WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

[ الفصل الحادي والعشرين ] : { لن تجمع بيننا سماءٌ واحدة ، نحن أشباهُ الأحياء }






,,
غريقةٌ يا لوردي ولستُ بالتي تعرفُ الغوصَ ولا الشجَن
أراها ميتةً تطفو على روحي فتستوطن على مدى البصر
هي التي تعلمُ ولا تعلمُ أن ما فيها يأتي على مضض
إستجهَن في فيافي القفرةِ أمرٌ يستعصي على السُرر
ولا تدريّ هل الموت إحسانٌ أم أن فيهِ حممٌ من لهب !
تمتّع بقدرٍ الدنيا فأنت لابُدَ مُغادِرُها يومًا و ستؤثرُ علينا السفرْ
لكنْ هلّ مغادرُها أنتَ قريبًا أم فقط تُسبِغ علينا بالغِمَمْ ؟
يا سيديّ فوق التلالِ مُصيبةٌ ، رفعَت أعلامها وتمنّت السقم
رافقنيّ صوبها فالتي هي افضلُ تأتيني بالصمم
أمورًا تورات خلفها ، وما فهمها ذوو الحِكمْ
أُندُبْ حظيّ يا مالِكيّ فأنا لكَ وللمعاصي والفِتَن
شهورًا نسيتُ عدها حتى تراكَمتْ عليّ فامتهنّ
اراكَ صوبَ الأفُقِ تصبو وأنتَ على الرجلين لا تقدرُ الحرَك
في داخِلك نيةٌ إن تضائلت أنتَ فيها و على الأحلامِ السَلمْ
‘‘
خرَجتْ للتوِ متنصِّلةً من بقَائِها مع التي إعتقَدتْ موتَهَا على يديهَا

إختَارتْ طريقًا مُقفِرًا ، وسارتْ فيهِ مُفكرةً بالخطوةٍ التاليةِ من بعدِ قُدومِها

ما أبتسَمتْ بهذَا الهدوءِ والعُمقِ مذُ أن نُسيَّ وجودهَا في هذا الكُون

وعلى الأفكَارِ التي تُراوِدهَا تمتطيَ سرجَ الذكرياتْ منصِتةً لصهِيل وقْعِها

فإذ بهِ على البالِ أتى ، تتذكرهُ جيدًا .. وتعلمُ سرّه ، الأسطورةُ السوداءُ

التيّ أمتعهَا دهاؤهُ في ساحةِ القتالْ ، وبرودهُ في مواجهةِ الأحبَابْ

[ آلكسندر فالون ماردلين ] .. هو الذيَ أنسَى عالمَ الشياطِينِ مرةً إسمه !

[ راكشاتا ] أو الهَزِيع الأَخير من الغسق .. إسمُ عالمِ الشياطِينْ الخاصْ !

تغيّر لون عينيهَا ، إلى لونِ الغروبِ مع تمَدُدِ مقلتَيهَا كالقططْ ،

ظهَر مِنَجلُ [ آيريس ] الخاص مُحِيطًا بجسدهَا ، كانتْ مُهيبةً جدًا !

- [ آلكسندر ] .. إبنك .. يُشبِهُكَ حقًا !

إتسعتْ الإبتسامةُ الهادئةُ إلى جنونيةٍ بحتة ، صدحتْ ضحِكاتُها في كلِ مكانْ

ريثَما كانَ السنجابيُّ مُفكِّرًا بالجدِّ الذي لم يعرِفهُ أبدًأ ..

- نااه [ بياتريسي ] ..

- ماذا ؟

- هل يُمكِنك أن تحدثينيّ عن جدي ؟!

- كلا

- لما ؟!!!!

- لا داعيَّ لهذا .. السر أفضلُ مقبورًا

أصابَتهُ الخيبَة ، تنَهدَ متناسيًا أمرهُ لعلهُ بعدها يسألُ والدهُ عنه إنْ قدرَ على هذا

سعلتْ [ بياتريسي ] بشِدَة ، حوّل عينيهِ الذهبيتينِ إليها مقطّبًا حاجبيهِ بإستغرابْ

سألها بقلقٍ – بعض الشيء –

- ما بكِ ؟ لا تبدينَ بخيرٍ أبدًا !

كم كانَ صعبًا عليها أن تبتَسمَ الإبتسامة المتألمة من أجلهِ و خطانِ من الدماءِ

يتراقصَانِ على أطرافِ شفتيهَا ، دنَى منها مستشعَرًا شعورًا لطَالما كرههْ

شعورُ الموتِ هذا .. الذي يدنُو من الشخصِ ويختطفهُ فجأةً !

إهتزتْ عيناهُ بعضِ الشيءٍ يحدّثَها بنبرةٍ منصدمةٍ لحالها

- أنتِ .. سوفَ ..

- أعلمُ ذلك .. وقتي محدود [ آيريس ] لذا ..

- ماذا ؟!

- أريدُ قتله .. قتل إبني [ ريو ] !

إسوّدتْ عيناهُ حينما قربتْ أناملها من شفتيها .. متحّكمةً بصدى قهقهةٍ لعينة

ما ناسبتْ الحالَ الذي كانت عليه ! وربما هو كان فقط يسألُ نفسهُ على الدوام

أيُ الإثنينِ في النفسِ هو الحقيقيّ ؟! أذاك الذي بالظلامِ ينضَح ؟! أم ذاك الذي بالخزي يلعبْ ؟!

ولربمَا ما وصل لإجابةٍ بحتة في حينِ أن كل من التقاهُ على الدوام .. كان من اشباهِ المجانين !

تماسَكتْ [ بياتريسي ] محاولةً أن تسرقَ نفسًا عميقًا كل خمسِ دقائق

مخففةً آثَار الإضمحلالِ من روحها . . هيَّ ستختفي قريبًا ولن يبقى منها أثر .. لذا ستقتلهْ !!

عليهَا فعلُ ذلك ما دامَ فيها قلبٌ نابض ! الحقيقةُ التي تصبُو إليها واللعنُ في قرارتها لذاتها

أسينتهي كلُ شيء ؟! بعدِ مئات آلافِ الآلافِ من السنواتْ ؟! ستضمحلُ هي !؟

وما الذي سيبقَى منها إذنْ ؟! هل ستكون لها ذكرىً ما ؟! أسيكونُ لها في قلوبِ أبنائها مكانة ؟!

هي تنفي ذلك .. لكنها فقط ترجو .. أن تقتلهُ وتنهي الأمر ، أن تدمِرَ الذات التي صنعتْ

وتريح العالم ونفسه .. منهَا !

زفرَ [ آيريس ] بحدة أثارتْ إهتمَامها ، تبصّرتهُ بعينيها الأرجوانيتينْ متعجبةً منه إذْ لم يفصلهُ

عنها إلا بضعُ ملمتراتٍ وحسبْ !

بنظراتٍ حادة حدجها وقد بأهَ للأمرِ الذيّ أصابها ، وكزهَا بقوةٍ على جبينها حتى إستقر قفا يدهِ

اليمنَى عليهِ بعدها ، إحمّرت عيناهُ بلونِ الشرابِ المخمليّ ، إتسعت عيناها

إذْ تعرفُ أن من يصلُ لهكذا حالْ من حاصديّ الأرواحِ يتمُ إعدامه .. إذن لما لا يزالُ ..

إبتسمتْ بهدوءٍ وتفهمٍ شديدين ، إذ أنهَا أدركتْ أفعال [ كازو ] المعتَادة ..

- يالهُ من أحمَق .. لا يتغيرُ أبدًا !

تجاهلَ [ آيريس ] عبارتَها وشرع بإلقاءِ نوعٍ من التعويذاتِ بلغةِ الشياطين القديمَة

شعرتْ هي بذاكَ الشعور .. شعورُ أن تتدفقَ الحياةُ التي تضمحل منها عبرَ العروقْ

واكبتْ النظرَ إليهِ متعجبةً من فعله .. هو يساعدها ؟ .. لما ؟!

أنهى ما فعلهُ وجلس متكأً بيدهِ على إحدى قدميهِ مشحيًا بجديةٍ عنها

- هذا شيءٌ بسيط أقدمه لكِ ، سيطيلُ حياتكِ قليلًا ولكن لن يديمهَا !

هدأتْ تمامًا ، شبحُ إبتسامةٍ أعتَلى ثغرها تشكرهُ بطريقتها إذْ وفجأةً أُحيطَ جسدهُ بهالةٍ زهرية

وهمّت [ بياتريسي ] بتقبيلِ جبينهِ تضعُ على رقبتهِ قلادةً ما !

إبتعدتْ بعدها ، شارحةً لهُ ما فعلتْ

- هذهِ تعويذةٌ خاصة ، بها لن يمسّك السوءُ من السحرِ أبدًا وستخرجُ اللعناتُ

من حياتكَ على الدوام ، والعقدُ الذي البستُكَ إياهُ سيبعدُ صائديّ الحصّادِ عنك

شيءٌ بسيط لشكركْ ، لم يعاملني أحدٌ بشكلٍ حسن .. منذ زمنٍ طويل !

لمعت عيناهُ بهدوء وما ابتسَمَ حتى ، إكتفَى بإغماضِ عينيه والإستلقاءِ أرضًا مرددًا

- أفعليّ ما يحلو لك !







متوترٌ من رؤيتَها مجددًا ، هذا الأرقُ الذي يضربُ بهِ حتى في يقظته

تلك السلسلةُ التي لا تنتهيّ من المشاعرِ المضطربَة ، الخوفُ من اللا شيء

تناولٌ على أيدي القدرِ من صحنِ المهَانةِ والألم .. محورٌ لا يبدأ بشيء ولا ينتهي بشيء

ربما لا تفسيرَ حقًا لكلِ هذهِ الأفكارْ ، ولا حصرَ لمقدارِ المشاعرِ التي قد تضربُ الوترَ الحساس !

إلا أنَ في هيجَاءِ نفسهِ عبيرًا لا يطاق ، عبير لعنِ النفسِ ولعنِ الذاتْ ، العبير الأسودَ للإضمحلال

قد بأقتهُ المصيبةُ على حينِ غرة وعلى الرغمِ من بأقِهَا لهُ إلا أنهُ لا يزالُ صامدًا ، كيف ؟!

فسألَ نفسهُ قُبيلَ دخولهِ لحجرتِهَا : بأي سؤالٍ سأواجهها ؟!

قد لا يدريّ حقًا ، ولكنه فقط سيرَاهَا وهذا بحدِ ذاتهِ شعورٌ مُطَمئِنٌ له !

و بَأتهِ لنفسهِ هو عارِفْ ولهذا سيواجههَا بالخوفِ الذي يستَوليّ عليهِ دون ان يخشى

ألا تشعرَ هي بما في جعبتهِ من الأفكارْ !

فتحَ الباب ودخَل دون أن ينظر ، أراد لها ان تكونَ أول ما تقعُ عيناهُ عليه !

فلما فعل .. إنحصرَ الزمنُ في عينهِ لثوانٍ ولم يدريّ لما لم تواتِهِ مثلُ هذهِ تخيلاتٍ قبلًا ؟

فإذ بهِ يراهَا على الأرضِ جاثيةً متمسكةً بطرفِ السريرِ متنفسةً بصعوبةٍ بالغة

تضطربُ نفسهُ ويهرعُ إليها خائفًا ، من أن تحصلَ كلماتُ [ آكليس ] لها حرفيًا !

أمسكَ بها بقوةٍ يحدثّها بقلق

- [ آيـآمي ] ما الذي حدث ؟! هل أنتِ بخير ؟!

أجابتهُ النظرةُ الشاحبة والهالاتُ السوداءُ أسفلَ عينيها ، سعلتْ بقوةٍ

بجزءها العلوي مرتنحًا فحينمَا كادت تسقطْ إرتطمَت بصدرهِ و أستكانتْ عليه

احاطَها بدونِ إدراكٍ لما حصَل ، فطلبْت منهُ طلبًا

- ساعدني .. على العودةِ لـ السرير !

هدأَ وجههُ و بطَر ، حمَلَها ليعيدها مجددًا حيثُ كانتْ قبل سقوطها أرضًا

رفعتْ عينيها إليهِ وحاولتْ أن تبتسمَ لكن دون جدوَى ، أمسكَ بيدها بكلتَا يديهِ مبتسمًا

إبتسَامةً كانت لتسرقَ اللبّ من عقولِ الملائكةِ أنفسهم !

- لا ادري ما حدثْ ولكن يا صغيرتي .. عليكِ بالراحةِ قليلًا !

ما الفائدةُ إن كذبَتْ عليه ؟! .. لا تريدُ ان تصدمهُ لاحقًا بما قد يجري وليستْ بالتي

تفكرُ بطريقةٍ لعينة كي تفسرَ ما حدثَ أو سيحدثُ لاحقًا في مرةٍ واحدة !

إعتّدلتْ في جلوسهَا وخلعتْ قميصَها تحت تقطيبةِ حاجبيهِ المتسائلةِ عما حلَّ بعقلها !

اشارتْ بإصبعها للعلامةِ المحفورة على جسَدِها فنظرَ إليها بدهشةٍ شديدة !

إرتجفَ جسده ، وعمّ الصمتُ في إذنيهِ يسألُ بغضبٍ كا يفرُ منهُ صارخًا

- ما اللعنة التي انصبتْ عليكِ ؟!

على الرغمِ من ثقلِ لسانِهَا حرّكتهُ بصعوبةٍ تستنشقُ الهواءَ مجيبةً بكلماتٍ ثقيلة

- شُلّت قدماي .. ما عدتُ على السيرِ بقادِرَة !

إهتزتْ مقلتاهُ بجنونٍ بحتيّ ، وقد ارتختْ كلُ عضلاتهِ دفعةً واحدةَ مما اصابهُ بالخمولْ

فـ حتَى متى ؟! حتى متى عليها أن تكونَ من يدفعُ ثمَن كل شيء ؟!

وعليهِ أن يبقَى متفرجًّا ريثمَا تضحّي من أجلهِ واجلِ غيره ؟!

بغضبٍ عارمٍ احاطَ وجههَا بحنانٍ مغايرٍ لما يبديهِ على وجههِ وكافةِ جسده !

على جبينها وضعَ جبينهُ مغمضًا عينيهِ ولا يزالُ يرتجفُ بجنونٍ من الغضب

بنبرةٍ غاضبةٍ غضبًا هزها وبرودٍ وعتابٍ أختلطَ بها .. النبرةُ الهادئة التي حملت كل هذا

حدثهَا بهَا مستطيرًا بعذابِ نفسهِ ولومِهَا

- كم مرةً عليّ تكرارُ كلماتي كي تعِيها ؟! وكم مرةً عليكِ حملُ العبأ كي ترضي ؟!

اتريدينَ حقًا تدميري ؟! ناه [ آيـآمي ] ؟! ألا أستحقُ انا أن اعرفَ مجرياتِ الأحداث ؟!

وأن أتألمَ بنفسِ قدركِ أنتِ ؟! ألا يحقُ لي مشاطرةُ حب حياتي بكل ما تمرُ به ؟!

وكمٌ من المراتِ أنا احدثكِ بهذا ؟! محاولًا أن اجعلكِ تفهمين عذابي النفسي

هذا الشعورُ الذي يجبرني على الغرقِ في الندمِ كلما أعلنتِ عن مصيبةٍ حلت بكِ

دون أن اعلمَ بها ! أنتِ غيرُ عادلة .. غير عادلةٍ على الإطلاق !

[ كازو ] الذي تمّهل مراتٍ في حديثهِ هذا أخرجهُ هذهِ المرة دفعةً واحدة دونَ ان ينتظرَ منها ردًا

إبتعدَ عنها قليلًا تاركًا إياها تلهثُ عميقًا من التعبِ وصعوبةِ التنفس ، ضمتْ يدها على قلبهَا

أغمضتْ عينيها تتعرقُ بشدةِ ولا تزالُ في حربٍ أهلية تقبعُ داخلها بصوتِ جراراتِ العذابِ الأزلي حولها

حاولتْ تمالكَ النفسِ التي ترفضُ الإنصياعَ لصاحبِها ، فتحتْ عينيها بصعوبةٍ فوضعتْ يدها على رقبتهِ

من الخلفِ تنظرُ إليهِ بالعينينِ الجاحظتينِ المًا والنادمتينِ أزلًا

- ألم تفهم حتى الآن مرادي ؟! محاولاتي التامة والفاشلة في قمعِ رغبتي بك ! الشعورُ

الذي تملّك نفسي الآمرةَ بالسوءِ ودمارِ الذاتْ ، كيفَ يحقُ لي أن أقيدكَ بي وانا إلى

الهلاكِ أسير ؟! أن اعطيكَ أملًا في النجاةِ وأنا اعلمُ بإن فرصتها ضئيلةٌ جدًا ؟!

[ كازو ] !! أنا نفسي كارهة !! أكرهني حتى النخاع ! أستطيرُ بها شرًا لعلها تنقاد !

أُنزِلُ بها المصائبَ لعلها تدركُ الحقارةَ فيها وفي صنعٍ منها ومهَان !! أنا لستُ بالتي تريد منكَ

أن تنزلَ بنفسكَ البلاء ! فقط .. أريدُ إصلاحها لعلي بهذا .. استحقكَ يومًا ما !

وكيفَ يجيبُ الآن ؟! وقد سدتْ أبوابَ عقلهِ ومتاهاتِ نفسه !

هذه الكلماتْ ، هذه الإعترافاتْ .. لما عليها ان تقالَ في ليلةٍ مقمرةِ الذات ؟!

محفورةً ب وسمِ الهروبِ والهوان ، مصدرةً أنين الذكريات .. وباثقةً إلى النهاية العداء !

بين يديهِ إحتضنها من جديد ، دون أن يسمحَ لها بأن تفرّ هذهِ المرة منه . سيبقيها بجوارهِ مهما حصل !








الممراتُ البيضاءُ التي تبتلعُ جميعَ الأبعَادِ وما في جوفِها من اسرارٍ وحكايَاتْ
السكونُ الخاملُ فيها ، حياةٌ مسلوبَة ، إرادةٌ مقيدة ومصيرٌ مومضٌ ببياضٍ ملعون ..
فيهَا تمتزجُ كلُ الأصواتِ إلى لحظةِ الإنعدامْ ، لا تتهجولُ فيهَا الأرواحُ كما في القصورْ
وعلى أسرّتِهَا البيضاء تقبعُ الأجسَادُ النائمةُ في السباتْ موصُولةً لآلاتِ أخرىَ سوداء
شوائبٌ ونوائب ، إختلاجاتٌ محيّرة ، ولا تخترقُها سوى الهمساتُ الهادئةُ لتهويدةٍ تعزفُ على الدوام
كي لا يفتحَ هؤلاءِ أعينهم .. قَبلَ شِفَائهم ! هم المرضَى في زمنِ الأمراضْ و الأصحاءُ في زمنِ اللوثاتْ !
تشرأّبُ الأعناقُ للأجنحةِ البيضاءِ في أقاصي السماء ، وتفوحُ رائحةُ البخورِ في الأرجاءِ لحينِ
تطغى عليها رائحةُ المعقمات ! [ ساتان ] ما حبذَ ابدًا المستشفيَاتْ ، خاصةً إن كان [ ويليام ]
هو من يقومُ بإدارتِها ..
كبتَ التنهيدَةَ التي كادتْ تفرُ من بين شفتيهِ حالمَا أحسّ بقربِ صديقهِ باردِ الطباعْ
إبتسَم بسخريةٍ بحتَة ، إنعطفَ يسارًا ليفضيِ بهِ الممرُ الطويل لمكتبِ [ ويليام ] الفاخر
وكمْ حيّر ما بـ المكتبِ عقلَ [ ساتان ] .. إذا للتو كان في مكانٍ يكتسحهُ البياضُ من كل حدبٍ وصوب
وبإنعِطافةٍ بسيطة .. تبّدلت الأحوالُ كما لو أن نوائبَ الدهرِ أصابتْ نفسًا آبقةً من الصواب !
إذ بالمكتبِ الضخمِ وجدرانهِ كافتهَا سوداءْ ، كل ما فيهِ أسودٌ إلا أضاءةُ المكتبِ الحمراءْ
سجادةٌ فاخرةٌ أخرى بلونِ الدماءِ كذلك ، و دولابٌ كاملٌ يحتوي على زجاجاتِ شرابٍ حمراءَ
إذ مزج [ ويليام ] بين الدماءِ والظلام ، وأحالهما إلى كيانٍ واحدٍ لا ينفصل .. فكما هو يجلسُ على
الكرسيّ الأسود ، يرفعُ عينيهِ صوبَ [ ساتان ] مباشرةً !
يتذكرُ الملكُ القدير .. مقدارَ البرودِ في عينيّ هذا الطبيب ، مقدار برودِ روحه ، فهيّ متجمدةٌ أكثر
من الجليد
وكم خاف [ آيريس ] الصغيرُ مِنه .. حينما ينظرُ إليه ليرى جوفهُ الخالي من كل شيء .. فكيفَ بالله
غدا هذا الشخصُ بطبيبْ ؟!
وقف [ ويليام ] دون أن ينبِسَ [ ساتان ] لهُ بأي كلمَة ، سارَ نحو دولابِ الشرابِ فانتقى منهُ زجاجةً ما
وإلى مكتبهِ عاد يحمِلُها مع كأسينِ فاخرينِ اشتراهُمَا من عالمِ البشرِ قبلَ بضعةِ أشهر !
سكبَ فيهمَا الشرابَ وقدّم كأسًا لـ [ ساتان ] الهادِئ ، وقبل أن يشرعَ [ ويليام ] بالشربِ نطق
- ما نوعُ اللعنةِ التي تريدُ مني إزالتها ؟!
إبتسمَ [ ساتان ] بغموض ، يرتشفُ من الشرابِ برويةٍ شديدة .. رامقًا [ ويليام ] أثناءَ شربهِ بهستيرية !
- لعنةٌ قديمةٌ جدًا .. من قبلِ وضعِ التاريخ ومن قبلِ إيجادِ الشياطين !
ما تغيرتْ ملامحُ البرودِ من [ ويليام ] – ولن تتغير – فسَار حتى وقفَ أمام ملكهِ مادًا يدهُ حتى استقرتْ
على العينِ اليسرى لـ [ ساتان ] !
وقعتْ عصبةُ العينِ التي ما اهتزتْ قبلًا من على وصمةِ وهنهِ الوحيدة .. فرأى [ ساتان ] تجويفَ الظلام
والفضاءَ في العين المفقودة .. لمعانُ النجوم .. وحركةُ الثقوبِ الدودية كلها ظاهرةٌ في تجويفِ عينه
- فهمتْ . لا علاجَ محدد لهذهِ اللعنة .. عليها أن تتم مهمتها
- أيُ مهمة ؟!
- المهمةَ التي اسدلتْ لها .. السببَ في تكوينها ! الحقُ والخطأ في معتقدها !
- حسنٌ جدًا ، ولا يمكنُ إزالتها ؟!
تلاعبَ بالكأسِ بين يديهِ مفكرًا ، حتى اكمح رأسهُ لـ [ ساتان ] الجامد بهيبةٍ عظِيمَة
أغمض عينه ، كسرَ كأسَ الشرابِ فتجمعت الشظابَا متفرقةً على انحاءِ يده
جلدهُ سحبَ كل الشظايَا لداخلِ يدهِ . استطاع الآخرُ سماعَ صوتٍ ما تعرفَ عليه داخل يد [ ويليام ] !
ومن وسطِ الكفِ كرةٌ حمراءُ صغيرة ظهرت ، اعطاها لملكهِ مرددًا
- قد تفي هذهِ بالغرض .. وإن لم تفعل فلا شيءَ لفعلهِ غير الإنتظار !
شد [ ساتان ] قبضتهُ على الكرةِ الصغيرة بين يديه ، أغمض عينيهِ شاكرًا [ ويليام ]
وخارجًا من المستشفَى الهادِئ .. دون أن يلتفتَ وراءهُ ابدًا !





انكفَأ على نفسهِ يجلسُ محدثًا النفسَ التي يكرهُ بأي ذكرَى يحاولُ إستجماعَ شتاتِ نفسه ؟!
وأيُ طريقٍ قد سلَكَ يهيمُ على وجههِ كالمجَانينِ إن حدث ؟!
فإن أخبرهُ والدهُ بمكنوناتِ نفسهِ هل بالتحسِنِ سيشعرُ يا تُرى ؟! لايعتقدُ ذلكَ على ايةِ حال
فإن توالتْ الأزمانُ وطغى الدهرُ يومًا على اسسِ عقلهِ فلن ينفعهُ الطريقُ الذي اختارهُ بعدَ اليومْ !
إبتسمَ محتقرًا نفسهُ وللأفكارِ التي تراقبُ كيانهُ وتهمسُ طوعًا في آذانهِ الآثمة !
للقمرِ أحالَ عينيهِ فلمعتَا مجددًا بأملٍ ما ، والقمرُ في الأعلى يوشكُ على الإنشقاقِ لنصفينِ كمَا
يحدثُ كل عامٍ في هذهِ الليلَة ، وقفَ [ باندُورا ] فاردًا يديهِ كما الطيورُ وقد بدأ القمرُ يتشققُ بالفِعْل !
رمَى بنفسهِ من الحافةِ الزلقةِ فتهاوَى في الهواءِ حتى ارتطَمَ بقوةٍ بسطحِ المياهِ حتى تخلخل جسدهُ
فيها ببطءٍ وألم .. وباتَ يغرق .. يغرقُ وحسبْ .. يؤولُ بهِ الأمرُ إلى هذا حينما يفقدُ صلاحيتهُ للتفكِير !
و كمَا هُو يغرقُ يترآى لهُ طيفُها الذي احبّهُ يومًا ما .. هي أيضًا تغرقُ بجانبه .. تلازمهُ على الدوام
مناديًا إياهَا يضياع : بارانيث !
تلاشتْ بنفسِ الإبتسامةِ التي ماتتْ بها قبل قرونٍ طويلَة .. أغمضَ عينيهِ والبحرُ يبتلعهُ بهدوءٍ وسكينة !
ما كانَ السلامُ مقدرًا لهُ أبدًا .. حينما طيفُ أختهِ ظهرَ أمامهُ بنظراتٍ باردة
مد يدهُ إليهَا محدثًا بهدوء : آيـآمي .. أذاك الإنتقامُ تريدين ؟!
إبتسمتْ إبتسامتهَا المحتقرةَ للإجابَة وبغزلِ الشياطينِ الندي همستْ في أذنِه :
ما كرهتُ الموتَ ابدًا باندورا !
إختفتْ وتلاشتْ كما ذراتُ الجليد .. بقي يبتسمُ بطواعيةِ الإنهيارِ العصبي !
حتى فجأةً سبحَ عائمًا مجددًا نحو السطحِ فكان أولُ ما رآهُ هو يدُ والدهِ الممتدةِ لسحبهِ من المياه
مبللٌ بالكامِل وقد انعكس ضوءُ القمرِ عليه ، [ ساتان ] يعرفُ جمالَ إبنهِ حق المعرفَة !
بإتساعِ العينينِ المتعجبتينِ مد يدهُ فقامَ والدهُ بسحبهِ للأعلى معانقًا ومخفيًا إياهُ بين اضلعه الثمانية
- ما الذي تحاولُ فعله باندورا ؟! .. قتلي مثلًا ؟!
- والدي أنا ..
- اصص .. لا داعي للكلام ، إبقى هكذا بين اضلعي .. كي لا تمرض بفعلِ غبائك !
انصاعَ لكلماتِ والدهِ المخدرَة ، وبقي بين احضانهِ الدافئةِ حتى شعرَ بالحرارةِ تندفعُ لكافة خلاياهُ مجددًا
إبتعدَ بعدها فأخرجَ لسانهُ ساخرًا من والدهِ والأخير بإبتسامةٍ حانيةٍ ينظرُ إليه
- بعدما عادتْ معرفتكَ بجماليّ اتيتَ كي تخبرني بحبكَ لي ؟! والدي أنتَ بطيءٌ جدًا !
وكزهُ بقوةٍ دفتهُ عشرةَ أمتارٍ للخلف .. تورّمَ جبينُ [ باندورا ] و [ ساتان ] ينظرُ إليهِ ساخرًا بإبتسامةٍ
لم يفهمهَا [ باندورا ] بتاتًا !






للتَوِ عينَاهُ عادتَا هادِئتينْ ، لم يكُ غاضبًا ولا حامِلًا شعورَ الحقدِ العمِيقْ !
تعجّبَ من نفسِه ، فأيُ قدرةٍ لهَا على تهدِئةِ أعصَابِه ؟!
وخَتِمِ أسَاريرهِ مجددًا في أعمقِ بقعةٍ في الكون .. !
هو أرادَ بالفعلِ قتلَهَا تلكَ العينةُ الحمقَاء !! ما تشرّفَ بهَا أمًا ولا عرفهَا يومًا بغيرِ المنافقةِ ساحرةِ الرجال !
إبتسَمَ على نفسهِ ساخرًا ثمَ وقفَ فتذكّرها بسرعَة .. [ آيـآمي ] !
إتَسعتْ عينَاه ، وحرقةٌ في قلبهِ راودتهُ لا يدري كيفَ يعبرُ عنها ..
- ما هواجسٌ كهذهِ إلا .. شياطينٌ ميتة !
إلى الخارجِ سرى بسرعةٍ وخلالَ دقائقَ أمامَ قصرِ [ ساتان ] كان !
شعرَ بقوتِها في ذراتِ الهواء .. تنفسَ الصعداءْ !
إبتسَمَ برائحةٍ ودخلَ بخطواتٍ وئيدة .. الوحيدةُ .. التي تهمهُ حقًا !
وبسعادةٍ بالغةٍ ولطافةٍ معروفَة دخل غرفتهَا مناديًا إياهَا
- آيـآمي !!
ما تملكّهُ الفزعُ إلا فجأةً فتحجّرَ في مكانهِ مصدومًا لما يراهْ !
دونَ أن يدري صرخَ بغباءٍ وغضب
- ما هذا المخلوق ؟!!!!
نظرتْ إليهِ ببرود ثم أعادتْ النظرَ للقطةِ البيضاءِ على قدميها ، أجابتهُ ببرود
- قطة !
إحتَرقتْ أعصابُه ، تحدّث صارخًا
- قطةُ ماذا ؟!!! لما هي على قدميكِ تسرحُ وتمرحُ وتربتينَ عليها ؟!!!
أمالتْ رأسها وأجابتْ ببراءة
- لأنها لطيفة !
- لطيفة ؟!!! ماذا عني ؟! أنا هرتكِ المنفوشةَ الجميلة !!!
سمِعَ صوتَ إختناقِ القطةِ بشيء ، التفتت إليهِ بنظرةٍ متفحصةٍ منكرةٍ ساخرة !
تحدثتْ [ آيـآمي ] بعدها ببراءة
- جميلة أليس كذلك ؟!
ضوءٌ ساطع أحاط بها لشدةِ برائتها ، فأُعميتْ عينا التنينِ للحظاتٍ يصرخُ فزعًا
- ب- باهر !! اللعنة !!
لن يتركَ تلك اللعينة تسرقُ الفخذينِ الدافئتينِ منه !! قطةُ لعينة !! تغّيرَ شكلهُ للتنينِ المضغوطِ
فدفعَ القطةَ بقوةٍ لتسقطَ على الأرضِ ويرمي هو بنفسهِ بين أحضانهَا مرددًا بغنج
- دلليني !
القتْ [ آيـآمي ] نظرةً على القطةِ التي تنظرُ إليها والدموعُ متحمعةٌ في عينيها !
رقَّ قلبها ، فدفعتْ بـ [ ريو ] حتى إرتطمَ بالجدارِ وعانقتْ القطةَ بقوةٍ ولطافة !
جُرحَ قلبُ التنينِ وباتَ يبكي في زاويةٍ وحيدة ، والقطةُ تنظرُ إليهِ بعينينِ منتصرتينِ حقيرتين !
حالما أدركتْ [ آيـآمي ] مقدار إحباطِ [ ريو ] حتى أنزلتْ القطة من على قدميهَا وأبتسمتْ بهدوءٍ معقبة
- ريو .. تعال إلى هنا !
نظرَ إليها .. وإذ بها تفتحُ ذراعيهَا من أجله ، إتسعتْ عيناهُ وطارَ بسرعةٍ حتى ارتمَى في احضانها باكيًا
- غبية !! كان عليكِ إدراكُ لطافتي مسبقًا !
- حسنًا . حسنًا !
ربتت عليهِ بهدوء ، حتى سألتهُ بعدها براحة
- اصبحتَ بخيرٍ الآن .. أليسَ كذلك ؟!
نظر إليها بنظراتٍ واثقة .. إبتسم بغرورٍ واعقب
- بالطبع ! من تعتقدينني ؟! أنتِ مثلًا ؟! أنا ريو – ساما مذهلٌ بطبعي !
الإبتسامةُ المرتاحة أتسعتْ وهي ترددُ بهدوء
- هذا جيد ..
تبادلا النظراتِ لدقائقَ طويلة وقد عمّ الصمتُ بينهما بشكلٍ مريب .. اثارَ ذلك اعصابَ [ كازو ]
فجرّ [ ريو ] من ذيلهِ رافعًا إياهُ كالفئرانِ مزدريًا إياهُ بكلماتهِ القاسية
- وما الذي اتى بكَ الآن ؟! أريدُ أن انفردَ بها لوحدنا !! اهذا مطلبٌ صعب ؟!
لمعتْ عينا ريو بغضب ، صفع [ كازو ] بذيلهِ وطارَ في الجو يصرخُ في وجههِ متعصبًا
- وكيف لي أن اتركها لوحدها مع خسيسٍ مثلك ؟! حاشا الله ان ادعك تفعلُ لها شيئًا !
إحمّر مكانُ الضربة ، فرقعَ [ كازو ] بأصابعهِ متوعدًا التنينَ المضغوط بإبتسامةٍ مرعبة !
إرتجفَ المسكينُ متخذًا القطة درعًا فتلقتْ لكمةً مؤلمةً صرخت على إثرها بمواءِ القطط المصدوم !
سقطتْ على الأرضِ ترفعُ قائمتيها للسماءِ داعيةً بالهلاكِ على [ كازو ] الذي ارتعبَ من فكرةِ
أن يرى [ دانتاليون ] قطتهُ صريعةً على الأرض !
إزدرد لعابهُ يخرجُ من الغرفةِ بأسرعَ ما يمكنهُ حاملًا القطة معه ، أجل ! سوف يقول لـ [ دان ]
بإن قطتهُ أصيبت بمرض الطاعون المستكلب ! اجل اجل !! على الرغمِ من أن مرضًا كهذا لا يوجد
إلا أن [ دان ] سيصدقُ بلا ريب ! قهقه بشرٍ وهو يفكرُ بذلك حاملًا القطةَ التي لم يعلم إن كانت على
قيدِ الحياةِ أم لا !
إستحقر [ ريو ] [ كازو ] للحظاتٍ ثم عاود النظر لـ [ آيـآمي ] بعيني فتاةٍ في الثانوية واقعةٍ في الحب
- آيـآمي .. ما رأيكِ أن تربتي عليّ أكثر ؟! انا سيدكِ الرائع
رفعت أحد حاجبيها متعجبة ، اشارت إليهِ بالقدوم ففعل . وحصل على لكمةٍ اسطقتهُ أرضًا
- لا تغتر بنفسك ريو ، صدقًا كنت لطيفًا وأنتَ تناديني كالأطفال ..
تجاهل [ ريو ] كلماتها التي تجرحُ كبريائهُ كرجلٍ عظيمْ ، ثم نظرَ إليها نظراتًا غبية لم تفهم هي مغزاها
- هه كما توقعت ... ذاك الـ [ آكليس ] يفعلُ هذا على الدوامْ .. هل ذهب [ ساتان ] للبحثِ عن دواء ؟!
- أجل فعل .. على الأغلبْ
- جيد ، إذن لستُ مضطرًا لفعلِ شيءٍ سوى النومِ على قدميكِ !
- كسول
- أجل ، وهذا يعجبني !






" فلاش باك "
" قبل آلافِ السنواتْ | قصر كونتلس "
قد إستيظَتْ القوَى النائمة وباتَ الامرُ سيانًا للحياةِ والموتْ ، أضحى النومُ عائمًا
واليقظةُ كابوسًا لهُ هو الذي عرفَ الخوفَ بنظرةٍ منهم .. !
فباتت الظلالُ تتمددُ متوحشةً بعيونهَا البيضاءِ الموجفَة ، غارقَةً في الديجورِ و متعلقةً على حبلِ الوريد !
غارتْ روحهُ في الظلامِ والعتمَة ، إستبدّ بهِ الشرُ محاولًا قمعَ حياتهِ و خاذلًا كل أملٍ في نفسه
تكوّر الصغيرُ على نفسهِ خائفًا باكيًا ، ووحوشُ الطسمِ إليهِ تريدُ الوصولْ .. للحاصدِ الجديد ذي الروح السلول !
بكاءهُ صامت ، دموعهُ حارقةَ والخوفُ في نفسهِ لا يعرفُ مهربًا من مشاعرهِ الضعيفة !
صُنِعَ الظلامُ من أجلِ إبادتِهْ ، و خُلِقت الوحوش لإصطيادهْ ، هذا الرعب .. هذا الخوف .. هذا الخور !
بخفيضِ الصوتِ نادى من كان اعزّ على نفسهِ منها : بابا .. ساعدني !
إذ بقلبهِ يقرعُ فزعًا موقظًا إياهُ من نومهِ العميقْ ، يتلتفُ يمنةً ويسرةً باحثًا عن مصدرٍ النداءِ المستنجد !
تسارعتْ أنفاسهُ يهرعُ من فِراشهِ راكضًا لحيثُ إبنهُ الوحيد يقبعُ خائفًا ..
فتحَ بابَ غرفتهِ بدونِ إنتظار ، رآهُ مستندًا باكيًا عند زاويةِ الجدار ، صرخ بخوف : آيريس !!
في لحظةٍ كان جاثيًا على ركبتيهِ يحتضنُ صغيرهُ بين ذراعيهِ بقوةٍ جبارة ، مخفيًا إياهُ عن أعينِ الظلمة
لم يفهم [ آيريس ] الصغير السببَ في تسارعِ نبضِ والده ، ولا تنفسهُ السريعَ أو حتى إماراتِ الخوفِ
السائدة على قسماتهِ مع تقطيبةِ حاجبيه !
تشبث بيديهِ الصغيرتين بملابس والدهِ بقوة ، دفَنَ رأسهُ في حجرهِ باكيًا : أبي .. كنتُ خائفًا جدًا .. الظلامْ .. الظلامُ كادَ يلتهمني !
مسحَ على رأسِ إبنهِ بحنانٍ يقطبُ حاجبيهِ مع إبتسامةٍ مرهقَة ، قبل رأسهُ بعدها مرددًا
- لا تقلق يا صغيري ، كل هذهِ أوهام .. لا شيء يريد إبتلاعك ، أنتَ بإمانٍ ما دمتَ معي !
تمسّك أكثرَ بوالدهِ يهزُ رأسهُ موافقًا إياه : انا .. انا اردتُكَ أن تحميني .. أن تأتي إلي .. ولقد أتيت . أبي !
إستندَ [ كونتلس ] على الجدارِ محتضنًا [ آيريس ] الصغير ، مغنيًا لهُ تهويدةً هادئةً كي ينام
فغطّ [ آيريس ] الصغيرُ في النوم ، ووضعهُ والدهُ على الفِراشِ مجددًا وقال : لن يمسّك سوءٌ ما دمتُ اتنفس ! وهذا وعدٌ للأبدية !
قبلهُ بكلِ محبةٍ لهُ في قلبه .. ونامَ بجوارهِ تلكَ الليلة
- إنتهى
مسحَت [ بياتريسي ] المتحكمةُ بجسدِ [ آيريس ] الدموعَ المنكسبة من عيني النائمِ بعمقْ
لم تدري إن كانَ يحلمُ حلمًا حزينًا أم إن سعادتهُ قد اجبرتهُ على البكاء .. فما كانَ منها إلا أن
وضعت رأسهُ على قدميها ماسحةً على شعرهِ بهدوء .. وقد كان السنجابُ وحسب .. يريدُ النومَ
بجوارِ والدهِ مجددًا .. ان يشعرَ بنفسِ الدفء الذي شعرَ بهِ حينما كانَ صغيرًا .. فهل هذا مطلبٌ صعب ؟!
فتحَ عينيهِ بعد برهةٍ ليرى وجهها الهادئ أولًا ، قطبَ حاجبيهِ بغباءٍ يجلسُ مستقيمًا هازًا نفسه !
نظرَ يمنةَ وشمالًا ببلاهةٍ أضحكت [ بياتريسي ] الهادئة
- مازلتُ في عالمي الداخلي ؟ هااا .. ظننتُ بإني عدتُ صغيرًا .. يالهُ من كابوس !
لم تعلق [ بياتريسي ] الهادئة على أي كلمةٍ قالها السنجابُ الصغير، اكتفت بوكزهِ بهدوءٍ معقبة
- كلُ شيءٍ على ما يرام ، سأنفذُ ما اتيتُ من اجلهِ واترككَ للأبدِ يا صغير !
إبتسم ببراءةٍ مع توردِ وجنتيهِ الجميلتين ، استرسل بعدها
- لا امانعُ حقًا في أن تستخدمي جسدي كلما إحتجتِ إليه ، لستِ سيئةً حقًا !
- بل سيئة !
قاطتعهُ بجديةٍ مرعبة ، فتغّيرتْ قسماتها لوحشٍ ما تعرفَ [ آيريس ] عليه ، إرتجفَ خوفًا
من الرعبِ الذي دستهُ في قلبهِ لدقائقَ طويلة .. بنفسِ الرعبِ حدثته
- أنا اسوءُ مخلوقٍ قد تراهُ عيناك .. لا تعرفُ ماضي حتى .. لا تتكلم كما لو تعرفني !
تحول جادًا مرةً أخرى ، نظر إليها بحدةٍ ثم أردف
- الماضي لا يعرّفُ الشخص ، لا يهمُ ماضيكِ بل ما أنتِ عليهِ اليوم !
- تقولها لشخصٍ يكرههُ الجميع .. حتى ابنائه !
- أجل . الأشخاصُ يتغيرون .. يمكنكِ ان تصبحي شخصًا افضل !
- ربما .. ولكن الأوانَ قد فات بالنسبةِ لي ، المنيةُ يبابٌ يترصدُ بي
صمتَ ولم يكمل .. لا يدري لما خسر الرغبةَ في إكمالِ الحديث .. ربما لإنها كذلك ..
ما كانت لتستكملهُ ابدًا !







- أتشعرينَ بتحسن ؟!

سأل [ ساتان ] القلق بعدمَا اطعمها الكرة الحمرَاءَ التي حصَل عليها من [ ويليام ] سابقًا

وقد مرّتْ الآن أكثرُ من نصفِ ساعةٍ لكن لا تغييرَ حصلَ في حالةِ شلل قدميها

- لا ..

بإحباطٍ قالتها ، كي تعودَ قسماتهُ المتوترةٌ مرةً أخرى ، جلسَ على الكرسي مرهقًا نفسيًا !

لا يدري ما الخطوةُ التالية لعملها ، كلُ شيءٍ يبدو مشتتًا بالنسبةِ له .. [ آكليس ] يشغلُ تفكيره !

فكيفَ لا وهو يتربصُ بلفذتين من فلذاتِ كبده ؟!

عانقت أيدي [ آيـآمي ] أيدي والدها بهدوء ، إبتسمتْ لهُ بثقةٍ مرددة

- لا تقلق يا والدي ، سأتحسنُ قريبًا . هذا وعد !

هي تريدُ التخفيفَ عنه ، هو يعلمُ هذا جيدًا .. إبتسمَ لها على الرغمِ من إرهاقهِ ثم قال

- أعلمُ ذلك ، إبنتي قويةٌ وهذا اكيد !

أشاحتْ بوجهها عنه تحت وطأةِ التعبِ الذي يشعرُ به وتشعرُ هي كذلك به !

واتاهُ سؤالٌ ما ، بجديةٍ طرحه

- ما خطوتكِ التالية بعدما تشفين ؟!

ما نظرت إليهِ أو تفاجئتْ من سؤاله ، نظرت لقفا يدها ثم اجابتْ بغموض

- لم افكر فيها حتى الآن !

قهقه . قهقه بجنونٍ جعلَ عينيها حادتين كما صوارمُ السيوف !

الإبتسامةُ المجنونةُ التي علت محياه ، والرجفةُ الهستيرية المفاجئة .. لم ترتح لها ابدًا !

بإبتسامةٍ لعينة نطق

- احب طريقة كذبك ، تصنعُ شراراتٍ تسلسليةً على الأوتارِ الحساسة !

لم ينتظر إجابتها ، إستدار خارجًا إلا انها اوقفتهُ بقولها

- والدي ، هل يمكنكَ أن تجمع الجميع في البهو العظيم ؟!

تعجب من طلبهَا ، سألها بفضول

- لما ؟!

إكفهر وجهها ، أبعدت ناظريها عنهُ مجيبة

- لدي شيءٌ أريد قوله ، هل يمكنك ذلك ارجوك ؟!

أغمضَ عينيهِ متفهمًا ، عاود الخروجَ دون أن يجيبَ عليها ، وهي قد علمت بإنه سيفعلُها !

ضمتْ يديها على قلبها مجددًا بألمٍ لا يطاق .. وهناكَ ما يخبرها بإقترابِ النهاية !








من أقدمِ العصورِ تعيش ، على الدوامِ مكروهةٌ من قبل الجميع
هي الشر المستطير ، الجشع اللعين وكل حقدٍ في الدنيا يسير
قد تكون طيبةً كما الحوريات ، لكنها في أعماقها فاقت الوحوشَ غطرسةً وكبرياء !





من اوائلِ الشياطينِ وجودًا ، متميزٌ جدًا
لم يبتسم لمرةٍ في حياتهِ ، روحهُ متجمدة ولا أملَ في خلاصها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes