WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

[ الفصل العشرون ] : { لن تصل إلي ، أنتَ بعيدٌ جدًا }






,,
دفعني ذاك الحلمُ مرةً صوبَ الهاوية
تناولتني ظلالها حيّة ، وصدأت عظاميَ بحميمٍ مُهيب
أتذكرُ كلامها ، أشباحٌ إستطونتْ قرى قبيلةٍ قديمة
ترددها ليلًا نهارًا ، صحوةُ و نيامًا
: أنتِ مسبيةٌ على الرمحِ الأسودِ ، تُرائينَ الفيافي حتى تستوي !
فتضربني السكتة ، تمحو كياني
أغدو بلا وجهٍ وكأنّ شخصًا آخرَ في جسدي و سلامي
إن غدوتُ شخصًا حقيقًا فسوفَ أصلي في خلوتي و إجتماعي
أنا متشتتةٌ بين عالمينِ ، هما في الأصلِ مرتعٌ لآهاتي
فهل عذابي أختاره أم .. انتظر فقط وقت مماتي ؟!
يا سيدي أنتَ فقط هناك وحيدٌ لا تدري كم من الوقت أعاني
لا تنتظر أن آتي إليكَ فالطريقٌ طويلٌ و الظلام أعماني
لن تصلَ إليّ مُطلقًا ، أنتَ بعيدٌ وأنا في تلاشي
فوداعًا أبديًا لا إنقطاعَ بعدهُ ، فسوف تفقدني في شمسِ التمامِ
‘‘
[ بُعد ماكاليا ]
[ مقبرةٌ شيهارات ]
[ قبل مئة عام ]
أحاطَ السورُ الرماديُ الشامحُ بالمقبّرةِ مسوّجًا إياهَا على شكلٍ دائريْ
و ما توقفَ الضبابُ عنها يومًا ، يحجبُ معالمَها إلا للذينَ تقبلُ أن يروا محتويَاتها
فلمَا كانتْ تسيرٌ بصمتٍ فيها ، على أملِ لُقيا قبرٍ سمِعتْ عنهُ الأهاويل ..
توقفتْ ناظرةً للعمرانِ الفيكتوريّ ، وإلى جمالِ ما يُفتَرضُ أن تكونَ مقبرة !
إنتشرت فيها رطوبةً برائِحةٍ عذبة تعرّفت عليها مباشرةً ، رائحةُ الريحانْ
و على إمتدادِها وإتساعها ترامت فيها تماثيلٌ صورتْ الملائِكة
بعضها كان مكسُورًا وبعضُها مائلًا ، إلا أن جمالهَا لم تشُبهُ شائبه !
صعُبتْ عليها الرؤية من الضبابِ الكثِيف و ما وجدت المدخل حتى الآن ..
فهامت على وجهِهَا قُرابةَ الساعتينْ ، تدنو من المكانِ وتعودُ إلى البقعةِ نفسها تارة
حتى شاهدتْ كيانًا غشاهُ الضبابُ وشوشّه ، اسودٌ برداءهِ الحاجب لمعالمهِ
يمسِكُ مِنجلًا ، كان مختلفًا عن مناجِل بقية الحاصدين .. أو هكذا ظنّت
إقتربتْ [ آيـآمي ] منهُ بهدوء ، ونوعٌ من الهواجسِ يضربُ عقلها و أوتارَ أعصابِها
فيما كانت ترددُ في عقلِها مستكشفة " هالةٌ هادئة ، لا أثَر للرغبةِ في إيذائي .. بعد ! "
توقفّت حالما إتضحَتْ لها هيئتُه ، كان حاصدًا حقيقًا .. مِثل الذي يرسُمه الأطفال عادةً
يرتديّ عباءةً سوادء فاحِمة ، وجههُ لم يكنْ شيئًا عدا جمجمةٍ بيضاءَ شاحبة
كما كانتْ يداه .. و شاملُ جسده ، هيكلٌ عظميُ حقيقي ..
أهابهَا ، أشعرها برهبةٍ ما عهدِتها قبلًا ، ترنو إليهِ مُطولًا .. كما لو كانَ تِمثالًا
كبقيةِ التماثيلِ الموجودةِ في المكَان ..
ما تحركْ .. حتَى ظنّتهُ ميتًا ، عقدتْ حاجبيها متفحّصة .. للمنجلِ الأحمرِ بين يديه
" ساعاتكِ معدودة ، أرى الموتَ حولكِ يحومُ هامِسًا : أنا قريب .. أقربُ من الوريد ! "
صوتٌ جهوريٌ عمِيق .. مُهيبٍ برنّة الهدوءِ والكِبَر .. واهنٌ بعضَ الشيءِ لقِدمه
كما لو كانَت الكلماتُ تختنقُ بالغبارِ في جوفه .. إتسعتْ عيناها بعضَ الشيِ ناطقة
- يدنو الموتُ مني .. إذن ؟!
ما تحدّث عن جُملتها ، كان طويلًا .. مترانْ .. أو مترانِ ونصف !
دنى لمِستواهَا رامِقًا إياها بعينيهِ المجوفَتينْ ، حرّك المنجلَ حولها كما لو كانَ
يبغيّ قطعهَا ، ثمَ إحتوى ما في عقلهِ على مسامِعها
- لا يعرفُ الموتُ صغيرًا ولا كبيرًا ، وعلى الأغلبْ .. لن يعرفكِ كذلك .. لستِ شيئًا !
تُدركُ الحقيقةَ التي يحاولُ إيصالهَا إليهَا .. هي كذلك .. تشعرُ بدنوّهِ منهَا يوميًا
تشعرُ بلمسَاتِه الباردة على رقبتِها .. و تشعرُ بهِ يعانقُ روحها بجليديةٍ تشّلها
الموت .. طالمَا كان بجوارِها .. وما أختَلفَ الحالُ الآن
تجاهلتْ الحقيقة ، كتّفتْ يديِها مستفهمة
- إلى قبرٍ من القبورِ أرغب .. هل لي بالإذنِ كي اراهْ ؟!
عادَ يقفُ بطولهِ الشامخْ ، صمتَ للحظاتْ .. ثم أعطاها التذكرةَ هادِئًا
- لا بأس ، فالموتى مرحبٌ بهمْ في مقبرتي هذه .. !
إتخذَ جانِبًا ، ثمّ إنفرَجّت البوابةُ الحجريةُ لنصفَينْ ، حتى توقفّت الحركة و أستطاعتْ
أن ترى بعضَ معالمِ المقبرة ..
ضاقتْ عيناها ، شدّت على يديهَا وهي تتسائلُ في سريرتها " هل هذا الفعلُ صحيح ؟ "
لن تصلَ للجوابِ دون أن ترى القبْر .. قبرُ الأسطورةِ ذاك !!
دلفتْ إليها ، أُغلِقتْ البوابةُ ثم تابعتْ سيرها في الطريقِ الضبَابيّ نفسه ،
إختلفتْ الاجواءُ داخِل المقبرةِ عن خارِجها ، باردةٌ رطِبة ، تشدو بِها الأرواحُ الصامتة
لا عذاب ولا نعيمْ ، لا شيءَ على الإطلاقِ سوى الصمتِ والفراغْ ..
قبورُها إختلفتْ ، مِنها ما كانَ مستويًا بشاهدٍ في الأرض .. وبعضها فخمٌ
كالقصورِ الصغيرة ، و في شتَّى بِقاعِ المكانِ تماثيلُ شابهتْ ما في الخارج
وبعضها .. للحاصدينَ والشياطينِ وغيرها من المخلوقاتْ .. لم تفهّم سبب
وجودِها في هذا المكان ، وليستْ مهتمةً في الوقتِ الحالي ..
خلالَ بحثِها .. جذبها شاهدٌ معيّن .. بلونٍ أحمر لامِعْ ، كان الوحيدَ المُختلف
مميزٌ هو ، لا تدريّ لما ولكنهُ كان أعلى تلّةٍ فضيّةٍ مائيّة ،
أتجهت إليهِ وداخلها كلماتٌ لا تدري مقصدها ولا مصدرَها " هنا أنا ، هنا هو "
وصلتْ إليهِ ثمّ على رُكبتِيها جلستْ ، ما استطاعتْ قراءةَ الإسم مطلقًا
فقط المقطعُ الأخيرُ منه ، نطقتهُ متعمِقَة
- دي آرك ..
حاولتْ أن تقرأ المقطعين الأولينْ لكنِها لم تقدر ، كان الإسمُ مشوّهًا بعمد
وكأنمَا من فعلَ هذا لم يُردْ أن يُعرَف صاحِبُ القبرِ مُطلقًا ..
هي بوجهٍ فيهِ نوعٌ من التفاجئ كانتْ تبكي .. ما عرفتْ لما هي تبكيّ !
لامستْ أنامِلُها الدموع متسائِلةً بصدمة
- لما .. لا تتوقفُ دموعي .. لما هناكَ حرقةٌ في صدري ؟!
لم تعرِف السبب .. ولن تعرفه .. هذا ما ادركته وهي تنظرُ للقبرِ صامتة !
والحارسُ واقفٌ خلفها ينظُر .. والهواء يحركُ عباءته وحسبْ .. !!



[ الوقتْ الحالي ]
[ أسفلَ جُرفِ ريثندور ]
تفَاجَئتْ القاطِنةُ في جسدِ [ آيريس ] من إختِراقِ المنجِل الخاصِ بالوالدِ للجسد !
و ريثَما هي تنظرُ إليهِ عبَر عينيّ المُضيف ، ترددَ صوتُ [ كونتلس ] في رأسها
- ستعيدينَ ليّ وصمةَ عارِ العائلة ، لن أدعهُ بين يديكِ مُطلقًا !
ما كانَ يعرفُ ما يجري داخلَ عالمِ [ آيريس ] الداخلي .. و [ بياتريسي ] مع الأولِ جالسة
و حالمَا سقطَتْ عينا السنجابِ اللطيفِ على والدهِ حتى تورّدت وجنتاهُ بسعادةٍ بالغَة
- بابا حبيبي !!! أتيتَ من أجلي !!
سُرعانَ ما تبدّلت ملامحهُ غاضِبًا يتكئُ على كوعِ يدهِ ناطِقًا بإزدراء
- [ بياتريسي ] قومي بتقطيعِ هذا القبيح .. سيندمُ على ضربيّ !
فجأةً أتتهُ ضربةٌ بكعبٍ عالٍ في عينهْ ، مما فقأهَا و سببَ لهُ آهاتٍ أليمةٍ حادّة
- لا تأمرني .. باكا !
عادتْ تُحدّقُ بـ [ كونتلس ] بعمقٍ غرِيبْ ، تسَائل [ آيريس ] عمّا يدورُ في ذهنها
نزفَ أنفُها فجأة لتصرُخَ بغضبٍ وإنحرافٍ مُخيف
- يا لهُ من وسيم !!! اللعنة كيف كنتَ تعيشُ مع وسيمٍ مثله ؟!! تبًا ..
لا أستطيعُ أن اتحمّل الرجال الجميلينْ ..
شدّت أصابَعها وهي تقرّبها من وجههَا ، إحمّرت وجنتاها ، وظهرتْ تعابيرٌ منحرفة على وجهها
كما رافقَ ذلك نزيفٌ حاد من الأنف
- سأقومُ بربطِهِ بالسلاسلْ .. ثم *** و بعدها *** آآه ولن أنسى *** آآآه يا لها
من شهوة !! سأجعلهُ تحت قدمي ! سيلعقهما !! آه ومن ثمّ سأقومُ بلمسِ عضلاتِ
بطنه ، كياااااااه يالي من منحرفة .. ثمّ لن انسى .. سأضربهُ بالسياطِ حتى ينزف
سيكون لوحةً من الجمال !! فتنة بقدمين !
لا يدري المسكينْ الصغير ، لما حجبَ عقلهُ بعضَ الكلماتْ .. ربَما كي لا يُصطدم ويصابَ
بنوعٍ من التوحدْ ، وربّما .. من أجلِ حمايةِ ليلهِ من الكوابيسْ .. لا يدريّ حقًا
و خارِجًا تسائلَ [ كونتلس ] .. عن سببِ نزيفِ أنفِ إبنه وملامحهِ المنحرفة
ولم تُعجِبهُ الحركاتْ الغريبة الناتجِة عن الشهوة .. كما أخافته نظراتُ إبنه إليه
وقولهِ بأنهُ وسيمٌ جدًا ..
تراجعَ للخلفِ في قريرته خائِفًا " اللعنة .. ما الذي ربيّته ؟ "
قسماتٌ خبيثَة على وجهِهَا ظهرت تمسحُ الدماءَ السائِلةَ من أنفهَا مُبتسمة
- حسنًا إذن أيُها الوسيم .. أرني عضلاتِ بطنك وصدرك !!!!
صرخت بِها بجسدٍ [ آيريس ] أًصيبَ [ كونتلس ] بقشعريرةٍ مُخيفة وأنتفضّ
كما لو أن مئاتِ الفولتَات الكهربائيةِ ضربتْ جسَده !
- تبًا !! [ آيريس ] توقّف عن غبائكَ وإلا قتلتكْ
لمعتْ عينا المعنيّ بخبثٍ و بلاهةٍ كبيرة ، نظرَ إلى [ بياتريسي ] وأكل
بعض الدوناتْ ثم نطق
- يبدُو وكأنَ والديّ يكرهُ هذا النوعَ من الأُمُور .. دعينا نجلطهُ قليلًا
رمقتهُ بعصبيةٍ مُضحكَة ، ثمّ ضَربتهُ بأفعى كوبرا ميتة .. مما تسبب لها بموجةٍ من التساؤلاتْ
- لا تأمرني باكا !! و إلا قمتُ بالإعتداءِ عليكَ بأمورٍ شتى !!
أخافهُ التهديد ! تغطّى بغطاءِ نومٍ لا يدري من أين أتَى .. و تفرّد في زوايةٍ يبكي
- تبًا .. هي مخِيفة .. ماما .. أنقذيني من بابا و [ بياتريسي ] ..
ما صبَر [ كونتلس ] أكثر ، شرعَ بهجومٍ حادٍ بالمنجلِ الخاصِ بهْ
تصدّت [ بياتريسي ] بالكادِ لهجومه ، على ما يبدو فهوَ لن يتسَاهلَ حتى
لو كانَ إبنهُ هو خصمه !! يا لهُ من شخصٍ مُثير ،
ألقى المنجلَ في الهواءْ ، تشتت إنتباهُها لسببٍ ما أدركته فوجدتهُ يمسكُ
بالوجهِ بقوةٍ عظيمة ، وينظرُ بعينيهِ النادرتينْ إلى أعماقِ نفسها
أسرها ذلك ، وتوردّت وجنتاها - و وجنتا [ آيريس ] – ثم أعقبتْ بخجل
- ل-لا تفعل هذا .. بابا .. هذا مُحرِجْ
شهقَ [ آيريس ] و خجِل [ كونتلس ] ثم أختفتْ ملامحهُ تحت شعرِه
بدأتْ [ بياتريسي ] تهزُ جسدَ [ آيريس ] كفتاةٍ خجولةٍ و تستطردُ خجلةً
- أ-أنا أُحـ - أحبك سينباي .. هـ - هل يمكننا أن ..
قاطعها بصرخةٍ جنونيةٍ مُرعبة
- قطعًا لا !!
تحجرّت تشهقُ فزِعة .. فقد رفضها للتو .. أصبحت غبارًا يتناثرهُ الريح
أصبحتْ غاضبةً ثمّ صرختْ بجحيمٍ وويلٍ أكيد
- لا أحدَ يرفضني سوى [ كازو – شان ] أيها اللعين !!
صُدم ، وتلقَّى ركلةً قوية على خاصِرته ، ترنّح على إثرِها دائِخَ الرأس
إستعادَ توازنه ، لمعتْ عيناهُ كُرهًا فظهرتْ لآلئُ زهريةٌ فاتِحة مِنها
تشعّبت خيوطٌ سوداءُ قيّدت جسد [ آيريس ] ، فيما صرخ الأخيرُ فزعًا
- يا إلهي !! إنهُ جاد !! تلك تقينةٌ قاتلة !! لم ينجو منها أحدٌ غير [ كازو ] !!
حالما نطقّ بإسم [ كازو ] حتى سقطتْ على ركبتِيها راجفة
جسدُها وجسدُ [ آيريس ] مُهتزّان مُحمرّانِ وهي تصنعُ وجوهًا متألمةً
أصدرتْ صوتًا اخافَ [ كونتلس ] وهي تتخيلُ [ كازو ] أمامها
تعرّقت .. ثم رددت بإرتِجَافٍ شديد
- يا إلهي .. كم هو جمِيل .. سوف أحبسهُ في جذعِ شجرةٍ للأبد !!
عزيزي الوسيم [ كازو - تشاما ] أترى كيف أتوقُ إليك .. جسدي كلهُ يرتجفُ من أجلك
يتعرّق لذِكر إسمك .. آآآهٌ من الحبِ و بلائِه !!
تحجّر [ كونتلس ] .. إرتجفَ يقولُ مصدومًا
- ل-لم أكنْ أتوقّع .. أن [ آيريس ] يحملُ ت-تلك الم-المشاعر لـ [ كازو – ساما ] !!
صرخَ [ آيريس ] الحقيقي حتى صُمّت آذانُ [ بياتريسي ] ثم عاتبَها بحقدٍ كبير
- اللعنةُ عليكِ من بلهاء !! لا تزرعي مثلَ هذهِ الأفكارِ في رأسِ والدي !!
من سيحبُ قردًا راقصًا مثله ؟!! ليس إلا مُتعجرِفًا لا يفهمُ جمَال السناجِب
ويغارُ كوني وريث [ ساتان – ساما ] الشرعي !!
حينما أرادت أن ترُد .. سكنَ الجو فجأةً .. وأهتزّت ذراتُ الهواء
تشبّع الجو برائحةٍ عفنة .. رائحةُ الموتِ والفناءْ ..
فنظر الجميعُ إلى مصدرِ كلُ هذا البلاء .. فشاهدوها تسيرُ غاضِبةً
بشعرِ منسدلٍ على الأكتافْ .. تنظرُ بعينيهَا الحمراوتينِ إليهم ..
والجاذبيةُ تعصِرُ رِئاتِهم ، فتمتلئُ بالدماءِ والعصاراتْ ،
فجأةً تظهرُ امامها .. [ آيـآكا ] الغاضبةُ في نادرِ الأيامْ .. تمسكُ برقبَتِها بقوةٍ
لم تفعّلها قبلًا .. وتصرّح لها الوبال
- سترين .. أن لا أحد ينجو .. إن غضبتُ حقًا .. [ بيتيس – شان ] !
وإليها مدّت يدها الأخرى ببطء .. فلا تدري [ بياتريسي ] لما شعرتْ بالخوفِ فجأة
و عرفتْ أن التي تقفُ أمامها جادة .. ستقومُ بقتلِها دون أي ترددْ ..
الهالةُ حولَها أكدّت لها .. النهَاية البحتَة !





[ فتنَها صوتُ القيثارةِ جدًا ، تلامسَتْ أنغامُها مع روحِها المتلويَة
فتماثلَ الإيقاعُ للألمِ في نفسِ فتاةِ العاشِرة .. و طفى على مياهِ أغوارِها
شبحٌ ما ترائى لهَا قبلًا في كُلِ مُعتقدَاتِها ..
فتبِعتهُ دون وعيٍ مِنها ، فقط تبِعتْ اللحنَ الذي كان ينادِيها في قصرٍ
إعتادتْ أن تقِدمَ إليهِ من الفينةِ لأخرى ..
حالمَا إقتربتْ ردعهَا بابٌ بنيٌ بخشبِ البلوطِ القويّ ، ما كانتْ لتتركهُ يمنعُها من الدخول
فأدارتْ المقبَض بهدوءٍ ثم دفعتْ البابَ فدخلتْ .. وجدتها جالسةً على كرسيّها
تعزفُ بهدوءٍ وعيناها مُغلقتانِ على الدوام ، فهي لا تفتحُ عينيها أبدًا ..
كبيرةٌ في السن ، بشعرٍ أبيض وبعضِ التجاعيدِ أسفلَ عينيها
ولكن هذا لم يمحو جمالهَا ، او وقارهَا .. أو حتى حضُورها القوي !
توقفتْ عن العزفِ مُتفاجئةً ولكنِهَا سُرعانَ ما إبتسمتْ بحنانٍ تشيرُ إليها بالقدوم
فعلت [ آيـآمي ] الصغيرة ما قالته وحالما وصلت إليها جلستْ على الأرضِ
تضعُ رأسها على قدميّ المرأة الجالسةِ فتربتُ على رأسها محدّثةً إياها بحنان
- ما الأمر صغيرتي ؟ هل غارت روحكِ في الظلامِ مُجددًا
لا تدري لذاكَ السؤالِ من إجابة .. فقط أغمضتْ عينيها تستشعرُ حنانَ جدتها
ما توقفتْ المرأةُ عن المسحِ على خُصلاتِها الذهبية ، فأعقبَت قائِلة
- لا تُشبهين [ مارينا ] شكليًا .. ولكن في الروح كلتاكُما مميزتانْ !
فتحتْ عينيها قليلًا ، لم تنظر إليهَا بل إكتفتْ بالنظرِ صوبَ الفراغ
- [ شيرلُ ] .. أيمكنني البقاءُ هنا على الدوامْ ؟ لا أريدُ أن أفقدَ دفئَك !
هي قد عمّرت طويلًا جدًا .. حتى ماتت إبنتها [ مارينا ] ! وما كانتْ لتصدقَ هذا
إبتسمتْ و بومةٌ بدت كجزءٍ من الفضاءِ جائت تحطّ على كتِفها جالسة
- أجل .. صغيرتي [ آيـآمي ] يمكنكِ البقاءُ هنا .. هذا منزلكْ ، و [ زاكهتين ] هنا
يوافقني الرأي تمامًا
أغمضت عينيها ، تشعرُ بالدفئ يتغلغلُ إليها ، فنامت على وضيعتهَا تلْك ..
ولأول مرةٍ دونَ أي مخاوِف ! ]
فتحتْ عينيهَا ، تذكرُ الحُلمَ الذي راودهَا ، نسيتْ كم إفتقدتْ جدتها [ شيرل ]
ولكنّهَا تسَائلتْ ، لما حلمَتْ بها في هذا الوقتِ بالذاتْ .. نفسُها لا تفهمُها حقًا !
جسدُها مُخدرٌ بالكامِل ، بالكادِ إستَطاعتْ أن تُغيّر جلستهَا فتستندُ على الفرَاش
ما أختلتْ بنفسِها حتى فُتِح البابُ فجأةً ومن خلفهِ دخل [ ساتان ] يحملُ
أوانيَّ الإفطارِ الساخن بين يديه ، حالما شاهدهَا إبتسمَ راضيًا ثم قال بهدوء
- عرفتُ أن هذا وقتُ إستيقَاظِك لذا أعددتُ لكِ الإفطارْ !
إتسعتْ عيناها قليلًا تتسائلُ مُتفاجِئة
- هل طبخته بنفسِكْ ؟ كلُ هذا ؟!
إتسعت إبتسامتهُ يجيبُ بهدوء " أجل "
جلسَ على طرفِ الفِرَاش واضعًا الاوانيَّ على قدميه ، نظرتْ هي لما صنعه
حساءُ البطاطا والجبنْ ، طبقُ بيضٍ مسلوق ، هلامُ التوت و كعكةُ فراولة
تورطّت قليلًا مندهِشة ، فهيَ لم تكنْ تعلمُ بقدراتِ الطهو عندَ والدِها
كانَ فخورًا لأنهُ إستطاعَ أخيرًا الإستفادةَ من موهبتهِ الدفينة ولكنَها دمرّته قائلة
- والدي ..
- عينيه
- تعلمُ أني لا استطيعُ تناول كلِ هذا للإفطار .. أليس كذلك
لا يزاُ يبتسمُ رغمَ الصدمة ، ضحِكَ بهدوءٍ ثم أعقبَ بنفسِ الإبتسامة
- إن لم تأكلي كل ما في الصحون لأحشونّه في فمكِ حتى تنفجري
احسّت بصدقِ ما يقوله .. سيقوم بتفجيرها طعاميًا !! إنهُ رجلٌ خطير
وضع الصينيةَ على قدمِيها ، أثَارها أمرٌ ما ولكنِها لم تنطقْ رغمَ إنتبَاههِ على ذلك
بدأتْ بتناولِ الطعامِ والجو من حولِ [ ساتان ] متلألأٌ بفرحٍ كبير !
أنهتْ طبقين وقليلًا من الإثنين الآخرين ، لم يرضى تمامًا ولكنه رضخَ في النهايَة
- عليكِ أن تسمنيّ قليلًا ، أنتِ نحيلةٌ جدًا !!
- والدي .. لا تحاول
- أنا قلقٌ عليكِ بصفتي والدك و حبيبـ ..
- كلا ! لقد شبعتْ
أُحبِط بعض الشيء ، ضربَ قدمِيها بإنزعاجٍ واضحْ وتقطيبةُ حاجبيهِ لم تتخليَا عنه
ولكنها فجأةً تخشبّتْ ، إهتز جسدُها قليلًا .. و تسارَعَ نبضُها بجنون
باتَ تنفسُها ثقيلًا ووجهَا شاحبٌ وبلا ملامحَ كالأمواتْ !
إتسعتْ عيناه !! خافَ عليها فدنى منها مرددًا
- ما الأمر ؟! هل أنتِ بخير [ آيـآمي ] ؟
شدتْ على الغطاءِ بأصابِعها وهي تنطقُ بما صدمهَا
- والدي .. لا أستطيع أن أشعر .. بقدميّ !
إسودّت عيناه !! و دارتْ الدنيا حولهُ للحظات ، امسكَ بيديهَا بقوةٍ ودفعها نحوه
تركَها فسقطتْ على الأرض !! قدماها لا تسطيعانِ حملها .. لقد شُلّت قدماهَا حقًا
حملهَا بأرقٍ كبيرْ ، تغيّرت ملامحهُ للجدية والغضبِ يأمرُها بمهابةٍ شديدة
- اخلعي قميصكِ في الحال !!
دونَ ان تُفكّر بالأمر فعلتْ ذلك ، فأحمّرت عيناهُ صدمةً وغضبًا وهو يحاولُ أن لا يصرخ
من القهرِ الذي أصابه ،
وجد علامةً دائريةً حمراء على جانبِ بطنها ، في داخلِها نجمةٌ ثمانية بنفسِ اللون
رفعتْ وجهها إليهِ وسألتْ
- ما هذا ؟!
خمَد غضبهُ لوقعِ صوتهَا الهادئِ عليه ، جلسَ على طرفِ الفِراش مجددًا ثم نطق
- هذهِ لعنة .. لعنةٌ قديمةٌ جدًا تسبب شللاً في جزءٍ معين من جسد الملعون
وإزالها مستحيلة .. إلا بالموت .. او تضحيةٍ معينة وتلك التضحية تختلفُ من شخصٍ
لآخر !!
إذن .. هي ستبقى مشلولة .. لفترةٍ طويلةٍ جدًا !





كان الوقتُ ليلًا في هذا الجزءِ من عالمِ الشياطينْ ،
و الهواءُ البارد كان الصوتَ الوحيدَ في هذه البقعة الصامتةِ من الحقول
وقفَ ينظرُ لسوادِ الليلِ البهيمْ ، و يستمعُ إلى صوتِ الوريقاتِ الشجرية التي
تحركها الرياحُ الشتوية البارِدَة ..
لمعتْ عيناهُ الشطانيتّان ، ورفعَ يدهُ برقيٍّ أمام وجههِ ونطق
- لتتشبّع الأرضُ بالدمَاء ، لتأكل فحمَ عظمِ الأمواتْ !!
التربةُ الجرداءُ عديمة النباتاتِ في رحمِ الديجورِ إهتزّت .. ومنها خرجتْ
و نببت زهورٌ خلال لحظاتٍ وحسب .. بوريقاتٍ سوداءُ ولونٍ أحمر للأزهَار
في تلكَ الظُلمة ، كان اللون الوحيدُ الذي طغى هو الأحمرُ الزاهي .. فيما حركّت
الرياحُ شعرهُ وملابِسه ، إبتسَم بشيطانيةٍ بحتة يقتَطِفُ زهرةً منها
متلذذًا بعبير الدمِ المختلطِ بعبير الزهرةِ نفسها
- يال الجمَال .. هذه أعلى درجاتِ الجمالِ الذي ابتغيه !
ظهَر صوتُ الأنين شاقًا المكانْ ، عقدَ حاجبيهِ منزعجًا فيما ألتفتَ ينظرُ لمن قاطعَ
متعتهُ ووقتهُ المخمليّ الخاص ..
الفا جثةٍ متراكمةٍ فوق بعضهَا البعضْ ، بعضهَا .. لم يكنُ ميتًا ..
فباتَ انينهمُ سيمفونيةً تعذيبية .. لمن يستمعُ إليها .. فيسعرفُ اليأس حتمًا
تغيّرت ملامحُ [ دايفاس ] إلى برودٍ مُخيف ، سار نحو الجثثِ بهدوء
والدماءِ أسفلها تغذي الأرض .. فتنبتُ أشجارٌ ذات جذوعٍ حمراء .. نهاياتُها مدببةُ سوداء
حالمَا إكتمَلتْ الأشجارُ عددًا واغصانًا حتى إبتسم إبتسامةً مُرعبةً جنونية
مُفرقِعًا بأصابعهِ فتختفيّ كلُ الجثث .. تظهرُ مخوزقةً على الأغصانِ المُدببَة
فيصرخُ الأحياءُ منهم والدماءُ كالسيلِ المجتحفِ تنزفُ منهم أجمعين ..
تلك كانت لوحةً .. لم يرى لجمالِها مثيلًا قبلًا .. و لن يرى في المستقبلِ القريبِ كما يتوقعّ
- و الآن .. لنعد للقلعة !




[ قبل مئةِ عام ]
[ قبل موتِ آيـآمي بثلاثةِ أشهر ]
سعلتْ الطفلةٌ بقوةٍ كبيرة ، كادت أن تسعُلَ أعضائهَا الداخليةَ كُلها
فيما كانَ شقيقُها عديمُ الحيلةِ يُمسِكُ بيدها متألمًا لحالِها ،
و المنزلُ لم يكُ يقِيهِما لا البرد ولا الحر ولا الأمطَارْ !
محمومةٌ بشدّة ، ولا يستطيعُ أن يجلَب لها الطبيب .. هما يتيمان .. مشردّان .. فقيرّان
عادت ذاتُ الشعرِ الأرجواني الحالك تسعُل ، فصرخ بإسمها متروعًّا
- [ كيماتريس ] !ّ! أرجوكِ تحمّلي !! سأجلبُ الطبيبَ في الحال !!
نظرتْ إليه بعينينِ خافتتينِ مُرهقتَيّن ، إبتسمت رغم ضعفها وعيناها تلمعَانِ أملًا
كانت تهلثْ ، ما كان بيدَها أن تقدِرَ على الكلامِ أو لا .. ولكنِها تُدرِكُ أن وقتهَا على وشكِ النفاذْ
فتمدُ يدها صوبُه بضعف ، يمسُكُ بهَا والدموع قد ملأت مجفليهِ ألمًا
- [ ني – سان ] .. [ ثاندرتيكس ] .. علينَا ان نكونَ شاكريّن ! فقد ولدنا في
عالمٍ فائِقِ الجمال كهذا .. حتى وإنْ لم نعش كما يجب .. نحنُ أحياء وهذا ما يهُم
حُلمنا كان أن نراه .. ان نرى [ ساتان – ساما ] ونخبَرهُ عن حالنَا .. ذاك الملكُ الرحيم
الذي طالما سمِعنَا عن بطشهِ وحنانِه .. ولكننا ضُعفاء .. ضُعفَاءُ جدًا للمسير ..
لن نصلَ لذاك الضوءِ أبدًا .. نحن مساجينُ أنفسنا !! معذبونَ من قبِل أحلامنَا ..
أوليسَ من المفترضِ أن تكونَ الأحلامُ ملجًأ آمنًا ؟! إذا لما هي مكانُ عذابها ووهنِنا ؟
ناه [ ني – سان ] .. لما بدأتْ الرؤية تعتمُ في عينيّ ؟
- [ كيماتريس ] .. !!!!
- المكانُ باردٌ جدًا .. لا أستطيعُ أن اراكَ .. [ ني – سان ] .. إنهُ يؤلِم ..
يؤلمِ كثيرًا .. هذا العذابْ .. لساني ثقيلُ جدًا .. لستُ قادرةً على الكلام ..
اردتُ .. أن .. أقولَ..لك .. دائمًا .. آسفة .. لكوني .. عبئًا عليك
لطالما أردتُ أن أعينك .. اساندك .. ولكني هزيلةٌ ضعيفة واهنة ..
أنا حقًا .. أُحبـ ..
صمتتْ .. وفاضتْ روحها للسمَاء .. فغرَ فاههُ مصدومًا .. مُتألِمًا ..
فصرخَ كما لو كانَ يقاتلُ الحياة ، بكى .. وبكى لساعاتْ .. لكن أحدًا لمْ يكن بجانبهِ
كيف يخفف عنه ..
شيّع أختهُ لوحدهِ في تابوتٍ مُهترئ .. دفنَها لوحده .. دعا لها لوحدِه ،
وقفَ على قبرِها لوحده .. بوجهٍ لا يزالُ على ملامحِ الصدمةِ يقرَع
غامتْ السماءُ وبدأ هطولُ الأمطَار .. وريثما هو على ذاك الحالْ بكى بحرقةٍ كبيرة
فكيفَ لهُ الآن أن يُتابِعَ حياته ؟! دون رفيقَتِه التي كانتْ معهُ على الدوام ؟
ألقى بنفسِهِ على شاهدِ قبرِها المعزولْ .. غطى نفسهُ بترابِ قبرهَا
- [ كيماتريس ] لما .. ؟ لما تركتيني وحيدًا ؟!
هامَ بعدهَا يسيرُ حافيّ القدمينْ .. مُشردًا .. و ورى القيحُ اسفل الرجلينْ
شتاءُ هذهِ السنةِ صقيعٌ قاتِل .. ولم يكُ يرتدي شوى معطفٍ خفيفٍ مُتشققْ
يحتميّ من الثلوجِ في الأزقةِ الرطبةِ البارِدَة ، لم يذُق طعامًا منذُ أسبوع
تكادُ معدتُهُ تهضمُ نفسها ، إلتصق بطنهُ بظهرهِ وغارت عيناه ..
يراقبُ العوائِلَ المارة .. الإبتساماتِ المُرتسِمة على شفاههِمْ .. السعادة
التي ما تذوَقَ طعمَها أبدًا .. ولن يفعَل ..
هبطَ الليلُ بعد ساعاتْ .. لم يجد مكانًا يحتميّ فيهِ غيرُ كنسيةٍ مهجورةٍ مغبّرة
ضحَك في قرارةِ نفسه .. فلما بحقِ الله هناكَ كنسيةٌ في عالمِ الشياطينْ ؟!
ولكنه إتخذها ملجًأ عن البرد ، وجلس على ركبتيهِ أمامَ النافذةِ التي ينفذُ منها ضوءُ
القمر .. وبدأ يدعو .. يدعو للخلاصْ ، للراحةِ والدفئِ والطعامْ !
أرادَ أن يستجيبَ أحدٌ لندائه .. بقي على الحالِ لساعات .. ولم تستجبْ دعواته
حتى صدح صوتٌ مفاجئ .. لا يدري من أين أتى .. ولكن ضوءًا قويًا رافقهُ
يجرّه لغموضٍ ما سبر أغوارهُ حتى اليوم
" أنا الذي كنتُ أراقبَك على الدوام .. أعرفك كما تعرفُ نفسك .. تميّزكَ أنقذكْ ..
أعطني يديكْ .. تعالَ لخدمتي .. ستجدُ كل ما تريدهُ بين يديّ هنا
أنا [ آكليس ] .. انا الذي سأحتضِنُك كما الوالدينْ .. و أغدق عليكَ بالأحلامِ
كما تفعلُ جنياتُ المساءْ .. تقدم وانحني لي خاضِعًا .. وأقسِم الولاء ! "
لم يرتح لصوتِه .. ولكن الأمل كلمَاتِهِ جذبه .. ففعل .. إنحنى ..
وأقسم الولاء لـ [ آكليس ] !




لا يعلمُ كيفَ آل الحالُ إلى هذا .. بعدمَا شعرَ بإنهَا على وشكِ أن تذيقَها الجحيم ..
يحصلُ هذا الأمرُ السمجُ بشدة .. فكيف بالله تحوّلت [ آيـآكا ] ..
من التي تريدُ قتلَ [ بياتريسي ] .. إلى التي تجلسُ معها في قصرِهِ الخاص ،
وتضحكُ معهَا متبادِلتانِ الحديثَ بأنثويةٍ بحتَة ؟!
جلستْ [ بياتريسي ] بجسدِ [ آيريس ] على الكرسي كما الفتياتْ برجلين
متقاطعتين فوقَ بعضهِما ، وكوبِ شايٍ تحملهُ بأنثويةٍ بين أصابهَا
- كما أنه قال لي مرةً " ألا ترين أن إقصاءَ اللاعبِ من القمارِ امرٌ مهين ؟ "
وضعت أصابعها على فهمِها متفاجئةً تتحدثُ بنعومة
- آرآآآ يا إلهي .. كم هذا بغِيضْ !!
تحمسّت [ آيـآكا ] ثم أعقَبتْ بإنفِعال
- اليس كذلك ؟! أعني الرهانُ كان على من يستطيع طعن [ دان ] أكثر !!
ولولا هذا ورغبتي في الباسهِ بعضَ الفساتينِ لما قبلتُ بلعبةِ قمارٍ سخيفة !
على وجنتِها وضعت سبابتَها مُفكّرة .. هزت كتفيها بعفويةٍ تجيبُ بخيبة
- لم اعتقد أن ينحدِرَ مستوى الشياطينِ لهذا الحد ، مسكين [ ساتان – بيجين ]
لابد وأنهُ يشعرُ بالعار !!
هذا التغنّج .. هذهِ الأنوثة .. هذه النبرة.. كلهَا أصابتْ [ كونتلس ] بجلطاتٍ متتاليةٍ
سببتْ ضررًا أبديًا على عقلهِ المسكينْ
- هذا صحيح !! لما تلبّستِ جسدَ [ آيريس – شان ] ؟
إرتشفتْ من كوبِ الشاي ، ثم نظرت إليها بنصفِ عينٍ تجيبْ
- في الواقع أردتُ جسدَ [ سوزان ] أو [ كونتلس ] ولكن أنتِ تعلمين ..
آآخ الظروف والأسبابُ ووعيدُ [ ساتان – بيجين ] !
هزّت رأسها بتفهّمٍ تام لحالِ صديقتها ، ثم تنهدّت ترددُ بقليلٍ من الورطَة
- يا إلهى عليّ الآن أن أقومَ بضربِ [ باندورا ] .. الأحمق كان من كتبَ
موت جميلتي [ آيـآمي ] !
- [ آيـآمي ] .. تلك الباردةٌ المسترجِلة ؟!
لمعَّ الجو حول [ آيـآكا ] وامسكتْ بيدي [ بياتريسي ] بسعادةٍ ثمّ أردفت بعينينِ
كبيرتينِ سوداوتينِ لامعينْ
- أجل أجل جميلتي [ آيـآمي ] !! أليست مُبهرة ؟! آآآآه كم هي لطيفة !!
لطالما حاولتُ إلباسها الفساتين ولكنِها كانت تقطعُ يديّ أو تحرقني بنيرانِها
أليس رائعة ؟! هي الوحيدةُ التي تفهم عباراتي السخيفة وتضحكُ عليها !!
- أليست تسخرُ منكِ وحسب !
شعرت [ آيـآكا ] بطعنةٍ في صدرها .. و آل حالُها لإكتئابٍ حاد في ركنِ الغرفة !
أما [ كونتلس ] فقد كاد يفقدُ الوعيَ لسُخفِ الأجواءِ من حوله .. ولكنه عادَ لطبيعتهِ
حينما نظرتْ إليه [ بياتريسي ] بعينينِ مُخيفتين وملامحَ .. لم يرى مِثَل برودِها قبلًا
صيّر عينيهِ للبرودِ مثلها فابتَسمتْ راضيةً ثم أشاحتْ بوجهها ناطِقة
- أرى فيكَ قليلًأ من والدِك [ آلكسندر ] .. ولكنك أكثرُ حياةً منه
كان متوحِشًا عديمَ الرحمة .. لابد وأنك ذُقت الويلَ منه !
أغمضَ عينيهِ متذكرًا الماضيّ .. الصور المخضبةُ بالدمِ تتراقص على جفونهِ
ككوابيسِ الليالي المُقمِرة ..
نطقَ ببرود
- هو لم يؤذني .. ولكنه آذى الجميع من حولي !
إبتسمت إبتسامةً غامضة .. مُردِدَة
- [ آلكسندر فالون ماردلين ] الأسطورةُ السوداءْ
ما اعقبَ [ كونتلس ] على حديثهَا .. وما أرادَ ذلك أصلًا
ولم يُثِر عجابهُ إلا بكاؤها بإبتسامةٍ هادئة .. ذاك البكاءُ المرير
الذي .. ما استطاعَ أن يفهمهُ أبدًا !





أرقٌ حاد ، ما استطَاعَ أن ينامَ منذُ الليلةِ الماضية .. صداعٌ حطّم جُمجمَته
وأنينٌ صامتٌ يأبى إظهارَه ، لن يُظهِر ضعفهُ لـ [ آكليس ] أبدًا !! ولو على موتِه
وجههُ مصفّر ، متعّرقُ بشِدة .. فكّر في أن المياهَ الساخنَة ستُبدِد هذا الشعور
فقاومَ الخمولْ ، وجرّ جسدهُ جرًّا حتى وصلَ للحمامِ ودخلْ ..
وقفَ تحتَ المياه الحّارة ، مدّ يديه للجدارِ مستنِدًا .. ما أدركَ جاذبيتهُ
وعضلاتُ ظهرهِ تتحركُ على تحركاتِه كافّة ، تبللَ شعرهُ فأثَابهُ للخلفِ فاتضحتْ
معالمُ وجههِ البديعَة .. أغمض عينيهِ مستشعرًا حرارةَ المياهِ المُنسَابة على جسِده
بعدها بهُنَيهةٍ ملأ الحوضَ بالمياهِ وجلسَ فيها مُسترخيًّا
ما رأى تحوّل المياهِ للونِ الأحمرْ .. ولا البُخارَ من حولهِ للأسودْ
إلا أنهُ أدركَ الحُرقةَ التي فاجئتهُ في ظهره .. فحاول لمسهَا .. فوجدَ دماءً
مُنسابةً من جرحٍ عميق .. ظهرَ من اللا مكانْ على طولِ ظهره !
فجأةً إمتدتْ أيدٍ من المياهِ في الحوضْ تسحبُهُ للأسفلِ وتقومُ بخنقِه
قويةٌ فلا يستطيعُ مُقَاومتَها بضعفهِ هذا !! شديدةُ البياضِ والشحوبِ والبرودْ
إستطاعتْ أن تُغرِقه .. فأصبحَ الحوضُ عميقًا جدًا .. كما لو كان مُحيطًا !!
ما عرفَ التحكُمَ بجسدِه .. وباتَ يغرقُ والأيدي تمسكُ بهِ جارةً إياهُ للحضيض !
" هل .. هذه نهايتي ؟! "
كانت ذاك السؤالُ ما جابَ باله .. وبدا لهُ أقربَ للحقيقةِ منهُ للخيالْ
" أنا .. لن اموت هنا !! لن يقهروني أبدًأ ! "
صرخ بِهَا في جوفِ المياه !! فقطّع الأيديّ التي تُمسكُ بهِ وسرعانَ ما عاد
للحوضِ الذي كان طبيعيًا جدًا و العُمقُ الذي كانَ عليهِ تلاشى .. كما لم يكن !
تنفسَ بسرعةٍ و راحة ، مُحدثًا نفسه
- ذاك اللعين .. كالشعرةِ في العينين إزعاجه !!
ما ادركَ ان ما حدثَ معهُ ليسَ إلا رُبعَ ما يُفتَرضُ حدوثه ..
فباقي الألم .. التوهمَات .. تنتقلُ لـ [ آيـآمي ] .. فتعذبُها نيابةً عنه
كما هو الحالُ الآن .. فلو أصابتهُ بقيةُ الهلاوسِ والآلامِ لفقدَ عقلهُ و
أصبحَ وعاءً لـ [ آكليس ] في الحال .. لذا فهي من تدفعُ الثمَنَ الآن
كانتْ جالسةً على فِراشِهَا تُفكّرُ بحالِهَا الآن .. لن تقدِرَ على ان تسير مُجددًا
إذن .. ما الذي سيحدثُ لخطتِها ؟! مُرادِها ؟!
تنهدّت .. أغمضتْ عينيها ناطِقة " الهزيمة تعني الموت .. الموت يعني النهاية " !
أصابتْ جسدهَا صدمة ، تألمَّ قلبُها .. بيديهَا ضغطتْ على صدرهَها وسعلتْ بقوةٍ
الدماءَ الحارِقةَ من جوفهَا .. تلوّت من الألمِ حتى سقطت عن الفراشِ تأنّ بخفوتْ
تشعُرُ بكلِ جسِدها يتقطعُ بحرارةِ الجحيمِ نفسِها ، الوخزُ المؤلمُ على طولِ عمودِها
الفقَري لم يهوّن الأمرَ عليها !!
خمشتْ الأرضَ بأظافِرها ، وعيناها تنزفانِ كما لو كانتْ تبكيّ الدماء !!
إستمّر الألم .. وهي تأنّ .. ولا أحد شعرَ بِها .. أو سمِعَ ألمها لساعاتٍ طويلة !





قبعتْ على الأرضِ فتاةُ الضريحِ الشابّة ، في وسطِ دائرةٍ سحرية تجلسُ
متخِذةً وضعَ الصلاةِ والدعاءْ ، سرعان ما بدأت بترتيلِ التعويذةِ كالأوبيرا تمامًا
وفوقهَا في السماءِ يطفو هو .. بهيبتِهِ الملكّية في السماءِ يقف !
رفعَ يدهُ لأعلى .. فتنزفُ عينهُ اليمنى دمًا قانيًّأ ، لمعتْ الغيومُ كالألماس
و تدّفقَ منها ضوءٌ أزرقُ لامع ، و على الرغمِ من صعوبةِ الرؤية .. بدأ حاجزٌ
بالتشكّل .. حاجِزٌ نصفُ دائرةٍ مجوّفة .. شمِلَ [ راكوس ماريا ] كُلها !
ثم جمعَ أصابعهَ متقابلينْ وغيرّ وضعيتَها حتى أصحبت تتخذُ شكلَ دائِرة
نفخَ فيها الهواءَ فتشكّل ضبابٌ أرجوانيُ داكن ، حررّهُ من بينِ يديهِ
فكَبُرَ وغطّى الحاجزَ من الخارجِ فحجبَ الشمسَ وضوئها ..
عادَ للأرضِ مُجددًا فوقفَ لتهرعَ إليهِ فتاةُ الضريحِ بمنديلٍ تمسحُ بهِ الدماءَ
النازفةَ من عينيه .. !
إبتسم لها وشكرها بإمتنان
- شكرًا [ ريسال ] دائِمًا ما أُتعبكِ بهذهِ المهامْ
إبتسامةٌ رقيقةُ على ملامحِها الحادة ظهرت ، هازّة رأسَها مُرددة
- على العكسْ [ ساتان – ساما ] يُسعدني أن تستخدمنِي كما يحلو لكْ !
قبّل جبينَها ، ثم طلبَ منَها العودةَ إلى الضريحِ كي ترتاحْ ، ففعلت !
عاد ينظرُ للسماءِ مُجددًا ، مُشاهِدًا تبددَ الدخانِ الأرجواني ببطئ فأراحهُ ذلك
لأن الدخان هذا .. سيقوم بقتلِ أتباعِ [ آكليس ] إن كانوا في الجوار
وسيمنعُ الأخير من الولوجِ للعاصمةِ كذلك ..
- والآن .. علي أن أعالجَ شلل إبنتي !
سار نحو مشفى [ راكوس ماريا ] الخاص .. باحِثًا عن [ ويليامْ ] !




ركضتْ بسرعةٍ خياليةٍ و في يدها كيسُ بنيٌ مليئٌ بمجوهراتٍ سرقتها للتو !
إبتسمتْ بتحدٍ و برود فتقفزُ في السماءَ وتسيرُ فيها مسببةً هلعَ الناسْ
هي من الشخصياتِ الساخرَة .. تحبُ إفزاعَ وترويعَ الأغبياء .. وتعشقُ الفتياتِ الجميلاتْ !
ولا تنسى أبدًا .. كونها سارقةً مُحترِفة لم يُمسَك بها أبدًا !
- [ فانديسيّ ] اللعينة !! أمسكوا بها !!
إبتسامتُها غريبةٌ ومستهينَة ، إستطاعتْ في لحظاتٍ أن تختفي من أمامِ أعينهم كقطعةٍ
من الزجاجْ !! فوقف صاحبُ المتجرِ متذمرًا غاضبًا
- الإِلْفُ اللعينة !! سأقتلها يومًا ما !!
عادَ لمحلِه مجددًا ، غير مدركٍ قدرتهَا المذهلة على التمويه ، نظرتْ لمحتوياتِ الكيسِ
بنظرةٍ راضيَة ، ثم أردفتْ بتوقٍ وحماسٍ كبيرين
- والآن .. سأذهب لرؤية [ آيـآمي ] .. زوجتي الجميلة !









شيرل
جدةُ آيـآمي ووالدةُ مارينا ، خصلاتُ اللجينِ فيها مع عينينِ باهتتين قرُبتا على العمى ،
حنونةٌ رغم الغموضِ المحيطِ بها ، إختفت يومًا دون أثر ، تاركةً آيـآمي خلفها !



بومةٌ من عالمٍ آخر ، ترافقُ جدةَ آيـآمي على الدوام
لا معلوماتَ أخرى عنها




فاناديسيّ
من الإلف أو الجان ، سارقةٌ بارعة ومهتمةٌ بكلِ أنواع الجمال !
لها ماضٍ مؤلم ، وورائها الكثيرُ من الذكريات !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes