WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل السادس عشر : ( و هاهي الجحيم تعرف إسمي ، وتعلم ما حلّ بي من المي)






في هذا العالم قد حاولتَ ..

ان لا تتركني خلفك وحيدة

ولكن لا يوجد حلٌ آخر

الذكريات تمحو الالم من الداخل

ولكنني لا اعلم السبب

كل ذكرياتي تبقيكَ قريباً

في اللحظات الصامتة اتخيل طيفك هنا

كل ما حولي يذكرني بك !

اتذكر حينما قلت لي قاتلي ..

وعدتني بإيجاد طريق العودة وسط الظلام

اتمنى لو يوجد طريق لتعطيني علامة على حياتك

وسط القتال كنتَ وحيداً بسيفك الارعن

تصرخ وسط سكون الجثث النائمة

وأذا بك تخّر على الارض مثلهم وقد ادمى جسدك للإرهاق

عرفتُ حينها أن التضحية واجبة اذ احببتك من قلبي

من اجلك سأضحي ! من اجلك سأكون كبش الفداء !

وإن صرخت بأسمي يوماً ما ، تذكر !

بأني اراقبك واحميك من وراء الموت

لن امانع منح روحي اليك ، لن امانع الموت من اجلك

انت وحسب !

لا تحاول البحث عني في عالم الضائعين لأني لن اكون هناك

لا تحاول محادثة الموت عني لأنه لن يعلم اين اكون

قريباً سأضمحل الى الابد ولن يبقى مني إلا شبح ذكرى

انين صوتي لن يصلك من وراء حجاب الصمت

لذا دعني استغل هذه الفرصة ! دعني اقلها قبل ان يشّل لساني الى السرمدية

احبك !
وهذه كلمة نطقها قلبي منذ الازل




الجنة والجحيم !

وجهان لعملة واحدة ، متكسرة الاطراف ، دامية الوجدان و شبحية الهمسات ، تخلو من مفاهيم البشر وتخفي خلفها ملائكة بديعيّ الجمال ! او حرساً شديديّ السواد

بعضهم بلا قلب ! وبعضهم الاخر مرهفوا الاحساس ، لا امراء فيها ولا دولة لحكام ، كينونة واحدة من التسامي في الكيان ، وفيها إما النعيم او العذاب

ولكن هذا العالم القائم على حكم البشر ضعيف ، واهنٌ و هزيل ، لا ينفك يتكور على نفسه باكياً بحرقة لما فعلته به ايديّ الانسان ، الضلال فيه مألوف ومعروف والسعادة مؤقتة وتتلاشى في ومضة عين

وفي عنهجية هذا العالم تختفي الوحدة في طريقٍ صامت ضبابي عديم الملامح ، لا يستطيع ان يدرأ ما في روحه عن جسده ، عيونه ضائعة و متصلبة غير مدركة ، هنا في عالم البشر ، لا شيء سوى الهلاك وحسب

فالألم ازلي ! ولحظات السعادة .. قليلة !

لم يكد يكبح جماح غضبه ، عيناه قد اسودتا تماماً من الامتعاض الاعمى ، اراد فقط ان يفرش جناحيه ويقوم بقمع وجودها عن هذا العالم ، لم يدرك انه كان على وشك ان يدمر ما حوله لحين امسكت آيـآمي بيده محاولة ان تهدأ من روعه

ادرك افعاله فنظر اليها متفاجئاً ليراها تبتسم بوهن وقلق عليه ، اما الآخرون فلم يستطع لومهم للرعب الذي دب في قلوبهم وهم يرونه بتلك الحالة

ولكن اكثر ما افزعه حينما رأى بأن المكان من حوله مظلم وباهت ! اختفت معالم القصر فجأة بسبب تسرب طاقته الغاضبة ، شعر بارتجافة صغيرة في يده ودفئ ابنته يتسلل الى نخاع عظامه

اقتربت منه ومسحت برقة على وجنته لتحدثه بصوتٍ هادئ مرهق بشكل جليّ

- لا تفقد زمام نفسك الان ! انت تستطيع ردعها دون الحاجة الى هذا الغضب يا والدي !

لا يعلم لما يشعر بهكذا خمول في جسده ، هدأت ملامحه ولانت النظرة في عينيه ليضع راحة يده على جبينه مترنحاً بتعب ، اسند بثقله دون ان يشعر على جسد آيـآمي التي ضمته خائفة من حاله المتقلبة في ومضة عين

عاد الضوء الى المكان واختفى البرد ، نظر الجميع الى بعضهم مذهولين وقد ازدردوا ريقهم بصعوبة ، تشبت ساتان بآيـآمي بقوة وهو يزمّ على شفاهه بقهر ، اخفت خصلات شعره الذهبية ملامحه المتعكرة التي ما كان لها إلا ان تقتل الموجودين إن نظروا اليها لبرهة

ولكنه – من ناحية اخرى – فزع وخاف حينما استشعر الحرارة المرعبة في جسد آيـآمي ، ابتعد عنها مزمعاً ليشاهد ملامحها المكدودة وسرعة تنفسها غير الطبيعية ، دنى منها ووضع راحة كفه على جبينها لتتسع عيناه قلقاً

هي مصابة بحمى قوية ، فقد تهالك جسدها وانهار دفعة واحدة جراء ما حدث لها من قبل ! ظهر الالم بشكل واضح على ملامحه ليردف متألماً

- لما ترهقين نفسك بهذا الشكل ؟

ابتسمت وهي بالكاد تستطيع المحافظة على وعيها ، تمسكت بعضد يدي ساتان وهي تقول بوهن

- إن تركتُ والدي المتهور واخوتي الحمقى دون حراسة ، فسيكون الامر مرعباً لهذا العالم !

لمعت عيناه بفجاءة عابرة ، شعر بعبراته تخنقه من الداخل فأحاط وجهها بيديه يحبس ما داخل كيانه من احزان

الجميع كانوا واقفين يرمقونهما بتعجب ، شعروا جميعاً بالمآسي المطبقة على هالتهما الكئيبة ، ولكنهم تفاجئوا حالما شاهدوا آيـآمي تبتعد عن ساتان وتظهر له بأنها بخير !

تعجب ساتان واراد الحديث ولكنها منعته حينما وضعت سبابتها على شفتيه وهي تبتسم متعبة ، هدأ وظهر البرود عليه

ولكن صوت خشخشة ايقض حواسه حينما شاهد سواره يتدلى من معصمها ، لتتسع عيناه وتظهر شرارة حمراء جعلت الحاضرين يحبسون انفاسهم من الرعب

امسك بمعصهما لينظر الى يدها ويجد الخاتم منتصباً على احد اصابعها ، ازداد غضبه فصرخ بها معاتباً

- لما ترتدين هذه الاشياء ؟!

صُدموا جميعاً ، اقترب كازو مسرعاً محاولاً تخفيف الوضع ، امسك بيد والده بهدوء وابعدها ليرمقه ساتان بغضب جعل رعشة تدب في كيانه

شد على قبضته وهو يقول حذراً

- والدي ، ارجو ان تهدأ ولا تتهور فتندم بعدها ، دعنا اول نفهم ما يجري

ازدادت لمعة الشرارة في عينيّ ساتان ، سرعان ما تنهد واشاح بوجهه بعيداً وهو يقول ببرود

- هذه اغراضٌ خاصة ببنادورا ، من يرتديها يأتيه الموت المحقق ! لا عجب من انك كدتِ تموتين عدة مرات من قبل ! على اية حال ، من اين حصلتي عليها ؟

امالت آيـآمي رأسها محاولة ان تفكر ، فالحرارة تشتت تركيزها وتجعلها غير قادرة على ادراك ما حولها بسرعة ، وضعت اصابعها على جبينها وهي تقول متذكرة

- الخاتم حصلتُ عليه من امرأة عجوز في السوق ، ولكن السوار ...

قاطعها كازو مسرعاً وهو يقول ببرود

- مارينا اعطته لها

دهش ساتان والتفت اليه مسرعاً وهو يقول منكراً

- ماذا ؟! هذا مستحيل ، كيف لمارينا ان تحصل على هذا السوار ؟

كتف كازو يديه ليردف غير آبه

- وما ادراني ؟ ، لقد اتت في ذلك اليوم الذي اقيمت فيه الحفلة على شرف الاميبا واعطته لها

عض ساتان على اصبعه الابهام بشدة حتى ادمى ، همس في خلده بغضب

- لا ! هذا السوار كان محمياً بشكل كامل في جبل الفحم الاحمر ! لا يمكن لها ان تصل اليه .. مطلقاً !

سمعوا صوت وقع اقدام قد توقف عندهم فالتفتوا جميعاً ليجدوا مارينا واقفة تنظر اليهم بتعجب ، شعر ساتان بأن النيران تستعر داخله وهو ينظر اليها ، ازمع ناحيتها ووقف امامها وهو ينظر في عينيها بغضبٍ وامتعاض شديد

- مارينا ! بحق الجحيم السوداء من اين اتيتِ بذلك السوار في معصم آيـآمي ؟

ظهر التعجب جلياً على ملامح مارينا ، امالت رأسها وقالت متسفهمة

- ما الذي تقصده ؟ اي سوار ؟

اتسعت حدقتا عينيه فجأة ، دنى منها ليمسك بيدها بقوة جبارة كادت تحطمها ، قال ببروده المرعب

- لا تحاولي الانكار ! من اين اتيتِ بالسوار ؟!

شعرت بالخوف منه فارتجفت بعض الشيء ، اشاحت بعينيها وهي تقول مرتعبة

- لا اعلم ... ما الذي .. تتحدث عنه !

شدّ الضغط على يدها حتى استطاع الجميع سماع صوت عظم يدها يتحطم ، فجأة ظهر ايتاتشي امام ساتان و نظر في عينيه ليقول بهدوءه المعتاد

- ساتان – ساما ، لا داعي للتسرع في هذه اللحظات العصيبة ، يجب ان نبحث عن حقائق الامور ولا نسأل عنها

ما إن نظر ساتان في عيني ايتاتشي حتى شعر ببعض الهدوء ، ترك يد مارينا واعاد النظر الى كازو المنزعج والذي صرخ بحدة بعض الشيء وهو يقول

- مارينا ! لقد كنتُ هناك حينما سلمتي السوار لآيـآمي لذا لا داعي للإنكار !

ظهر الغضب على ملامحها ، شدت على يدها الاخرى وهي تقول بعصبية

- إن اعطيتُ شيئاً مقيتاً كهذا لأبنتي فسوف اتذكر ! ولكني لم اعطها ذلك الشيء لذا لا اتذكر !

لم يعلم كازو كيف يمكنه ان يفسر انزعاجه في هذه اللحظة بالذات ، نظر الى ساتان الذي ظهر البرود المرعب على محياه والتفت متجهاً ناحية آيـآمي

توقف عندها وقال لها ببرود

- يا صغيرة ، عذراً ولكني سأصادر هذه الاغراض الملعونة منكِ ! لا اريد ان تتأذي بعد الان بسببها

لم تُبدِ أي علامة على الممانعة ، ابتسم بهدوء و مد يده كي يمسك بالأغراض ولكنه تفاجئ حينما هوى جسد آيـآمي ساقطاً بين يديه ليقف متصلبّاً غير مستوعبٍ للأمر الحاصل

صرخ الجميع من حوله باسمها و هرع ساسكي ناحيتها خائفاً من ان امراً قد حصل لها ، تجمع الجميع حول ساتان المصدوم ليشاهدوها تتنفس بسرعة كبيرة و قد احمّر وجهها كلياً

قال ساسكي فزعاً

- آيـآمي ! اوي آيـآمي ! ما الذي حدث لكِ ؟ اجيبيني !

ضربه كازو بقوة على رأسه وهو يصرخ بغضب

- غبي ! الا ترى بأنها محمومة ايها الاحمق ؟! كيف تريدها ان تجيبك ؟!

نظر اليهما ساتان نظرة حادة حاقدة فصمتا ، صرخ ساتان قائلاً

- اراشي ! تعال الى هنا في الحال !

ظهر اراشي من العدم فجأة ودنى من آيـآمي ليحملها بين يديه لتشتعل عيون كلٍ من كازو و ساسكي اللذين منع تقدمهما حقد ساتان المشع ناحيتهما

اعاد ساتان النظر الى اراشي وقال له بجدية

- اراشي ، خذها واعتني بها جيداً ، هي لا تزال ضعيفة جراء ما حدث ! إياكَ ان تتعرض لأي شيء !

ظهر التوتر على ملامح اراشي ، شد على آيـآمي وهو يقول

- ولكن يا والدي ! اليس من المفترض ان نذهب كلنا لمجابهة آيـآكا ؟

بدا ساتان وكأنه قد تذكر امراً ما ، اشاح بوجهه وهو يفكرُ بأمرٍ ما ، سرعان ما اغمض عينيه وقال

- حسناً اذاً خذها واعطها علاجاً وتعال لتلحق بنا بسرعة

هز رأسه متفهماً ، كاد ان يسير لولا ان صدمته من ايقاف آيـآمي قد حالته دون ذلك ، تفاجئ الجميع حينما اجبرته على انزالها لتنظر اليهم بارهاق وتقول بغضب

- لستُ طفلة ! اذهبوا ولا داعي كي تقلقوا عليّ ، سأكون بخير لوحدي

تقدم منها ساسكي ليقول منفعلاً

- ما الذي تتفوهين به ؟ يجب ان يعتني بكِ احدٌ ما ! وبالطبع سيكون انا !

تقدم ساتان من ساسكي وضربه بقوة على رأسه حتى تورم وشعر بدوارٍ حاد ، نظر في وجه ساتان ليرى شراراً يتطاير من عينيه وهو يقول ببرود

- كلا ايها البشري النكرة ! سوف تأتي معنا انت واصدقائك ! فأن مُتَ في ساحة القتال سيوفر هذا عناء قتلك !

غضب ساسكي بشدة رغم خوفه ، استجمع شجاعته وقال لساتان بوقاحة

- ولما تريد قتلي بحق الله ؟

ظهرت ابتسامة شريرة على وجه ساتان وهو ينظر الى كازو الذي امسك بكتفيّ آيـآمي حتى لا تسقط مغشياً وقال بشرّ

- لديّ خُطط بحاجة الى ان تكتمل !

ظهرت علامة استفامٍ كبيرة على رأس ساسكي الذي لم يدرك المكيدة وراء ما يقوله ساتان ، التفت ساتان وقال آمراً

- ابنائي السبعة والبشر الحقيرون – عدا ايتاتشي – الحقوا بي في الحال ! سوف نبيد ذبابة مزعجة هذا اليوم !

ظهر ابناء ساتان فجأة وهم يبتسمون متحمسين ، حالما شاهدهم ساتان بعيونهم البنفسجية اللامعة حتى ادرك النيران التي تشتعل داخلهم ، ابتسم برضا وبدأ بالسير حتى تخطى مارينا التي قام بأمساكها وسحبها معهم

ولكنه استكان للحظة قبل خروجهم والتفت لتلتقي عيونه اللامعة مع عيون آيـآمي الباهتة من الارهاق ، هزت رأسها له فابتسم بهدوء وسار مكملاً طريقه ريثما الجميع يتبعونه للخارج بملأ ارادتهم

حالما اختفت طاقتهم من ارجاء القصرِ استندت هي على الجدار لتسقط على الارض وهي تشهق بألم ، تشعر بأن رئتيها لا تستقبلان أي ذرة هواء ، تعرّقت بشدة وهي تشد على ملابسها بيدها محاولة ان تجتذب بعض الهواء الى جوفها

فاجئتها يدٌ ما امتدت من رحم اللا مكان وحطت رحالها على كتفها بهدوء ، فتحت عينيها بتكاسل لتجد وجه ماهوتي القلق امامها ، لم تستطع ان تبتسم او تغير من وضعيتها بل اكتفت بأن قالت

- ماهوتي ! ساعدني على الوصول الى غرفتي

هز ماهوتي رأسه وقال محاولاً ان يدخل الطمأنينة الى قلبها

- لا تقلقي آيـآمي – ساما ، سوف اعتني بكِ بنفسي

ساعدها على الوقوف واخذها مباشرةً الى حيث غرفتها ، وضعها في فراشها واعطاها حقنة مهدأة وخرج من الغرفة لاعداد بعض الطعام لها ، فهي ستحتاج الى استعادة طاقتها لاحقاً










ريحٌ عاتية تهب من ناحية الشرق في عالم الشياطين ، رائحة الرماد شبعت الاجواء وانتكاسة طفيفة في الارواح جعلت من الاجساد مرتعاً للهمسات الشيطانية القاتلة ، تجوب اجساد الضائعين في ضاحية معتمة من عالم الشياطين

حيث الضباب لا ينقشع مطلقاً والبرودة تتسلل الى نخاع العظم فتفتته ببطء شديد ، انينٌ مظلم يُدمي القلوب يصدح من تلك المعمورة المهجورة ، ذات الابنية الخشبية المهترئة والمتآكلة

مروا من جانبها فشدت انتباه كلٍ من ناروتو و ساسكي اليها ، خاصة حالما شاهدوا جثثاً ملقاة بلا اهتمام مضرجة بدمائها الحمراء القانية

شعر ناروتو بالأسى على حال اولاء الذين رُموا هنا دون ان يشعر بهم احدٌ ما وتذكر نفسه في معمعة ذكريات غطاها عبابٌ كثيف من الالم

لم يرد ساسكي التحدث ولكنه اردف بنبرة قلقة – على الأقل ليس قلقاً على ناروتو –

- لا داعي لان تذكر نفسك بالماضي في كل مرة ترى فيها ما يشابهه

فغر ناروتو فاهه لفترة من الزمن وهو ينظر الى ساسكي غير مصدق محاولته للتخفيف عنه ، ظهر شبحُ ابتسامة على محياه بعدها ليردد

- هذا جزءٌ من شخصيتي ساسكي ، لا استطيع تغييره

اغمض ساسكي عينيه ببرود ليردف

- كما يحلو لك

تعداه ريثما ابتسامة باردة احتلت ثغر ناروتو ، ظل لوحده في الخلف يفكر بالكثير من الامور لحين ظهر آيريس بجانبه مبتسماً بهدوء ، نظر اليه ناروتو ببلاهة وردد بعدها

- أنت صديق كازو اليس كذلك ؟ إن لم اكن مخطئاً ... آيريس ؟

ابتسم آيريس فرحاً ليردف بحماس

- هذا صحيح ، آيريس كونتلس ماردلين وأنت ؟

دبت الحياة في ابتسامة ناروتو لتتورد وجنته وهو يقول

- ناروتو ، اوزوماكي ناروتو !

انبهر آيريس وصفّر ليستطرد

- ناروتو ؟ ، ان يسموك على اسم طعام هذا نادر لهذه الايام !

ضحك ناروتو على عبارة آيريس ، لم يردف بعدها ولكنه غير الموضوع قائلاً

- لابد وانك تقاسي الامرين بوجودك مع البتار !

تجمّدت ملامح آيريس لفترة ، ولكنه بدأ يبكي بحرقة بعدها وقد احمرت عيناه من البكاء ، اقترب من ناروتو ليضم يديه ويقول بهمٍ محبوسٍ في قلبه

- انت تستطيع الشعور بي اليس كذلك ؟ ذلك اللعين يعذبني دائماً ، انا لم افعل له شيئاً في حياتي وقد عذبني بشكل مرعب ، انا مجرد شيطان نبيل بريء وطاهر وعفيف ! لم ارتكب إلا مليون وسبع مئة الف جريمة قتل إن لم يكن اكثر ! ارأيت كم انا مسكين ؟

بدأ ناروتو يبكي ببلاهة وقد سال مخاط انفه وهو يحاول مسح عينيه قائلاً بمواساة

- يا لك من مسكين ! ذلك البتار قاسي القلب ، كيف يفعل بشخصٍ طيب مثلك مثل هذه الامور البشعة ؟ ، اليست لديه مشاعر ذلك الشيطان الغوريلا ؟! ولكنه يذكرني بساسكي ! فهو يحب تعذيبي دائما كذلك !

ازدادت الدموع بالأنهمار من عيني آيريس كالشلال ، اقترب من ناروتو وعانقه بقوة وهو يشهق بألم مردداً

- كلانا عانى الجحيم في حياته ، دعنا نتعاون ونرتكب مجزرة فيهما ! يجب ان ننال انتقامنا !

هز ناروتو رأسه وهو يقول بدموعه

- اجل ! سأجعل ساسكي اصلعاً ومن ثم اجرده من ملابسه والقيه في دار العجزة !

ابتسم آيريس بحماس ليردد

- وانا سأكوي ظهر كازو ومن ثم اقطع يديه والقيه في البركان الازرق ليلقى حتفه !

صرخا بحماس شديد وهما يرقصان بفرح على تخطيطهما ، لم يشعرا بالمخلوقين الواقفين خلفهما ، واللذين احاط جسديهما هالة حمراء ، نظرا الى بعضيهما وابتسما بخبث لينقضا فجأة على آيريس و ناروتو ويبرحاهما ضرباً حتى لم يعودا قادرين على الحركة

وقف ساسكي ينفض الغبار عن يديه و الملل بادٍ على وجهه ، نظر ناحية كازو وقال

- كازو ! اعلينا ان نرميهما في نهرٍ او ما شابه ؟

نظر اليه كازو ببرود ثم قال مستهزءاً

- لا اعتقد بأن الاسماك ستحبذ طعمهما ، اكاد اجزم بأن طعمهما كرائحتهما النتنة !

ابتسم ساسكي بسخرية وهو يرفع يديه ويقول متكبراً

- يبدو كذلك

اكملا السير وهما يجران ناروتو وآيريس بحبالٍ قيداهما بها ، توقف ساتان للحظة والتفت اليهما ليتصنّما بقلق ، حالما شاهد آيريس وناروتو مقيدين حتى تنهد ولمعت عيناه ، اشار لكازو ففهم الاشارة وقام بفك قيدهما وتركهما يسيران مترنحين من الضرب

اقترب ايتاتشي من ساتان ليقول له بتساؤل

- ساتان – ساما ، هل يمكنك ان تخبرنا بوجهتنا الحالية ؟

اخذ ساتان نظرة خاطفة على وجه ايتاتشي ليستطرد بعدها قائلاً

- آيـآكا الحمقاء دمرت مدينتين من اهم مدن عالم الشياطين ، كالفيريكا و ماريا ، وحينما افكر بنفس طريقة عقلها الصغير استنتج بأنها ستتجه الى مدينة ويلزرامينا بعدها وهي تقع في منتصف تقاطعٍ بين كالفيريكا و ماريا

آراشي الذي شعر بالغيض من قرب ايتاتشي من والده قد اقترب منه كذلك ليقول وهو يضع يديه خلف رأسه

- ولكن ألا تظن بأن هذه مكيدة ؟

ابتسم ساتان بخبث وهو يردف بنبرة مرعبة

- اجل انها مكيدة ولهذا نحن متجهون اليها

توقف الجميع متفاجئين من هذا ، وقف دانتاليون امام ساتان ليقول مرتكباً

- ولكن يا والدي ، لما نتجه الى لبّ الهلاك اذا ؟

وكز ساتان دانتاليون على وجهه واكمل سيره وهو يردف ببرود

- حالما يصدق العنكبوت بأن ضحيته قد وقعت في فخه حتى يخفف حذره ودفاعه غير آبه بأن هذا سيؤدي الى موته في النهاية

ابتسم تشيتوسي فجأة وهو يضع يده تحت ذقنه قائلاً

- هكذا اذا ! تنوي القضاء عليها بفخها الخاص ؟

اغمض كاريو عينيه ليردف ببروده المعتاد

- إن كنت سأصاب في هذه المعركة فلا اهتم للطرف الفائز

دون ان يشعر اخترق سيف هيرو قلبه واخترق خنجرٌ آخر خاصرته ليبتسم برضا وهيرو يردف بحماس

- يجب ان تهتم بالطرف الفائز اخي العزيز ، لان فوز آيـآكآ يعني ارتدائنا لفساتين وردية مبهرجة ثانيةً

توترت وجوه الجميع فجأة واختفت ملامحهم من الصدمة ، توقف ساتان متعجباً والتفت اليهم ليردف

- وهل كانت تلبسكم فساتين وردية من قبل ؟ يال السخافة ! ظننتكم ابنائي حقاً ولكني كنتُ مخطئاً ! عارٌ عليكم هذا الماضي الاسود ايها الحثالة

اكمل سيره بعدها بعرق غضبٍ بادٍ على وجهه بشكل مرعب ، ابتسم ايتاتشي بقلق والتفت ليجد ساسكي يجر شعّر كازو وكذلك يفعل الاخير

تنهد ايتاتشي بحسرة وضرب جبينه ليردف هامساً لنفسه

- ايُّ ورطة وقعتُ فيها هذه المرة ؟

دون ان يلتفت ، ابتسم ساتان على ما قاله ايتاتشي ولكن ابتسامته زالت بعدها وهو يهمس بصوتٍ خفيضٍ جداً

- الثعبان قد فقد سمّه اذا ؟!

لم يعبئ ساتان بمارينا التي كانت تسير بجانبه طوال الوقت ، في الواقع لم يفكر حتى بوجودها لأنه قد جرها لرغبة منه في عدم بقائها مع آيـآمي ، لا يعلم السبب ولكنه فقط لا يريد لها ان تختلط بأبنته لوقتٍ طويل
رفع رأسه الى السماء ليرى شهباً متتابعة تسقط من السماء ، وكأنما هي تحيي هذا اليوم الذي انتظرته فوهات البراكين لفترة طويلة من الزمن و تناجي لحظاتٍ صامتة من الصراخ الهادئ











صمتٌ حالك في دجى الليل الاسحم ، باسقٌ هو طوله وارعنٌ هو كيانه ، تيارٌ هادئ يجرها وسط الظلمة بانعكاسٍ ضوئي فضي على المياه السوداء

صوتٌ هادئ يدندن بتهويدة تحفظها تمام الحفظ ، هي لم تكسر عصى الطاعة الى الان ولم تتقيد بأي قانون وضع لها

متناقضة هي و مترامية على اطراف الهزيمة روحها ، لا تعلم لما تحب الاستسلام لوقع الطبول في ارض المعارك ، لا تعلم لما تحب سماع اصوات احتدام السيوف وصراخ الفرسان

وكأنما هي تعيش هائمة في عصرٍ آخر ليس عصرها ، ضوءٌ ابيض ظهر من وسط الفراغ فجأة انار المكان من حولها واحاله الى الحياة من بعدِ الممات

هذا ليس كمال منتهى آمالها وليس اغتراباً في منفى كبريائها ، ادركت في لحظة بأنها هي التي تغني التهويدة الحزينة ، سالت دموعها وهي لا تدري لما ، زهرة فضية واحدة كانت بين يديها موضوعة على صدرها وكأنما هي جثة على وشك ان تدفن

لم تكن قادرة على فتح عينيها في البداية ولكنها قاومت حتى قامت بفتحهما تماماً لتنظر الى نفسها وسط الثلوج مرة اخرى ولكن هذه المرة دون رجل الكمان ، ولكنها شعرت بشيءٍ دافء يتسلل من جوفها الى الخارج

ما ان وقعت عيناها على جسدها حتى اتسعتا فزعاً من بركة الدماء التي كونتها جروحها النازفة ، كانت تنزف من كل مكان من رأسها الى اخمص قدميها وهي عاجزة عن الحراك ، عاجزة عن التوقف عن ترديد التهودية الحزينة

لطخت بضع قطراتٍ من الدماء الزهرة الفضية مما زادها جمالاً ورهبةً ، شعرت بشيء ما يأتي من اعماق ظلام مياه النهر الباردة لتطوق جسدها المرهق ببرودة حديدها وتسحبها الى داخل المياه

كانت تقاوم من اجل الخروج ولكنها تخشى المياه الى الان ، تشعر بها تتسلل الى داخلها بغزارة لتغزو رئتيها الضعيفتين ، لم تتمكن إلا من اخراج الدم القانِ من جوفها وهي تشهق مطالبة بأحدٍ ما ينقذها

انبجلت عيناها فجأة ليقابلها ضوءٌ ساطع آذى عيونها بعض الشيء ، وضعت مرفقها فوق عينيها حتى تعوت على الضوء ، جلُ ما شهرت به هو صدرها الذي يعلو وينخفض بسرعة وشعورها الشديد بالحر والارهاق

استقامت في جلوسها كونها كانت مضجعة على فراشها ، ضمت رأسها بيديها وقربت ركبتيها من بعضهما البعض وهي تسحب اكبر قدرٍ ممكن من الهواء الى داخل جوفها

اعتدلت بعدها وتلمسّت رقبتها المتعرقة بألم ، صادفها انعكاس وجهها على المرآة ففزعت لتتراجع الى الخلف وتصطدم بالسرير بقوة ، تألمت ولكنها اعادت فتح عينيها لتنظر الى الشبح الذي ارتسم انعكاسه واضحاً على المرآة

وجهها كان شاحباً جداً كالأشباح ، عيونها حمراء من الارهاق والحمى وقد بدأت بعض الهالات السوداء بالظهور تحت عينيها !

شعرت بأنها على وشك التحول الى زومبي قريباً ، لا تريد ان يحدث لها هذا ولكن الحياة القاسية التي تعيشها سببت لها ارقاً حاداً وهي حتى لا تتذكر كل ما حدث معها سابقاً ، فأذا كيف سيكون حالها اذ تذكرت ماضيها ؟!

وقفت وهي تزفر بشكل مرعب ، صفعت نفسها حتى تنفض الافكار الغبية من رأسها ورددت بوهن

- سأستعيد حيويتي حالما اشفى من الحمى اللعينة لذا لا داعي للقلق !

تذكرت امراً ما فارتجفت شفاهها بعض الشي ، لتستطرد قائلة

- لابد وأن والدي سيصل قريباً الى حيث آيـآكا ! لا اعلم لما اشعر بالقلق من هذه الفكرة !

امسكت بعضد يدها وهي تحاول طرد الافكار الابليسية من عقلها ، وقفت لفترة طويلة تترنح مقاومة شعورها القوي بالرغبة في التقيؤ

ولكن بدون ان تدرك شيئاً صدمة قوية ضربت قلبها فسقطت على ركبتيها تسعل كالمجنونة على الارض ، ما ان رفعت عينيها حتى رأت الدماء القانية المائلة الى السواد منتشرة على الارضية

ضمت نفسها عند معدتها وهي تخرج ما في جوفها من الدماء القانية السوداء ، وقفت بصعوبة وهي تلحّ في معرفة ما يحدث لها ولكن ملاك الثبور يرفض ان يتركها في سلامٍ لمرة واحدة في حياتها

ما ان استطاعت ان تتوازن حتى شعرت بصدماتٍ اخرى متتابعة تضرب كافة جسدها ، سقطت على الارض وهي تشهق بشدة من الألم

تستطيع ان تسمع صوت تكسر عظامها ببطء ، تستطيع الشعور بالحرارة التي تجعل دمائها تغلي ، لا تعلم إن كان صحيحاً ام لا ولكن هذه اسوء حمىّ تمرُّ عليها في حياتها كافة

توقفت عن التنفس ! هي الان تختنق بدمائها الخاصة ! ، رعشةٌ قوية ضربت جسدها واحست بأنها على وشك الموت !

دون ان تشعر ، استسلمت لواقع بأنها ستموت ! توقفت عن المقاومة ولم تبدِ اي رغبة بالحياة ! هذا امرٌ طبيعي منها فهي قد تمنت الموت منذ سنوات طويلة وهي الان تستقبله بحفاوة امام عتبة باب غرفتها

ولكن القدر يعمل بطرقٍ غامضة ، لمعت قطرة الدم السوداء التي توسطّت السوار الخاص بباندورا وبدأت تمتص طاقة حمراء قانية من جسد آيـآمي وتسحبها اليها ببطء حتى تشبعت بها تماما !

اختفى الالم .. اختفى كلٌ شيء في لحظة !

كانت عيناها كباب منبلج على مصراعيه حتى يدخل اللصوص منه ! تناقضٌ غريب في الحياة !

يأتي الالم فيعذبنا لفترة طويلة من الزمن ولكنه حالما يتلاشى ! يختفي كل اثرٍ تركه ببساطة !

امرٌ غريب هي تفكر فيه الان ، لا تعلم كيف تفسره فهي غير قادرة على تفسير نفسها حتى تفسر ما حولها ، بالكاد شعرت بقدميها وهي تستعين بالطاولة المجاورة حتى تقف مجدداً على قدميها

كادت ان تسقط ولكن يداً ناعمة امتدت وامسكت بها فجأة ، شعرت بدفء الجسد الذي امسك بها فتعجبت !

لا احد غير ماهوتي في القصر ولا تعتقد بأنه يمتلك مثل هذا الجسد ! رفعت بصرها لتلقي زرقتا عيونها مع زرقتين خبيثتين ملوثتين بالسخيمة

ارتجف جسدها وهي تسمع صوتها المائع ذي اللكنة الطفولية

- آيـآمي – شان ! يجب ان تنتبهي لنفسكِ اكثر ! هذا لا يجوز !

خلصت نفسها من يديها وتراجعت الى الخلف بسرعة وهي تنظر اليها بتعبٍ واضح وملامح مخيفة ، رددت بغضب

- آيـآكا ! ما الذي تفعلينه هنا ؟! اليس من المفترض كونك في ويلزرامينا الان ؟!

بللت آيـآكا شفتيها ثم نفخت خديها لتقول بطفولية بحتة

- تشو تشو تشو ! اجل من المفترض كوني هناك ! ولكن لدي عملٌ انجزه هنا اولاً !

شعرت آيـآمي بالقلق الشديد جراء كلمة " عمل " هذه ، كانت على اهبة الاستعداد حتى تنقض عليها رغم معرفتها بأنها ستهزم في ثوانٍ ، اولاً لانها مريضة جداً وثانياً لانها بلا قوى حالياً ، فـ ساتان نسي ان يعيد اليها قواها المختومة

امالت آيـآكا رأسها لتنسدل خصلاتها الذهبية على عينها اليمنى لتردف بابتسامة باردة خبيثة

- عملي يقتضي ان ترافقيني ، آيـ..ــآ..مــ...ــي ... شــآن !

في اللحظة التي استوعبت فيها كلماتها كانت آيـآكا تقف خلفها تحمل بيديها سلسلة حديدة اطبقت بها على متنفس آيـآمي ، كانت تشّد بقوة على رقبتها حتى بدأت آيـآمي تشعر بالدوار وأن الدنيا من حولها باتت باهتة اللون بشدة

قامت بضرب آيـآكا على صدرها باستعمال كعب يدها فتراجعت الاخيرة الى الخلف بعض الشيء ولكنها سرعان ما ابتسمت واعادت خنقها ولكن هذه المرة بشكلٍ اقوى حتى فقدت آيـآمي وعيها تماماً وسقطت بين يدي آيـآكا لتردد بتنهد متضجّر

- آيـآمي – شان ! المقاومة لن تجدي نفعاً معي ! كان عليكِ القدوم معي بدون مقاومة !
حملتها بين يديها لتخرج من القصر بهدوء دون ان يشعر بها احدٌ ما ، تسللت بين ظلال المنطقة السوداوية حتى اختفت فيها تماماً ، والقدر فقط من يعلم ما تفكر فيه وما تخطط له

________________________



إنعدام تام لجو الراحة والسكون ، همسٌ لمخلوقات ظلالية اختنقت به الاجواء ، انينٌ مرعب واصوات خربشة وتصّدع في كل مكان ، الدماء المراقة تنسكب من الاشجار و اسطح البيوت

الغيوم الليلكية تطغى على المدينة جاعلة اياها بلا ملامح او حياة ، وغابة ضخمة امتدت لأميال طويلة تطوق المكان من الدخلاء والسفحة !

تلك هي حال مدينة ويلزرامينا الظلامية ، المدينة الميتة بحد ذاتها ، ذات الطبيعة الشرسة والتي تضم اعتى الوحوش واكثرها حباً لسفك الدماء !

وقف الشياطين ينظرون الى المكان بملل ، ريثما البشريون الاربعة في المكان قد اعتراهم الخوف والجزع مما لاقوه في هذا المكان

وهم لا يعلمون بأن هذا مجردُ ترحيبٍ ودي وحسب ، فالرعب قادمٌ في الطريق لا محال !

جال ساتان ببصره في الارجاء حتى سمع صوت عويّ حاد قادمٍ من السماء فرفع رأسه لتلتمع عيناه بهوجٍ متحمس وهو يردد بابتسامة

- السايرنز اذا ؟! خطوة جيدة من تلك الخرقاء !

كان ناروتو متوتراً بعض الشيء ، اقترب من ساتان وتمسك بملابسه وهو يقول مرتعباً

- لا تقل لي بأن هناك اشباحاً هنا !

احتدت نظرة ساتان لناروتو ، اشاح بوجهه بغرور واردف متكبراً

- انت احمق اوزوماكي ! بالطبع هناك اشباحٌ في المكان فهذا عالم الشياطين في النهاية !

صرخ ناروتو برعب حتى ازرق وجهه ، فهو يهاب الاشباح منذ ان كان طفلاً وهذا امرٌ معروف ، ولكن ما لم يعرفه هو انه بصراخه قد اوقض غربان عالم الشياطين ذات الاعين الحمراء !

التفت كلٌ من كاريو واراشي سريعاً ناحية الجزء المتوغل الشمالي من الغابة ، اتخذا وضعية الهجوم وهما يقتربان من بعضهما البعض

نظر اليهما ساتان ببعض الانفعال وقال

- اشعرتما بشيءٍ ما ؟!

تراجعا الى الخلف حتى وقفا خلف والدهما بعض الشيء ، اقترب اراشي من ساتان وقال له

- هناك مجموعة من الخفافيش الضبابية قادمة من ذلك الاتجاه

اكمل كاريو عنه قائلاً

- وهي من النوع الذي تنبذه يا والدي !

ضاقت عينا ساتان بوهجٍ مرعب فيهما ، ولكنه تنهد بعدها قائلاً بهدوء

- لا تهتموا فقد طوقت المنطقة كافة قبيل ان نتوقف هنا ، لذا لا داعي لفعل اي شيء حالياً !

تقدم ساسكي منه متعجباً ، كتّف يديه وقال بغرور

- وبحق الجحيم كيف فعلت ذلك ؟ لم نرّ منك اي حركة تدل على تنفيذ تقنية ما !

لا يعلم ساتان كيف استطاع كبح رغبته في اقتلاع رأس ساسكي ، ولكنه فعل ، قهقه قليلاً بتكبر الاباطرة ليظهر فجأة امام ساسكي ويمسك بذقنه بقوة كادت تحطمه

رفع يده امام عيني ساسكي ليرى الاخير الدماء تنزف منها بغزارة ، اتسعت عيناه دهشة وتركه ساتان ليعقب بغروره

- انتَ احمق جزذ اميبا بلا عقل ! حينما كنا نسير قبالة هذه المنطقة جرحتُ نفسي وتركتُ دمائي تسيل براحتها على هذا المكان ، وفي الواقع هذا كفيلٌ بأن يجعل المنطقة تحت سيطرتي المطلقة هنا !

ضحك كازو بجنون على هذا الموقف حتى آلمته معدته ، اشار بأصبعه ناحية ساسكي واردف بشرّ

- هل رأيت ايها الاميبا ؟! انت مجرد احمق ! اين كبريائك الان ؟! ليس له وجود !

ابتسم ساتان بسخرية على ملامح ساسكي المضحكة و البلهاء ، ريثما ناروتو انشغل بالحديث مع آيريس ، ابناؤه الباقين كانو يحاصرون المنطقة بأعينهم قلقين مما سيحدث قريباً !

ولكن هالة مرعبة احاطت جسد ساتان بلونٍ احمر دلالة على غضبه الشديد ، تطاير شعره في الهواء واهتزت الارض من حوله وهو يراها واقفة امامه تشرب الشاي فوق غضن شجرة وهي تراقب الوضع من بعيد

قفزت من على الغضن وهي ترتشف الشاي حتى حطت على الارض ، القت بالكوب فانكسر والقت بنفسها على ساتان وهي تعانقه بشكلٍ هتستيري وتقول

- مرت فترة منذ ان شاهدتُ ابتسامة ساتي ! اشتقت اليها بالفعل ! لا يجب ان تخفيها يا رجل تصبح لطيفاً بها !

زفر ساتان بحدة وهو يدفعها بعيداً عنه ويده الاخرى تخترق قلبها مباشرة ، تفاجئت من ردة فعله ولكنها تحمست لبدء القتال معه

تراجعت الى الخلف بعدما انتشلت يده من صدرها ، رقصت بشكلٍ مريب وهي تقول خجلة

- لم اتوقع بأنك اشتقت الي كذلك ساتي ! انا سعيدة بالفعل !

لم يرد عليها وهذا متوقع ! ، توقفت هي ونظرت اليه بشّرٍ عظيم وهي تفرد يديها وتصرخ بقوة

- فالنستمتع الان ساتي !

ظهرت من خلفها كائنات بنية اللون ذات قرونٍ حادة وانياب طويلة مشحوذة ، اجنحتها كالخفافيش ولكن بلون بشرتها نفسه واللعاب يتطاير من افواهها

مجموعة ضخمة طارت ناحية ساتان الذي وقف بدون حراك ، صرخ الجميع باسمه فانزعج وهو يفرقع باصابعه لتنفجر اجساد الكائنات وتتناثر دمائها في كل مكان !

صرخ على الجميع من خلفه بغضب

- لا تقفوا مكتوفي الايدي ايها الحمقى !

تأهب الجميع وقفزوا امام ساتان مستعدين للهجوم ريثما آيـآكا مشغولة بصدمتها لما فعله ساتان بمخلوقاتها اللطيفة ، قهقهت بعدها بخبث وهي تقول

- ظننت بأني سأرخي دفاعي ؟ ليس من عادتك ان تستهين بخصمك ، ساتي !

رفعت كلتا يديها فصفقت بهما ثلاث مرات متتالية ، تعجب الجميع ولكن تعجبهم زال حينما لمعت دائرة ختمٍ بيضاء حت اقدامهم مما اعمى ابصارهم لثوانٍ

صرخت آيـآكا وسط الضوء

- وداعاً عزيزي ساتي ! سنلتقي لاحقاً !

تلاشى الضوء ببطء ، فتح ساتان عينيه بسرعة وهو ينظر الى المكان ، وكانت صدمته حينما كان وحيداً يقف وسط الغابة السوداء الموحشة ، نظر الى جانبه فأذا بمارينا المصدومة هي الوحيدة الموجودة هنا

ادرك هنا حقيقة مرّة لم تخطر على باله ولم يضع احتماليتها اصلاً !

آيـآكا ارادت الاستفراد بابنائه دونه !

ضرب الارض بقدمه بقوة فتصدعت و حدث زلزالٌ قوي ، فرقع بأصابعه ليجد نفسه في القصر وبالتحديد في البهو العظيم ، نظر الى مارينا التي استوعبت الامر وحاولت ايقافه ولكن دون فائدة تذكر

لم يستطع ان يشعر بطاقة آيـآمي في القصر ! ذُعر واتجه مهرولاً الى غرفتها ليفتح الباب ويدلف الى الغرفة ، توقف حينما شاهد الدماء القانية والغرفة الخاوية !

كاد ان يفقد صوابه في تلك اللحظة ، زمجر حتى اختفت ملامحه من الغضب واسودت عيناه تماماً ، عاد الى البهو العظيم في لحظات ولوح بيده لتظهر الشاشة السوداء المعتمة في الجو

جلس على عرشه وهو يأمل ان يظهر شيءٌ ما على الشاشة كي يعرف ما يحدث لابنائه







ما زالوا غير مدركين كيف وصلوا الى هنا ، او لماذا هم هنا ! جلّ ما يعرفونه هو انهم في مكيدة قد وقعوا مثل الفئران !

نظروا يمنة ويسرة حتى وقعت اعينهم عليها واقفة تنظر اليهم بملامح مرعبة شابهت رعب ساتان كثيراً ، لم يتحمل كازو فكرة وقوعه في مكيدة اعدتها هذه المرأة لهم ، سمع كلُ اخوته صرير اسنانه الحادة وهي تصطك مع بعضها البعض بشدة

وضعت آيـآكا يدها على خصرها وهي تقول بميوعة

- لا تقلقوا يا صغاري ، لن تقوم ماما بضربكم دون وجود بابا هنا !

انفجر كازو في تلك اللحظة ، وفي اقل من ثانية كان واقفاً امامها يلكمها بقوة على وجهها مما دفعها بعيداً لترتطم بشجرة ضخمة كانت خلفها

وقف وهو يقول بنبرة مرعبة باردة والشرار الاحمر يتطاير من عينيه

- لا تستخفي بنا ايها اللعينة ! سأقتلك إن تطلب الامرُ ذلك

سال خطُ دمٍ احمر من شفتيها و انسدل شعرها بشكل فوضوي من ضربته ، وقفت وهي تنظر اليه مصدومة وتردد بغير تصديق

- لقد تطور بشكل واضح !

ابتسمت وقهقهت بشّر ، تعجب من ردة فعلها الغريبة ولكن ما ان رآها تضربه بقوة على صدره دافعة اياه بعيداً ادرك حينها بأنها لن تتوانى عن قتلهم إن كان هذا ما يتطلبه الامر

حالما وقفت واستعادت توازنها تلقت شرارة كبيرة من الرعد في معدتها ، التفتت لتجد تشيتوسي وقد استعمل مهارة البرق الخاصة به في مهاجمتها

غضبت ولكنها حاولت كبت الغضب الذي اجتاحها ، ازالت شرارة الرعد من معدتها ومدت يدها ناحية تشيتوسي لينقلب الرعد عليه ويصعقه بقوة

ابتسمت ولكن هذه الابتسامة لم تدم حينما استطاع هيرو ان يخترع بسيفه كتفها الايسر ، سعلت دماً في تلك اللحظة وامتعضت لدرجة ان عينيها كادتا تتغيران الى لونهما الشيطاني

ولكنها استغلت اللحظة فركلت هيرو بقوة على رقبته مما سبب له كسراً فيها ، تراجعت بضع خطواتٍ الى الخلف لتتصنم فجأة غير قادرة على الحراك !

شعّ ضوءٌ ازرق من تحتها لتدني ببصرها ناحية قدميها وتجد علامة ختمٍ تحيط بها من كل مكان ، شاهدت كاريو يقف امامها وهو يمد يده ناحيتها وكذلك كان اراشي ولكن من خلفها !

ابتسم اراشي وقال بسخرية

- لا تنسي وجود الاخوين مضطربين عقلياً هنا !

قطب كاريو حاجبيه وقال بعصبية مكبوتة

- لا تسئ الى صورتنا ايها الاحمق !

شعرت بدمها يتخثر داخل عروقها وجسدها بدأ يتصلب من الخارج بشكلٍ سريع ، تفاجئت حينما شاهدت كاريو واقفاً امامها يمسك بضمادة عينه اليسرى وهو يوشك ان يخلعها قائلاً

- لن يقتلك هذا للأسف ولكنه سينزل بك عذاباً عظيماً جداً !

خلع الضمادة ونظرت هي بصدمة الى عينه ، شعرت بصعقات كهربائية عديدة تضرب جسدها دفعة واحدة ! صرخت بقوة وهي تشد على اعصابها بألم لا يحتمل

ابتعد عنها مبتسماً ، رفعت وجهها اليهم بغضبٍ شديد وقد انحلت ربطة شعرها مما جعله ينسدل حراً ، وهذا ما جعل رعبها في تلك اللحظة اقوى على القلوب

وقفت وعيناها تشتعلان حقداً عليه، شدت على قبضتها وصرخت ممتعضة

- ستندمون !

ارسلت موجةً من الطاقة ناحيتهم فتدمر الختم من اسفل اقدامها واندفع الباقون الى الخلف ، حركت يدها فجرح كلٌ منهم في صدره جرحاً بليغاً وبدؤوا ينزفون بشكل مهيب

حاجزٌ جليدي ظهر من العدم واحاطها من الجهات الاربع ، تكون رمحٌ جليدي من الحاجز واخترق كتفها الآخر بسرعة مما ضاعف الالم بشكل ملحوظ !

ولكن اكثر ما خشته قد حدث ، اتى دانتاليون من خلفها بنيرانه الحمراء القريبة الى الزرقة وضربها بقوة على صدرها بها مما حرقها بشكلٍ فظيعٍ جداً !

جثت على ركبتها وهي تلهث متألمة ، لم تتوقع ان يصبحوا بهذه القوة خلال اقل من قرن ، قهقهت بحماس وابتسمت بشكل افزعهم لتقف مترنحة ، شبكت يديها ببعضها وصرخت

- الزهرة الرمادية !

ظهرت اسواطٌ شوكية من الارض لتقيد الستة وتعصرهم بسرعة ، حركت يديها على شكل دائرة وارسلت طاقة ناحيتهم لتتحطم عظام ايديهم ، استطاع الجميع سماع صوت تحطم عظامهم !

توقفت للحظة وهي تنظر اليهم بقلق ، حالما ادركت نقصان احدهم حتى التفتت لتتلقى طعنة مؤلمة في قلبها من سيف كازو الخاص القاتل !

شعرت بأن الدنيا تدورُ من حولها في تلك اللحظة ولم تستطع الحراك مطلقاً ، لم يبتسم كازو بل ازدادت ملامحه رعباً وهو يردد

- لن تفوزي هذه المرة آيـآكا ! هذا مستحيل !

ابتسمت وهي تسعل دماً بكثرة ، ولكن ضحكاتها تحولت الى قهقهة مرعبة وهي تمسك سيف كازو وتدخله اكثر في صدرها ، صُدم الاخير وحاول انتشاله إلا انه لم يستطع ذلك

وقفت هي وانتشلت السيف لتطعنته في خاصرته بدون هوادة منها ، تألم من ذلك ولكنه اخفى المه ، شعر بأنه قد شّل ولم يتمكن من ان يتحرك مطلقاً ، رآح يلهث بألم شديد وهي تقف امامه بابتسامتها المرعبة

رفع ناظريه اليها ليُصدم بشكلٍ اكبر من سابقه ، لقد شفيت كل جراحها تماماً وعادت طبيعية كما لو انها لم تتلقى اي ضرر من قبل

امسكت بشعر كازو ورفعته منه الى مستواها وهي تصفعه بقوة على وجهه وتركله ، رمته ارضاً بعدها وسارت بعيداً عنه ناحية الثلاثة الواقفين بصدمة ، لم يكونوا مصدقين لما شاهدوه للتو ، فهي قد اطاحت بـ لوردات الجحيم السبعة بنفسها !

توقفت حالما شعرت بهم جميعاً واقفين ، استدارت ورأتهم بأعينهم اللامعة البنفسجية يحدقون اليها بحقدٍ شديد وامتعاض لم تشهد له مثيلاً

تنهدت بملل وهي تراهم يلهثون بقوة ، رغم شعورها بالخطر الشديد ناحيتهم فهي لديها خطط لأقل التدابير المتوقعة في هذه الحالات ، رغم انها تكره استعمال هذا الاسلوب ولكنها مضطرة هذه المرة

في ومضة عين تحرك كازو ناحيتها وقد ظهرت نيرانه الحمراء البركانية في يديه ، وبعمى غضبٍ منه هاجمها ليخترق صدرها بجانبِ قلبها ، او هذا ما كان يظنه على اية حال !

شلت حركته تماماً وهو يراها تسعل دمائها على وجهه ، شعر بأن قلبه قد توقف عن النبض وارتعاشة لا تتوقف قد احتلته ، شهق دون ان يشعر وهو يرمق قسمات وجهها المتعبة بصدمة

اسودت عيناه تماماً وهو يرى يده تخترق صدر آيـآمي وتحرقه ! استعملتها آيـآكا كدرعٍ واقٍ رغم انها تحبها حباً جماً ، انتشل يده وتركت آيـآكا آيـآمي لتسقط بين يدي كازو !

تراجعت آيـآكا الى الخلف وهي تحبس عبراتها من السقوط في مثل هذه اللحظات ! ، فزع ساسكي تماماً حالما شاهدها فأزمع اليها راكضاً لينتشلها من بين ذراعيّ كازو المصدوم !

وضعها في حجره وهي تسعل بشدة ، ناداها باسمها قائلاً

- آيـآمي ! افتحي عينيكِ ! انا ارجوكِ ! هيا !

فتحت عينيها بوهنٍ شديد وهي تشد قميصها الابيض من الالم ، حالما وقعت عيناها على ساسكي حتى ارتسم شبحُ ابتسامة على وجهها ، رددت بضعفٍ

- آسفة ! اوقعتكم في المشاكل مرة اخرى !

صرخ ناروتو بها قائلاً

- ما الذي تقولينه ؟! لا تتفوهي بمثل هذا الحديث !

امسك ساسكي بيدها وقال بغضب

- هذا صحيح ! اياكِ وان تتفوهي بهذا الكلام غير المنطقي مرة اخرى ! ستكونين بخير !

عرفت بأنه ينوي على شيءٍ ما ، وقف وتركها مع ناروتو ، اتجه ناحية ايتاتشي الذي وقف يقاوم آيـآكا لوحده وسحبه معه ليقول بهمس

- هل تفكر فيما افكر فيه ، ايتاتشي ؟

ابتسم ايتاتشي وقال وهو يتفحص المكان

- إن كان ما تفكر فيه هو رايكيري الرعد الثنائية فأجل !

ارتسمت ابتسامة غرورٍ على محيا ساسكي مما اكد شكوك ايتاتشي ناحيته !

من جهة اخرى وقف كازو وقد تملكه الغضبُ تماما ! هالته تحولت الى السواد فجأة وقد ابيضت عيناه من الغضب ، تحول شعره الى الاحمر القاتم وطالت اظافره لتصبح حادة كالسيوف !

ارتعب اخوته حينما شاهدوه بتلك الحالة المستعصية ! ولم يدركوا بأن ساتان كان يراقبهم والخوف يتملك نفسه لانه لا يستطيع الذهاب اليهم في الوقت الحالي !

وقفت آيـآكا تمسح على رقبتها لبعض الوقت ، نظرت اليهم جميعاً ببرود وقالت

- اظن بأنكم جميعاً ادركم اين نحن ! هذا صحيح نحنُ في عالم البشر ! و ما دمتُ انا هنا ساتي لن يستطيع القدوم مطلقاً !

صمت الجميع غير مهتمين لما تقوله لهم ، لم يريدوا ان يسمعوا صوتها في هذه اللحظات بالذات ! فجميعهم احاطوا كازو وختموا ما كان يحاول فعله بنفسه !

ارعدت السماء فجأة و تلبّدت بالغيوم الغمام السوداء ! ، لم تفهم آيـآكا لما حصل ذلك ولكنها حينما شعرت بطاقة مهولة خلفها ادركت الخطر الذي تربص بها وهي لا تعلم

التفتت لتجد كلاً من ايتاتشي وساسكي واقفين وقد ظهر خلفهما تنين رعدي ضخم ! ذو قرنين احمرين قانين ، لم تفقه الى هذه التقنية من قبل ولكنها عرفت رعبها وخطرها إن اصابتها في اي منطقة من جسدها !

قفز دانتاليون خلف آيـآكا في غفلة منها وامسكها بقوة ليقوم بتثبيتها ، صرخ موجهاً الحديث الى ساسكي و ايتاتشي

- هاجماها الآن !!

حاولت ان تتملص من بين يديه ولكنها لم تستطع ذلك ، وفي لحظة كانا امامها بتقنيتهما المرعبة وقد القياها بجم غضبهم عليها ، تناثرت دمائها في كل مكان واحترقت يدها اليسرى تماماً !

اما دانتاليون فقد استطاع ان يبتعد في اللحظة المناسبة قبل ان تصيبه الضربة كذلك !

لم تشعر بهذا الغضب في حياتها قط ! خطتها قد انقلبت عليها واصبحت هي المهانة امامهم دون ان تدرك ذلك حتى ، ولكنها لن تقف مكتوفة اليدين هكذا مطولاً ، حان الوقت كي تجعلهم ينكسون اعلام الهزيمة !

وقفت واذا بالارض من تحت اقدامهم تهتز متصدعة لتخرج حمم من بين التشققات ! تلبّدت السماء مجدداً بالغيوم السوداء وظهر القمر في وسط النهار بلونه الاحمر البراق !

الرياحُ هبت من كل مكان مقتلعة الاشجار وقاتلة كل حيّ في طريقها ، ترنحت آيـآكا بشكلٍ مرعب لتفرقع بأصبعيها فتنتقل آيـآمي من بين يدي ناروتو الذي كان يعالجها الى بين يديها هي !

اجلستها على الارض وهي مغماً عليها واظهر سلسلة حديدية من باطن الارض امسكت بيدها اليسرى ورفعتها قليلاً الى الاعلى !

باتت تدندن بتهويدة وهي تبتسم بهدوء شديد تنظر الى كازو الذي وقف يرمقها بنظراتٍ جحيمية توعّدية منه !

عملت عدة اختام بيديها ليظهر دخانٌ قوي فجأة حالما تلاشى ظهرت نسخة طبق الاصل عن آيـآمي ولكنها سليمة ، صُدم الجميع ولم يفهموا ما يجري ، لحين ادركوا بأنها نسخة مصنوعة من التشاكرا وحسب !

اقتربت آيـآكا من النسخة وقالت لها

- اقضي عليهم جميعاً !

هزت النسخة رأسها بتفهم فبدأت بالركض ناحية كازو الذي شعر بالقلق من ضرورة ضرب نسخة تشبه آيـآمي ! بل هي نسخة طبق الاصل عنها

بدأت تقاتله ، حاولت ركله ولكنه اوقفها ولكمها ، لكن لكمته لم تؤثر فيها مطلقاً ! عادت مرة اخرى وركلته على رأسه فشعر بالدوار الشديد ، اضطر واغمض عينيه لبرهة حتى يتلاشى الدوار تماماً

فتحهما لتتسع حدقتا عينيه بصدمة وهو يرى النسخة قد تحولت الى شكل والده ! لم يستطع الحراك في تلك اللحظة وهو يتلقى كل تلك الضربات منه !

تارة لكمه ، تارة ركله وتارة اخرق بيده احد مناطق جسده ! ، يعرف بأنها مجرد نسخة ولكن ان يهجم على والده لهو امرٌ مستحيل ان يقدم عليه

اقتربت نسخة ساتان منه وقد شبك يديه مع بعضهما ، اختفى وظهر خلف كازو ليضربه بقوة على رأسه !

سقط على ركبتيه وسعل بحدة ، هو يحاول استجماع شجاعته كي يهجم عليه ولكن جسده لم يقبل بهذا مطلقاً !

ظهر امامه وهو ينظر اليه بعجزٍ شديد ! لأول مرة لن يستطيع تدمير شيءٍ مزيف ! يال سخرية القدر بالفعل !

باتت النسخة تقترب منه ببطء شديد وقد ظهر خنجر قاتل في يده ، لم يتحرك كازو بل بقي ينظر اليه بغضبٍ وحقد !

اخوته مقيدين في سجون شوكية من عمل آيـآكا ولا يمكنهم ان يمدوا العون له ! ساسكي والباقين يحاولون الوصول الى آيـآمي ولكن دون فائدة تذكر !

ولكن القدر عمل على تغيير الكثير من الاحداث في حياتهم ، وهنا يلقي ببصمته على المكان مجدداً !

اذ فتحت عينيها بهدوء وتعب ليقع بصرها على كازو الجاثي بعجز امام نسخة والده ! اتسعت عيناها وهي ترى ذلك الخنجر في يد النسخة وهو على وشك ان ينقض على كازو ويقتله !

لا تعلم لما باتت تشاهد الكثير من الصور في عقلها ! ذكرياتٌ قديمة تتدفق الى مخليتها وقوة غريبة تتحرك داخلها !

تجمعت الصور في عقلها حتى استقرت على صورة لها معه في طفولتها حينما قام بتدريبها ! تذكرت كل شيء ! ذكرياتها المفقودة قد عادت في تلك اللحظة !

وحينما ادركت الامر صرخت بقوة خائفة

- كازو !!!

حاولت ان تخلص يدها من السلسلة التي تقيدها ، سحبتها بقوة كبيرة ولكنها تأبى ان تخرج من هذا القيد اللعين ، جالت ببصرها بالارض المجاورة لها فوقعت على سيفٍ حاد ملقى قريباً منها

اتسعت عيناها بشكلٍ مرعب وافكارٌ شيطانية تترأس عقلها بشرارة تلمع بشكلٍ ملحوظ ! مدت يدها والتقطت السيف لتنظر اليه لبرهة

عمّ الصمت لمن كان ينظر اليها في تلك اللحظة ، وكأنما العالم الى الرمادي قد احيل

الزمن كان بطيئاً جداً وهم يرون قطرات الدماء تتطاير في الجو الرمادي حتى تستقر بحمرتها اللامعة على الارض !

وتلك اللكمة التي حصلت عليها النسخة المزيفة من قبضتها الدامية ، حتى وقفت امام كازو بملامح غضب لم يشهد لها احدٌ من مثيل !

ادرك كازو حينها ما فعلته لأجل انقاذ حياته ..
لقد ........ قطعت يدها !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes