WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الخامس عشر : ( صرخّة : وسط عتمة السكون)







رُفعت الأعلام في مقدمة الجيش ذي السيوف الحسام

اشتعلت النيران في خط الافق الواسع

وسُمعت صرخات الجنود على بعد اميال

وقف الجميع ضد الملك الظالم

ولكنه كان جباراً مستبدا !

وقف على الجبال الباذخة ينظر اليهم بكبرياء

ابتسم وبان شبح غطرسته

لتبدأ الحرب القاتلة !

طُلخت لوحة الفنان بالدماء

و نامت الجثث على اجنحة الملائكة

كلها لأجل تحرير المملكة المغصوبة

تفاقمت الامراض وانتشرت الاوبئة

خرّ الناس صرعى وهم يمحتشون بالنيران

وقفت طفلة على تلة ... تبكي بحرقة

حتى باغتتها احدى السهام المسمومة

فاخترقت قلبها واماتت ما تبقى فيها من حياة

سحبٌ غمام لاحت في الافق بسوداوية مشؤومة

انتفضت لها اوصال الملك و محاربيه

حينما اردعت صارخة بصرخة اشباح حاقدة

جثى الجميع على ركبهم جزعين

خنجرٍ من المجهول اوقف قلب الملك عن النبض

ليشهق بروحه ويزفرها خارج نطاق الاحياء

ولكن الفرحة لم تتم حينما امطرت السماء دماءً حمراء باكية

لتغسل المنطقة بشوائب الموتى النائمين

مات الجيش كُله بضربة من منجل حاصد الارواح

ولم يبقى إلا صدى سيمفونية موتى في مقبرة سوداء ضبابية

وهناك ...

كُنتُ أنا ، ارقصُ وحيدة بثوبٍ اسود

ويدي تحمل الخنجر الدامي !





عباب المنطقة السوداوية بقحطٍ دام دهوراً ، ارتمى في احضان السبات الابدي في معمعة لم تتكون إلا بعدما اخطأ البشر خطيئتهم الاولى ، وعلى اطلال قصرٍ قديم يختفي الألم ، اخفاه الماضي محاولاً ستر عيوب التاريخ بكأس نبيذٍ مخملي احمر عتيق !

وعلى هضاب ازهار البنفسج نام جسدٌ لفتاة ربيعية ، لن تستيقظ بعد غروب الشمسِ مطلقاً ، اصواتُ انين الارواح التي شاهدت هلاك الملائكة في مقابر الحياة ، قد هدرت بطنين مؤلم صمّ الاذان التي اصطاخت لهذا الحوار بين الموت والحياة

ولكن هبوب الرياح في خراب قرية لسعتها شظايا لهيب الحروب وخلع الدمار عليه برده مواسياً لحال من جرب لظى الفراق والالم والعتاب ، شقَّ عليه ان يسامح نفسه على ما اقترفته يداه منذ بداية فجر التاريخ

ولكن روحه مكدودة ! معدومة و مليئة بالثقوب ، ترنو الى قبرها منتظرةً الى امدٍ لا يعرف مداه الى من جرب الانتظار الطويل ! َتجهْضَمَ ملاك الموت ! أولا يحق له التجهضم ؟!

ناجت الارض ساكينها ، ولكن ما من مجيب ، اختلف الالم واختلفت طرقه ولكن في النهاية ..

قاد الى نفس قارعة الطريق !

عيناه متصلبتان ناحيته ، يرنو الى عينيه الحمراوتين ببعض الرغبة في افنائهما ، كبت مشاعر الغضب وقرر ارتداء لجام الحلّم لبعض الوقت حتى لا يوقع دماراً غير مرغوب

ردد ببرود لم يؤثر في باندورا كثيراً

- أنت آخر شخص اريدُ رؤيته الان باندورا ، اغرب عن وجهي

ابتسم المعنيّ بسخرية ، وضع يده على خصره وقال متكبراً

- اهذه طريقتك في الترحيب بابنك الذي قتلته قبل سنوات ؟

لمعت عينا ساتان في تلك اللحظة ، قال بانفعال شديد

- اخرس ! اركع في حضرتني واظهر الخضوع ، لا تظننّ بأني لن اقوم بمحيك كما قمت قبل سنوات !

ارتجفت اوصال باندورا بعض الشيء وظهر التوتر على ملامحه ، ولكنه حاول التصّلب حتى لا يظهر ذلك ، ردد بهدوء

- تظن بأنك مطلق ؟! كالعادة يا والدي انت متوهم

ابتسم ساتان بشكلٍ مرعب ، اقترب بعض الشيء من باندورا وحرك يده امامه لتظهر سلاسلٌ قيدته من اطرافه ، عجز عن الحراك وشعر بأن شيئاً ما يتسلل عبر بشرته الى داخل عروقه مسبباً له حروقاً لا تحتمل في ارجاء جسده

اقترب ساتان منه وهو يقول غاضباً وبهدوء

- انا لستُ مطلقاً ولكنني الاقوى ! لستُ الوحيد ولكني الاعلى ! انا ساتان الذي افزع اسمي العوالم قاطبة ! اتظن بأن حشرة مثلك ستردعني لأنها متصلة بي بالدم ؟!

كان باندورا مرعوباً فلم يتمكن من الكلام او الحركة ، اقترب ساتان منه اكثر فصفعه بقوة ادمت شفتيه ، صفعه على الجهة الاخرى كذلك وبدأ يسعلُ دماً والحروق تظر على كافة انحاء جلده

امسكه من رقبته فاختفت السلاسل ، هوى به على الارض وهو يطعنه بيده في قلبه ، تركه ! فوقف باندورا مترنحاً وهو ينظر الى ساتان بسخط ، تنفس بصوتٍ مرعب وهو يردد ببرودٍ غاضب

- تعاقب من يخالفك الرأي ، انت مجرد طاغية ساتان ! لست اكثر من نكرة ..

لم يكمل كلامه حينما تحولت عينا ساتان للأحمر البراق وظهرت ظلالٌ لأجنحةٍ سوادء خلفه ، امال ساتان رأسه حينما ظهر منجل ضخم في يديه بدا وكأنه معدٌ لقنص الارواح من بعد ، صمت باندورا وانشّل لسانه للحظات الى ان اختفى كل شيء وعاد ساتان طبيعياً مجدداً

نشر الليل اجنحته في عيون ساتان ، شعر بالبرد ينخر في عظامه وقد تجمدت ملامحه حتى يظن الرائي بأنه ينظر الى تمثالٍ حجري ، التفت بهدوء رامقاً اياه بلا مشاعر وبلا اهتمام

حتى شعر بأن سلسلة تطوق نبض قلبه وانه ما عاد يشعر بالحياة في عروقه حينما استطاع ان يدرك واقعية الشخص الواقف امام عينيه ، اغمضهما بهدوء وردد بتعب

- المكان صامت وهادئ الان ، وكأنها اللحظة التي تلي جريمة قتل !

صمت باندورا وهو مختلٍ بصمته عضيداً له ، طأطأ رأسه ببعض الهم ولم يجب حتى اقترب ساتان منه ليقف محاذياً له فرفع رأسه والتقت حمرة عيون القتلة مع زرقة عيون البحر فتوقف الزمن عن السير في ناظر كلٍ منهما

اكمل ساتان بنفس النبرة المعاتبة

- لم اتمكن من انقاذك منذ البداية ، لازلت احبك وهذا ما يؤلم روحي

احتلت بسمة سخرية فاه باندورا حتى اعقب بلا اهتمام وتزمت

- اتحاول التخفيف عليّ ؟

هز رأسه نافياً ، واردف بغضب

- ان عاد الزمن فسأقتلك عدد المرات التي يتطلبها الامر لأخلص العالم من شرورك

ابتسامته الساخرة غدت خبيثة فجأة حتى امسك ساتان من ملابسه وهمس في اذنه بشرٍ ابليسي

- وهل ستقتل اختي كذلك ؟

اتسعت حدقتا عينيّ ساتان بألم وصدمة ، دفع باندورا من صدره بقوة ليسعل الاخير متألماً

بانت شرارة حمراء في عين ساتان وهو يتكلم ساخطاً

- لن يحدث لها ما حدث لك !

رفع باندورا عينيه بامتعاض ، شد على قبضته وهو يصرخ غاضباً

- لقد شاهدتُ السحب تنجرف بعيداً في بحر السماء ، لا تزال الشمس قادرة على ان تدفأ وجهي ، وعلى مر الازمان شاهدتك تقتل عدداً لا يستهان به من المواليد ! ابنائك انت ! اخوتي انا ! اتعلم كم هو امرٌ حقير ان تقتل ابنائك ؟! ، وفي النهاية ستقتلها ! لا يوجد حلٌ سيمنع ذلك ! ولكني لن اسمح بهذا ، في اللحظة التي تفكر فيها بقتلها ! سأقتلك بيدي ! اتفهم ذلك ؟ والدي !!

تكهفر وجه ساتان وانجلت كل المصائب عليه ، ارتخت عضلاته بصدمة وهو غير مصدق لما يقوله فاقد الاحساس ذاك ، اردف بصدمة عارمة

- انت تهتم لأمرها ! كيف ؟!

هدأ باندورا ، اشاح بوجهه ليكمل بهدوء وبرود

- اردتُ قتلها طبعاً ، ولكني لم اتمكن حينما شاهدتُ انعكاس صورتي فيها ، ولأول مرة منذ قرون ، تحليت بالأمل في أن اعكس ما حل بي وامنعه من الحصول لها

عادت ملامح ساتان باردة وبلا مشاعر ، بدأ على حين غرة بالضحك المرعب حتى قهقه بشكلٍ افزع باندورا لتتحول عيناه الى الاحمر البراق المرعب ، امسك باندورا من عضد يديه وهو يقترب منه صارخاً بابتسامة هزت اركان القصر

- تقول الأمل ؟! انت تتحلى بالأمل ؟! باندورا هل تحاول السخرية مني ؟! ، انسيت ما فعلته ؟! انسيت المجازر والظلام الذي حل على كلا العالمين ؟! لا تحاولنّ اقناعي بأن لا مكر خلف رغبتك في حمايتها ! لستُ مصدقك ان حدثتني ان السماء زرقاء و الموتى بلا ادراك ! لستُ اعلم لما تركت تحوم في ذلك السيف لقرون دون ان اقتلك ولكن يبدو وكأني عرفت السبب الان ! اجل ابقيتك لأمتاعي ! ما كنت لأضحك هكذا وسط هذه الظروف العصيبة ولكن وجود مهرج مثلك امامي انساني بعض الهموم القديمة ! احسنتِ ايتها الروح الملعونة في الزمن ! احسنتِ الفرار من بين براثن الضياع

بدا كل شيء غريباً في عيني باندورا ولكن في نفس الوقت مألوف ، لم يتأثر بصراخ ساتان ولم يشعر بأي شيء ناحية ما يقوله ، زفّر بملل وهو يبعد يدي ساتان المبتسم المصدوم والمكروب ، غشاوة بيضاء رقرقت في عينه وهو يتذكر الماضي السحيق الذي اعتاد فيه ان يكون .. نفسه !

ابتسم بهدوء وخبث وهو يتراجع القهقرى الى الخلف حتى امتزج مع الظلال وهو يقول بهمس الاشباح

- لن يقدر الطيف على مجاراة الاحياء يوماً ، تذكر ذلك يا والدي

اختفى !

تاركاً ساتان في حالة ميؤوسٍ منها من القهر والألم والرغبة في تدمير كل ما حوله ، ظنّ ان باستطاعته ان يتحكم بجنونه حالما يرى امامه ذكرى ميتة حية تسير على قدمين ، ابتسم بألمٍ لا يضاهيه الم وهو يتذكر حاله وحال باندورا








قد تطمس السويعات التي نقضيها في إندثار غيبوبة عقولنا ، تتراكم في انفسنا وتختفي خلف ارواحنا البشرية مثقلة الكيان ، حتى يراودنا حلمٌ غريب ذات ليلة فننظر الى الحياة بجدية ونختفي خلف قناع رسمناه بخربشة اظافرنا على جلد اجسادنا

قد تستوقفنا الكثير من العقبات ونشعر بالخوف يتسلل خفية الى عقولنا ، فتتوقف قلوبنا عن النبض ونغدو سجناء في سجن الحياة ، فنقترب من الجنون خطوة ونترك الحاضر خلفنا في غفوة ، تتراقص اعيننا على صدمة لم نتوقع لها من حدوث و نجثو على ركبنا باكين مستسلمين

وربما يوماً ما ... نجد طريقة العودة الى المنزل

وكأنما قطرات المطر في الخارج تسقط ببطء ناحية التراب حتى تمتزج به وتسلّمه حياتها الخاصة ، تسمع صوت قرع طبولها على اوراق الشجر فتتراقص تلك الزخات على وتيرة واحدة

تناشد الرعد في الغيوم الغمام السوداء ، صارخة للنجاة فتهب الريحُ الجرداء ، تدمر و تغير كل ملامح الحياة

وعلى وقع نغم صوت الرعد والمطر جالت في باله ذكرياتٌ عديدة ، واقعٌ تحت تأثير التنويم المغناطيسي ، ينظر بلا ادراكٍ للعاصفة الهوجاء التي لم تنم لثلاثة ايام على كونوها

اغمض عينيه وتنهد محتسياً شراباً دافئاً ريثما عيناه الفحميتان لمعتا حينما اصدمتا بصورةٍ جمعتهما منذ قرابة السنة حينما طبع قبلة مفاجئة على وجنتها في حين غرة فاحمّرت والتقط لهما ناروتو تلك الصورة

ابتسم وكأنما روحه قد عات حيّة واعية لما يحدث ، تلك الابتسامة كانت لتجعل الملائكة تسقط غريقة في حبه إن رأته ، تحرك وامسك الصورة ورمق ملامحها المتفاجئة بهيام ، اعاد الصورة وهو يقول بلمعة ثقة في عينه

- قريباً ! سأعود وهذه المرة لن اسمح لكِ بالبقاء هناك !

يد دافئة وضعت على كتفه بشكل مفاجئ ، التفت ليجد ابتسامة شقيقه تحمل الامل موجهاً له ، لمع انعكاس نيران المدفأة في عينيه فزاد ذلك من الثقة بأن ما يوشك على فعله هو الصواب

جلس بقربه وتبادلا الاحاديث لفترة لحين صدمهما طيران جسدٍ ارتطم بساسكي وثبتهما على الجدار ، وقف الاخير بغضبٍ لا يستهان به وامسك ناروتو من رقبته محاولاً خنقه

صرخ في وجهه بحدة

- بحق الله ما الذي تفكر فيه ؟ تقطع علينا لحظاتٍ جميلة ؟!

كان ناروتو يبكي من الم الرقبة الذي يزداد شيئاً فشيئاً ولكنه توقف ونظر الى ساسكي بجدية بلهاء وهو يقول

- ساسكي ! اكتشفتُ امراً ويجب ان تعلمه

شعر ساسكي بالخطر فترك ناروتو وازدرد ريقه ليردف قلقاً

- ما هو ؟!

ابتسم ناروتو بخبث ولمعت عيناه بشكلٍ مرعب ليقترب من ساسكي ويهمس في اذنه بشيءٍ ما

ظهر ظلٌ اسود على قسمات ملامح ساسكي وبدون ان يشعر امسك ناروتو من رأسه وحاول رميه في المدفأة التي تستعر نيرانها بشكلٍ مخيف

اوقفهما ايتاتشي بسرعة وقيد ساسكي الى الكرسي لكبح جناح غضبه ، التفت الى ناروتو بعيون باردة وقال وهو يقترب منه بغضب دفين

- ما الذي همست به في اذنيّ اخي ايها الاشقر البهلوان ؟

توتر ناروتو وحاول ان يشيح بعينيه إلا ان ايتاتشي اخرج اعواداً معدنية من اللا مكان وقال بهدوء

- إن لم تتحدث فسوف اغرز هذه الاعواد في عينيك ، وأنت تعلم ، انا لا امزح !

شعر ناروتو بالرعب فجأة فارتجف وبدأ يتكلم بطلاسم لم يفقه اليها ايتاتشي ، حتى تنهد وقال جدياً

- تلك المرأة التي قالت بأنها ستنقلنا الى عالم الشياطين ! عرفت من تكون ..

كان ساسكي يصرخ بشكل مفزع وهو يقول

- هذا ليس ما اخبرتني به ايها المنحرف الاهوج !

ولكنه توقف حالما سمع عبارة ناروتو التي تجلب التوتر للأعصاب ، ضاقت عينا ايتاتشي وهو يغرز تلك الاعواد في يدي ناروتو ، اردف مستعلماً

- من تكون ؟

تحولت ملامح ناروتو الى نمطٍ جديّ حقيقي ، لمعت عيناه وهما تضيقان ليقول محاولاً كبت الألم

- آيـآكا ! انها آيـآكا

شحب لون وجيهيهما فجأة وشعر ساسكي بالدوار حينما سمع باسمها ، وقف وانفكت القيود ليتجه ناحية ناروتو ويصرخ

- آيـآكا ؟! تلك المرأة ؟! هل انت متأكد ؟!

هز رأسه ليردف بنفس الثقة

- اجل ، كوراما ردد اسمها حينما اتت لأول مرة ولكننا لم ننتبه على ذلك ، وقد اخبرني بمكن تكون بعدما خرجت من هنا

اتخذ ايتاتشي وضعية التفكير وهو يشعر بزوبعة سوداء تحوم في الارجاء ، اردف قلقاً

- السؤال اذا ، لما تريد آيـآكا اخذنا الى عالم الشياطين ؟!

عمّ الصمت فجأة ولم يبقى إلا هدير الرياح يضرب زجاج النافذة و صوت لظى النيران في المدفأة المجاورة ، اغمض ساسكي عينيه ورفع رأسه متنهداً بغرور ليردف

- لا يهم ! إن حاولت فعل شيء فسوف نوقفها ، وكذلك لا اعتقد بأنها ستفعل شيئاً لنا على اية حال

تفاجئا من كلامه ، وقف ناروتو وقال مستفسراً

- ولما تظن ذلك ؟

ابتسم ساسكي بغرور وقال

- كنتُ استطيع الشعور بذبذبات القلق في صوتها حينما ذكرت آيـآمي ، وهذا يعني بأنها تهتم لأمرها حتى وإن عذبتها نفسياً لسنواتٍ طويلة

ابتسم ايتاتشي بسخرية واردف وهو يوكز جبهة ساسكي

- تجعل الامر يبدو سهلاً يا اخي الصغير الاحمق ، ولكن سأثق بكلامك هذه المرة ايضاً

كتّف ناروتو يديه وبانت البلاهة على ملامحه وهو يغمض عينيه مفكراً بصوتٍ عالٍ

- انت دائماً ما تتخذ الخيارات الخطأ ومن ثم ادفع انا ثمن اخطائك ، هذه المرة سأحلق شعرك إن حدث لي شيءٌ ما

لمعت عينا ساسكي بالأحمر وامسك بوتدٍ معدني والقاه ناحية ناروتو بشكلٍ سريع ، استطاع الاخير تفاديه بصعوبة إلا انه خدش وجهه بعض الشيء والتصق بالجدار ليكسر القليل منه

نظر ناروتو الى ساسكي مرعوباً ريثما ايتاتشي ذهب لأعداد بعض الحساء من اجل ابعاد الجو البارد ، شعر ناروتو بالخطر فقرر ان ينتبه في اختيار الفاظه في المرة القادمة








تبقى هناك تلك الذكرى التي تحفر في قلوبنا

تاركة لنا ندبة تدوم على مرّ العصور

تذكرنا بسنواتٍ طويلة من الفراق والاذى

وتذكرنا بخطواتٍ قادنا ناحية المذبحة

تعطلنا عن السير وتدفعنا ناحية الهاوية

وقد تستقطب لنا الجحيم الباكية

وكيف لا والحياة في طرقها اثنين ؟!

اما ان تختار الصحيح وإما ان تسقط في البين !

في ضواحٍ هي للمترفين وذوي السلطة والنخبة من المجتمع الشيطاني ، في مكان ازدحم بالفجور والظلم والهوان ، على قاربة سفح الجبل الاحمر الذي تشبّع بدماء المظلومين منذ دهور ، شمخ ذلك القصر الابيض ورسخ مكانه منذ زمنٍ بعيد

ترفرف فوقه اعلامه الفضية ذات الافعى الذهبية التي تحيط سيفاً احمر لون ، دلالة على سلالة عائلة ماردلين العريقة ، ذات السلطة المهيبة ، والماضي الاسود الملطخ بالدماء !

شعر بالغصة داخله وهو يرى خادم والده الخاص متجهاً ناحيته ببرود حتى استوقفه اقترابه منه فانحنى احتراماً وطلب منه الذهاب لملاقاة والده

كشّر بوجهه واختفت الملامح المرحة التي كان يرسمها مع اخته الاصغر منه سناً ، وقف فوقفت خلفه قلقة

التفت اليها بابتسامة اخوية حنونة وهو يربت على رأسها ويقول محاولاً ضبط اعصابه

- اوكتيفيا ، لا تقلقي عليّ ، ملاقاة والدي ليست بهذا السوء

ترقرقت عيناها بالدموع وهي تقترب منه حتى عانقته وكأنما هي تودعه للمرة الاخيرة ، رددت بقلق

- انتبه من سخطه ، إياك ان تتعدى الحدود في الحديث معه

ابتسم وهو يبادلها العناق محاولاً التخفيف عليها ، ابتعد عنها بوجهٍ جاد وهو يضربها على جبهتها بقوة محدثاً اياها بظلمة الليل الاسحم

- لستُ طفلاً ايتها القلوق ! سأكون بخير ولن اتعدى حدودي مع ذلك العجوز

ارادت التكلم ولكن تنحنح الخادم الخاص منعها فاقترب آيريس منها بهدوء وقلبها على جبينها وتركها بعدها مع طبيبتها الخاصة

فأخته مصابة بعلة في قلبها منذ الولادة ، هزيلة ولا تستطيع القيام بمجهودٍ كبير ، اعتبرها والدها عبئاً ولكنه لم يظهر ذلك لأنه يحبها لكونها الاصغر سناً ، آيريس من جهة اخرى هو الصبي الوحيد ووريث والده الذي يكرهه اكثر من اي شيء آخر

وصل به الخادم الى الغرفة الخاصة بالاجتماعات والتي يقضي فيها والده معظم وقته هناك ، بابٌ رتاج كان الحاجز الوحيد بينه وبين والده ذي الأخلاق القذرة

دلف من الباب لتظهر الغرفة التي حملت كل معاني الفخامة ، طُليت جدرانها بالفضة الخالصة ونحتت نقوشٌ شيطانية خاصة على جدرانها بالعقيق الخالص ، وعلقت لوحاتٌ اهداها ساتان الى والدة آيريس قبل مئات السنوات قبل ان تموت ويأخذ كونتلس حكم العائلة منها

حالما توقف امام والده ذي الملامح المرعبة حتى انحنى احتراماً بغضاً عنه ومُكرها ، وقف بشكلٍ مشابه للجنود وهو ينتظر حديث والده الذي استند بكعب يده على الكرسي وارخى رأسه على ظهر كتفه تاركاً شعره الفضي بالأنسدال على جانب وجهه

عيناه الفيروزيتان حادتان كعيون الذئاب وملامح وجهه الشابة تظهره في عمر شابٍ في مطلع العشرينات ، إلا ان ذاك الندب على وجنته اليسرى اظهر مقدار حكمته وقوته الكبيرتين

وقف آيريس الذي شابه والدته خلقاً وشكلاً امام والده باحترام غير متبادل ، تهد كونتلس حالما رآه وردد ببرود

- آيريس ، سمعتُ بأن علاقتك مع كازو – ساما قد عادت بشكلٍ اقوى من السابق !

هز آيريس رأسه بالأيجاب واكتفى بذلك ، احتدت عينا والده وهو يقول منفعلاً

- تحدث حالما اسألك !

تحطمت النافورة الصغيرة من خلف آيريس ليشعر ببعض الرعب من والده ، طأطأ رأسه و تردّد صوتُه في حلقه استوقفته همساتٌ متحشرجة ولكنه قاتلها ليردف

- اجل يا والدي ، هذا صحيح !

ظهر شبحُ ابتسامة اصفر على محيا كونتلس المهيب ، اعتدل في جلوسه ووضع قدماً على الاخرى وهو يردف بنفس البرود

- سمعتُ كذلك بأن ساتان – ساما قام بالتعريف بأبنته ، للأسف لم اتمكن من القدوم بسبب بعض الاشغال ، لذا اخبرني ، هل هي مناسبة ؟!

لمعت شرارة حمراء دلالة على الغضب في ملامح آيريس وتحولت ملامحه الهادئة اللطيفة الى شيءٍ مرعب انتفض جسد كونتلس بحد ذاته له

رفع عينيه بسخطٍ لا يضاهى وقال محاولاً ان لا يصرخ

- اهذا ما يهمك يا زير النساء ؟ هل ستحاول الأيقاع بأبنة ساتان – ساما بحد ذاته ؟! اوتظن بأني سأسمح لك بلمس احد اصدقائي بهذا الشكل ؟

رفع كونتلس احد حاجبيه بسخرية ليردف

- اصدقاء ؟! هل انشأت هكذا علاقة معها بهذه السرعة ؟!

قهقه آيريس بشكلٍ ساخر ليردد بنفس الغضب

- نسيت ذلك ! ما ادراك بمعنى الصداقة ايها التافه ؟! انت فقط تهتم بانجاب الاولاد وتوطيد حكمك على الجبل الاحمر ! حتى انك زهدت بروحِ والدتي من اجل هذا !

اتسعت عينا كونتلس بشكل مفاجئ ووقف لتهتز اركان القصر ، ظهر امام آيريس في لحظة ولكن الاخير لم يبدِ اي علامة على القلق او التوتر

امسك بيده ورفعها الى الاعلى ليكسرها ويأنّ آيريس بشكلٍ طفيف ، ضربه بعدها بقبضته على مكان قلبه بالضبط فترنح آيريس متألماً ، ولكنه لم يكتفِ بهذا بل سدد ركلة على رأس ابنه ليصطدم بالجدار ويصرخ به حتى تزلزت الارض

- اياك وان تجرؤ على قول هذا !! زهدتُ بروح سيسيليا ؟! هل فقدت عقلك ؟! انت تعلم بأني احببتها اكثر من اي شيء في حياتي ! كانت هي كل شيء لي ! ولكني ارتكبت غلطة فادحة ! ولو عاد الزمن لتمكنت من انقاذها والزهد بحياتي ان تطلب الامر

وقف آيريس وانحنى مجدداً امام والده ليردف ببرود بعدما هدأت ملامح وجهه

- لا داعي للتبرير ، فقد سمعت هذا الكلام مئات المرات من قبل ولم اقتنع الى الان

استشاط كونتلس غضباً ، اسودت الحياة في ناظريه وبدون ان يشعر اخرج خنجراً خاصاً ذي لون العنب واتجه ناحية آيريس ناوياً اخذ حياته ، شعر الاخير بأن هذه هي لحظاته الاخيرة فاغمض عينيه وهو يرجو نهاية هادئة

ولكن دخول اوكتيفيا في تلك اللحظة اوقف كل شيء ، حينما قامت بعناق والدها وهي تغمض عينيها من الخوف ، قالت بصوتٍ خائف مرتجٍ والدموع تملأ عينيها

- توقف يا والدي ، ارجوك لا تقتل اخي الوحيد ! انه ابنك ، ألا تحبه ؟!

توقف كونتلس فجأة دون ان يظهر اي ملامح على قسماته ، ادخل الخنجر في غمده مجدداً ليضع يديه على كتفيّ اوكتيفيا المرتجفين بخوف ، مسح على شعرها وهو ينظر الى نسخته الانثوية اللطيفة ، تنهد ونظر الى آيريس بحدة وهو يردف

- اغرب عن وجهي ! اياك والحضور الى هنا مرة اخرى دون ان استدعيك كما فعلتُ الان !

انحنى آيريس وخرج من المكان بأكمله وهو يرجو ان يخفف شخصٌ ما عنه ما يشعر به الان

ابتعدت اوكتيفيا التي تبكي بمرارة على حال شقيقها وهي تقول منكسرة

- لماذا ؟ لماذا تعامله بهذه الطريقة يا والدي ؟! انه يحتاج الى حب العائلة !

اغمض كونتلس عينيه بلا اهتمام واردف بشيءٍ من الغموض

- حاولت ! ولكنه اغلق ابواب قلبه لي حينما ظن بأني لا اهتم بهذه العائلة

تعجبت اوكتيفيا ورددت متسائلة

- اتعني قضية سوزان ؟

هز رأسه بأيجاب ، شعرت هي بغصة داخلها وهي تردف مطأطأة رأسها

- ولكنك لم تفعل شيئاً خاطئاً فيما يتعلق بسوزان ، يجب ان يعلم ذلك

نظر اليها بقليل من الحدة والغضب ليردف

- لا ! إياكِ والحديث بهذا امامه اوكتيفيا ! كره آيريس لي سيجعله قوياً وهذا ما اريده
ابتسمت بألم ، دار العالم من حولها وسقطت على ركبتها فجأة وهي تسعل دماً احمر قاتم اللون ، فزع كونتلس واتجه ناحيتها وهو ينادي على طبيبتها الخاصة للأسراع بالمجيء الى هنا








إن دنى الموت يوماً منك ..

فما الذي ستفعله ؟

إن اخبرك بأن لا وقت لك كي تعيش ..

كيف ستتصرف ؟

إن رفع عبائته السوداء لتنظر لعينيه الفضتين ..

فكيف ستشعر ؟

إن شاهدت ملامح الموت التي ظننتها يوماً مرعبة ..

كيف ستتكلم ؟

إن كان جسدك الملطخ بالدماء هو آخر لوحة تراها قبيل الموت ..

فكيف ستبكي ؟

هل ستصرخ ؟ هل ستهرب ؟ هل ستقف بلا حيلة ؟

ولكن السؤال يبقى ..

هل أنت حقاً بشر ؟!

داءٌ عضال الّم بما في قلبها من مواجع قديمة ، لم ترد ان تقف مكتوفة اليدين ريثما هي على ابواب الموت تقرع ، جلست على كرسيٍ خارج حديقة القصر وهي تدندن بتهويدة قديمة كانت قد سمعتها من ساتان قبلاً

بدأت تنظر الى الحياة بطريقة مختلفة عن العادة ، بشكلٍ اكثر رعباً وفزعاً ، فكيف لا وهي تعرف شعور ان تكون ميتاً ، في عالمٍ اسود لا خروج منه ولا مهرب ، ان تكون وحيداً تصرخ مناجياً فلا يأتيك إلا ذلك الشبح الذي يعذبك لسنواتٍ طويلة ، ضاحكاً ومقهقهاً بشكل تقشعّر له الابدان

رفعت عينيها حينما شعرت بشخصٍ ما يقف امامها بهدوء ، تفاجئت حينما شاهدت آراشي يرمقها بنظرات حاقدة ولكن في نفس الوقت مشفقة ، واضعاً يديه في جيوبه تحدث اليها ببرود ليقول

- سأجلس بجانبك ولن انتظر اذنك

تعجبت من وقاحته ، جلس بجانبها دون ان ينظر اليها واكمل بنفس البرود

- اسمعيني ايتها البشرية التافهة ، انا حقاً لا احبك ! في الواقع انا اكرهك كرهاً جماً ! ولكني حينما انظر الى الموضوع من ناحية اخرى اجد بأني لا اريد لـ تشيبي – شان بأن تعاني الامرين من فقدك مجدداً لذا ..

قاطعته بهدوء وابتسامة عميقة ارتسمت على ملامحها وهي تردد

- لم اتوقع ان لك قلباً طيباً اراشي ، فاجئتني

ضاقت عيناه بملل وهو يخرج زجاجة تحتوي سائلاً ازرق لمّاع داخلها ، امسك بيدها وناولها اياه وهو يقول متكبراً

- اعتبري هذه هدية لأجل تشيبي – شان وحسب ، اشربيها حالما يظهر القمر بشكله البدري بعد قليل وسوف تشفين مما تعانينه ، اياكِ وشكري او حتى الاقتراب مني وإلا قتلتك بنفسي

لوح لها بسخرية وسار دون ان يهتم لوجودها حتى ، كانت عيناها منبلجتين على مصراعيها وهي تسمع كلامه غير المنطقي ، ضحكت بخفة عليه والدموع تلألأ في عينيها حتى تحولت ضحكاتها الى بكاء ممتنّ وهي تشكره من اعماق قلبها لما فعله من اجلها رغم كونه لا يهتم لأمرها حقاً

نظرت الى السماء وإذا بالغيوم قد قررت ان لا تسدل الستار هذا اليوم عن البدر البديع ، وقع ضوءه الفضي على المطنقة فتفتحت ازهار النرجس الشيطانية ذات اللون الابيض ، وما ان تفتحت حتى سمعت صوت تهودية جميلة تعزفها تلك الازهار

كانت قد سمعت يوماً عن النرجس الشيطاني وتهويدته الشافية للنفوس المريضة ولكنها لم تتوقع ان تشهد هذا المنظر البديع بنفسها ، فتحت الزجاجة فتغير لون السائل الى الاخضر فجأة

ظهرت ملامح بلهاء قلقة على محياها وهي تشتم رائحة السائل الزكية وتردد بذعر

- هل يمكنني ان اثق بذلك السادي ؟! اعني ماذا لو كان مسموماً ؟!

تخيلت صورته فجأة وهو يقف بقدمه على جثتها ذات البشرة البنفسجية وهو يقهقه بشكل شرير ويردد منتصراً

- لقد فعلتها ! لقد قتلت مارينا الشمطاء ، مواهاهاهاهاهاهاها

نفضت تلك التخيلات الغبية من رأسها وجازفت بشرب الزجاجة كاملة ، ودون ان تشعر سقطت مغشياً عليها فجأة على الارض وسط تهويدة ازهار النرجس الشيطانية

فتحت عينيها بعد برهة لتجد بأن السماء قد تلبّدت بالغيوم الحمراء المرعبة ، شعرت ببعض الدوار ولكن وجنتيها توردتا فجأة لتصرخ متفاجئة بشكلٍ لطيف

- انا على قيد الحياة !

وقفت وهي تنظر في انحاء جسدها لتجد بأن كل البقع السوداء قد اختفت وهي تشعر بأنها طبيعية جداً ، ابتسمت بشكلٍ بديع ولطيف وهي تقفز من الفرح وتتشقلب في الهواء بشكلٍ مضحك

قالت وهي تبكي دموع السعادة

- ذلك الاراشي ! حقاً يعتمد عليه ، ليس مخبولاً اذا ياااه

وراحت تشعر بالسعادة وتتجول في جنبات القصر ، رغم انها ارادت ان تعرف سبب حدوث ما حدث لها ، ولما اوشكت على الموت فجأة !

_______________________________________________



لم تشعر بالخوف وهي تجلس على حافة جرفٍ عال وتدندن بطفولية بحتة ، توقفت عما تفعله و ظهرت ملامح مرعبة على قسمات وجهها وهي تردد قائلة

- حان وقت بدأ تنفيذ الخطة ! سيكون امراً ممتعاً للجميع وللأخص لك ، ساتي

وقفت لتقفز من الجرف شاهق الارتفاع لتحط على الارض بهدوء وبلا اي اضرار تذكر ، بدأت تسير في المكان وهي تمرر يدها على الجبل السامق وتردد بعض الكلمات غير المفهومة ، حالما شعرت بارتجافة في الجبل حتى ابتعدت قليلاً وراحت تنظر اليه كيف يهتز

بدأت اشياء ما تخرج من الجبل ، اشياء غير شيطانية وغير انسية ، مخلوقاتٌ مرعبة ذات اجنحة سوداء قد خُلقت من رحم الجبل الصلب

اسطولٌ كامل من الرعب ينحني امام آيـآكا وهي تنظر اليهم ببرودٍ شديد ، فجأة قهقهت بشكل جعل الرياح تهب بسرعة لتصرخ بطريقة مرعبة

- انقسموا الى قسمين ، القسم الاول دمروا مدينة كالفيريكا ، والثاني دمروا ماريا ! هيا انطلقوا !

فرشوا اجنحتهم الخفاشية وبدؤوا بالطيران ناحية المدينتين المسالمتين ، لم تهتم آيـآكا اي قدرٍ من الارواح ستزهق وكم من الالم ستسبب ، في نظرها ..

على الجميع ان يعرفوا الالم الحقيقي !

ابتسمت بعدها ببلاهة وهي تقول كالأطفال حينما يتفاجئون

- يا الهي ! سأتأخر عن موعدي مع ثلاثة من اوسم الرجال ، عليّ ان اسرع !

سارت كما يسير الاطفال بمرح ولكن بملامح خبيثة لم تظهرها من قبل على الاطلاق !





ان تهوي في غياهب المحيط وانت تغرق ببطء ماداً يدك لعل احداً ما ينتشلك من هذا الموت المحتوم ، ان تكون وحيداً وسط الظلمة التي امتازت دائماً بكونها .. منزلك !

ولكنك بعنهجيتك لم تجد مكاناً كي تلجأ اليه ، ولا منزلاً كي تعود له ، لم تكسر سلاسل قيودك الابدية التي تربط بالماضي السحيق وانت تعلم بأن تجهْضَمَك هذا سيحول بك الى مكان لا حياة فيه يوماً ما

جلس وحده على سطح القصر الملكي ، شعره الارجواني تلعب به الرياح وتحركه بهدوء ريثما هو يرمق المدينة الرئيسية ببرود

الكثير من الافكار تراوده وشوقٌ غريب يدفعه الى الذهاب الى حيث هي الان ، ولكنه يعلم بأنه فقط سيغضب وقد ينهال عليها ضرباً ويبدأ بشجارٍ معها لا طائل منه

تنهد متألما ومتململاً من الحال الذي وضع فيها ، ولكنه تفاجئ حينما شعر بظهرٍ بارد يستند على ظهره وصوت تنهيدة يعرفها جيداً يخرج من جوفه المهموم

ابتسم ببرود وهو يردد بسخرية لاذعة

- والدك ؟!

زمجر آيريس الذي لا يحب ان يجلب احدٌ ما ذكر والده امامه ، ضحك كازو عليه بهدوء ليعقب

- يا الهي تبدو قطاً مشرداً يقاتل لأجل عظام السمك !

شعر آيريس بالغضب فقفز على كازو ولكمه على وجهه بقوة وغضب ، اكمل الاخير ضحكه عليه بشكل هستيري وآيريس لا يزال يلكم كازو بسخطٍ واضح

تعب آيريس من ضربه فوقف ليقف كازو بنفس الابتسامة الساخرة المتكبرة ، مد آيريس يديه فجأة وقال بغضب

- كازو ! اضربني ، كسّر عظامي حتى توشك روحي على النفوق !

ظهرت علامة استفهامٍ كبيرة فوق رأس كازو ، نظر الى آيريس ببرود وهو يضع يده على خصره ويقول بشرارة حمراء في عينيه

- هل انت واثق آيريس ؟!

هز الاخير رأسه واثقاً مما يفعله ، زفر كازو بحدة ونظرة مرعبة قد ارتسمت على وجهه ليتقدم من آيريس ويلكمه بقوة كبيرة دفعته بعيداً

ظهر من خلف آيريس فجأة فركله على ظهره ليسقط الاخير على الارض ساعلاً ، وقف بصعوبة واذا بقبضة كازو تنهال عليه لكماً على وجهه حتى تورم تماماً

ابتعد كازو عنه ليقف آيريس والغضب لا يزال بادياً على ملامحه المرهقة ، ابتسم مستفزاً كازو فنجح بذلك وظهر امامه الاخير ليضربه بقضبته الحديدية على معتدته فيشعر بتخبص امعائه من الداخل

اكمل كازو ما يفعله وهو يقول ببرود ناحية آيريس

- انت دائما ما تصبح فتاة والدك الصغيرة حينما يكلمك ، هل حدث امرٌ ما ؟

لم يستطع آيريس ان ينظر لملامح كازو بسبب الضرب المبرح الذي يتلقاه ولكنه اجاب بصعوبة قائلاً

- ذلك العجوز الاخرق قد فجر شرياني الابهر ! يا الهي لقد مللت منه

قهقه كازو واردف بخشونة

- ولكنه يهتم لأمرك ايها الاحمق لذا يعاملك بتلك الطريقة

غضب آيريس واستطاع ان يتفادى احدى لكمات كازو فمد يده محاولاً ان يلكمه واذا بالأخير اوقف قبضته وكسر عظام كفه كاملة ، تدحرج آيريس على الارض ببكاء اطفال وهو ينفخ الهواء على اصابعه محاولاً تخفيف حرارة الكسور

جلس كازو متململاً من آيريس الذي بدأ يكلم ويغازل اصابعه المكسورة ، بدأ يتخيله بملابس الفتيات وتفجر عليه ضاحكاً حينما تخيله يرتدي فستاناً وردياً وينظر اليه بغنج و انوثية

حالما وقعت عينا آيريس على كازو حتى شعر بالتقزز منه وقال لأصابعه خائفاً

- يا الهي هل يمكن ان عقله قد تأذى من ضربي ؟

توقف كازو عن الضحك بعد فترة وقد شعر بأن الهموم من قلبه قد انزاحت تماماً الان ، اقترب آيريس منه وحاول طعنه بسكين كبيرة ولكنه تفاداها متدحرجاً على الارض

نظر الى آيريس بصدمة وهو يقول

- هذه سكين الخراف الخاصة ! كيف وصلت الى يديك بحق الجحيم ؟

قهقه آيريس وقال بغنج

- لا عليك من ذلك يا عزيزي ، دعني الان اصنع منك عجة بيض لذيذة

صرخ كازو غاضباً وهو يقول

- انا لستُ بيضاً ايها الاحمق ! ولستُ خروفاً كذلك

القى آيريس السكين جانباً وجلس متكوراً على نفسه ببعض الملل ، جلس كازو على بعد ثلاثة امتار منه لانه ظن ان اخذ الحيطة امرٌ واجب ، نظر اليه آيريس بنظراتِ الجرو الذي يترجى سيده لأجل الطعام ، لم يهتم كازو واقترب ليصفعه بقوة كبيرة جعلت شفتيه تتورمان
ابتسم آيريس رغم الالم وجلس كازو بجانبه وبدأ يحدثه عن بعض الامور التي تشغل باله منذ فترة من الزمن ، ولكنهما لم يعرفا بأن خلف الهدوء هذا تقبع زوبعة ستدمر كل ما حولهما قريباً !









انت مثل المخدر !

انت مثل شيطان لا استطيع مواجهته !

وكأنك سراب ! وكأني كنتُ اهرب منك على مر الايام !

ولكني اعلم بأني لا امتلك الطاقة لهزيمتك !

اعلم بأن روحي اضعف من ان تجابه سلطانك !

وكأنك عدو ! عدو قد كان لي صديقاً !

وكانك شرنقة ! تطوقني حتى اختنق بهوائي !

وكأني لا استطيع التنفس ! وكأني لا استطيع ان ارى !

كأني لا استطيع الشعور بأي شيء !

من انا ؟ من اكون ؟! لما انا هنا ؟!

ولما اعيش ؟!

صمتٌ تلاه صمتٌ ينمّ عن هتسيريا ارتعاب روحٍ مهزوزة وسط اركان الغرفة الخاوية من الحياة ، جروحٌ داخلية في قلبها قد ادمتها منذ الازلية وهي لا تزال غير متعرفة على نفسها

كلما حاولت الغوص اعمق حتى جرفها التيار نحو المجهول بشكلٍ اسرع ، تشعر بالسكينة وهي مغطاة بدمائها الخاصة ، تشعر بالنشوة وهي تشتم رائحة الخطر قادمة من بعيد

ما الذي يحدث لها ؟! هي ليست نفسها هذه الايام !

هي خطرٌ على كل من حولها ، بل حتى على نفسها ، رغم انها لا تزال ملقية على الارض بهدوء وسط العتمة ، رغم انها تصرخ داخلياً ولكن ما من مجيب لندائها الطويل ، خلع عليها الوهم برده فما كان منها إلا الهرب ناحية الظلال في اركان الغرفة الصامتة

فتحت عينيها الزرقاوتين الباهتتين وهي تحاول ان تعرف في اي بقعة هي ، ولكنها سعلت فجأة لتردد بوهن

- انا اختنق ! اشعر وكأني اغرق في مياه ضحلة !

بدأت تسعل حقاً بشكل كبير حتى تردد صوت سعالها في الغرف القريبة من المطهّر ، توقفت وهي تحاول التقاط انفاسها ولكنها عاودت السعال فجأة وهي لا تعلم ما الذي يحدث لها

جلست على ركبتيها واكملت السعال لتسعل دماً اسود حارق ، تشعر بنيرانٍ تتأجج داخلها وشيءٌ ما يتحرك في عروقها ، شحبَ لون وجهها بلا سابق انذار وسقطت على جنبها متألمة بشدة

مدت يدها ناحية الفراغ وهي تردد بضعفٍ شديد

- سـ .. ساسكي !

شعرت بضربة قوية على رأسها فجأة وصدمات كهربائية راحت تضرب جسدها فصرخت بقوة كبيرة ، صرخت حتى كادت حبالها الصوتية تتقطع من الالم

تلوّت على نفسها وهي تشعر بعظامها في الجهة اليسرى تذوب ، هرع ساتان قلقاً اليها فوجدها تسعل دماءً سوداء وتصرخ من الصدمات التي تشعر بها داخلها

شهق وازمع ناحيتها ليسمع صوت تكسر عظام جانبها الايمن ، لمعت علامة غريبة على وجنتها اليمنى وهي تتلوى بشدة من العذاب الذي رميت فيه

امسكها بسرعة والقاها في حجره وهو يعانقها ويقول منفعلاً

- اهدأي بحق الله ! لا تقاومي اكثر ! اهدأي !

ولكنها لم تقدر ان تسمعه من صوت تفتت عظامها الذي تشعر به الان ، هرع جميع اخوتها الى المطهّر ليجدوها بتلك الحالة ، حالما شاهدها كازو حتى شعر بقلبه ينقبض من الالم لحالها ، نظر ساتان الى كل ابنائه بشكلٍ مرعب وقال صارخاً

- اغلقوا الباب وليأخذ كلٌ منكم موقعه من المطهّر سنقوم بعملية تطهيرٍ الان !

شهق الجميع ليصرخ كازو غاضباً ومستنكراً

- والدي ! هل جننت ؟! التطهير سيقتلنا إن نفذته علينا ما بالك اذا بـ آيـآمي ؟!

اظلمت عينا ساتان ليردف ببرود غاضب

- هل تحاولون عصياني ؟!

ارتعبوا جميعاً من ملامح ساتان ولكنهم لم يتمكنوا من المقاومة فاتخذ كلٌ منهم موقعه وقام ساتان بتقييد يدي آيـآمي بقيود خاصة حتى لا تؤذي نفسها اثناء عميلة التطهّير

وضعها في مركز الختم المرسوم على الارض وهي لا تزال تأنّ بألم شديد ، رقت قلوب الجميع لحالها ولكنهم لم يكونوا ليتمكنوا من فعل شيء لاجلها

وقف فوق مكانه المخصص على الختم بعدما احتل كلٌ من ابنائه مكانه ، اخرج سكيناً من بين ثنيات ملابسه و وجرح نفسه عند اماكن عروقه وترك دمائه تنصب على الختم ذي اللون الازرق المائي

تحول لونه الى الارجواني ذي اللمسة الارجوانية ما ان تشبع بدماء ساتان ، تحولت عيناه الى الاحمر البراق وهو يردد العبارات الخاصة بتفعيل الختم

- الجناحان السوداوان للموت قد طهرا الملاك الساقط من الجنان من ثقل الذنوب ، والان هو يطير بجناحيه المطلخين بالدماء في كل مكان ، اني انادي الذنوب الميتة في قلوب المذنبين حتى تستيقظ حية مجدداً ، طهري نفسك وتذكري ان العذاب تحت وطأتي اشد مما كان للجحيم من عذاب !

مد ساتان يديه فلمع المكان بلون ابيض ساطع ، بدأت آيـآمي تصرخ وقوى ضخمة تضرب جسدها من كل مكان ، تصرخ وتصرخ وتصرخ وهي تشعر بشيءٍ ما يتحرك بشكل عشوائي داخلها مسبباً لها صدمات لا تحتمل من الالم

ملامحها كانت غير واضحة من شدة سطوع الضوء الابيض وشعرها الذهبي يتطاير الى الاعلى وقد بان ناباها بشكل كامل وهي تصرخ مستنجدة

وضع كازو يده على قلبه وهو يغمض عينيه غير راغبٍ بمشاهدة ما يحدث لها ، ولكن عليه التركيز وإلا ماتت بسرعة اكبر من المتوقع فيها ، نظر الى والده وتعجب كيف يمكن لساتان ان يخاطر بحياة ابنته بهذه السهولة حتى وإن كان يستوقع اسوء سيناريو موجود

هدأ الضوء الابيض فتوقفت آيـآمي عن الصراخ وتحمطت قيودها المعدنية الخاصة ، ظهرت خطوطٌ سوداء على جسدها وحتى نهايات وجنتيها وهي تحاول مقاومة الجاذبية القوية والتي انشئت من قوى المطهّر التي تضربها من كل مكان

حاولت تحريك يديها ولكنها لم تستطع ولم تتمكن حتى من فتح عينيها من التعب ، تشعر وكأن شيئاً ما يسحبها الى اسفل قاع الظلام ، البرد نخر عظامها ورغبة عارمة في ان تغط في النوم قد حلت بها فجأة ولكن كل هذا اختفى حينما حرك ساتان يديه مجدداً واذا بالختم يشع بشكلٍ اقوى !

عادت للصراخ مجدداً ولكن بشكل اكثر حدة هذه المرة ، كادت ان تفقد قدرتها على الصراخ من الالم الذي تشعر به في هذه اللحظة ، اختفت حدقتا عينيها وظل وجهها مصدوماً ، صارخاً ، متألماً

اصفرت بشرتها وبدأت الدماء تتدفق من تلك الخطوط السوداء التي ظهرت على جسدها ، فزع ساتان ولكنه لم يرد ان يفسد كل شيء في هذه اللحظة بالذات !

هو يعلم بأنها ستموت جراء هذا ! ولكن هناك املٌ صغير داخله يخبره بأنها ستسطيع مقاومة التطهّير ، اجل هو يتمنى ان يصدق حدسه وان لا يخسرها كما يخشى

ولكنها توقفت عن الصراخ فجأة وهي تنظر الى الاعلى بغير ادراك وشعرها يتطاير من حولها بفعل قوة الختم ، شعرت بشيء ما يتمركز بجانب قلبها ، شيءٌ اسود فاحم مليء بالذنوب والسخيمة والآلام !

كانت قد شُلت تماماً وهي غير قادرة على الحراك ولكنها قاومت ذلك الشعور وحركت يدها ذات الاظافر الطويلة الحادة لتخترق بها صدرها !

فزع الجميع ودهشوا مما يرونه ، اما ساتان فقد تصنم وقطرة دم من دماء آيـآمي قد لامست وجنته ، غارت يدها داخل صدرها حتى لامست ما تجمع بجانبه فامسكته وانتزعته من مكانه وهي تصرخ بقوة

رمته وهي لا تعلم اين رمته ، خدش الحجر الاسود الفاحم وجنة ساتان واستقر على الجدار ، الطاقة في الجو توقفت كما يتوقف الزمن وفي لحظة بدأت الطاقة تتدافع الى داخل جسد آيـآمي وهي تشهق غير قادرة على احتمال المزيد من الألم

دخلت كل الطاقة في الجو داخلها واغلق الجرح في صدرها لتسقط مغشياً عليها بدون ان تشعر بأي شيء ، هرع كازو ناحيتها وحملها بين ذراعيه وهو يحاول ايقاظها

تجمع كل اخوته حوله وهم يريدون ان يعرفوا ان كانت ميتة ام حية ! إلا ساتان الذي وقف مصدوماً مشدوهاً يرمق الجدار بغير تصديق ، اتجه ناحية الحجر الاسود وانتشله من مكانه لينظر اليه بعيون مرعبة

اخفاه بين طيات ملابسه وازمع ناحية آيـآمي لينتشلها من بين يدي كازو ويحملها ناحية غرفة العناية الطبية في القصر
وقد وقف الجميع مصدومين لما حدث للتو ، فأول مرة على مر القرون نجح التطهّير دون ان يودي بحياة الراغبين بتطهيره









لم يصدقوا اعينهم حينما وجودا بأنهم هم الثلاثة واقفين في جنبات قصر ساتان ، دهشوا مما يرونه في المكان عدا ساسكي الذي كانت له زيارة مؤلمة في مرة سابقة ، ازدرد الجميع ريقهم وهم يقفون محاولين ايجاد احدٍ لما لسؤاله عن الاتجاهات

فقد جلبتهم آيـآكا الى هنا وتركتهم على حين غرة غير آبهة بهم على الاطلاق ، ناروتو كان متوتراً بعض الشيء فهو كان يأكل حينما ظهرت تلك المرأة وسحبتهم الى هنا

فجأة ظهر امامهم آيريس الذي استطاع ان يشعر بحضور بشرٍ هنا ، كان يبدو مهيباً بملامحه الباردة والحذرة

ابتسم بسخرية عليهم وقال محاولاً ان يبدو مرعباً

- حشراتٌ في قصر ساتان – ساما ؟ تحتاجون مبيداً من نوعٍ خاص !

ظهر عرق الغضب على وجه ساسكي وتقدم وهو يجره من ياقة ملابسه وينظر الى وجهه بتكشير واضح ، صرخ بشكل اقشعّر له جسد آيريس

- ايها التافه استطيع ان اشتم رائحة القرد الراقص فيك ! لذا من الافضل ان تدلنا على مكانه في الحال !

ظهرت علامة تعجب كبيرة على ملامحه آيريس ليقول منبهراً

- القرد الراقص ؟ تعرف كازو ! اووه ! انت ذلك الفتى الذي اخبرني عنه ! سررت بلقائك ايها الاميبا كازو يكرهك حقاً ! لا استطيع ان الومه وشخصٌ وسيم مثلك يحاول سرقة آيـآمي منه !

وقف الجميع مدهوشين مصدومين لا يعلمون ما الذي يجب فعله ، شعر ساسكي بالخطر من ابتسامة آيريس الطفولية فتراجع الى الخلف ليصطدم بأحدٍ ما ، شعر بأن رأسه قد تحطم وهو يصرخ قائلاً

- من هذا الاحمق ؟!

نظر الى آيريس فشاهده يرتجف من خوفٍ لا مثيل له وملامحه قد غطاها ظلٌ ازرق من الخوف ، انحنى احتراماً فالحال فظن ساسكي بأنه يحاول الاعتذار منه ولكن ما ان شعر بالطاقة المهيبة خلفه حتى التفت ليرى ساتان واقفاً امامه بملامح وحوش جبارة وعيان حمراوتين مرعبتين !

ارتجف ساسكي وتراجع قليلاً ليأتي كلٌ من ناروتو وايتاتشي خلفه فزعين كذلك ، رفع ساتان احد حاجبيه وقال بغضب

- احمق اذاً ؟ يجرؤ جزذ اميبا مثلك على ان ينتهك حرمتي بهذا الشكل ؟ اعرف مكانتك ايها الصرصور القبيح !

حاول ساسكي ان يتظاهر بالشجاعة ولكن الكلمات خانته ، تفاجئ حينما وقف ايتاتشي امامه وهو ينحي لساتان ويقول

- ارجو ان تسامح اخي الاحمق ساتان – ساما ، فهو لم يسبق له مخالطة الاكابر مثلكم مسبقاً

اختفت الهالة المرعبة المحيطة بساتان وهدأ بعض الشيء ليردد ببرود

- اوتشيها ايتاتشي اذا ؟! لطالما تحدثت عنك آيـآمي واحببتك من كلامها ! يبدو وكأني كنتُ مصيباً ! تبدو عاقلاً على عكس ذلك الجرذ وحاضن الكيوبي !

فجأة ظهر صوت كوراما من اللا مكان وهو يقول

- ساتان – ساما ، مرت فترة طويلة ، ارجو ان لا يكون كازو قد فجر شريانك السباتي

ابتسم ساتان بهدوء وهو يرد عليه قائلاً

- لحسن الحظ لا ازال سليماً من عاهات دائمة ، شكراً على قلقك كوراما

عاد كوراما الى النوم وتجاهل حال ناروتو القلق ، اعاد ساتان النظر الى ساسكي وقال بهدوء وغضب

- اتيتم لرؤية صغيرتي ؟! تعالوا من هذا الطريق ولكني اضمن بأن لا يعجبكم ما سترونه

توقف قلب ساسكي لثانية حينما سمع ما قاله ساتان ، بدؤوا بالسير ليقوم الاربعة باللحاق بساتان وناروتو متشبث بيد ساسكي وهو يهمس له

- والد آيـآمي مرعب بشكل لم اتصوره ! رغم كونه وسيماً كذلك ! انه مخيف ساسكي ><"

تجاهل ساسكي ناروتو ولم يعقب على كلامه ، جلّ ما اراده هو رؤية آيـآمي والاطمئنان عليها وحسب !

وصلوا الى حيث غرفة العناية الطبية ، وقف ساتان امامهم وقال بنبرة غاضبة

- اياكم واحداث اي ازعاج ، لا اهتم كيف وصلتم الى هنا ! كلُ ما يهمني هو ان تلتزموا الهدوء وحسب

ابتعد عن طريقهم لتظهر زجاجة كبيرة على الجدار ، اقتربوا منها ونظروا من خلالها ليشاهدوا مالم يتوقعوا ان يروه في حياتهم !

كانت آيـآمي مستلقية على السرير الابيض الناصع ، مرهقة وذابلة و آثـآر التعذيب بادية عليها ! اقترب ساسكي من النافذة ليضع يديه عليها مقهوراً مما حل بها وهو لم يتمكن من فعل شيء لمساعدتها !

اغمض عينيه وحاول ان لا يسمح لدموعه بالنزول من محجريهما ريثما ايتاتشي وناروتو يربتان على كتفه بغصة في قلبيهما كذلك

شعر ساسكي ان قلبه يصرخ فزعاً مما حل بها امام ناظريه ، يريد ان يعانقها الان وان يخفف عنها ! يريد الانتقام ممن كان السبب في ما حدث لها ولكنه الان عاجز ! لا يعلم شيئاً ولا يعرف كيف يتصرف !

آيريس الذي شاركهم الالم قد صمت وتراجع الى الخلف ليقف بجانب ساتان ويهمس له قائلاً براحة

- ارى ان التطهير قد نجح ! هذا امرٌ جيد

اقترب ساتان منه وقال بهمس مثله

- اجل انت محق آيريس ! و قد وجدتُ طريقة لأعادة بصر آيـآمي كذلك !

دهش آيريس ونظر لساتان بصدمة ، الاخير من جهة اخرى صمت ودلف الى غرفة آيـآمي ليخرج الحجر الاسود من بين طيات ملابسه ويقوم بأذابته باستعمال نيرانه الخاصة ، وسط انظار الجميع قام بخلطه بعدة مواد حتى امتزج معها بشكلٍ كامل ووضعها في حقنة وقام بأعطائها لآيـآمي التي لم تشعر بشيءٍ مطلقاً

خرج ساتان من الغرفة واخذ الجميع الى البهو العظيم ليجلس على عرشه وينظر اليهم بتكبرٍ وتعال وغير اهتمام ، اشار لآيتاتشي بالدنو منه ففعل وبدأ يحدثه في بضعة امور برفقة آيريس متجاهلاً كلاً من ناروتو وساسكي

شعروا بدخول شخصٍ ما فجأة فالتفت الجميع ليجدوا كازو واقفاً ينظر الى ساسكي ببرود ، ريثما اعتلت نظرات الحقد محيا الاخير الغاضب

اتجه ناحية كازو ووقف امامه وكازو يحاول ان ينظف اذنه التي تؤلمه جراء شيء لا يعلمه ، امسك ساسكي بكازو من ملابسه وجره ناحيته وهو يصرخ

- ايها اللعين الم تقل بأنك ستحميها ؟! لما لم تفعل ؟!

شعر الاخير بالغضب فصرخ كذلك

- الا تظن بأني قد حاولت ايها الاهوج ؟! ولكن الامور خرجت عن السيطرة !

شعر ساسكي بالنيران تستعر داخله ، فأكمل صراخه وهو يقول

- انت ضعيف بلا فائدة ! لو انك لم تجلبها الى هذا المكان ما كان ليحدث لها ما حدث ! انت بغيض ايها القرد الراقص

تجاهل كازو ما قاله ساسكي ودفعه بعيداً عنه ، ولكن الاخير لم يرضى ان يحسم المسألة بهذه الطريقة فقام وبلا شعورٍ منه بلكم كازو بقوة على قوة

شهق الجميع بما فيهم آيريس الذي تمسك بيد ايتاتشي من الصدمة ، ريثما الاخير تقدم صارخاً وهو يقول

- ساسكي ! ما الذي تفعله ؟ تراجع ايها الابله ! انت لست نداً له !

ولكن ساسكي لم يهتم لما قاله ايتاتشي ، حينما استوعب كازو ما فعله ساسكي حتى ظهرت ملامح تخطف اللون من الوجه ، ارتعب ساسكي بعض الشيء وهو يرى ابتسامة كازو والشرار الاحمر الذي ظهر على ملامحه ليردف

- هكذا اذا ! تختار مقاتلتي ايها الصرصور ؟!

قهقه كازو لفترة وعلى حين غرة قام بلكم ساسكي الذي تحمل الضربة وركل كازو على رقبته مما آلمه بعض الشيء ، جرّ كازو شعر ساسكي بقوة فشعر الاخير بصداعٍ حاد ولكنه استطاع ان يكلمه على بطنه بقوة مما سبب تشجناً لكازو

بسرعة قام كازو بضرب ساسكي على وجهه باستعمال رأسه فأدمى رأس الاخير وقام بجرّ شعر كازو كذلك ، استعمل كازو اظافره فقام بخدش يد ساسكي بشكلٍ فظيع ، لم يهتم ساسكي بل اخرج كوناي من بين ملابسه وطعن كازو بقوة في كتفه

تألم بعض الشيء ولكنه تجاهل الالم ، امسك بيد ساسكي وقام بعضها بأنيابه بقوة حتى قام بغرزها كلياً في عظامه ، لم يعرف ساسكي كيف يصف الم تلك اللحظة ولكنه لم يهتم ! يريد ان يقضي على هذا الاهوج في الحال

دفع كازو ساسكي بعيداً وقد ظهرت هالة حمراء حوله ، فزع آيريس ولم يهتم ساتان للموضوع ، اقترب ناروتو من ساسكي بسرعة وهو يحاول ايقافه صارخاً

- هل انت احمق ساسكي ؟! توقف وإلا انتهى الامر بموتك انت !

كان الغضب مسيطراً على ساسكي في تلك اللحظة حتى اعماه ولم يكن بمقدوره ان يستوعب اي كلمة مما يقولها له ناروتو فدفعه بعيداً ريثما عاد مجدداً من جهة اخرى وضربه على رأسه محاولاً جعله يفقد الوعي ولكن ناروتو تفاجئ حينما اختفى ساسكي ليدرك بأنه مجرد نسخة

ظهر ساسكي خلف كازو المتفاجئ ليضربه بقوة اسفل ظهره ، شعر الاخير بالشلل ولكنه قاوم والتفت كي يقوم بقتل ساسكي نهائياً

ولكن جسداً ما توقف بينهما فجأة ودفع كلاً منهما في الجهة الاخرى من الغرفة حتى التصقا بالجدار تماماً

تفاجئ الجميع ظناً منهم بأن ساتان قد تدخل ، ولكنهم دهشوا حينما شاهدوه جالساً بصدمته مثلهم ، حينما امعنوا النظر شاهدوها واقفة وملامح الغضب تحتل قسماتها ، الارهاق لا يزال بادٍ عليها ولكنها تقاوم شعور الاعياء ذاك

وقف ساتان ليصرخ قائلاً

- آيـآمي ! بحق الله ما الذي تفعلينه ؟! لما تركتي السرير ؟!

نظرت آيـآمي الى ساتان بتعب واردفت بهدوء

- وهل يمكن لمريض ان يرتاح في وجود مخلوقات كهذه ؟!

وقف كازو مصدوماً ليرى بأن ساسكي في نفس طور الصدمة ، ازمع ساسكي ناحية آيـآمي وسحبها بسرعة الى حجره وعانقها بقوة

شعرت بأنها على وشك الاختناق وهي لا تدرك ما الذي يفعله ساسكي هنا ! ابتعدت عنه بعد وهلة ونظرت في عينيه لتقول بابتسامة

- يا الهي كم انت عنيد !

امسك كازو بكتفها وادارها ناحيته لينظر في عينيها ويقول بصدمة

- انتِ ترين ! تستطيعين ان تري !

ابتسمت وهي تنظر الى ملامحه المشدوهة وقالت بسخرية

- اجل اجل العمياء قد اصبحت قادرة على الرؤية ! كله بفضل والدي

وقف ساتان امامها بهدوء وهو لا يزال ينظر اليها بسعادة ، احاط وجهها بيده وقال بهدوء

- من الجيد نجاح ما فعلته ! اشعر بالراحة الان !

تجمع الكل من حولها وبدؤوا يحدثونها بهدوء ، ساسكي كان لا يزال ممسكاً بيديها وهي تحدث الجميع محاولة ابعاد التعب عن جسدها

فاجئهم دخول احد الحراس الملكيين ذوي القوة المرعبة ، انحنى امام ساتان وقال بنبرة قلقة

- ساتان – ساما ! حدث امرٌ مهيب ! لم يتوقع احدٌ ان يحدث ما حدث !

دهش الجميع واقترب ساتان منه وهو يردد بكبرياء

- وما الذي حدث ؟!

انحنى الحارس وقال مجدداً بنفس النبرة

- لقد تم تدمير مدينتي ماريا و كالفيريكا !

اتسعت حدقتا عين ساتان وشعر بأن العالم من حوله حال الى السواد وهو يمسع صوت قهقة آيـآكا ترن في اذنيه بتكرار !

شد على قبضته واعتراه الغضب من كل مكان في قلبه ليصرخ بشكلٍ مرعب

- آيـــــــــآكــــــــــآ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes