بأسرع ما يمكن ، وجدوا طريقاً في كهف الجمشت أفضى بهم إلى مساحة
مديدة وفارعةٍ من الخضرة الزهية .. !
سماءٌ غاية في الصفاء ، أرضٌ مفروشة بالحشائش الخضراء ..
وسط تلك الحديقة الضخمة تمركزت شجرة صفصافٍ ضخمة
يعود عمرها لآلاف السنوات .. تبدو كالقلب النابض بالحياة لهذا المكان
و على صورة قوسٍ أربعة أشجارٍ من نوع الزيزفون خلفها تباعاً ..
تحيط بهذه الأشجار أشجارٌ أخرى من فصيلة دمِ العنقاء شكلت دائرة كاملة !
و توزعت في المكان أزهار القرطاسية النادرة بألوانها الثلاثة ..
رغم كونه بعداً آخر منفصلاً عن عالم الشياطين .. إلا أنهم ..
إستطاعوا وصفه كالغرفة الكبيرة ذات الحدود الواضحة
ما أفزعهم .. هو التمثال الذي يقف أمام كل هذه الأشجار !
إمرأة .. تبتسم بحنان ، تجلس على جثث مشوهة ...
وجهها ملطخٌ بالدماء .. ويداها كذلك .. ولكنها هادئة .. تشد البصر حقاً !
مكان قلبها .. حجرٌ بلونين .. الأخضر والأزرق .. ملتحمان .. إستطاعت
[ آيـآمي ] أن تعرفه على الفور .. الحجران المطلوبان !!!
- أيتها الأميرة ! قلب ذلك التمثال هو ..
- أجل .. الحجران !!
- لا أشعر بشعورٍ جيد تجاه هذا !!
توترٌ غريب .. في قلب [ آيـآمي ] الذي نبض بوتيرة لم تألفها
لا تعلم لما .. شعرت بانها تعرف تلك المرأة جيداً .. تستطيع سماع
صوت [ ريو ] في عقلها يصف شخصا بنفسِ المواصفات ..
إرتجفت يدها اليمنى بدون أن تستطيع إيقافها .. ولكن ارغمت نفسها
على نسيان هذه التخيلات والهواجس .. واتجهت إلى التمثال مباشرة !
بقي الإثنان خلفها .. يحملقان بقلق في المكان ..
ضاقت عينا [ آيريس ] حينما إستشعر وجوداً ملعوناً في المكان
إقترب من [ كازو ] و همس
- هل تشعر بما أشعر به ؟
- أتظنني بطيئ الملاحظة مثلك ؟
- إذن .. ستقومُ حربٌ في هذا البعد !
- أرجو أن لا تصبح مخبولاً وتحطمه
- هذه عبارتي لك يا احمق !!
حطت قدماها أمام التمثال المريب ، و يدها لا تزال ترتجف بلا توقف !
مدّتها نحو الحجرين الملتحمين .. فما أن شارفت على لمسهما حتى
سرت في المكان موجة كهرومغناطيسية قوية خدّرت جسدها كله !
بعدها .. تعالت ثلاث صرخاتٍ من ثلاث بقعٍ مختلفة من المكان ..
تشققت الأرض .. ومن سفلاها خرجت ثلاث كائناتٍ أسطورية مهيبة !!!
إنبلجت الأعين .. و صدمت العقول قبل القلوب حين مدرك أن من أمامهم .. حقيقة !
فأحدها كان أفعى الهيدرا الأسطورية .. ذات الرؤوس العديدة ..
و ثانيها الجريفن نصفُ الأسد ونصف النسر .. الوحش المنيع ..
و ثالثها المينوتور .. نصف الحصان ونصف رجل ..
كلُ واحدٍ منهم مشكلة .. ثلاثتهم .. ورطةٌ حقيقية ... !!!
لم تتوقف الموجات الكهرومغناطيسية من الإنسلال خارج التمثال الواقف ..
حتى وصلت هذه الموجات .. إلى خارج هذا البعد .. إليه هو !!
من كان واقفاً مع [ آيـآكا ] .. سرعان ما سقط على ركبتيه يصرخ
كالمجانين .. يضم رأسه بيديه .. صمت بعد برهة .. فنادته [ آيـآكا ] بقلق
- [ ريو ] .. !!!
كان يرتجف بطريقةٍ مرعبة ، بعينين لا تدركان سوى الفزع ..
صرّح بأفكاره مكرهاً
- [ والدتي ] .. !!!!!!!
ما كان من الثلاثة إلا أن يتخذوا أشكال حاصدي الأرواح .. فهذه ستكون الطريقة
الوحيدة لهزم كائنات نقاط ضعفها الوحيدة .. هي روحها !!
لرؤية شكل كازو الخاص بحاصدي الأرواح أضغط هنا #
- إسمعاني أيها الغبيان .. لي الهيدرا ولا غيرها !
- الأفاعي تستمتع بأكل السناجب .. حظاً موفقاً
- إن كان لديكما وقتٌ كافٍ لهذا الصراع إستغلاه في قتل ما سيقتلكما !
- أنتِ جادة على الدوام .. لا تكوني كالعجائز
- ما الذي قلته ؟!!
- لـ .. لا شيء
تحرك كلٌ منهم صوب الذي اختاره من اجل القتال ، فكما يخرج [ آيريس ]
منجله .. يقطع رؤوس الهيدرا العديدة .. فتعود للنمو مرة أخرى .. ضعفاً
يتوقف مفزوعاً ..فلا بد من أنه غبي إن أكمل قطع الرؤوس التي تنمو مجدداً
لا حيلة له أمامها .. عملاقة .. ومنيعة ضد كل انواع القدرات .. !
إستطاعت أن تضربه بقوة فارتطم بالأرض يسعل الدماء .. وقف بصعوبة ...
فهاجمته الرؤوس نافثة عليه السموم الذؤاف .. ستقتله لا ريب إن مسته
تفاداها بصعوبةٍ .. قفز بمنجله في الهواء .. وهاجم قلبها مباشرة على حين غرة
طعن القلب بقوةٍ أوقفته عن العمل .. ولكن هيهات من النصرِ السهل ..
تلقى طعنة من قبل أحد الرؤوس .. وسقط على الأرض .. لكنه عاود النهوض
لم يرد أن يتمادى .. ولكنه مضطرٌ بما إن الهيدرا منيعة ضد كل انواع الهجوم ..
إلى العنابيّ العتيق .. عيناه تحولتا !!
فوقف بلا حراك .. يراقب الهيدرا .. تضربه .. تهاجمه .. دون أن يكترث
ما أن إقتربت منه حتى لمعت عينا .. وتحجرت الهيدرا تماماً !
ضحك بعدها بإستهزاءٍ وشماتة كبيرتين مردداً
- كما هو متوقعٌ مني .. وسيم حتى في عملي !!
هو يعلمُ أن خصمه ليس بالسهل .. الجريفن كان دوماً من الأساطير التي احبها
فكما يشعر بالإثارة يبتسم .. يقبل عروق يده اليسرى وينظر بويلٍ لخصمه الواقف برزانة
إليه يتحرك بسرعةٍ خاطفة .. فيصد الآخر حركته بتوليد تيارٍ هوائيٍ قوي أعاد [ كازو ] للخلف
يطير الجريفن عالياً .. ومن عينيه ليزر حارق أصدر ، تفاداه البتار برشاقة
و قفز في الجو مواجهاً له كخصمٍ كفؤ ، يتجه الجريفن إليه بسرعة أذهلت الأول ...
فيهاجمه بأظافره العريضة الحادة .. فيخدش ظاهرياً جلد جذعه الأيسر .. !
يعود [ كازو ] على الأرض واقفاً .. وقد تفاجئ بعدم مقدرته على إستخدام قدراته
تلك الموجات .. لها تأثيرٌ قوي على عمل جسده !!
السهو قاتل .. هذا ما عرفه حينما كان الجريفن امامه يحيط به بيديه القويتين
نظراته له كانت عميقة و هادئة .. كما لو لم يرد أن يقتله حقاً !
إبتسم [ كازو ] بنصرٍ حينما تمدد الدم من جراحه مهاجماً الجريفن !
يتحكم في دمائه .. ويجعلها سلاحاً قاتلاً إن اراد .. هذه إحدى قدراته كحاصد أرواح ..
إستطاع أن يروض الوحش حينما قيدته الدماء كالأغلال .. فجلس على الأرض خاضعاً
لسيده الجديد ذي القوى الكبار !!
- حقاً .. إن هذا لأمرٌ ليس على العقلاء من أفكار !!
على العكسِ منهما .. هي لم تكن مستعدة كي تقاتل .. فهي منذ بعض الوقت
تشعر بتوعكٍ قوي .. إزداد حينما أصدر التمثال تلك الموجات التي تقلل من
حيوية الجسد و عملياته الداخلية !!
المينوتور .. خصمها الذي وقف بلا حراك .. لم يبادر بالهجوم ولا فعل شيءٍ كالأعداء
دنى منها بخطواتٍ وطيدة .. وقف أمامها .. ثم إحتدت ملامحه قائلاً
- على العكسِ من رفيقيّ .. أنا لدي من العقل ما يخبرني بعدم القتال !
ضاقت عيناها ، أصدرت شراراً ثم أعقبت على كلامه
- إذن ما الذي تنوي عليه الآن ؟!
كتّف يديه ، لا يزال ينظر إليهما بعمقٍ مرعب ، أستطرد بعدها
- لا شيء .. أنا فقط حامٍ لهذا المكان .. إنتهكِ حرمته وسأقاتلك !
- ألم أنتهك هذه الحرمة ؟
- بلى
- إذن لما لم تقاتلني ؟!
- لم تسمح سيدتي بهذا !
- سيدتك ؟
- أجل هي القابعة هناك .. التمثال الحي النابض منذ آلاف السنوات
صمتت حينما راودها سؤالٌ واحد .. لما هي التي لا يجب أن يقاتلوها ؟
- لما أمرتكم بعدم قتالي ؟!
- تقول بأنها شعرت بطاقته فيكِ
- طاقته
- إبنها المفضل .. [ ريو ] !
إنبلجت عيناها .. وارتجفت حينما تذكرت السبب في شعورها بالألفة لتلك المرأة
- [ بياتريسي ] .. !!!
- اجل .. هذه هي سيدتي !
دارت الدنيا حولها ، وشعرت أنها على الوشك السقوط أرضاً في أي لحظة
لما عليها أن تقابل هذه المرأة الآن ؟! .. بل الأحرى
يجب أن يخرجوا قبلما يسببون صحوتها من اللعنة التي انزلت بها !!
أجل عليهم أخذ الحجرين والخروج في الحال !!
صرخت بقوة
- [ كازو ] [ آيريس ] أجلبا الحجرين في الحال !!!
تعجبا من صراخها .. سألها [ آيريس ] قائلاً
- لما ؟
- لا تجادلني !!! هيا أجلباه
- حسناً إذن !
رغم ان المينوتور كان يرمقهما بنظراتٍ حادة إلا أنه لم يتحرك قط
إكتفى بالنظر إليهما ينتزعان الحجرين من قلب سيدته ، فأغمض عينيه
حرك يده وتحرر صاحباه من الأسر الذي وقعا فيه
- حسناً إذن .. هذا ما تريدينه [ بياتريسي – ساما ] !!
لم تتوقف عن الإرتجاف .. و في قريرتها تتحدث قائلة
- [ ريو ] .. تستطيع أن تشعر بها أليس كذلك ؟!! .. أرجوك .. تحمل هذا الشعور !!
ولكنه ما كان بمتحمل .. وهو على نفس الحال بضم رأسه .. !
يردد عباة ملؤها الخوف والفزع
- وجدتني .. والدتي وجدتني .. لا تجديني .. لا تجديني .. لا تجديني !!!!!
بدأ البعد بالتشقق والإنهيار في لحظة .. فتوقفا حينما همّا بالخروج
نظرا إليها .. وإلى جسدها الذي تراجع عن شكل حاصدة الأرواح ..
لم يكونوا بظانين أنهم بصدد توليد كارثة .. بأن يروا مصائب الدنيا أمامهم
كلٌ منهم .. عرف رهبة الحياة حينما وطأت قدمه هذا المكان ..
إلا أن أكثر ما أخافهما .. الإثنين بشكل حاصديّ الأرواح .. كان جسدها ..
الذي بدأ يتكسر كالمرايا .. وتسقط منه شظايا .. وقطعٌ .. ولا يبقى مكانها
سوى فراغٍ .. أسود !
جسد [ آيـآمي ] .. بدأ يتحطم .. !
إتسعت أعينهما خوفاً .. فما الذي يجري لها من مصيبة هذه المرة !
راقبت قطعاً من يدها تسقط .. تفهمت الأمر ونظرت إليهما وهي تقول
- حان الوقت إذاً !
فرقعت بأصابعها .. فعادت إلى القلعة معهما .. هما الذين على صدمة يقرعان !
صمتت لدقائق معدودات ثم نطقت
- عليّ جلبه بسرعة
- ما هو ؟
- جسدي الحقيقي .. و ما غيره ؟!
- ماذا .. ؟!
[ شجرة الصفصاف ]
الصفصاف
(باللاتينية: Salix) جنس من الأشجار أو الشجيرات يتبع الفصيلة الصفصافية (باللاتينية: Salicaceae).
ذكر الصفصاف في مخطوطات سومرية وفرعونية قديمة. ينمو في التربة الرطبة في نصف الكرة الشمالي. ويتواجد الصفصاف في الكثير من أنحاء العالم حيث تزرع على جوانب الجداول والسواقي ليستفيد منها القرويين في عمل ظل وكسر سموم الرياح الحارة صيفا والرياح الباردة شتاء, كما تستخدم لعمل مماسك لبعض الأدوات الزراعية وكذلك استخدام الأغصان الصغيرة كحطب. توجد منها ما يصل طولها 30 متر ومنها ما هو قصير حتى 3 متر. تنمو الشجرة من الغصون المتكسرة توجد منها ما هو مذكر وما هو مؤنث. تحتوي قشرة الصفصاف على مادة الاسبرين
[ شجرة الزيزفون ]
شجرة الزيزفون
(باللاتينية: Tilia) جنس من الأشجار النفضية المعمرة ينتمي للفصيلة الخبازية. تكثر أشجار الزيزفون في نصف الكرة الشمالي في المناطق المعتدلة من أوروبا وآسيا وشرقي أمريكا الشمالية.
[ وردة القرطاسية ]
القرطاسية أو كوبية ماكروفيلا
نوع من النباتات المزهرة ينتمي لفصيلة الهيدرنجيات ، يعود أصله للصين واليابان ،
و هي شجيرة يصل طولها إلى مترين واسعة الرؤوس وعادة ما تكون زهرية أو زرقاء اللون ، تزرع هذه الفصيلة في كثير من انحاء العالم
[ شجرة دم العنقاء ]
دم العنقاء أو دم الأخوين نوع من أشجار التنين النادرة في جزيرة سقطرى اليمنية. أطلق عليها السقطريون هذا الاسم نظراً لما يخرج منها من دم التنين (سائل أحمر يشبة الدم). كان إسحاق بيلي أول من وصفها من المستشرقين عام 1882
[ كهوف الرخام ]
هي كهوف موجودة في مدينة تشيلي
[ حجر الجشمت ]
الجمشت أو الأماتيست أو الأرجوان (بالإنجليزية: Amethyst)هو حجر كريم وهو يشمل عدة أنواع من الكوارتز البنفسجي الذي غالباً ما يستخدم في صناعة المجوهرات.
[ الهيدرا ]
[ الجريفن ]
[ المينوتور ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق