WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الرابع عشر : ( تلاشى ، ولا تقلق عمّن خلفتهم خلفك ! )






,,

أطفئ الأضواء كما أمشي بعيداً عنك

أوقف الضوضاء لأن لا احد يسمع أقاويلك

قفّ ثابتاً على الأرض التي اوقعتك مراراً

لا تدع دموعك تسقط أمامهم .. هم اللائمون

لا يمكنك العثور على موطئ قدمك بعد الآن

قد فقدت طريقك حينما ذهبت أنا عن هذه الحياة

ولكن إنتبه ، لا تدع الأفاعي الزاحفة تمزقك إرباً

أمسك بيدي لأني أحتضر الآن !

لما لا يمكنك أن تسمع المطر يتحدث بصوتٍ عالِ ؟

هل يمكنك أن تصدق بأني بهذا العمى في الضياء ؟

لا تستمع إليهم ، لا تتحدث لقديسيهم !

فلو كان بإمكاني أن احتضنك كما السابق

فستبقى بين يديّ إلى الأبد

ولكنيّ غير قادرة على الحراك ، الشلل قد طغى و تكلل بالخسران

فوداعاً يا من كان لي عدواً واحبنّي

و نسياناً لمن كان حبيباً كرهني !
‘‘


- أترين في حقيقة قاتلة برداً على جبين الآسر المدمر ؟

طُرح السؤال وأنهالت التساؤلات ، منهم ممن سمعه لم يفقه إلى مدى ترمي إليه البربارية

و آخرون صمتوا معلنين أن إرادتها من هذا السؤال كانت حتمية !

تخفي ورائها ما كان فائضاً من خيال عالم الشياطين ، فلربما ما كانت لتعرف أن الإجابة مناقضة لمرادها !

فأغمضت العائدة من اصقاع الجحيم عينيها ، تكتّف يديها بتمعنٍ في السؤال

وللحظات إنتابتها رجفةٌ غريبة ، غير إعتيادية الحصول عند التفكير .. فذهبت بعقلها بعيداً

بعيداً جداً عن السؤال .. ففكرت بأمورٍ عدة وسط صمت الأشباح !

ممن إنتظر إجابتها قد تعجب ، فلأي مدى سيطول الصمت على شفتيها ؟

ولكنها فجأة إبتسمت بجحدٍ للسؤال معلنة بكلماتها عمّا دار في عقلها من الإجابات

- لا أعتقد أن الجميع فقه معنى السؤال ، وإلى أي حدٍ ترمين به من المنال ، لهذا دعيني أفسره لهم كي لا أكون الوحيدة التي تتبين حقيقة السراب ، لن يعرف أحدٌ القصد إلا من قرأ كتاب والدي " المفتاح " والذي يتحدث عن قبيلة قديمة تدعى بـ " الأسَرَةِ المدمرين " ، قبيلة كانت تتفنن بأساليب التعذيب وتعبد نفسها مقدسة قطرات العرق الساقطة من الجبين ، فعرقهم لم يكن إعتياداً بل كان حاراً يحرق وجوهمم فيشوهها للحضيض ، وما كان السبيل ليشعروا بالبرد عوضاً عن الحر إلا أن تقال لهم كذبة .. وتكون هذه الكذبة حقيقة عندهم فيصدقونها ويبرد الجبين فيرتاحون ضلالا ! ولكنهم فقدوا في أحد العصور .. لم يعرف أحدٌ كيف .. ولكن المذنب البريئ هنا يعرف بالتأكيد

تلألأ الجو ببراء حول المعني ، وابتسم يجمع يديه متسائلاً عن الفاعل

- اووه يا ترى من يكون ؟

لم يحب الجميع – عدا [ ساسكي ] – ذلك الجو المتلألأ حول [ ساتان ] الذي ادعى البراءة للتو ..

إتسعت الإبتسامة على ملامح [ شيفانا ] التي لم تكن تتوقع التفسير قبل إجابة السؤال !

فبدأت تنظر بحدة لها .. تلك التي تختفي خلف الظلال ..

منتظرة أن تجيب .. ويالها من إجابة ستشفي غليلها .. المتوقد برغبة في معرفة أغوار هذه الفتاة ..

فحالما تحركت الشفتان ملعنتين عن تحقيق المراد إشتعلت عيناها بلهيب التوق والحماس

- لذا فالإجابة تكون ببساطة يا عزيزتي ..

قُطع الكلام وتوقفت المتحدثة بالبيان متسعة العينين مترنحة بألمٍ لم يعرفه أيٌ منهم

وإذ بها تسعل دماً قانياً على غدر من الزمن ، شهقت الزوجات فيما توتر الأخوان

وهم يرونها تتراجع للخلف بسرعة ، والجلد على يديها ووجها أخذ بالذوبان بسرعة مهيبة

وحينما تحاول الفرار ، فتحة جبارة تحت قدميها تظهر ، فتتسلل منها سلاسل نارية تقد رسغيها

تنظر إلى الأسفل .. لتلك الفوهة التي ظهرت من العدم لتبتلعها مجدداً للجحيم !

ترى النيران .. العذاب .. و تسمع الصرخات والأنّات ..

آيادٍ تمتد إليها خارجة من الفوهة .. محروقة مشوهة منكلة ! وجوهٌ غاشمة سوداء متفحمة ..

تصرخ حناجرهم بأصوات مقرقعة متقطعة .. ترجو النجاة والعذاب من نيران قاتلة !

تتقلص عضلاتها وتشّدُ على الأعصاب في داخل جوفها ، ودون ان تعلم وضعت يديها على حلقها

وإذ بها تصرخ بعذابٍ لم يره أحدٌ عليها قبلاً !

وكما الجميع متنصمون من الصدمة يضع [ ساتان ] يديه على خلف رقبتها ،

وبالأخرى أغلق الفوهة ، فيدفع بها من رقبتها إلى حجره معانقاً إياها ، وعيناه لم تقل إتساعاً عن الآخرين

عُجب حاله ، من تنفسٍ سريع وإرتجافٍ مهول بادٍ على جسده وهو يدفعها أكثر إلى حضنه

فللحظات .. كانت قد تركته مرة اخرى .. ما كان ليتحمل .. ما كان ليسمح لها بالذهابِ هذه المرة

- صغيرتي .. ما افادكِ العواء قبلاً ! لذا إحتمي بي وانسي هذا العالم للحظة !

وحينما تستيقظ [ مارينا ] من الصدمة تهرع إليها .. تمسح على رأسها بدموعٍ متجمعة في عينيها

و [ آيـآمي ] نفسها فقدت بريق الزرق العينين ، فدفعت بوالدها برفق .. مخلفة الصمت

وأختفت دون سابق إنذار .. بفجيعة على مرأى الجميع .. و تساؤلاتٌ أخرى .. كانت على حافة الأنين !




أكثرُ من ساعةٍ مرت .. على ما حدث وأختفائها مجدداً .. [ ساتان ] قد جنّ تماماً
فانطلق الأخوة الثمانية للبحثِ عنها وإعادتها إلى القصر بأسرعِ ما يمكنهم !
و لكنه كان يعلم .. أن لا مكان ستختفي فيه غير الظلام الذي عاهدها على الحب الأزلي ..
لذا أتى لها .. لظلامها الذي تجسّد على شاكلة قلعةٍ سوداء فاجرة .. مُحاطة بالهلاك و نعيق الغربان
[ باندورا ] بهدوءٍ حمل من الخبث ما لا يهان ، يسير في الأروقة بهدوء .. باحثاً عنها
هو لن يأخذها لوالده كما أُمر .. هه فمتى كان هو ممن ينفذ الأمر من السبات ؟
لذا عكف على البحث أولاً والتفكير لاحقاً .. فلا فائدة من خطة تكسرها الأنياب الساحقة للقدر !
يتوقف قليلاً .. يترنح مفكراً فيجيب نفسه بالسلوى والعزاء
- مختلفة هي التي تختفي في الظلال ، أين تكون من هذا الغثيان ؟ اعتقد أن لها مخبأ الحرباء فلا تعرف من الجدار حتى !
أجابته ضحكة شامتةٌ على اصقاع الأرض ، يعرفها كما يعرف نفسه التي فقدها من قبل
فيلتفت إليها بوجهٍ متكدرٍ خامل .. فيراها ببياض شعرها تضحك ساخرةُ عليه
- ماذا [ باندورا ] ؟ هل وجدت في الضياع حلاً لمشاكل عقلك الأزلية ؟
كان يعلم أنها تكرهه من الصميم .. ولا تحمل حتى ذرة من الحب له كما كان قبل سنين
فابتسم بخبثه الذي لاطالما اخفاه في قفصٍ حصين ، متقدماً منها رافعاً الذقن الجميل
يقترب منها بعينين ترسلان الشرار الأحمر للوعيد ، مردداً بإبتسامة أرعبتها كما الخوف من الفقيد
- هذا يا [ ليليث ] عضال لا تشفينه بغبائك ، ولا مرض أحوله الى سخافتك فأنساه ، أنا مختلف .. متغير على مرّ الدهر .. وإن أردت .. لمحقتك من الوجود كما فعلت بالكثير .. وإستهزائك هذا .. مجرد وخزة إبرة لم تجرحني حتى !
هي مساوية له في القوة وتعلم .. لكن أقوى إن إستخدمها .. تلك الروح اللعينة الراقدة داخله !
فحتى لو لم يستطع أن يسيطر عليها .. فلازال بإمكانه الحصول على قوة داعمة منها ..
لذا فهي هالكة إن إستمرت بالسخرية .. ممكن كان والد إبنها التي قتلته بيديها !!
دفعها بقوةٍ بيده فتراجعت متألمة من أثر الدفعة على صدرها ، و أبتسامته البريئة تعتلي ثغره محدثاً إياها
- مرت فترة [ ليليث ] .. لا تزالين جميلة كما عهدتك .. ما رأيك ، أترغبين بقضاء بعض الوقت الممتع معي ؟
أي شيطان هذا ؟! أي وسوسة يحاول الوصول إليها ؟ ألم يهددها للتو بالقتل ؟!
فما باله من بسمة لطيفة يتبعها بكلامٍ معسول كي يقذفها في ضلالة تنتهي بمتعة له وحسب ؟
ولكنها لم تقدر على الحراك أو الكلام .. وهو يقترب منها وأبتسامته لم تعد تحمل معنى الوئام
فالشر واضحٌ فيها .. وبعينين مغلقتين كذلك .. كان مرعباً .. والشلل من جسدها تسبب به فقط
بحركة واحدة من الإبهام
وصل إليها .. فأمسك بها من عضديها ضاغطاً بقوة قاتلة ، يدنو منها .. مريداً قرباً مثيراً للإشمئزاز
اغمضت عينيها .. والدموع قد تجمعت في محجريها .. وفي داخلها نادته لعله ينتشلها من هذا
- أخي [ دايفاس ] ..
ولتحقق المراد شروط .. ولكن هذا التحقق ما كان بمشروط .. حينما أصابت [ باندورا ] لكمة من المجهول
دفعته بعيداً .. فيقف مجفوعاً بغباء معهود ، [ دايفاس ] أمامه يقف والغضب احاطه بهالة اللاعنين
فكيف يجرؤ أمثاله .. على وضع أيديهم عليها .. أخته الصغيرة ؟
- [ باندورا ] لأي جحيم تريدني أن ارسلك ؟ لستُ بتاركٍ أناقتي .. إلا لقتلك !
الملامح البلهاء على وجهِ الأخير لم تتغير .. إلا بتلألأ غريب في الجو حوله ..
وهو يردد بأريحية قصوى فحوى كلامٍ خارجٍ عن الوضع المكروب
- [ دايفاس ] عزيزي .. ماذا ماذا ؟ أتريد إفنائي لمملكة الحضيض ؟
تغيرت عيناه .. [ دايفاس ] الذي ما شعر بغضبٍ كهذا مذ أمدٍ بعيد ..
تفاجئ [ باندورا ] بالضرب الذي حصل عليه .. إنهال عليه تبريحاً بضربٍ حطّم كل أضلاعه
والألم على محياه ظهر مرات .. واختفى لمراتٍ أخرى .. و [ ليليث ] تشجع ببلاهة على قتله !
إستغرقه الأمر أكثر من ثلاث ساعات .. يعذبه تعذيباً حتى إمتلأت الغرفة بدمائه وبعض الأعضاء
بتر له إحدى يديه ، وكسر الأخرى فاقئاً يمين عينيه ، ما استوقفه كان منظراً منكراً ..
أمر ما كان ينتمي .. لهذا الجو ولا الموقف !
حينما عبّر [ ماهوتي ] .. من عند الباب المشرع على الناظرين .. وبيده يحمل [ تشيتوسي ]
من رقبته دامي الجسد والعينين .. للحظاتٍ أغرقه الخوف ممن علاه منزلة في القصر الملكي
فتوقف .. محترماً حضوره حتى إن لم يهتم له هو .. حينها تذكر .. ان امراً مهماً فاته
من بين طيات ملابسه وردة حمراء أخرجها ، ناطقاً بأناقة و نرجسية بحتة
- لشدة جمال أساليبي التعذيبية نسيت الأناقة .. يالي من فتنة تسير على قدمين .. دعني أضع الوردة عليك يا عزيزي
فوضع الوردة حقاً .. وخرج من الغرفة يمسح الدماء عن وجه بمنديل أبيض مزخرف
و [ ليليث ] جانباً تبتعد كلما أتيحت لها الفرصة .. عن شقيقها المجنون المريض !




لم يكن في مزاجٍ يسمح له بتقبل أي كلمة يقولها هو بالذات .. الأبن الأحمق الذي تعدى الحدود
فهو أمرهم قبل ساعاتٍ بالبحث عنه وما أتى ذلك بنفعٍ حتى الآن !
ولكنه عصى الأوامر وظهر أمامه .. غير مدركٍ أن في جوف والده رغبة ملحة بقتله !!
لكنه عارضها .. حتى لا ينسى أن له أولوياتٌ في هذا اليوم بالذات
[ كازو ] يقف أمام والده .. بتوترٍ يعرف مصدره وسببه ، لكنه لا يريد أن يفقه شدته
منحياً على ركبته .. مطأطأً رأسه .. فلابد وانه سيلقى عذاباً بيديّ والده ..
[ ساتان ] من ناحية أخرى يريد تلقينه العذاب .. وعوضاً عن إستخدام القوة العضلية التي
لا يحبذها في تعليم الدروس ..
سيستخدم قدراته .. التي ما وقف منها أبنائه قبلاً إلا بعد شهور عدة !
أشار لإبنه بالوقوف .. ففعل ! يدنو منه بوجهٍ هادئ وعينين حادتين صارخين بصمتٍ مهيب
وقف [ كازو ] إلى وجه والده ينظر مرتقباً .. الآتي من العذاب المحقق بيديه الإثنتين !
- [ كازو ] .. هل تعلم لأي مصاب فعلته ؟
يزدرد ريقه ، يجيب على مضض
- أجل .. الفعلة الدنيئة من نفسي إليها
- إذن .. هل تتقبل العقبات ؟
- لا .. لست براغب في تقبلها
- لكنك للتو اعترفت بالذنب
- تحويلها لإمرأة .. ليس ذنباً أكثر من كونه مرحلة لازمة في الحياة
- تحاول التملص .. لست أفقه عمل عقلك المعاق !
الخطوات الثقيلة التي تردد صداها في أذنيه كانتا كفيلتين بجعل العرق يتصبب من جبينه
ولكن المفاجئة كانت بوكزة خفيفة على جبينه جعلت عينيه يستعان بإستغراب عميق
فابتسم [ ساتان ] بهدوء وملامحه الغاضبة أضحت هادئة لينة الطبع و المقصد ..
- ربما تكون محقاً .. فلا حق لي في إيقاف ما تريدانه كليكما .. أليس كذلك ؟
لم يشعر بالراحة .. حتى حينما إبتعد [ ساتان ] سائراً بهدوء عائداً صوب عرشه ..
تنفس الصعداء مرتاحاً و الأجواء من حول والده هادئة بتواتر الرضى
إلا .. أن ما تلى ذلك كان أعظم .. حينما أصابته رعشةٌ قوية جعلت سيلاً من الدماء يسري
على جوانب فمه
و عقب ذلك تشنجٌ قوي في عضلاته .. وقصور في عمل قلبه النابض بألم !
حينما رفع رأسه .. شاهده أمامه .. بعينين غاضبتين حمراوتين مشتعلتين برغبة العقاب !
- أظننت حقاً بأني سأقول تلك العبارة ؟
دفعه على صدره فتلت جسده صدمات كهربائية قوية حطمت مفاصل يديه و بعض اضلاع صدره
ما زاد الأمر رهبة هو الحرق الشديد في عينيه ، والدماء السائلة منها بلون أسود فاحم ..
لم يكُ هذا وحسب ما اصابه من عقابٍ دامٍ من والده .. حينما وبهدوء رفع ذقنه مقترباً من وجهه
و عيناه البراقتان الدمويتان ، تشعّان أكثر بالوعيد .. هو لم يكتفِ بعد !
يريد أن يريه أن القانون الذي يضعهُ هو لا مناص من تحقيقه .. كلمته هي التي تحكم على هذا العالم !
إمبراطور وملك العالم الذي بناه بيديه .. ويسير على قوانينه السائدة
فإن كسرت كلمته .. ليذوقن العذاب من تجرأ على العصيان !
فجمع قضبته و أوقف إبنه .. مسدداً لكمة حطمت باقي أضلاع صدره ..
يمسك برأسه ويهوي به على الأرض فتتحطم .. لن يظهر الرحمة على العصيان .. كلا ليس هذه المرة بالذات
إبنته هي الحد الفاصل بين الرحمة و شدة العقاب .. ليس لديه إلا هي .. فلن يسامح الأذية
التي تصطليها بسبب أيٍ كان
ركلته برجله مفكراً في عدة أمور .. كان يستطيع سماع العظام تتكسر .. والأنات الصامتة في عينيه
ومن أجل تحقيق العدل الشيطاني .. على رقبته ختماً وضع من اجل السداد !
مداد الألم ليومين على الأقل في الواقع والأحلام !
فوقع يلهث على الأرض بالدماء تخضب كل ما حوله من موجودات .. وعيناه على خفوت الحياة
ترنوان بالذهاب
فأشار .. نحو كبير قصره بعينان تزدانان بالعتاب ، ففهم [ ماهوتي ] الوصي على اوامر الملك المقدام
فيحمله بأسى في عينيه بادٍ لمن أحبه أكثر من الثمانية الآخرين ، وإلى غرفةٍ معدة للحبس
يوصد رسغيه على اغلال مثبتة في الجدار
يغمض [ كازو ] عينيه .. وعلى الدنيا السلام من السخام !







مع رفيقتها تسير و يتبعهما الشتوي بخطى سريعة قلقة من المآل

[ مارينا ] تضاعف الخطى والأخرى ترهص على الذنب الذي سببته في ظنها ،

فربما .. لو لم تسأل وسلمت الحجر لسلمت [ آيـآمي ] مما حدث وتجنبته امام الخلائق

لكن [ شيفانا ] ليست ممن يحملون الذنوب دون ان يمحوها من الحياة ، فلسوف تسلم الحجر

ولو كان هذا آخر ما تقوم به في هذا الزمان !!

يقف [ ساسكي ] مفكراً في بعض الأفكار ، فهو يعلم أنها اختفت لأمرٍ ما كان ليعلمه إلا الأقراب

ولكن كما يبدو أنه لم يعد من الأقراب بعد الممات ، فلو كان كذلك ما هام على وجهه في الانحاء باحثاً

[ مارينا ] لديها فكرة اخرى .. أمرٌ آخر هي تدركه فيها مما لا يدركه غيرها من الاشخاص !

حقيقة أن ابنتها ، ستأتي إليهم بقدميها كي تأخذ الحجر من رفيقتها !

- [ شيفانا ] .. لنتوقف هنا .. لسوف تأتي هي لا محال !

تتعجب البربارية من الجملة ، فتقف مرددة بعنف

- وما الذي يؤكد هذا ؟

- أنا والدتها .. استطيع معرفة ما تفكر فيه !

- لا نأخذ بالمشاعر في البحث عن الأشخاص

- لنفعل هذا ، اثق بأقوال العجوز وإن كذبت !

- عجوز ؟!!!!! ما الذي تقوله ايها الأميبا القبيح ؟

- أهذا ما يهمك ؟

- اهدئا ! اللعنة عليكما

- حـ .. حاضر !

أشاحت بناظريها عنهم ، والدوار يكبر في رأسها دون سبب ..

وللحظات .. غٌشي بالمكان من حولها ، وبات ابيضاً بصوت قطرات المياه التي يتردد صداها في كل مكان

وخلفها شعرت بها .. تقف دون حراكٍ محدقة إليها .. فتلفت بهدوء وتعجب

تتقابل أعينهما .. عيناها الحمراوتان الباردتان بعينيها .. الهادئتين !

تقترب منها بخطواتٍ طيفية ، ونوعٌ من الذعر بدأ يسكن قلب [ شيفانا ] دون سبب !

فتلك الفتاة لم تتحدث .. ولم تبدِ أي علامة على الحياة .. فقط تقترب منها غير مهتمة لها ..

وحينما تقف أمامها مقابلة إياها بإعصارٍ جامح في رأسها .. تدفع [ آيـآمي ] بيدها إلى داخل صدر الأخرى

وكما تسيل الدماء من فمها .. تنتزع الحجر بيدٍ شديدة البرودة والمرونة

الدماء لا تتوقف عن السيلان من الجرح .. و رجفة لم تتوقف اساسها صدمة إنتشال القوى من داخلها

تسمع صوتها .. يتردد كما صدى قطرات الماء

- الغاية تبرر الوسيلة .. ولو كانت وسيلتي دنيئة !

فجأة تعود للواقع تحت صرخات ونداء [ مارينا ] المفزوعة .. فتنظر إليهما

متسعة العينين .. وجرح صدرها أمامها ظاهر بدون أي سبب .. تحتد عينا [ ساسكي ] ويصرخ

- [ آيـآمي ] !! ما الداعي إلى هذا ؟

كان واثقاً – و لو لم يرى الأمر – أنها هي التي فعلت هذا ! فمن بالله سيهاجم هذه المرأة بالذات ؟

إلا أن [ مارينا ] لم ترد التصديق .. أن أبنتها ستتمادى إلى هذا الحد !

سقطت على ركتبيها فساعدتها الأخرى على الوقوف .. فينظر [ ساسكي ] إلى أعلى الحافة ويراها

تقف .. مرتدية معطفاً أسود طويل .. ويداها غائرتان في الجيبين الموجودين فيه ..

عيناها الحمراوتان الشيطانيتان لم تكونا إعتياديتين بإنصهار الحمم فيهما !

لكنه إستطاع أن يلمح لمعة من الأسى فيهما .. تلك الدماء المغلية

عرف السبب حينما .. شاهد نفسه يختفي بسرعة كذرات الجليد .. و الأمر لنفسه لـ [ مارينا ] يحدث

أعاد النظر إلى الأعلى ففوجئ بها أمامه .. تمد يدها ببطئٍ حتى حطت على وجنته

لم تعرف كيف تتصرف .. سوى أن قبلته على جبينه بهدوء ، هامسة في إذنه

- هذه المرة .. جد السلام !

قهقه بقوةٍ كبيرة .. تحت إستغراب [ مارينا ] والتي تمسك بها بألم !

حينما توردت وجنتاه مردداً بسخرية لاذعة

- كما توقعت ! تبقين أنتِ ولو ذهبتِ للجحيم ! أيتها المزعجة

إختفى بعدها .. بسرعة لم تستطع عيناها إلتقاطها مطلقاً .. فالتفتت لوالدتها وأبتسمت بهدوء

- لا تتصرفي بعاطفية .. فأنتِ مزعجة كما أنا في كل الأحوال

تنزل رأسها [ مارينا ] .. و تجيب بهدوءٍ غير معهود

- ربما .. ولسوف تغدين أكثر إزعاجاً قريباً !

أغمضت المعنية عينيها ، ووالدتها تختفي بهدوء ..للمرة الثالثة في حياتها تراها تموت !

فتتقدم [ مارينا ] بسرعة وتضرب جبين إبنتها بقوة حتى إحمّر !

وتقول ببلاهة

- إنتبهي جيداً للبتار .. المسكين سيعاقب بقوة من [ ساتان ] القبيح !

أومأت برأسها .. ريثما [ مارينا ] إختفت تماماً هذه المرة .. وبقيت هي .. و [ شيفانا ] حبيستيّ العالم

ما كان منها إلا أن تضع يدها على جبين [ شيفانا ] وترسلها إلى قصر والدها !

فما بقي إلا هي .. والرياح العاصفة من حولها !







إختفين جميعاً مع ذرات الرياح المتراقصة .. وتركنّ أبنائهن خلفهن في حالات متفاوتة

وكان الأمرُ ليكون درامياً لهم أجمعين .. إلا أن وفود ضيفٍ غير متوقع قد قلب الموازين !

حينما فتحت الباب ودلفت بملامحها المستهينة بكلِ من أمامها .. فمن الأبناء من تراجع مرعوباً

ومنهم من تكهفر وجهه مكروباً من حضورها .. فيما كان [ ساتان ] الأسعد بينهم لإستقبالها

[ سيفيرات ] بالفاء الثقيلة .. الوحيدة من نساء [ ساتان ] ممن لم تنجب الأطفال أبداً !

- [ سيفيرات ] .. جميلتي مرحباً بعودتك

بهدوئها المعهود والإبتسامة الساحرة على ثغرها إنحنت مقبلة يد زوجها الذي رفع أحد حاجبيه إستنكاراً

- العكس هو المفروض في هذه الحالات !

ترفع عينيها فتقابل عينيه .. تبتسم بشيطانية معبرة

- الملك هو من يقوم الناس بالإنحاء إليه وليس العكس ، كما إن كوني زوجتك لا يوجب إنحنائك لي !

- تحبين عكس الأمور .. كالعادة !

ضحكت بعفوية ، فيما إسترقت النظر إلى الواقفين مناظرين لها بحذرٍ شديد .. بانت أنيابها ..

وأحتّدت نظراتها حينما لم ترى [ كازو ] بين الحضور .. مفضلها الذي تغضبه على الدوام !

عرفت أن مصيبة قد فعلها .. منعته من أن يكون هنا مع مودعيّ الأمهات الشبحيات ..

- لا يهم .. لم آتي لأجله هذه المرة ..

- [ كازو ] ؟ محال رؤيته الآن

- كالعادة .. قتلته حتى مات !

- جملة لا تعني شيئاً .. كعادتك

- لا تحاول التهرب من الإجابة

- لست أهرب يا جميلتي

- حسناً حسناً [ ساتان – دونو ] علينا التفكير بطريقة لجعلك تعترف

- لن تستطيعي .. ففي لحظات سأفنيكِ

- مرعب .. لهذا ماتت كل زوجاتك من قبلي !

- ولكنك نجوتي ..

- لأني ذكية .. عكسهن

- لم اكن لأوافق على هذا قبل الآن

لمحته .. بين الأبناء الثمانية .. يجلس ناظراً إليها بعيون بريئة عكس الباقين

إحمّرت وجنتاها وظهرت امامه تعانقه بقوةٍ كبيرة

- صغيري الجميل [ تشي ] مرت فترة طويلة !

شهق الجميع مفزوعين .. و [ تشيتوسي ] .. يكاد يتقيأ من الإشمئزاز الذي يصيبه منها

هو يمقتها .. مقتاً صافياً نابعاً من أعماق قلبه .. وهي تحب ان تجلطه وتفسر نظراته الحاقدة بالبراءة !

- إبتعدي عني يا آفة الوجود ، لستُ ممن يقدرون عناقك القبيح

كادت أن تذوب من السعادة على وقع كلماته ، وهي تطعنه مراراً في عينيه بخنجر صغيرٍ جداً !

- توقف لا تقل هذه الكلمات التي تثيرني ! أنت لعوب يا [ تشي ]

ما كان أحدٌ ليريد أن يكون في مكانه .. حينما اقتلعت طحاله وسلمتّه لـ [ آراشي ] الذي ارتجف مرعوباً !

احاطت وجهها بيديها الإثنتين تنظر ناحية [ ساتان ] وتفكر بفعلة شنيعة لم ترتكبها في حقه منذ سنوات

الأخير عرف الموضوع .. تراجع إلى الخلف بضعة خطوات كي يتجنب سفك الدماء

ولكنها ظهرت أمامه من حيث توقع .. وامسكت بيده تغرس أنيابها في عروقه ..

ثم تترك دمائه تسيل على الأرض بتقطرٍ يجعلها تهيمُ في حبه أكثر .. هي مختلة .. والجميع يعلم !

[ ساتان ] لم يهتم كثيراً .. وقد كانت ملامحه الغير مبالية والتي ترثي حالها مألوفة للجميع ..

بدد الصمت الذي كانت تشغله بأصوات السعادة بقوله

- لما عدتِ ؟ من المفترض أن تبقي في [ سيترال ] لفترة !

- يمكنك أن تقول بأني اغضبت احد ملوك ذلك العالم ..

- وما الذي فعلتيه ؟

- قتلت .. عمال القصر واطعمتهم للأحصنة !

- كما توقعت !

ضرب [ ساتان ] وجهه براحة يديه محاولاً طرد الصداع من رأسه .. فهذه المرأة مخبولة !! مخبولة حقيقية

- كنت أريد إستغلال بعض موارد ذلك العالم .. ولكنك أفسدتي الخطة

- لا أعتقد بأنه سيشتكي رغم ذلك

- ولما ؟

خرجت للحظات .. وعادت تجلب حقيبة فتحتها .. لتخرج منها رأساً مقطوعاً والدماء تنزف منه مبتسمة

- لأني .. قتلت الملك الثامن عشر لمملكة [ فيزاندر ] إحدى المملكات الإثنتي عشر في ذلك العالم !

- اللعنة ! ألا تتعقلين للحظات ؟

- كلا .. يستحق ذلك .. فقد صرخ عليّ ووبخني بحدة

- فعلتيها أمام الجميع ؟

- أجل أمام حشدٍ من العامة والنبلاء وعائلته

- أنتِ مجنونة ! مجنونة حقيقية !

- أجل .. أعلم ذلك !

ربما تكور الأبناء على بعضهم .. كان من الرعب الذي دسته هذه المرأة في نفوسهم !






- [ كازو ] أعلم بأني في غاية الجمال ولكن لا داعي كي تشيح بناظريك حتى لا تفتتن بي ! بل من الأفضل أن تفتتن بي وتقع في حبي !

هو أراد قتله – رغم عدم إمكانيته – هذا المخبول الأحمق السنجابيّ القبيح !!

لن يتحمل وجوده معه .. في غرفة مغلفة مخصصة للحبس ! والأفظع من هذا كونه هو الحبيس الذي لا يقدر على قتله !

- أجل أجل العالم كله يعرف جمالي ووسامتي لهذا من السهل أن يقعوا في غرامي

صمت يسرق نظرة لوجه كازو المرعب .. إرتجف إلا أنه أكمل الكلام بطريقة سنجابية

- لهذا يقول الجميع أني إبن [ ساتان – ساما ] لأن وسامتي تعدت كل المقاييس أيها الأحمق !

ضرب [ كازو ] الجدار بقدمه .. فاهتزت كافة أنحاء الغرفة !

ردد بإنكارٍ وجحدٍ مبالغ في نبرة مرعبة كانت كفيلة بقتل السنجاب ضعيف القلب

- أي وسامة أيها اللعين ؟ أتريدني أن اسلخ الجلد من على لحمك وافرمك بوعي كامل ؟

لم يرق تخيل ما قاله .. كونه لحماً مفروماً لن يفيد العالم .. كما حاله وهو عاطلٌ عن العمل !

- [ كازو ] أين العشرة ؟ أين الصداقة التي دامت آلاف السنوات ؟ اتهددني بالقتل أيها اللعين ؟

بصق عليه ، ليقف الآخر شاهقاُ متصنماً من فعلة شنيعة كهذه

صرخ بقوةٍ باكياً

- أنا [ آيريس كونتلس ماردلين ] تفعل بي هذا [ كازو ساتان رايفيندارك ] ؟

- ولما لا افعلها ؟ لست إلا وغداً أيها اللعين !!

- وبأي طريقة في العالم يمكن أن يكون هذا الوجه الرائع وغداً ؟

- آهه .. هذا ايها الغبي المتحامق أمرٌ واضح .. ( أكمل صارخاً ) فلو كنت صديقاً لفككت أسري !

بدا [ آيريس ] كمن تذكر أمراً للتو فضرب قبضته في باطن يده مردداً ببلاهة

- اووه تذكرت .. أنت مقيد !

سيجلطه .. سيموت على يد هذا الأحمق عديم النفع !!! فبأي عقل لم يستوعب أنه مقيد إلى الجدار ؟

- ولكن .. إن فككت أسرك فستقتلني .. لذا إبق مطيعاً كما الكلاب !

- سأٌقتلك ..

- ماذا ؟ لم اسمعك يا [ لوسي ]

صمت للحظات .. سرعان ما صرخ غاضباً بحق ليتصدع الجدار من تدفق قوته الهائلة

- سأقتلك أيها اللعين !! سأحولك لتراب بعدما أعذبك بأشد أنواع العقاب !!!!!

عرف [ آيريس ] الخوف الآن .. اجل .. فكلمات صديقه كانت نابعة من قلبه .. !

لقد تمادى في سخريته هذه المرة .. لذا تراجع بضعة خطواتٍ للخلف مرعوباً من العينين ..

اللاتي تحولن للأسود التام .. ولم يبقى أثرٌ حتى للبياض !

بدأ يناضل من أجل كسر القيود ، وكلما ناضل يتصدع الجدار بشكلٍ مهيب ..

كانت أعصابه مشدودة .. يراقب صاحبه الذي بات وحشاً يوشك أن يفر بالدماء من جسده !

إلا أنه خمد فجأة كما تخمد النيران .. واغمض عينيه في سباتٍ لم يفترض أن يقع فيه ..

و حتى لا يفيض بالجنون على صديقه مجدداً .. يخرج من الغرفة ببرود إستبد بملامحه المحطمة !










[ بعد اربع ساعات ]

[ الساعة التاسعة مساءً ] [ غرفة الحبس ]

تكبله السلاسل المتعطشة لسقي جوفها المعدني بالدماء النقية ،

وكيفما يداه مخدرتان يرفع عينيه المنطفئتين ببطء ..

فيرائى له في البداية دخان غيهب السواد ، متشكلاً – ببطءٍ شديد – على شاكلة بشر

بشعرٍ طويل ومعطف يتطاير مع حركاته ، ورغم كون كل هذا دخاناً إلا ان الرعب إندس في نفسه

وأمتحش الوجل الذي نبأه بعهد نبوءة قديمة .. أساطير باتت واعية من بعد أن دفنت في أضرحة الفراعنة

وتكدس في عينيه الراجفنتين هلعٌ من كابوسٍ قديم قد بعث حياً من تابوت المنفى

يحدثه الدخان بخطواته المشوهة بنبرةٍ مشوشة كالتلفاز المعطل ، متقطع كلامه وفيه بحة لا تخرج

إلا من جوفٍ مغبّرٍ جوهري

- الواقع .. وهم لك .. ولسوف تطغينّ أيها المختار .. لترتفع عالياً في السماء .. لتطرد الأحلام .. وتشع نوراً بدماء شهداء المقابر .. لتعرفنّ الواقع من كذب الأفاعي .. وتناجي الإله بصراخ الثكالى ، لتتعطشن لدمائها .. لتقتلها بيديك .. وتحيي من القبر قلباً كان منسيا .. لتذرف الدموع .. وتتألم .. لتنكر وتطغى .. ويسودنّك العذاب .. فتمحي كل الوجود .. و تكون أنت الوعاء .. وعاء الشر الدفين لشياطين الإباء !

وكلما حدثه يزداد جنونه ورعبه منه ، فتسود عيناه جموداً .. ويتوقف الدخان المتطاير على

وقع آخر كلماته .. يصرخ المكبل بالحديد صارخاً بأن الهوان منه غير قادر !!

وبطريقة لم يفقها .. قطع إحدى يديه المكبلتين فكسرت السلاسل كافة ..

ويركض بسرعة جنونية صوب الدخان .. كي يقتله .. فيجد دمائه الخاصة متناثرة ..

وقد سقط صريعاً .. خاوي المحجرين من العينين .. !!!

يفتح عينيه على اوجهما ! فتكون هي أول من يشاهده ، تحيط وجهه بيديها وتنظر إليه نظرة عميقة

يتصبب منه العرق لكابوسٍ قد قضّ مضجعه ، تشكل فيه الدخان كما هيئتها الحالية !!

يرتخي بأعصابه وعضلاته بعدما فكت عنه القيد فلا يقوى على الحراك ..

أسند رأسه على صدرها فيما آوته هي بعناق دافئ

تشبث بضعفٍ بإستخدام أنامله بمعطفها ، و يغمض عينيه متصدع الرأس متعرق الجسد

تدفن وجهها في شعره وتقويّ العناق حتى لا يفلت منها ما دامت موجودة !

كان بإمكانه سماع دقات قلبها المتواترة البطيئة ، أراحه ذلك كونه منخمد الطاقة والقدرة على الحراك

يشعر بالبرد الشديد ، يرمي بكافة ثقله عليها لاهثاً فتجلس على الأرض متحضنة إياه ..

وقد تسارعت أنفاسه من التعب الذي ساد عقله وجسده ،

تبعد خصلات شعره عن وجهه وتمسح قطرات العرق التي ملأته بمنديلٍ أبيض ..

يشبك أصابعه بأصابعها ويحاول الإبتسام بخبث إلا أنه يفشل ..

- ماذا ؟ بتِ رقيقة الآن ؟

- أصمت

تعجب حينما مدت رسغها تعضه مالئة فمها بدمائها .. لتدنو منه وشفتيها تعانق شفيه تسقيه الدماء

إبتعدت عنه بعد وهلة ..فيخمد تنفسه و يغمض عينيه مرة أخرى بسلام

ولكنها .. لم ترتح لما يحدث في عالم الأحلام .. فهو شاهد أمراً .. محرماً على كل شيطان !










[ عالم الشياطين ]

[ الحادية عشر و ثمان وخمسون دقيقة ] [ راكوس ماريا ]

[ قصر ساتان ]

الليلة خلال دقيقتين .. سيحلّ يومٌ جديد .. اليوم الرابع والعشرون من الشهر الرابع [هاديسرنوس ]

هذا اليوم الذي تغني فيه الأرواح ، وتتشكل الجنيات بأضواء جميلة في السماء ..

ويظهر القمران بدرين كاملين منيرين يتقاطع كلٌ منهما مع الآخر .. فتغني راهبة كنسية [ هايمن ]

و تتلون الأرجاء بالشفق الراقص في عتمة الليل .. وتحلّ البركة على فاكهة شجر [ ثابروس ]

الكل ينتظر هذا اليوم بثبات ، حتى تتراقص الأرواح و تشتعل السعادة في القلوب المطفأة

وبما إن التماثيل السبعة حاضرة .. فلابد أن تكون هذه الليلة في غاية الجمال .. فقد بدأت الغيوم

التي احتلت السماء لأيام بالإنقشاع !

يقف [ ساتان ] عند نافذة غرفته .. يرنو للقمر بعينين عميقتين حزينتين !

مستنداً على الجدار وضاماً نفسه بخفوتٍ عظيم .. منتظراً ما يفكر فيه من مصيبة قادمة

و على حافة الجبل المقابل للقصر تقف هي .. بنفس حال والدها .. تقسم بروحه أن اليوم هو الأول

في التعداد التنازلي ..

وخلال ثوان .. تدق الساعة العظيمة وسط العاصمة .. معلنة أن الثانية عشر قد حلّت .. وأن اليوم قد بدأ

ساد الصمت كافة العاصمة .. على غير عادة لم يكن اليوم مبهرجاً .. نعيق الغربان .. نعيب البوم ..

كلاهما سادا !

حينما إهتزت أرض عالم الشياطين كافة ! بزلزال لم يعهده العالم من قبل !!

فتضطرب السماء .. ويتراكم ضوءٌ أبيض في كل مكان .. تتسع المحاجر .. وتتعالى الشهقات

حينما إنشق احد القمرين فيتباعد الجزئان عن بعضهما البعض .. مرسلاً اجراماً حطت على

مناطق متفرقة مدمرة إياها !!

تكتل الضوء الأبيض على هيئة إمرأة عجوز شديدة البياض .. صرخت فصدحت صرختها في كل مكان

وتلاشت في ذرات بيضاء من الغبار السام !!

تباعد شقيّ القمر لا زال في إزدياد .. و لون السماء إلى الدماء إستحال

فشق الرعد السماء شقا .. و هطلت أمطارٌ حامضية أذابت اجساد من كان في الخارج للحظة !

فاحتدت عينا [ ساتان ] وشد على شفاهه حتى أدمت كثيراً من الدماء .. ثم ردد بهمس شبحيّ مخيف

- ستة أقمار .. ثلاثة أشهر !

واعتلاه الصمت مكملاً بصرخة هزت كل العاصمة بجبروت طاغِ

- سأمحونك من الوجود ! كما كنت ماحي الوجود قبلي !!

والتي كانت خارجاً تخطو بخفوتِ شديد .. سارت متسربلة بالسواد كما في وقت الحِدَاد والعزاء

و عيناها لا تزالان حمراوتين .. تردد بهمس كوالدها

- السنوات إلى أيام .. الأيام إلى سنوات .. والأرض للثأر و الدمار !





انا منك وإليكَ أنا , و للغربة بيننا منفىّ







بنفسجٌ براق شعرها كما عيناها توازنتا كاتزان الطبيعة في جمالٍ متفرّد
طيبة إلا أن الجنون منها يتخذ ملجأَ ، ليست بالحنون قط .. لكنها قد تعطيك ما تصبو إليه إن رجوتها ببعض كؤوس الزئبق السام ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes