تهويدة حزينة قد قطّعت نياط قلبي الوحيد
اغرق ببطء وسط بحرٍ رمادي خالٍ من الحياة
وتلك التهويدة تصدع في اذني بهدوء
جفلت برموشي عدة مرات حتى كاد النعاس يغلبني
توسطتُ الموت بروحٍ مسلوبة وارادة مقيدة
وانا اراقب الجميع يشاهدون غرقي .. بلا حراك
في قصورهم هم الفارهون المنغموس في الملذات
وهنا .. هم القاتلون الذين ارتأوا ان يبيدوا الحشرات !
وانا بما اني حشرة ! فقد ابادوني بظلمات كوابيسي
اغرقوني وشاهدوا المياه تخنق جوفي و تنفي حياتي
هم الشياطين إن قالوا بأن الشيطان هو انا !
ولكن لا احد منهم اهتم بي ، لم ينظروا في عيني !
بل اشاحوا بوجوههم وابتساماتٌ ابليسية ارتقت محياهم
وانا بعينين زائغتين عن مفهوم الحياة
كنت امد يدي ناحية نقطة الضوء الصغيرة
ولكن الخير نبذني .. قرر التخلي عني بعد كل شيء !
حتى الظلام لم يردني ، لم يناضل لأجلي !
ولما سأعيش الان ؟ أاجعل من نفسي اضحوكة إن قلتُ بأني احببتهم ؟
ولكن بما انهم لم يحبوني فسوف انتقم ! سأريهم أن الشيطان الذي صنعوه موجود !
سأعيثُ فساداً في الارض و اجلعهم مغتربين في عالم الضياع
سأكون الوحش إن تطلب الامر !
سوف القي بإنسانيتي جانباً و اصبح طاغية العصر كي افوز !
صمتٌ هائل عمّ المغارة التي ضجتّ بالموت حليفاً لها ، من بين غياهب السكون صمدت البحيرة الماسية
مياهها راكدة ، صافيةٌ جداً و هادئة الكيان ، امتزجت مع حقيقة سوداء فغطت القبح بقناع الجمال
وعلى حافة البحيرة جلست تداعب المياه الماسية بأناملها وهي تضحك وتتحدث بأريحية قصوى
ريثما عيناها شعتّا بالحياة ونبضتا على غير عادة وهي تحدث من يقبع في عالمٍ مجهول ويبتسم بحبٍ لها
قهقهت الاخرى بغنجٍ شديد وهي تضع اطراف اصابعها على شفاهها وتردف قائلة بحماس
- لقد اصبتم ساتي بالجنون حقاً ! ما الذي حدث بعد ذلك ؟
ابتسمت الاخرى وقد توردت وجنتاها و ادمعت عيناها من شدة الضحك ، اعقبت بحماس طفوليّ
- وبعد ذلك قررتُ ان اكسر سيفه ! ففعلت وقد جنّ جنونه حتى راح يتقلب على الارض وهو يبكي متحسراً
تفجرت آيـآكا بالضحك وراحت تشعر بألمٍ في بطنها لشدته ، سقطت على الارض وهي تتدحرج وتتخيل مظهر هيرو الباكي على سيفه فلم تتمكن من تمالك نفسها
هدأتا بعد فترة من الزمن فجلست آيـآكا على كرسيها وهي تستمع الى صوت آيـآمي القادم من سقف الغرفة التي يتكون من مياه البحيرة الماسية
ابتسمت بعذوبة وهي تسمع آيـآمي تتسائل متعجبة
- آيـآكا ، كيف تشعرين في هذا البعد الذي حبسك فيه والدي ؟!
لمعت عينا آيـآكا بألم ، اغمضت عينيها وشدّت على يديها وهي تردف بغصة
- الوحدة !
ظهرت لمعة من الحزن على عينيّ آيـآمي ، وضعت يدها على سطح البحيرة وقالت بابتسامة صفراء
- اعرف هذا الشعور جيداً ، لابد وان المعاناة لا تحتمل اليس كذلك ؟
ابتسمت آيـآكا ، وقفت وراحت تسير في الغرفة الضخمة التي تكون البعد الذي حُبست فيه ، جابت بنظرها الى كل تلك التحف والنوافذ التي تطلّ على الظلام فشعرت ببردٍ قارس يضرب قلبها المرهق
وقفتْ عند نهاية الغرفة حيث رفعت رأسها الى السقف المائي ورددت بسعادة ووجنتين متوردتين
- ولكن اتعلمين ؟ مذُ ان اتيتي الى هنا وبدأتي بمحادثتي وانا لا اشعر بتلك الوحدة الموحشة !
اتسعت عينا آيـآمي قليلاً وهي تبتسم بمفاجأة تلقتها ، امالت رأسها بهدوء لتردف بتواتر لطيف
- اتعلمين آيـآكا ؟ سمعتُ الكثير عنكِ وظننت ان الكره لكِ هو مآلي ولكن العكس قد حدث ..
بدأ قلب آيـآكا ينبض بسرعة غريبة وتسارعت انفاسها من الترقب لتكملة جملة آيـآمي المبتورة ، ازدردت ريقها لتسمع ما اكملته آيـآمي وهي تشد يديها على قلبها
- احبكِ كأمي آيـآكا ! وهذا الشعور حقيقي جداً !
ترقرقت عينا آيـآكا بالدموع لتهرب من محجريها بحرارة لاذعة على وجنتيها ، اهتزت شفتاها بفرحٍ لا يمكن لها ان تعبر عنه
سقطت على ركبتيها اللتين ارتجفتا بشدة وما عادت تقويان على حملها وبدأت بالبكاء والشهيق !
صُدمت آيـآمي وتوترت حينما سمعت صوت البكاء المرير والشهيق المخنوق الذي لم تتعود عليه منها
ارتبكت بشدة وهي تردف بصدمة
- آيـآكا ! ما بك ؟ لما تبكين ؟
حاولت آيـآكا التوقف عن البكاء ولكنها لم تستطع فحاولت الكلام بصوتٍ متقطع من البكاء
- هذه .. اول .. مرة يخبرني احدٌ بهذه الكلمة ، اول مرة طوال حياتي ! لم يخبرني احدٌ بأنه يحبني مطلقاً ! انا .. انا سعيدةٌ سعيدة ولا استطيع التعبير عن ذلك بغير البكاء
شهقت بعدها فشعرت آيـآمي بارتياحٍ شديد ، تنفست الصعداء وهي تبتسم بقليل من العتاب في ملامحها ريثما آيـآكا اكملت بكائها بكل ازعاجٍ تمتلكه
بعد وهلة – استمرت ساعتين – صمتت آيـآكا وراحت تحاول اخفاء احمرار عينيها والحرق الذي تشعر به فيهما من شدة البكاء
وقفت بعدها وهي تبتسم بسعادة لتردف بوجهٍ طفولي بحت
- آيـآمي حبيبتي ! قولي لي ما تريدينه وسأحققه لك !
قطبت آيـآمي حاجبيها وامالت رأسها بتعجب وهي تستطرد متعجبة
- ولكن ليس لديكِ قوى اليس كذلك ؟
وقفت آيـآكا بغرورٍ مضحك وانفها رآح يطول بسرعة ، رددت بكبرياء و غباء
- بالعكس يا عزيزتي ، قواي كاملة ولكن ساتي صنع حاجزاً خارقاً يمنعني من الخروج وحسب ولا يمنعني من استخدام قوتي !
اظهرت آيـآمي انبهارها فجلست الاربعاء وهي تفكر بشيءٍ ترغب بتحقيقه ، فجأة تصنّمت في مكانها وراحت تحاول حبس دموعها من الانهمار
ابتسمت بفاجعة شديد ورددت بتزمت و تبّلد
- آيـآكا ! انتِ من صنع الروح السوداء اليس كذلك ؟
تعجبت آيـآكا من سؤالها ، اجابت بهدوء و تعجب
- اجل انا من صنعها ! لما ؟
ازدردت آيـآمي ريقها وقالت بغصة واختناق
- لما صنعتيها ؟!
ظهرت الجدية والبرود على ملامح آيـآكا ، اتجهت ناحية فراشها وجلست عليه وهي تقول ريثما تنظر الى الخاتم في اصبعها
- صناعتي لها كانت بغرض الحماية ، من المفترض ان تكون الروح السوداء شيطاناً يحمي من يصنع العقد معه ! هدفي كان نبيلاً ولكن بعدما انتيهت من صناعتها صُدمت بما حل بها ، اصبحت وحوشاً تسكن اجساد كل حيّ فتعذبه عذاباً لا ينتهي حتى بعد الممات ! اكتشتفُ بعد عدة تجارب بأن احداً ما عبث بتكوينها وانا غائبة فأضاف مادة مشؤومة ندعوها " جوست سايرن " وتعني صفارة الاشباح ، مما ادى الى ذلك وإن سألتني لما لم انهي امرها فهذا لأنها انتشرت وتكاثرت بسرعة حتى لم استطع فعل شيء !
اغمضت آيـآمي عينها بألم وهي تقول بشفاه مرتجفة
- هكذا اذا !
ابتسمت آيـآكا بشحوب واردفت محاولة تلطيف الاجواء
- هل هناك شخصٌ تريدين مني ازالة الروح عنه ؟
انبلجت عينا آيـآمي على اقصى اتساع وهي تقول بفراغٍ في داخلها
- اجل ، والدتي !
اتسعت حدقتا عينيّ آيـآكا وفغرت فاهها وهي تحاول استيعاب الموضوع ، شحب لونها وبدى الاسى على وجهها وهي تقول
- هكذا اذا ، نالت البراثن السامة ممن تحبين ؟
اكتفت آيـآمي بهز رأسها ايجاباً لما قالته آيـآكا ، ابتسمت الاخيرة بتلبد وهي تردف بنوعٍ من الخبث
- ولكن لديّ شرطٌ واحد لفعل ذلك !
استغربت آيـآمي هذا القول منها ، ضاقت عيناها وقالت متوجسة
- وما هو هذا الشرط ؟
ابتسمت آيـآكا بنعومة وهي تلعب بأصابع يدها وتردد بجدية قوية
- اريدك ان تسّمي علامتي فيكِ !
- علامتك ؟
- اجل علامتي !
- وما الغرض منها ؟
- علامتي ستثبت بأننا متصلتان بالدم ! وسوف تمكنك من قتلي والتحكم ببعض قواي إن احببتِ
- وايضاً ؟
- ذكية كما عهدتك ، وستسمح لي بجعلك وريثتي ان احببتُ بذلك بأن اسيطر على عقلك واظهر في اي وقتٍ احب امامك
- وهل ستحيلين حياتي جحيماً بها ؟
- كلا ، فقط إن اضطررت لذلك
- هكذا اذا ، واين اسِمُها ؟!
- في قلبك !
- ماذا ؟
- كما سمعتي ، في قلبك ! حتى لا يستطيع احدٌ ازالتها ابداً !
- لا بأس اذا ، افعلي ذلك
- كما تحبين يا صغيرتي ، كما تحبين !
وقفت آيـآكا ورفعت يدها ناحية السقف المائي وهي تردد بعض الكلمات بلغة غريبة ، شعرت الاخرى بحرقٍ في قلبها وكأن حديداً مصهوراً يسكب داخله فراحت تأنّ من الالم وهي تشد على صدرها بيدها
اختفى الالمُ فجأة وشعرتْ آيـآمي بشيءٍ غريب في داخلها ، شعورٌ جديد بأن عينين حمراوتان تراقبان كل ما تفعله ، شدت على قبضتها المرتجفة وقالت بتعب
- والان ستزيلين الروح من امي اليس كذلك ؟
اتسعت ابتسامة آيـآكا وهي تقول بشّر
- اجل سأفعل ولكِ وعدي يا حبيبتي !
نهاية الفلاش باك
يوماً ما ، لن يكون لوجودك أي معنى ، هكذا هو العالم يسير في طريقٍ محايد لا يمكن التهكنّ بأفعاله !
وفوق كل ذلك تقبع أنتَ على جبلٍ باذخ ارعن ، لا قمة له ولا قاع ! لا بداية له ولا نهاية ، حيث تناضل بكل جهدك أن تصل إلى ما تصبو اليه
ولكن خيبة الامل امرٌ حقيقي ، وألم الشعور بالفشل واقعيّ ! قد تفشل ولا تقف مجدداً على قدميك .. ولما ذلك ؟
لأنك فقدت الطريق الذي يقودك إلى حيث الحنين !
وقفتْ بلا أي حراك بادٍ على جسدها ، بغضب وحوشٍ كاسر تتوق لتمزيق ضحيتها ، عيناها رسمتا رعباً لا يمكن أن تنطق به الكلمات والدماء تنزف من كتفها الذي فارق يدها اليسرى !
بمساعدة من فكيها امسكت بقميصها الابيض وشقّت جزءاً منه لتربط به مكان النزيف بالإستعانة بفمها ، بعدما انتهت اعادت النظر ناحية نسخة والدها التي تقف بلا حراك تنظر اليها بحقدٍ واضح
غطت خصلات شعرها عينها اليمنى وسارت خطوتين إلى الامام وهي تقول ببرود مرعب
- كيف تجرؤ ..
اكملت الجملة بصرخة مدوية هزّت كيان آيـآكا والجميع
- على لمس اخي ؟!
اشتعلت النيران الزرقاء في يدها اليمنى وراحت تتحرك بتموجات حولها ، ابتسمت نسخة والدها بشّر ابليسي وتحركت بسرعة ناحيتها
حرك يده بقبضة قوة ناحية وجهها ولكنها تفادت الهجمة لتضربه على معدته بقوة ويتراجع إلى الخلف متألماً
ارسلتْ قذيفة من النيران الزرقاء ناحيته حتى احاطته كالكرة ليبدأ جلده بالذوبان ببطء ، قفزت هي داخل الكرة مخترقة النيران لتلكمه من جديد على وجهه مما سبب كدمة متورمّة بشكلٍ مرعب
وقفت بعدها وحركت شعرها بغرور وهي تردف بتكّبر واضح
- لستَ شيئاً مقارنة بوالدي ، في الواقع انت اضعف حتى من اراشي !
شهق آراشي الذي تلقى إهانة للتو ، وقف وصرخ غاضباً ببلاهة
- كيف تجرؤين على ذلك تشيبي – شان ؟! سوف انتقم منك !
حدجته بنظرة حادة اخْرست لسانه وارست الرعب في قلبه ، اعادت بصرها ناحية النسخة لتجد بأنه اختفى !
ظهر من خلفها على حين غفلة وكاد يركلها لولا انها تفادتها وركلته بقوة على وجه ، اوقف نفسه بصعوبة وبدون ان يفعل اي شيء تغير الى شكله إلى شكلها هي !
رفعت احد حاجبيها بغرور واضح وقهقهت بخفوت ، اغمضت عينيها بعد وهلة وتفجرت بالضحك الهستيري المرعب
صرخت بابتسامة مجنونة
- انا لم اهتم لشكل لوالدي فهل تعتقد ان اهتم لشكلي انا ؟!
كتفت آيـآكا يديها بقلق واضحٍ ، اخفت خصلات غرتّها وجهها وهي تقول في قرارة نفسها بهدوء
- موجة من الغموض تكتسح الاجواء ، هذا الشعور المألوف .. لا اريد ان اتذكره !
انتبه كازو على قلق آيـآكا الذي احاطها بهالة من التوتر ، قطب حاجبيه متعجباً حينما لاح طيف ارتجافة بسيطة على يديها !
ريثما آيـآمي تتفادى ضربات مثيلتها بسهولة وتكبّر ، شعرتْ بأن لبّ هذا القتال فاسد وأن لا نفعَ في استمراريته بعد الان !
حالما كادت شبيهتها تضربها حتى اخترقت بيدها قلبها بسرعة خاطفة ، تصمنتا في مكانهما والنسخة تنظر اليها فزعة غير قادرة على الحراك
وحينما كانت آيـآمي تخدش قلب نسختها بمخالبها حتى لمعت عيناها بشرارة حمراء لتقول بهمسٍ مرعب
- احترقي !
تأججت النيران في جسد النسخة الضعيفة ، زرقتها التي انعكست على زرقة عيني آيـآمي التي كانت تشاهد النيران تفتك وتأكل جسد النسخة صارخة قد رسمت شبح ابتسامة مرعب على ثغرها
سقطت الجثة وقد تفحّمت تماماً واستحالت بعض اجزائها رماداً تتناثره الرياح في الافق !
تنهدت آيـآمي بارتياح مشؤوم و اعادت النظر ناحية كازو بابتسامة عذبة ، شعرتْ بالدوار فجأة فترنحت وسقطت على ركبتيها تلهثّ بشدة والنزيف من يدها لم يشفى بعد
هرع كلٌ من ساسكي و كازو اليها ، وصلا في نفس الوقت وهما ينظران إلى بعضهما بحقد
سحب ساسكي آيـآمي ناحيته بقوة فزجره كازو بعنف قائلاً
- احمق ، لا تكن غبياً انها مصابة ولن تتحمل خشونة يديك !
احاطها بذراعيه وسحبها ناحيته وساسكي ينظر اليه بصدمة ويقول غاضباً
- وكأنها بحاجة اليك ايها القرد الراقص ، اتركها في الحال !
ظهر عرق الغضب على وجه كازو وهو يشاهد ساسكي يجر آيـآمي ناحيته كي لا تكون بقربه ، امسك هو بها كذلك وحاول سحبها ولكنها علقت في المنتصف بينهما
من حيث لم يدركا جاء ايتاتشي وانتشلها من بين يديها وهو ينظر اليهما بنظراتٍ ادخلت الرعب في قلوبهما
رمقت آيـآمي ايتاتشي بعيون مرهقة جداً وهي تحاول ان تحرك شفتيها كي تتكلم ولكنه قاطعتها بابتسامة قائلاً
- لا تتحدثي ، هذا الارهاق ناجمٌ عن استعادتك لقواكِ ، سيكون كل شيء بخير لا تقلقي
اقعى على الارض واسندها لشجرة مخضّرة توسّطت مثيلاتها في المعمورة مشوهّة الملامح
اغمضت عينيها بإرهاق وحاولت ان تركز طاقتها حتى لا تنفر منها لفجاءة عودتها الى جسدها
وقف إيـتاتشي واتجه ناحية كلٍ من ساسكي وكازو اللذين لا يزالان يتشاجران بعنف ، ابعدهما عن بعضهما ونظر الى ناروتو الذي راح ينظر الى آيـآكا بغموض
ناداه فاستجاب له على مضض ، بدت الجدية على ملامح ناروتو الذي لم يعهد هذا النوع من القتال بعد
وقف بمحاذات ايتاتشي ليقول بغموضٍ شديد
- نوعٌ من الخوف يستبّد في نفسها ، لا أعلم لما ولكنها تبدو حانقة في الوقت الحالي !
ضاقت عينا ايتاتشي بقليل من الحيرة ، اشخص ناظريه ناحية آيـآكا التي رفعت رأسها فتقابلت عيونها مع شارينجان ايتاتشي الخاصة
وفي لحظة لم تستطع ان تعرف حقيقتها وقعت تحت تأثير وهمِ ايتاتشي !
كانت مصلوبة على ما يبدو وهي غير قادرة على الحراك ، فزعت وحاولت التشبث بهدوئها ولكن حبال اعصابها مشدودة
نظرت حولها لبرهة فما كان الذي تراه سوى المسطحات السوداء و السماء الحمراء ، فجأة استوى جسدٌ امامها
فأذا به تميز وجه من اسقطها في الوهم ، زمجرت كالوحوش ولكن هذا لم يثنِ الاخير عن رغبته في تعذيبها
اقترب منها وقال ببروده الذي اشتهر به في هذه المواقف
- سأبقيكِ حبيسة هذا العذاب لحين يرأف بكِ قلبي !
لم يسمع ردها بل التفت وسار خارجاً من وهمه ، وكان آخرُ ما سمعه .. صوت صرختها الحانقة !
يقف الطاغية بجبروته على عرش السلطة والرفاهية ، محتكراً كل ما دخل بين يديه له وحده !
ولكن الظلام غير مملوك ! فهو يفعل ما يحلو له دون ان يشعر بشيءٍ في لبّه المجهول
وفي ذلك اللبّ كان جالساً يراقب مقتضى الاحداث بصمتٍ مهيب ، بعينين تلمعان خبثاً وشيطانية
ابتسم حينما شاهد آيـآمي تنظر ناحيته وهي تدرك بأنه يراقبهم ويراقب تحركاتهم ، ابتسمت له ورددت عبارة مضمونها
- الن تخرج بعد ؟!
ابتسم آيريس الذي اختفى في الظلام بهدوء وهو يهز رأسه مجيباً اياها ، اغمضت عينيها بتفهم وعادت الى تركيزها المشتت
ريثما هو وقف بهدوء مراقباً آيـآكا المتصنّمة مكانها دون حراك ، اوجس خيفة من نفسه لوهلة ولكنه تفادى ذلك
شعر بأن ما يوشك على فعله يعتبر خيانة لمشاعرها ولكنها ستجبره على فعل ذلك إن استمرت فيما تفعله
نظر الى يده ليجد دائرة حمراء تُرسم تدريجياً على باطنها ، قطب حاجبيه وقال بحنق
- الطاقة تصبح بطيئة في الظلام ، كان عليّ اختيار مكانٍ انسب كي اراقب الاوضاع !
ريثما شاهد الدائرة تكتمل راودته الكثير من الهواجس السوداء وتناهى الى عقله الباطن صوتها وهي تخفف عنه وطأة موت والدته
اردف بحسرة في نفسه
- لا اريد ان اؤذيها ، فهي كانت الام لي بعدما ماتت والدتي ! ولكني لن امتلك خياراً إن اكملت ما تفعله
اعاد النظر ليجدها لا تزال على حالها .. ساكنة وبلا حراك !
تعجب من التأثير القوي لشارينجان ايتاتشي عليها ولكنه عرف انها تحيك امراً في الخفاء
امراً .. اكثر رعباً مما كان يتصور !
لأقسمن بالخريف الواهن بأن ما اخافك كان ظلك !
أنت الذي لم تخشى الحياة يوماً ، قد خشيت نفسك !
وما اكثر رعباً من ان تخاف نفسك .. تحذر نفسك .. تترقب شكاً في نفسك ؟!
تظهر قناع الخلوق الصدوق على مرأى من العالم
ولكن جوفك مرتعٌ للوسوسات والالام !
إلى اين تظن هذه الذكريات ستأخذك ؟
إلى عالمٍ آخر ؟ إلى وقتٍ آخر ؟
لن تعلم ولسوف تقسّمن بالحياة الاخرى
ان ما اختفى خلف قلبك النابض
كان اقسى مما ظنناه !
هزات صغيرة تضرب بأرض القصر كلما تحرك قرب الساعة ثانية واحدة
اعصابٌ مشدودة وقلبٌ يحاول التخفيف من وطأة القلق الذي ينهش فيه حياً
عيونه البحرية تراقب الاحداث بصمت و قلبه يحفل بالمصائب دوماً
ألم تكفه الاسرار التي يخبأها حتى يأتيه هذا الالم مغيراً كل شيء إلى الاسوء ؟
تناهى الى خياله وقعُ تهويدة لا يهرف كنهها وكأنما ملايين الابر تخزه في قلبه فيتوقف عن النبض
اشاح ناظريه عن الشاشة المعلقة في الفراغ ليشد على شفاهه حتى ادمت !
من ناحية اخرى استكانت هي بقربه مرتجفة من خوفها منه ، لا تستطيع النطق لأنه سيقطع لسانها في الحال
استرقت نظرة اليه فأذا به ينظر بحقدٍ إلى آيـآكا التي وقفت ساكنة منذ بعض الوقت
تسائلت عما يدور في ذهنه من افكار فأتتها ملايين الاحتمالات التي قد يفكر فيها في آنٍ واحد
اخرجت تنهيدة مرهقة من جوفها وهي تحاول ان تبعد شعور التوتر عن الجو المحيط بهما
فإذا به التفت اليها بنظراتٍ حادة امتصت اللون من وجهها وهي تحاول اخفاء ارتباكها الشديد منه
دنى منها وإذا به يقول بشرارة في عينيه
- اذهبي إلى غرفتي واجلبي الصندوق الاسود الذي اعتلاه رسمٌ لتنين احمر !
جفلت بعينيها مطولاً وهي تحاول استيعاب النظرة الهادئة التي رافقت عينه الراغبة بسفك الدماء
شد على شفتيه حينما شاهد شرودها فيه فغضب وكاد ينفجر بها غاضباً إلا انه كبت اعصابه وقال بنبرة على وشك الانفجار
- إن لم تفهمي فسأخرج عقلك البليد بيدي كي ابدله بجديد ! هيا اغربي عن وجهي واجلبيه !
انتفضت من مكانها خائفة وهي تقول بجزع شديد
- حاضر !
ركضت ناحية غرفته لتدلف اليها وهي تلهث من الخوف و قد تصاعد صدرها وانخفض مع لهاثها الحاد
دخلت اليها وراحت تبحث في دروجه عن ذلك الصندوق العجيب الذي لم يخبرها حتى بمكانه بدقة
شعرت بالتوتر حالما تخيلت ما سيفعله بها حينما تعود دون الصندوق اليه فسرت رجفة في جسدها لبرهة
مرت فترة ولم تستطع ان تعثر على الصندوق فاستسلمت وجلست على اقرب كرسيٍ لها
شعرت بشيء غريب ، طاقة لم تألفها من قبل مطلقاً ، جالت ببصرها في المكان حتى وقع على طاولة مستديرة امامها
انتصب عليها صندوقٌ اسود ضخم نقش عليه تنينٌ احمر داميٍ ، اتسعت عيناها رهبة وهي تستشعر الطاقة داخله
لا تعلم لما سرى الخوف فجأة فيها وكأنما ما فيه يحاول السيطرة على كيانها دفعة واحدة
ازدردت لعابها واتجهت ناحيته ببطء حتى انتصبت امامه تماماً وهي تشعر برغبة في فتح القفل ورؤية ما فيه
لكنها قاومت ذلك الشعور المهيب وامسكت بالصندوق لتحمله وتتفاجئ بوزنه الخفيف !
ازمعت به إلى ساتان الذي لا يزال جالساً على اعصابه يحدج ابنائه بنظراتٍ غاضبة لعدم استغلالهم لحظات ضعف آيـآكا في مهاجمتها !
انتبه على وفودها إلى الغرفة فاتسعت عيناه حينما شاهد مارينا تمسك بالصندوق ، اسرع ليقف ويتجه ناحيتها
اخذ الصندوق من بين يديها ووضعه على اقرب طاولة له ريثما هي حاولت التقاط انفاسها من الركض الشديد
شعرَ بالقليل من تأنيب الضمير لما فعله لها فالتفت ليراها تنظر مباشرة اليه بعيونها الزرقاء ، تحرك شيءٌ ما داخله
شعورٌ قديم ظنّ بأنه مات حينما فضلت انانيتها عليه وعلى ابنته ، لمعت عيناه للحظة فابتسم واشار اليها لتتقدم منه ففعلت
وقف امامها تماماً ليظهر فارق الطول بينهما ، دنى منها قليلاً وقال بنبرة هادئة وابتسامة عذبة
- ارجو ان تعفي عما بدر مني قبل قليل ، لم اكن في كامل قواي العقلية
توردت وجنتاها وارتبكت من ابتسامته الرائعة ، حاولت ان تشيح ببصرها وهي تقول متوترة
- لا .. لا بأس .. اعرف ما ..
لم تكمل جملتها حينما طبع قبلة مفاجئة على وجنتها ، تلك المباغتة التي لم تتوقعها منه قد ارهفت كيانها
وجعلت حرارة جسدها ترتفع إلى مئات الدرجات من الخجل ، شعرت بأن ركبتيها لم تحملاها هذه المرة فسقطت على الارض والدخاخين تخرج من رأسها
ابتسم هو ولكنه سرعان ما كشّر وهو يعيد النظر الى حيث الصندوق الاسود ، اقترب منه واشار بأصبعه ناحيته ليفتح ويظهر ما بجوفه من احد اسرار ساتان
رمق المحتوى بكره ومن ثم مد يده ليخرجه مُكرهاً وينظر اليه لفترة من الزمن
وقفت مارينا وهي تنظر إلى ما اخرجه من داخل الصندوق ففزعت وشعرت وتراجعت إلى الخلف مسرعة
ارتجفت وهي تراه يخرج علبة شفافة من الصندوق نفسه تحتوي على رمادٍ كثيف ويطلق رائحة زكية
توقفت عن الارتجاف ووقفت لتتجه ناحية ساتان وتتمسك به من الخلف وهي تطل بناظريها على ما اخرجه
نظر اليها بنصف عين وشعر ببعض الانزعاج من تعلقها فيه ولكنه لم يقل لها ذلك ، سألها بعدها بعصبية
- ما الامر ؟
اجابته بهدوء
- كنتُ اتسائل لما تحتفظ بمثل هذه الامور !
هو لا يحب الفضول في العادة ولكنه قرر ان يتخطى الموضوع هذه المرة لأنها اول مرة تحشر مارينا فيها انفها فيما لا يخصها
تنهد واردف بعدها ببرود
- عرفتُ بأني سأحتاج هذا الرماد يوماً ما وقد صدقت شكوكي !
قطبت حاجبيها وارتجفت بعض الشيء وهي تقول متشككة
- اذا لا تقل لي بأن هذا....
اكمل هو جملتها غاضباً
- اجل هذه هي رثات باندورا !
انتفضت وهي تصرخ متقززة
- كيف يمكنك ان تحتفظ ببقايا ابنك ! احرقت جسده وابقيت جمجمة رأسه ؟! ألا تشعر بالقشعريرة من نفسك ؟
ضربته بكتابٍ كان على الطاولة فصُدم هو من ردة فعلها هذه ، استشاط غضباً فجأة وكادت القارورة ان تسقط من بين يديه وهو يمسك بيدها بقوة ويقول بعيون حمراء غاضبة
- نحن لن نعود كالسابق مجدداً ! إنما بقاؤك على قيد الحياة لهو لأجل ابنتي وحسب ! لذا إياكِ ان تظني بأني سأغفر لكِ مد يدك عليّ مرة اخرى ! هل فهمتي يا امرأة ؟
بدى وكأنها استعادت وعيها مجدداً من نوبة ذكريات تلبست بها للحظة ، ارتعدت منه وارتجفت كطفلة صغيرة ولكن هذا لم يحرك اي مشاعر فيه ، بسرعةٍ نادى على اسمٍ يعرفه تماماً كي يحضر اليه
- ماري ، تعالي الى هنا يا عزيزتي
ظهرت ماري التي تغيرت تماماً امامه لتضيق عيناه بعض الشيء ويبتسم بهدوءٍ لها
ردد بحنان
- لهذا اختفيتي لفترة طويلة ، لقد كنتِ تسلخين جلدك كي تكبري !
ابتسمت ماري ببلاهة ووضعت اصبعيها على القرون التي نمت لها من اللا مكان ، اتسعت ابتسامة ساتان وربت على رأسها بحنان
ولكن ابتسامته سرعان ما تلاشت الى الحضيض لينظر اليها بالغضب المعتاد ، عرفت بأنه يفكر بأمرٍ لذا تحولت الى الجدية كذلك
امسك بيدها ووضع القارورة التي تحتوي رثات باندورا ، اقترب منها وهمس بعبارة ما في اذنها لتلتمع عيناها فجأة وتهز رأسها بتفهم
سرعان ما اقتربت منه وقبلت وجنته على حين غرة ، تفاجئ من تصرفها واذا بها تضع القارورة على الارض وتخرج دفترها الصغير من بين ملابسها وتكتب عبارة ما وترفعها امامه مبتسمة
- سي – شان ، لا تغضب فسوف احمي آيـآمي – شين بنفسي !
اراد ان يكبت ضحكته ولكنه لم يتمكن من فعل ذلك فضحك عليها حتى دمعت عيانه ، ابتسمت هي وامسكت بالقارورة لتجري راكضة خارج الغرفة
تعجبت مارينا التي لم تشاهد ابتسامة ساتان هذه منذ زمنٍ طويل وتسائلت في قرارتها عن هوية تلك الفتاة الصغيرة التي رقّ قلب ساتان لها و رباها هنا !
شكل ريو البشري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق