WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثامن عشر : ( أنتِ تنقذين الجميع ، لكن من ينقذك ! )






,,

ينحدرُ السهل أسفل قعرٍ عميق

هناك هو يرقد .. مبيناً على الرخام سكونه

فأي لُجة ستجعله يفتح عينيه مجدداً

ولولا النوم الذي آخى بين جفونه

لقضى القرون محترقاً باللهيب

فما باله اليوم ابصر نور الدنيا بعد عهدٍ

صاغ به حليّاً من العظامِ المحترقة ؟

فعله اليوم لم يستيقظ حقاً ..

ولعله فقط .. فاوت الحلمَ على الواقع فدجى !

‘‘

[ قلعة آيـآمي ]



وأخيرًا الصعداء هو ينتفسُ مكللًا آخر عصيانِ الأمرِ بالنجاح ،
مردداً في كافة أرجاء نفسه التي كانت تهمسُ بالسوء من العمل ؛ أنه بريئٌ من كل التهم
ولما فُضح الستارُ الحقيقي وأدرك أن يديه لم تبسطا من أجل دمارها ودماره ؛ عرف الراحة أخيراً
لإن إتكاءُ صاحبهِ على الجدّار الرخامي ذيّ لونِ الرصاصِ ليس إلا دلالة
أخرى على حسن حظه اليوم ...
فما دام الملاكً الأحمق لم يتحدث حتى الآن فهذا يكفيه مدى الدهر و مرائيه
إلا أن اللسان في كثيرٍ من الأحيان يأبى البقاء محجوزًا ساتراً الشر الذي
كان بالإمكانِ غضّ الطرف عنه ، فلما صرّح بمعتقدٍ جاب عقله فجأة ،
عرف [ آلبيرت ] أن لا مجال لغير قتل هذا اللعين موجود

- ألا ترى السلوى في هذا وحسب ؟ أنظر للجانب السوداوي .. من كتب الباقي ؟!

يذكرهُ بالسيءِ من الحديث كما هو متوقعٌ من نذلٍ مثله !!
دائمًا هو محبٌ للنكدِ والأحزان
ما كان بإمكانِ [ آلبيرت ] أن يصدق أكثر بكون هذا المخلوقِ الغريب ملاكاً !!
تبدّلت ملامحُ الأخيرِ عن إنزعاجٍ للقول الخارج من فاه الأشقر ،
فكشّر بوجههِ غاضباً ..
محكماً إمساكَ وجهِ [ مايكل ] بيدٍ واحدةٍ فقطِ مما سبب إحتباس الدم في الأوردة
لن يسمحَ له بأن يعتلي عرش التحكم مطلقًا ، لذا اراه التهديد بنبرته الحادة

- إن تطاولت كي تأمرني على التفكير .. فاستعد لفقدانِ ما يفوق حياتك !!

هو ليس الذي يخافُ في العادة وخاصةً من التهديد ولكنه
يؤمن بوجوب اخذ أسبابِ الحيطة ، فآثر الصمت في موقفه وأبتلع كل حرفٍ لعين كاد
يخرجهُ ليذكر صاحبه بأسوء ما قيل عمّا كتب في الكتاب الخاص بـ [ آلبيرت ]
حلّ عنه قيد يده فأختفى مسرعًا وسط عجابِ الأخيرِ الذي ما كان
متوقعاً منه رشاقة كهذه في موقفٍ لا يستدعيّ فيه الأمرُ للحراك
و خلال لحظات آب الملاكُ الأشقر إلى مهجعه الذي شاطره مع
أبيضِ الشعر قبيل فترة من الزمن ..
تتسعُ عينا [ آلبيرت ] فيضربُ وجهه مستشعرًا الحرج من الذي إرتدى درعاً حديدة وحمل
ما شابه الصفيحة الفولاذية كي يقي نفسه الهجوم المحتمل من التكتيكيّ الحربي
[ آلبيرت فالنتينو ] !!
إبتسم ببلاهة وثقةٍ عمياء ، جلس القرفصاء واضعًا الصفيحة أمامه معلناً تصريحه كيّ يجبر
[ آلبيرت ] على الإستسلام

- هكذا يمكنني أن أناقشك الآن ! .. دون أن أتعرض للدهس والسحق والسلخ والقلي !

لم يفهم المعنيُّ بالكلام لما أضاف القلي للموضوع ، فهو
لن ينجّس معدته بلحمٍ بكتيريٍ طفيلي كلحمِ [ مايكل ] العفن !
خانته الكلام في التعبير عما يراه .. ما كان بإمكان أبيض الشعر الحديث
ولا وصفُ مقدار البلاهةِ التي يراها أمامه في الوقتِ الحالي !
فكر للحظاتٍ جدية بإقتلاع اجنحة [ مايكل ] إن كان لها وجود
والقاؤها أمام ناظريه في سعيرٍ حممي !
ما كان مقدارُ الألمِ الذي تخيله ليجلعهُ أكثر سعادةً مما هو عليه أصلاً

- إذن [ آلبيرت – باكا ] .. هناك من كتب في كتابك الذي يحقق الأمور أن
[ آيـآمي – تينشي ] ستنام .. ما معنى ذلك ؟! و ما المقصود بالوعاءِ الأبدي ؟!

صرفَ عينيه عن [ مايكل ] و راح يفكرُ فيما ألقته [ كاستوفيليا ] على مسامعه
فهي قد أخبرته حرفياً .. بأن أموراً سيئة قد كتبت .. ولكنه لم يكتبها .. فمن فعلها ؟!
وهو الوحيدُ القادر على أن يفتح الكتاب !!
فركَ رقبته ، مسد جبينه ثم أرجع خصلاتهِ للخلف متعرقاً بشدة .. فكيف لا
والقلق ينهشُ فيه حياً !

- لستُ أدري .. ولكن الأمر يثير إلى هواجس لا أحب أن افكر فيها
- أنتَ هكذا على الدوام .. لا تتصرف بحكمة
- لا تخبرني بأنك تتصرف بحكمة أيها الملاك المدرع ؟!
- أنا آخذ الإحتياطاتِ الواجبة وحسب !! لا اريد التعرض لخدشِ القطط
- سأقتلك .. يوماً ما !
- اجل اجل اعلم ذلك

تمايلت أعين [ مايكل ] بين اليمنة واليسرة مفكرًا في عمقٍ شديد ، مما أثار بعض
الدهشةِ لزميله الجالس قبالته ،
جمع يديه مع بعضهما فيقولُ مسترسلاً بنوعٍ من الغموض

- إذن لننتظر وحسب .. خروج الرسولِ الصغير !
- ر – رسول ؟!
- لا تبالي بهذا .. ولننتظر فقط !
- أنتَ حقًا مُخيف .. لستُ ادري كيف نكون من نفسِ الروح
- هه .. لا تقارني بك .. انا اعلى مرتبًة يا عزيزي

لا يدري الأشقر لما الإبتسامة الواثقة على فاه [ آلبيرت ] قد ظهرت
ولا يدري سبب الفوهة العظيمة التي ظهرت على نحوٍ مفاجئ في معدته
جاعلة من الجدار خلفه .. ملوناً بطبقة لا يستهانُ بها من الدماء
فلما لم يهتم [ آلبيرت ] لما صنعه يردد قائلاً بتساؤل

- ربما تعرفُ الكاهنة عن هذا الأمر
- الكاهنة ؟ أتعني تلك المزركشة ؟
- اجل ..
- لم احبها ابداً .. اعني .. لا اعرف كيف اصفها .. غريبة !
- لا احتاج رأيك حتى أختار الذهاب من عدمه
- ستقتلنا [ آيـآمي – تينشي ] .. لا محال !
- اجل .. اعرف ذلك

لم يُرد أن يتخيل ولو لحظة ما ستفعلهُ [ آيـآمي ] بهما لو ذهبا للكاهنة
فهي لم تكنْ راضيةً عن السير صوب البئر فما بالهما بكاهنة [ ساتان ] الخاصة ؟!
فقط تمنى .. ألا تتطرق لإستخدام الأوتادِ و الخوازيقِ في طُرقِ تعذيبها
التي ستنهالُ بها عليهما .. ويتمنى كذلك .. أن يبقى حيًّا على الأقل
وإلا .. سيختفي كلُ ما كان يعملُ من أجله !







فاغريّ الفاه على صدى كلماتٍ لم يفهما عُمق مقصِدها
فهل كانت تلاوتها على مسامعهما خاطئة ؟! ام حذّ بهما الأمر لسماعِ
غير الموجودِ من العبارات ؟!
لم يفقها حقًا عبارة " جسدي الحقيقي " التي نطقت بها على وجهِ الخصوص ..
فإن لم يكُ هذا الجسد حقيقيًا فكيف صنعته ؟! بل مما صنعته ؟!
وأين يقبعُ الجسد الحقيقي ؟! أفي حفرةٌ من حفر جهنم ؟! أم في سردابٍ
متينٍ في أبعد نقطةٍ في مركز الديجور ؟
يدركُ [ آيريس ] الحيرة التي تضرب بذهنِ [ كازو ] كما تضربُ بذهنهِ هو
وهي فقط بلا أي مبررٍ تقفُ دون حتى النظرِ إليهما ، آلمها الوضعُ الحالي
فلا تريد تفسير المزيد من خزعبلاتٍ لا فائدة من معرفتهما لها ، يكفيها الوضع
السيء الذيّ وصل إليه المخططُ العميقُ لعودتها من الجحيم !
ترددت في إنهاءِ المحادثةِ الجرداء ، وحينما همّت بذلك أمسكَ بها البتّارُ بقوةٍ من عضديها
دافعًا إياها قريباً منه ، بقسماتٍ حُكمَ عليها بالبقاءِ على وجوهِ الوحوش
باردةٌ تلكَ القسمات ، متجردةٌ من كلِ شعور وما فيها من اسرار لهو مختلفُ عما
تعتقده هي أو يعتقده السنجابيّ الواقفُ بغير فهمٍ لتصرفٍ صاحبه المشين ..

- لأي درجة سأبقى كالمغفلين ؟! تخفين عني ما لذ وطاب من اسرارٍ حقيرة ؟!

يحاولُ أن يُفهمها فقط .. انه يريد ان يكون في داخل الحلقة ..
الحلقةِ التي تضعُ فيها كل ما تؤمن به ، وعلى العكسِ مما يعتقدهُ هو ..
لا تضمُ إلا نفسها وحسب !!
صمتتْ ولم تجب لفترة ، مما جلعه يستشيطُ غضباً و يشدُ الضغط على العضدين
سمعت صوت بدأ تفتت العظام ، و إنطباعِ آثارِ أصابعه القوية على المنطقة المجردة
من الدفاعِ أو التحصين ،
تنهدتْ ببطءٍ شديد ، تنظر في عينيهِ المرتجفتين بغضبٍ هادئ ؛
فتعطي [ آيريس ] نظرة متفحصة لتعلم القلق الذي أستبد بنفسه المضطربة
تجيب بعد برهةٍ من الزمن

- لا أسرار مهمةً لأقولها ، وما كان هذا الجسدُ زيفًا و سرا ، فقط لو ركزّت
لعرفت الحقّ من الغموض والبيان

لا فائدة ، هي لن تتغير البتة ، ستبقى تحتفظ بكل شيءٍ حتى يأتي وقتُ كشفه
ولو بعد عشرين قرنًا من الزمان !
إبتسم بسخريةٍ على نفسه و عزاءً على الرغبة التي يمتلكها في البقاءِ بجوارها
إبتعد خمسة أقدامٍ عنها ، ثم نظر إليها بطرفِ عينه اليسرى

- سأبقى أنتظرك .. حتى وإن قال الجميع أن لا فائدة من هذا ، يومًا ما سوف
أغوصُ في البحر الذي يخنقك ، ولسوف التحمُ مع العظمِ الذي يكونك ،
ولأسخرنّ كل ما في هذا الجسدِ لكِ ، كما أرجو أن تسخريّ نفسك لي ..
يومًا ما .. محبوبتي [ آيـآمي ]

تلك الكلماتُ حفرت عميقاً في روحها ؛ رغم جمودِ وجهها إلا أنها ارداتْ حقاً
أن تسبر أغوارها من أجله ، أن تخبره بكل ما في عقلها وتنبأهُ بما في خلدها ..
إلا أن فتح المعجمِ الذي يحوي ما أختفى من أفكارها ليكون عزمًا ثقيلاً على لسانها
فلا روح لديها تكفي كيّ تدخل الندمَ إلى كيانها ، ولا فرق المسافةِ بين السماءِ والأرض
ليخفيا جدالها .. مع تلك النفسِ الأمارّةِ بالسوء !
أغمضتْ عينيها دون أن تنبس ببنتِ شفة ، إختفت من أمامِ ناظريهما ،
مودعةً رغبةً قديمة ، في أن تكون مثلهما .. صريحةً وقتَ الضرورةِ القصوى ..
ما أعقبَ [ كازو ] بعدها وما حدث [ آيريس ] في أمرٍ يخصها ، فقط إكتفى الأخيرُ
بمقولةٍ واحدة يضعُ يديه في جيوبِ معطفهِ الخفيف

- ينقذُ المحبُ محبوبه ، يرميّ بنفسهِ للتهلكة ، ولا يخبرُ عن أسراره أحدا !

هي فقط فرّت من جدالٍ الحقُ فيهِ مع [ كازو ] الذي لا يزالُ يؤمنُ بخلاصها ،
ولكنها فقط لن تكشف عن أوراقها الرابحة حتى له .. ففي النهاية
ألعابُ الظلامِ قذرة ، وقد تتغير أساساتُ اللعبة كلها .. بناءً على زلة !
ريثما هي تفكرُ بهذا .. ينتهي بها المطافُ باحثةً عنه .. لا تنوي الحصول على الجسدِ
الآن .. فقط شغلَ بالها حالهُ المخفيُ عنها ..
تتمنى أحياناً لو لم تفصلهُ عنها ، ولم تخلّفهُ خلفها كالطيرِ الجريح
هي تعلمُ أن يتعذب .. تشرُ بذلك في نخاعِ عظمها .. فتصدو العبارة في رأسها

" تحمّل [ ريو ] أنا في طريقي إليك "

على حالهِ هو ، على الجرفِ الذي تركتهُ عليهِ [ آيـآكا ] بعدما نوى قتلها ،
على الركبتين يجثو ، و باليدين رأسهُ يضم ، بعينينِ هستيريتينِ من الرعب
مُرتجف الفرائص ، مرتعد الكيان ، متلكأ العقلِ والتفكير .. ما أنفك يرددُ عبارةً واحدة

- لا تجديني .. لا تجديني .. لا تجديني .. إياكِ والبحثَ عنيّ .. والدتي !

تقفُ خلفه ، لم يشعر حتى بقربها منه ، يحفُّهُ الخوف من الجهات الأربع ..
وكأنما زبانية الجحيم حوله يهمسون في أذنه .. بعباراتٍ يتعفّنُ لها الدماغ
وتغلي على إثرها الأوردة ، فتسوّدُ عيناه وتبغي روحه الخلاص وحسب !
ما عرفت كيف تفعلها ، فقط .. دون أن تعرف الكيفية ، إحتضنته من الخلفِ بقوة
فخلال ثوان ، يدركُ وجودها .. تبرقُ عيناه و تهتز الشفتان ، و يخفُ الإرتجاف
فيهمهمُ مُنكراً

- [ آيـآمي ] ..

يدفعها ، يفكُ العناق فيعودُ لعناقها بقوةٍ أكبر من سابقها ، يخفي وجههُ في نحرها
و يغمضُ عينيه مستشعراً دفئها ، يشدُ ملابسها و يفصحُ بموجوداتِ نفسه متألماً

- لقد رأتني .. شاهدتُ أعينها .. كانت أمامي .. تبتسمُ تلك الأبتسامة اللعينة !!
مدت يديها كي تمسك بي .. نادتني .. بإسمٍ قبيح !! شعرتُ بالسماء تضيقُ من حولي ..
و الأرض تمتدُ بعيدًا إلا أنها تقودني إليها .. فإلى أي وهمٍ جذبتني ؟! ..
أردت وجودك !! أنتِ وحسب !! ناديتك !! و ها قد أتيتي ! لم تتخليّ عني !!

تضمهُ إليها بكلِ ذرةٍ من قلقٍ حملتها له يوماً ، ملامحها غرقت في خصلاته السوداء
ووجودهما لوهلةٍ وحسب ، غدا واحداً فلا يفرقُ بينهما ولو بالنيران والسعير !
خلال عشر دقائق .. مرّت كسنةٍ كاملة ، بكى فيها .. كما لم يبكي طوال حياته .. الرعب
الذي دُسُ في روحه .. ظنّ ألا مجال له بعدما أضحت [ بياتريسي ] مجرد حجرٍ أجوف
حلّ العناق وأبتعج قليلاً ، ضمّت وجهه بيديها وأبتسمت له كما تبتسم الملائكة
علاجُ التخفيف بالكلماتِ لديها قد يفيد ، فاسترسلت تتحدثُ مُخففة

- هي لن تصل ، لن تصل إليك ولو بعد قرون ، وإن وصلت .. لأقطعّن يديها ..
لأجرنّها بنفسي إلى حيثُ النسيان والفراغ ، سأجعلكَ تنام .. نومًا عميقاً ..
سأرشدك لحيثُ أنقى الأحلام ، و سأمنحك الحرية من السلاسل الحمراء ،
تلك السلاسل التي قيدتك طوال سنوات ، سأضحدُ هذا الكابوس من الجذور
إلى أعلى السماء ، انا معكَ دائماً ، أسمعُ و أرى .. أسمعُ ندائك ، و أرى ألمك !

لم تتلاعبُ هي بالكلماتِ هكذا ؟! .. لما تجبره على الشعورِ بالراحةِ والإبتسام ؟!
فكّر دائمًا بغرابةِ الأمر ، لما صوتها يحملُ هذا الأثر على السامع ؟
وكأنما هو مخدر ، مهدئ .. تهويدٌ من عالمِ السكون الأبدي ..
لما هي فقط .. من شعر أنها لن تخذله كما خذله الكثيرون على مرّ السنوات ؟!
هي .. العائلةُ الوحيدة التي حضيّ بها .. أولُ من قَبِل به .. رغم كونهِ وحشًا .. مدمرًا !

- [ آيـآمي ] .. شكراً لك





تفّرد بالنفسِ التي يملُكُها ، إستكانَ لوحدهِ في ديجورِ غرفتهِ المعزولة ،
جلسَ على فِراشِه يُسندُ كوعيّ يديه على ركبتيه ، ضامًا أصابعه أمام عينيه ..
إلتمس خيط السكونْ الرفِيع ، وأنتهى به المطافُ حيثُ يرى كُلَ شيءٍ بحياديّة
تسائلَ في أعمَاقِه ، كم مرَّ من الوقتِ لم يسأل نفسهُ فيه : هل أنا بخير ؟
هواءٌ حارٌ من رئتيهِ هو كلُ ما خرجَ كالمدفعِ الذي فرّت ذخيرتهُ بأعلى درجاتِ الصوتْ
إلا أن روحهُ ساكنة ، غير متوترة .. كما لو كانتْ تطفو في الفراغ ..
حيث لا تصلهُ الأصواتُ ولا ضحكاتُ الأحياء ..
رفرفَت رمُوشه على إثْرِ طيفٍ أبيض عابرٍ في الظلام .. جفل عديدات المراتْ
فركَ عينيه ، وهز رأسه نافضاً الخيالاتِ التي باتتْ تلحقهُ في كلِ آن

- هل أنا بخيرٍ يا تُرى ؟!

تسائل لمصلحته رغمَ أنهُ لا يجدُ في تخيّلِ الأمورِ غرابةً تُذكر ..
ضِحكة .. رافقتها ضحكتان .. ثم تلتهما الثالثَة .. أدرك أنه للجنونِ يُقاد دون مقاومة
عدةُ أطيافٍ بيضاء تتراقصُ في غرفتهِ ضاحكة .. ملتوية الملامح .. مشوهة الأجسّادْ
تتطايرُ من أناملِ كُلٍ منها قطراتٌ من الزئبقِ الحار ..
وقفَ [ كازو ] .. مراقبًا ، فما الذي يصطادهُ كما لو كان طريدةً سهلةَ المنال ؟!
لا يدري لما .. تسارعتْ أنفاسُه ، وضاقت رئتاه و كأنما جداران يضغطانِهما ..
حرارةُ جَسدِه إرتفعت ، سقط على ركبتيه .. يتعرقُ عرقاً قاتِمَ اللون كاللعناتْ ،
إنخفَضّت حرارةُ الغرفة ، باتتْ صقيعًا ولكن لهُ كانت فرنًا متقدًا بأعلى حرارةٍ للنيران ..

" هل تسمعُني ؟! "

رفعَ رأسهُ مصدومًا ، فيرى أمامهُ طيفًا لفتى غيرَ مُتضحِ الملامح ..
يحملُ بين يديهِ جرّةً صغيرة ، حمراء داكنةَ اللون .. في قاعها
سائلُ ما تعرّف عليه بتاتًا ، ..

" لا تقلق .. [ كازو ] .. كل ما تراهُ هنا .. صنيعُ نفسك أنت "
- صنيعُ نفسي ؟!
" أنت مراقب .. أنت هنا .. ولستَ هناك .. أنت حيُ فقط مع الأشباحْ ! "
- ما الذي تهذي به ؟!!

تعالت ضحِكاتُ الطيف .. حتى شرّخٌ صدّع الجرّة ، فتوقف متوترًا عن إبداء الضحكات
تراجعَ خلفًا ، مرتصدًا لحركات .. كل الأطيافِ التي تُداعبُ وجودَ [ كازو ] نفسه ،
و خِلالَ لحظات .. لُجةٌ من الصمتِ سيطّرت على الأجواء
بدت الغرفةُ حينها كثقبٍ أسود .. بجاذبيتهِ .. يسحبُ كلَ شيءٍ للعدمْ ..
فوقفَ البتّار ، مرتنحًا ، على وجههِ إماراتُ اللا تعابير .. ما عرفَ كيف يظهرُ
مشاعرَ لما قد شاهدهُ للتو ، كما لو أن الأمواتَ قد صاغوه حليةً لبوابة عالمهم
فأصبح هو الوحيد الذيّ .. يسجلُ الأحداث !

- هكذا أنتهي .. متوهمًا لصغارِ الأشباح !






تِلكَ الحُجرة .. الفوهّةُ العُظمى لقصرِ [ ساتان ] السامق ..
البابُ الفضيَ .. المُقيدُ بألماسِ الآميثيست .. لغزٌ عَظيم ،
ما وطأتْ قدمٌ تلك الحُجرةَ قبلًا ، وما عرفَ أحدٌ من البرايَا .. سِرّها ..
فقطْ ما يُعرف عنها ، خروجُ [ ساتان ] منها .. مشبّعًا بالدماء .. مبتسمًا لشهوى الإغتيالاتْ ،
كما حالُهُ الآن ، ..
على عتبةِ البابِ الأولى داس ، يلعقُ ما يغطيّ يده من الدماء
من المعصمِ حتى باطنِ اليدِ بالتحديد ، بالعينان البراقتّان الحمراوتان ..
مبتسمًا بشيطانية ، رطبَّ شفتيه بالدماءِ ثم مسحها عنها فتركت أثرًا مسحوبًا
كآثارِ أحمرِ الشفاه ، ما كان الإرتجافُ في يده ليتوقف ..
ذاك الإرتجافُ النابعُ من المتعةٍ المُفْتقدة ، التي ما شعر بِها منذ فترَة

- هكذا .. تخمدُ رغبةُ ذبحِ [ آكليس ] من الوريد للوريد في نفسي !

يطاولُ عقلهُ للنسيانِ ويقعدُ منتظرًا والجميع وحسبْ يتسائلون : لما لا ينهي الأمر ؟!
الأمرُ ليس بالبساطةِ التيّ يظنونَها ، قتلُ ذاكَ الحقيرِ يتطلبُ ما لا يمكنُ عده من
التضحياتِ والإستعداداتِ التي هو .. على أتمّ الإستعدادِ لتنفيذها
في اللحظة المناسبةِ وحسب .. في اللحظةِ المناسبة !!
أثابَ خصلاتهُ القصيرةَ للخلفِ يمسَحُ بأًصابعِ الأًخرَى على إمتدادِ
وجنتهِ حتى نهايةِ رقبته ، صانعًا آثارًا واضحةَ من تلك الدماءِ الباردة
تذكرَ مظهرَ [ آكليس ] عند لقائهمِا .. تعالتْ ضحكاتهُ في كلِ القلعة
فاخرقتّها كلماتٌ ممزوجة بالويلِ الكثير

- الحياة التي تُعطى تؤخذ ، الموت الذي يأخذُ سيموتُ يوماً !!

سارَ في الجنباتِ العريضة ذاتْ التصاميم الفيكتورية العتيقة
مدندنًا بأغربِ تهويدة هلاك ، يمكنُ أن تخطُر على بالِ أحد
و ريثما هو على حالٍ من هذا المنالْ .. يراهُ جالسًا من بعيد
مرتْ فترة لم يجتمعْ به ، قرابةَ العشرِ سنين ، يحبهُ حقاً ..
وكأنما ليسَ من جنسِ الشياطينِ هو .. !
توردتْ وجنتاه يناديهِ بحنانٍ كبير

- [ كوو ] عزيزي .. تعال إلى هنا

يرفعُ المعني رأسهُ رغمَ إحباطهِ الشديد ، فيرا سيدهُ أمامه
تتغيرُ الملامحُ إلى ألطفِ ما يكون وتغرورقُ العينانِ بالدموع
يمدُ يديه قافزًا صائحًا

- [ ساتان – ساما – بابا ] دعني أعانقك !!

فيرتميّ في أحضانه ويبادلهُ السيدُ العناق ، يربتُ على رأسهِ مُعقبًا

- يوش يوش .. ما الأمر يا صغيري ؟! .. لا أعتقد بإن [ دان ] ضربكَ هذهِ المرة

يشدُ ملابسهُ بيديه .. يفكرُ بما قد أرتهُ إياه تلكَ المرآة الخبيثَة ..

- سوف تغضبُ مني [ ساتان – ساما ] إن أخبرتُك
- لا لن أغضب .. أخبرني

أخذَ نفسًا عميقًا ، نظر في عينيّ [ ساتان ] بالدموع المجتمعة على مجفليه
ثم نطقَ مرتبكًا

- كنتُ مارًا بالغرفةِ التي يدعونها " كارا " ما كنتُ أدري ما تخفيهِ ولا ما تريده ..
سمعتُ صوتًا يناديني ، يسحبني لحيثُ لا أدري .. حينها ولجتُ للغرفة فرأيتُ
جدارًا كاملاً من المياه عليهِ إنعكاسُ فتاةٍ مزركشة ، أخبرتني : " زهرةُ السوسنِ المعلونة
من صلبِ الملوك ، ستحتلُ مكانها في تلك الجحيمِ مجددًا ، و لا خلاصَ هذه المرة منها ..
تلك التي تنادي بين اللهيب " ، لم أفهم كل كلامها ولكني وعيت .. [ آيـآمي – ساما ] ..
إلى الجحيم ستعود !

إحتدتْ عينا [ ساتان ] وبدا واضحًا عليهِ الغضبُ الأعمي ..
و ظنّ [ كوو ] في تلكَ اللحظة أن لا مكانَ للخلاصِ من غضبه ، ولكنه مسحَ
على خصلاتهِ بغتة ، وأبتسم بهدوءٍ إبتسامةً أنستهُ إسمهُ لثوانٍ ..
ثم راحتْ عبارةٌ واحدة تتردد في ذهن [ ساتان ] القلق

" ستحتلُ مكانها في تلك الجحيمِ مجددًا ،
و لا خلاصَ هذه المرة منها .. تلك التي تنادي بين اللهيب "

مسحَ دموعَ [ كوو ] بأطرافِ أصابعهِ برقة ، ثم أردف مخففًا عنه

- ليس عليكَ القلقُ يا صغيري ، الوقت وحده كفيلٌ بالإجابة عن الغموض

إبتسم [ كوو ] موافقًا سيده ، وفكرةٌ صغيرة هي ما تعانقُ عقل الأخير

" نقاءُ قلبِ هذا الفتى بعيدٌ عن الشيطانية ، وكأنّما هو ليس بشيطان ، هذا النقاء أعطى الأملَ في نفسي أن الشياطينَ ليست مخلوقاتٍ مدمرةً مجرّدة من الأحاسيس ! "

جلسَ البريءُ على الأرضِ دونَ سابقِ إنذار ، فدنى منهُ [ ساتان ] يضمُ ركبتيه بوجهِ لطيف

- ما الأمرُ يا صغيري ؟! هل هناكَ أمرٌ آخر لم تُخبِر بهِ بابا ؟!
- ل – لا .. فقط ..

و دوى صوتُ معدتهِ في كل مكانٍ مسبباً نوبةً هستيريةً من ضحكِ [ ساتان ] عليه
ضحكَ وضحك .. حتى تألم بطنه وأمسكه يستندُ على الجدار
نهاهُ [ كوو ] بغضبٍ كوميدي عن الضحك

- [ ساتان – ساما ] لا تسخر مني ، لم آكل منذ البارحة بسبب [ دانتاليون – ساما ] !!

إلتفت إليهِ و لا يزالُ يبتسم ماسحًا دموعَ الضحكِ العميق ،
خلخل أصابعهُ بين خصلاتِ شعره ثم أعقبَ بجاذبيةٍ مغرية

- ما رأيكَ بأن نذهب لمطعمِ [ كافيّار ليفربول ] ؟ أنتَ تُحبه أليس كذلك ؟
لا تقلق فالحسابُ عليّ ؟

تحمّس [ كوو ] فلمعتْ عيناهُ وتوردت وجنتاه ، يهزُ رأسه ويسبقُ [ ساتان ] بالسير !





إرتدَى قميصًا أبيضَ عادي ، و رفعَ الأكمامَ إلى منتصفِ يديه
رغمَ أن الإدراكَ خافتٌ من عينيه ، على الفِراشِ أجلستهُ
و يدُها على رقبتهِ وضعتها تُرخي رأسهُ على كتفها وتقبلُ وجنتهُ بخفوت
أبعدتهُ قليلًا تُمسكُ رقبتهُ بيديها وعيناهُ تنظرُ صوبَ الفراغِ وحسب
إبتسمتْ لهُ ناطِقَة

- سأستعيدُ الجسدَ الحقيقي الذي لبثَ نائمًا في أقصى الأرض ،
سأعودُ من أجلك ،
لا تقلق [ ريو ]

وقفتْ خارجةً من الغرفةِ الواسعةِ خافتةِ الأضاءة ، وحالما إبتعدت عنهُ وقفَ فزِعًا
ممسكًا بمعصمها ، ومُحيطًا إياها بيدهِ الأخرى مُرتجفاً ، عيناه مجنونتانِ من الخوف

- ل-لا تذهبي .. لا تتركيني .. [ آيـآمي ] !!

تنهدتْ برجفةٍ خفيفية في جسدها ، ثم أجابت هذا النداء بهدوء

- " سالاسا إيرّ ديسران "

و في لحظةٍ سقطَ نائمًا على الأرض ، حملتهُ بخفةٍ ووضعتهُ على الفِراش
لا تريدُ أن تسببَ لهُ الأذى بأن ترفُضَ البقاءَ معهُ بسببِ رغبتها في إستعادةِ جسدها
تجاهلتْ قلبها ، ومضت في رُدهاتِ القصرِ منادية

- [ أمدوسياس ] [ آندراس ٍ] تعالا في الحال !

في أقل من ثانية كانا أمامها خاضعينْ ، بعينينِ حادَتين صوبتَها نحوهما تحدثت

- جسدي .. أين وضعتماه ؟!

إسترقَ كلٌ منهما نظرةً للآخرِ ثم أردف [ أمدوسياس ] بهدوء

- بعد أن أستلمنا المُزيفَ من القبرِ قبلَ مئة عامٍ أعادَ الخمسةُ الجسدَ الحقيقي
من باطنِ الجحيم ، ولكنهم رفضوا تسلِيمهُ لنا ووصعوه في قصر [ جيفراد ]
في نهاية عالمِ الشياطين !

زمّت على شفتيها غاضبةَ ، و تطايرَ الشرارُ الأحمرُ من عينيها معقبة

- هكذا إذن ، الملاعين ... يحبونَ تصعِيبَ الأمور !!

أغمضت عينيها ، و السوادُ الذي ظهرَ من الغضبِ عليهما يُرَعبُ الإثنين الواقفين

- لا بأس ، سأذهب لإستعادته ، أنتما إعتنيا بـ [ ريو ] جيدًا

إبتسامةٌ واسعة على ثغرِ [ آندراس ] ظهرت ليثبت لها أنهما أهلٌ للثقة

- إعتمِدي علينا ، [ آيـآمي – ساما ] !!

قليلٌ من التوترِ على ملامحها وهي تجيب على ثقته بإنكار

- الإعتمادُ عليكُما هو ما يخيفني حقًا !

جُرح [ آندراس ] وسقط على الأرضِ باكيًا محدثًا نفسه

- هذا صحيح ، نحنُ لا يعتمدُ علينا أبدًا

ركلهُ [ أمدوسياس ] ركلةً أوصلتهُ للمريخ ، ثم تكلّم مطمئنًا

- لا تقلقي أبدًا [ آيـآمي – ساما ] فـ [ ريو ] تحت أيدٍ أمينة !

هزّت رأسها مرتاحةً ثم أختفت من أمام أعينهمْ كالسراب
قطعتْ المسافةَ الشاسعةَ بسرعةٍ لا بأسَ بها ،مغررة بنفسِها
على التباطؤ الذي وقعتْ فيهِ لعدم إستخدامِ الجسد الوهميّ بشكلٍ صحيح
و خلالَ عِدة دقائق أمامَ القصرِ كانتْ ، القصرُ الذهبي وسط عاصفةِ الثلوجِ الأبدية
لفحتّها الرياحُ الصقيعية ، و شعرت بجسدها هذا يتحطمُ أكثَر على إثّر إنخِفاضِ
درجة الحرارة الشديد !
إقتحمّت البوابة الضخمة ، ودلفتْ إلى جوفِ القصر ..
سقفهُ كما المغاراتْ ، تتدلى منها مادةٌ صلبة سوداء كالأوتاد
و كلُ بقعةٍ فيه تحوي على مرآة بإطارٍ ذهبي مشوبٍ بقطراتٍ حمراء
جدرانهُ بلونِ الثلج ، و ألأرض مفروشةٌ على طولها بسجادةٍ حمراء كأنما هي
مُعدةٌ للمشاهير ..
تتوزع الدروع الحديدية الواقفة ، كأنها فرسانٌ نائمون منذ سالف العصر والأوان
و الممرُ طويلٌ جداً حتى أن نهايته ما كانت واضحةً للعيان ،
فما إن وصلتْ إليها حتى دفعت البوابةَ التي تزُن أكثر من ستة أطنانْ ..
فإلى غُرفةِ العرشِ وصلت ، فترى كرسيّ والدها القديم يغطُ في سباتٍ
مُحاطًا يتشكلاتٍ صلبة من نفس المادة السوداء ، إلا أن تشكُلاتها عشوائةُ الأشكال
و جسدها ها هناك ، يقبعُ نائمًا بهيبةٍ ضخمة على العرشِ
تمسكُ بيديها سيفَ باندورا الأسود الفتّان ! ..
تقفُ على بُعدِ مترين منه ، فتمدُ يدها مُرددة

- و ها قد أتى آنُ العودة للحقيقةِ بعد الهربِ الطويل ، وأنا أسطُر هذا العهدَ من جديد ،
كيّ تقبل بهذه الروح العفنة فيك ، وتعينني كما فعلتَ على مدارِ سنين ! جسد " سيرا " ..
الجسد المصنوعُ من الضوءِ والظلام ! العُقدة الأبدية لصانعيّ الأوهام ..
أنت لي ولن تكون لغيري ، ملكي أبديًا وإن خنتني لأدمرنّك إلى الحضيض ،
لذا فالتقبل الروح الآن !! هذا أمرْ !!

هبت رياحُ باردة حركتْ خصلاتَ شعرها ، وحطمّت الجسد الوهمي فبدا كذراتِ الجليد
تتلاشى تدريجيًا .. فتختفي هي .. ويعمُّ الصمت ..
أكثرُ من خمسِ دقائقَ مرَت ... ما تحرك فيها الجسدُ الحقيقي ..
بدايةً كانت الأناملُ مُهتزة ، ثم تلتها العينان تتفتحان بروية .. ثم الجسد كاملاً ..
تحرك ، ووقفت على قدميها ، تعرِفُ القوةَ الحقيقية أخيرًا .. بعودتها لنفسها الحقيقية !
فضحكت .. ضحكًا مرعبًا .. والأروغُ القريبُ من العرش .. يعزفُ لوحدهِ موسيقى مظلمة !




وصلَ لمنزلهِ للتو ، مرت فترةٌ طويلة لم يُعد فيها له .. و لا يدري لما
حالما وطأت قدماهُ بلاطَ القصرِ حتى دوى إنفجارٌ دفعهُ بقوةٍ عدة أمتارٍ للخلف
جُرحَ رأسه و سالَ الدمُ منه غزيرًا ، يجفلُ عدةَ مراتٍ كالبلهاءِ يحاولُ إستيعابَ ما حدث
من بين الدخاخين المتصاعدةِ سمعَ تردد خُطواتٍ قادمةً نحوه ..
وتدفقًا لطاقةٍ مثّلت الموتَ نفسه .. تنوي بهِ شرًا !!
[ آيريس ] في خطر .. هذا ما عرفهُ الآن ! خاصةً أن الطاقة هذه ..
تعودُ لوالده .. [ كونتلس ماردلين ] !!!
إنقشعَ الدخانُ و ظهرَ الوالدُ الغاضبُ بعينيهِ المميزتينِ تشعّان غضباً ووعيدا ..
فينتفضُ السنجاب ويصرخُ فزعًا ، متراجعًا للخلفِ عدة َ خطوات ،
ووالدهُ يتقدمٌ ومن حولهِ تتشكلُ اوتادٌ ياقوتية حمراءٌ قاتلة

- و-والدي .. حبيبي .. م – ما الأمر ؟!

يكشّرُ [ كونتلس ] ويركلهُ على بطنهِ عدةَ مرّاتٍ ممسكًا برقبته حتى لا يطيرَ بعيدًا

- أتظنني أحمقَ أم ماذا [ آيريس ] ؟!

تتواكبُ الدماء من كلِ أنحاءِ جسدهِ على السيلان ، و هو لا يفقه ما يحاول والده قوله

- ما الذي تعنيه ؟! لا أعلم عمّا تتحدث !!

صرخ بهِ صرخةً أنسته أسمه

- أحمق !!! للتو علمتُ وحسب .. أتبيعُ الشعارَ الخاص بأسرةِ [ ماركوفيا ] ؟!!!

عمّ وجههُ الفزع ، فكيفَ باللهِ علمَ والده هذا الأمر ؟!
أخفى هذا السرَ لسنواتٍ طويلة ، مُغررًا بوالده و مكذبًا اقوالًا كثيرة بخصوصِ الشعار ..

- هذا .. صحيح .. لقد بعته !

يشدُ [ كونتلس ] شفتيه و يلطمُ برأسِ إبنه أرضًا ..
عيناهُ تلمعانِ ألمًا .. قسماته المتألمة حطمّت فؤاد [ آيريس ] واجبرته على البكاء

- أحمق .. تعلمُ كم يعني هذا الشعار لوالدتك! .. رغم ذلك قمت ببيعه !

غطى عينيه بيده ، وشرع بالبكاءِ محدثًا بألم

- أنا آسف .. آسف .. آسف !

جلسَ والدهُ على الأرض محطّم الفؤاد .. يتذكرُ كثيرًا من الأحداث

- إذن كنتَ أنتَ من باع كثيرًا من أغراضِ [ سيسيليا ] .. أنت أحمقُ بالفعل !

تركهُ ودخلَ للقصر ، لا يدري .. كيف يمكنهُ أن يسامحهُ على هذا ..
فتلك الأغراض .. وخاصةً الشعار يعنيان له ولها الكثير !!
بقيّ [ آيريس ] على هذا الحال ، مكسور الخاطر .. مخفيّ الذنب
فهو فقط .. أراد أن ينسى الألم .. أن يتخلص مما يجلبُ ذكراها لقلوب الجميع
فباع كثيرًا من أشيائها .. لعلهُ ينسى ألمَ فقدانها .. وعدمِ وجودها بينهم !



لا يزالُ يبكي رغمَ أن ساعاتٍ قد مرّت .. دون أن يتوقفَ للحظة
وجراحهُ لم تلتئم .. هذا متوقع ، فهذهِ الجراحُ سببها [ كونتلس ] في النهاية
يبكي خجلًا وحسرة .. لما أخفى هذا الأمرَ عن والده ؟!
كان عليه أن يشاطرهُ أحزانه ، عوضًا عن كرهه لفترةٍ طويلةٍ جدًا !
ينزفُ بغزارة .. إن بقيّ على هذا الحال لن يكونَ ما يحدث تاليًا خيرًا مطلقًا
يكادُ يفقدُ وعيه .. بل بدأ بفقدهِ تدريجيًا .. وريثما هو كذلك ظلٌ ما غطاه
ينظرُ إليه كما ينظرُ للقطط المشرّدةِ الضالة ، إلا أن رأفةً ما في عينيه لمعتْ
فحملهُ بين ذراعيه بحذر ، وإلى قصر [ ساتان ] إتجه بهِ لمداواته !
في الغرفةِ الخاصة لـ [ آيريس ] في القصرِ وضعه ، خلع قميصه
بدأ أولًا بتجفيف الدماء بإستخدامٍ بعضِ الشاش والملائاتِ الخاصة
ثم عالجَ الجراحَ تدريجيًا .. حتى بقيت الرضوض وحسب فقام بتضميدها
ألبسهُ قميصًا نظيفًا ، ثم وقفَ ينظرُ إليه بنظراتٍ هادئة .. لم تحمل أي معنى
فقط وضعَ يدهُ على جبينه وحركها على إمتدادِ شعره .. مرددًا بهدوء

- أرجو لكَ نومًا هانئًا [ آيريس – ساما ]

خرجَ [ ماهوتي ] من الغرفةِ كاللصوص ، ما سمعَ له أحدٌ أي وجودٍ أو حس
فبين الردهِ يسير ، حتى سمعَ صوت إرتطامٍ من الغرفةِ التي تركها للتو
عاد ببرود ، فوجدَ [ آيريس ] كالبُلهاءِ ينظرُ يمنةً ويسرة غير مستوعبٍ ما يجري
جلس مُتربعاً ، مُكتفَ اليدين ومغمض العينين .. وبدأ يُحللُ ما جرى
إبتسمَ بثقةٍ و خبث وهو يطلع عقله على أفكارهِ

- ببساطةٍ كان [ ساتان – ساما ] في زيارةٍ لوالدي ، حينها رآني و
حينما شاهد حالي الميؤوس منه خشي على وريثه و حنّ قلبه الكبير ،
قبل وجنتي وحملني ثم جلبنيّ لقصرهِ وعالجني ، وقبل ان يخرجَ
همس في أذني
" سأحميكَ على الدوام .. أنتَ وريثي " هه .. كم أنا رائع !!

ما اعتلت أيُ ملامحَ وجه [ ماهوتي ] الذي كان يراقبُ من فتحةٍ في الباب ..
فقط ألقى بشمعةٍ في الغرفة وأحكم إغلاقها ، وسار يسمعُ صوت فحيح النيران المشتعلة فيها
مرددًا بضجر

- نسيتُ أن أحرق الغرفة ، فهي مكانٌ لوباءِ الطاعون .. بكتيريا ضعيفة حمقاء !

إستطاع كلُ من قصرِ سماع إستنجاداتِ [ آيريس ] المُحترق .. ولكن احدًا لم يمدَ له يد المعونة !





للتو وصلتْ لقصرِ والدها ، هناكَ أمرٌ عليها أن تشرحهُ له دون أي تأخير
ولكنها ما كانت تتوقع رؤيتهما هنا ، [ آلبيرت ] و [ مايكل ] يتسللان بلباسِ الخادمات ..
لحظاتٌ من الصمتِ المرعب .. و نظراتها عديمة الضمير والمشاعر ..
وهما دون أي خجل .. كالنساء متنكرين .. لهدفٍ حجبهُ عقلها حفاظًا على سلامتها العقلية ،
[ مايكل ] بدون أي خجلٍ أو مروءةٍ صاحَ بها سعيدًا

- [ آيـآمي – تينشي ] هل أبدو جميلًا بثيابِ الخادمات ؟!

إختفت ملامحها وراءَ ستارِ الرعب والظلمة ، فارتعدت فرائصُ الأحمقِ السائل
وتراجع مُتخذًا من [ آلبيرت ] درعًا واقيًا لهجومها الفتّاك عليه !

- [ آيـآمي – تينشي ] تغارُ منيّ لأني أجملُ منها !!

صرخ بذلك كالنساءِ تمامًا ، ما احتملَ رفيقهُ ثِقلَ دمه فأمسكهُ بقوةٍ
وعيناه تلمعانِ رغبةً في قتله

- [ آيـآمي ] هيا أقتليه !! أقتليه قبل أن ينشر بذوره الفاسدة في المجمتع

ما كانت هي لترفض عرضًا مغريًا كهذا .. بالأخص أن [ ساتان ] يراقبُ من بعيد
و يأكلُ الفشار متحمسًا لما سيجري لاحقًا ..
رمحٌ سميك ظهر من العدمِ في يدها ، قلقَ [ آلبيرت ] على نفسه حينما شاهدها
تهاجمُ بنية قتلِ الإثنينِ سوية .. أخترق الرمحُ قلبيهما .. ورددت وهي تحتقرهما بشدة

- قذران مثلكما مكانهما الأرضُ لتأكلهما الديدان !!

سرقَ [ كازو ] بعض الفشارِ من صحنِ والده يعّلقُ على المشهدِ ببرودٍ أحمق

- تلك هي صغيرتي !

شهقَ [ ساتان ] !! فكيفَ يجرؤ هذا اللعين على سرقةِ فشارٍ من صحنه ؟!!
نظر إليه بنيةِ قتلٍ واضحة .. أمسكهُ من رقبته ولما أوشكَ على قتله كانت هي تقف أمامها

- والدي أترك عنك الهوايات القاتلة لأخوتي في الوقت الحالي ودعنا نتحدث

إبتسم بسعادة ، ترك [ كازو ] ووقفَ ينظرُ إليها سعيدًا
- إذن الجسد الحقيقي عادَ مجددًا ؟! هذا جيد ، ذاك الجسدُ كان ذي تردد قوةٍ مزعجة
تنهدت بإكتفاءٍ من التعلقات ، ثم ما وصل الأمر إلا أن تأتي [ آيـآكا ] من بعيد
متحمسة للقاءٍ [ آيـآمي ]
دارت بها الدنيا ، وشعرت أن يوم نحسها الأكبر قد حلّ بلا ريب .. !
ضربَ [ ساتان ] وجه [ آيـآكا ] دون أن ينظر إليها حتى ، وبهيبته المعتادة سأل

- ما الذي أتيتي لتخبريني به ؟

إبتسمت بغرور ثم اجابت

- ما أردتَ ان تعرفهُ منذُ مدةٍ طويلة .. الحقيقة التي تربطني بهذين الإثنين !

إتسعت عيناه قليلًا بحرصٍ و شك ، فلا يريد أن يكون ما يفكرُ به حقيقيًا !
و حينما كانت على وشكِ أن تتحدث .. هي ، [ آلبيرت ] و [ مايكل ] سرى تيارٌ قويٌ
في أجسادهم ،
فسعلوا الدماء وأختّل توازنهم ، أمسك [ ساتان ] بها بسرعة
و [ كازو ] يدرك .. أن لما حدث علاقةٌ بالدوارِ الذي أصابهُ فجأة !!

- ت – تهويدة الأرواح .. إنها تعمل .. هذا يعني
- الخمسون عامًا التي قضاها الأحمقُ في حالةٍ من الوحشية تأتي بنتائجها علينا !
- اللعنة !!

ما فهِم [ ساتان ] المقصدَ أبدًا .. وبان ذلك على وجوهِ الجميع كذلك ..

- ما الذي تعنونه بهذا الكلام ؟!

وقفت [ آيـآمي ] بإعتدال ، مسحت خط الدمِ عن فمها ثمّ أردفت

- حسنًا بدايةً وقبل ان اخبرك بما نقصدهُ بهذا عليكَ أن تعرف علاقي بهذين الإثنين ،
لستُ أرى حاجةً من إخفاء هذا بعد اليوم على أية حال ..

- حسنًا .. وما هي هذه العلاقة ؟

صمتت لعدة لحظات ، من الصعبِ ان تتفوه بهذا الكلامِ الآن
لكنها إستجمعت كل قوتِها في جلمتها الطويلة التالية

- [ آلبيرت ] و [ مايكل ] و أنا .. كلنا وجوه لعملة واحدة ..
- فسّري أكثر
- هما أنا .. وأنا هما !

صدمةٌ للجميع ، وتحققُ لأفكار وسواسيةٍ لم يحبذ ان يسمعها تخرج للحياة أبدًا !!

- أتعنين..
- أجل .. هما مصنوعان مني ! أنا صنعتهما .. لذا هما جزءٌ مني .. بالأحرى أنا !!

تطاير شعرُ [ ساتان ] من الغضب ، وأحاطته هالةُ حمراءٌ نفرت الجميع منه ..
ما شعر بيده التي تحرك صافعةٌ إبنته الخرقاءَ أمامه !!!
أمسك بشعرها وشده بقوةٍ دافعًا إياها للجدار فيحطمه ، ما أظهرت الألم .. ولا الندم
إستمرَ في ضربها .. و [ كازو ] .. فقط مصدوم .. لا يدري كيف يفسرُ هذه المشاعر
[ آلبيرت ] .. هو [ آيـآمي ] .. كيف يعقلُ هذا ؟! .. مستحيل !! هو كان معهم
قبل أن تولد هي حتى !!!
تركها [ ساتان ] لاهثًا من الغضب ، ثم سألها بنبرةٍ نثرت الشيبَ في رؤوس الجميع

- و ما هو قصدكِ بإن ما يجري مع [ كازو ] لهُ شأنٌ فيكم كذلك ؟

بدون مساعدةِ الإثنين ما كانت وقفتْ أبدًا ، إستجمعت أنفاسها ثم اكملت الشرح قائلة

- أنت تعلم الأحداث التي جرّت بـ [ آلبيرت ] لإستخدامِ تهويدة الأرواح !
ولكن ما لا تعلمه هو الثمنُ الذي على الشخصِ أن يدفعهُ لإستخدامه إياها

- أكملي ..

إزدردت لعابها ثم أكلمت

- بدايةً كان الثمنُ الذي دفعهُ [ آلبيرت ] هو وقوعهُ في غيبوبةٍ طويلة ما
كان من المفترضِ أن يستيقظ منها ، بعدها لاحظت ما يجري مع [ كازو ] ..
كل نصف قرنٍ يمرض أو تصيبهُ حالةٌ من الخمول ، او ترا شخصيته تتقلبُ
بشكلٍ ملحوظ .. ينتهي الأمرُ بأن ينام ثلاثة أيامٍ ويستيقظ بحالٍ جيدة كالسابق ..

- أجل وبعد ..

حاولت أن تلتقطَ أنفاسها ، و [ آيـآكا ] التي تمسك بـ [ كازو ] ما كانت لتترك مثل هذا الأمر بفوتها

- ولكن بعدها ولدتُ أنا .. لذا إنتقل دفعُ الثمنِ من [ آلبيرت ] لي أنا .. لأني أنا الاصلية ..
أنا هي [ آلبيرت ] فعلى التهويدة حصدُ الثمنِ اللازم .. هي تتغذى على شيءٍ
واحد وحسب ، ما يبقي [ كازو ] طبيعيًا ولا يعيده لحاله الوحشي هو الذكريات ..
تنهلُ من ذكرياتي فيضًا كُلَ خمسين عامًا وهذا ما جرى قبل مئة عام حينما
أصابت الحالة [ كازو ] .. ونام لثلاثة أيام

إتسعت أعين [ آيـآكا ] بإنكار .. إرتجفت وهي تردد بغير تصديق

- إذن .. في اللحظة التي دفعتكِ فيها عن الجرف ما كان السقوط سببًا في
فقدانكِ للذاكرة ..بل كانت التهويدة !!

أغمضت [ آيـآمي ] عينيها ، ثم أجابت

- أجل ، سقطةٌ مثلُ تلك ما كانت لتسبب لي فقدانًا للذاكرة ، ولكن شائت الصدفُ
أن تحصد التهويدة ثمنها في اللحظة التي دفعتني فيها عن الجرف ..
فبدى الأمر وكأنما أنتِ السببُ في ذلك

طأطأت رأسها مرددة

- هكذا إذن ..

لا يزال [ ساتان ] يحجدها بعينيه الحادتين ، دفع الإثنين أللذين يمسكان
بها وامسك بذقنها بقوةٍ ناطقًا

- لم أفهم كيف يمكن لـ [ آلبيرت ] أن يوجد قبل أن تولدي ؟!

ما كانت لتشرح هذا الجزءَ في هذا اليوم ، فمن الصعب ان تخبره
بالحقيقةِ كلها دفعةً واحدة

- سأخبرك بهذا لاحقًا ، أما الآن عليّ إكمالُ البحث

لن يجبرها ، عرفَ أكثر من نصفِ الحقيقةِ للآن ، فتركها و تأنيبُ
الضمير لضربها يلاحقهُ داخليًا
نظرت إليه .. لـ [ كازو ] .. الذي ما كان يعلمُ انها تدفعُ ثمنَ
الحالةِ الوحشية التي يصلُ إليها
ما تحمل أكثر ،إحتضنها بقوةٍ كبيرة حتى كاد يحطمُ أضلعها

- [ كازو ] ..
- وأنا الذي ظننتُ بأني الوحيد الذي أعاني لأني أحبك .. بلهاء .. أنتِ تعانين أكثر مني !!
- من أجلك .. سأفعلُ أي شيء .. مهما كان !
- [ آيـآمي ] ..

نظر لملامحها ، فقد إدراكه في تلك الإبتسامة الهادئة ، تلك الإبتسامة ملكه .. ملكه هو وحده
ولكنه يفكرُ بخدعةٍ ما كذلك .. لما [ آلبيرت ] غدا صديقه إن كان هو [ آيـآمي ]
ليس هناك إلا إجابةٌ واحدة .. هي من طلبَ منهُ ذلك !
فهمت ما يفكرُ فيه .. وضعت يدها على وجنتهِ ثم أجابت

- ليس الأمر كما تفكر ، أنا لم اطلب منهُ أن يصادقك ، هو فعل ذلك من تلقاءِ نفسه

ما كان ليصدق ، ولكن الثقة العميقة في عينيها اجبرته على ذلك
وقد شعر بالفعلِ بالراحةِ لهذا ،

- قضيتَ أكثر من ثمانينَ عامًا في حالةٍ وحشية ، لذا حان وقتُ الحصاد !
- ماذا ؟!!! هل ستأخذُ ذكرياتك ؟!
- لا تأخذُ الكثيرَ في العادة ، في آخر مرة فقدت فيها ذاكرتي كان السببُ
أن فترةً طويلةً دون حصادٍ قد مرّت ، ولكن لا تقلق .. الآن أنا و
[ آلبيرت ] نتشاطر الحصاد فسأفقدُ القليل من ذاكرتي وهو كذلك القليل

ما عرفَ كيف يخففُ عنها مطلقًا .. هذه الحقيقة ما كان يتوقعها بتاتًا ..
فرقع بإصبعيه ، فانتقل الأربعةُ إلى مكانٍ آخر ، حديقةٍ بنباتاتٍ فضية اللون
أعطاها ظهره ثم قال

- لستُ اريدُ أن اعرف الباقي الآن ، ولكن عليّ الإقرار .. أنا امقتُ الملاك الأحمق بجانبك

ضحك [ مايكل ] بقوة ثم أردف

- اجل الجميع يقولُ لي هذا !

ضربه [ آلبيرت ] بقوةٍ على رأسه ، فابتسمت [ آيـآمي ] وهي تنظر لظهرِ كازو
آلمها قلبها عليه ، إحتضنته من الخلف فتتسعُ عيناه ويحمر وجها الإثنين المتشاجرين
همست له بهدوء بلكماتٍ جعلته يبتسم بسعادةٍ ما شاهدوها من قبلٍ على وجهه

- حمقاء .. لا تضربي أوتاري الرومانسية بهذا الشكل و إلا ..
- وإلا ماذا ؟

إلتفت إليها ، امسك بذقنها .. ونظر إليها بوجهٍ خبيثٍ وعينان شيطانيتان

- حقًا تريدين أن تعرفي ؟!
- لا .. ليس حقًا

قليلٌ من الإحباطِ أصابه وهي تبتعدُ عنه تنظرُ للحديقة بتأملٍ عميق ..
أغمضت عينيها و تنفستٍ بعمقٍ الهواء المشبعَ بذراتِ الثلج المنعشة
تذكرت أمرًا ، إلتفتت وهي تبتسم بطريقة ما فهموا مغزاها أبدًا ..
تحركت شفتاها للكلامِ ولكن .. إختراقُ سيفين لجسدها .. واحدٌ من الظهر
والآخر من الأمام .. قد أخرسهم تمامًا .. و جملةٌ من فاهِ فتاةٍ سوداءِ الشعر حيرتهم

- الوعاءُ يتحطم ، التحركُ واجب و منعكِ من الحياة فرضٌ علينا !

عيناها .. غطيتا بطبقةٍ شفافةٍ زجاجية .. و كأنما .. هي مستيقظة بغيبوبة !





[ نهاية عالم الشياطين ]

هي أبعد منطقة موجودة في عالم الشياطين ،
تقع على فوهةِ جرفِ العالم ، كانت قبلًا العاصمة القديمة
إلا أن [ ساتان ] غيرها لبعضِ الاسبابِ الخاصة
منطقةٌ معزولة ، لا تألفُ الحياةٌ فيها ومثلجة على مدارِ السنة


[ اجسام سيرا ]

سيرا هي المادة التي يتكون منها أجسام الشياطين
خليطٌ من الظلام والضوء ، مادةٌ نقية مشوبة بالظلمة
لا يمكن إيجادها إلا في أجساد الشياطين وتختلف نسبتها
من شيطانٍ لآخر

[ الماس الآميثيست ]

هو ألماسٌ ذو لون أرجواني داكن ،
أقوى بعشر مرات من الألماس العادي ..
يستخدم في صناعة الأقفال وتكون غالية الثمنِ جداً
وقد يستخدم في صناعة الحلي و بعض القصور 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes