WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل السابع عشر : ( إكفهرار حُلمٍ بعيد ’’ على زمهرير سواد الزمن !)






همهمة مغترب وسط سكون المنفى

تهويدة حزينة قد قطّعت نياط قلبي الوحيد

اغرق ببطء وسط بحرٍ رمادي خالٍ من الحياة

وتلك التهويدة تصدع في اذني بهدوء

جفلت برموشي عدة مرات حتى كاد النعاس يغلبني

توسطتُ الموت بروحٍ مسلوبة وارادة مقيدة

وانا اراقب الجميع يشاهدون غرقي .. بلا حراك

في قصورهم هم الفارهون المنغموس في الملذات

وهنا .. هم القاتلون الذين ارتأوا ان يبيدوا الحشرات !

وانا بما اني حشرة ! فقد ابادوني بظلمات كوابيسي

اغرقوني وشاهدوا المياه تخنق جوفي و تنفي حياتي

هم الشياطين إن قالوا بأن الشيطان هو انا !

ولكن لا احد منهم اهتم بي ، لم ينظروا في عيني !

بل اشاحوا بوجوههم وابتساماتٌ ابليسية ارتقت محياهم

وانا بعينين زائغتين عن مفهوم الحياة

كنت امد يدي ناحية نقطة الضوء الصغيرة

ولكن الخير نبذني .. قرر التخلي عني بعد كل شيء !

حتى الظلام لم يردني ، لم يناضل لأجلي !

ولما سأعيش الان ؟ أاجعل من نفسي اضحوكة إن قلتُ بأني احببتهم ؟

ولكن بما انهم لم يحبوني فسوف انتقم ! سأريهم أن الشيطان الذي صنعوه موجود !

سأعيثُ فساداً في الارض و اجلعهم مغتربين في عالم الضياع

سأكون الوحش إن تطلب الامر !

سوف القي بإنسانيتي جانباً و اصبح طاغية العصر كي افوز !



فلاش باك

صمتٌ هائل عمّ المغارة التي ضجتّ بالموت حليفاً لها ، من بين غياهب السكون صمدت البحيرة الماسية

مياهها راكدة ، صافيةٌ جداً و هادئة الكيان ، امتزجت مع حقيقة سوداء فغطت القبح بقناع الجمال

وعلى حافة البحيرة جلست تداعب المياه الماسية بأناملها وهي تضحك وتتحدث بأريحية قصوى

ريثما عيناها شعتّا بالحياة ونبضتا على غير عادة وهي تحدث من يقبع في عالمٍ مجهول ويبتسم بحبٍ لها

قهقهت الاخرى بغنجٍ شديد وهي تضع اطراف اصابعها على شفاهها وتردف قائلة بحماس

- لقد اصبتم ساتي بالجنون حقاً ! ما الذي حدث بعد ذلك ؟

ابتسمت الاخرى وقد توردت وجنتاها و ادمعت عيناها من شدة الضحك ، اعقبت بحماس طفوليّ

- وبعد ذلك قررتُ ان اكسر سيفه ! ففعلت وقد جنّ جنونه حتى راح يتقلب على الارض وهو يبكي متحسراً

تفجرت آيـآكا بالضحك وراحت تشعر بألمٍ في بطنها لشدته ، سقطت على الارض وهي تتدحرج وتتخيل مظهر هيرو الباكي على سيفه فلم تتمكن من تمالك نفسها

هدأتا بعد فترة من الزمن فجلست آيـآكا على كرسيها وهي تستمع الى صوت آيـآمي القادم من سقف الغرفة التي يتكون من مياه البحيرة الماسية

ابتسمت بعذوبة وهي تسمع آيـآمي تتسائل متعجبة

- آيـآكا ، كيف تشعرين في هذا البعد الذي حبسك فيه والدي ؟!

لمعت عينا آيـآكا بألم ، اغمضت عينيها وشدّت على يديها وهي تردف بغصة

- الوحدة !

ظهرت لمعة من الحزن على عينيّ آيـآمي ، وضعت يدها على سطح البحيرة وقالت بابتسامة صفراء

- اعرف هذا الشعور جيداً ، لابد وان المعاناة لا تحتمل اليس كذلك ؟

ابتسمت آيـآكا ، وقفت وراحت تسير في الغرفة الضخمة التي تكون البعد الذي حُبست فيه ، جابت بنظرها الى كل تلك التحف والنوافذ التي تطلّ على الظلام فشعرت ببردٍ قارس يضرب قلبها المرهق

وقفتْ عند نهاية الغرفة حيث رفعت رأسها الى السقف المائي ورددت بسعادة ووجنتين متوردتين

- ولكن اتعلمين ؟ مذُ ان اتيتي الى هنا وبدأتي بمحادثتي وانا لا اشعر بتلك الوحدة الموحشة !

اتسعت عينا آيـآمي قليلاً وهي تبتسم بمفاجأة تلقتها ، امالت رأسها بهدوء لتردف بتواتر لطيف

- اتعلمين آيـآكا ؟ سمعتُ الكثير عنكِ وظننت ان الكره لكِ هو مآلي ولكن العكس قد حدث ..

بدأ قلب آيـآكا ينبض بسرعة غريبة وتسارعت انفاسها من الترقب لتكملة جملة آيـآمي المبتورة ، ازدردت ريقها لتسمع ما اكملته آيـآمي وهي تشد يديها على قلبها

- احبكِ كأمي آيـآكا ! وهذا الشعور حقيقي جداً !

ترقرقت عينا آيـآكا بالدموع لتهرب من محجريها بحرارة لاذعة على وجنتيها ، اهتزت شفتاها بفرحٍ لا يمكن لها ان تعبر عنه

سقطت على ركبتيها اللتين ارتجفتا بشدة وما عادت تقويان على حملها وبدأت بالبكاء والشهيق !

صُدمت آيـآمي وتوترت حينما سمعت صوت البكاء المرير والشهيق المخنوق الذي لم تتعود عليه منها

ارتبكت بشدة وهي تردف بصدمة

- آيـآكا ! ما بك ؟ لما تبكين ؟

حاولت آيـآكا التوقف عن البكاء ولكنها لم تستطع فحاولت الكلام بصوتٍ متقطع من البكاء

- هذه .. اول .. مرة يخبرني احدٌ بهذه الكلمة ، اول مرة طوال حياتي ! لم يخبرني احدٌ بأنه يحبني مطلقاً ! انا .. انا سعيدةٌ سعيدة ولا استطيع التعبير عن ذلك بغير البكاء

شهقت بعدها فشعرت آيـآمي بارتياحٍ شديد ، تنفست الصعداء وهي تبتسم بقليل من العتاب في ملامحها ريثما آيـآكا اكملت بكائها بكل ازعاجٍ تمتلكه

بعد وهلة – استمرت ساعتين – صمتت آيـآكا وراحت تحاول اخفاء احمرار عينيها والحرق الذي تشعر به فيهما من شدة البكاء

وقفت بعدها وهي تبتسم بسعادة لتردف بوجهٍ طفولي بحت

- آيـآمي حبيبتي ! قولي لي ما تريدينه وسأحققه لك !

قطبت آيـآمي حاجبيها وامالت رأسها بتعجب وهي تستطرد متعجبة

- ولكن ليس لديكِ قوى اليس كذلك ؟

وقفت آيـآكا بغرورٍ مضحك وانفها رآح يطول بسرعة ، رددت بكبرياء و غباء

- بالعكس يا عزيزتي ، قواي كاملة ولكن ساتي صنع حاجزاً خارقاً يمنعني من الخروج وحسب ولا يمنعني من استخدام قوتي !

اظهرت آيـآمي انبهارها فجلست الاربعاء وهي تفكر بشيءٍ ترغب بتحقيقه ، فجأة تصنّمت في مكانها وراحت تحاول حبس دموعها من الانهمار

ابتسمت بفاجعة شديد ورددت بتزمت و تبّلد

- آيـآكا ! انتِ من صنع الروح السوداء اليس كذلك ؟

تعجبت آيـآكا من سؤالها ، اجابت بهدوء و تعجب

- اجل انا من صنعها ! لما ؟

ازدردت آيـآمي ريقها وقالت بغصة واختناق

- لما صنعتيها ؟!

ظهرت الجدية والبرود على ملامح آيـآكا ، اتجهت ناحية فراشها وجلست عليه وهي تقول ريثما تنظر الى الخاتم في اصبعها

- صناعتي لها كانت بغرض الحماية ، من المفترض ان تكون الروح السوداء شيطاناً يحمي من يصنع العقد معه ! هدفي كان نبيلاً ولكن بعدما انتيهت من صناعتها صُدمت بما حل بها ، اصبحت وحوشاً تسكن اجساد كل حيّ فتعذبه عذاباً لا ينتهي حتى بعد الممات ! اكتشتفُ بعد عدة تجارب بأن احداً ما عبث بتكوينها وانا غائبة فأضاف مادة مشؤومة ندعوها " جوست سايرن " وتعني صفارة الاشباح ، مما ادى الى ذلك وإن سألتني لما لم انهي امرها فهذا لأنها انتشرت وتكاثرت بسرعة حتى لم استطع فعل شيء !

اغمضت آيـآمي عينها بألم وهي تقول بشفاه مرتجفة

- هكذا اذا !

ابتسمت آيـآكا بشحوب واردفت محاولة تلطيف الاجواء

- هل هناك شخصٌ تريدين مني ازالة الروح عنه ؟

انبلجت عينا آيـآمي على اقصى اتساع وهي تقول بفراغٍ في داخلها

- اجل ، والدتي !

اتسعت حدقتا عينيّ آيـآكا وفغرت فاهها وهي تحاول استيعاب الموضوع ، شحب لونها وبدى الاسى على وجهها وهي تقول

- هكذا اذا ، نالت البراثن السامة ممن تحبين ؟

اكتفت آيـآمي بهز رأسها ايجاباً لما قالته آيـآكا ، ابتسمت الاخيرة بتلبد وهي تردف بنوعٍ من الخبث

- ولكن لديّ شرطٌ واحد لفعل ذلك !

استغربت آيـآمي هذا القول منها ، ضاقت عيناها وقالت متوجسة

- وما هو هذا الشرط ؟

ابتسمت آيـآكا بنعومة وهي تلعب بأصابع يدها وتردد بجدية قوية

- اريدك ان تسّمي علامتي فيكِ !

- علامتك ؟

- اجل علامتي !

- وما الغرض منها ؟

- علامتي ستثبت بأننا متصلتان بالدم ! وسوف تمكنك من قتلي والتحكم ببعض قواي إن احببتِ

- وايضاً ؟

- ذكية كما عهدتك ، وستسمح لي بجعلك وريثتي ان احببتُ بذلك بأن اسيطر على عقلك واظهر في اي وقتٍ احب امامك

- وهل ستحيلين حياتي جحيماً بها ؟

- كلا ، فقط إن اضطررت لذلك

- هكذا اذا ، واين اسِمُها ؟!

- في قلبك !

- ماذا ؟

- كما سمعتي ، في قلبك ! حتى لا يستطيع احدٌ ازالتها ابداً !

- لا بأس اذا ، افعلي ذلك

- كما تحبين يا صغيرتي ، كما تحبين !

وقفت آيـآكا ورفعت يدها ناحية السقف المائي وهي تردد بعض الكلمات بلغة غريبة ، شعرت الاخرى بحرقٍ في قلبها وكأن حديداً مصهوراً يسكب داخله فراحت تأنّ من الالم وهي تشد على صدرها بيدها

اختفى الالمُ فجأة وشعرتْ آيـآمي بشيءٍ غريب في داخلها ، شعورٌ جديد بأن عينين حمراوتان تراقبان كل ما تفعله ، شدت على قبضتها المرتجفة وقالت بتعب

- والان ستزيلين الروح من امي اليس كذلك ؟

اتسعت ابتسامة آيـآكا وهي تقول بشّر

- اجل سأفعل ولكِ وعدي يا حبيبتي !

نهاية الفلاش باك








يوماً ما ، انتَ لن تستيقظ !

يوماً ما ، لن يكون لوجودك أي معنى ، هكذا هو العالم يسير في طريقٍ محايد لا يمكن التهكنّ بأفعاله !

وفوق كل ذلك تقبع أنتَ على جبلٍ باذخ ارعن ، لا قمة له ولا قاع ! لا بداية له ولا نهاية ، حيث تناضل بكل جهدك أن تصل إلى ما تصبو اليه

ولكن خيبة الامل امرٌ حقيقي ، وألم الشعور بالفشل واقعيّ ! قد تفشل ولا تقف مجدداً على قدميك .. ولما ذلك ؟

لأنك فقدت الطريق الذي يقودك إلى حيث الحنين !

وقفتْ بلا أي حراك بادٍ على جسدها ، بغضب وحوشٍ كاسر تتوق لتمزيق ضحيتها ، عيناها رسمتا رعباً لا يمكن أن تنطق به الكلمات والدماء تنزف من كتفها الذي فارق يدها اليسرى !

بمساعدة من فكيها امسكت بقميصها الابيض وشقّت جزءاً منه لتربط به مكان النزيف بالإستعانة بفمها ، بعدما انتهت اعادت النظر ناحية نسخة والدها التي تقف بلا حراك تنظر اليها بحقدٍ واضح

غطت خصلات شعرها عينها اليمنى وسارت خطوتين إلى الامام وهي تقول ببرود مرعب

- كيف تجرؤ ..

اكملت الجملة بصرخة مدوية هزّت كيان آيـآكا والجميع

- على لمس اخي ؟!

اشتعلت النيران الزرقاء في يدها اليمنى وراحت تتحرك بتموجات حولها ، ابتسمت نسخة والدها بشّر ابليسي وتحركت بسرعة ناحيتها

حرك يده بقبضة قوة ناحية وجهها ولكنها تفادت الهجمة لتضربه على معدته بقوة ويتراجع إلى الخلف متألماً

ارسلتْ قذيفة من النيران الزرقاء ناحيته حتى احاطته كالكرة ليبدأ جلده بالذوبان ببطء ، قفزت هي داخل الكرة مخترقة النيران لتلكمه من جديد على وجهه مما سبب كدمة متورمّة بشكلٍ مرعب

وقفت بعدها وحركت شعرها بغرور وهي تردف بتكّبر واضح

- لستَ شيئاً مقارنة بوالدي ، في الواقع انت اضعف حتى من اراشي !

شهق آراشي الذي تلقى إهانة للتو ، وقف وصرخ غاضباً ببلاهة

- كيف تجرؤين على ذلك تشيبي – شان ؟! سوف انتقم منك !

حدجته بنظرة حادة اخْرست لسانه وارست الرعب في قلبه ، اعادت بصرها ناحية النسخة لتجد بأنه اختفى !

ظهر من خلفها على حين غفلة وكاد يركلها لولا انها تفادتها وركلته بقوة على وجه ، اوقف نفسه بصعوبة وبدون ان يفعل اي شيء تغير الى شكله إلى شكلها هي !

رفعت احد حاجبيها بغرور واضح وقهقهت بخفوت ، اغمضت عينيها بعد وهلة وتفجرت بالضحك الهستيري المرعب

صرخت بابتسامة مجنونة

- انا لم اهتم لشكل لوالدي فهل تعتقد ان اهتم لشكلي انا ؟!

كتفت آيـآكا يديها بقلق واضحٍ ، اخفت خصلات غرتّها وجهها وهي تقول في قرارة نفسها بهدوء

- موجة من الغموض تكتسح الاجواء ، هذا الشعور المألوف .. لا اريد ان اتذكره !

انتبه كازو على قلق آيـآكا الذي احاطها بهالة من التوتر ، قطب حاجبيه متعجباً حينما لاح طيف ارتجافة بسيطة على يديها !

ريثما آيـآمي تتفادى ضربات مثيلتها بسهولة وتكبّر ، شعرتْ بأن لبّ هذا القتال فاسد وأن لا نفعَ في استمراريته بعد الان !

حالما كادت شبيهتها تضربها حتى اخترقت بيدها قلبها بسرعة خاطفة ، تصمنتا في مكانهما والنسخة تنظر اليها فزعة غير قادرة على الحراك

وحينما كانت آيـآمي تخدش قلب نسختها بمخالبها حتى لمعت عيناها بشرارة حمراء لتقول بهمسٍ مرعب

- احترقي !

تأججت النيران في جسد النسخة الضعيفة ، زرقتها التي انعكست على زرقة عيني آيـآمي التي كانت تشاهد النيران تفتك وتأكل جسد النسخة صارخة قد رسمت شبح ابتسامة مرعب على ثغرها

سقطت الجثة وقد تفحّمت تماماً واستحالت بعض اجزائها رماداً تتناثره الرياح في الافق !

تنهدت آيـآمي بارتياح مشؤوم و اعادت النظر ناحية كازو بابتسامة عذبة ، شعرتْ بالدوار فجأة فترنحت وسقطت على ركبتيها تلهثّ بشدة والنزيف من يدها لم يشفى بعد

هرع كلٌ من ساسكي و كازو اليها ، وصلا في نفس الوقت وهما ينظران إلى بعضهما بحقد

سحب ساسكي آيـآمي ناحيته بقوة فزجره كازو بعنف قائلاً

- احمق ، لا تكن غبياً انها مصابة ولن تتحمل خشونة يديك !

احاطها بذراعيه وسحبها ناحيته وساسكي ينظر اليه بصدمة ويقول غاضباً

- وكأنها بحاجة اليك ايها القرد الراقص ، اتركها في الحال !

ظهر عرق الغضب على وجه كازو وهو يشاهد ساسكي يجر آيـآمي ناحيته كي لا تكون بقربه ، امسك هو بها كذلك وحاول سحبها ولكنها علقت في المنتصف بينهما

من حيث لم يدركا جاء ايتاتشي وانتشلها من بين يديها وهو ينظر اليهما بنظراتٍ ادخلت الرعب في قلوبهما

رمقت آيـآمي ايتاتشي بعيون مرهقة جداً وهي تحاول ان تحرك شفتيها كي تتكلم ولكنه قاطعتها بابتسامة قائلاً

- لا تتحدثي ، هذا الارهاق ناجمٌ عن استعادتك لقواكِ ، سيكون كل شيء بخير لا تقلقي

اقعى على الارض واسندها لشجرة مخضّرة توسّطت مثيلاتها في المعمورة مشوهّة الملامح

اغمضت عينيها بإرهاق وحاولت ان تركز طاقتها حتى لا تنفر منها لفجاءة عودتها الى جسدها

وقف إيـتاتشي واتجه ناحية كلٍ من ساسكي وكازو اللذين لا يزالان يتشاجران بعنف ، ابعدهما عن بعضهما ونظر الى ناروتو الذي راح ينظر الى آيـآكا بغموض

ناداه فاستجاب له على مضض ، بدت الجدية على ملامح ناروتو الذي لم يعهد هذا النوع من القتال بعد

وقف بمحاذات ايتاتشي ليقول بغموضٍ شديد

- نوعٌ من الخوف يستبّد في نفسها ، لا أعلم لما ولكنها تبدو حانقة في الوقت الحالي !

ضاقت عينا ايتاتشي بقليل من الحيرة ، اشخص ناظريه ناحية آيـآكا التي رفعت رأسها فتقابلت عيونها مع شارينجان ايتاتشي الخاصة

وفي لحظة لم تستطع ان تعرف حقيقتها وقعت تحت تأثير وهمِ ايتاتشي !

كانت مصلوبة على ما يبدو وهي غير قادرة على الحراك ، فزعت وحاولت التشبث بهدوئها ولكن حبال اعصابها مشدودة

نظرت حولها لبرهة فما كان الذي تراه سوى المسطحات السوداء و السماء الحمراء ، فجأة استوى جسدٌ امامها

فأذا به تميز وجه من اسقطها في الوهم ، زمجرت كالوحوش ولكن هذا لم يثنِ الاخير عن رغبته في تعذيبها

اقترب منها وقال ببروده الذي اشتهر به في هذه المواقف

- سأبقيكِ حبيسة هذا العذاب لحين يرأف بكِ قلبي !

لم يسمع ردها بل التفت وسار خارجاً من وهمه ، وكان آخرُ ما سمعه .. صوت صرختها الحانقة !








كهفٌ هو الظلام بهيبته التي تطغى على كلِ شيء ، في حين يختبئ النور في ركنِ الغرفة خائفاً

يقف الطاغية بجبروته على عرش السلطة والرفاهية ، محتكراً كل ما دخل بين يديه له وحده !

ولكن الظلام غير مملوك ! فهو يفعل ما يحلو له دون ان يشعر بشيءٍ في لبّه المجهول

وفي ذلك اللبّ كان جالساً يراقب مقتضى الاحداث بصمتٍ مهيب ، بعينين تلمعان خبثاً وشيطانية

ابتسم حينما شاهد آيـآمي تنظر ناحيته وهي تدرك بأنه يراقبهم ويراقب تحركاتهم ، ابتسمت له ورددت عبارة مضمونها

- الن تخرج بعد ؟!

ابتسم آيريس الذي اختفى في الظلام بهدوء وهو يهز رأسه مجيباً اياها ، اغمضت عينيها بتفهم وعادت الى تركيزها المشتت

ريثما هو وقف بهدوء مراقباً آيـآكا المتصنّمة مكانها دون حراك ، اوجس خيفة من نفسه لوهلة ولكنه تفادى ذلك

شعر بأن ما يوشك على فعله يعتبر خيانة لمشاعرها ولكنها ستجبره على فعل ذلك إن استمرت فيما تفعله

نظر الى يده ليجد دائرة حمراء تُرسم تدريجياً على باطنها ، قطب حاجبيه وقال بحنق

- الطاقة تصبح بطيئة في الظلام ، كان عليّ اختيار مكانٍ انسب كي اراقب الاوضاع !

ريثما شاهد الدائرة تكتمل راودته الكثير من الهواجس السوداء وتناهى الى عقله الباطن صوتها وهي تخفف عنه وطأة موت والدته

اردف بحسرة في نفسه

- لا اريد ان اؤذيها ، فهي كانت الام لي بعدما ماتت والدتي ! ولكني لن امتلك خياراً إن اكملت ما تفعله

اعاد النظر ليجدها لا تزال على حالها .. ساكنة وبلا حراك !

تعجب من التأثير القوي لشارينجان ايتاتشي عليها ولكنه عرف انها تحيك امراً في الخفاء

امراً .. اكثر رعباً مما كان يتصور !








وإن اخبرتني عن فاجعة المّت بقلبك الضعيف

لأقسمن بالخريف الواهن بأن ما اخافك كان ظلك !

أنت الذي لم تخشى الحياة يوماً ، قد خشيت نفسك !

وما اكثر رعباً من ان تخاف نفسك .. تحذر نفسك .. تترقب شكاً في نفسك ؟!

تظهر قناع الخلوق الصدوق على مرأى من العالم

ولكن جوفك مرتعٌ للوسوسات والالام !

إلى اين تظن هذه الذكريات ستأخذك ؟

إلى عالمٍ آخر ؟ إلى وقتٍ آخر ؟

لن تعلم ولسوف تقسّمن بالحياة الاخرى

ان ما اختفى خلف قلبك النابض

كان اقسى مما ظنناه !

هزات صغيرة تضرب بأرض القصر كلما تحرك قرب الساعة ثانية واحدة

اعصابٌ مشدودة وقلبٌ يحاول التخفيف من وطأة القلق الذي ينهش فيه حياً

عيونه البحرية تراقب الاحداث بصمت و قلبه يحفل بالمصائب دوماً

ألم تكفه الاسرار التي يخبأها حتى يأتيه هذا الالم مغيراً كل شيء إلى الاسوء ؟

تناهى الى خياله وقعُ تهويدة لا يهرف كنهها وكأنما ملايين الابر تخزه في قلبه فيتوقف عن النبض

اشاح ناظريه عن الشاشة المعلقة في الفراغ ليشد على شفاهه حتى ادمت !

من ناحية اخرى استكانت هي بقربه مرتجفة من خوفها منه ، لا تستطيع النطق لأنه سيقطع لسانها في الحال

استرقت نظرة اليه فأذا به ينظر بحقدٍ إلى آيـآكا التي وقفت ساكنة منذ بعض الوقت

تسائلت عما يدور في ذهنه من افكار فأتتها ملايين الاحتمالات التي قد يفكر فيها في آنٍ واحد

اخرجت تنهيدة مرهقة من جوفها وهي تحاول ان تبعد شعور التوتر عن الجو المحيط بهما

فإذا به التفت اليها بنظراتٍ حادة امتصت اللون من وجهها وهي تحاول اخفاء ارتباكها الشديد منه

دنى منها وإذا به يقول بشرارة في عينيه

- اذهبي إلى غرفتي واجلبي الصندوق الاسود الذي اعتلاه رسمٌ لتنين احمر !

جفلت بعينيها مطولاً وهي تحاول استيعاب النظرة الهادئة التي رافقت عينه الراغبة بسفك الدماء

شد على شفتيه حينما شاهد شرودها فيه فغضب وكاد ينفجر بها غاضباً إلا انه كبت اعصابه وقال بنبرة على وشك الانفجار

- إن لم تفهمي فسأخرج عقلك البليد بيدي كي ابدله بجديد ! هيا اغربي عن وجهي واجلبيه !

انتفضت من مكانها خائفة وهي تقول بجزع شديد

- حاضر !

ركضت ناحية غرفته لتدلف اليها وهي تلهث من الخوف و قد تصاعد صدرها وانخفض مع لهاثها الحاد

دخلت اليها وراحت تبحث في دروجه عن ذلك الصندوق العجيب الذي لم يخبرها حتى بمكانه بدقة

شعرت بالتوتر حالما تخيلت ما سيفعله بها حينما تعود دون الصندوق اليه فسرت رجفة في جسدها لبرهة

مرت فترة ولم تستطع ان تعثر على الصندوق فاستسلمت وجلست على اقرب كرسيٍ لها

شعرت بشيء غريب ، طاقة لم تألفها من قبل مطلقاً ، جالت ببصرها في المكان حتى وقع على طاولة مستديرة امامها

انتصب عليها صندوقٌ اسود ضخم نقش عليه تنينٌ احمر داميٍ ، اتسعت عيناها رهبة وهي تستشعر الطاقة داخله

لا تعلم لما سرى الخوف فجأة فيها وكأنما ما فيه يحاول السيطرة على كيانها دفعة واحدة

ازدردت لعابها واتجهت ناحيته ببطء حتى انتصبت امامه تماماً وهي تشعر برغبة في فتح القفل ورؤية ما فيه

لكنها قاومت ذلك الشعور المهيب وامسكت بالصندوق لتحمله وتتفاجئ بوزنه الخفيف !

ازمعت به إلى ساتان الذي لا يزال جالساً على اعصابه يحدج ابنائه بنظراتٍ غاضبة لعدم استغلالهم لحظات ضعف آيـآكا في مهاجمتها !

انتبه على وفودها إلى الغرفة فاتسعت عيناه حينما شاهد مارينا تمسك بالصندوق ، اسرع ليقف ويتجه ناحيتها

اخذ الصندوق من بين يديها ووضعه على اقرب طاولة له ريثما هي حاولت التقاط انفاسها من الركض الشديد

شعرَ بالقليل من تأنيب الضمير لما فعله لها فالتفت ليراها تنظر مباشرة اليه بعيونها الزرقاء ، تحرك شيءٌ ما داخله

شعورٌ قديم ظنّ بأنه مات حينما فضلت انانيتها عليه وعلى ابنته ، لمعت عيناه للحظة فابتسم واشار اليها لتتقدم منه ففعلت

وقف امامها تماماً ليظهر فارق الطول بينهما ، دنى منها قليلاً وقال بنبرة هادئة وابتسامة عذبة

- ارجو ان تعفي عما بدر مني قبل قليل ، لم اكن في كامل قواي العقلية

توردت وجنتاها وارتبكت من ابتسامته الرائعة ، حاولت ان تشيح ببصرها وهي تقول متوترة

- لا .. لا بأس .. اعرف ما ..

لم تكمل جملتها حينما طبع قبلة مفاجئة على وجنتها ، تلك المباغتة التي لم تتوقعها منه قد ارهفت كيانها

وجعلت حرارة جسدها ترتفع إلى مئات الدرجات من الخجل ، شعرت بأن ركبتيها لم تحملاها هذه المرة فسقطت على الارض والدخاخين تخرج من رأسها

ابتسم هو ولكنه سرعان ما كشّر وهو يعيد النظر الى حيث الصندوق الاسود ، اقترب منه واشار بأصبعه ناحيته ليفتح ويظهر ما بجوفه من احد اسرار ساتان

رمق المحتوى بكره ومن ثم مد يده ليخرجه مُكرهاً وينظر اليه لفترة من الزمن

وقفت مارينا وهي تنظر إلى ما اخرجه من داخل الصندوق ففزعت وشعرت وتراجعت إلى الخلف مسرعة

ارتجفت وهي تراه يخرج علبة شفافة من الصندوق نفسه تحتوي على رمادٍ كثيف ويطلق رائحة زكية

توقفت عن الارتجاف ووقفت لتتجه ناحية ساتان وتتمسك به من الخلف وهي تطل بناظريها على ما اخرجه

نظر اليها بنصف عين وشعر ببعض الانزعاج من تعلقها فيه ولكنه لم يقل لها ذلك ، سألها بعدها بعصبية

- ما الامر ؟

اجابته بهدوء

- كنتُ اتسائل لما تحتفظ بمثل هذه الامور !

هو لا يحب الفضول في العادة ولكنه قرر ان يتخطى الموضوع هذه المرة لأنها اول مرة تحشر مارينا فيها انفها فيما لا يخصها

تنهد واردف بعدها ببرود

- عرفتُ بأني سأحتاج هذا الرماد يوماً ما وقد صدقت شكوكي !

قطبت حاجبيها وارتجفت بعض الشيء وهي تقول متشككة

- اذا لا تقل لي بأن هذا....

اكمل هو جملتها غاضباً

- اجل هذه هي رثات باندورا !

انتفضت وهي تصرخ متقززة

- كيف يمكنك ان تحتفظ ببقايا ابنك ! احرقت جسده وابقيت جمجمة رأسه ؟! ألا تشعر بالقشعريرة من نفسك ؟

ضربته بكتابٍ كان على الطاولة فصُدم هو من ردة فعلها هذه ، استشاط غضباً فجأة وكادت القارورة ان تسقط من بين يديه وهو يمسك بيدها بقوة ويقول بعيون حمراء غاضبة

- نحن لن نعود كالسابق مجدداً ! إنما بقاؤك على قيد الحياة لهو لأجل ابنتي وحسب ! لذا إياكِ ان تظني بأني سأغفر لكِ مد يدك عليّ مرة اخرى ! هل فهمتي يا امرأة ؟

بدى وكأنها استعادت وعيها مجدداً من نوبة ذكريات تلبست بها للحظة ، ارتعدت منه وارتجفت كطفلة صغيرة ولكن هذا لم يحرك اي مشاعر فيه ، بسرعةٍ نادى على اسمٍ يعرفه تماماً كي يحضر اليه

- ماري ، تعالي الى هنا يا عزيزتي

ظهرت ماري التي تغيرت تماماً امامه لتضيق عيناه بعض الشيء ويبتسم بهدوءٍ لها

ردد بحنان

- لهذا اختفيتي لفترة طويلة ، لقد كنتِ تسلخين جلدك كي تكبري !

ابتسمت ماري ببلاهة ووضعت اصبعيها على القرون التي نمت لها من اللا مكان ، اتسعت ابتسامة ساتان وربت على رأسها بحنان

ولكن ابتسامته سرعان ما تلاشت الى الحضيض لينظر اليها بالغضب المعتاد ، عرفت بأنه يفكر بأمرٍ لذا تحولت الى الجدية كذلك

امسك بيدها ووضع القارورة التي تحتوي رثات باندورا ، اقترب منها وهمس بعبارة ما في اذنها لتلتمع عيناها فجأة وتهز رأسها بتفهم

سرعان ما اقتربت منه وقبلت وجنته على حين غرة ، تفاجئ من تصرفها واذا بها تضع القارورة على الارض وتخرج دفترها الصغير من بين ملابسها وتكتب عبارة ما وترفعها امامه مبتسمة

- سي – شان ، لا تغضب فسوف احمي آيـآمي – شين بنفسي !

اراد ان يكبت ضحكته ولكنه لم يتمكن من فعل ذلك فضحك عليها حتى دمعت عيانه ، ابتسمت هي وامسكت بالقارورة لتجري راكضة خارج الغرفة

تعجبت مارينا التي لم تشاهد ابتسامة ساتان هذه منذ زمنٍ طويل وتسائلت في قرارتها عن هوية تلك الفتاة الصغيرة التي رقّ قلب ساتان لها و رباها هنا !



تحدث الي ارجوك !

هل لا تزالُ حياً ؟

لما لا استطيع الشعور بدفئك ؟

قل لي .. هل لا تزال حياً ؟

ان انك قد سقط في النوم الابدي ؟

لما لا ارى نبض الحياة في عينيك ؟

ولما روحك لم تعد تزخر بالضحكات في مقلتيك ؟

هل لي ان اراك تبتسم مجدداً ؟

ام ان الم شديدٌ لدرجة ان الابتسام خطيئة ؟!

اجبرني على حبك مجدداً لأنني وقعت ضحية النوم الازلي

لا ارغب بأن انسى حضورك في نفسي

لأنك سيدي و من تولى شؤون حياتي !

لا يزالون واقفين يحدجون آيـآكا بتلك النظرات الحاقدة بدون حراك ، كرامتهم لا تسمح لهم بمهاجمة من كان معدوم السلام والارادة

او هكذا هم يظنون !

توقف كلٌ من ساسكي و كازو عن القتال بخدوشٍ كالقطط على وجوه كلٍ منهما ورغبة القتل لا تزال تظهر في الهالة المحيطة بكلِ واحدٍ فيهما

اقترب تشيتوسي من ساسكي بنية غامضة فهمس في اذنه بأمرٍ ما جعل عيني ساسكي تتسعان على اشدهما

التفت اليه وقال بعصبية

- بحق الجحيم كيف تعرف هذا ؟

لم تتغير ملامح تشيتوسي الباردة وهو يجيب قائلاً

- لدي مصادري الخاصة ، يبدو وكأنك استفدت كثيراً منها

ابتسم ساسكي بغرور ، اعاد النظر الى حيث تقف آيـآكا جامدة واعقب بعدها

- اجل هذا صحيح ، لدي الكثير في جعبتي لم اظهره إلى الان !

ربت على كتفه ثم ابتسم قائلاً

- جيد ، اعتقد بأننا سنظفر بالفوز بهذه الثقة

راح يرمقه فترة من الزمن حتى ضحك بعض الشيء واردف بعدها

- لديك عقل على ما يبدو ، هذا جيد ظننتُ ان الجنون يجري في دمائكم

هز تشيتوسي كفيه ولم يجب على هذا بل اكتفى بالصمت وحسب

اقترب الجميع ووقفوا في صفٍ واحد ليردد جيراهيم بهدوء

- اعتقد بأن الشمطاء ستعود بعد لحظات ، استعدوا !

لعق هيرو سيفه واجاب بنية قتل واضحة

- لا تحمسني يا اخي ، فأنا اتحرق شوقاً لتذوق دماء آيـآكا !

التفت كاريو الى اراشي الذي ينظر بعيداً بقلق فاقترب منه وردد متسائلاً

- ما الامر اراشي ؟ تبدو مستاءً !

مطّ اراشي شفتيه بقهر وهو ينظر الى آيـآمي ويقول

- قلبي لا يطاوعني على تركها بهذا الحال ، اريد ان اعالجها !

ابتسم كاريو معقباً على كلام اراشي

- وفاء الكلب لسيده اليس كذلك ؟

ظهر عرق الغضب على وجه اراشي فصفع كاريو بعنف زاجراً

- لا تقل ذلك ! تشيبي – شان ملاكي الذي احب ان اتبع اساليب تعذيبه !

اعاد كاريو النظر الى اراشي ثم قال ببلاهة

- انت من عنيتُ بالكلب ايها الذكي !

تحجر اراشي مكانه غير مستوعب لهذه الصدمة العاطفية ، جلس على الارض يبكي متحسراً على نفسه

جلس كاريو بقربه يربت على رأسه محاولاً التخفيف عنه بهدوء

اما دان الذي فضل الصمت بعينيه البنفسجيتين اللامعتين قد اقترب من ايتاتشي ليردد ببرود

- اخبرني اوتشيها ، إلى متى تدوم تقنيتك ؟

نظر اليه ايتاتشي بتفحص في بادئ الامر ، سرعان ما اجابه

- تدوم في العادة 72 ساعة ولكن بالنظر الى كونها شيطان فلا اعتقد بأنها ستطول اكثر !

اغمض دانتاليون عينيه وقال بتفهم

- هكذا اذا !

كان يشعر بالرعب من فكرة كون آيـآمي جريحة في هذا المكان ولكنه فضل البقاء في ساحة القتال مقاتلاً مشاعره الاخوية التي تجبره على ملاحقتها دائماً !

اما كازو فقد كان يقف مواجهاً لآيـآكا تماماً وقد ظهر الحقد عليه وهو يقول

- كنتِ السبب في كل شيء ! موت اخي باندورا ومحاولة قتلنا قبل تسعين عاماً ! كل شيء خطؤك !

تفاجئ حينما شاهد ابتسامتها تتسع اكثر وقد نظرت اليه بعينين خبيثتين وهي تردف قائلة

- هكذا اذا ؟! انا السبب ؟! هذا جيد فحالك لن يختلف عن حال باندورا مطلقاً في النهاية !

تراجع الى الخلف بسرعة فترنحت هي كالمومياء وهي تضحك بهستيرية بحتة !

تعجبت حالما اختفى ساسكي من امامها ولكنها لم تعر ذلك ايّ اهتمام ، راحت ترمقهم جميعاً بجنون وهي لا تزال تضحك بشكلٍ مرعب

صرخت بعدها وهي تحرك رأسها باضطراب

- لم انوي قتالكم مطلقاً ، اردتُ فقط ان ابعدكم عن قتالي انا وساتي ! ولكن بما إنكم تريدون الموت فسأقدمه لكم على طبقٍ من ذهب !

احاطتها هالة قوية من اللا مكان وراحت تدمر الارض تحتها ببطء ، لم يتوانى الاخوة السبعة في تلك اللحظة

فهم قد وضعوا استراتيجية ستضمن الحاق ضررٍ جسيم بها إن نجحت ! ولكنهم كانوا قلقين من مقدار التزام كازو بهذه الخطة المحكمة !

اصبحت اظافرها سوداء اللون وبان ناباها الساغبين للدماء وعيناها ابيضتا تماماً !

اُحيط جسدها بنيرانٍ بيضاء اللون مرعبة الحرارة والتأثير ، حالما شاهدوها حتى تراجعوا القهقرى فزعين

فأن تأثير تلك النيران اقوى من تأثير نيران والدهم الزرقاء ، فأن لمستهم فيسصبحون رماداً في اقل من ثانية

تجمعت النيران على يديها فراحت تركض ناحيتهم ، شدت على قبضتها وكادت تلكم هيرو على وجهه وتقضي عليه

ولكن الثلوج غطت يديها فجأة فمعنتها من ذلك ، حالما ادركت فعل جيراهيم حتى حركت يديها لتظهر النيران من خلفه وتصيبه في ظهره الذي تحفم تماماً وراح ينزف !

استطاع تخفيف الضرر باستعمال ثلوجه وإلا لكان قد اصبح رماداً وحسب !

اختفت النيران البيضاء من يديّ آيـآكا ، لم تفاجئ حينما شاهدت فيضاناً ضخماً آتياً ناحيتها من الفراغ ، بل دهشت من لون المياه القرمزية التي تدل على الموت المحتوم

ابتسمت والمياه تقترب منها بسرعة مرعبة ، مدت يدها ناحية المياه فارتطمت بحاجزٍ خفي كونته خلال ثوانٍ معدودة

راحت المياه تضرب الحاجز وآيـآكا تبتسم وشعرها الاشقر يتطاير من قوة دفع المياه للحاجز

اختفت المياه وتشبعت بها الارض لتجف وتموت وتتحول الى السواد ، ادرك تشيتوسي ان ارض البشر لا تتحمل هذا النوع من القوة على الاطلاق !

وقفت آيـآكا تحاول ان تجد كازو الذي لم يبقى له من اثر على حين غفلة ، امالت رأسها ببلاهة ورددت

- كازو – شان قد اختفى ! اعجبتني تلك اللكمة التي سددها لي واريد ان اردها له !

قطع عليها مرحها العقلي تلك الظلال التي قيدتها فجأة والسيف الذي طعنها على بغتة في بطنها !

شعرت بالألم فتأوهت ونظرت الى هيرو ذي العيون الحمراء بغيضٍ شديد

بصقت الدماء على الارض وهي تبتسم والظلال تبتلعها شيئاً فشيئاً بألمٍ لا مثيل له ، هي قد نسيت بأن قدرة هيرو هي التحكم في الظلام وهذا اكثر شيء يؤثر فيها وفي جروحها

شدت على يديها وراحت تحاول التملص من بين الظلال قبل ان تبتلعها تماماً وتقضي على وعيها لعدة ايام

ولكن هيرو استمر في طعنها في اماكن متفرقة من جسدها ، فتارة في قلبها وتارة في رأسها وتارة في اقدامها !

بعدما تناثرت دمائها على وجهه حتى قرر ان يقطعها وينهي امرها فاقترب منها ورفع سيفه اليها

ولكنه تفاجئ حينما اشتلعت النيران في آيـآكا وراح جلدها يذوب فجأة ، اختفت الظلال وتوقفت النيران

لتختفي كل الحروق من جسد آيـآكا ، بدون ان يشعر امسكت بسيف هيرو وقطعت الجلد من خلف رقبته

ليسقط مغشياً عليه دون ان يدرك فظاعة ما حصل له للتو !

تنهدت وامسكت بشعرها لتدفعه الى الخلف محاولة ان تشعر ببعض الهواء العليل ، فهي قد شعرت بالاثارة لأول مرة منذ قرون سحيقة !

تحولت الى الجدية فجأة حينما شعرت بهالة اراشي المرعبة ، التفتت لتراه يطفو في الجو وقد اتخذ شكله الحربي !

شدت على شفاهها بقهر فهذا يعني القتال بشكلٍ جديّ اكثر من السابق !

ظهر له قرنان في رأسه وطالت اظافره بالأضافة الى ظهور وشومٍ سوداء في وجهه وتحول عينيه الى البنفسجي البراق !

حالما اكتمل تحوله حتى طار بسرعة خيالية ناحية آيآكا محاولاً لكمها ولكنها تفادته فلكم الارض لتتدمر على قطر ثلاثين متراً

ارتعبت آيـآكا فلو اصابتها تلك الضربة لفصلت رأسها عن جسدها ، ولكن مفاجئتها كانت حينما ظهر كاريو من خلفها يحمل بيديه كرتين زرقاوتين من الطاقة والنيران والرعد !

ضربها على ظهرها فشعرت بملايين السيوف تطعن وتقطع في لحمها من الالم !

ولكنها لم تصرخ بل كتمت تلك الصرخات لتحولها الى ضحكات هستيرية ، التفتت فوجدت اراشي يبتسم ببلاهة ليلكمها بقوة على وجهها ويدفعها بعيداً

للأسف هي لا تزال غير جدية في القتال ، في الواقع هي تلعب معهم وحسب حتى تدرك مدى تطورهم !

توقفت باستعمال قدميها ولكنها حالما شاهدت لمعاناً في السماء حتى شعرت بحضور دانتاليون القوي

رفعت رأسها لتجد دان في الجو ويده مرفوعة الى الفضاء وملايين النيازك والشهب تسقطت على الارض باتجاه آيـآكا !

قبل ان ترتطم بها صنعت حاجزاً منعياً لم يقها من كل تلك الاجرام التي سقطت فسببت لها جروحاً بليغة من الصعب ان تشفى في هذه الحالة !

نزل دان ونيرانه الحمراء تحيطه فأمسك بكتفي آيـآكا واشعل فيها النيران ليبدأ جلدها بالذوبان تماماً !

ولكن بحركة سريعة استطاعت اطفاء النيران قبل فوات الاوان لتتراجع الى الخلف بعيداً عنه

التئمت معظم جروحها بسرعة فشعرت ببعض الراحة ، ولكن ما لم يكن بالحسبان هو الرعد الذي لاح في الافق فجأة !

والذي تعددت الوانه بشكلٍ ادهش آيـآكا بشدة ، تجمع البرق في نقطة واحدة على هضبة صغيرة في الجهة المقابلة

حالما امعنت النظر حتى وجدت ساسكي فوقها يطوّع البرق لأرادته الخاصة ، اتسعت عيناها حينما ظهر امامها فجأة

فرد يديه وصفعها على كلا وجنتيها في آنٍ واحد ليضربها البرق بشكل متتابع وكل لونٍ منه يحمل عنصراً من عناصر الطبيعة

كانت هذه هي الضربة التي جعلتها تستشيط غضباً بالفعل ، هذه اول مرة تشعر بألمٍ كهذا طوال فترة حياتها !

حالما توقف البرق عن ضربها حتى بان التشوه المرعب الذي سببته ضربة ساسكي لها ، نظرت اليه بامتعاض ووعيد ولكنه لم يأبه للموضوع

بحركة سريعة اخرج كوناي حمراء اللون من حقيبه وغرزها في كتف آيـآكا ليركلها بعدها ويبتعد

تعجبت ولكن تعجبها زال حينما انفجرت الكوناي مسببة انفجار لحم كتفها في آن واحد !

ولكن اكثر ما صدمتها هو عدم قدرتها على الشفاء ، نظرت اليه وصرخت بشكل اوجسه خيفة

- ما الذي فعلته بي اوتشيها ؟!!!!

لم تستطع معرفة سبب عدم قدرتها على الشفاء ولكنها حينما شاهدت كازو يلكم ساسكي بقوة حتى نسيت الامر تماماً لوهلة

امسك به من ياقة ملابسه وراح ينظر اليه بعينين حمراوتين من الغضب وهو ينوي قتله في اية حال

صرخ به غاضباً بشكل ارعب ساسكي

- ايها اللعين ! لما تملكها !؟ لما اشعر بها لديك ؟!

لم يفهم احدٌ سبب حنقه الشديد على ساسكي الذي حقق نصراً للتو ولكنهم ادركوا الامر حينما اكمل صراخه قائلاً

- لما لديك جزءٌ من قوة آيـآمي ؟! ايها اللعين لا تقل لي بأنك كنت تستغلها ؟!

بصق ساسكي الدماء ولكم كازو مبعداً إياه عنه ، قال ببرود وتكبر

- لا شأن لك في هذا ، هي من اعطاني جزءاً من قواها برضا تام منها ودون ان اطلب ذلك ! لذا اخرس وشاهدني افعل ما لا تستطيع فعله !

رفعت آيـآكا احد حاجبيها وقد بدأت جروحها بالشفاء ، ابتسمت وقالت بقخر

- هكذا اذا ، قوى آيـآمي – شان ؟! هذا يفسر الكثير !

التفت كازو الى آيـآكا وقد ظهرت خصلات بيضاء في شعره مما سبب الرعب لباقي اخوته ، بدأت وشومه باللمعان بلونٍ احمر وكأنها حممٌ بركانية حارقة

بالفعل ! بدأت الحمم تخرج من يديه ، قفز فجأة امام آيـآكا ووضع يده على وجهها لتسيل كل الحمم عليها مما حرق وجهها تماماً !

ابتسمت بمتعة وراحت تضحك بنشوة افتقدتها لسنواتٍ طويلة ،ربما هذا ما ارعب كازو منها في تلك اللحظة

فهي انتهت من اختبارهم وستبدأ قتالهم بجدية الان !

وقفت وامسكت بيد كازو لتقوم بلويها وكسرها ، بقبضتها ضربته على وجهه لتدفعه بعيداً

ولكنها لم تكتفِ بذلك بل قامت بالظهور خلفه لتخترق بيديها ظهره وتخرج احشاءه من جوفه !

ركلته بطريقة دائرية بعدها مما اسقطه ارضاً غير قادرٍ على الحراك !

خاف الجميع حالما شاهدوا ملامحها الباردة المرعبة ، إلا اراشي الذي اتجه ناحيتها بسرعته المهولة وقوته الساحقة

حينما اراد لكمها امسكت بقبضته بكل بساطة وقامت بكسر اصابعه !

لم يثنه ذلك عن محاولة الظفر بها لذا حاول ركلها فاوقفته بسهولة قصوى ، شدت على قبضتها وارادت لكمه ليعيق ضربتها بيده

لم يستطع تحمل القوة المرعبة التي تمتلكها فتحطمت عظام يده تماماً وكذلك جزءٌ من عظام فكه فطار بعيداً ليرتطم بأحدى الاحجار الضخمة ويكسرها

راحت تهمهم بأغنية ما وهي تنظر الى الباقين منهم ، توقفت عن الغناء وقربت كفها من فمها وراحت تنفخ دخاناً ملوناً منه تكتثف وراح ينتشر في الجو بسرعة

ادركوا جميعاً ماهيته ولكنهم لم يتمكنوا من الهرب في الوقت المناسب فأصابهم الدخان وتقطعت اجزاءٌ من اجسادهم وجلودهم اثر اصابتهم به !

سقطوا جميعاً صرعى ولم يبقى إلا ساسكي الذي وقف مذهولاً من هذه المرأة التي ابدت الضعف في بادئ الامر

لقد استطاعت ان تقضي على لوردات الجحيم السبعة في اقل من دقيقتين وهم قد استغرقوا اضعاف ذلك من اجل ضربها و احلال ضررٍ بها

راحت ترقص سعيدة وقد تحول وجهها الى الطفولية البحتة وهي تصرخ بحماس

- يــآتــآآ آيـآكا فازت ! آيـآكا فازت في النزال ! كم انا قوية ، جميلة ولطيفة !

ولكنها توقف لتلفت الى الخلف وتفاجئ بناروتو الذي ظهر من العدم وهو يحمل راسينجان اصابتها مباشرة في قلبها !

لم تتأثر كثيراً فبدأت بالسعال وحسب وهي تشعر بضيقٍ في التنفس ، استغربت فهذا ليس تأثير الراسينجان كما قامت بالبحث مسبقاً

ابتسم ناروتو وقال بجدية

- قد اكون احمقاً معظم الوقت ، ولكني في القتال لستُ كذلك !

ابتسمت آيـآكا ووقفت بشكلٍ معتدل وهي تظهر ظلامها محيطاً بها ، شعر ناروتو بقوتها ولكن ساسكي و ايتاتشي وقفوا بجانبه من اجل ان يقاتلوها معه

سألته بغضب وقالت

- ما الذي اضفته للراسينجان ؟

اتسعت ابتسامة ناروتو وقال بحنكة

- دماء اختي بالطبع ! فهي الشيء الوحيد الذي يؤثر بك !

رفعت حاجبيها باندهاش وصفرت منبهرة منه ، اعقبت بتصفيق وبلاهة

- احسنت ! لستَ غبياً كما يقال !

تنهدت آيـآكا بملل وطفولية وهي تقول بشكلٍ مضحك

- لا ترغموني على فعل هذا ، انتم وسيمون جداً وانا لا استطيع ايذاء الوسيمين !

صرخ ساسكي بها غاضباً

- لا تستهزئي بنا !

توقفت فجأة عن الطفولية لتبتسم بشرٍ مطلق اخافهم جميعاً دفعة واحدة !

فرقعت بأصابعها فظهر قفصٌ صخمٌ احاطهم وقيدهم جميعاً ، حاولوا الفرار منه ولكنهم لم يستطيعوا

راحت تقترب منهم ببطء وهي تنوي اقتلاع اعينهم اولاً ومن ثم قلوبهم ورؤوسهم !

وريثما هي تتقدم صعقت بآيـآمي التي ظهرت امامها فجأة تمسك بيدها قارورة تحتوي رماداً ما نثرته على آيـآكا

حالما لامس الرماد آيـآكا حتى توقفت عن السير وتراجعت الى الخلف فزعة !

راحت ترتجف بشكلٍ هستيري وهي تبكي بحرقة لم تشهد لها مثيلاً من قبل ، راحت تصرخ كمن فقد احب الاشخاص اليه وعيناها قد اسودتا من الرعب

سقطت على ركبتيها وهي تبكي وتصرخ وتضرب الارض غير قادرة على التوقف حتى تورمت عيناها من حرارة الدموع !

راحت تنظر لآيـآمي صدمة وهي تقول

- من اين جلبتِ هذا ؟ من اين ؟!

آيـآمي التي كانت تلهث بشكلٍ هستيري لم تتمكن من الكلام بشكلٍ واضح ولكنها قالت مرهقة

- والدي ارسل هذا برفقة ماري !

حالما سمعت اجابتها حتى استشاطت غضباً فضربت الارض بيدها فتدمرت بشكلٍ تام عدا البقعة التي تجلس عليها هي وآيـآمي والباقون !

كان بإمكان الجميع سماع صوت اصطكاك اسنانها بشكلٍ وحشي وشم رائحة الدماء التي راحت تنزفها من فمها من الغضب

وقفت وهي تصرخ بدون عقلها

- كان يحتفظ بها ! رثات باندورا ! رثاتُ ابني الوحيد !!!!

صدمة اثقلت كواهل الجميع ، كذبة هم قد صدقوا كونها !

امرٌ لم يخطر ببالهم مطلقاً رغم ان الستة لا يعرفون باندورا ولكنهم كانوا يعرفون بأنها لم تنجب مطلقاً !

قلب آيـآمي راح ينبض بسرعة خيالية وهي تتذكر ملامح اخيها الميت !

اتحاول التلاعب بعقولهم ؟ اتحاول ان تجعل منهم اضحوكة ؟!

باندورا هو ابن ساتان و ... ابنها ؟!

صعقَ الجميع بما قالته بما فيهم آيـآمي التي لم تتوقع ان تلقى صعقة كتلك على مسامعها يوماً ما !

وقفت آيـآكا مترنحة والغضب ينهش فيها بشكلٍ هستيري ، فقدت حواسها وعقلها ولم تتمكن من كبح جماح غضبها ، حتى انها ما عادت تعرف الماثلين امامها من العمى الذي اصابها

رددت بضغينة واضحة

- ابني الوحيد الذي حلمت دائماً بامتلاكه ، ابني وابن ساتان ! سلبه ساتان مني يوماً وسامحته ولكن ان يحتفظ برثاته ويستعملها عليّ ! لن اســـآمحـــه !!!!!!

باتت الرؤية غير واضحة في عينيّ آيـآمي التي لا تزال تعاني من النزيف الحاد اثر قطعها ليدها

ولكن كان بأمكانها رؤية آيـآكا تسير ناحيتها بعينين زائغتين وغير مدركتين لما تفعله من الغضب

عرفت بأن هذه نهايتها التامة التي لم تتخيل يوماً ان تلتحق بها بهذا الشكل الفظيع

اغمضت عينيها باستسلام وهي تشعر بقرب آيـآكا منها !

توقف الزمن للحظات !

وبات العالم رمادياً بحتاً لا يتصل للواقع بصلة !

سُلبت الارواح وزاغت بعض القلوب

انتفضت اوصال بعضهم و شعر بعضهم بغضة لا تحتمل

ولكن ضوءاً لمع فجأة ، ناصع البياض قد افرج عن كيان خرج منه

وبحركه سريعة وضع اصبعيه على جبين آيـآكا

فظهر ختمٌ اسود براق ببياضٍ مرعب تحتها !

التفت الى خلفها وقيدها من رقبتها بيديه وهو يهمس بكلماتٍ ما في اذنها !

فجأة استكانت وبدأت تصرخ بهستيرية والدماء تتطاير من كافة انحاء جسدها

كانت تبدو كمن يعذب بأسلحة غير مرئية !

ركلها بقوة كسرت عظمة من ظهرها وجعلتها تقف وسط الختم تماماً !

حينها استعاد العالم لونه فجأة وعاد الوقت يسير كعادته

عاد ادراك آيـآكا فجأة فنظرت الى نفسها بيأسٍ قاتم المضمون !

ظهر البؤس في عينيها وهي تغطيها بيديها وتبكي بحرقة على ما اصاب ابنها

رددت بصوتٍ مخنوق من الالم

- كان كنزي ! كان كل شيء اردته ! ساتي سلب حياته ! سامحته ولكني لم اتوقع ان ينحط لدرجة استعمال رماد جثة ابني عليّ ! انا لا احتمل هذا ! كل ما اردته هو ..

بترت جملتها حالما ما عادت تشعر بقدميها من الاسفل ، نظرت الى قدميها بعيون دامعة لتصدم بهما متحجرتين

بدأ جسدها بالتحجر بفعل الختم اسفلها ، التفتت حولها لتجد آيريس واقفاً ينظر اليها بألمٍ وحسرة

ادركت أن كل ما حدث قبل لحيظات كان من عمله ، فالتحكم بالوقت اختصاصه الذي لا يتمتع به غيره

ابتسمت بشحوب وقالت غاضبة

- سوف اريك آيريس ! لن اسامحك على هذا !

تقدم آيريس منها ودخل الختم وهو يضع يديه في جيوبه ويقول

- آيـآكا ، لا داعي لفعل اي شيء ، رغم اني لا اريد ان اعرف خطتك ولكني اعلم بأنها مرعبة !

طأطأت رأسها حتى غطى شعرها ملامحها تماماً ، قالت بجمود مهيب

- آيريس ، روحك عزيزة عليّ ولكني سأضحي إن تطلب الامر !

اقترب اكثر منها وامسك بخصلات شعرها ليظهر وجهها فنظرت اليه لتصدم بملامحه المرعبة التي تقتل اقوى القلوب

عيناه الميتتان و شحوب وجهه و الغضب المرتسم على موت عينيه كان مرعباً بحق ، جعل الرعشة تحتل جسد آيـآكا لفترة قبل ان تضحك بأبليسية عليها !

اردف بنبرة مرعبة قاتلة

- آيـآكا ، انا لا اكرهك ولكن الحياة تقتضي النضال لأجل النجاة !

اتسعت ابتسامة آيـآكا الجنونية وهي تردف كالمجنونة

- ولكن ماذا لو تخلت الحياة عن النضال ؟

تراجع آيريس الى الخلف وقال بملامح هادئة

- اذا سوف اصنع لها سبباً لتعيد النضال !

رفع يديه قليلاً الى مستوى عينيه بشكلٍ متباعد فتحركت الصخور من اسفل آيـآكا وتشكلت على هيئة يدين

صفع آيريس بيديه ببعضهما ففعلت اليدين الحجريتين نفس الشيء ولكنها صفت آيـآكا لتتناثر دمائها في كل مكان

ابتعدت اليدان الحجريتان لتظهر آيـآكا دامية الجسد من كل مكان و ببرود يحتل قسماتها الجميلة !

وصل تحجر جسدها الى اطراف اصابعها فعرفت بأنها هالكة الان !

اغمضت عينيها حالما تسّرع مفعول الختم وختمها الى حجرٍ تام !

تحولت آيـآكا الى تمثالٍ حجري ’’

وعم الصمت كل الارجاء لوهلة ’’

اغمض آيريس عينيه والتفت كي يذهب ناحية آيـآمي ويساعدها بالنهوض

القدر !

يسير بطرقٍ غامضة واساليب لا تخطر على البال

فقد يموت اقوى الجبابرة بفعل من هم اضعف منه !

وقد يتدمر العالم على يد اضعف مخلوق موجود !

هذا هو القدر الذي يسير بلا اهتمام لأحوال الناس !

ولكن القد قد يتغير لوهلة ..

فيعود الجبابرة الطاغون بشكلٍ افظع واكثر رعباً

وقد يحكم العالم يوماً طاغية يقتل كل من في طريقه

قد تكون هذه اول مرة يضرب فيها آيريس من ظهره بانبوب حديدي عريض يخترق رئته اليمنى تماماً

شعر بحرارة ما في الانبوب ، بدأ يذوب داخله حتى احاطت صهارة الحديد رئتي آيريس ومنعته من التنفس

لا يزال واقفاً وخط دمٍ احمر يسيل من فمه ومن جرح صدره

التفت الى الخلف بهدوء ليرى بأن التحجر قد تكسر من على عين آيـآكا اليسرى ويدها اليمنى

مما سمح لها بالحركة واصابته بهذا الشكل المريع ، اختفى الضوء من عينيه فجأة وهو يشهق محاولاً التنفس !

راح جسده يتهاوى في الهواء ! وقبل ان يسقط على الارض الصلبة امسكته آيـآمي بقوتها الضعيفة فسقط فوقها محاولاً التشبث بالحياة !

سقط مباشرة على صدرها وهو يحاول التنفس ، اعتدلت في الجلوس ووضعته على قدميها وهي تشعر بالرعب مما يحدث

وضعت يدها اليمنى على صدره فظهرت طاقة زرقاء وهي تصرخ عليه قائلة

- إياك ان تموت ايها الاحمق ! الم تقل لي بأننا سنصبح صديقين ! اوه اقصد انا اقول لك بأننا سنصبح صديقين لذا إياك والموت !

راحت تحاول معالجته بقوتها المشتتة ولكنها لم تبدِ اي نفعٍ ظاهر ، شعرت بالخوف من هذا وشعرت بأنها ستفقده في اي لحظة

ابتسم هو بصعوبة وهو يسعل الدماء القرمزية من جوفه المملوء بصهارة الحديد ، تناثرت دماءه على وجهه آيـآمي وهو يقول

- آيريس و آيـآمي ، كلا الاسمين يعنيان زهرة السوسن البرّية ! سنكون افضل الاصدقاء يا فتاة !!

ابتسم ولكنه تأوه فجأة لأختناقه الشديد ، لم يتكمن من التنفس وقد ازرق وجهه وبات الموت واقفاً خلفه

استطاعت آيـآمي رؤية منجل حاصديّ الارواح واللباس الاسود لهم يحوم فوق آيريس منتظراً موته

فكرت في حلٍ سريع تمنت ان ينفع وينقذ حياة صديقها الجديد !

برز ناباها الشيطانيان وعضت عروق يدها اليمنى لتملأ فمها بدمائها الخاصة

بعدها وبحركة سريعة كانت شفاهها تعانق شفاه آيريس وهي تسقيه الدم آملة ان ينجو من محنته هذه !

ابعدت شفتيها حالما انتهت واعادت وضعت يدها اليمنى ومعالجته بطاقتها الضعيفة

بعد بضع دقائق من الصمت والمناجاة في قلبها استطاعت الشعور بتنفس آيريس المنتظم !

ابتسمت بسعادة وهي تساعد الانزعاج بادٍ على جفونه المرتجفة بحنق شديد

فتح عينيه ونظر اليها مباشرة ، ابتسم وقال بخفوت وتعب

- قبلة مباشرة من الاميرة ؟ سيقتلني كازو فيما بعد !

وكزته على جبهته بقوة وقالت وهي تكبت دموعها

- سأهتم بأمر كازو فيما بعد ، اما الان فـ آيـآكا اهم !

ما أن ذكرت اسمها حتى ارتعبت وانبجلت عيناها ، رفعت بصرها الى مكان آيـآكا لتجدها واقفة امامها بعيون ميتة وخالية من المشاعر المرهفة !

من بين ملابسها اخرجت آيـآكا ابرة حديدية ذات لونٍ اسود قاتم ووهجٍ ذهبي يحيط بها

بدأت تسير ناحية آيريس وآيـآمي وهي تتوعد بقتل آيريس داخلها ، اردفت بصوتٍ بارد النبرة

- من لا يقبل بموته مرة عليه ان يقبل به في المرة الثانية !

القت آيـآكا الابرة مباشرة ناحية قلب آيريس لتشهق آيـآمي وتدفعه بعيداً كي تتلقى الضربه نيابةً عنه !

فجأة انشقت الارض من امام آيـآمي وظهر حاجزٌ ضخم من الطاقة دمر الابرة قبل ان تصل اليها !

كل ما شاهدته هو جسدٌ يكتسي ملابس الامراء والنبلاء يقف امامها بهدوء وغضبٍ بادٍ على ملامحه

حالما نظرت الى ظهره العريض والى شعره حتى ادركت من يكون !

انبلجت عيناها على اقصى اتساع وقد شُل لسانها تماماً عن النطق

ليست المرة الاولى التي تراه فيها بهذا الشكل ولكنه يصبح اكثر رهبةً في كل مرة يظهر فيها

وسامة لا يمكن لاحدِ انكارها ، شعرٌ اسود وعينان حمراوتان بشكلٍ بشري لا يمت للوحوش بصلة

الهيبة التي تظهر على قسماته والهدوء الذي لن يصدق احدٌ بأنه ينتمي لنفس الشخص

وقفت آيـآمي مترنحة وهي تبتسم وتقول بسعادة مطلقة

- ريو !


شكل ريو البشري







التفت المعنى اليها بابتسامة تسلب اللبّ من الجماجم ، اتجه ناحيتها وهي تضغط على كتفها الايسر بألم

وكزها على جبينها وهو يقول بنبرته الساخرة المعتادة

- اجل ايتها العامية ، لقد اتى سيدك الرائع لحمايتك ! وكما ترين وسامتي طغت على كل شيء هنا !

ضحكت بشدة على ما قاله وشعرت بنوعٍ من الامان لحضوره

ريو الذي اكتسى الشكل البشري قد حضر اخيراً الى ساحة المعركة ، التفت الى آيـآكا المصدومة والتي تحاول عبور الحاجز بدون فائدة

قفز امامها وخرج من الحاجز ليقابلها قائلاً بهيبة مرعبة

- متعجبة من ظهوري بهذا الشكل ؟

قطبت حاجبيها بغضب وهي تقول

- بالطبع ! الم تحرم انت نفسك على التنانين التشكل بالهيئة البشرية ؟

اشاح بناظريه ليرد عليها بسخرية لاذعة

- ليس وكأن هناك المزيد من التنانين على قيد الحياة ، انا الوحيد في الواقع !

ابتسمت بأستهانة به لتردف

- اذا قرر البطل المغوار الحضور الى ساحة الحرب !

اشتدّ احمرار عينيه فجأة وقد ظهرت تجاعيد الغضب على وجهه واظافره السوداء قد طالت لأحاطة الهالة الحمراء به

امسك برقبة آيـآكا وهو يقول مزمجراً بصوته التنينيّ

- حينما يتعلق الامر بإيذائك عائلتي الوحيدة فهنا اعود الى كوني تنين الظلام مجدداً !

تفاجئت من هذا الرد وتفاجئت اكثر حينما راح يضغط على رقبتها بشكلٍ مؤلم وبطيء

حتى تركها بحركة خاطفة لينحر عنقها بأظافره السوداء وتبدأ الدماء بالنزيف منها خانقة اياها

اردف ريو بعدها بنوعٍ من السكينة

- لن اقاتلك آيـآكا ، بل سأمنع ضررك على كل الموجودين وحسب ! فلا طائل من قتالي لك !

تراجع ودخل في الحاجز ليقف امام آيـآمي مباشرة ، الاخيرة اقتربت منه وقالت بهمس

- الا تنوي قتالها حقاً ؟

التفت اليها بحدقتيه وحسب وهو يجيب بهدوء

- اجل ، في الوضع الراهن سيكون خطيراً حتى التفكير بما تريد فعله ، فحركاتها غير متوقعة كما رأيتي ، وهذا ما اودى بأخوتك الى حالهم هذا

ضاقت عيناها وهي تقول

- تذكر بأنهم استهانوا بها بشكلٍ كلي وقد استغلت هي الوضع ولعبت معهم حتى شبعت من الالم !

امسك ريو بيد آيـآمي وجذبها الى حجره وهو يقول مبتسماً ببرود

- اجل هذا صحيح !

تعجبت من حركته ولكنها حالما شاهدت يده تشير اليها وتناولها شيئاً حتى فهمت حركته

تناولت الغرض من يده فوقف امامها مجدداً وهو يقول بصوتٍ مستهزئ من آيـآكا

- فطيرة – تشو ، اخبريني الستُ سيداً وسيماً ؟

حدجته آيـآكا بنظرة حادة جعلته يضحك بسخرية عليها !

نظرت آيـآمي الى يدها فوجدت قلادة اعادت اليها ذكرياتٍ بعيدة !

قلادتها التي اعتادت ان ترتديها قبل ست سنوات هي الان بين يديها مجدداً !

القلادة التي تستطيع شفائها من اي شيء وختم كل شرٍ في عروقها قد عهدتها الان كما كانت ’’

ولكن قبل ان ترتديها احتل رأسها صداعٌ حاد افقدها توازنها لتترنح متهاوية على الارض

وقبل ان تسقط امسكها ريو مذعوراً وهو يصرخ باسمها

- آيـآمي ! بحق الله لا تفقدي وعيك الان ! اووي استيقظي !

شاهد ماري تقف بعيداً مراقبة بخوف وجزع ، اشار اليها فقدمت اليه

اخبرها بضرورة اخذ آيـآمي الى حيث ساتان كي يعالجها في الحال فتفهمت ماري الموضوع وقامت بفتح البوابة على الفور وسحبت آيـآمي بصعوبة الى داخلها !

اختفت البوابة فوقف ريو مجدداً بابتسامة باردة وهو يقول لآيريس الذي راح يحك رقبته

- استعدتَ وعيك كما ارى ، هذا جيد من اجل الحال التي نحنُ فيها !

- ليس الوحيد الذي تعافى !

جائه صوت كازو بغروره المعتاد وهو يبتسم بحماسٍ شديد ، راح ووقف جنب آيريس وهو يرمقه بنظرات مفومها

" سأقتلك فيما بعد "

ابتسم آيريس ابتسامة صفراء من الخوف وراح يرتجف وقد ظهر ذيل واذنا السناجب عليه !

تطاير الشرار من عينيّ كازو بابتسامته الشيطانية التي تنبأ بقدرٍ دموي بانتظاره فبكى حسرة على نفسه !

ولكنه تحمس فجأة وهو يرتجف ليقول محاولاً التخفيف عن نفسه

- ما دمتُ قد حصلت على قبلة من الاميرة الجميلة فلا اخشى الموت بعد اليوم

بدى وكأن كازو اخذ كلامه على محمل الجد فاقترب منه ونزع قلبه من صدره وراح يلعب به ككرة بين يديه

نظر اليه كازو بنظرات خبث شرارية وقد اظهر نيراناً في يده الاخرى وراح يقول بسخرية

- سيكون امراً مرعباً إن احترق قلب احدهم ومات على اثر ذلك !

هجم آيريس على كازو الذي اوقفه بيد واحدة وآيريس يناضل للحصول على قلبه مجدداً

فجأة حصل كازو على ضربه موجعة على رأسه من ريو ليمسك الاخير بقلب آيريس ويعيده الى صدره بقوة خنقته

صرخ ريو حتى بان ناباه الساغبين للدماء وقد كانت صرخته مدوية بشكلٍ اوجس كل من حوله خيفة منه

- توقفا عما تفعلانه و إلا اريتكما معنى الموت الحقيقي !

وقفا بهدوء وقد ارتعبا من غضب ريو البشري ، اعاد ريو النظر ناحية آيـآكا وهي لا تزال واقفة تنظر اليهم بعيون باردة

همس بصوتٍ لم يسمعه سواه

- ما الذي تخطط له بحق الله ؟










ايها اليأس .. لقد اتيت لي بسمكَ وبؤسك !

ايها الموت .. لقد اتيت كي تلدغني بسمك وبؤسك !

الموت يحيط بي .. يغني لي بهدوء

هل هذا هو شعور كونك على الحافة ؟

هل هذا هو شعور كونك ضيفاً على الموت ؟

اغمض عينيك واحتضن الظلمة

اطفئ مشاعرك وتخلى عن انسانيتك

هذا هو معنى ان تكون محطماً الى قطع واشلاء

هذا هو الوضع حينما تُسلب منك كرامتك !

نبض قلبي بات ضعيفاً !

لن اقبل كلمات الاستصغار هذه !

لن اتخلى عنك مطلقاً !

وتذكر بأني هنا !

شبحٌ في منفى الضائعين !



كانت في حجره تلهث كمن لاحقها الموت بسكون الاشباح ، نظر اليها متحسراً متفاجئاً

فرغم انه رآها من خلال الشاشة إلا ان وضعها اسوء مما يبدو عليه ، عانقها بقوة كبيرة وحملها بين ذراعيه بحذر

ازمع صوب غرفته الخاصة حيث وضعها على الفراش بحيطة ، ازال قطعة القماش من على كفها ليتدفق الدم تباعاً ويلوث كل المكان

زمّ على شفاهه بقهرٍ لحالها و وضع يده بحنان على مكان يدها اليسرى المفقودة

اشعة زرقاء راحت تلمع من عينيه وسط نحيب والدتها من خلفه ، لم تتمكن من ان توقف الوجل والرعشة من قلبها على حال ابنتها !

فاكتفت بشهقات ودموعٍ ساقطة تريح ما استطاعت من كيانها المهزوز المتعب !

يدها بالتكون بدأت ليظهر الالم جلياً على ملامحها وهي تحاول كتم شهقاتها المتألمة التي تحشرجت بين فكيها

حالما اقترب تكون يدها بشكلٍ كامل حتى صرخت من الحرقة التي لظت في عروقها فجأة !

انكمشت على نفسها وراحت تصرخ بهستيرية الم خالد ووالدها غير ايقافها غير قادر !

عادت يدها طبيعيةً كاملة وغير معيوبة ، استشنقت كل الهواء في الغرفة الى جوفها المخنوق

مسح على رأسها بجزع وعلى وجنتها قبلة قد طبع بحنان وحب

اعقب بصوتٍ قلق

- ستكونين بخير يا صغيرتي ، ستكونين !

بعد كلماته هذه في سباتٍ عميق قد غطت وكل الوعي الذي كان بين جفونها قد اضحى غائباً

عاد للجلوس عند الشاشة السوداء متوسطة الفراغ ، على عرشه الملكي جلس وقد ترك خلفه روحاً تبكي على حال ابنتها

مرت عدة ساعات والوضع لا يزال على حاله ، آيـآكا خلف الحاجز واقفة و كل ابنائه على الجانب الاخر ينتظرون حركة منها

في لحظة مباغتة فتحت عينيها على اقصى اتساعٍ ممكن ، نظرت حولها لتجد في غرفة والدها نفسها !

تنهدت لوهلة سرعان ما اختفت تلك التنهيدة لتترجل من السرير مخفية قواها حتى لا يشعر بها احد

وهي على قرارٍ جحيمي قد وقفت ، وقررت لقلبها ان لا تذعن مطلقاً !

شاهدت ماري تحمل لها كوباً من المياه والدموع على عينيها قد اغرورقت !

تلقفت كأس الماء وشربته كله حتى ما عادت قطرة تسقط منه ،على الطاولة المجاورة وضعته

دنت من ماري بهدوء لتقول لها بهمس لا يسمع

- اخبريني اين باندورا ؟!

اتسعت عينا ماري بطفولية وبراءة ، هزت رأسها و يد آيـآمي قد امكست لتجري بها نحو لا تعلم الاخيرة

الى منفى القصر قد وصلتا ، الى شباك العناكب حيث الهجر والغبار فقط خلقا هنا

الى غرفة ضحلة المعالم دلفتا لتقفا امام زجاجٍ ضخم ضمّ سيف باندورا داخله

ازمعت آيـآمي ناحيته وضربته بقوة بكعب يدها ليتكسر الزجاج ويقع على الارض دامياً قدميها

امسكت بباندورا وبالجري بدأت نحو صروحٍ لا تعرف معناها ولا ماهّيتها !

حتى خرجت من القصر وساتان على نوبة قلبية كاد يصاب ! فهي تعصي امره دوماً دون ان تتركه له حتى المجال للاطمئنان !

استطاعت فتح بوابة عبرت منها إلى عالم البشر في ثوان ، وحالما خرجت حتى ركضت الى اخوتها السباع !
وقفت وهي تراقب الوضع على نفسه منذ ساعات ، راحت تلهث وباندورا للدماء تواق









الحقيقة !

كتابٌ اسود نقش عليه بالكلمة معنى " الموت " !

يخفي خلفه وقائع لا يريدُ احدٌ سماعها !

اغنية الموت يلحنّها ملك الموت بنفسه على قلوب التائهين !

ليشيع ما اختفى من خوفٍ على وجوه المنفيين !

وهنا وقفت فتاة بروحٍ سوداء

على اطلال مدينة دمرتها ايادي الانسان !

وهي الان ’’

تحكي قصة معاناة شيطان !

متصنمة في مكانها هي مع الزمان ، بعينين زائغتين حركت يديها البيضاوات

اختفى الحاجز الذي حجب المقاتلين الجواسر عنها وعن انيابها القاطعة

واذا بها لا تزال واقفة بدون اي حراك ، حتى ابتسمت بشرٍ وقالت بهدوء الذئاب

- دعوني اخبركم بقصة بسيطة عن فتاة كانت ملكة للأحلام !

ارهف الجميع الصمت لشبح الحياة التي بزغ في هذه الفتاة فبدأت بالكلام وسط عواء الارواح

- اتعلمون لما لا يستطيع ساتي قلتي حتى مع مرور الايام ؟ هل تعلمون لما قتلي صعب المراس ؟

اكملت بنفس نبرة الجنون والطغيان التي احتلت قسمات وجهها الحزينة

- لأن لا احد في هذه الدنيا سيقدر على قتل شقيقته الصغرى ! اجل انا شقيقة ساتان الصغرى ووالدة ابنه الاول الذي قتله بلا رحمة !

صمت الجميع ولم يقولوا اي شيء للعيان ، الصدمة احتلت وجوه من لم يعرفوا بهذه الاخبار !

اكملت هي بغصة و اختناق بدا على روحها بطنين الاموات

- كل ما اردته من هذه الحياة هو عائلة وحسب ! احدٌ يحبني ويعتني بي ويهتم لأمري ! ولكني وقفتُ على اكتشاف صرعني الى الممات حينما ادركتُ بأني غير قادرة على الانجاب ! اتعرفون هذا الشعور العجاب ؟ كلا انتم لا تعلمون ! حاولت بشتى الطرق ولكني لم احضى بالظفر بالحياة كما رغبت حتى اعطاني ساتان حلمي وجلبت الى الحياة حياةً اسميته باندورا ! قتله حينما شبّ لضرورة لم يكن يمكن تفاديها ! وحينها حاولت مجدداً ان انجب ولكن دون فائدة ! انا غير قادرة على الانجاب ! وحينها حصل ساتان على كل ما رغبتُ فيه ! عائلة تحبه وتحترمه ، اهملني ونساني وراح يعذبني ويحبسني ويعاملني بأسوأ الطرق التي يمكن ان تتخيلوها في مخيلتكم الضيقة ! بعدما نفاني الى ذلك البعد قررت الاستسلام لواقع الحياة ولكني حينها تلقيتُ شرارة السعادة الاولى ! حبيبتي آيـآمي التي قالت بأنها تحبي ! لأول مرة ادخل احدهم السرور على قلبي ! قررتُ حمايتها بشتى الطرق ولكن ساتي راح يعذبها كما يحلو له ! ويعلمها الوحشية بأسوء الطرق ! حينها قررت ! لسوف آخذن كل ما عند وادمرن جبروته ! سوف ادمر عائلته واصنع لي عائلة بنفسي ! سأسرق منه كل شيء لأنه لا يحسن معاملة ابنائه لا يجيد اتخاذ القرارات ! هو لا يقدر على القدوم وانا هنا لأن عالم البشر سيدمر في اللحظة التي تطأ فيها قدماه هذا المكان ! هل فهمتم ما اريد اذا ؟!

صمت الجميع ولم ينطقوا ، عدا ريو الذي قال ببرود نافياً تأثره

- لا لم نفهم

اكملت آيـآكا بصراخٍ مرير

- سوف ادمج عالم البشر وعالم الشياطين ! واصنع لي مملكة خاصة فيها من الجنة الكثير !

انبلجت الاعين وزاغت الابصار ، خُطفت الانفاس وضاقت بهم الحياة ، فهذه خطة لم تخطر على ايّ بال !

خبثُ آيـآكا ظهر لكل العيان في تلك اللحظة وعرف الجميع ان الجنون قد خُلق كي ينعت بأسمها ’’

ولكنها لا تزال تريد التصريح بأمرٍ آخر لا يزال قيد الكتمان ، فتحت فاهها وقالت بضيق انفاس

- هناك امرٌ آخر ، آيـآمي مثلي ، لن تكون قادرة على الانجاب ! ولا بد من انها شعرت بذلك بالطبع !

لم تعلم بأن قلباً انقبض في تلك اللحظة بالذات ، ساسكي الذي اغلقت امامه كل الابواب على حين غرة !

ارتجف وسط القضبان غير مصدق لما وقع على مسامعه منذ ثوانٍ وحسب ، اراد الانكار ولكن لسانه رفض الكلام !

اظهرت آيـآكا سيفها من الفراغ وراحت تهقهقه حتى صمت الآذان ، ولكنها لم تشعر بتلك التي كانت واقفة تسمع كل الكلام التي نطقت به وقد اختفت ملامحها خلف الظلال السوداء المعتمة !

اهتزت الارض من تحت قدمي آيـآكا وشلتْ حركة الجميع ، تمثالٌ ضخم لراهبة ظهر خلفها

كان طولها على الاقل اربع عشر متراً ، وكانت تسمك بطبقٍ مجوف بين يديها !

تلبّدت السماء بغيومٍ حمراء غمام وبدأت تمطر دماء القرمز من السماء !

امتلأ الطبق وفاض بالدماء التي عبقت الاجواء برائحتها وما ان سقطت دماء السماء على عيني الراهبة

حتى انفتحتا وظهر ضوءٌ ابيض سبب الكثير من الاهتزازات في الارض والسماء

بدأ ذلك الضوء يبتلع كل ما حوله وهي تصرخ قائلة

- سوف يلتحم العالمان واحقق مرادي الان !

ولكن شبحاً انتشل السيف من غمده و ركض ناحيته مجابهاً اياها

ارتطم السيفان بحدة فلمعت فيهما الاضواء ، وآيـآكا متفاجئة مو وجود آيـآمي هنا في هذا الوقت

عادت آيـآمي تهاجم آيـآكا بالسيف والاخيرة تتفادى وتضرب بشراسة و ضراوة

حتى اختفت آيـآمي فجأة لتتعجب آيـآكا وهي غير قادرة على الاستيعاب

من خلفها ظهرت وطعنتها في قلبها بروح ابنها المحبوسة في السيف

سعلت دماً قانياً وحل بها المٌ لا يمكن وصفه ، تراجعت آيـآكا وقد بان ناباها بدمائها الخاصة !

هجمت مجدداً على آيـآمي بضراوة والسيفان يصدان بعضهما بشكلٍ تام وجنوني !

ولكن بضربة مباغتة استطاعت آيـآمي ان تقذف السيف من يد آيـآكا التي صدمت من هذا الوضع

وقفت امامها تماماً وامسكها من خصرتها لتلصقها بها لتلقي بباندورا على الارض

حركت يدها فأتى سيف آيـآكا واخترق اسفل ظهرها وبطن آيـآكا ، شاهدت سيفاً آخر فحركت يدها لتجلبه ناحيتها

اخترق اسفل ظهر آيـآكا وبطن آيـآمي ، حرارة راحت تلظي بشرار على السيفين حتى ذابا وهما يخترقان جسديهما

السيفان المذابان قيدا جسديهما فالتحما واصبحتا واحداً ، فقدت آيـآكا توازنها ولم تتمكن من السيطرة

اما آيـآمي فقد تراجعت الى الخلف بسرعة وهي تحيط آيـآكا حتى وقفتا امام الضوء الابيض !

قمرٌ هو ذلك المجتبى الذي يضحي كل يوم حتى تعيش الشمس !

الرغبة الصادقة في حماية من تحب و التضحية التي تفردت هي بها

هي مستعدة لسفك دمائها إن تطلب الامر ! لن تسمح لأحدٍ بالموت

لن تسمح لحياة ان تهدر بدون داعٍ او حتى بداع !

لذا من اجل كل الاشباح والارواح وكل حياة على هذه الارض ’’

قفزت الى الخلف الى جوف الضوء ليبتلعا هي وآيـآكا بسرعة ’’

نظرت في عيني آيـآكا المفجوعة وقالت بابتسامة الشياطين الخبيثة

- لنذهب الى الجحيم ... معاً !

سقطتا في حفرة ضوء ابيض ناصع لا قعر لها وسط صرخات كل الاجساد المشلولة والمشاهدين من خلف الستار !

تلاشى جسدها ببطء وابتسامة تعتلي ثغرها الوضّاح بالحياة

وقد ارتأت ان تضحي ..

حتى لا تموت اي حياة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes