتوقع أن يعود مرة أخرى

- [ آكليس ] إذن .. بدأت الأوراق تتضح !

فرقع بإصبعيه ، لتفتح زنزانتها وتخرج منها وتتحطم الأصفاد .. تنهدت وقد تغيرت قسماتها تماماً !






بعدما إرتقت الدرجات الألف جابت رده القصر .. بلا وجهةٍ محددة ،

بدت كمن يريد فقط تذكر ملامح القصر .. لآخر مرة .. وكأنما هي تودعه .. سترحل قريباً .. هذا ما تشعر به

ولم تكن تتوقع أن تلقاه في طريقها .. يقف منتظراً إياها بإبتسامة الشياطين الخبيثة !

خفق قلبها .. ألمٌ عاد يعتصرها ولكنها لم تشعر سوى بوخزاته ..

يقترب منها بخطواتٍ قصيرة .. ليمسك بها من خصرها بكلتا يديه .. ويرخي رأسه على كتفها

- الصغيرة خرقت الكثير من القوانين .. تحتاجين للعقاب !

أغمضت عينيها ببرود .. تنعي عقابه في كلمات أطلقتها

- وكيف تنوي أن تعاقبني ؟

إتسعت إبتسامته مع صوتٍ ساخر يفصح عنه

- ربما إراقة الدماء ستفيد .. كذلك ..

- كذلك ماذا ؟

- أنا قد قررت ..

- ماذا ؟

- الليلة سأمتلكك .. قلباً وقالباً !

إتسعت عيناها .. تشعر به يغرز أنيابه في رقبتها .. يمتص الدماء من عروقها !
أكمح رأسه فتلاقت عيونها مع عيونه الدموية .. للحظات تم سحبهما لعالمٍ آخر
لم يرد التفريط .. إلتحمت شفتاه مع شفتيها بحرارة ..


و دون أن تشعر .. سحبها إلى غرفته .. حيث عذبها .. بتحطيم عظامها .. لساعات !

بعدما إنتهى العذاب .. الذي إستمّر لأكثر من 4 ساعات .. خرجت من الغرفة ..

تملؤها الدماء ، الجروح ، الكدمات ، ملابسٌ مشققة و قدماها ترتجفان بضعف ..

هو حقاً قد عذبها .. بأنواع العذاب الذي لم تجربه إلا في الجحيم .. هو قد ملكها ..

ترتجف بقوة .. لا تعلم لم هي بهذا الضعف الآن .. ولكن آخر من آرادت ان يرى .. كان واقفاً أمامها

مصدوماً بالحال التي آلت إليها .. فمن بحقِ الجحيم سيعذبها بهذه الطريقة ؟

[ ساتان ] .. لم يكن يرى سوى دماء متحركة .. لم يستطع أن يلمح إبنته .. وسط كل تلك الجروح والكدمات !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes