WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الرابع عشر : ( تبّلد : تناظر وجهين على مرآة الاوهام )







وهنٌ و خوفٌ مما لا يرى

وقوفٌ على جوفٍ محصور وسط السكون

ارواح ضاقت بها الازمان

وتطويقٌ على متنفس الزهرِ الرنان

قد تقف بعد السقوط ولكن

هل لك من الحياة متسع بعد الموت ؟

ايمكنك ان تراقب الموت مرتحلاً

وانت تحمل على ظهرك عدة السفر الطويل ؟

هل تنوي تسلق الجبال الشاهقة للهروب ؟

ام الغوض في اعماق المحيطات للاختباء ؟

هل تنوي الصراخ في صحراء الجفاف ؟

ام الصمت والبكاء في غابة النسيان ؟

هل ستترك الضعف الذي ارتسم على وجهك الشاحب ؟

ام ستسقط صريعاً في المعركة التي لا يمكنك ان تنتصر فيها ؟

هل ستوافق على التضحية بمن تحب لاجل نجاتك ؟

ام ستترك العنان لنفسك وتسلب حياتهم بيديك ؟

عزيزي .. انت ضعيف !

انت وحيدٌ وسط الحشود !

انت فأرٌ يقاتل الاسود !

انت حشرة .. وما بال الحشرة إلا من شباك العنكبوت ؟

اتراهن بأني سأقدر على تركك واذهب ؟

هل تفكر بأني لن اتخلى عنك ؟

اضحكتني يا من كان الوفاء حليفك

لستُ ممن يحب التملص من بين فكوك الافاعي

ولكنك لست افعى ... لست بشرياً محضاً

مجرد ضعيف ارتمى بين احضان المشنقة

ويوماً ما سترى ... ستعلم... 

بأن الزمن ليس حليفاً لك كذلك !




في بعض الاحيان قد تتراقص الحياة على شباك العناكب فستقط ضحية لغرائها السميك ، تقودك ناحية كوابيسك فلا ترى شيئاً مما كنت تتوقع ، مرآة ضخمة تظهر امامك وتريك انعكاسك فتراهُ مقيداً بسلاسل حديدية خفية

باردة ، كئيبة وقاتلة ! قد ترافقك الحياة الى مفترق الطرق الطويل وبكل أنانية تلقيك وسطه فتهيم وحيداً في طريقٍ لم ينقشع ضباب النسيان عنه ، وتلوذ بالتي هي اسوأ من هذا ... نفسك !

نفسك هي عدوك التي كنت تخشاها من الازل ، ولكن العدو يبقى صديقاً مألوفاً ، يعرف نقاط قوتك و نقاط ضعفك ! ، ولطالما كان العدو افضل صديقٍ مما لديك من حشود الاصدقاء

يرفرف بجناحيه الفضيين امامك فأما ينتشلك من وحدتكِ وإما يفتك بما تبقى من عقلك ، واهنٌ هو خيطُ الامل ، رفيعٌ حينما يريد ان ينقذك ولكنه ضعيفٌ ان احتقرك والقاك حيث لا تعلم

تقلبات الحياة في صفحات الكتب التاريخية كلها امامنا ولكن ... متى استفدنا منها ؟! ، الانسان يهيم في دائرة لا تنتهي من تكرار نفس الاخطاء والذنوب ! ولكن يبقى .. لا يوجدُ منطقٌ في عالم اختار الحرب لإحلال السلام

كلها قوى تقبع داخلنا نحن البشر ، فأن اردنا اطلقنا العنان لها وإن لم نرد تركناها خاملة بين اضلعنا تختفي تماماً خلف قلوبنا ، وهكذا اتضح السبب الحقيقي ... في النهاية نحنُ سبب وهننا وضعفنا وعجزنا .. ولكن السؤال !

هل سنبقى هكذا ؟! ام سنتغير ؟!

سحبها بشكلٍ مرعب ناحية القصر وهو يكبلها من يديها بفولاذٍ حارق ، بدا وكأنه قد فقد رشده واسوّدت عيناه حتى لم يبقى فيها اثرٌ للعقلانية ، ملامحه التي باتت شبحيةً تنثر الفزع في نخاع من حوله لم تزد وضعه المرثي إلا سوءاً وحسب

وريثما هو يجرها بين الأزقة سمع أنيناً ، انينٌ لم يكن لبشر ، قلبٌ نابضٌ يأنُّ بحسرة والم وندم ، توقف متفاجئاً حينما وضع يده على قلبه واذا به هو من يأنّ ، اضناه المرض هذا القلب فما عاد له من النبض وسيلةً للحياة

استرق نفسه بنفسه ولم يحرك ساكناً امام وطأة ذكرياته ، شد على قبضته مرتجفاً بحنق ليكمل سحبها ريثما هي لم تُبد علامة على المقاومة وكأنما هي اضحية تقاد ناحية المذبح بأرادتها الخاصة ، متمسكة بما تمتلكه من الايمان بنفسها !

وصل بها إلى حيثُ المطهر ، امسكها من رقبتها والقاها بشدة على الجدار لتشعر بأن طيات رأسها قد تحمطت وباتت فتاتاً ، اظهرت الألم ولكنها لم تأنّ ، كان يتنفس بسرعة جنونية وهو ينظر اليها محاولاً ضبط اعصابه

تقدم منه ليمسكها من رقبتها مرة اخرى ويرفعها الى مستواه ملاصقاً إياها بالجدار البارد في غرفة خاوية من اي شيءٍ إلا الجدران و رسمٌ ضخم لختمٍ على الارضية الصلبة كان يشعُ بالأزرق البحري

قرّب وجهه منها غاضباً ، شد الضغط على عظام رقبتها الواهنة وهو يردد متوعداً

- ايها الذئب الذي زاغ عن الطريق ، لا تتعجب ان لكتك بين اسناني صريعاً

زمّت على شفاهها ولم تتحدث فزاد ذلك من غضبه وكأنما هي ارادت استفزازه حتى ينفجر بها قاتلاً ، ادرك هو الامر فتركها لتسقط على الارض لاهثة تسعل محاولة ملأ رئتيها الخاويتين بالهواء ، هدأ فجأة إلا صدره الذي راح يرتفع وينزل بسرعة من هول سرعة تنفسه

شد على قبضته و اخفى ملامح عينيه بخصلات شعره الذهبية ، اقترب منها مجدداً وامسك بذقنها ليرفع وجهها اليه وينظر في عينيها اللتين فقدتا بريقهما منذ فترة ، لم يتحدث بل قبلها فيما بين عينيها ليكبلها بالقيود ويخرج من المكان مسرعاً وقد أغلق البوابة الحديدية خلفه

كان يسرع الخطى على غير عادة منه حتى استوقفه كيان ابنه القلق الجاد ، لم يرد ان يتحدث اليه او ان يفسر ما كان يفعله ، اراد الاختلاء بنفسه واغلاق الموضوع داخل نفسه وحسب

تعداه سيراً فأذا بالأخير ينطق بارداً

- التاريخ يتكرر و زوبعة الخراب ستعود ، أليس كذلك ؟

توقف بعينين اتسعتا كانبلاج الابواب ، سرعان ما عادتا طبيعيتين وهو يغمضهما متمتماً ببعض الكلمات ، اردف بعدها بصيغة لم يفهمها كازو القلق

- اجل ويبدو أن الذئاب تطمح لقتل التنين هذه المرة

لمعت عينا كازو للحظات ، اغمضهما وسار مبتعداً دون ان يقولَ شيئاً ولكن خيال والده ظهر امامه فجأة ليمسكه من بين منكبيه ويقرب وجهه منه بملامح مرعبة غطى على نصفها شعره الذهبي ، قال ببرود طاغية مستبد

- إياك وفتح البوابة للشر الطليق ، إياك والسماح للظلمة بالحلول ، إن اراد التاريخ تكرار نفسه فسنوقفه بأنفسنا ونجتّثُ تلك الحلقة المدمرة

فهم ما اراد والده الوصول اليه بكلامه ، ولكنه لم يبالِ بالأمر الخفي بين طيات الحديث ، ادرك ساتان ذلك فما كان منه إلا ان وضع يده على جبين كازو الذي شعر بأن الدنيا ابيضت من حوله ليسقط مغشياً عليه

نقله والده بنفسه الى حجرته وخرج بعدها متآمراً مع نفسه بخطة لم يتوقع ان يصل اليها يوماً ما





اختلفت مشاعره ونامت لفترة طويلة وهو يرمق السقف بلا ادراك ، وضع كفه الابيض على قلبه وقد شعر بألمٍ حادٍ فيه ، نظر الى جانبه فترآئت له صورتها مستلقية بجانبه ، ضاقت عيناه بشوقٍ شديد وقلق مستبد

لا يعلم لما يشعر بأنها ليست بخير ! بخير ؟! هه كيف ستكون بخير وهي مع كازو الراقص ذاك ؟

جلُّ ما كان يفكر فيه هو هذا ! ، تحول للأستلقاء على جانبه ووقعت عيناه على النافذة التي حجبت هواء العاصفة من الدخول اليه ، اتسعتا قليلاً حينما شاهد عصفوراً جالساً بالخارج يكافح من اجل الدخول ، لم يرقّ قلبه له ولم يهتم في البداية إلا حينما شاهد عصفوراً اصغر منه يختبئ بجانبه

لمعت عيناه بحزنٍ على حال الطفل الصغير فوقف مسرعاً ليفتح النافذة ويجابه الهواء المدمر ، بسرعة امسك العصفورين وادخلهما ليغلق النافذة ويتنهد براحة

فتح يديه وشاهد العصفورين ينظران اليه ، ابتسم بهدوء ولكن صورةً قد تخيلها قد غيرت رأيه حينما ادرك بأنهما سيكونان لذيذين ان قام بشويهما و تحشيتهما ببعض الخضراوات والبهارات

لمعت عيناه بخبث وقهقه بشّر ، لم يدرك العصفوران ما كان يفكر فيه ، ازمع ناحية المطبخ ، حينما يفكر بالأمر ، هو قد فقد عقله بشكلٍ مرعب ، لم يعد يفكر او حتى يهتم بأي شيء ، كلُ ما يشعر به هو البرد والفراغ وحسب

لم يعد ساسكي الذي عرفه الجميع من قبل ، اصبح جسداً مجوفاً خالياً من كل شيء !

وصل الى حيث المطبخ والعصفوران لا يزالان ينظران اليه بتعجب وهما يزقزقان بفرح ، لم يعلما المصير المرعب الذي ينتظرهما بعض لحيظات معدودات

قام بوضعهما على الطاولة وثبتهما بتقنية خاصة ، بدا وأنهما ادركا نوعاً من الشر في عيونه ففزعا وحاولا الطيران ولكنهما لم ينجحا في ذلك

امسك بسكين كبيرة وهو يضحك بشكل مضحك و مرعب ، اقترب منهما ونظر اليهما بنظراتٍ ابليسية وهو يقول متوعداً

- سلما لي على السمكة المشوية في معدتي وقولا لها بأنها كانت شهية على العشاء

رفع السكين فظهرت دموع الخوف على ملامح العصفورين وعانقا بعضيهما بقوة وهما يصرخان بزقزقة تؤلم الكيان ، هوى ساسكي بالسكينة التي لم يشعر بها الا و هي تطير من بين يديه وقدمان كبيرتان تضربان وجهه

التصق ساسكي بالجدار ليقوم فزعاً وهو يشاهد ناروتو ينظر اليه بغباء وغضب وهو يصرخ بكلمات لا يفهمها ، نظر ناروتو بعدها الى العصفورين فوجدهما ينظران اليه بأسى لعلهما يحظيان ببعض الرحمة ، تأثر ناروتو كثيراً وبدأ يبكي وهو يمسح عليهما ويقول

- مسكينان ، وقعتما بين يدي ذلك الاميبا الغبي ، لابد وأن الامر كان مرعباً على قلبيكما الصغيرين

ازدادت دموع العصفورين وهما يزقزان بألم ، امسكهما ناروتو واحتضنهما وهو يصرخ ويبكي متأثراً ، ولكنه حالما شعر بسمنتهما حتى اختفت دموعه فجأة وظهرت هالة الاكل عليه وقد سال لعابه تماماً وهو ينظر اليهما بشهية مفتوحة

جُلط العصفوران الصغيران اثر ذلك وحاولا الهروب ولكن ناروتو احكم قبضته عليهما وضحك بشّر وهو يقول

- لا بأس عليكما ! لن يكون الامرُ مؤلماً ، فقط ستشعران بالسكين تقتلع رؤوسكما ومن ثم نضعكما في نارٍ حارقة ! اتريان لن يؤلم مطلقاً ! ساسكي ! ناولني ذلك المنشار !

تعجب ساسكي ولم يفهم الامر ولكنه صرخ فجأة بعصبية بلهاء

- هذا سكين ايها الاحمق وليس منشاراً !

رمش ناروتو عدة مرات حتى ادرك الامر ومن ثم اتسعت ابتسامته الشريرة ليقول

- لا يهم ! في سبيل الطعام لن يضرنا تغيير اسماء اسلحة الطبخ !

لمعت عينا ساسكي بجدية وشعر بنوعٍ من الاثارة يتخلل الى جسده ، ابتسم بثقة واغمض عينيه ليردد بغرور

- يقال بأن افضل طريقة لطهو الطيور هي بأقتلاع اعضائها قبل رأسها ، ما رأيك بذلك

قهقه ناروتو بشّر ورقص كالمصريين القدماء وهو يعقب بخبث

- اجل سيكون ممتعاً تعذيب الضحايا قبل قتلهم ، لطالما اردتُ تجريب ذلك

ظهرت هالة الشر المضحكة حول ناروتو وساسكي ، امس كلٌ منهما بسكين ضخمة لينظرا لبعضيهما ويقولا بابتسامة

- لي الكبير

- سأتكفل اذا بالصغير

اقتربا منهما وهما يحملان السكاكين والطيران المسكينان يبكيان بقهر و حسرة وصدمة

خلال ثوانٍ لم يفقه اليها احد كان كلٌ من ناروتو وساسكي مكبلين بالحبال ، متورمي الوجوه من الضرب وقد فقدا الوعي لثوانٍ كذلك

نظرا الى الجاني الذي حمل العصافير وهو يبتسم ويعلبُ معهما ، رغم انهما خافا كثيراً ولم يصدقا ببراءة تلك الابتسامة الساحرة ، ولكنهما في نهاية المطاف لم يتحملا ووقعا بحب ابتسامة ايتاتشي البديعة

صرخ ساسكي ببلاهة وغضب

- ايها اللعين ما الذي تفعله بضحايانا ؟

اكمل ناروتو مسانداً

- اجل اجل معدتي تبكي حسرة على فقدان اعز طعامها

التفت ايتاتشي اليهما بنظراتٍ مرعبة وصمتا وهما يتصببان عرقاً ، وضع الطيرين في جيوبه ونظر الى ساسكي بغموض ، تنهد وامسك كرسياً ليجلس عليه ويردد

- ساسكي ، بحق الله ما الذي تفعله ! انت لستَ نفسك منذ بضعة ايام

صمت ساسكي لولهلة ولكن عينيه لمعتا بحزن فطأطأ رأسه متنافياً الاجابة ، زفر ايتاتشي واكمل قائلاً

- اعلم بأنها ليست بخير وهذا امرٌ واضح ، ولكن ان تعذب نفسك بهذا الشكل سيشكل عائقاً لها وحسب ! هي بحاجة لمن يساندها لا يزيد معضلتها سوءاً

اتسعت عينا ساسكي بعض الشيء ، تنهد واجاب بهدوء

- هذا لا يهم الان اليس كذلك ؟ ، لم اعد اشعر بما حولي ! انت لا تعلم كم تعني هي لي لذا لن تستطيع تخيل ما انا فيه ، الا تظن بأني قد حاولت ان اكون قوياً من اجلها ؟ لقد حاولت بحق الله !! ولكني لم افلح ! انا احتاجها بجانبي وليس في عالمها الخرافي ذاك ! اريدها هنا والان !! لن تفهموا مطلقاً كيف هو مؤلمٌ هو هذا الشعور !

لمعت عينا ناروتو بأسى ونظر الى الارض مطأطأً رأسه ، لم يرد الحديث ولكنه قال بحزن وابتسامة مهزوزة

- الامر مؤلم اليس كذلك ؟ ولكن ان واصلت هذا فستفقدك هي ، هل تريدها ان تجن وتنتحر بسبب هذا ؟! ، حاول ساسكي ، انت تستطيع ذلك انا اعلم ذلك ، لا تترك نفسك عرضةً للضغوط النفسية الحادة هكذا ، من اجلها واجلنا جميعاً افعل ذلك

هدأ ساسكي على اثر كلام ناروتو ، اما ايتاتشي فقد بات يفكر وهو يقول آملاً

- لو كان لدينا طريقة للذهاب الى عالم الشياطين وحسب !

- يمكنني ان اساعدك

صوتٌ فاجئهم من اللا مكان ، وهم يرون امرأة ذهبية الشعر تقف امامهم بابتسامة لطيفة تخفي خلفها الشر العظيم ، تعجبوا جميعاً منها وقد ساورت الشكوك ساسكي الذي شعر بالخطر قادماً من ناحيتها








ارعدت السماءُ خارجاً معلنة عن غضب ساتان هذا اليوم ، ولكن حينما شرخ البرق السماء مغطياً وقع اقدامٍ مألوفة على الارض الصماء ، كيانٌ يدندن بمرح وهو يحمل بيده رأس احد ملوك الوحوش ، تسير بجانبه فتاةٌ تزمُ على شفاهها بغيض لانها لم تتمكن من قتل الكثيرين كما ارادت

ابتسم لها وهو يردد ساخراً

- اهذا ما تنوين فعله لأظهار السخط ايتها الشمطاء ؟

توقفت وهي تشهق بشكلٍ مفزع ومنكر ، ترقرقت عيناها بدموع التماسيح وهي تعقب بأسى

- أاصبحتُ شمطاء في نظرك ؟ دان !

ابتسم دانتاليون ببلاهة ليقول برجولة

- اجل يا عزيزتي ولن تفيدك دموع التماسيح في مجهابة فولاذية قلبي

توقفت الدموع فجأة وابتسمت كريس بمكر وهي تخرج سكيناً لم ينتبه عليها دان ، القتها في وجهه وهي تصرخ بغضب

- ولكن جبهتك اللامعة ليست فولاذية

تعمد دان ان يترك السكين تصيبه واخترقت جبهته التي سالت منها الدماءُ بشكلٍ غزير ، لم يهتم كثيراً ولم يظهر اي علامة على الالم ، ولكنه قطب حاجبيه ليردد مستعلماً بتعجب

- هل انتِ طفلة ؟!

جفلت برموشها عدة مرات ومن ثم وقف بغرور وهي تتحدث قائلة بتمثيل

- ربما لا تعلم عزيزي روميو ، ولكن جولييت لها من القوة ما تكفي للقضاء على جيشٍ منك

اقترب منها دان ودنى من وجهها بابتسامة ساحرة ، احمرت خجلاً وحاولت التراجع إلا انه امسكها من خصرها وقربها منه ليطبع قبلة هادئة على شفاهها ويبتعد بعدها

شعرت بأن ركبتيها لا تحملانها على الوقوف فسقط على الارض وهي تستشعر قوة نبض قلبها ، شعرت بأن حرارة جسمها في تلك اللحظة قد وصلت للآلاف من الخجل الذي وضعت فيه

اما هو من جهة اخرى فقد اخرج لسانه بسخرية عليها وهو يردد في نفسه

- تهزمين جيشاً مني اذا ؟! وانتِ لا تستطيعين احتمال قبلة !

اكملا طريقهما بعدها حتى وصلا الى حيث القصر ، استأذنت كريس بالذهاب فانصرفت ودخل دانتاليون سعيداً بانجازه الكبير وهو لا يعلم بالمصيبة التي تنتظره داخل اسوار القصر

حالما دلف اليه اتجه ناحية البهو العظيم حيث وجد والده بعصبية باتت معتادة على محياه ، ابتسم وانزل الرأس الضخم لينتبه ساتان على وجوده ، لم يبتسم او يظهر اهتماماً له مما زاد من تعجب دانتاليون كثيراً ، اقترب من والده ليردد بقلق

- هل حدث شيءٌ ما يا والدي ؟

رمقه ساتان مطولاً ، تنهد واردف حينها

- استمع لما سأقوله دون مقاطعة ، هل فهمت ؟

ازدرد دانتاليون ريقه ليردف بعدها بتفهم

- اجل فهمت

حكى على مسامعه كل ما حدث في فترة غيابه ، لا يعلم هل تلك الظلمة التي حلت فجأة هي من تأثير الصدمة ام ان قلبه ما عاد ينبض ! توقف عن الشعور بالوقت واظلمت الدنيا امامه ، ترنح بعض الشيء وكاد يفقد توازنه لولا ان امسكه ساتان وهو يحملق في ملامحه المضطربة والمنكرة

فجأة تشبثّ به بقوة ليصرخ في وجهه بلا شعور

- آيـآمي ! اين هي آيـآمي ؟!

لم يتعجب ساتان من ردة الفعل هذه ، اشاح بناظريه واجاب ببرود

- في المطّهر

انبجلت عينا دان على اقصى اتساع لهما ، شعر بأن شعر جسده قد وقف كالأبر من الصدمة ، كبت غضبه ليقول مرتجفاً بعصبية

- انت تعلم بأن المطّهر خطر على حياتنا نحن ابنائك السبعة وبأمكانه قتلنا ! ما الذي تفكر فيه بو ضعك آيـآمي هناك ؟!

احتّدت عينا ساتان بشكل مرعب ، انتفض دان وهو يحدج ملامح والده بأستفهام ، اغمض ساتان عينيه وهو يتنهد بلا اجابة مقنعة

شّد دان على قبضته ولم يشعر بنفسه إلا وهو يركض بشكل هستيري ناحية المطّهر ريثما يصرخ بأسم آيـآمي خائفاً

لم يهتم ساتان بهذا وعاد إلى إكمال العمل الذي بين يديه

فُتح باب المطّهر بقوة ليدلف دان لاهثاً ، وقف وهو يرمق آيـآمي المعلقة على الجدار بقيودٍ معدنية ، توقف قلبه للحظات ليزمع ناحيتها ويحيط وجهها بيديه ويردف بخوف واهتزاز

- آيـآمي ! آيـآمي هل تسمعينني ؟

فتحت عينيها ببرود وهي ترمقه ببعض التعجب ، ابتسمت بهدوء خبيث وهي تنظر في عينيه اللامعتين الخائفتين ، اردفت بوهق وامتعاضٍ منه

- لا تصرخ كالطفل الرضيع دان ، انا هنا اسمع ولكن لا ارى ، هه مضحك اليس كذلك ؟

لا يعلم لما شعر بتغير جذري في نبرة آيـآمي الساخرة ، ابتلع ريقه ليعقب بقلق

- ما الذي تفعلينه بحق الجحيم ؟! لما فعلتي ما فعلتيه ؟

اغمضت عينيها وهي تزفّر بحدة ، طأطأت رأسها بلا مبالاة وهي تقول متثاءبة

- لا يهم اليس كذلك ؟ ، انت لا تقلق عليّ ، سأكون بخير جلُّ ما عليك فعله هو الاهتمام بنفسك فقط !

شعر بشيءٍ غريب في نبرتها ، خوفاً من المجهول وظهور هسّة غريبة من رحم الظلمة ، اختفت الملامح من وجهه وابتعد عنها ليخرج من المطّهر دون ان ينبس ببنت شفة

سار في اروقة القصر دون هداية ، وهو يستشعر ريحاً صرصراً قادمة من الافق تحمل معها هلاكاً اكيداً وفاجعة ستغير معتقداته للأبد






في طريقها حالك السواد ، تترقب اللحظة التي تكشف فيها عما يختلج قلبها الان و يحدث لها من مصائب ، لم ترد أن تظهر اي علامة للضعف ولكن الألم الذي لا يحتمل قد اخذ مكانه من قلبها وشوّه املاً كان يوماً كُل ما تملكه

ولكن من بين اخطائها البشرية قلبٌ نابض ، اختفى بين اضلعٍ حمته بما تستطيع لسنواتٍ طويلة ! استمدت خلالها الامل من ابتسامة من احب يوماً

ولكن ها هي الان وحيدة ! تسير بلا هداية ، لا تعلم كيف يمكنها ان تخبر من تحب بأنها على شفى حفرة من الموت الاكيد ! إلا إن وجدت طريقة اخرى لمنع هذا وهذا ما لا تتوقعه على اية حال

توقفت قليلاً وهي تسير في اروقة القصر بخفاء ، غير عالمة بأن ساتان علم بوجودها ولكنه لم يهتم لذلك ، حاولت ان تستجمع شجاعتها حتى تدخل على المجنون السادي ولكن قلبها كان يرفرف فزعاً من فكرة أئتمان جسدها عنده

ازدردت ريقها بصعوبة وهي تفتح باب المعمل بهدوء ، دلفت اليه غير آبهة بالظلمة الغريبة التي اكتسحت الاجواء الشتائية في الغرفة

اغلقته خلفها وهي لا تزال تنتظر صوتاً يخبرها بأن هناك حياةً في هذا المكان ، ولكن انين بعض الاجساد المعلقة قد ارعبها ، وتهويدة مرعبة تنذر بالشؤم جابت المكان حينما شعرت بتلك السكين تخترق عضد يدها وتنثر دماءها على الارض

ابتعدت وهي تكبت صرخة الألم ، انتبه الظل الاسود عليها فزالت ابتسامته ، اظهر الامتعاض و اشعل الاضواء التي انارت كافة المعمل بهدوء

نظر اليها ببرود على غير عادة وهو يرتدي لباسه الابيض الخاص ، ارتدى فوق عينيه نظارة خاصة بالمعمل مما جعله يبدو اكثر وسامةً ووقار

حرك نظارته بأصابعه ليردف بصقيع في صوته

- ما الذي تريدينه مارينا ؟! لستُ في مزاجٍ لك !

قطبت حاجبيها لتردف بشكوى

- وأنت الذي كنت تغني منذ قليل بسعادة ! سادي خرف

لمعت عيناه بغضب ففزعت منه ، اشاح بوجهه مزمجراً ليسير بضع خطوات ويردف بعدها

- على اية حال ارى بأنكِ تواجهين مشكلة عويصة ! اعني لم يتبقى لكِ إلا شهر او اقل كما يبدو

صُدمت مما قاله ، ارتجفت بخوف وهي تعقب بفزع

- وكيف عرفت ذلك ؟! هل كنت تتجسس عليّ ؟!

قهقه بسخرية ، سرعان ما نظر اليها بجدية وغضب ليردف بانفعال

- ولما سأتجسس على شخصٍ مثلك ؟! انت لا شيء بالنسبة لي يا امرأة ، ربما اتجسس على تشيبي – شان ولكن ليس على عجوزٍ مثلك ، وايضاً رائعة الموت تعبقُ منكِ لا داعي لفحصٍ خاص لمعرفة انكِ تموتين

شعرت بالأهانة تسري في عروقها ، كبتت غضبها و رددت بضعف ارادة

- على اية حال ، هل تستطيع ايجاد حل ؟!

اقترب منها لينزع العباءة على حين غرة ، امسك بيدها وهي تحمل ملامح الدهشة على وجهها ، اقترب من آثار التصلب التي ظهرت بوضوح على بعض مناطق جسدها ليبدأ بشمها ، ظهر التوتر على ملاحه وابتعد فجأة ليحمل السكين من على الطاولة ويقترب منها

بدون اي انذار اقتطع جزءاً من جلدها بالسكين لتصرخ هي من الألم ، امسك بالجلد بدندنة ليجلس على كرسيه ويضع العينة تحت المجهر ويبدأ بمراقبتها

ابتعد بعد وهلة وهو يحمل التعجب على ملامحه ، امسك بسائلٍ اصفر اللون ووضعه على الجلد واعاد النظر مجدداً ، ازداد تعجبه وقطبه لحاجبيه وهو لا يزال ينظر الى العينة من المجهر

ابتعد وتنهد بصداع ليردف منزعجاً بشدة

- حسناً لقد اضفتُ سائلاً هيدروليكياً مخلوطاً ببعض المواد الخاصة ، وكما ارى النتيجة سلبية

تعجبت لتردف مستعلمة

- وما الذي تعنيه ؟

ازداد امتعاضه منها في تلك اللحظة ، حاول كبت ما يشعر به واردف ببرو

- الخلايا تموت بسرعة مخلفة خلفها سواداً ظهر على اثر الموت السريع ، ولكن هنا يمكن اللغز

امسكت بيديها لتردف برجفة

- ماذا ؟!

ابتسم بشّر ليعقب

- ليس هناك سببٌ واضح للموت ! بل في الواقع لا سبب مطلقاً

انبلجت عيناها باتساع مفزع ، ارتجفت بشدة وهي تضم نفسها قائلة

- اذا لا امل لي ؟!

امسك بذقنه وراح يفكر للحظات ، اغمض عينيه وقال وهو يحك شعره

- اخبري والدي بالأمر ، ربما سيكون قادراً على مساعدتك

شهقت بكتمة وهي تفكر بهذا الامر ، اشاحت بناظريها والتفتت للخلف وهي تقول بجدية

- لا شأن لك في هذا ، شكراً على المحاولة ولكن ان اخبرت آلون فلن يتعدى الامر على خير ، هل هذا واضح ؟

قهقه بسخرية محضة ليردف بلذوعة مرعبة

- تهددني مرأة تحتضر ؟!! أخفتيني حقًا أيتها العزيزة مارينا 

شعرت بغصة ، سارت حتى خرجت من المعمل بهدوء و صمت ، اما هو فقد توقف على الضحك واحتلت الجدية ملامحه ليجلس على الكرسي ويلقي بقطعة الجلد جانباً ويردف بغضب

- لستُ مخولاً كي انقذ امرأة مثلك ، لدي امورٌ اهم من الفانين في حياتي

__________________________________________



وقف ايتاتشي متفاجئاً بعدما شاهد تلك المرأة الذهبية تقف امامهم وقد ظهرت من اللا مكان فجأة ، اتخذ وضعية الهجوم وهو يقول بصراخٍ وتهديد

- من تكونين ؟! وكيف اتيتي ؟!

قطبت حاجبيها بطفولية ، نفخت وجنتيها وهي تردف بطريقة مضحكة

- هذا ليس ترحيباً لطيفاً آيتا – شان ! لقد اتيت خصيصاً لرؤية وسامتك !

تحجّر مكانه لثوان وهو يحاول استيعاب الاسم الذي اطلقته عليه ، شعر بالأحباط فجلس في ركن المطبخ وهو يلعب بالارض قائلاً

- اجل ، هه في النهاية لستُ إلا شان وحسب ! الحياة قاسية معي لم اتوقع ذلك !

شعرت بتأنيب الضمير فبكت بشكل طفولي وقفزت ناحية ايتاتشي لتمسكه من رأسه وهي تقول ببكاء

- آسفة آيتا – شان ! اعدك بأن لا اؤنثك مجدداً ، آيتا – آن ! هذا الاسم مناسبٌ اكثر اليس كذلك ؟

شعر بالسخط ناحيتها ، وقف وابعدها عنه وهو يصرخ بغضب

- من تكونين يا هذه ؟!

عادت مرة اخرى للملامح الطفولية الغاضبة ، من اللا مكان اخرجت علبة حلوى شعر البنات وبدأت تلتهما وهي تجلس على الطاولة وتحرك قدميها بلعبٍ محض

تعجب الجميع من هذه المهرجة التي ظهرت امامهم من عتومة الغياب الحالك ، دقق ساسكي في ملامحها بعض الشيء وشعر ببعض الريبة

نطق ساسكي بغرور معهود

- انتِ شيطانة اليس كذلك ؟

نظرت اليه بشكل لطيف ووجنتين متوردتين وهي تأكل الحلوى بسعادة ، لمعت عيناها فجأة بحماس لتقول بانفعال اطفال يلعبون

- انت حاد النظر ساسكي – تون ! احسنت ، اجل انا شيطانة ! الستُ جميلة ؟!

تعجب ناروتو المقيد بجانب ساسكي ، اقترب منها زاحفاً وهو يشمها بأنفه ، تراجع الى الخلف بقلق وحذر وهو يردف بغضب

- رائحتك ! انها تشبه رائحة اختي كثيراً ! هل كنتِ معها ؟!

تعجبت قليلاً ولكنها ابتسمت بهدوء وهي تردف

- اجل لقد زرتها منذ فترة بسيطة ، ولكن كما سمعتُ الان هي ليست بخير !

انفعل ساسكي فجأة ووقف شعر رأسه ، صرخ بلا شعور

- هل حدث لها شيءٌ ما ؟! ان حدث شيء فسأقتلك !

زمجرت بغضب وهي تردف بجدية

- ولما سأؤذي جميلتي ؟! بدأت تزعجني ايها الحشرة

غضب ايتاتشي فاقترب منها ليمسكها ويضع كوناي حادة على رقبتها وهو يقول

- اخبرينا من تكونين يا هذه !

شعرت بالملل ، تثاءبت ثم ابتسمت بخبث لتردف بشكل ابليسي

- لقد فقدت بصرها ! محبوبتك الجميلة تبرعت بعينيها لشقيقها القرد الراقص واصبحت عمياء ! مشاعر اخوية مؤثرة اليس كذلك ؟

شعر بالخدر في كل جسده ، عيناه جحظتا فجأة وهو يشعر بجفاف حلقه بدون سابق انذار ، شعر بأن قلبه قد تقطع الى ملايين القطع في اقل من جزء من الثانية وهو يستمع الى عبارتها المشؤومة

- ما الذي تقولينه ؟! آيـآمي قد ... فقدت بصرها ؟! ولأجل من ؟! لذلك القرد الراقص ؟

ردد تلك الكلمات بصدمة وضعف ، اراد ان يتحرر من هذا القيد ويهجم على آيـآكا الواقفة بلا اهتمام ، اشاحت هي الاخرى بوجهها واردفت بغموض

- لا تتعجب من ذلك ، فهي خرقاء مثل والدها ، تنفذ بلا تفكير ، وتفكر بلا تنفيذ ! تعتقد النهار ليلاً والليل نهار ! هي مختلفة عما يظنه الجميع من حولها !

صرخ بلا هوادة منه

- اخرسي ! لا اريد ان استمع الى صوتك المزعج ! فقط خذيني الى حيث هي !

رفعت احد حاجبيها بسخرية محضة وهي تنظر الى ناروتو الواقع تحت تأثير الصدمة ، اقتربت منه وهي تقول باستفهام ظريف

- كوراما ! هل تستطيع شرح لغة هذا الفاني لي ؟! لاني اظن بأنه اصبح وقحاً فجأة

ظهر صوت كوراما من اللا مكان وهو يقول ببرود

- لا تتصنعي البرود ، وانقلعي من هذا المكان ، لستُ ارغب في محادثتك

زفرت بدموع تماسيح وهي تحاول كتم شهقاتها الخرقاء ريثما تقول

- كوراما ! جرحت قلبي ايها السفيه ! وانا من كان يظن بأن بيننا فرصة ! لم اعد احبك ايها الوحش الثعلبي المكار !

قهقه كوراما بسخرية سرعان ما حولها الى كلمات ليقول

- وكأنما سمكة السردين ظنت نفسها قرشاً ! الن تكفي عن غبائك ؟

تجاهلت ما قاله ولم تعقب عليه ، التفتت واعطتهم ظهرها لتردف بغموض وبرود

- سأعود بعد فترة لأخذكم الى حيث هي آيـآمي ، امّا الان فارتاحوا وتجهزوا للعرض المسرحي القادم

اختفت من امامهم فجأة تاركة اياهم وسط الذهول والتعجب والترقب ، غير عارفين بأن هناك الكثير مما يختفي خلف اسوار الغموض والاسرار





كان يسير وهو يغني مرحاً ، لم تكن جنبات القصر غريبة عليه كونه ترعرع هنا تقنياً ، ابتسم وهو يسمع كل هذه الضجة في الانحاء على غير عادة ولكنه ارتجف كالفئران حينما تخيل ساتان بشكله الغاضب

تقّفز كاللص في جنح الظلام وهو يسير على اطراف اصابع قدميه ويرفع يديه الى الى الاعلى محاولاً ان يلتصق مع الجدران ، مرّ بعض الحرس من امامه غير آبهين لوجوده هنا ،فهم قد تعودوا عليه من زمن طويل

ابتسم لهم ببلاهة وركض ناحية غرفة كازو محاولاً الهرب من براثن غضب ساتان المفزعة ، حالما وصل الى حيث الباب توقف وقد ابتسم بخبث ، حسناً هو قد اتى الى هذا المكان من اجل الانتقام لكعكه المحلى لذا لا مجال للتراجع الان

ركل الباب بقوة وحطمه ، صرخ بشكل مفزع ومضحك

- ايها السعدون الراقص ذو الشعر الاشعث ! اتيتُ للأنتقام لأجل كعكة التوت الاحمر الخاصة بي !

ولكنه صُدم حالما شاهده مقيداً بحبال معدنية وقد تمت تغطية فمه بلاصق من نوعٍ خاص ، تفجر بالضحك عليه وقد امتلأت الارضية بدموعه وهو يستلقي على الارض ويتلوى من الضحك

غضب كازو وبان الغضب على ملامحه ، بدا وكأنه يسرد تهديداً من نوعٍ ما ولكن آيريس الضاحك لم يفقه الى ما كان يقوله

اقترب منه ووكزه على جبينه ليردد ببلاهة وسخرية

- اذا فقد وقع القرد المتوحش في الاسر ! اتساءل من البطل الذي فعل هذا ؟!

تحولت عينا كازو الى الاسود من الغضب ففزع الاخير وتراجع حتى التصق بالجدار وهو يرتجف من الخوف ، فجأة وقف كازو ودمر القيود ليقفز على آيريس ويحطم الجدار وهو يصرخ بغضب

- اهذه هي الصداقة ايها البعلة الغبية ؟! عوضاً عن انقاذي تسخر مني ؟! اخبرني بسببٍ واحد يمنعني من اقتلاع قلبك وقتلك الان !

كان يرتجف كالسناجب وسط عاصفة الشتاء ، جال ببصره انحاء الغرفة كلها ليجلس فجأة على ركبته متظاهراً بالقوة وقد امسك بكف كازو واقترب وهو يقول بطريقة الامير الساحر

- لأننا نحب بعضنا ! نحن اخوة ! كلا بل اكثر من اخوة ! ارواحنا مترابطة بخيط القدر الاحمر !

اختفت ملامح كازو من الغضب و قد ظهر عرق الغضب على وجنته ، تحولت هالته الى السواد وهو يرى سخافة آيريس ، امسكه من شعر رأسه والقى به بقوة على الجدار ليحدث صدعاً كبيراً فيه

انتزع وتداً من خشبياً من الباب والقاه بقوة حتى اصاب منتصف رأس آيريس بشكل دقيق ، بُهر الاخير بشكلٍ كبير وصفق وهو يقول منبهراً

- هذا مذهل يا معلم الرياضيات الاول ! لقد اجدت اصابة زاوية شبه المنحرف !

لم يطفئ ذلك غضب كازو مطلقاً بل جعله يضحك بشكل هستيري مرعب ، اقترب من آيريس وانتشل الوتد ليقف الاخير كالبهلوان الذي قفز من ارتفاع شاهق وقد حيا الجمهور تحية الوداع

ابتسم في وجه كازو ليتلقى صفعة مؤلمة اقتلعت احد اضراسه الخلفية ، ثم قام بركله على بطنه وانتزع نخاعه الشوكي من ظهره

بعدما اكتفى من تعذيبه تنهد براحة وعادت ملامحه جديةً وهادئة ، نظر الى آيريس ذارفاً دموع الحسرة وقد تعجب ليردف ببلاهة

- اوي ! ما الذي حدث لك ؟! لما انت منهك هكذا ؟! كانت هذه التحمية وحسب

ازداد بكاء آيريس المسكين وقد وقف وهو يرثي ضرسه الغالي ، ولكنه صمت فجأة ليتحول جدياً ويقول بهدوء

- كازو ! هل آيـآمي بخير ؟

ضاقت عينا الاخير بانزعاج ليعقب

- لما ؟

وضع آيريس اصبعه على ذقنه ليقول مستطرداً

- لا اعلم شعرتُ بأمرٍ خاطئ في القصر وظننت ان لها سبباً فيه

زمّ كازو على شفاهه بقهر ، لم يعقب على ما قاله آيريس بل غير الموضوع ليقول محاولاً ان يبدو طبيعياً

- ما الذي اتى بك الى هنا ؟!

لم يدرك آيريس تغير الموضوع ، ساير كازو وابتسم قائلاً

- اتيت لأسئلك عن آلبيرت !

تهكمت ملامح كازو واشاح بوجهه بغرور وهو يزفر بحدة ، استطرد بانزعاج واضح

- لم يحدث اي تقدم في حالته ، لا يزال في غيبوبة ابدية

ظهرت شرارة حزن في ملامح آيريس ليعقب باحباط

- هكذا اذا ...

رمق كازو آيريس لفترة ليبتسم بعدها بسخرية لاذعة ، انفعل الاخير وصرخ باكياً

- لما تضحك ؟!

اقترب كازو منه ووكزه على جبينه حتى تكسرت عظامه تماماً ليردف بعدها

- لأنك انثوي ايها الاحمق ، اهذه ملامح تناسب الكونت ؟!

نفخ وجنته اليمنى بانزعاج ، امسك ياقة ملابس كازو ليضرب جبهته بجبهته ويسبب دوخةً حادة للأخير ، وقف بعدها بثقة وقال دون ان ينظر في عيني كازو

- لا تحاول احباط عزيمتي ايها الاحمق ، لستُ ممن يلتهي بحكم تنفيذ الاعدام بالمقصلة

ظهرت علامة استفهامٍ كبيرة على رأس كازو وهو يكتف يديه بجدية ، اردف بعدها

- وما دخل الاعدام بالمقصلة بموضوعنا ؟!

لا تزال الدخاخين تظهر من جبهة آيريس المسكين ،فعلى ما يبدو جبهة كازو اقوى من الالماس ولم تتأثر بأي شكلٍ من الاشكال

لم يجبه على سؤاله بل سكت لبعض الوقت وراح يحومُ في الغرفة وهو يفكر بأمرٍ ما ، شعر بأن هناك هالة ظلامية تسيطر على جنبات القصر وأن العاصفة التي تلوح في الافق ليست إلا تحذيراً مما هو قادم في القريب العاجل

اعاد النظر الى كازو ليقول بجدية مرعبة

- ترقّب الكثير من الاحداث كازو ، لا اعتقد بأن ظلمة العالم ستقف مكتوفة اليدين

استند على الجدار وهو يكتّف يديه ويغمض عينيه مجيباً بهدوء

- اذا فالضربة التي ستقسم الرئتين وتهّرب الهواء ستعود الى الظهور ؟!

هز رأسه بالأيجاب ، ابتسم كازو بقلق ثم اردف مجدداً

- اجل هذا ما كان ينقصنا الان !



خواء الكهوف في رحم العتمة الذي ينجب لنا الوحوش القاتلة من سفوح الجبال الشاهقة ، انينٌ اختلقته اوهام السابحين في غيبوبة المرض

احتمى فيها من كان للظلام حليفاً ، توقف وساير الوضع بهدوء آملاً الخلاص من معمعة الدمار التي حلت بعالمه ، ورمٌ خبيث كّبُر على افتراس الضعفاء

النور الذي حمله الفانوس بلا ادراك قد انطفئ و ما بي إلا هزيز الرياح وسط سكون الليالي المغبرة ، اسرارٌ توالت و غموضٌ لفه غموض ، دغلية لم تجابها دغلية اخرى ، اصواتٌ شبحية تتنصت على قلوب السارقين

ولكن هل اختفى كل هذا في كهفٍ مظلم كئيب ؟! هل حمل بين طياته احداثاً سوداوية لطخت بزهور الدماء ؟!

اما اختفت اسرار من عاشوا فيه بين ثغور صخوره الجافة ؟! كلها من تكة الزمن وسط صمتٍ أُمر بالمغيب في وقت السحر

خطواتُ كعبها المتتابعة كسرت صوت قطرات الماء المتساقطة في جوف المجهول ، استكانت للحظات وهي تبحث بهالتها عنه في كُلِ البقاع

حتى شاهدت ضوءاً غريباً ساطعاً من اغوار الكهف ، ابتسمت بلا تصديقٍ كلي واتجهت ناحية الضوء بهوادة ، وصلت اليه بعد ثوانٍ معدودة ودخلت الى الجوف المضيء وسط الحلكة

تفاجئت حينما شاهدته جالساً مكانه فوق ختمٍ مضيء بلونٍ ذهبي قريبٍ للبهوت ، ازدردت ريقها بقليل من الدهشة وهي تنظر الى ضخامته المعتادة ، لم تتوقع ان تراه هادئاً بهذا الشكل في يومٍ ما

تكهنت بأن مزاجه لا يسمح بالمزاح ولكنها رغم ذلك سترفع ضغط دمه حتى ينفجر شريانه السباتي فهذه متعتها التي لا تتخلى عنها على مرّ السنين

فتح عينيه الحمراوتان بهدوء ليجدها واقفة امامه ، تنهد بشكلٍ مفزع و اعتدل في جلوسه ليردد بسخرية

- وما الذي تريده ام اربعة واربعين من التنين الوسيم ؟

ابتسمت بغضب مكبوت ، شدت على فستانها الفكتوري وقالت

- اتيت للأطمئنان عليك ايها العجوز الخرف ، ربما كسرت ضلعاً او اثنين

لمعت عيناه بشكلٍ مخيف ، قهقه بعدها بسخرية ليردف

- هذه اقل محاولة لكسر كبريائي اتوقعها منكِ آيـآكا ، ما الذي تريدينه ؟!

اغمضت عينيها وارتجفت شفاهها بقليل من القلق ، استطردت بعدها

- اخبرني ريو .. ما يحدث لآيـآمي – شان .. هو ..

قاطعها بسرعة وانزعاج

- اجل انه ما تفكرين فيه

شدت على قبضتها الممسكة بطرف الفستان بشكلٍ اكبر لتصرخ منفعلة

- علينا ان نحذر ساتي ! علينا ان نطلب منه ايجاد حلٍ لهذا !

وقف ريو صارخاً وقد اهتز الكهف عن بكرة ابيه

- وهل تظنين بأنني لم افكر في هذا ؟! آلون يعلم بالأمر ولابد من انه يتخذ الاجراءات المناسبة الان

تفاجئت من ردة فعله ، ولكنها حالما شمّت رائحة الدماء تراجعت قليلاً وهي ترى جرحاً في قدم ريو ينزف بشكل حاد

فُجعت وقالت منفعلة

- ما الذي فعلته بنفسك بحق الله ؟

نظر ريو الى قدمه لوهلة ثم قال منتبهاً

- اوه هذا ؟ ، انه لا شيء ، فقط لتغذية الختم ، فهو بحاجة الى الكثير من الدماء كي يعمل

قطبت حاجبيها بشكلٍ كبير ، استعلمت قائلة

- وما فائدة هذا الختم اللعين ؟

زفّر متململاً ، ثم استطرد وهو يخدش الارض بطفولية

- هذا الختم سيعين على تأخير ما يحدث لآيـآمي ، وقد اخترت هذا المكان حتى استطيع السيطرة على قوة الختم بشكلٍ كافٍ

تفاجئت كثيراً ، تقدمت منه لتظهر امام عينيه لتردف منفعلة

- اذا فأنت تنوي التضحية إن تكلف الامر ؟

ابتسم بهدوء ثم قال بغرور وتكبر

- اجل ، كبريائي لا يسمح لي بترك خادمتي العامية تموت وانا سيدها لا افعل شيئاً لمساعدتها

ضحكت بصدمة ، وضعت يدها على جبهتها و تراجعت الى الخلف لتسقط على الارض وهي ترمق سقف الكهف بهدوء

استلقى هو بجانبها واغمض عينيه ليبدأ بالشخير ، جلست هي بصدمة لتصرخ

- نمت بهذه السرعة ايها الكسول ؟!

فتح نصف احدى عينيه وقال بنعاس

- انا باندا منفوش لطيف ذو رائحة اطفال رضع تجذب الجميلات نحوله ، احتاج فقط الى فستان مبهرج حتى اتحول الى عارضة ازياء جميلة

اغمضت عينيها ببرود وهي تردف محطمة مواهبه

- لذا كازو مواهب فكاهية اكثر منك ايها المدعي ، لا فائدة ترجى من وجودك

بدأ بالبكاء بشكلٍ صامت وهو يلعن آيـآكا من اعماقه ، لما تصر على تحطيمه ؟! ، هل هذه متعة الشياطين الابدية ام ماذا ؟!
اختفت فجأة من امام عينيه ، تعجب هو ولكنه عاود النوم بعدما ادرك انها قضية خاسرة إن فكر فيها




برزت حدّة عينيه فجأة وشعر بالغضب يشعل نيران العذاب في كيانه ، استولت على مخيلته ذكرى قديمة وهو ينظر الى ابنته المكبلة بالحديد

نيران .... حفر جوفاء احتوت الجثث الدامية

سموم الاجواء وانين المرضى والمصابين

الهلع في مكان و كيان ذو شعرٍ اسود وعيون دموية تسفك الارواح بابتسامة حاصد الارواح

جنونٌ ما بعده جنون ، جحوظ عينين هالكتين

قهقهات مرعبة شقت السماء و دوي الرعد كان الحليف لمن هبط بأجنحة الموت من السماء الجحيمية

عاد الى الواقع بعد برهة وهو لا يزال تحت تأثير خدر الذكريات ، تنهد ليقترب من آيـآمي ويمسك بذقنها ليرفعه ناحيته

امعن النظر في عينيها اللتين فقدتا بريقهما الأخآذ ، شعر بالأسى لما يوشك على فعله ولكن الخيارات الصحيحة عادةً ما تكون مرة في التنفيذ

فهمت ما يريد فعله ، لم تُبد اي علامة على التعجب بل اكتفت بقول

- انهي الامر بسرعة ايها العجوز ، لا داعي لهذا التردد

ضاقت عيناه بقليل من الانزعاج ، اردف بعدها بسخط

- هل انتِ واثقة ؟

هزت رأسها كأجابة واضحة لحديثها ، تنهد و زفر واستعد ، ابتعد قليلاً واستكان بلا حراك ولم يفعل شيئاً

كان ... متردداً في هذا ، لم يرد تكرار خطأٍ ارتكبه سابقاً حتى وإن كان مضطراً لهذا ، علمت هي بالأمر فشعرت بالملل وهي تردف

- لا تصبح شاعرياً ساتان ! هيا اقدم على ما تريد

عرف بأنها تستميل جانبه المرعب للظهور ، حاول ان يخفف وطأة الاستفزاز على قلبه ريثما اكملت هي

- اذا فالملك لا يريد اثبات جدارته بالعرش ؟ ، ربما لأنه لا يستحقه اصلاً

اتسعت عيناه وشد على قبضته بقوة ، حاول ان يكبت غضب البراكين المتفجر بأقوى ضبطٍ للأعصاب يمتكله ولكنه لم يستطع حينما قالت

- الملاك الساقط من الجنان فقد جناحيه وهو الان في خطيئته يحوم ، اليس كذلك ؟

بدون ان يدرك صفعها بقوة كبيرة مما جعل الدماء تسيل من شفتيها ، لم يكتفي بذلك بل انهال عليها ضرباً مبرحاً وهو يلكمها بقوة تارة وتارة يحرق وجهها بنيرانه الزرقاء الحارقة

جرها من شعر رأسها بقوة ليدفع برأسها على الجدار فيدمي بقوة ، انكسرت السلاسل التي تقيدها فسقطت على ركبتيها إلا انه امسكها من شعرها ورفعها اليه ليهوي بها على الارض

غضبه كان مسيطراً عليه بشكلٍ كلي في تلك اللحظة ، لم يفقه الى ما يقوم به ولم يرد ان يفقه اليه مطلقاً ، امسكها من رقبتها وثبتها على الجدار لوهلة وهو يلهث بقوة محاولاً كبت آلم ما يفعله بها لنفسه

شاهدها تبتسم ساخرة مما استفزه اكثر ، القاها على الارض وراح يركلها بقوة حتى تورمت انحاء جسدها كافة ، تأوهت بصوتٍ خافت لم يستمع اليه بسبب انشغاله بضربها

اعاد امساك وجهها بيدٍ واحدة وهو ينظر اليها بامتعاضٍ شديد ، زمّ على شفاهه وقال صارخاً

- لا توقظيها !

لم تستطع الاجابة لانه صفعها توالياً بقوة حتى ادمت ملامح وجهها بشكلٍ مفزع ، تركها فجثّت على ركبتها ليركل رأسها ويدفعها ناحية الجدار ، لا يزال يتألم داخلياً وهو يفعل هذا

نظر في الانحاء ليجد دمائها متناثرة على كل مكان في الغرفة ، انقبض قلبه وشعر بأنه على وشك التوقف عن النبض ، ترنح واستند على الجدار وهو يراقبها تحاول الوقوف ولكن الضرب المبرح اثّر فيها بشدة

اغمض عينيه لثوانٍ ليشعر بها امامه ، فتحهما على مضض ليشعر بها تلكمه بقوة على وجهه مما ترك اثراً والصدمة بادية عليه ، اعاد النظر اليها بغير تصديق وهي تلهث غاضبة

ابتسم ليقهقه بشّر تنتفض له الاوصال وقد تحولت ملامحه الى شيءٍ دغلي متوحش بلا رحمة ، اردف بعدها بحماسة غير معهودة ونشوة متأججة

- لهذا افضلك على باقي اخوتك ! الوحيدة التي جرؤت على ضربي منذ الازل !

تفاجئت من ردة فعله ، باغتها بضربة قوية على بطنها مما سبب لها تشنجاً حاداً ، بالكاد تمالكت نفسها لترفع قدمها بقوة محاولة ركله ، تصدى لركلتها بيد واحدة ريثما اليد الاخرى دفعتها على صدرها بقرابة قلبها سببت لها صدمة كهربائية مؤلمة

ولكنها لم تستلم ، وقفت مترنحة وركضت ناحيته ، استعد لها ولكن ما لم يكن في الحسبان هو توقفها فجأة وسعلها دماً غليظاً ، خشي عليها واقترب منها لتبتسم بخبث وتتشبثّ بياقة ملابسه لتدفع ارضاً وتجلس فوقه مبتسمة بانتصار

عرف استغلالها للوضع الراهن في مصلحتها ، شعر بالفخر ورافق ذلك ابتسامة جليّة على محياه ، ريثما هي شدت ياقة ملابسها مما قرب وجهه من وجهها لتردف غاضبة

- دعني اخبرك شيئاً اسطورياً يا والدي

انبهر منها ورفع احد حاجبيه وهو ينتظرها ان تتحدث ، اكملت هي من جهة اخرى

- للموت جناحان سوداوان سامّان ، حالما يهبط بهما حاصد الارواح من الجنان المظلمة حاملاً منجله بيده حتى يعزف سيمفونية الهلاك والعذاب الازلية ، يرقص على وقع انغام انين الارواح الصارخة للنجاة ، وينشد تهويدة على قبور موتى الاشقياء ، يحملهم مكبلين بالسلاسل من اعلى رؤوسهم الى اخمص اقدامهم ليلقيهم بلا رحمة في الجحيم ، ويقال انه في الليالِ المقمرة تستطيع سمع صوت قهقهة الموت المرعبة إن كنت ممن تخاف الاشباح الغارقة في محيط الظلام السرمدي

ضاقت عيناه لوهلة ، ابتسم بعدها بهدوء ومد يده ناحية وجهها وهو يقول بسكينة

- هكذا اذا ..

هدأ الوضع وساد الصمت ضيفاً ثقيلاً على قلوبهما النابضة بصعوبة ، في ثانية كان قد امسك بها وقلبها على الارض لتسقط متألمة على ظهرها ويقوم بتثبيتها من يديها وهو قد انحنى فوقها بابتسامة عذبة

اقترب من وجهها بشدة ليقول بخبث

- دعيني اخبرك انا اذا بقصة اسطورية ..

كانت متفاجئة مما فعله لذا لم تتمكن من الرد عليه ، اتسعت ابتسامته اكثر ليكمل بالهدوء نفسه

- الملاك الساقط من الجنان قد ارتكب معصية لا يمكن غفرانها حتى بسيل من الدماء النقية ، نُبذ واستُحْقر وشنت غارات مباغتة على روحه فتشوهت وما عاد لها من جنة الارواح مكان ، كان ذلك الملاك المجروح يسير في غابة مظلمة وسط حفيف الاشجار الصامت ، فجأة باغته كيان دفعه من السماء فسقط على هيئة شهاب الى حيث المجهول ! وما زال الناس يؤمنون بأنه يسمع ارواح المستنجدين ويحاول مداواة جراح الارواح الغير قابلة للشفاء

سكنت للحظة وكأنما روحها كانت تستمع للقصة و تأثرت بها ، اتسعت ابتسامته فاقترب وقبلها قريباً من شفتيها وهو يهمس بكلمة ما في اذنها ، اتسعت عيناها وشعرت بالغضب ، حاولت ركله ولكنه ثبتها بقوة

تحولت ملامحه الهادئة الجميلة الى رعبٍ في ثانية ، احتلها البرود وعدم المبالاة ليخترق بيده صدرها ويمسك بقلبها الذي ينبض بصعوبة ، شعر بنبضه بين يديه وكأنما هو ملك حياتها الان

شاهد الفزع على ملامحها مرتسمة ، ابتلعت ريقها وهي لا تعلم اي مصير ينتظرها الان ، اغمضت عينيها فعمّ الصمت مجدداً

ولكن اذا به انكسر بضحكة ساحرة خرجت من ثغره البسام ، لم تفتح عينيها إلا حينما شعرت به يقبلها على جبينها بهدوء ، ابتعد عنها واستلقى جانبها وهو يقول ممزاحاً

- لا يوجد فرقٌ إن اغمضتِ عينيكِ ان تركتهما مفتوحتين ! ففي النهاية انتِ لا ترين

شعرت بالأهانة فجأة وارادت لو أنها تنقض عليه مجدداً ولكن جسدها المرهق بشدة لم يطاوعها على الحراك وقلب الموازين هذه المرة

صمتت ولم تعطِ لساتان اي اهتمام ، شعر هو بهذا وجُرح بعض الشيء في مشاعره ولكنه لم يبالِ بالأمر ، وقف متجهاً ناحية المخرج وقد ابتسم لها قبل خروجه من المكان الذي بات لها كغرفة التعذيب الخاصة بالمشعوذات امثالها

بعد خروجه دخل كازو مسرعاً وهو يلهث بشدة ، وجدها على الارض وقد خرت صريعة بدمائها ريثما ترمق السقف بهدوء وغير ادراك

اقترب منها مسرعاً فحملها بين ذراعيه وهو يمسح على وجهها حتى التفتت بحدقتيها فاقدتي البصر ناحيته وهي تحاول معرفة ما يدور بخلده من هالته المحيطة به

ادركت قلقه ولكنها لم تهتم لذلك حقاً ، اهتزت شفتاه بانزعاج وقال

- اكان عليكِ استفزاز والدي بهذا الشكل ؟

لم تعبأ بالامر كثيراً ، تنهدت وحاولت الوقوف ولكنها سقطت في حجره ليعانقها بقوة ممكساً اياها بحذر ، رفعت نفسها بصعوبة وابتعدت عنه قليلاً ريثما هو لا يزال ممسكاً بيديها حتى لا تسقط

اجابته بهدوء وارهاق

- كنتُ اريدُ تجريب الامر لمرة اخيرة قبل حدوث ما اخشاه ! وقد فعلت

قطب حاجبيه بتعجب ، ثم اردف

- تجريب ماذا ؟!

ابتسمت بغموض لتجيب

- عذاب ساتان !

تعجب كثيراً من غباءها غير المعهود ، ضربها بخفة على رأسها ومن ثم دفعها لتسقط على الارض مستلقية ليقف فوقها ويقول منكراً

- ابقي هنا وتذكري غبائك السابق وقارنيه بالحالي ، اريد اجابة مقنعة حينما اعود

خرج من المكان تاركاً اياها هو الآخر ، لم ترد ان تقول بعمل اي شيء او التفكير بأي شيء ، فقط اغمضت عينيها وغطت في سباتٍ عميق قد لا تستيقظ منه مجدداً



لم يكن المكان كما يحتّم عليه ان يكون حينما يجتمع الاخوة السبعة في مكان واحد ، كلٌ منهم منشغلٌ بما بين يديد غير عابئٍ بمن حوله ، كاريو جالس ينقش اسمه على خنجره الخاص ، تشيتوسي يحدث جيراهيم في موضوعٍ هام ، هيرو يصقل سيوفه البتارة ، دان جالسٌ بعيداً قليلاً على كرسيه وهو يفكر في امرٍ ما

فاجئهم فتح الباب بشكل ابله ووفود آراشي منه كالبهلون وهو يرتدي نظارته الطبية ، ابتسم وهو يرقص ويغني ويرفع قنينة تحتوي سائلاً احمر داخلها

شعر بالفخر وهو ينظر اليها فبكى من الفرح ، ولكن قدم كازو التي دفعته من الخلف كادت تودي بفرحته ادراج الرياح حينما سقط الارض وطارت القنينة من بين يديه

شاهدها تسقط في الهواء وتكاد تهوي على الارض فأزمع ناحيتها بشكل هستيري ليقفز ويمسكها بين احضانه ويصطدم انفه بالجدار فيحمّر و ينزف بشدة

وقف وهو يضحك بشكل هستيري ويصرخ بسعادة

- لقد انقذتها ! انقذت قنينتي من الهلاك ! كما انا سادي مذهل ووسيم !

دلف كازو ببروده المعتاد ليجد بأن الجميع هادئون ، تعجب ولكنه شعر بالأمتنان لهذا ، حالما انتبه دان عليه حتى ترقرقت عيناه بالدموع فقفز بسرعة واحتضن كازو بقوة وهو يبكي من الفرح كالطفل الذي حصل على دمية جديدة

اخذ يشد العناق على كازو على ازرق لون وجهه وهو يردد بسعادة وأمتنان

- الحمدلله لأنك بخير اخي كازو ! كنتُ قلقلاً ، ايها الابله ما كان عليك التهور بذلك الشكل ، جلطتني !

غضب كازو فضرب دان بقوة على رأسه حتى تورم بشدة ، ابتعد عنه ريثما دان جلس على الارض يبكي من الم التورم في رأسه ، جلس على الكرسي ولم يهتم لأخوته الخائفين منه

اقترب آراشي من كاريو بهدوء وناوله الزجاجة وهو يقول

- خذ هذا عقار جديد ، اعتقد بأنه سيفيدك جداً

تعجب كاريو لوهلة من لونه الاحمر الغريب ، نظر الى آراشي وقال بحدة

- لما لونه احمر ؟ هل وضعت فيه خصلاً من شعرك القبيح ؟

ضحك اراشي على ما قاله كاريو وامسك برأسه بقوة ريثما ارتسمت ابتسامة مرعبة على محياه ، ردد بهدوء موتر للأعصاب

- بل هو مصنوع من دماء والدي !

صُدم الجميع وشهقوا غير مصدقين ، وقف جيراهيم وهو يصرخ

- ماذا ؟! دماء والدي ؟! هل جننت ؟!

تعجب اراشي وقال ببراءة

- ولما ؟!

اكمل تشيتوسي قائلاً

- كيف استطعت الحصول عليه ؟

ابتسم اراشي بفخر وقال

- هذا سهل ! تسللت الى غرفته في وقت قيلولته و سحبت بعض الدم منه

قهقه كازو بشدة في تلك اللحظة وردد بسخرية لاذعة

- بل قل قبلت رجليه حتى قبل ان يهديك بعضاً منها

بكى اراشي فجأة وشعر بأن قلبه يؤلمه من الصدمة ، تقدم هيرو وهو يحاول مواساة اخيه بقوله

- لا تقلق يا اخي ! كلنا سواسية ، انا ايضاً اهانني جرذ اميبا و دمر كبريائي ، لا تقلق لهذا

نظر اراشي الى هيرو بامتنان والدموع تملأ عينيه ، اراد ان يعانقه ولكن هيرو طعنه بالسيف عرضياً وراح يشق صدره حتى كاد يقطعه ، ابتعد اراشي مرعوباً مما حاول هيرو ان يفعله للتو ولم يقترب منه مجدداً

جلس تشيتوسي على الكرسي متنهداً ، نظر الى كاريو بقلق ثم اردف مستفهماً

- لا تزال تراودك تلك الرؤى اليس كذلك ؟

رمقه كاريو ببرود لبعض الوقت ، سرعان ما اغلق عينيه وهو يرتشف العقار الجديد ويردد بعدها

- اجل في كثير من الاحيان

- لابد وانه امرٌ شاق

- ليس كثيراً ، تعودتُ على ذلك

- هذا جيدٌ اذا

جلس دان في منتصف الطاولة المستديرة ليردد بقلق

- اخبروني ايها الحمقى ، عدا اخي العزيز كازو ، ما الذي تنوون فعله بشأن آيـآمي ؟

ظهر التوتر جلياً على ملامحهم كافة ، وقف هيرو وهو يقول بحذر

- نحن لا نعلم ما بها حتى نعالج العلة

هز جيراهيم رأسه ثم قال

- اجل هو محق ، رفض والدي اخبارنا بأي شيء

شبك تشيتوسي يديه ووضعهما تحت ذقنه وهو يردد

- هناك امرٌ مريب بشكل آخر ، تغير شخصيتها لتلك الدرجة في ثوانٍ امرٌ غير مبرر

اراشي استند على كتف كاريو وهو يفكر ثم اردف بجدية

- ربما علينا الذهاب والتحقق من الامر بأنفسنا !

نظر اليه الجميع بتعجب ثم قال له دان

- وكيف ؟

ابتسم اراشي ببلاهة ثم قال

- سنأخذ بعض عينات الدماء ، الجلد وربما حتى النخاع الشوكي منـ ..

لم يستطع ان يكمل لأن كازو ركله بقوة على رسله وارسله الى الجدار ، اتجه ناحيته وامسكه من رقبته وثبته وهو ينظر اليه بامتعاض وازدراء جديين ، اردف بعدها بنبرة تحذيرية

- ان مسست ذرة شعرة منها لسوف اقتلنك في الحال

فزع الجميع لحال كازو الجدية ، حاولوا ايقافه ولكنه ارسل هالة مرعبة ثبتتهم في اماكنهم جزعين ، استجمع اراشي شجاعته وقال بحنكة

- ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لأجل معرفة الخطب بها !

شدّ كازو بقوة كبيرة على شفاهه وهو يضغط بشكل اقوى على رقبة اراشي ، اقترب منه وهمس بصوتٍ مرعب

- قلت لك لا ! حاول ذلك وسأضمن لك عذاباً لم ترى مثله من قبل

وقف كاريو فجأة واتجه ناحية كازو بهدوء ، وضع يده على كتفه ثم قال له بابتسامة هادئة

- لا تقلق كازو ، سأضمن سلامة دماء – شان بنفسي ولن اسمح له بأن يمسّها ، هلا تركته الان ؟

امعن كازو النظر في عين كاريو لفترة ، تنهد بعدها وترك اراشي ليسير خارجاً من الغرفة ، ما ان وطأت قدماه خارجها حتى سمع صوت شيءٍ ما يموت

التفت الى الخلف ليجد بأن كاريو قد قام بشق حنجرة اراشي وهو ينظر اليه بغضب ويقول

- تنوي المساس بـ دماء – شان اذا ؟! هل تريد الموت ايها اللعين ؟

بكى اراشي في زاوية الغرفة بصمت وهو يداعب جرح رقبته بحسرة ، عاد كاريو للجلوس ليبتسم كازو ويسير بعدها ودان يحلق به كطيفه الخاص





كانت لا تزال مستلقية على الارض رغم مرور عدة ساعات على حالتها هذه ، فتحت عينيها بتثاقل لتجد وجه آيريس المبتسم امامها لم تره ولكنها شعرت بهالته المرحة امامها مما ازعجها بعض الشيء، كشّرت قليلاً وجلست وهي تحارب الرغبة القوية في قتله

جلس امامها بهدوء وظرافة وهو ينظر الى الضرر الذي جلبته لنفسها ، قال لها وهو يهز نفسه كالأطفال

- هل فقدتِ رشدك كأخوتك ؟!

ابتسمت بسخرية ، سرعان ما علقت وقالت

- وهل كان لدي رشدٌ من البداية ؟

لمعت عينا آيريس بجدية ليردف بخبثٍ بعدها

- لا اعتقد ذلك ، اعني كلنا مجانين .. في النهاية !

اختفت ابتسامتها وهي تجيبه بغموض

- اجل وكلنا متوهمون في كل الاوقات

لم يفهم قصدها تماماً ولكن وجهه تحول جدياً وهو يقول بخبث

- تريدين طرد شياطينك بعيداً ؟!

ظهرت ابتسامة شيطانية على محياها لتردف بشكلٍ مفزع

- بل احاول انتزاع الحياة من بين فكيّ الموت !

صفّر بأنبهار ، اقترب منها وهو يقول متحمساً

- وهل ستنجحين في مجابهة منجله حاصد الارواح ؟

ركزت ببصرها الاعمى ناحيته ، شعرت بالهالة المتحمسة من حوله فأغلقت عينيها وهي تردف متزمتة

- ربما إن وجهته ناحية حياة اخرى قبيل ان تسلب حياتي

صُدم وتسّمر للحظات ، ضحك بعدها بشكل هستيري ليردف بخبث ضاحك

- هذا مثير ! على اية حال الا تستطيعين الخروج من هنا ؟

اغمضت عينيها وهزت رأسها نافية ، شعر بالأحباط لأجلها ووقف ليلتفت ويعطيها ظهره ويقول بعدها

- كوني واثقة من ان القمر الابيض سيحولُ للاحمر يوماً ما !

خرج وتركها كما فعل الباقون ، سار هو بملامح مرعبة خبيثة على محياه وهو يحدث نفسه بأمورٍ كثيرة ، شاهده كازو من بعيد فاتجه ناحيته بسرعة ليمسك به من شعره ويسحبه معه الى خارج القصر

وصلا الى الحديقة بجانب نافورة المياه الضخمة ، تعجب آيريس من سبب وجوده هنا ، إلا انه صُدم حينما امسك كازو برأسه وادخله الى جوف المياه محاولاً إغراقه

تارة اخرج رأسه وتارة اخرى اعاده الى المياه للأختناق ، بعدما انهى كازو عمل ذلك ترك آيريس الذي لكم كازو بقوة مازحاً فما كان من الأخير إلا ان لكمه لتتحول حالتهما الى ملاكمين يتقاتلان لمعرفة الاقوى ، في النهاية سقط آيريس متعمداً حتى ينهي النزال الذي لاطائل منه

وقف وهو ينظر الى كازو بقليل من الدهشة والابتسام ليردف

- ما بك ايها الغيور ؟ هل تظن بأني سأختطف اختك ؟

ابتسم كازو بجدية وقال مستنكراً

- ليس هذا ما حاولتُ قتلك لاجله

رفع آيريس احد حاجبيه ثم قال متعجباً

- اذا لما ؟!

قهقه كازو بشكل مرعب ليردف بعدها

- لا اعلم ، مزاجي اخبرني بفعل هذا !

القى آيريس بنفسه على الارض وهو يقول بتنهد وابتسامة هادئة مستسلمة

- انت لا فائدة منك ايها البتار ، دائماً ما تختلق اعذاراً واهية

داس بقوة على معدته مما سبب له ارتجاجاً قوياً فيها ، ساعده على الوقوف بعدها وبدئا يتبادلان اطراف الحديث في امورٍ مختلفة



قلب صفحات الكتب بشكل هستيري مرعب وهو يرجو ان يحصل على الاجابة بين الاسطر التي خطتها يداه قبل آلالاف السنوات ، شعر ببعض الاحباط لانه قرأ عشرات الكتب للآن ولم يصل للجواب المناسب

القى بالكتاب بقوة على الارض وهو يشعر بصداعٍ قوي يجتاح كيانه بشكل كبير ، استند على الطاولة وهو يتخيل ما ستؤول اليه الاحوال بعد مدة من الان

وضع راحة كفه على وجهه وهو يقول بألم

- اتمنى ان لا تكرر نفسك ايها التاريخ ! لم يعد بمقدوري فتك ابنائي بيديّ !

هدأ المكان حتى استطاع سماع صوت ضربات قلبه على جدار صدره الداخلي ، رفع رأسه الى الاعلى وهو ينظر الى السقف محاولاً تناسي الموضوع

ولكن شدة الالم الذي شعر به افقدته القدرة على الاحساس ، افقدته الضمير في كثيرٍ من الاحيان

تعايش مع تقلبات الحياة واستنزف وعيه الى حين وصل الى مرحلة الانطفاء الكلي

اي حينما يكون خالياً من الحياة !!

يدور في هوة من الظلام ، باحثاً عن قبس نورٍ يضيء به حياته المعتمة ، ولكنه كلما توغل في اعماق الهوة اكثر كلما ازداد ضياعاً ، كلما ازداد شوقاً للضوء الذي لا تتحمله عيناه الدمويتان

لا يعلم كمّ مر من الزمن قبل ان يحاول فعل شيءٍ بسيطٍ كالتنفس ! ، اخذ لفحة هواءٍ ليخرجها بسرعة من داخل رئتيه اللتين كادتا تتشقان من حدة انفاسه اللهيبية ، لم يرد ان يدخل في معمعة جديدة مع التأنيب الذاتي ولكن يبدو وكأنه مضطر لفعل ذلك

وقف بشكلٍ معتدل واتجه ناحية البوابة ، ولكن هسيساً مألوفاً اوقفه ، رياحٌ باردة حلت فجأة حاملة مع صوت همسٍ يشبه همس الاشباح

هالة سوداوية احاطت كل المكان جرفت قلبه الى غياهب بحيرة الاحزان ، تلاها استنزافٌ كامل لما حوله من السكينة و الامان

شعر بأن الحياة من حوله اختفت وذبلت ، شعر بأنه على وشك مجابهة كابوسٍ كان له عدواً منذ الازل

وضع يده على قلبه المرهق من كثرة النبض وهو يحاول ان لا يلتفت للخلف لرؤية الوافد المنبوذ .. المنسي !

ولكن صوت وقع اقدامه التي وقفت خلفه تماماً جعلته يفقد احساسه في تلك اللحظة ، تبّلد بشكلٍ كامل وكأنما هو قد ضغط زر اخماد مشاعره الانسانية ووضعها في خمولٍ لا ينتهي

التفت ببطء وعيناه تحمل الف معنى وحزناً حتى وقعتا على نسخة منه تقف بلا حراك ، بعينين حمراوتين وشعرٍ اسود من استخدام قواه

ابتسم الواقف امامه بهدوء وكأنما هو تاق لهذه اللحظة منذ سنوات ، اقترب من ساتان ليردف بخبث شيطاني

- مرحباً ................... يا والدي !

اتسعت عينا ساتان بشكلٍ يسلب الحياة من الجسد وهو يحدجه بنظراتِ حقدٍ وازدراء ، اجابه ببرود جعل الدماء تتجمد في عروق الواقف امامه

- ما الذي اتى بك الى هنا ........... باندورا ؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes