WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثالث عشر : ( سكون لحظة : صدى سيمفونية قطرات المطر )






دعنا نصنع بعض التناقض .. هلا بدئنا ؟!

العبودية هي الحرية و الحرية هي القتل

التدمير ليس الا وسيلة لايصال وقائع الامور

تعال قليلاً يا عزيزي وانظر الى لوحتي

انظر .. الى مذبحة اطفالي !

اجلس واخبرني ..

عن الصبي الذي اوحى اليك

وعن الرجل الذي اخافك

عن الشمس التي رعتك

وعن القمر الذي خانك

لا تقلق يا صغيري فـ الواقع مجرد وهم

هُم قد وسموُني كالحيوانات

لا ازال استطيع الشعور بالحرق في رأسي

اظن بأنني افقد عقلي ... جنونٌ لطيف

اخبرني بلا كذب ...

هل انا مضطرب عقلياً ؟ ، هل انا مجنون ؟

لا اعلم سبب وجود هذه الدماء على يدي

ولا سبب تعليقي لجثث اهل القرية على سفوح المقابر !

لا اعلم لما احمل هذا السيف بيدي ! ولما ارغب بشدة بأقتلاع رأسك !

اخبرني وارجوك ان لا تكذب ..

هل انا اتنفس ؟ هل انا حي ؟

اذا لما عقلي لا ينام ؟ لما اذا بالظلام احوم ؟

هل هيامي في طرقات الغابات له من نهاية ؟

اخبرني يا صغيري لما توقفت عن الكلام ؟

اخبرني لما عيناك تبكيان بصمت ؟

اوه اهو لانني قطعت لسانك ؟ ام قمت بأقتلاع رأسك ؟

اتحتاج جسدك كي تعيش ؟ ام اللسان للحديث ؟

اخبرني لما محجراك فارغان ؟ الاني فقأتُ عيناك ؟

اذا لما انا مختلف ؟ لما لا احتاج الجسد كي اعيش ؟

ولا التنفس للحديث ؟ ولا العيون لاكون بصير ؟

اخبرني لما محجرا عينيّ سوداوان ؟ لما لا قلب بين اضعلي ينبض بالحياة ؟

هل انا ميت ؟ ام مجرد شبح ؟

اذا اخبرني آخر شيء ...

لما النار تستعر في القرية الان ؟

هل صمتك للنفور من الاجابة على اسئلتي ؟ اتخاف ان اهوي بك في العذاب ؟

كفاك صمتاً وسط قطيع الذئاب

ولكنك ان فضلت الصمت ...

لاعصفنّ بجثث من احبب ولامثلّن بها على قارعة الطريق

سأمحو وجودك من العالم وسأنسي الطير كيف يطير

سأجعلك منسياً ... منفياَ و منبوذاً

الا ان تكلمت بلسانك المقطوع ...
فلعلي بهذا .... ابقي الاطفال بجانبي دون الموت 




بدئنا بالركض قبل ان نزحف

نركض .. حتى نسقط على الارض

خذ جزءاً مني ... خذ عيناي

اقلني على الارض وشاهدني اصبح ... اعمى

ولكن ان كنت ترى الحياة عبر عيني كما اراهما

فأنا آسف ... لاني ارى الموت وحسب فهو الحياة

انظر الى الم الماضي عبرهما ... خذ ذكرياتي

امحي العالم المجوف و اترك العنان يضمحل في التراب

ولكن التمرغ في الطين كان اكثر صعوبة من الغرق !

اتركني مبيض العينين ... منبوذ الشاكلة الانسية

اتركني واذهب الى طريقك الخاص ... الى حيث لا انا ولا العالم بأنتظار



هسّة جلجلت سكون الذرات في الهواء حتى رنت على واقعٍ لم يستأنف العذاب الكامل بعد ، دغلية في اشباه البشر الفانين و تضحيةٌ ابت ان تتوقف عن التحديق من اعلى سفوح الهاوية ، انهالت الحياة بقدرها على روحٍ واحدة و ارتأت ان تلقي بجم غضبها عليها حتى يندلق من بين يديها حبل النجاة

او ربما تكون مجرد خيانةٍ تم ارتكابها لصقرٍ جريح من قبل جماعته التي فضلت ان تترد جماعة الذئاب تقتنصه بعيونها اللامعة وسط الظلام ، زمهريرٌ قد استولى على العظام و جمد الوقت كي لا يعرف العالم المصيبة التي اختفت وراه قلبٍ مهووس بالدمار

الاستيطان الغريب لجماعة لا انسية و استراق النظر الى ملامحهم التي اختلفت عن كل ما عرفه تاريخ البشرية ، صفحاتٌ جديدة متشائمة ومصبوغة بالدماء ، صرخات وسط السكون كسرت كل راحةٍ قد استمدها بشريٌّ من اعماق مهجة قلبه

ولكن السحب الفضية التي تحتجز ضوء الشمس في يومٍ عاصف لا ترحم ولا تمت للغتنا بصلة او للبشرية بشكل كامل ، ابليسية اعين متلهفة للاحتكار و شيطانية قلوب لا تعرف الفرق بين القتل والحياة ، كلها اسسُ دمار وضعها عقلٌ سفيه يغترب بنطحة من قدمٍ عارية

ولكن هناك قلبٌ لا ينفك يصرخ ويصرخ ، مجرد طفلٍ مقيد بسلاسل العبودية ، متحيرٌ اين نوع من المخلوقات هو ، لما العنصرية في زمن ما عادت غير القوة هي سبيل النجاة ؟

ولكن واقعه تدمر على حقيقة كانت اضعف من خصلة الشعر المنفردة ، انهارت مرآته و تناثر حطامها على الارض ليدمي قدماه ويجعله جاثياً على ركبته لنهاية الزمان

لم يعرف كيف يتحدث او حتى كيف يعبر ، البرودة التي جمدت قلبه في تلك اللحظة لم تمنحه فرصة كي يستنير بضوء تراه عينان قد سرقهما ممن عشقه قلبه بشكل جنوني

شفتان تهزان بالالم و عيون جاحظة من قوة الصدمة ، اوهام لا تنفك تظهر على شاكلة صورٍ في عقله الذي ما عاد يحتمل اي نوعٍ من الاذى بعد اليوم

ولكنه لم يرى انها كانت واقفة بلا حراك ، لا ملامح على وجهها وكأن ما فعلته هو امرٌ محتوم لن تشعر بالندم عليه مطلقاً

بان على ثغرها شبحُ ابتسامة صغير ، وبحركة عفوية دنت منه و ضمته الى صدرها وهي تقول بنبرة هادئة

- ما حاجة الطائر الى جناحين ان لم يجد من يرافقه في الحرية ؟

اتسعت حدقتا عينيه باحتلال تفكير طاغٍ ، اشخص بصره ناحيتها وهو يتأمل ملامحها بانكار لقولها ، زمّ على شفاهه وقال بانفعال هادئ

- التضحية ليست حكراً على الطائر وحسب ! الصقر سيهزم و يتحطم ما ان يرى شجاعة هذا الطائر

تعجبت لثوانٍ ولكنها سرعان ما ابتسمت لتقول مستبشرة

- لا تقلق كازو ، والدي سيجد حلاً لهذا ، انت امضِ في حياتك بشكل روتيني

وقف بغضب جامح ، اراد الصراخ ولكنه ارتأى السكينة فضلاً عنها ، اقترب منها وامسك بكتفيها حتى غرس اظافره الحادة فيهما بلا قصدٍ منه وهو ينظر اليها بغضب ، صرخ بانفعال رغم محاولته لكبت مشاعره

- ما الذي تقصدينه ؟ لا اريد حياة تعتمد على تضحياتك وحسب ! ما كان عليكِ ان تضحي لاني استحققتُ ذلك تماماً ! انا مجرد مهووس بالقتل ولستُ شيطاناً طبيعياً !

تنهدت لتبرز هزيمتها امام طغيان صراخه ، حكت رأسها بقليل من التفكير العميق حتى فتحت عينيها الباهتتين واردفت ببرود وهي تركزه على جبينه

- كان ذلك قراري ، لم ارد ان اضعك في جحيمٍ يحرق في رأسك المتفحم مسبقاً ، لذا انسى الموضوع فأنا لا امانع العيش في الظلمة

لا يعرف كيف يرد على هذا الكلام الذي استعصى على عقله ان يفهم مغزاه ، ضرب وجهه بيديه وتراجع بضعة خطواتٍ للخلف وهو يرى ان الالم يزدانُ بالعذاب النفسي بشكل جائر

صرخ بقوة كبيرة في وجهها وقد بانت الحسرة في عينيه الحمراوتين

- توقفي عن هذه الاقوال وانظري الي ! انا محطم آيـآمي ! لا اتحمل ان اكون سبباً لتعاستك !

كشّرت بوجهها وقالت بانفعال

- ومن قال بأنك سببٌ لتعاستي ؟ هل انت احمق لهذه الدرجة ؟

شد على قبضته قد ادمت بشكل كبير وقال بنفس النبرة

- انتِ من عليه التوقف في الحال ! لا تضحي بنفسك من اجل شخصٍ مثلي ! انا لا استحق هذا اللطف منك ! انا قاتل وحشي ، دغلي الهيئة و ادمر كل ما تلمسه يداي ! لا شيء يعيش حينما احل عليه ! انا مجرد قاتل سفاح حقير !

اقتربت منه وشدته من ياقة ملابسه لتصرخ هي بشكل افزعه

- توقف عن هذه الترهات ايها التافه الغبي ! لا تحتقر نفسك بهذا الشكل ! كلنا وحوش بهيئة بشر ! كلنا نرتدي جلد البشرية لنغطي قبح خلقتنا الشيطانية البحتة ! لست وحدك من يعشق القتل والتدمير ! لستُ اعرف نفسي تماماً ولكني اعرف بأني احب القتل مثلك ! لذا ان كان هناك وحشٌ كاذب و حقير هنا سيكون انا وليس انت

دفعته بقوة فتراجع بضع خطواتٍ الى الخلف متفاجئاً من ردة فعلها ، لم يتوقع ان يراها تصرخ يوماً بهذا الشكل مطلقاً ، تنفسها كان سريعاً بسبب الغضب والصراخ ، شعرت وكأنها ستسقط مغشياً عليها في لحظة من الالم الذي احتاج رأسها ولكنها اعقبت على كلامها وقالت بهدوء وغضب

- اياك ان تحتقر نفسك مجدداً ، انت تفطر فؤادي بهذا الشكل ، لا احب ان اراك تعذب نفسك وتلقي باللوم كله على عاتقك ، اياك ثم اياك ان تظن بأنك مجرد وحش ! انت مهم جداً لي ولا اريد ان اراد تنخرط في زوبعة احتقار الذات و التعذيب النفسي

نديمه الذي استعصى على نفسه ان تفقه اليه متجرد الشعور وكأنما لا وجود لافكاره في هذا العالم الواضح ، التعكّر فقط هو ما يوحي اليه بالمسير في مستنقعٍ ضحل المياه يحوطه الضباب من كل مكان حتى يجعله محط الشبهات والشائعات لدمى متكسرة الاجزاء تحومُ فيه في الليالي المقمرة الضبابية تنتشل روح كل من يجرأ ان تطأ قدماه منزلها السرمدي

اعاد النظر اليها ليجدها تحمل ملامح متعجبة من صمته ، ابتسم ابتسامة صفراء لم يعينها حقاً واقترب منها ، اراد ان يضمها ولكن كبريائه لم يسمح له بذلك ، تلاشت ابتسامته كما تلاشت اشعة الشمس في وقت المغيب والتفت خارجاً بروحٍ لم تعهد ولم تألف المشاعر الدافئة

استوقفته بأن امسكت بيده وهي تقول ببرود غريب

- كلنا محطمون ، كلنا ننتهي وحيدين في النهاية

لم يفقه الى المغزى من حديثها ، ربما كان شأو سلطة كلماتها كسلطة الاباطرة الذين يتكهنون بمعرفة الغيب ، تناهى الى عقله تفسيرٌ واحد ، استبعده و قبل وجنتها على حين غرة وخرج من الغرفة يذرف مشاعر الحسرة من قلبه

ولكن لا شيء كالأيام حين تمارس سيادتها على ارواحنا بكل عنهجية ، تخضعنا لتغيراتها المفاجئة حتى نتحول الى ما نخشاه ونسير بذاكرة مطأطأة الرأس في حضرتها ، نعتنق فيها النسيان رغماً عنا ونمضي ، محطمين ومهزوزي الكيان ، تحت وطأة جبروت ساحرةٍ ادعت كونها امبراطورة مملكة التائهين

خرج من القصر تاركاً خلفه مشاعر قد انتزعها من داخله وكومها على حطام مدفأة احتضنت فرحته يوماً و لكنها الان تحمل حزنه وبرده والمه

جلست على فراشها ترمق الظلام بنظرتٍ غير مفهومة وقد ادركت لاول مرة انها كانت تعيش في سلطان الظلام لفترة طويلة ، افكار سوداوية اجتاحت عقلها لترتجف ويظهر الفزع على ملامحها وهي تردد خائفة

- لا فرق ! لا يوجد فرق ان كنتُ بعينين او بدونهما ، العالم يبدو ضائعاً و اسود كالعادة

القت بنفسها على الفراش وتكورت على نفسها محاولة اخضاع قلبها لحقيقة كون العالم في نظرها مجرد كتلة وهمية من ذرّة سوداء تضخمت حتى انجبت العذاب الذي احب ان ينزل على اوراح الهائمين في النسيان






حتى وان احتضنتي لنهاية العذاب فأقنعة الكذب لن تزول

حتى وان حميتي حتى عشية المساء فلا فرق بيني وبين من يعوم

لن تستمد قوتك من ضوء الشمس ابداَ ، فأنت ليلكي بقوة الظلام تغوص

حتى تشاهد تابوت محبوبتك يوضع في قبرٍ يجحف بقهقهة مقهورة

حينها قل لي ...

هل انقذتني بالفعل ؟ هل ساعدت في تخفيف المي ؟

م انك فقط زدت الطين بلة وقتلت كل شعورٍ داخلي ؟

لا تحاول التبرير ... لان غرورك طغى وانهى كل شيء

القدر اراد التغيير ولكنك ابيت تحقيق حلم المسير

وانا الان ... ميتة في قبرٍ لجثة واعية




هناك دائماً مكان يمكن لك ان تشعل فيه النيران وتشاهد احتراقه حتى تستسلم كذلك و تستلقي وسط النيران حتى تأكل لحمك و جسدك كاملاً ، لان لا فرق في حياتك بين نقطة البداية والنهاية حتى وان اعطيت كل ما تمتلكه ، فالامل قد ذهب وتخلى عن نصرتك في معركة الاكابر ، وقد تتعجب في كثيرٍ من الاحيان ، هل هذا حقيقي ؟ ام انه مجرد حلمٍ جنوني ؟ ، لانك يوماً قد تستيقظ منه ! ولكنك في النهاية تجدُ نفسك غريقاً في كيان شخصٍ آخر

وحيد ، بالكاد تتنفس و انت تشعر بالاغلال تسحبك الى الاعماق ، لانك حتى ان تحررت فأثر القيد على اطرافك غير زائل ، يذكرك بمكن انت ومن تكون والى اين ستحول نهايتك

افكارٌ تراوده وقضايا لا تنتهي في سبات تجميد كبسولات عقله ، توقفٌ نهائي للرغبة في الحياة وضياع لم يعرفه منذ القدم ، اظلمت عيناه فجأة منذ بضع ساعات وكأنما هو فقد القدرة على الابصار ! ولكنه ابصر مجدداً في لحيظات معدودات

انتفض قلبه و شعر بالذعر من فكرة ان الظلام قد مسّ آيـآمي بمخالبه المسمومة ، ندم على اللحظة التي ترك فيها عالم الشياطين واراد العودة الا انه لن يتمكن من ذلك فهو لا يعرف طريقاً للذهاب اليه

تنهد بعمق وحسرة وضم وجهه براحة يديه ، لم يشعر الا بتلك اليد التي ربتت على كتفه وثقلٌ ما جلس على الاريكة المجاورة له ، ابعد عينيه ونظر الى الوافد على خلوته التعذيبية لنفسه ، ابتسم وقد لمع بريق الامل في عينيه الزرقاوتين ، لطالما تعجب من تلك العلامات على وجنتيه واراد فقط لو يتمكن من معرفة سر تحليه بالامل مطولاً

ابتسم رغماً عنه وقال باضطراب

- اتيت كي تنعي على حال الذئب الجريح ؟

اتسعت ابتسامة ناروتو ببريق يجذب كل الابصار و اجابه بهدوء

- انعي ؟ كلا بل اتيت حتى انتشله من ظلام نفسه

قهقه ساسكي مرغماً عنه وهو يتخيل ناروتو يحفر قبره كي يخرجه منه بابتسامة بلهاء على محياه ، اعقب ببرود مبتسم

- لا تحاولِ يا هرة ان تتحدثي مع السباع ، فنحن الاكابر لا نفقه للغة العوام

تظاهر ناروتو بالصدمة فوضع يديه على قلبه وسقط على الارض متدحرجاً وهو يبكي بطفولية مردداً

- لم ارى هذا السهم القاتل قادماً ، ايها الشرير اهكذا تقول لمن اتى يخفف عنك

ضحك ساسكي بدون ان يشعر وردد بغرور معهود

- اجل سأقتلك مليون مرة ان تطلب الامر علاج غبائك المخيف

وقف ناروتو مثل الجندي وعلى قسماته البلهاء ظهرت لمعة خبث ليردد واثقاً

- انا لستُ غبياً ايها الاحمق بل انا عبقري لاني تمكنت من جعلك تضحك رغم ما بك من هموم

تأسف ساسكي على اللحظة التي دخل فيها نقاشاً مع ناروتو الذي لا يهتم بشيء غير اثبات عبقريته الفذة

وقف ولعب للحظات بشعر رأسه ثم اتجه ناحية مكتبه وجلس عليه يقلب الاوراق بعيون متعبة وغير مدركة لما تم خطه على هذا البياض البراق

احسّ ناروتو بهذا وشعر بالضيق لاجل صديقه ، اراد ان يخفف عنه ولكنه لم يستطع ذلك فاكتفى بالجلوس على الكرسي المقابل لكرسي ساسكي آملاً ان يفتح قلبه له ويخبره بما يختلج في صدره من دوامات مشاعر تثقل الكاهلين

ولكن ساعة كاملة مرت وساسكي يحتسي القهوة و يختم على بعض الاوراق التي تراكمت فجأة فوق مكتبه ، ناروتو لم يفقد الامل بعد – ولن يفقده – طالما انه يعرف بأن ساسكي سيخبره قريباً بما في نفسه

فُتحت النافذة فجأة ودلف وافدٌ جديد ، ابتسم ناروتو ببلاهة اما ساسكي فقد كشّر معلناً عن عدم رغبته بسمجٍ جديد ، كان يقرأ كتابه بشكل هادئ وهو ينظر الى ملامح ساسكي المضطربة من وجوده ، ابتسم داخلياً على بلاهته واراد لو يتمكن من تفجير اعصابه في تلك اللحظة

وقف ناروتو ليقول بحماسة بلهاء

- كاكاشي – سينسي هل هذا هو كتاب ايرو سينين الجديد ؟

ابتسم كاكاشي وقال بحماس

- اجل اجل يجب ان تقرأه فهو رائع

اختفت الابتسامة من وجه ناروتو وقال ببرود

- مستحيل ان اقرأ كتب العجائز المنحرفين ، اردتُ فقط ان اطمئن ان كان لا يزال حياً ام مات بسبب فقده للدماء المنحرفة

قهقه كاكاشي على كلامه ولم يعقب فهو يعلم بأن ناروتو لا يحب الكتب التي تتناول هذه المواضيع اللا مشوقة بالنسبة اليه ، التفت ناحية ساسكي الذي تجاهل وجودهما تماماً وقال ببرود وبلكنة قائد

- ساسكي ما الذي تفعله بنفسك بحق الله ؟ اهذا منظرٌ تخرج به للعامة ؟

قطب حاجبيه ونظر لكاكاشي بحنق ، اعقب على كلامه بانزعاج

- وكيف تريدني ان اخرج ؟ ارتدي لباس الراقصات واتزين بمساحيق الزينة ؟

ظهرت ملامح بلهاء على عين كاكاشي ثم اردف متحمساً باصطناع

- اجل اجل وحينها سأصورك وابيع صورك على الفتيات المعجبات بك وربما تحصل على معجبين من الرجال كذلك

اقشعّر بدن ساسكي حالما تخيل نفسه بذلك الحال ، وقف وضرب المكتب وهو يقول بانفعال هرٍ فقد سمكته

- لا تستهزئ بي ، لستُ في مزاجِ لسمجك الشديد

اشاح كاكاشي بوجهه وقال متنهداً

- وانا الذي اتيتُ كي اطمئن على حالك يا ناكر الجميل ، فهمت لن اهتم بك بعد اليوم

ابتسم ناروتو بغباء وقال بقليل من التوتر

- كاكاشي – سينسي اليس هذا تصرف اطفال ؟

رمقه بنظراتٍ مرعبة فانتفض ناروتو وتراجع الى الخلف ، ردد بعدها موجهاً كلامه لساسكي

- القطيع لن يحتاج المتخاذلين عن صيد الغزلان ، لذا اجمع شتات نفسك والا فقدت كل شيء في لحظة

خرج بعدها من الغرفة تاركاً ساسكي في دوامة من التفكير اللا منتهي وصداعٍ مزمن بسبب الصراخ الكثير

جلس بعدها وهو يضغط على جبهته من الصداع ، اقترب منه ناروتو وقد قرر ان ينهي الموضوع بموته ان تطلب الامر ، حمل علبة الماء من على المكتب وسكبها على ساسكي ليلقي بالزجاجة على وجهه بعدها ويقول بغضب

- لا اعلم كيف تتحمل اختي البقاء بقربك ايها النكدي المزعج الاخرق ! انت فقط تفكر ولا تتصرف ، الى متى ستبقى كسمكة تم اصطيادها وهي على وشك ان توضع على المقلاة ؟

لم يفهم ساسكي حرفاً من تشبيه ناروتو العجيب ولكنه ادرك مقصده من الكلام ، امسك بكتابٍ كان على الطاولة وضرب وجهه بقوة به حتى ظهر اثر الضربة ، صُدم ناروتو وصرخ بقوة بلهاء

- بحق الله لما ضربت نفسك ؟ هل جننت ؟

ابتسم بغرور واعقب قائلاً

- كلا بل هذا حتى اثبت لك بأني انفذ ما افكر فيه ولا اتراجع عن اي قرار اتخذه

لم يسمع ناروتو كلامه لانه ركز على الدماء التي تخرج من انف ساسكي بغزارة ، دون ان يشعر وقع ساسكي على الارض وعيناه تدوران من فقد الدماء ، هرع ناروتو ناحيته وراح يصفعه على وجهه بقوة وهو يبكي قائلاً

- ساسكي ! لا تمت ! انا لم اعاني الامرين لارجعك للقرية حتى تموت من فقد الدم ! لا تمت ايها الاحمق ، من الذي سأتمكن من سكب المياه عليه او تشبيه بالسمك المقلي ان مت ؟
اكمل ضرب ساسكي الذي احسّ بأن عقل ناروتو بحاجة الى عملية جراحية طارئة حتى يستأصل ورم الغباء منه







سكون فظيع كسره صوت وقع قطرات الماء وسط ظلام لم يبدده الا ضوءُ شموع خرساء ضعيفة ، في باطن الارض دهاليزٌ وسجون مختلفة عما تصورته عقول الاطفال الصافية ، حيث لا اثر الا للدماء و اثار السياط وصراخ السجناء

وقع صوت كعبها قد زلزل كيان المكان وهي ترتدي عباءة غريبة فوق جسدها ونظرات غاضبة تلمع بشرارٍ احمر اتضح على محياها حتى وصلت الى عند باب معدني بلون الرصاص القاتل ، زفرت بحدة وهي تطرق الباب حتى صدى صوت الطرقة في كل بقعة في المكان

سمعت صوته المبحوح يأذن لها بالدخول فأمسكت بالمقبض وادارته بتوتر شديد حتى دلفت الى حيث المعمل الضخم تحت الارض

تفاجئت من تطور المكان و التخطيط العمراني المذهل الذي وضع له ، الالات المتطورة و الكثير من الاشياء الحديثة قد ملأت مساحة شاسعة خالقة مختبراً متطوراً يحلم به كل العلماء على سطح الكوكب

اقترب منها وهو يرتدي اللباس الابيض الخاص به ويبتسم ابتسامته الثعبانية المعتادة ، توقف متفاجئاً حينما ادرك هويتها ، قهقه بسخرية للقدر وقال بخبثه المعهود

- حسناً حسناً من هنا ؟ اوتشيها مارينا بنفسها ! ما المناسبة السعيدة للزيارة ؟

لطالما مقتت اوروتشيمارو ، لا تعلم السبب بالتحديد ولكنها لم تحبه مطلقاً ، اشاحت بناظريها قليلاً لتنتبه على كابوتو المشغول بالنظر في مجهرٍ ضخم والذي لم يولي اي اهتمام لوجودها هنا

اعادت النظر ناحية اوروتشيمارو ليتضح نوعٌ من فقدان الامل على محياها ، تعجب الاخير لهذا واعاد السؤال مرة اخرى

- مارينا ، هل هناك خطبٌ ما او مشكلة تريدين حلها ؟ كما ترين انا مشغول بتنفيذ اوامر الهوكاجي ولا اعتقد بأنكِ تحبين تثبيط العمل لدي

اغمضت عينيها وتنهدت لتنتزع العباءة من على جسدها ، اتسعت عينا اوروتشيمارو واقترب منها مسرعاً ليمعن النظر فيما حل بها

اجزاءٌ من جسدها قد تحجرت بشكل كلي ولم تعد قادرة على التحكم فيها بشكل جيد بعد الان ، رفع بصره اليها واشار ناحية احدى الاسرّة فاتجهت اليها واستقلت ليبدأ هو بالفحوصات اللازمة

مرّ بعد الوقت حتى عاد اليها مجدداً بقسمات لا تبشر بالخير مطلقاً ، وضع دفتر ملاحظاته جانباً وبدأ يتكلم بطريقة غامضة

- لا اعلم ما يجب قوله ، ولكن لا شيء غريبٌ في فحوصاتك ، كل شيءٍ طبيعي من ضغط الدم حتى تحليل الطفيليات الجسدية ، لا يوجد اي خطبٍ طبي او بيولوجي بك ، رغم انني اظن ...

صمت لوهلة فادركت ان هناك امراً يصعب نطقه في الموضوع ، اغمضت عينيها وقالت بقليل من الحسرة

- قلها اوروتشيمارو ، اريد سماعها بشكلٍ صريح

امعن النظر فيها للحظات ، لم يتردد حينما قال لها بكل صراحة

- انتِ تموتين ! تقنية الايدو تنسي الخاصة بي فشلت لسببٍ ما

لم تتغير ملامحها وكأنما هي ادركت هذا الواقع منذ فترة طويلة ، اشاحت ببصرها وقالت بصوتٍ مهزوز

- الا توجد وسيلة لايقاف الامر ؟

هز رأسه وقال بصوتٍ هادئ

- لا اعلم ما الخطب حتى اصححه ، فكل شيء طبيعي وهذا يعني بأنكِ قد استخدمتِ شيئاً او فعلتي شيئاً ادى الى حدوث خلل في التقنية التي ابقتكِ حية لست سنوات

اغمضت عينيها بحسرة وقالت بهدوء

- هكذا اذا

شكرته وارتدت العباءة مرة اخرى وسارت خارجة من مختبره الخاص الذي اعدته تسونادي له بعدما اثبت بأنه لن يخون كونوها مجدداً بعدما شارك في الحرب الرابعة للنينجا

لم تعلم الى اين يجب ان تذهب ، كيف ستخبر ساتان بهذا الامر ؟ وكيف ستخبر آيـآمي ؟ كيف سيتقبلون الامر ؟ بل كيف ستكون ردة فعلهم ؟

كلها امورٌ لم تكف عن التفكير فيها منذ ان علمت بأنها ستموت مجدداً لا محال







تخيل ان تنطق كلُ ضحية قتلتها يوماً ما ؟

تخيل ان يعذبوك بنفس مقدار عذابهم ؟

تخيل كيف ستكون عيانك زائغتين !

كيف ستهرب من وهمٍ حيّ يصطادك فريسة حية ؟

كيف ستهرب من بين براثن العذاب النفسي والجسدي ؟

هل ستصرخ ؟ ام تقتلع حلقك فلا يعود لك املٌ بالصراخ ؟

هل ستبكي ؟ ام انك ستقتلع عيناك حتى لا ترى ما اقترفته يداك ؟

كلها ذنوبك وخطاياك ، ستحيا بعد موتها وتنعق كما ينعق الغراب المرافق لحاصد الارواح !

انت في سجن لا باب للخروج منه ، انت السجين الوحيد والابدي في زوبعة السرمدية القاتلة




لهاثٌ حاد و صوتُ اصكاك اسنانٍ بعضها ببعض بشكل وحشيٍ دغلي مرعب ، دماء متناثرة على الجدار وجثث الحراس الذين ثبتوا على نفس الجدران بسيوفهم الخاصة ، زمجرة عاتية واهتزاز الارض من تحت قدميه ترافقه تصدعات لكل ما حوله

حطم كل شيء حتى اشعل النيران في هذه الغرفة وجلس وسطها يندبُ حظه السيء ، كانت هذه هي حال ساتان الذي تحمل ما فوق طاقته من الصدمات والمحن ، استند على الجدار وهو يرمق الفراغ بغير وعيٍ منه

فهو لم يتوقع ان يعجز عن انقاذ عيني ولده ، ولم يتوقع ان يتسبب ذلك بفقدان ابنته الوحيدة لعينيها كذلك ، الالم الجازع و تدمير الذات و الرغبة فقط في اثبات جبروته الخاص ، خصائص لم يدفنها مطلقاً ولكنها وقعت في سباتٍ طويل لانه لم يجد بداً من استخدامها في عصور لا فائدة فيها من التملق والغرور

شد على قبضته بقوة كبيرة ولكم الجدار التي تفتت في نفس لحظة ارتطام يده به ، لا يزال يشعل بثقلٍ غريب في قلبه ولا شيء سيطفأ النيران التي تستعر فيه

وقف وهو يردد بصراخ معاتباً نفسه

- ما حاجة شعبٍ واهن لملك لا يتمكن حتى من انقاذ نفسه من نفسه ؟! ما حاجة الافاعي لسمومها ان لم تجد فريسة تستخدمه عليها ؟! ما حاجة السباع للقتل ان لم بحاجة للاكل ؟! ما حاجتي انا لقوة لم تنفعني في شيء غير سفك الدماء وحصد الارواح ؟! ما الفائدة من عيشي لآلاف السنوات دون ان اتعلم معنى ان تكون الجبروت وسط الطغيان ؟

واكب عتاب نفسه ، هذه اول مرة يصاب فيها بنوبة جنونٍ كهذه ، حاول ابنائه ان يوقفوه ولكن دون فائدة فهو قد طردهم مهدداً اياهم بقتلهم ان تدخلوا

فُتح باب تلك الغرفة فجأة ليسمع صوت تنهدٍ يعرفه تمام المعرفة ، التفت ناحيتها حتى اتسعت حدقتا عينيه بمزيد من الالم ، هي لم تشاهد قسمات وجهه ولكنها شعرت بالنيران التي تستعر في الغرفة دون توقف وهي تأكل ما حولها

زاد المه الداخلي حينما شاهدها تسير بلا هداية نحوه حتة توقفت على بعد بضعه ياردات منه ، استطاعت ان تشعر بالهالة المضطربة المتراكمة حوله وكأنما هي خيوطٌ قد تشابكت مع بعضهما فما استطاع احدٌ ان يفك قيدها

اخذت نفساً عميقاً ورددت ببرود

- ما حاجتنا الى ملك ينحب طوال الوقت ؟

اتسعت عيناه بشكل جنوني ، شعر بالغضب في نفسه وقال بانفعال

- اجل ما حاجتكم لشخصٍ لن يفيدكم مطلقاً ؟ ما حاجتكم لي ؟

اشاحت بوجهها لتردد ببرود اكبر من السابق

- لا اعلم ، ما رأيك ان تخبرني بنفسك ؟

صمت لوهلة ، امعن النظر في قسمات وجهها حتى نظر الى الاجواء من حوله ، ابتسم ابتسامة مرعبة اقشعرت آيـآمي على اثرها كثيراً رغم انها لم ترها بل استطاعت ان تشعر بالهالة المظلمة حوله

قهقه بشكل جنوني حتى ما عاد يستطيع التنفس من الضحك ، اقترب من آيـآمي ونظر مباشرة في عينيها ليقول بنبرة تهلك الاحياء فزعاً

- اظن بأنكم لا تحتاجون اليه اليس كذلك ؟ مجرد عبئ على عالم مملوء بالسخيمة المهلكة !

اغمضت عينيها وقالت مؤيدة

- هذا صحيح ، لا حاجة لنا بملكٍ اعتبر حياته رخيصة واراد افنائها

تلاشت ابتسامته ، اعتدل في وقوفه وانطفأت النار من حولهما ، استكان تنفسه وبدا طبيعياً للحظات حتى احتل البرود نفسه تماماً ، امسك بيد آيـآمي ووضعها على صدره ليقول ببرود مفزع

- اقتليني اذا ، ما عاد لي حاجة في عالمٍ لم استطع حتى ان اغور في اعمق اسراره رغم اني من صنعه

شبح ابتسامة مرعب احتل ثغرها وهي تقول بغرور وتكبر

- كما ترغب جلالتك ، سأكون حاصد الارواح الخاص بك واقبض روحك المعمرة حتى احفظها في جرة اثرية الى السرمدية الظلامية

ابتسم على عبارتها الساخرة واغمض عينيه ريثما شعره بها تحرك يدها ناحيته ، وهو يشعر بيد تخترق صدره وتناثر الدماء على وجهه ووجهها

سكون لحظة كسره صوت رعدٍ مزمجر في الافق قد اضاء الغرفة المظلمة ببريق البرق اللاذع ، ولكن صدمته كانت حينما امسكت به ليجثو كلاهما على ركبتيه وتقوم هي بضم رأسه الى صدرها مبتسمة بهدوء وهي تردد

- في بعض الاحيان كثيرٌ منا يشك بالطريق الذي تخذه ، يشك بنفسه ، بهويته وحتى في وجوده الخاص ، لا شيء اكثر رعباً من ان تشعر بأن لا وجود لك وان لا احد سيهتم ان اختفيت فجأة من حياتهم ، ولكنك انت مختلف ! حتى وان شككت بنفسك فأعلم يا والدي بأن الجميع هنا ان فقدوك فلن يستيطعوا اكمال مشوار حياتهم ، انت مهم للجميع ، وافدت الجميع بشكل لا يتخيله اي احد ! قد تستعصي بعض الامور عليك و تترتب عليها بعض الآثار الجانبية ولكن هذا يحصل للجميع وليس فقط لك ! لا تحمّل نفسك لوم ما لا دخل لك في كينونته ، لا تستلم لواقع انك لم تستطع مساعدة شخصٍ او اثنين ففي النهاية للجميع حدودهم مهمن كانوا !

اذعن السمع لها مطولاً وهو يشعر براحة غريبة في قربها منه ، ابتسم وهو يبتعد عنها لتنتشل يدها من صدره الايمن وتقوم بمسح الدماء عن وجهها ، مسح الدماء عن وجهه بأصعبه ولعقها وهو لا يزال يبتسم براحة عجيبة ادخلتها اليه بكلماتها ، وكأنما صوتها نومه مغناطيسياً فسيطر على كل فكرة سلبية في عقله

اتسعت ابتسامته وهو يقول بهدوء

- تأثيرك على النفس مرعب ، عليّ ان احذر منك في المرات القادمة

ضحكت بخفة وهي تلعق الدماء مثله ، اعقبت قائلة بهدوء

- يجب عليك ان تضاعف الحذر مني ، لاني قادرة على جعلك تكره نفسك في ثانية

رفع احد حاجبيه بسخرية منها واردف مستهزءاً

- وكأنما الاميرة الضعيفة تكبرت و طال انفها امام الملك الوسيم ؟

حركت شعرها بغرور و اردفت وهي ترفع انفها امامه

- اوليس من حقي ان اكون مغرورة كوني ابنة الحاكم الوسيم ؟

تفجر بالضحك عليها حتى تجمعت الدموع في محجر عينيه ليردف بصوتٍ مخنوق من الضحك

- اهذا كلام تقوله الاميرة بعدما حاولت قتل الحاكم للتو ؟

- ولكنها فعلت هذا بطلبٍ منه

- اذا انتِ زاهدة بحياة الملك الوسيم

- ليس حقاً ولكنني سأنفذ امنية الموت له

- اشعر بسهم اخترق قلبي ، انتِ شريرة آيـآمي

- اجل اجل ورثتها منك يا والدي

- حسناً شكراً على صراحتك القاتلة ، سأبكي في ركن الغرفة وحيداً

- المهم ان لا تخاف من الرعد يا صغيري المدلل

- ومن قال بأني اخاف منه ؟ انت كنتِ تخافين منه

- ماذا ؟!

- اجل لطالما ارتعبتِ من صوت الرعد

- اياك وان ينتشر الخبر بين الاغبياء السبعة الموتى

- ما هذا اللقب المرعب ؟!!

- لا اعلم اشعر بأنه يناسبهم لانهم ... لا اعلم .. مضطربون عقلياً ؟!

- اكتشاف مذهل ومتأخر يا ابنتي ، احسنتِ استخدام جمجتك الخاوية

- لا شكر على واجب يا والدي ، اعني هذا ما ورثته عنك بجدارة

- حاولي تخفيف القصف المدمر على كبريائي

- سأحاول في المرات القادمة

- شكراً لاظهارك الرحمة يا مولاتي

- لا شكر على واجب نياههاهاهاهاهاهها

- ضحكة مرعبة ، مثل ملامحك التي تبدو كفزاعة الطيور

- اصمت ودعني استشعر اللحظة السعيدة

- حسناً كما ترغبين

ابتسما مطولاً حتى قام ساتان بأمساك كف آيـآمي وقبله بهدوء ، اضطربت من هذا الفعل وانتبه هو على ذلك ، ضحك على اهتزاز شفاهها المضحك وابتعداها عنه زاحفة

رددت بدموع تماسيحٍ طفولية

- كنتُ اعلم بأن الانحراف والتحرش بالجميلات وراثة منك ايها الشرير

تعجب بداية سرعان ما ضحك عليها حينما فهم قصدها ، ابتسم بخبث وتعمد وضع هالة الخبث حوله وهو يقول حتى افزعها

- اجل وربما لم تعلمي بأني احب تناول الفتيات على العشاء كذلك

صرخت برعب انثوي منه وقفزت محاولة ان تهرب ولكنه كان اسرع منها وامسكها ليحملها على كتفه وهو يقهقه بشكل شيطاني ويقول

- الى المطبخ لطهوك في الحال ايتها العجل السمين !

توقف عقلها عن العمل حينما سمعت آخر كلمة ، ظهرت هالة حمراء بجانب جسدها واستدارت بملامح مرعبة لساتان وهي تقول بغضب

- سمينة ؟ انا سمينة ؟ ، ستندم ايها الملك القبيح !

ظهرت ملامح السخرية على وجهه ورماها على الارض ليكتف يديه ويقول بتكبر الاباطرة

- حاولي ذلك يا اميرة وسأحبسك في برجٍ عالٍ حتى يأتي اميرك جرذ اميبا لانقاذك واقتله

اختفت الملامح من وجهها وقالت متجاهلة اياه

- اوه اجل وقت الطعام الان
خرجت من الغرفة وتركته محبط آمال منها ، ولكنه ابتسم بعدها وقرر ان ينظف الفوضى التي صنعها بنفسه في لحظات الغضب







استند على النافذة يراقب اقتراب العاصفة الهوجاء من بعيد وسط الليل الادهم الذي تلاشت هيبته بفعل تكرار حلوله ضيفاً على قلوب المستضعفين الباكين ، اسند رأسه بهدوء على النافذة وراح يداعب سكينه بأطراف اصابعه وهو يراقب الدماء المنسكبة من الجروح الصغيرة فيها

لا يعلم لما يشعر بكل هذه النشوة حينما يعذب نفسه ، لطالما تساءل عن هذا منذ طفولته ولكنه لم يجد اي نوعِ من التفسيرات لها ، ربما هو مجرد مريضٍ نفسي ، لا يعلم حقاً ، ولكن تيقنه من انه محتقر زاد حينما اُحّلت عليه هذه اللعنة في عينه اليمنى

توقف عن التفكير حالما دخل آراشي سعيداً يتمتم بأغنية ما قد الفها منذ وقتٍ طويل

اقتل اقتل واستمتع بالعذاب

اسمع اسمع لصرخات الموتى الاحياء

لستُ اريد رؤية غير الدماء

انا وانت .. وحدنا نجلس في العراء

لا تستغرب ان طعنتك في ظهرك في الخفاء

لاني ساديٌ احب القتل والدماء

سلخ جلدك سيكون لي بمثابة الدواء

لذا تعال داوي جراحي يا حبي الواحد بالفناء

ارغب بك وحدك وارغب بفتح كل الاعضاء

لعلي بهذا اجد سبب عشقي لك في السراء

لا تتعجب من جنوني لاني ..

مجرد عاشق عشق بطريقة مختلة في السماء

كبت ضحكته على الاغنية وقد امسك بطنه من الم كبتها حتى لم يتحمل ان يكبت الضحكة لفترة اطول وتفجر على اراشي وعلى اسلوبه المريع في الغناء ، توقف الاخير مصدوماً وقد بدأ يبكي بطريقة مضحكة وهو يندب حظه الذي رماه وسط براثن كاريو المختل

اخرج منديلاً ابيض من جيبه وراح يجره بأسنانه من الحسرة وهو يصرخ على كاريو قائلاً

- لا تضحك عليّ هكذا ايها الاحمق ، اهذا جزاء من اراد ان يدخل البهجة الى قلبك ؟

توقف كاريو فجأة عن الضحك واطال النظر الى المتبختر امامه ، ابتسم ساخراً واردف

- لا اتذكر بأني قد طلبتُ منك ان ترفه عني ، ارحم عقلي من سذاجتك وكن رجلاً ايها الفتاة منتحلة الانوثة

عبث اراشي بشعره بطريقة فوضوية تنم عن الغضب ، صرخ بعدها

- كلامك هو الساذج ! كيف اكون فتاة وانتحل الانوثة ايها الاحمق المعتوه ؟

تجاهل السؤال واعقب قائلاً ببرود

- لما انت سعيد وتغني اغنية منجل الموت ؟ لابد وان امراً جيداً قد حصل

تذكر اراشي شيئاً وعاد ليتفجر بالضحك والسرور والحماسة ، شعر كاريو بالرعب حينما شاهد اراشي يضم نفسه بطريقة مقززة وهو يخرج اصواتاً تنم عن عشقه لنفسه ، اردف بعدها بغرور وتكبر

- اسمع اسمع اسمع ايها الاحمق ، لقد اثبتُ عبقريتي الفذة هذا اليوم !

ابتسم كاريو بهدوء وقال

- حسناً اخبرنا يا عبقري زمانك

تنحنح اراشي ليبدأ السرد بثقة عجيبة

- حسناً تم طلبي هذا اليوم من قبل ثلاثة مرضى كي اعالجهم من حمى خفافيش الدوفيز ، على اية حال ذهبتُ اليهم وعالجتهم ولكنهم للاسف ماتوا قبل ان اتمكن من فعل شيءٍ لهم

قطب كاريو حاجبيه وقال مستغرباً

- اذا لما السعادة المطلقة ؟

اظهر اراشي ملامح خبيثة وضحكة ابليسية ليردد فرحاً بغباء

- اصبر يا اخي العزيز لقد وصلنا للجزء الممتع ، في الواقع لم اعطهم الدواء بل اعطيتهم سم الفئران الذئبية الذي صنعته وتكهنت بأعراضه على المرضى ... واحزر ماذا .. لقد كنت محقاً ! ان هذا السم مذهل بشكل خيالي !! اعني لقد قتلهم بشكل مرعب ومقزز و سافك للدماء ، لقد انفجرت رؤوسهم اتصدق ؟! انت لا تعلم كم بكيت من الفرحة حينما شاهدتُ ذلك !

لم يعلم كاريو هل يشعر بالاسى على اخيه ؟ ام يشعر بالاسى على نفسه لانه شقيق لمثل هذا المعتوه ، اشاح بوجهه واعاد النظر الى العاصفة القادمة بلا مبالاة ، توقف اراشي عن افعاله الحمقاء والتفت لكاريو بقلق ، تحولت ملامحه للجدية وهو يسأله ببرود

- هل هناك امرٌ ما ؟

ضاقت عينا كاريو بشك في امرٍ ما ، التفت لاراشي بعيون مرعبة وقال

- اظن بأن الهواجس التي تصيب الموتى ستحل ضيفة علينا قريباً

اتسعت عينا اراشي بصدمة ، اقترب من كاريو وهو يردد بحذر وانفعال

- اتعني تشيبي – شان ؟ ما الذي سيحدث ؟!

اغمض كاريو عينيه وقال بغموض

- لستُ واثقاً ولكن كما شاهدتُ في الرؤيا ، ليس امراً ممتعاً لا لك ولا لي

زمجر الرعد بهزيمه المرعب وسط الصمت الذي اثقل السنتهما ، شعر اراشي بالخدر في عضلاته ليعقب بصوتٍ اشبه للهمس

- اذا فالحاجز المنيع سيكسر من قبل ذلك المسخ الوهمي ؟

اجابه كاريو بهدوء

- اخشى ذلك



بعدما خرج من المنزل ووطأة الذنب تفتك بجسده كافة اتأخذ من منزل آيريس ملجأً له حيث جلس برفقة صديقه الوحيد وهو يحاول ان لا يقتله بنظراته اللهيبية المرعبة

ارتجف الاخير خوفاً منه ، كان كالسنجاب الذي يرتجف في البرد وهو يسكب الشاي لكازو الرامق بعيون تتأجج بالنار ، تقدم بحذر واعطاه الكوب وابتعد مسرعاً ليجلس على الاريكة المقابلة لاريكة كازو على بعد متر تقريباً رغم ان هذه المسافة ما كانت لتكفيه لينجو من كازو

ارتشف كازو الشاي وبدا عليه الهدوء لبعض الوقت ، شعر آيريس بالامان فجأة فتوقف عن الارتجاف و بدت الجدية على ملامحه ، لم يعلم كيف يبدأ الحديث مع كازو فهو كان سبباً فيما حدث له ويخشى ان يلومه كازو على ما حدث

استرق كازو النظر اليه في لحظة لم ينتبه آيريس اليها ، ابتسم بسخرية ومدد يده على الاريكة ووضع قدماً على الاخرى ليردد بغطرسة

- ما بك ايها السنجاب القبيح ؟ لما انت قلق ؟

ابتسم آيريس على تشبيه كازو السخيف واردف بقليل من الغرور

- لا شيء ايتها القطة الهاربة من براثن الاسد ، كل ما في الامر اني اشاهد نضالك لاجل الحياة

كشّر كازو بشكل مرعب ليردف ببرود

- اتقول بأني هرة ؟ ايها السنجاب القبيح ؟

اتخذ آيريس وضعية التفكير ليردف بعدها متحيراً

- كلا بل انا عالق بين ان تكون قرداً راقصاً وبين ان تكون ديكاً رومياً محمصاً ، لا اعلم حقاً

وقع الكوب من بين يدي كازو من هول الصدمة ، وصرخ منفعلاً

- لما الجميع يناديني بالقرد الراقص ؟

تعجب آيريس ورمش عدة مرات حتى ردد بحيرة

- لا اعلم ولكني شعرت بأن هذا اللقب مناسبٌ لك ايها الابله

ابتسم بغضب وقد بان عرق الغضب على وجهه ليقول بشد مرعب للاعصاب

- لا تستهزأ بي آيريس والا قتلتك هنا والان

انتفض آيريس من الخوف ولكنه هدأ حالما شاهد كازو يستند مجدداً على الاريكة متجاهلاً وجوده ، عمّ الصمت لوهلة من الزمن حتى كسره كازو بقوله بهدوء

- قل لي آيريس ، هل اجلب التعاسة لمن حولي ؟

تعجب آيريس من السؤال الغريب فليس من عادة كازو ان يسأل عن مثل هذه الامور

اجابه بتعكّر

- فسّر لي ما تعنيه

اغمض كازو عينيه وباشر القول بهدوء ولكن نبرته كانت تحمل هماً عظيماً

- لا اعلم حقاً ما اعنيه ، ولكن اشعر بأن وجودي يجلب التعاسة ، خاصة لآيـآمي و والدي ، دائماً ما اعصي الاوامر واكسر كل القواعد ، انفذ ما يحلو لي وفي النهاية اقع في عواقب ما افعله وعادة ما يتحمل الاخرون عني اللوم والعقاب كما حدث لآيـآمي مثلاً

صمت آيريس لوهلة وهو يشرب الشاي ، ظن كازو بأن آيريس يتجاهل ما قاله فصمت كذلك ولكنه تفاجئ حينما قال له الاخير بطريقة متكبرة شيطانية

- اجل انت تجلب التعاسة ، منذ ان كنتُ طفلاً وانت تسرق كعكة التوت الاحمر المفضلة لدي وقد قمت بتدمير المحل الوحيد الذي يبيعها حالما رفضت ان العب معك لعبة اصطياد المستذئبين ، وقمت كذلك بقتل كلبي الجميل " تشو " لانه عضك ، ولا انسى بأنك كسرت لي تمثال الباترو المفضل لدي ! لذا اجل انت تجلب التعاسة ايها الاحمق

اتسعت حدقتا كازو بغير تصديق في البداية ولكنه سرعان ما ضحك بقوة على ما قاله آيريس ، صمت بعدها لولهة ليردد بهدوء

- هكذا اذا ، انا اجلب التعاسة

ابتسم آيريس واعقب على كلامه بهدوء

- لا احد يجلب التعاسة ايها الاحمق ، الا ان صدق هذا الشخص بأنه يجلب التعاسة فأن التعاسة ستلاحقه اينما ذهب ، ان تكون طائشاً وخارقاً للقوانين ليس امراً سيئاً بحد ذاته ، وكما رأيت طوال سنوات انت تتحمل العواقب لذا لا داعي لهذا الكره العميق لنفسك ، احتقارك لنفسك لن يؤذيك وحسب بل سيؤدي من حولك كذلك

تفاجئ كازو بكلام آيريس ، شعر ببعض الراحة رغم ان بعض تأنيب النفس لم يزل الا انه عرف بأن هناك من يسانده في النهاية و لن يتخلى عنه مطلقاً

ابتسم ليقول بسخرية لاذعة

- انت و آيـآمي ، كلاكما فيلسوفان احمقان لا تفقهان ما تقولانه ، لا اعلم كيف تخرجان هذا الكلام البليغ المزعج

قطب آيريس حاجبيه باستهزاء وقال

- هذا ما يقوله احد اشهر كتّاب عالم الشياطين ، مذهلٌ هو التناقض فيك

- اخرس

جلسا يتبادلان اطراف الحديث حتى وقتٍ متأخر ، قرر كازو بعدها العودة الى القصر واخذ قسطٍ من الراحة ، ولكن قبل خروجه لكم آيريس بقوة على وجهه وهو يشكره على التخفيف عنه ، رغم انه اقتلع احد اضراس آيريس الخلفية الا انه لم يشعر بتأنيب الضمير لهذا ، عانقه بقوة ومن ثم تركه وعاد الى القصر مجدداً







من سكون الصمت ومن جوف العتمة

تأتي المسافة .. بتهويدة واحدة

ابكِ وتذكر بكائك الاول

تذكر حينما اغدقوا عليك بالحب الوفير

يا ابني الصغير الحبيب

غنِ لي تهويدة

ولكنه قد اخذ حياة اخيك بعيداً

اتى للمنزل وقتل سلامك الخاص

اترك كوابيسك على الوسادة

غطّ في النوم الان ..

اذا سوف تستسلم وتسّلم روحك ؟

قلبك الذي ما عاد ينبض

من اجل الحب ؟ ولكن الحب ..

في مرة واحدة ... كان ينبش في الظلام

موسُوم بالعلامة الملعونة

علامة العار .. علامة اليأس

من داخل حديقة الضوء

الى منزلي الخاص






صراخ صامت وسط ظلام الغرفة الدامس ، تلوٍ مفزع من الم حل بها دون ان تعرف السبب ، كل عظمة ومفصل في جسدها تتفتت الى قطعٍ صغيرة ، وكأنما هناك نارٌ تتأجج في جوفها ولا ترحم ضعف نفسها

تشعر بأحشائها تتقطع من شدة الالم وكأنما ملايين السيوف داخلها تطعن في جوفها حتى تدميه وتسقطها صريعة في معركة مع نفسها دامت لسنواتٍ طويلة

جلست على ركبتها وبدأت تسعل الكثير من الدماء القرمزية التي ما ان تخرج من جوفها حتى تتحول الى السواد المشبع بالظلمة ، راحت تصرخ وتصرخ ولكن بدون فائدة ، لان لا احد سمع صوت مناجاتها الحادة !

ضربت السرير بقوة كبيرة وغرزت اظافرها الحادة في وسادتها حتى تمزقت وتطاير الريش منها في كل مكان ، اكملت سعل الدماء بشكل كبير وهي تحاول ان تقف على قدميها المترجفتين بشكل مرعب

نظرت الى نافذة الغرفة فحل الرعد ضيفاً مخيفاً على نفسها و اتسعت عيناها صدمة لصوت صرير الرياح الهادرة التي تصطدم بالنافذة جاعلة من الموقف وكأنما اشباحٌ متعطشة للانتقام تحاول الدخول الى عرين القاتل الهارب من النور

ولكن الرياح اشتدت اكثر حتى فتحت النافذة وراحت تضرب الجدار بشكل قوي حتى تكسرت وسقط الحطام على الارض ، بدون ان تشعر وقفت على قدميها وسارت على الحطام لتدمي قدماها وهي تنظر من النافذة الى العاصفة القادمة بسوداويتها المرعبة بدون ادراك منها لظلمية ما تراه حالياً

مدت يدها ناحية النافذة المغلقة وهي تقول بلا ادراك وخط دم قرمزي متقطع يسيل من فمها

- لا ارغب بالبقاء هنا ، ارغب بالخروج للقتل !

شعرت وكأنما قدماها قد تكسرتا في تلك اللحظة ، سقطت على الارض لتجرح يداها من حطام النافذة الزجاجي ، لم تعلم لما شعرت برغبة عارمة في اقتلاع قلب احدهم فجأة ، حاولت الوقوف ولكن قدميها ابتا ان تتحركا من مكانهما

استكان كل شيء فجأة وتوقف كلُ ما حولها عن الحركة ، رفعت نفسها بصعوبة وهي تشعر ان لا حياة فيما حولها ، ولكنها شعرت بهالة مألوفة تقترب منها ، شخصٌ ما لديه ظلام مهول مرعب يقف خلفها تماماً

لم تشأ ان تلتفت و تستشعر طاقته اكثر فهي قد خشيت ان تكون اكثر مخاوفها رعباً قد تجسدت بهيئة مخلوقٍ حي ، ولكن يدين باردتين امتدتا وحملتاها بين ذراعين قويتين ، سار بها الشخص ووضعها على فراشها وداوى جراحها بسرعة

لم تتمكن من رؤيته ولكنها شعرت بألفة غريبة في طاقته ، ابتسم هو من جهة اخرى لها وردد بهدوء

- غيابي لفترة قصيرة اثر بكِ لهذه الدرجة ؟

اتسعت عيناها قليلاً وهي تردد قائلة بتعجب

- اشعر وكأني اعرف صوتك ! من تكون ؟

عرف بأنها بلا ذكريات ، تأفف قليلاً وقال ببرود طاغٍ ومرعب

- باندورا ! ومن غيره ؟

صورٌ غريبة اتت لمخيلتها فجأة ، عن اول محادثة لها مع باندورا ، انكرت بأنهما نفس الشخص ، لان من في ذاكرتها ذو طابعٍ لطيف ومحب اما هذا فمظلم وطاغية مستبد

وقف باندورا وهو يرمقها بقليل من الحنق ، قال لها بجبروت مرعب

- هذه اول مرة نلتقي بهيئتي الاخرى لذا لا تتعجبي من هذا

زاد تعجبها للامر ، اردف بقليل من التوتر المصحوب بالالم

- ما الذي تقصده بهيئتك الاخرى ؟ الست ذو شعرٍ ذهبي وعينان ماسيتان ؟

زفر بحدة ليردد بنفس البرود المستبد

- كلا ، بهيئتي هذه شعري اسود وعيناي حمراوتان كالعقيق ، ولكن ما بال الاعمى من الرؤية

شعرت بالعصبية منه ، تجاهلت الامر وانتبه هو على تجاهلها اياه ، ابتسم بسعادة وقال

- هكذا جميع ابناء ساتان ، مجرد متكبرين خبيثين

تحملت الالم الذي شعرت به فجأة وقال بغضب

- ايزعجك الامر ؟

اتسعت ابتسامته ليجلس بجانبها

- ولما قد يزعج هذا الامر روحاً محبوسة داخل سيفٍ مثلي ؟

ابتسمت بغرور لتردد

- وما ادراني ، لعلك مجرد غيور معتد بنفسه لا يفقه من الحياة غير انت وحسب

كشّر بقوة ولكنه تمالك نفسه وقال مغيراً الموضوع

- لا تتحملي الالم ، دعينه يغوص فيك ولا تحاربي الرغبات التي تشعرين بها بل نفذيها ، افعلي هذا من اجل النجاة

لم تفهم مغزاه من الحديث ، ارادت ان تسأله ولكنه اختفى فجأة من امام ناظريها تاركاً اياها متحيرة في امرها ، شعرت بجزء من قوته في المكان فمدت يدها على فراشها حتى اصطدمت بشيٍ ما

حملته رغم ثقله وادركت بأنه سيفٌ ، سيف باندورا ! تعجبت كيف وصل الى هنا ولكنها لم تهتم شعرت ببعض التحسن حالما امسكت به وهذا ما جعلها ترتاح اكثر

عاد كل شيء للحياة مجدداً وعاد قرع النافذة على الجدار يزداد ، تبّرمت من هذا ووقف على قدميها لتسير خارجة من الغرفة ، من حسن حظها بأنها تحفظ جنبات القصر بشكل ممتاز والا لأصطدمت في كل شيء من حولها

وصلت الى حيث البهو العظيم لتشعر بجميع اخوتها حاضرين ، التفتوا اليها حالما شاهدوها ليصرخ اراشي بشكل انثوي ويقفز عليها محاولاً عناقها ولكنها تحركت فاصطدم بالجدار ونزف انفه من قوة الضربة

ضحك الجميع على حاله ، اقترب تشيتوسي منها وامسك بيدها وهو يقول

- لا تهتمي لشقيقنا الاحمق ، دعيني اساعدك

ابتسمت وقالت بهدوء

- شكراً لك تشيتوسي

بادلها الابتسام وامسك بيدها وسط نظرات كازو الحارقة له ، اشاح بوجهه بعدها محاولاً ابداء اللا مبالاة

لم يكن ساتان حاضراً فشعرت ببعض النقص في الاجواء ، اقترب منها هيرو وقال لها ريثما ينظر للسيف في يديها

- وااه انه سيفٌ رائع ! هل هو لك ؟

- اجل

- هل له اسم ؟

- باندورا

توقف قلب كازو عن النبض في تلك اللحظة ، شعر بأن الدنيا تدور من حوله دون تعرف رحمة على قلبه ، في ثانية كان امامها ينظر الى السيف بحقدٍ شديد حتى شعرت آيـآمي بالحقد ينبعث منه

صرخ في وجهها قائلاً

- اتركيه في الحال !

صدم الجميع من ردة فعله ، تجمعوا حوله ووقفوا امام آيـآمي وهم يحاولون ابعاده عنها ، زمّت على شفاهها وقالت ببرود غاضب

- لن افعل ، انه سيفي

اعاد الصراخ مجدداً

- لا تتصرفي كالاطفال آيـآمي ، اعطني السيف في الحال

كان يحاول ان يتقدم ويأخذ السيف ولكن اخوته منعوه من هذا الامر ، شعر بالغضب اكثر من السابق واراد قتلهم ولكنه تراجع عن هذا وقال

- علينا ان نجّتث الخطيئة من جذورها وان لا نتركها تنمو مطلقاً

لم يفهم احدٌ مقصد كازو ، وقف اراشي امام آيـآمي تماماً وهو يقول بجدية مرعبة

- توقف مكانك ولا تعتد بنفسك كثيراً ، لن تستطيع مجابهتنا كلنا في حالك هذه

ابتسم كازو بغرور وهو يرفع احد حاجبيه متعجباً ليردد

- ولما تظنون هذا ؟

ابتسم كاريو بهدوء وهو يظهر خنجره الخاص مردداً

- لا يهم السبب ايها البتار ، مهاجمتك لاختنا بتلك الطريقة غير مسموح بها

كلٌ من هيرو وجيراهيم قد اشهرا سيوفهما استعداداً لقتال كازو اما الباقون فقد وقفوا وعلى ملامحهم قسمات مرعبة

تنهد كازو وهو لا يصدق بأن البسالة قد ظهرت في اخوته المجانين ، نظرلآيـآمي ولم يدرك اي نوع من التعابير كان ما تحمله على وجهها

الصمت الساكن كان عالمها في تلك اللحظة وهي تستمع الى نبض قلب اراشي الواقف امامها مدافعاً عنها ، غطت خصلات شعرها عينها اليمنى لتتحول اليسرى الى الاحمر البراق ، لا تعلم لما تضخم صوت النبض في اذنها حتى ارادت ان ترى مصدره الدفين

مدت يدها بهدوء ناحية اراشي وهي لا تعلم ما تشوك على فعله ، لم يفصلها عنه الا بضعة سانتيمرات حينما اوقفتها تلك اليد واعادتها الى الواقع مجدداً

انتفضت وشهقت بصوتٍ منخفض وقد التفت الجميع ليروا ساتان يمسك بيد آيـآمي الممتدة ناحية اراشي ، تعجبوا من هذا ولكن تعجبهم زاد حينما ترك ساتان يد آيـآمي وتركها تذهب دون ان يفعل شيئاً

لم يكن يعرف ما جال في بالها في تلك اللحظات ، ولكنه ادرك الموضوع فجأة واحتلت الصدمة ملامحه وهو يقول في سريرته

- لقد حاولت ان تقتل اراشي !!

شعر بخطبٍ ما بها ولكنه لم يستطع تحديده ، بدأت الوساوس تضرب بعقله فجأة ، جال ببصره في الانحاء ليراها اختفت ، هنا ادرك الفاجعة التي خشي منها لسنواتٍ طويلة ، صرخ بشكل مرعب

- جدوا آيـآمي في الحال !!!!!

فزع الجميع و ذهبوا خلفها لجلبها وسط معمعة من الاضطرابات في عباب المحيط الزاجر بصمت الافاعي









اغلق عينيّ امام الحاجز

ثلاثة ايام من قلة النوم

اتمنى لو ان هذه الملائات تخنقني ريثنا انتظر

لا استطيع ان اهرب من الخيار الذي اتخذته

فرصة واحدة كي انعم بالخلاص هذه الليلة

رقصة واحدة اخيرة مع الفتاة في الرداء الاسود

لقد اضعتُ نفسي ، اضعتُ حجج غيابي

مرة واحدة اخيرة كي اغذي ... العدو داخلي

المكان هادئ الان ..

مثل اللحظة التي تأتي بعد القتل

انا الصغير داخلي لا يستطيع ان يصدق ما شاهده الليلة

وجهاً لوجه انا اصرخ على نفسي

ولكنها كانت المرة الاخيرة ... لمشاهدة عدوي داخلي



في اللحظات التي تلت ما حاولت فعله ، استطاعت الهرب من القصر بسرعة بمساعدة باندورا ، توغلت في الغابة المجاورة للقصر حتى تاهت فيها تماماً وبدأت تشعر بزمهرير قاتل من حولها ولكنها لم تمتلك خياراً الا الهرولة وحسب وهي تشعر برغبة في تدمير كل ما حولها

شعرت بالارهاق فتوقفت عن احدى الاشجار واستندت عليها وهي تلهث بشدة ، انقبض قلبها فجأة فصرخت بقوة وكادت تسقط لولا ان تمالكت نفسها ، بان الارهاق على عينيها وكأنما هي تصارع شيئاً ما داخلها ، شيءٌ قوي جداً لدرجة انها اصبحت كالدمية تحت امرته

لازلت مستندة على جذع الشجرة حينما سمعت صوت عواء قريب منها ، شعرت بالذعر ولكنها لم تتمكن من الحراك ، صوت تحرك مريب بين الحشائش القريبة منها و هالة مختلفة عن الشياطين العادية تحيط بها

ابتعدت قليلاً عن الشجرة ليقفز شيءٌ من بين الحشائش محاولاً الانقضاض عليها الا انها ابتعدت فارتطم بالشجرة وحطمها ليزمجر بعواءٍ مرعب في وجهها ، شدت على شفاهها وقالت بغضب

- مستذئب ؟! في هذا الوقت بالذات ؟! يال حظي الجميل

صدمة ما اصابت جسدها ، رغبة ملحة تشعر بها في هذه اللحظة ، ابتسمت بشّر مطلق وهي تقول بشيطانية مرعبة

- سمعت ان عيني المستذئب نادرة وقوية جداً ، ربما علي تجريبها !

اقترب منها المستذئب غير مدركٍ انها تحمل باندورا بين يديها ، هجم عليها بسرعة فائقة فأخرجت باندورا وبحركة سريعة استطاعت ان تفصل رأسه عن جسده ليسقط صريعاً لفترة محدودة على اية حال

لم تهتم لهذا بل تحسست الارض بسيفها حتى شعرت بالرأس فدنت منه وجلست ، قهقهت بشكل مرعب على غير عادة منها وهي تمسك به وتلمس عينيه بشكل مقزز ونظرات شهوانية للتجريب

قامت بأقتلاع عيني المذؤوب ووضعتهما جانباً ، اخذت نفساً عميقاً ووضعت اصابعها على عينيها وفي اقل من ثانية ، اقتلعت عينيها كذلك لتصرخ وتتلوى من الالم !

تحملت الالم وامسكت بعيني المذؤوب لتضعهما في محجريها المملوئين بالدماء ، شعرت بحرقة لا توصف وعينا المستذئب تلتحمان بأعصاب عينيها ، شعرت وكأنما هي على وشك ان تذوب ، بعد بضع دقائق ابتسمت بأبليسية مخيفة توجس منها اعتى الوحوش خيفة وفتحت عينيها لتبرز عينا المذؤوب فيهما

قهقهت بطريقة مرعبة تخطف اللون من البشرة لتقف وهي تنظر في كل الارجاء وهي تستشعر روعة امتلاك عيني الوحش الميت هنا ، التفتت واخذت عينيها العميان ووضعتهما في جيوبها وامسكت باندورا لتسير باحثة عن ضحايا لها

رددت ببرود و شيطانية

- كم ارغب برسم لوحة مذهلة من الدماء على اطلال اجساد الوحوش

خرجت بعدها من الغابة وراحت تسير في طرقات المدينة بعينين فضيتين حادتين مرعبتين ، كانت تدندن بهدوء وهي تبحث عن ضحية محتملة ، من جهة اخرى كان قد خرج للتو من المحل المفضل لديه وهو يحمل فطيرة التوت الاحمر بين يديه حينما شاهد خيال فتاة مرت تشبه آيـآمي لحد كبير

سقطت الفطيرة من بين يديه واتجه ناحيتها فوراً ليمسك بكتفها ولتلتفت اليه ، ما ان شاهد عينيها حتى عرف بأنه قد اخطأ الفتاة وقال بهدوء

- اعذريني يا آنسة ظننتك شخصاً آخر

لم ترد آيـآمي عليه حينما علمت بأنه لم يتعرف اليهما ، هزت رأسها وسارت مكملة طريقها ، اما هو فقد راوده الشك وقال بقلق

- امن ممكن ان تكون آيـآمي ؟

خرجت خارج حدود المدينة الى بعض المناطق النائية التي لم تعرف كيف وصلت اليها

مر بعض الوقت قبل ان تجد ما كانت تبحثُ عنه ، قطيعٌ كامل من شياطين السيكور التي تشبه السباع ، امالت رأسها بعنجهية فاقت الحدود وانتشلت باندورا من غمده لتتحول عيناها للاحمر البراق وتقترب منهم مبتسمة بشكل جنوني

انتبه القطيع بكامله اليها وزمجروا حالما استشعروا الهالة الخطيرة المحيطة بها ، لم تكلف نفسها عناء الانتظار بل قامت بالهجوم مباشرةً باستخدام باندورا

تارة قطعت رؤسهم وتارة قسمتهم الى نصفين ، وتارة اخرى اخترقت رؤوسهم ومن ثم القت بأجسادهم بعيداً ، لم تمضي فترة طويلة قبل ان تنتهيهم جميعاً دفعة واحدة وتتطلخ من رأسها الى اخمص قدميها بالدماء ، نظرت الى سيفها ولعقت الدماء من عليه وهي تشهر انيابها الشيطانية بشكل مرعب وهي ترفع رأسها الى السماء ضاحكة بجنون

ولكن ضحكها لم يدوم حينما شعرت به خلفها ، التفتت فضرب يدها بسرعة كبيرة حتى شعرت بها تتكسر ، وقع السيف من على يدها ودفعها بقوة على الارض ، ثبت يديها على الارض بيدٍ واحدة واستخدم الاخرى في محاولة لخنقها

نظر اليها بعينيه الحمراوتين اللامعتين بغضب شديد وكأنما هذه الفتاة ليست ابنته التي يعرفها ، ادرك امراً فقال بجبروت مرعب

- هذه ليست عيناك اليس كذلك

كانت مرعوبة من ملامحه فلم تستطع ان تقول شيئاً ، ظهر كازو فجأة ليجدهما على هذه الحال ويشعر بالفزع من من ملامح والده ، قال بانفعال

- ما الذي حدث يا ابي ؟

لم يجبه بل نظر اليه بعينيه الحمراوتين وقال بغضب

- كازو اجمع اخوتك في الحال و اعدوا المطّهر !

خُطف لون وجه كازو فجأة وشعر بالقشعريرة تجري في نفسه حينما ذكر المطًهر ، قال بلا تصديق

- هل انت جاد ؟

صرخ ساتان بشكل مفزع

- اذهب حالاً !!

انحنى كازو واختفى من امامه بسرعة كبيرة ، اما ساتان فقد اعاد النظر لآيـآمي بغضب وقال

- لا تقلقي سوف احل لك المعضلة التي وقعتِ فيها

ترك رقبتها و استخدم يده في انتزاع عيني المستذئب من محجريها ، ادخل يده في جيوبها واخرج عينيها الاصليتين واعاد لحمهما في محجريهما مجدداً

قال بجبروته المرعب

- لا خطيئة ستحيا تحت وطأة امرتي ولا ماضي سينبش القبر الذي وضعته فيه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes