WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل التاسع عشر : ( ألا تسمعُ صرخةً مدويةً في نفسي ؟ ! )






,,
و ستبقى مُنكسِرًا ما دامَ الزمنُ ماضيًا ،
ستنزلُ للحضيض ، لن تترك المسير
أنت وأنت فقط في نزال ، طويلُ المدى على مرور السنوات
في الغياهب ترتجي ، وصولًا لها و لكن الطريق طويل
مملٌ كبير ، باردٌ مظلمٌ زمهرير
لا تتكهن باللواعجِ فالهواجسُ رجسٌ في روحٍ طاهرة
و الشكُ مرضٌ إن نمى اضحى سرطانًا قاتِلا
تناول المسّرة مرةً و أنظر للسماءِ في غسقِ الليل الأول
كن هنا ، فذاك الأحمرارُ لك و ليس لغيرك
خذها .. يا من زأر يومًا فبدد عوالمَ شتى
ستعودُ لنفسك الأولى ، تلك التي اخفيتها في الظلمة
ولن تترك هذه المرة ، ستأكلك حيًا كُلا
فهنيئًا مريئًا لها تلك الحُلكة !
‘‘
ما أستقرّت نفسٌ للحظة ، وما بقيَ من سوادِ الأمرِ شيء
توالتْ الأحداثُ مسرعةً ، غيرَ مباليةٍ بما حلّ بقلبٍ ضعيف
فلمْ يتوقعّوا للحظةٍ أن السلامَ المؤقت سيزالُ على حينِ بغتة
لمْ يرغبُوا بإزالةِ الستَّار و لا تأوِيلَ ما في الأحّلامْ ..
ولمَّأ طُعِنَتْ ، إستَفاضَ الأمرُ بِهم شرًّا ، متناسينَ واقعَ أنَّ ليسَ
كلُ ما يتمنّاهُ المرءُ يدرِكُه ، ولا يعرفُ القدرُ مساواةِ في الأحداثْ !
كبلورةٍ صافيةٍ بلا ملامحَ عيناهَا ، كما لو أنّ طبقةً من الزجاجِ تحجبانِ فحواها
دونَ مُقلةٍ سوداء تبّثُ الوعيَ والأدّراكْ ..
كانتْ نائمةً بعينينِ مفتوحتَين !!
إنتُشِل السيفانِ من جِذعيهَا ، فتهَاوتْ على الأرضِ دونَ حولٍ ولا قوة !
و الرسولانِ الصغيرانِ يقفانِ بلا حَراكْ ، أحدُهُما إكفهّر وجههُ ذلًّا ،
والأخرى دون إهتمامٍ تُبصِرها ، أشاحتْ بناظرِيهَا مُتكبرة ، ثم أعلنّت مُرادها
- أنتِ الى النومِ الأسودِ هذا تنتمِين ، ولا إستِيقاظَ لكِ من هذا
ولسوفَ تكون من النائمينَ الآبدِينْ !
ما طاقُوا صورتَها ، و لا تحمّلوا نبرَتها ، [ مايكل ] بشعرٍ للأحمرِ تحوّل
أُثِيرتْ مشاعِرهُ المكبُوتة ، حانقٌ هو لحظّتها ، ما تعرّفوا عليهِ
من الوحشِ الذي أصبحه !
صرخَ بِها متوعِّدًا
- لعينة !! ستندمين !!!
هيَ لم تكُن تعرِفه ، هو الذيّ نزلَ مُدةً للحَضِيضِ و أذاقَ المُعذبِين
في الجحِيم مرارةً لا تنسَاها الاجسّاد !
إستهانتْ بهِ فتلقّت ضربةً موجعةً من برقٍ أبيض كالسحاب !
شطَر يديهَا لقسّمَينْ ، تلّوت من الألمْ ، تُبصِرهُ معميًّا بغضبه ..
لم يحاوِل [ آلبيرت ] إيقافَه ، اكتفى بصمتٍ ما تلائَمَ مع الحال
وقسماتٍ بارِدَة عديمةِ الإهتِمامْ .. !
في حينِ غارتْ عينا [ كازو ] يمسِكُ أعصابهُ كيّ لا يخسِّف بالمكانِ
و يمحِيهِ عن بكرةِ الأرضِ كُلِها ،
لا يزَالُ [ مايكل ] غاضِبًا ، يملؤهُ الحقدُ حتى إسودّت عيناهْ
أعصابُهُ حُلّت ، تجمعّتُ غيومٌ سودٌ ملأى بمادةٍ ما تذكَّروا مُشاهدتها قَبلًا
و حينمَا يرفعُ ناظرَيهِ ناطقًا بالويلٍ مجددًا ، تعرفُ وهي و هو الخوف !
- منّ يمّسُ ملاكي بسوءْ لأذيقنَهُ جحِيمًا لم يصنع حتى للشياطِين !!
تتفاوتُ ألوانُ الغيومِ السود وتندمِجُ مع الأحمرِ و تدرجَاتهِ المرّعبة
و دون أن يتمكّن أحدٌ من الحَراكْ ، تُمطرُ السماءُ مادةً متفجرّة
[ديوتيريد الليثيوم ] ! ما أن تسقُطُ قطرةُ منهِ على الأرض .. حتى يحدُثَ
إنفجارٌ نوويٌ هائلْ .. يمحي معالمَ المكانِ كامِلًا ..
و لسببٍ ما كانتْ القطرتُ الساقطةُ بطيئةً جدًا لثِقلِ موادِها
و قبيلما تصِلُ للأرضِ يطيرُ الرسولُ الثاني بسرعةٍ للسماءْ ..
متخذًا من جسَدِه الخاصِ درعًا ، فتفجّرت القطراتُ عليهِ مدويةً
إتسعّت أعينهمْ رهبةً ، و دونَ أن يعرفَ أحدٌ التوقِيت ، كانت [ آيـآمي ]
بين يديّ [ كازو ] يُمسِكُها بقوةٍ جبارَة بين يديه ،
تقفُ [ إيكوتريس ] لاهثةً بنفسِ الغرورِ و التكبّر ، تردد بصوتٍ هزيل
- سخِّروا قواكُم لي .. يا وحوشَ [ ميتاك ] !
ومن العدمِ تخّرُجُ الوحوش ، ذات شاكلِةِ الهجَائِن !
و حينها يعرِفون .. أن لا مجالَ للخروجِ غير القضاءِ عليهم .. تباعًا !








ما أختَلفَ النومُ عن اليقظَة ، وما يعرفُ العقلُ الفرقَ بينَ الوهمِ والواقِعْ
و حينَ تبددِ السحابِ عن أفكارِه ، تتناهَى لمسامعِهِ عباراتٌ مُذنِبة
تقتضي بإعادةِ تلكَ النفسِ المنسيَة ، المطوَيةُ في حجرةٍ مُغلقةٍ بالنسيانْ
و لكِنهُ ما عرفَ الضوءَ قبلًا ، ولن يتيغيّر الحالُ إن لم يفقه إلى أيّ حالٍ هو ماضٍ
كونُه ذاك الشخص ، المذنِب ، المنجّسِ بالدماءِ و أرواحِ الإخوانْ
المتكَونُ من رغبةٍ شهوانيةٍ بتدميرِ الحياة !! هو الذي ما كانَ يجبُ أن يولد
بما كان عليهِ أن يكون هنا ، أن يتنفسَ و يعرفَ الحبَ والكُرهَ ومشاعرِ الإنسانْ
[ ريو ] .. تمنى لو وحسّب .. أن لا يفْتَحَ عينيهِ مُجددًا ..
وأن لا يعّرِفَ نبضَ قلبهِ مرة أخرى .. !
دواماتُ الفراغْ ، و ظلمةُ ديجورٍ حقَّ عليهِ أن يُنسَبَ إليه ، أوه العذاب
العذابُ الذي يذُوقُهُ على مرِ السنواتْ ، تلك الرغبةُ بالإختفاءْ
و الحلمُ الغريبُ أنهُ من الغرباءْ .. يتسائلُ في بعضِ الأحيان :
هل من الجيدِ له أن يوجد ؟! هل لا بأسَ أن يكونَ لديهِ من يحبه ؟!
ألا بأس لهُ بالحياة ؟! الرغبةِ في أن يبقى لهُ أثرٌ يتذكرهُ بهِ الناس ؟!
سرعانَ ما فتَحَ عينيهِ يرددُ إسمًا واحدًا فقد لذّته لتكرارِ الكلام
- [ بياتريسي ] ..
يُدْرِكُ ما نطَقَ بهِ من الحرامْ ، تنبَلِجُ عيناهُ برعبٍ و صدمةٍ مما على اللسانْ
يتحركُ فزِعًا من الفِراش ،مُتعّرِقًا ، يلهثُ كما لو كانَ في سبَاق !
يرتَجِفُ بقوةٍ يتجمّدُ من بردٍ في العظامْ ، بإرتجافِ اللسان .. ناداها رغبةً في النجاة
- [ آيـآمي ] !! أرجوكِ .. عودي !!
تتعالى ضحِّكتُها ، تلك التي تفزعهُ على الدوامْ ، يسمعُ صوتها ينادِيهْ
يتوقّفُ فجأةً ذاك الإرتِجَافْ ، وعيناهُ للسوادِ حالتا ، لم تبقى حتى ..
بقعةٌ واحدةٌ بيضاء .. و من الفراشِ دون وعيٍ قامْ .. خارجًا ..
ليبحثَ عن طريدَتهِ كالصيّاد !






لما شعرَ بنبضَة ، عرّفها بأسوءِ معنى ! تمطّى نفسَه ،
إندَثَر على الهواجسِ السيئَة ، هجياءٌ عصفَت بين ظنّينْ
و لكنهُ عرف ! أن الأسوء بينَهُما هو الحاصِلُ بلا ريبْ !
و كيفَ لا .. وهو يعرفُ تمامَ المعرفة مراد الحقيرِ [ آكليس ] !!
إنْ حصَل ما فكّر فيه ، فلا بُد من أن أعصابهُ لن تتحمّل الغضب
ستنفجرُ مُحدثةً غارةً على العالمِ من حيثُ لا يدري !
إستوقَفَ نفسهْ ، تنفسَ بعُمق ، أغمَض عينيهِ و ركّز كل تفكِيرهِ عليها
على إيجَادِها وحسبْ !
ترائَتْ في بالهِ صورةٌ لم تكن مُحببة ! .. هي كالجُثَثِ الهامِدة
عينَاها زُجاجِيتَان ، و وحوشُ [ ميتاك ] .. تحومُ حولَها راغبةً بِها !
تدفقُ قوته إعجازي !! .. ذاب الجبلُ الشامخُ خلفهُ في لحظات ..
ولم تسلمْ السماء .. فإلى الإحمِرارِ تصّورت !
إندلعَ الكمدُ في نفسهِ فوارًا كالحممْ ، وشدّ على القبضةِ القوية
حتى تقطّرت مِنها الدماءُ تِباعًا .. !
ما كان ذلك كافيًا حتى أخرج كل زمكهِ بصرخةٍ زلزلت أساساتِ عالمِ الشياطين
- لن تُفلِت [ آكليس ] !!!!! سترى أن النهاية هي الموتُ لمن يخرجُ علي !!!
شدّ على أصابعهِ جامعًا إياها ، وقبضتُهُ على الأرضِ هواها ..
ومنها .. زلزالٌ بقوةٍ فاقت 8 درجاتٍ شقَّ طريقهُ عبَرَ الأرضِ لمكانٍ غير معروف
فيقفُ [ ساتان ] مجددًا ، عيناهُ جمراوتانِ أكثرُ من الدماء ، يخفف على النفسِ الذكرى
- الأمر بشع ، ولكن نهايتهُ أبشع ! الموت رحيم .. فلن اقتله .. للهاوية أنتَ تنتمي !
نفسٌ عميقٌ هو ما أحتَاجهُ في لحيظاتٍ طويلة ، فلما إستنشَقَ الرطوبةَ غار الغضبْ
لم يكُ يتوقعْ ظهورهُ خلفه ، حضُورٌ وديع و تدفقٌ غامضٌ للطاقة
إلتفتَ إليه بقسماتٍ غاضبة ، مطّ شفتيهِ حاثًّا إياهُ على الكلام
- ما الأمرُ الذي جلبَك إلى هنا [ باندورا ] ؟!
يبتسِمُ بخبث ، دالِكًا رقبته ومشِيحًا بالنظرِ صوبَ الفراغ
أجابهُ بفتور
- لا شيءَ حقًا ، شعرتُ بغضبِكَ فأتيت !
ليسَ في مزاجٍ يسمحُ لهُ بتحمل سُمجِ حدِيثهِ حاليًا ، أرَاد ان يتجاهلهُ
إلا أنَ النظرةَ التي على وجههِ نفتْ تلك الرغبةَ فجأة
- هل أرى نظرةَ الشرّ في عينيكَ [ باندورا ] ؟
يتقدمُ [ باندورا ] و حينَمَا أرادَ والدهُ الحديثَ يضعُ سبابَتهُ على شفاههِ مانعًا
إياهُ من الكلام .. !
- والدي ، أحيانًا نسيانُ الواقع لوهلة ، يغيرهُ لشيءٍ آخر تمامًا
يبعِدُ [ ساتان ] إصبع إبنه ، يمسكُ بيدِ [ باندورا ] بقوة ثمّ يهمهم
- تحاولُ التملصّ من الإجابة ، تخفي شيئًا أليس كذلك ؟
يبتسمُ إبتسامةً لطيفة ، يغمضُ عينيهِ على إثرها ثم يستفيضُ في الحديث
- لا أدري حقًا ، هل يُعتّبرُ إخفاءً أم لا .. ولكن الحقيقةً مُملة إن كانت واضحة !
يضحكُ [ ساتان ] .. ضحكاتٍ متتاليةٍ مرعبة شيطانية !! تحمّر عيناهُ وتظهرُ الخطوطُ
السوداءُ أسفلَ عينيهِ مسببةً لها مظهرًا مُهيبًا لإمبراطورِيتهِ العظيمة !
- هكذا إذن ! الحقيقة مُملة ؟! ألا تجدُ لك متعةً غير الكذب [ باندورا ] فخفايا
نفسكَ واضحةٌ كما الشمسُ في الأفق !! أعرفُ ما تخفيه ، لا داعي للإنكار
فأنا لستُ أبلهًا حتى لا أعرف ما يخفيهِ عقلك المظلمُ هذا !!
لم يُرد أن يُظهرَ الخوفَ الذي تسللَ لأعماقِ نفسهِ المُرتجِفة ، هذا الرعبُ المبثوثُ
من قبِل والدهِ ما كان جديدًا ، ولكنهُ في كلِ مرةٍ يُصبِحُ أقوى وأكثَر تأثيرًا
إزدَرد لعابه ، لم يبتسم .. بل إكتفَى بتقاسيمَ متوترةٍ جادة ، فيما يُكمِل [ ساتان ]
- الحقيقةُ هي أنك أنت من كتبَ موت [ آيـآمي ] في كتابِ [ آلبيرت ]
كما أنك تُدِكُ حقيقةَ كونِها الوعاءَ الأنسب .. لولا بعضُ الموانعِ بالطبع !
لكنكِ لم تكتُب عذابَ [ كازو ] النفسي .. يا تُرى .. من كتبه ؟!
إتسعت عيناهُ برقَةً ، عرفَ والدهُ لهذا الحدِ مُسبقًا .. ما الذي يعرفهُ أكثر ؟!
كان شديدَ الحيّرة والتوتر .. ولولا رباطة جأشهِ لكان على ركبتيهِ خائرًا ذليلا !
- ك – كما هو متوقعٌ منكَ يا والدي ، لا يخفَى عليكَ شيء
رفع أحد حاجبِيه ، مرر باطنَ يده على طولِ وجنةِ [ باندورا ] مبتسمًا بهدوء
- لا تحاولْ إستغّفالي .. أنا معكَ على الدوام .. أعرف مكنوناتِ صدرك كُلها !
إن لم تكُن هذه هي القشة التي قصمَت ظهر البعِير فلا يدري ما هي ،
عاود [ ساتان ] الضحكَ الشيطاني ، ثاقِبًا بنظرتهِ الحادة ..
ما اختفى خلفَ روحِ [ باندورا ] .. !







أمسكتْ [ هولدرا ] بـ [ آيـآمي ] التي ما كانتْ تعيّ ما يجري حولَها
و ريثما [ كازو ] يصدُ الهجماتِ المتتاليةِ على التي تنامُ بعمق ،
يذبحُ كلٌ من [ آلبيرت ] و [ مايكل ] الوحوشَ تِباعًا ، إلا أن لا نهايةَ لهم
كلما ذبحُوا واحِدًا ظهرَ خمسةٌ عوِضًا عنه ! وكلما تقدمُوا في العمليةِ
ضاعَ وقتهمْ في إيقَاظِها ، يدافعُ بقوة .. قواهُ ضعيفةٌ جدًا كي يُقاتل
أثّرت عليهِ تلك الهلوساتُ الشبحِية بشكلٍ أقوى مما تَوقعَ سابِقًا ،
بنصفِ إلتفَاتةٍ إستَرقَ نظرةٍ إليها و صرخَ بهَا غاضِبًا
- يا بلهَاءْ !! إفتحيّ عينيكِ !! لا تتركي طعنةً تؤثرُ على عقلِكْ !
لا إستِجَابة ، لا حَركة ، و لا حتى أثرٌ على كونِها حيّة ،
تتمسّكُ [ هولدرا ] بالأميرةِ بقوة ! تحاولُ أن لا تدعها تسقطُ في الفوهةِ خلفها
لا يدري أحدٌ كيفَ ظهرَتْ فجأة ، سوادءُ فاحمةٌ و لها جاذبيةٌ كجاذبيةِ الثقوبِ السوداءْ
أوشكتْ قبلَ لحظاتٍ على السقوطِ فيها .. وإن حدث ..
فلا أحدَ يدري إن كانوا .. سيعودون .. أحياء .. أو أمواتْ !
ما أستسلمَ أحدٌ منهم ، وكلما إحتَدمتْ مشاعرُ [ مايكل ] يزدادُ إحمرارُ
شعرهْ ، لا يريدُ اللجوء للعنفِ في العادة ، ولكنِهم قد تعدُوا على الحدود
لذا سيريهِمْ ما يعينهِ الأذى الحقيقي !
جناحان ضخمانِ ملائكيان تشعّبا من ظهره ، عادَ شعرهُ أشقرًا مجددًا
وأزدادت عيناهُ زرقةً وجمالًا ، فيُخرِجُ بوقًا عتيِقًا .. ويبدأُ العزفَ عليه
من خلالِ الموسيقى البوقِية ، تتشكّلُ طبقةٌ زجاجيةٌ على أجسادِ الوحوشْ
و سُرعانَ ما تُشكِّلُ حاجزًا متِينًا على أجسادِهم ، و داخل الحاجز
تُسمعُ الصرخاتُ النّامةُ عن الألم .. و يتحولُ كلُ ما في الحاجزِ إلى دماءْ !
أجنحةُ خفافيشْ على غرارِ صاحبهِ الملائكيّ ، وعينانِ كالبومِ في صُفَرتِهَا
يضعُ إصبعهُ على شفتيه مبتسمًا ثم يغمغمُ هامِسًا
- إششش .. حان وقتُ النوم ..
سيوفٌ تشكّلت على هيئةِ الصقورِ تصطفُ صفوفًا لا متناهيةً خلفَه ،
كُلها في آنٍ واحد ، تُهاجمُ الوحوشَ بضراوةٍ معهُودةٍ من المقاتِلينْ !
و هكَذا .. يستمِرانِ بالقِتال .. راغبينِ فقط بأن ينجحا في حمايةِ صانِعتِهما
شتت أذهانُهم قول [ هولدرا ] المُفاجئ
- [ كازو – ساما ] !! تمالك أرجوك !!
إلتفتا بسرعةٍ قلقين ، ..
وجهٌ شاحِبْ ، تنفسٌ ثقيلْ ، تعّرقٌ شديد و إسودادٌ تحت عينيه
[ كازو ] بحالٍ يُرثى لها !! وليس يدري لما ..
إنه ذاك القُرب .. القُرب منه .. ذاك الذي لا يعّرفُه .. لا يدري منْ
ولكنهُ فقط .. يعلمُ أن قُربهُ هذا .. مؤذٍ .. مُدمرْ .. و ظلامي !
صداعٌ قويٌ أصابَه ، أخلّ بتوازُنِه ، الجو من حولهِ باردٌ جدًا
و شعورٌ بعشراتِ الأيدي تطبعُ السُمّ على جسدهْ
إستنَد على رُكبَةٍ واحدة بالإستعانةِ بقبضةِ يده ، أغمضَ عينيه محاولًا
أن يستعيدَ ضغطَ دمهِ المُنخفِض و سرعةَ تنفسهِ الطبيعية ،
غشاوةٌ بيضاءُ على عينيه ظهرتْ ، وألمٌ غريبٌ في قلبهِ قد تتابعَ في سدِّ شرايينه
حاولا أن يأتيا إليه !! أن يساعداه !! [ آلبيرت ] ما تمكنّ من ذلكْ
ولا [ مايكل ] الذي خشيَ على [ كازو ] بشكلٍ ما كانَ يتصورُ حدوثهُ يومًا
نسيَ أن مقدارَ قوتهِ يؤثِرُ على [ هولدرا ] .. نسيَ ذلكَ حقًا ،
فضَعُفتْ .. وكادت تفقدُ وعيها !! .. و دون أن تشعرَ إنحلّت يداهَا
وسقَطتْ على ركبتيها ، إتسعَتْ الأعيّن .. وجسدُ [ آيـآمي ] يتهاوى نحو الفوهة السوداء
بحركةٍ خاطفةٍ سرقتْ كُل قواه أمسك [ كازو ] برسغِها .. وباتت تتدلى بينَ السقوطِ والثبوتْ
رغم لُهاثِهِ الحاد و شحوبهِ إلا أنه عنّفها بألمٍ كبير
- إفتحي عينيكِ .. لا تخذليني .. [ آيـآمي ] !!!!!
إهتّزت الأنامل ، تلاشتْ الطبقة البلورية عن إحدى عينيها ، نظرتْ إليهِ ببرود
إبتسم إبتسامةً هادئة ، معبّرًا عمّا جالَ في خاطره
- كما توقعّت .. أنتِ عنيدةٌ مثلي !!
حرّكتْ يدها اليُمنى طاعنةً يده !! تألمّ ولكنهُ لم يُصدر أي صوتْ
تخدّرت يدهُ مُدركًا أنهَا طعنتهُ بإبرةٍ صغيرة مملوءةٍ بمخدرٍ قوي !!
فُتِحت أصابعه .. وسقطتْ [ آيـآمي ] في الفهوة السوداءِ المُظلمة ،
و عادتْ الطبقةُ البلورّية على عينها مُجددًا واضعةً إياهَا في نومٍ عميق
أدركَ في تِلك اللحظة .. لم تُرد أن تسحبهُ معها إلى الهاويَة
فضّلت أن تسقطَ لوحدِها .. على أن تأخذَهُ معها !! زمّ على شفتيه بقوة
ودون أيّ تفكير ألقَى بنفسهِ خلفها وسطَ صرخاتِ الإثنينِ المقاتلينْ
وجههُ فزعٌ بشدة ، يحاولُ الوصولَ إليها ويدهُ ممدودةٌ كي يُمسَك بها
وجلّ ما جالَ تفكيرهُ كان " لن أفقدها !! لن أفقدها أبدًا !! "
إستطاعَ الوصولَ إليها ، أمسك بِها بقوةٍ دافِعًا إياها لحضنه فغيّر وضعيتهْ
أعطى ظهرهُ لجهةِ السقوطِ فأصبحتْ هي في الأعلى عليهْ ،
أغمضَ عينهُ بقوَة ، ولم يعلمْ .. ما حدث بعدَها !








إستجّمعَ القوّة في دحضِ الرغبةِ العارمةِ في الصُراخ ،
كاسفُ البال ، إمتنعَ عن الحديثِ ليومين طوِال ..
لم يعرف أحدٌ مقصدَهُ من هذا ولم يبالِ الكثيرونَ حقًا
فهُم لمْ يعرِفوا ما يُخفِيه أحمرُ الشعرِ في قرارِته ، ذاك السرُ الدفين
المعرِفَةُ المحضّة لأمورٍ ما كان الشخصُ العاديّ ليعرفَهَا
ملامحُ جامِدة ، وجهٌ بلا حياة ، كما كانَ قبل آلافِ السنواتِ قبلًا
فاترةٌ عيناهُ الذهبيتّان ، شاحبةٌ أطرافُ أصابعِهِ كما بعضٌ من وجهه
للحظاتٍ قد تظنّهُ من عالمِ الأمواتِ السُفْلي .. وللحظاتٍ تراهُ جسدًا مجوفًا بلا روح
قد يعودُ الزمنُ لذاك الوقتِ .. يومًا .. يومًا ما !
تقدّم مِنهُ وهو يعرفُ ما يدور بخلدِ [ آراشي ] الواقفِ بهدوء ،
مقابِلًا اللوحةَ الضخمة المتمثّلةِ في تصويرِ نهايةِ عالمْ البشَر
أرمدَ تلكَ المشاعر وصيَّرها للرَمادْ ، متوقِّعًا حضور والدهِ في أي لحظة
لم يلتَفِتْ إليهِ حتى ، ولم يُعرهُ الكثيرَ من الإهتمامِ كالعادة ،
إكتفي [ ساتان ] بإبتِسامةٍ حانِيةٍ مُحبة ، يربّتُ بِها على رأسهِ بهدوء
فَرجَ عن شفَاهِه متسائٍلًا بنِية إستفزَازية
- ما قد رأَيتهُ ولا ترِيدُ الإدلاءَ به .. صغيري [ آراشي ] ؟!
لمعةٌ خفيفةٍ بانتْ في عينيهِ يلتفتُ ببرودٍ شديدٍ لوالده ، ضاقتْ عيناهُ قليلًا
يجيبُ بلا أي مشاعِرَ واضحة
- لقد أخذَهُما [ آكليس ] لبعدٍ بعيدٍ جدًا ، يريدُ بهذَا أن يؤخّرك قدر الإمكانْ
كما لو أنَهُ نسيّ من تكون حقًا ، الإستِهانةُ ستوديهِ للهلاكْ
توقّعَ [ ساتان ] هذا ، ما كانَ يعتَقِدُ أمرًا أقلّ من الذي أتى بعدهُ بفترةٍ ليستْ بطويلة
أغمضَ عينيهِ مُلتفِتًا غيرَ ناظرٍ لـ [ آراشي ] أبدًا
- لابُدَ أن يكونَ المكانُ محصنًّا بشدة .. أليس كذلك ؟
لم ترُق لـ [ ساتان ] الإبتسامةُ التي شقّها ثغُر [ آراشي ] بملامحهِ الشاحبة
يعطيهِ مُرادهُ بهيئةٍ مُريبةٍ ، و تجوِيفٌ فراغيٌ غريبْ في عينيهِ لم يرتَحْ له
- وضِعَ في متاهةٍ حتى انا لم أستطعَ أن أعرف صحيحَ طريقهِا بعد
أعتقدُ أنكَ ستكونُ أفضلَ منيّ في إتباعِ آثارِ طاقاتِهم هناك ، والدي !
لمْ يُجب ، إكتفى بنظراتهِ المُلتبِسة جوابًا لقولٍ كان لهُ غيرَ سوي
إتسعتْ الإبتسامةُ المُثيرةَ للتوجّس فنطقَ بعبارةٍ لم تكُن ضروريةً مُطلقًا
- لا تقلق يا والدي ، لن تشُوككَ مني شائِكة .. أبدًا !
هو يعلمُ أن طريقةَ تفكيرِ [ آراشي ] غيرُ إعتياديَة ، وأن المعرِفةَ التي يمتَلِكُها
هيَ بالأساسِ هِبةٌ أُعِطيتْ لهُ حينما إستعادَ روحه ، كما لو أن العالمَ يريدهُ
أن يكونَ عالمًا لحينِ الحاجة !
تنهد [ ساتان ] ثم بدأَ يسيرُ سيرًا بطيئًا مُبتعِدًا عن إبنه ،
إزدادتْ الإبتسامةُ خبثًا وظلامِية ، يهمسُ في إبتعادِ والدهِ مفكّرًا
- أنتَ لن تؤذَى من قِبَلي .. ولكن الباقون ..
لم يكُمل عبارته ، إكتفى بضحكةٍ خفيفةٍ شامتَة ، ثمُ عادَ ينظُر للوحةٍ المعلقةِ مُجددًا
- نهايةُ العالمْ .. ليستْ بعيدةً هي للبشر ولكنها أقربُ لأنفسِ الشياطين
لا يدري بأي كلامٍ هو يتفَوه ، فقَط يُدركُ أنهُ يقول أمورًا لن يعرفِها العاديونَ إلا
في لحظةِ وقوعهَا وحسب !
فردّ يديهِ كالأجنحةِ في الجو ، إبتسامته المجنونة كونّت شرَارًا في عينيه
توّاقًا لذاكَ الدمارِ صرّح بعلو الصوتْ
- سنرى يا [ آبيس ] سنرى يا [ ساتثرون ] الكونُ هو حجرٌ صغير
والنهايةُ ليس أمدية بل أبدية ! اللغزُ الأول .. كلمة [ آشتون ] !!
الإرادةُ وحدها لن تكفيَ لمحو الغيّ ، و لن تشطُر السمَاء ولن تجمَعَ
الأراضين !! كونوا على حذرٍ من [ كيلاس ] خافوا [ ساماس ] !!
أنا وهم واحد .. انا وهم نعرِفْ !!
إختَرقتْ كيانُهُ نظراتٌ حادة ، متشّحةٌ بغضبٍ لا مثِيل له ، أربكهُ الأمرُ لثوان
حتى نزفَ رأسهُ على ضغطِ قوى والدهِ على جسَدِه ، مسح الدمّ بوجهِ مُختّل
ثم أردفَ مُجددًا بإهتمامٍ وإبتسامةٍ هادئة
- ويلٌ هو لمنْ يتمادَى في الفسَادِ .. هه !




لم يبلُغ الحُزنُ أشُدَه بعد ، و لا يزالُ الوبالُ قادِمًا من اللا مكانْ
إستفَاضَ بهِ الأمرُ حتَى ما باتَ يفهُمه ، فأيُ شعورٍ هو هذا الذي يراودِه ؟!
كفكف وجههُ مسَنِدًا بكوعيّ يديه على فخذيه ، لا يدري لما هذا الإحساسُ في رقبِته
شعور وخزٍ وإنزعاجٍ غريبْ ، لم يشعُر بهِ قبلًا ، أرقّهُ الأمرُ جِدًا ، فليسَ هو بالذيّ
يمرضُ في العَادة !
حاولَ إسترجاعَ سجِلهِ المرضيّ لحتَى هذا الوقتْ ففشل !!
فكلُ أمراضهِ هي أصاباتٌ كان مُسببَها الرئيسي اللعين [ كازو ] !!
أجل لن ينسى تلكَ الأيامَ التي تلقّى فِيها أنواعَ الضربِ والإذلالِ من العنجهيّ الأحمق !!
لا يجبُ أن ينسَى قدرهُ كمجّردِ قردٍ راقِصْ ! عليهِ إخفاضُ رأسهِ لوريثِ [ ساتان ] الشرعي
- بففففف لا أحدَ يعرفُ قدري !! حتى هذا الوخزُ اللعين لا يعرفُه !
توقفَ الزمنْ ! وباتَ كلُ شيءٍ عدِيمَ اللونِ فجأة ! توتر .. و تسائَلَ مُرتاعًا
- أنا لمْ أستخّدِم قواي .. أليس كذلك ؟!
إبتسم ببلاهة ، و ظنّها مُزحةً ثقيلةً من والدهِ ، فهذهِ هي طريقتهُ في الإعتذَارْ
- حبيبي .. والدي .. أنتَ تعلمُ أن قلبي سنجابيٌ رقيق .. أليسَ كذلك ؟!
تغيّر المكان .. وأصبحَ غابةً صامتةً عديمة الألوان ، مُوحِشةٌ جرداءُ ميتة ..
صامتةٌ فلا خريرَ للماءِ يُسمَعُ فيها ، ولا تغريدًا للعاصفيرِ يُدركه .. حتى الحياةِ فيها معدُومة
ضاقَ بهِ الذرعْ ، صرخَ ببلاهةٍ وجدّية
- يا عديم الإحساس !! يا قاسي القلب [ باكا كونتلس ] إعتذر بطريقةٍ
مُباشرةٍ طبيعية !! أنا رقيقُ القلبِ ، مُرهف الحسّ !! أتريد جلطي ؟!
أنا إبنكَ الوحيد ! أتريدُ قتَل كُلِ هذه الوسامةِ بسبب عاداتِك السخيفة ؟!
أجبني أيها العجوز !! لا تفعَل هذا بي !! هذا أسوءُ منظرٍ لحاصدِ أرواح !!
إزدادَ الوخزُ بغتةً ، صغرَ رأسهُ ذليلًا ولا يدري لما كانَ ذليلًا ..
رنّ صوتٌ مزعجٌ في المكانْ ، صوتٌ متواصلٌ موجيٌ رنّ في إذنهِ كأزيزِ الذُباب
تبِعَتهُ ضحِكاتْ متتالية ، مشوبةٌ بشخصيةٍ قبيحة ، ملتويةٍ مشوّهة
فتصدو الكلماتُ في أذُنيه .. تلكَ الكلماتُ المشئومَة !
- لا عجَب أن إبني يُحِبك .. أنتَ ذو هسٍ فُكاهيٍ جيد !
لا أنسى وسامتَك !! ستكون جيدًا لتخدمني لبعضِ الوقت
عزيزي [ آيريس ] يا سنجابي اللطيف ذو الأعينِ البراقّة
سأستحوذُ عليك .. روحيًا .. وجسديًا !
رادوهُ هاجس ما عرفَ كنهَه ، ولكنِهُ أدركَ الرُعَب فيه ، و الغموضَ
المُلتَف حوله ، هذا الشعور بالوخزِ يزداد .. وكأنما هناكَ من يخمشُ رقبته
فتُجرحُ من الخدوشِ الحارّة و تسيلُ منها الدماءُ القرمزية !
توقفَ عن الحركةِ على حينِ غرّة .. سقَط على رُكبتِيه
وغطت الخصُلاتُ القصيرةُ عينيه بظلالٍ سوداءَ فاحمة ..
مرّت بضعُ دقائقَ ولم يتحّرك .. ليبتسم بشيطانيةٍ دَهْمةً .. ويقفَ فتبانُ الملامحُ الفاتنة
بإبتسامةٍ حقيرةٍ خبيثة ، ويخرجُ من الحُلقُومِ صوتٌ أنثويٌ فتّان
- كما توقعّت ، لا شيءَ أفضلُ من جسدِ حاصدِ أرواحٍ لراقيةٍ مثلي !




لا يدرِيانِ لما آلَ بهِما الحالُ إلى هذا !! إلى أن يكونَا تحتَ رحمةِ التنين الأسود
تشبعّا بالضربِ حتى ما عادَ لهُما الوقوفْ ، وهو بشتّى الطُرقِ يحاوِلُ الخروجْ !
أفزعتهُما عيناهُ السوداوتانْ ، المليئتانِ بالضياعِ وعدمِ الإدراك !!
لم ينبُس بكلمةٍ ولم يقُل حرفًا ، فقط أرادَ الخروجْ ، كي يبحثَ عنها !!
سيقتُلها !! أجل لن يترُكها لو كلفّهُ ذلك حياته !! سيموتُ قاتِلًا لوباءٍ مُدمر !!
تلك اللعينة ، والدته ، [ بياتريسي ] !!
ولكنِهُما لن يترُكاه ، لقد أعطيا أميرتُهما كلمةَ شرفْ !! لن يسمحَا لهذا الأحمقِ بالخروج
وقفَا بصعوبةٍ بالِغة ، و هو حتَى لم يبذُل أي مجهودٍ في إبراحِهما ضربًا ،
لا يريدُ حقًا أن يؤذيهما ولكنِهما صنعَا حاجزًا لم يَرى مِثلَهُ قبًلا ، كان فريدًا من نوعه
فلم يوجدْ حاجزٌ قبلًا إستطاعَ أن يحجِزهُ في مكان لهذهِ الفترةِ الطويلة ،
لذا لنْ يُضيّع الوقت ، أمرهما بالنُطقِ مباشرةً
- أخبراني كيف أحلّ هذا الحاجِزْ ، كي لا تخسرا ما هوَ أهمُ من حياتِكما !
وقفَ [ أمدوسياس ] باصِقًا الدماءَ من جوفِ فمِهِ ، يحتقرُ تلك الكلماتِ ناطقًا
- أنتَ لستَ طبيعيًا [ ريو – سان ] ، عليكَ بالراحةِ فلديكَ إرتجاجٌ حاد في الدماغ !
تبدّلتْ الملامح ، وأصبحت قاتمةً مُغبّرة ، حرّك يدهُ فارتفع في الجوِ ضاغطًا
على الأعضاءِ الداخليةِ له ، مما أدَى لنزيفٍ داخليٍ حاد ، سيقتُله بلا ريبٍ إن أستمَر
ومن أجلِ أن لا يحدُثَ هذا ، يُفَرقعُ [ آندراسْ ] بأصابِعهِ فجاءةً
تُحِيطُ فُقاعاتٌ صفراءُ بـ [ ريو ] فتكّونُ بينها كهرباءَ ساكنةً شلّتْ جسدهُ كامِلًا
سقطَ [ أمدوسياس ] على الأرضِ خائرَ القوى ، كِلاهُما بحالةٍ مُزرية ،
هذا التنينُ قويٌ جدًا ، لا شكّ بإنه أقوى حتى من أبناءِ [ ساتان ] أنفسِهم !!
لم يفعَل شيئًا سوى تحريكِ أصابعهِ فكادا يموتانْ ، ما الذي سيحدثُ إنْ
قاتل بجديةٍ إذن ؟!
لا يستطيعانِ إيقافهُ بالطُرقِ العادية ، عليهمْ أن يكونوا أكثَر فنًّا الآن !
كِلاهُما إتخذا موقعًا ، أحدهُما خلفه و الآخرُ أمامه ..
لم يُفكِر بالتحركٍ بتاتًا ، أرادَ أن يعرف ما ينويانِ عليهِ دون عناءْ !
تشكّلت دواماتٌ سوداءُ ذاتُ طاقةٍ غير معقولةٍ بتفجرٍ رهيبٍ للسحر ..
إتسعت عينا [ ريو ] دهشةً من هذا !! والدواماتُ تُحيطُ بهما و هما يركزِّانها عليه
حينَما أراد التحّركَ قيدتهُ أيدٍ خرجتْ من الدخانِ الدواميّ !
أيدي الخطيئة ، تتركُ علاماتِ حروقٍ على الأماكنِ التي تلمسُها
لا يدري لما ذكّرته بأيدي [ بياتريسي ] .. فزِعَ لهذا وصرخ غاضبًا
- لُعَناء !!!!!!!!!
إن تحرَك فهُما هالِكان لا محالَ .. سيموتان إن تحرر .. وهو سيتحرر !!
توقّف كلُ شيءٍ فجأة ، وسقطَ نائمًا مُجددًا على الأرض بعدما ضربتهُ [ آيـآكا ]
بقوةٍ على رقبته ، كان فمُها ينزفُ بشدَة ، و شعرُها مُنسَدلٍ دلالةً على الحرب !
- اللعنة على [ بياتريسي ] .. تؤذي تنيني اللطيف بهذا الشكل ،
مُجردُ شمطاءٍ قبيحة !! لن أتركها دون عقَابْ !
كلاهما على رُكبتِيه جثى ، متنفسِينَ بعمقٍ شديد ، رامِقينَ [ آيـآكا ] بنظراتٍ شاكرة
وهي تبتسمُ لهما ، وخلف تلك الإبتسامة .. برودٌ قاتل تجاه المُلامْ !




فتحَ عينيهِ بصعوبةٍ كبيرة ، جسَدُهُ ثقيلٌ جدًا ، ما أستطاعَ أن يحركهُ في البداية
شعرَ بشيءٍ باردٍ يستقليّ عليه ، عرفَ أنهُا سجادةٌ من الأعشابِ الباردة الزرقاء !
رفعَ نفسهُ ينظرُ حولهُ بذهنٍ مُشتتْ ، حتى إتسعت عيناهُ ينادي بقلق
- [ آيـآمي ] !!!
كانت على بُعدِ بضعةِ أمتارٍ منه ، رغمَ تخّدرِ جسده قامَ إليها مُسرعًا وضعها في حِجره
قربّها من صدرهِ يتلّمسُ وجنتَها بخوفٍ كبيرٍ بادٍ على وجههِ المُرهَق
- صغيرتي !! أستيقظي !! عودي لوعيكْ !!
لا فائدة ، لم تُبِد أي إستجابةٍ لما قاله ، إحتضنَها بقوةٍ كبيرة حسرةً على الحال
هذا القهرُ ليس بالهيّن عليه ، دائمًا ما يحدثُ هذا ولا يدري لماذا !!!
حملهّا وسارَ دون أن ينظُرَ للمكانِ بدايةً ، بعدما عرفَ التيّهَ بعد دقائق نظر حوله
غابةٌ مُسدلةٌ بغطاءٍ أخضرَ شاحبْ ، بعضُ نباتاتِها زرقاءُ ثلجية ..
منسوبُ المياهِ فيها يصلُ لأكثر من أربعينَ سنتيمترًا فوق الأقدامْ وأشجارُا طويلةٌ
جدًا ، تفاوتتْ أحجامُ جذوعها بين الرقيقةِ والثخينة ،
بعضُها كان ضخمًا جدًا فتناكح من الأعلى مُغطيًا ضوءَ الشمسِ من الوصولِ للأسفل
وعلى جذوعِهَا إنتشرت الأشنّة و حواليهَا الأجمةُ وبعضُ الفطريات
ولا أثرَ لحياةٍ أخرى في المكان .. على ما يبدو هما الوحيدان ذوي الأقدامِ هنا !!
لم يفهم لما إنتَهى بهما الحالُ في هذا المكانْ !! لما هنا بالذات ؟!
[ كازو ] خائرُ القوى ، رُكبتَاهُ ترتجفانْ ، يعرفُ قربه منه !! لهذا هو ضعيفٌ هكذا
- اللعنة !! من يكون هذا ؟!! لستُ أفهم !!
ناداهُ صوتٌ ما .. صوتٌ عميقْ ، جذبهُ لدرجةٍ لم يستطِع أن يفهمَها ..
و هي بين يديهِ سارَ بها إلى حيثُ الصوت .. صوتٌ روحيٌ قديمْ
شعرَ بإنهُ قد سمعهُ من قبل .. اجل لقد سمِعه
- وكأنما هو صوتُ ذاك الطيف ..
وبعدَ دقائِقَ طويلة ، إنتهتْ الغابة ، وأفضَى بهِ الطريقُ إلى مساحةٍ مفتوحة خضراء
وفي تلكَ المسَاحة ، جذورٌ تناكحت وتجمعّت مُشكلةً عرشًا لملكٍ قديرْ
على العرشِ طيورٌ بيضاءُ ذاتِ ذيولٍ من الحرير ، ذهبيةُ العيونْ
وعليه جلسَ [ آكليس ] مغمضًا عينيهِ منتظرًا وصولَ الضيوفْ ..
وحينما فتحها ، إبتَسم ليرتعِبَ قلبُ [ كازو ] وينتفضَ لرعشةٍ أصابتْ جسده
ركّز [ آكليس ] عينيهِ على التي تنامُ بين يديهِ فتحسّر ناطِقًا
- يال الخسارة ، كنزٌ مثلها عليهِ أن ينامَ الأبدية ، ألا ترى ذلكَ أيضًا
[ كازو ] ؟
جامدةٌ هي قسماتُ المُتحّدثِ إليه ، كالوحوشِ الرابضةِ هو ،
بنبرةٍ ملكية تحدّث مستثيرًا مشاعر [ آكليس ] الخبيثة
- لا أرى فيها نوع الكنوز الحقيرة التي تراها ، هي مُختلفة !
ضحك بهدوء ، ثمّ وقفَ وسار صوبهُ بخطواتٍ وئيدة ، حتى وقف على بُعدِ
مترٍ واحدٍ منه ، تلاعبَ بخصلتين من شعرِها الذهبي ، مما أثار حفيظة [ كازو ]
كاد يقطعُ يدهُ لولا أن كان يحملها بين يديه
- أتعلم .. هي ضحت كثيرًا من أجلك .. لطالما .. كانت تحميك !!
ضاقت عيناه ، إرتَعشَ قلبُه ، ولم يتحدّث مُجيبًا على هذا
- من اجل تغييرك صنعت نصف شيطانٍ ونصف ملاك ، أرسلتهُ للماضي
بتعويذةٍ مُحرمة ، هذا أستهلك طاقتها فتعذبت بصمتٍ لأكثر من عشرِ سنوات
ولم تكتفِ بهذا ، بل من أجلِ ألا تجرحك بكونها هجينة تركت القصر !!
إستمّرت بتقصيّ أخبارك ، وكلما أتيتُ كي أستولي عليك .. توقفني ..
يالها من فتاة .. دائمًا ما كانت تأخذ الآلام الجحيمية التي أعطيكَ إياها حتى
لا تتألم وترى الويل المُعدَ لك !! وقد فعلت أكثرَ وأكثرَ من أجلك !
كانتْ قسماتُهُ منكَسِرة ، مصدومةً مُتألمِة ، ينظرُ إليها وإلى الحالِ التي هي عليَها
مفُكّرًا
- أنا .. ما الذي فعلتهُ لأجلها ؟!
يسقطُ على ركبتيه ، أصبحَ بلا ملامحْ ، لا يدري لما أثّر الأمرُ عليه هكذا
وأنزَل الوبالَ القاضي عليهِ دفعةً واحدة ، لم يُرد أن يسمعَ شيئًا ،
فقط أرادَ أن يكون معهَا .. لوحدهما في مكانٍ ناءٍ لا حياةَ فيه .. لا يعلمُ لما
ولكنه أدركَ أن هذا الرجُلَ أمامه .. مدمر !!
- عليكَ ان تعرفني .. عليكَ أن تعرف من سيكون في جسِدكَ سيدًا
فما دمتُ غير قادرٍ على الوصول إليهما .. أنت إذن مقصدي الوحيد !
[ آكليس ] .. مُدمرُ العوالمِ .. [ آكليس ] !!
- [ آكليس ] ..
هذا الإسمُ جلبَ لهُ نوعًا من السكون .. البُغضِ والغضَب !
تنافرَ منهُ جدًا ، وشعرَ برغبةٍ في القضاءِ عليه !!
- هي تُحبِكَ جدًا حتى إن لم يظهر هذا .. مسكينة !! طوال حياتِها نظرتْ إليك
ولكنَها لم تستطعْ أن تصل لك .. عجيب أليس كذلك ؟!
لم يعّلق على هذا ، إكتفى بالصمتِ وحسب ، ثم وقفَ دون أن يعيرهُ إهتمامًا
وأستدارَ خارجًا من هذا المكان التعيس .. قبلما يقومُ بما لا يُحمَدُ عقباه !
- حقًا تُريد الخروج ؟!
توقف ، إستَدارَ له نصف إستدارة ، رمقهُ بنصفِ عينٍ وهو يتحدّث
- لا أحبذ البقاءَ مع المزعجينْ !
إبتسامةُ رضى إعتلت وجهه ، و [ كازو ] يراقبُ الجسدَ الذي يتكسّرُ ببطءٍ شديد
- لم يعُد هذا الجسدُ مناسبًا لي ، لا جسدَ مناسبٌ غيرك !!
سأحصُل عليك [ كازو ] .. ولن تخرُج من هذا المكانِ أبدا !
إبتسمَ [ كازو ] إبتسامةً ساحرة ، والشرارُ الأحمر يملؤ عينيه
- حسنًا ، حاول الحصولَ عليّ ، أنا بعيدُ المنالِ عنك يا [ آكليس ]
إتسعت عيناهُ قليلًا ، وما اجابَ على هذهِ الجُملة مُطلقَا







شُلّ جسدهُ تمامًا ، لا يدري لما .. ولكن عينا [ آكليس ] أوقفتا عمل الأوامرِ

في دماغهِ وجسده !! وما تمكّن من السير أو التحكّمِ في أي حركةٍ من حركاته !

- ما الذي فعلته بي ؟

بلهجةٍ باردة ، عديمة المشاعر سأله !

وإذ بـ [ آكليس ] يتعجب منها .. فلما الهدوءُ في مثلِ هذه اللحظاتْ ؟

رفع حاجبيهِ مستفسِرًا

- أحقًا أنتَ هادئ ؟ ام أنك تمثّل الرزانة ؟!

هو هادئٌ حقًا ، كقلوبِ الوحوش الميتة هو قلبهُ الآن .. نفسهُ مرتاحة

و لا خوفَ من الاحمقِ أمامهُ مُطلقًا ، إبتسم ساخِرًا ثم أجاب

- ربما .. و ربما لا .. ما رأيكَ أنت ؟

كان رأيهُ لفحة هواءٍ حادةً كالسيوفِ جرحت وجنة [ كازو ] جُرحًا عميقًا

نزفتْ منهُ الدماءُ تباعًا ، ما فعَل غير الإبتسامِ ولعق الدماءِ وحسبْ !

- هذه إجابةٌ غليظَة ، لا تقسو عليّ .. ألا تُريدني ؟!

إحتدّت قسماتُ [ آكليس ] وتطايرَ شعرهُ عصبَيًا ، يعقبُ بتهديد

- لا فرق لدي ، يمكنني أن أقطّعك وأعذّبك كما يحلو لي ..

سأُرَممُ جسدكَ بعدها !

- حقًا ستفعل ؟!

إتسعت عيناه ، وجرحٌ على طولِ صدره ظهرَ من اللا مكانْ !

جرحٌ بيديّ [ ساتان ] نفسِها ، هو يؤلمُ بالفعل !!

سعلَ دمًا أسودَ اللون ، تراجع للخلفِ قليلًا ، [ ساتان ] يعلمُ أن جسده ضعيف

وأن أي اذىً جسدي سوف يكونُ مضاعفًا في هذهِ الحال !!

- [ ساتان ] عزيزي .. لم أدعوكَ بعد ! لا تكن وقحًا أرجوك !

ما تغيرتْ ملامحُ البرود ، ولا العينانِ الحادتّان الملكيّتانْ

فقط حرّك يديه فتخرجُ كريستالاتٌ سوداء بلمعةٍ أرجوانيةٍ من الأرض فتخدشُ

[ آكليس ] في أنحاءٍ متفرقةٍ من جسَدِه !

سيردُ لهُ هذا الهجومَ أضعافًا ، هذا ما فكّر فيه [ آكليس ]

ففعلَ المِثّل ، حركَ يدهُ فتحوّلت الطيور البيضاء الصغيرة إلى طيورٍ ضخمة ضارية

بلونٍ النارِ بتدرجاتِها ، نفخت النيرانَ على [ ساتان ] الذي إستخدم يدهُ في تشكيلِ

درعٍ واقٍ عن هذا الهجوم !

إختفى .. وظهر خلف [ آكليس ] في لمحِ البصر .. وذاك على البُطِئ يقرع

- تبًا ، هذا الجسدُ بطيءٌ جدًا !

همس بذلكَ في نفسه ، ولمسةٌ من [ ساتان ] صنعت فجوةً في منتصفِ جسده

لم يتراجع أو يتحرك ، فقط إبتسم وخطَا الدماءِ من فمهِ يسيلانْ !

- كما هو متوقعٌ منك سينباي ، قويٌ وحكيم ! ولكن الفوز ليس دائمًا لمن

لديهِ هذهِ الصفاتُ الكمالية ، ربما فزت في المعركة ولكنك لم تفُز بالحربْ !

أغمض [ ساتان ] عينيه ، إستكمل عبارةً بترها قبلًا

- لا تحُكمْ من عقلِك ، فالفوز ليسَ إلا وهمًا ، والحرب نتيجتها إما نجاةٌ أو دمار !

في ثانية ، إختفى [ ساتان ] برفقةِ [ كازو ] و [ آيـآمي ] تاركًا [ آكليس ] النازفَ خلفه !





لم ينطُق [ ساتان ] بكلمةٍ واحدة ، ولا تحدّث مع [ كازو ] بتاتًا ،

فقط إنتشَل [ آيـآمي ] من بينِ يديهِ ثمّ أمره بالتوجهِ للراحة !

فاستجَابَ [ كازو ] للأمرِ دون ترددٍ أو إعتراضْ ، فلا طاقةَ لهُ على الجدالِ

أو السؤالِ عن أي شيءٍ حاليًا ، مرهقٌ هو وسوف يرمي نفسهُ في راحةٍ طويلة !

حيثُ غرفةُ [ آيـآمي ] حملها [ ساتان ] بحذرٍ شديد ، وعلى فراشِها وضعها ،

مسحَ على رأسها وعيناها الزجاجيتّانِ تلمعانِ بخفوتْ ..

دنى مِنها مُقبِّلًا جبينها ، ثم همسَ بهدوءٍ في أذنِها

- صغيرتي ، سآتي لإخراجكِ في الحال !

وكما حدّثها ، تسلل إلى داخلِ رأسها .. لحيث هي تختبئُ غير خارِجَة

جوٌ عاصف ، غيومٌ سوداء ، هواءٌ بارد و ظلمةٌ شديدة ..

في مدينةٍ خي خرائبُ ودمار ، أتلى عليها وبالُ الحروب والهيجاءْ ،

فصيّرتها مقبرةً ضخمة ، أرمدت بالزمنِ عليها فتوقّف !

سارَ بتفحّصٍ للمكان .. هذهِ أولُ مرة يرى عالمَها الداخلي .. مُدمرٌ تمامًا

كسَر هذا قلبه ، ورقرقتْ لهُ عيناهُ في مركزِ العتمة .. ما شعرَ بها في الأرجاء

- ما تخفين هنا ، ما خوفُ و هلاكٌ وألم .. ما أنتِ حقًا .. [ آيـآمي ] ؟

صوتُ أنينٍ تحملهُ الرياحْ ، فترددَ في أذنيهِ واضحًا ، ولكنهُ لم يكن لها ..

بل صوتُ روحِها المعذبة ، صوت ألمِها الأبديّ !!

وجدّ قصرًا خارجَ المدينةِ المقفّرة ، كان أسودًا ، مُحطّمَ النوافذ

مسوّرًا بقبورٍ عدَّة ، و وراءهُ شجرةٌ غايةٌ في الضخامة .. بلون الدماءِ وريقاتها ،

دخل إليهِ بدون أي تردد مُفكّرًا " هذا المركزُ هو الأساس لكلِ شيء ! "

و حينما بحثَ عنها في كلِ القصرِ ولم يجدها بدأ يخافُ حقًا عليها .. ولكنه تذكرَ أمرًا

امرًا كان في زاويةِ ذكرياتهِ المُهملة .. فابتسمَ بأبويةٍ بحتة ووقفَ أمام خزانةٍ كبيرة

تحدّث بنبرةٍ فتانةٍ دافئة

- يا صغيرة .. لا داعي للإختباء .. أتيتُ كي أكونَ معك !

شعرَ بها مُختبئةً في الخزانة .. وحيدةً .. دون أي مشاعر .. فقط فارغة كدمىً فرنسية !

- لا أريد .. أريدُ البقاء وحيدة .. في ظلامٍ و بردٍ و أبدية !

ضاقتْ عيناه ، وأستند بيدهِ على الخزانةِ قائِلًا

- وهل ترفضين أن يُشارككِ قلبي هذا الحزن ؟! مأساتكِ مأساتي وألمكِ ألمي !

أنتِ في النهايةِ إبنتي ، أحبّ إلي من نفسي !!

تحرّكت مُقلتاها ، وأنفرجَت شفتاها عن عباراتٍ مُتسائلة

- هل تقبلني ؟ هل لا بأس بس بي ؟! لستُ إلا مسخًا .. هجينًا ولو غدوتُ

شيطانًا كاملًا لا تتغيرُ حقيقةُ ما كنتُ عليه ! فالماضي لا يُمحَى و لا يُنسى

بل يلاحق صاحَبهُ حتى يفنى !!

تبسّم بألم ، وافقها بقوله

- أجل .. أنتِ مُحقة ، ولكن هذا لا يعني أن لا نعيش حاضرنا

أن لا نقبل بمن يحبنّا ، الماضي يطاردكِ ويطاردني ! ولكني هنا الآن

من أجلكِ أنتِ ، تغلّبتُ على هواجسي كي آتي وأحميكِ من نفسكِ التي تكرهين !

لذا إقبلي هذه المشاعر ! إحتضنيها بذراعين دافئتين !! أنا هُنا لأنكِ هنا !

دوى صوتُ الرعدِ مزمجرًا شاقًّا السماء ، مترافِقًا مع صرخةٍ شبحيةٍ مُرعبة !

فزِعت وقفزت من الخزانةِ مرتميةٍ في أحضانه ، تفاجئَ بها .. بهيئة 19 عامًا ..

تلك كانت أكثر فترةٍ مُظلمةٍ في حياتها ! أكثر فترةٍ أرادتْ فيها الموت !!

- والدي ..

إحتضنته بقوةٍ جبّارة ، كما فعل هو دافنًا إياها في أحضانه ومخفيًا ملامحهُ في شعرها

- أحبك جدًا ! صغيرتي

عادَ للواقعِ ساحبًا إياها معه ، فلما فتح عينيهِ مُجددًا .. كانت تنظرُ إليه مبتسمة !






على سفحٍ وقفتْ بجسدهِ الذي استولتْ عليه ،

ومن بعدٍ راقبتْ القلعة ، حيثُ [ ريو ] .. إبنها ينامُ بعمقٍ أسيرَ الكوابيس

ملامحُ [ آيريس ] الخبيثة ناسبتّها جدًا ، وهي تبتسمُ بهدوءٍ مرعب

- صغيري .. كم تُقتُ لهذهِ اللحظة .. حينما أقتلك بيدي هاتّين !

دوى صوت ضحكاتِها في كلِ مكانْ ، وقفزت عن السفحِ حتى حطّت الأرض

و دون سابقِ إنذار ، إخترق جسُدُ [ آيريس ] منجلٌ مميز .. يحمل علامةً مُهيبة

وخلفهُ أتى صوتٌ غايةٌ في الرعبٍ ينددُ بنبرةٍ باردة

- ما أردنا عودتكِ [ بياتريسي ] .. ستعيدينَ لي إبني في الحال ..

فتقابلت العيونُ الذهبية .. مع العيونِ الخضراءِ النادرة لـ [ كونتلس ]

الذي .. تبّدل وجهه لوحشٍ كاسرٍ بلا أي مشاعر !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes