WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل العاشر : ( والدي ، أنا خائفة مما أغدو عليه ! )








أخبروه يوماً أن الحياة ملجأ لمن أمن الممات

لذا تعلق بالحياة ، أحب نفسه وما حوله من الأحياء

ولكنه يوماً عرف أن الناس له بالمرصاد ..

حينما كبلوه و جروه بالأغلال ..

عرف الخيانة من أعينهم ذات السخام

وأدرك العلّة في البشر فما كان له أي سلام

لذا قرر .. أن يمحو نفسه !

ويتركهم وحدهم للعذاب .. فأعتزل الدنيا

وبقي وحيداً .. مع الذئاب !







[ فلاش باك ]

[ حلم آيـآمي ] [ قبل عدة ساعات ]

قطرةٌ تلتها قطراتٌ تسقط ببطئٍ ما كان لعقلٍ سليم أن يدرك فحواه ،

تجمعٌ مائي لامع وسط الظلام ، حيث الصمتُ حلّ سيداً لكل ما حوله من الموجودات .. والعدم !

تقف هي بلا حراك ، للفراغ تحملق .. وليست من الذين أُنعموا بالإدراك ..

فقط .. ترى حطام الزجاج على الأرضِ يعكس إنعكاسها على سطحه .. فتكره هذا المكان .. ،

فقط .. ما شدّ إنتباهها كان العرش القابع وسط الظلام .. محطم بذهبه الباهتِ القديم

وكأنما هو قطعة من التراثِ أخطأت في حطّ الرحال .. لم تحبّ هذه اللوحة السوداء !

ولكنه كان مألوفاً .. هي تعرف ذلك العرش .. عرش [ ساتان ] .. اجل ذاك عرش والدها !!

إبتسامةٌ خبيثة إتسعت فشعرت بها لتلتفت وتراه ، بنفس الجبروت أمامها وبعينين مختلفتيّ الطباع

جفلت عدة مراتٍ تحاول فهم ما يجري لها .. وإلى أين يقودها جنونها هذه المرة بالذات !!

تقدم منها .. بخطواتٍ ثقيلة إستغرقته دهراً كي يصل إليها ،

فرفع ذقنها بأطرافِ أنامله بإحتقار وإبتسام ، ما كان [ ساتان ] ليفعلها ابداً ولو في الأحلام !

يحدثها بوهمٍ .. أو حقيقة نكراء بنبرته المحتقرة للحياة

- ما زلتِ لا تدركين الحقيقة أليس كذلك ؟!

تتسع عيناها رهبة وإستعجاباً من إستفهامٍ أعطاها إياه دون سابقِ إنذار ..

تجيبه مستفهمة أكثر وبإستياء

- ما الذي تصبو إليه من سؤالك ؟!

يقهقه .. بشكلٍ حفيفيّ أفزعها ، فتزدرد ريقها .. وتحاول إيقاف الإرتجاف !

يرفع عينيه ويحملق صوب العرش المدمر للحظات ، فيحرك شفاهه ناطقاً بكلماته

- فالتنظري .. وتريّ الحقيقة التي دمرتها بيديكِ !

لا تعرف لتلك الرعشة التي سرت في كيانها معنىً ، ولكن صوتاً جهورياً في جوفها أخبرها

بضرورة .. عدم الإلتفات .. وكأنما بفعلها هذا .. هي تدمر كل ما تملكه من ذكريات !!

ولكنها بدأت تلتفت .. بخفوتٍ شديد كيّ لا تحلّ الصاعقة عليها و تمحو كل ما تراه ..

لكن الصاعقة المخشية قد نزلت .. بوزنٍ أثقل مما أعتقدته وهي تغور بعينيها في المنظر ..

تجد نفسها على العرش جالسة .. ترتدي تاج الملوك .. و عباءة الأباطرة .. مطعونة في صدرها ..

مثبتة في العرشِ .. وتنظر صوب الفراغ بلا إدراك .. كالدمى التي يحركها صانعها بإتقان !!

تتراجع للخلف .. تفزع وتهلع وتنتفض كل الأوصال .. فتعّم ضحكات [ ساتان ] المكان !

للأحمر البراق عيناه تحولتا ، وظلامٌ مريبٌ في ملامحه ظهر ساخراً بمقولته الشنعاء

- كلهم أنتِ .. كلهم يعودون إليك .. حتى أنا .. لستُ حقيقياً !!

تخشّب جسدها ، تعود ناظرة إليه بإستنكارٍ شديد لما تفوه بهِ ناطقاً ، تهتز شفتاها قائلة بوجل

- ما الذي تعنيه ؟! ما الذي ليس حقيقياً ؟!!

يميل رأسه بإبتسامة المجانين تعلو ثغره ، سبابته على شفاهه إنحطت يكمل ما بتره خشية إنتهاء المتعة

- أنتِ .. صنعتِ الوهم ، صنعتِ الجميع .. أنا .. وأخوتك .. عالمٌ كامل صنعتيه لأنكِ كنتِ وحيدة ، لا وجود لنا في الواقع ! لا عالم شياطين .. لا بشر ولاشيء .. فقط أنتِ في الظلمة تحومين .. ونحن .. مجرد خيالاتٍ لأشخاصٍ أردتِ لو كانوا حقيقين .. أنتِ الأصلية .. أنتِ الشيطان والملاك والدمار !! أنتِ .. صنعتنا كلنا .. ولسوف تدمريننا .. كما بنيتنا !

ثم عاد مقهقهاً تعلو ضحكاته المكان ، والظلام يتشقق بنوعٍ من الكبرياء الحاد ، هي فقط تتنفس بسرعةٍ

وكأنما لم يكفها جنون عقلها فغدى الكل من حولها مجنوناً .. لم تعد تريد رؤية وجهه .. لا تفقه السبب

ولكنها باتت تخشى من سطوته عليها ، و أضحت تريد الفرار بما تبقى من عقلها !

إستدارت هاربة من قهقهاته ، فتفاجئ بمرآة تعكس صورتها أمامها مباشرة ..

لثوانٍ .. فقط لثوانٍ كان الأمر طبيعياً .. لحين ضحكة شيطانية أُطلقت من الإنعكاس ..

الذي ظهر فيه ظلام الدنيا وما فيها ، يحدّثها بنفسِ الجنونِ الذي أطلقه والدها مذ برهة

- ألازلتِ لا تتذكرين ؟! .. كنا وحيدتين .. أنا وأنتِ .. لم يكُ هناك شيء .. سوى هذا الظلام نفسه ! لذا ألقيتِ نفسكِ في الوهم .. صنعتِ والداً .. والدة .. أخوة وأحبّة ! .. ولكنهم مجرد وهم سيتلاشى قريباً وحينها ستتذكرين .. الحقيقة .. الوحدة .. وأن كل المشاعر التي مرّت عليكِ .. مزيفة !! سترين .. يا من لا أسم لها !!

دارت المرآة .. باتت تدور وتدور حتى تحطمت وتناثرت أشلائها على الأرض طليقة وإذ بجرحٍ في وجنتها

قد ظهر حارقاً إياها .. مذّكراً إياها .. بسعيرٍ قد قاسته من قبلٍ ولسوف تذوقه مرة أخرى أكيداً !

تجددت المرآة .. زاد وجلها ، ولكن .. قطرة من الأمان .. قطرة واحدة قد أراحتها حينما شعرت به

فنظرت إليه .. يقفُ بعيداً ينظر إليها .. بدون إهتمام ، وكأنما هي لا تعني له شيئاً من أول مقام !

- كازو ..

بكلِ لهفة قالتها ، تضم يدها عند قلبها متوترة ، فإذ بعيناه تضيقان سخرية ويشدّ على شفاهه مستحقراً

ثم تبسّم وكأن الأمر يعنيه ، متلاشياً في الظلام ببطئ .. يُمحى من عقلها وذكرياتها .. فلا تتعرف إليه

هو سيذهب .. بلا رجعة .. هذا ما شعرت بهِ وهو يتلاشى مختفياً من كل أركان حياتها ،

وحينما تهبّ لنجدته ، تتمدد ظلالٍ من جوف المرآة الواقفة .. فتُحيطُ جسدها ، تخدرها

وتسحبها لجوف المرآة بسرعة ، تغرق في الظلام .. وآخر ما شاهدته .. هو نظرة واحدة على وجهه

نظرةُ الإنكسار .. الخيبة .. و الأسف .. ترافقها إبتسامة مكسورة .. كما شظايا هذه المرآة المتناثرة !

تستيقظ فزعة !! متعرقة .. !! وفي داخلها صوتٌ يتردد صداه مكرراً

" لا مكان .. لا حياة .. وحيدةٌ أنتي .. مع الظلام " !

فتصدق للحظات .. أن الجميع وهمٌ .. وأن كل شيءٍ قد .. مات !




[ عالم الشياطين ]

[ قارة كالياس ] [ حافة العالم ]

تجرّع الجرعة الأخيرة من كأس شرابه الأسود فألقى الكأس الزجاجي من على حافة الجرف ..

ليسقط في النهاية الغير أكيدة ، الغريبة .. والتي لا يعرف أسرارها سواه هو !

يحبُ صوت الهواء العكسيّ القادم من أعماق هذا الجرف الذي لم تعرف له نهاية .. ،

فالهواء الذي يهبّ من أسفله إلى الأعلى .. فريد .. يحملُ تشكلات تتخذ أشكال الحوريات !

ولكن أكثر ما يحبه .. هو صوتُ الغناء الذي يشكله هذا الهواء ، سيمفونية عذبة مريحة

تقاسيم وجههِ الهادئة لم تعد كذلك ، فجلّة من الحضور أزعجته .. فردد مستنكراً حضور زائر

- ما الذي تريده من قدومك خلفي .. أيها الغرّ ؟!

تلألأ الجو من حولِ المعني فهز رأسه مستمتعاً مجيباً

- فقط .. أردت أن اراك عن قرب .. فكلانا متماثلان !

- أتحاول إستفزازي ؟!

- أولسنا كذلك ؟! أعني متشابهان ..

- لا علاقة بي بالجانب الآخر الذي تعنيه !

صمت [ مايكل ] مستاءً بطفولية و [ ساتان ] أمامه مغبّر الملامح غاضبٌ منه

نفخ خديه ثم ردد بخبثٍ طفولي

- رغم إنك تستخدم قوة ذاك الجزء .. يالك من كاذب

ضاقت عينا [ ساتان ] فيما تحولت عيناه للأحمر البراقِ ففزع [ مايكل ] لثوانٍ ..

ولكنه إبتسم .. إبتسامة حملت معنى التأكد واليقين ، أن من أمامه .. مثله ولكن أقوى .. بأضعاف !

إسودّت عينا [ مايكل ] وظلٌ أسود إخترق ملامحه فيما باتت عدستاه مجنونتان .. إبتسامته البريئة ..

ما عادت بريئة بتلك العينين .. إطلاقاً ، نطق متحيراً

- لا أعتقد بأنك ستنكر الواقع لوقتٍ أطول جلالتك ، عليك الإتيان بالحقائق على مسمعيهما !

إتسعت عيناه لثوانٍ بسخرية من الناطق بعبارة لا تمد للمنطقية بصلة ..

فردّ عليه يخلخل أصابعه بين خصلات شعره الذهبية

- أسقطت من السماء ام ماذا ؟!

أزداد جنون عيناه والظلمة القابعة فيهما ، وإتسعت إبتسامته .. فاستطرد قائلاً بنبرةٍ عذبة

- أنا لم أكن في السماء حتى أسقط منها !

- إذن .. أين كنت ؟

- هنا .. طوال الوقت .. بجوارك أنت !

أُعجب [ ساتان ] بالفتى ! أحب تلك الثقة .. والغموض المتراكم حوله ، إضمحّل الإحمرار ..

و عادت عيناه زرقاوتين كألماستين بنقاء السماء ، إسترسل الحديث مكملاً

- ولأي الأهداف تصبو ؟! أتطمح لمزيد من طاقة الحياة ؟!

عاد الجو حول الآخر متلألأً ، ضحك ثم أجاب بحماس و إيجابية

- اجل هذا صحيح ، أخذت الكثير منها للآن ! مميزة هي طاقة الشياطين !

ضحك [ ساتان ] ثم أعقب بهدوء

- عليك العودة لسيدتك أيها الصغير ، لا تريد أن تعاقب على كسر الأوامر !

- حاضر

إختفى .. و عاودت ملامح الملك بالإندثار .. يفكر بكيفية وجود هذا الشخص بالجوار ..

ولكنه لم يتوقع .. أن وجوده كان لهدفٍ أكبر .. من مجرد لعبة !





[ قلعة آيـآمي ]

كانت هذه المرة المئة التي يزفر فيها وهو في طريقه إليها .. متحيرٌ يتسائل عما حدث !

فما الذي دفعها للقدوم لقصرِ والده .. تعانقه بذاك الشكل .. ومن ثم تتهرب مسرعة دون تفسير !!

يعرفُ أن خلفها مصيبة آتية ، ولكنه هذه المرة لن يقبل بأن يكون خارج نطاق هذه المصيبة ..

سيدخل في لبّها و يحلها قبيلما تحل ، وإلا .. فليس هو من بقي في منصبِ الأخِ الأكبر لآلاف السنوات

- ولكن حقاً .. هذه القلعة لم تتغير .. مشؤومة منذ يوم بنائها !

لم يحب – ولو لمرة – هذه القلعة السوداء القابعة على تخوم العاصمة [ راكوس ماريا ]

فهي كانت منبع ولادة الكثير من اللعنات والأساطير .. والوحوش !

- كله بسببي وبسبب مزاجيّ المتقلب ، لم أحسن تعليمها فنّ إختيار المنازل ! عديمة الذوق !!

شعر بهالتها قريبة ، خلف بابٍ خشبيّ عتيق قبضته فضية جديدة ، يبدو وكأنها تعمل على بعض التعديلات !

إكفهّرت ملامحه وباتت مرعبة وهو ينوي أن يفي بكلامه .. و يتحدث معها عن سببِ تغيرها ..

فتح الباب دون سابق إنذار .. فتردد في عقله صوت الصفعة التي لم تكن من نصيبه ..

وقف مشدوهاً .. يجفل مرائياً لـ [ آيـآمي ] التي صفعت [ آلبيرت ] بقوةٍ مهيبة ..

فصمت الجميع فزعاً من تصرفها !

صرخت به زاجرة

- كيف تفعل ذلك دون أن تخبرني ؟! تحاول الوصول للبئر ؟! لا تمزح معي !! ألم أخبرك مراراً أن الجهل نعمة في كثيرٍ من الأمور ؟!!

طأطأ المصفوع رأسه ، وإنكسرت نظرةٌ في عينيه المهتزتين بعنف ، شدّ على قبضته ثم أجاب

- ولكنيّ فقط .. أردت أن أعلم .. إن كنتُ أنا السبب .. في

- لا داعي !! لم تكن أنت السبب

- وكيف تعرفين ؟!!

- أعرف .. هل نسيت من أنا ؟!

- آ – آسف .. لم أقصد

تنهدّت متألمة جراء صفعها له ، لا تحب إستخدام العنف على من يهمها أمرهم .. ولكنه أجبرها !

[ ديث ] كان يكابر كيّ يحفظ ضحكته من الخروج ، واخيراً تم إذلال شخصٍ آخر غيره !

[ آيريس ] كان متحمساً ، والورود في الأجواءِ من حوله تتفتح !

وقفت خلف [ آيـآمي ] يمسك بكتفها ويصفع [ آلبيرت ] مراراً وتكراراً بحماس

إحمّرت وجنتاه ، واهتزت شفتاه من الحماس ! لم يكن يدرك أن الصفع ممتع لهذه الدرجة

- يآآه [ آيـآمي ] لقد تعلمتُ شيئاً جديداً للتو !

ضاقت عيناها تمحو الجملة التي قالها من عقلها ، فلا تريد له أن يخزن مثل هذه المعلومات عديمة الفائدة

أضمحّلت ملامح [ آلبيرت ] و غدت مرعبةً تدمى لها القلوب رعباً .. ردد بنية قتلٍ واضحة

- إبتعد عن [ آيـآمي ] وحسب .. سأمحق وجودك من هذا العالم .. [ آ .. يـ .. ر .. يـ .. س ]

[ مايكل ] الذي عاد للتو .. قط توردت وجنتاه متخيلاً بعض الأمور .. التي لا تليق بشخصٍ مثله

- [ آيـآمي – تينشي ] .. أنتِ تملكين بعض الأشياء الجميلة .. !

قالها محدقاً .. فشهق [ آندراس ] الذي حضر للتو بمقلاة في يديه .. فما كان بداً إلا أن ضربه

بالمقلاة على رأسه .. فيسقط الآخر صريعاً تحت رحمة الطعام

- اللعنة عليك !! أبقي أفكارك الخسيسة لنفسك !!

- إهدأ [ آندراس ] .. لقد أفسدت محاولتي لقتله !

- ما الذي تقوله [ أمدو – يان ] ؟! كان يجب أن تسرع

- ولكنك .. لم تترك لي الفرصة ..

- مـ - ماذا ؟! .. لـ - لما تبكي ؟!

تصنّم في مكانه مفجوعاً .. فمع أي نوعٍ من الكائنات تقطن أخته الصغيرة ؟!

إنتبهت عليه ، فاتسعت عيناها بلمعة حياة فريدة ، ولكنها رددت ببرود فاجئه

- ما الذي أتى بك إلى هنا كازو ؟ هل حصل أمرٌ ما ؟!

رفع أحد حاجبيه ساخراً ، فيما تقدم وأمسك بذقنها بقوةٍ كبيرة يرفع رأسها إليه

- هذه .. عبارتي .. يا .. صغيرة .. !

لكنته كانت مرعبة ، أفزعت كل الحاضرين حينما أصبحت عيناه بنفسجيتان براقتان ،

وأحتّل البرود و نية الدمار كل قسمات وجهه الهادئة !

مرر سبابته على وجهها بلا إكتراث .. وكأنما كل شيءٍ تغير في عقله فجأة !

حطّت يده على رقبتها فخنقها بقوة دافعاً إياها للجدار تحت صدمة الجميع من فعلته !

تشقق الجدار من قوة الإرتطام ، وقرّب وجهه من وجهها الذي تكهّفر من القوى الجبارة في يد [ كازو ]

تركها بعد وهلة ، تاركاً أثراً واضحاً لأصابعه على رقبتها .. إبتعد قليلاً ثم قال بنبرة ملوكية

- أغربوا عن وجهي ، دعونا في قليل من الخصوصية !

- ولكن ..

- أطبق شفاهك !

فُطر قلب [ آيريس ] .. وخرج يترنح من الألم الذي ألقاه عليه بكلمتين كسهمٍ مسموم

لم يتحرك احدٌ غيره ، فيما أومأت [ آيـآمي ] إليهم فخرجوا على مضض .. غير راضين بهذا !

حينما خلت الغرفة من الجميع – عداهما – عاود النظر إليها ببرود .. ثم إسترسل ناطقاً

- كما قلتُ من قبل .. أريد أن اعرف التغير الذي طرأ .. وأسبابه !

لمعت عيناها بحيرة ، ثم أغمضتهما تردد بتساؤل

- تغير .. إذن .. ؟

- أجل !

- أنا لم أتغير !

- ماذا ؟!!

لم يتوقع هذه العبارة منها .. لم يتوقع أن تنكر هذا أمامه هو .. الذي يعرف أقل تغيرٍ فيها

- ما الذي تحاولين قوله ؟!

رددها ببرودٍ أختفى خلفهُ غضبٌ عارم ، تقدمت هي من مرآة معلقة على الجدار ثم أكلمت

- لم يعد لي سبب كي أبقى على ما كنتُ عليه .. تلك النقية الطيبة !

- ولما لم يعد هناك سبب ؟!

- لأني أدركت أمراً ..

- ما هو ؟

أظلم المكان .. إختفت ملامح الغرفة وغرقت في ظلام دامس ! وعيناها للأحمر إستحالتا مجيبة

- الإهتمام .. يولد الخسران !

لم تتغير ملامحه .. رغم تفاجئه الشديد مما نطقت به ، عادت الغرفة بعد وهلة لحالتها الطبيعية ..

إبتعدت هي عن المرآة قليلاً حتى فاجئها هو حينما ظهر أمامها على غرّة ، ضربها بقوة على وجهها !!

نزفت شفاهها دون أن يرمش لها جفن ، ولكنه لم يكتفِ .. إنهال عليها ضرباً مبرحاً حتى

ما عادت تستطيع التنفس بشكلٍ جيد من تحطم أضلاع قفصها الصدري !

جرّها من شعرها بقوةٍ كبيرة ، ثم أوقفها عند المرآة وصرخ مزمجراً

- أمعني النظر في إنعكاسك !! إنظري إلى ملامحك !! هل تغيرت ؟!

- كلا !

- بلى .. تغيرت تماماً !! عيناكِ ما عادتا على قيدِ الحياة ، وهل تعلمين لما ؟!

- لا !

- لإنك .. مجرد شبح ! لستِ حية ! ولستِ ميتة ! موجودة ! وغير موجودة !

- ماذا ؟

إقترب من إذنها وهمس بنبرة إقشعّر جسدها لها

- أنتِ .. وهم !

وقعت تلك الكلمة على مسامعها كالصاعقة ، تذكرت حلمها .. وذاك الرعب الذي سادها فيه

فكّت أسرها بسرعة ، إلتفتت إليه تلمس وجهه بذعر .. أرادت أن تتأكد من وجوده حقاً !

لا يزال هو على بروده .. يكمل كلامه بهدوء

- أنتِ .. أختي الصغيرة .. وما أنتِ عليه وحسب هو وهم ، وهمٌ صنعتيه حتى تقولي بأنكِ لا تهتمين ، ولكن [ آيـآمي ] التي يعرفها الجميع .. تقبع هنا في قلبك .. انا لا اكره تغيرك .. ولكني فقط .. لا أريد لكِ أن تبعدي من تحبين عنكِ .. إبقي كما أنتِ .. ولكن لا تبعديني .. لا تبعديهم !

وكما الدماء تسيل من شفاهها بعنفٍ يمسحها هو بإصبعه ثم يلعقها بنظراتٍ خبيثة ملتهبة ، تبتسم ثم تعقب

- هكذا أنت .. مريعٌ في تعليم الدروس !

- أعلم ذلك !

- شخصيتك .. مروعة !

- لستُ في حالٍ يسمح لي بتقبل النقد والحقائق عن شخصيتي !

- أنت دائماً هكذا ..

- كيف ؟

- بشكلٍ .. يجذبني حتى إن قاومت

- ها ؟!

- لا عليك !

عمّ الصمت بينهما ، حتى ربّت على رأسها ثم همّ خارجاً من الغرفة .. تاركاً إياها

تفكر بما قاله ..بشكلٍ جدي .. ولكنها غير عازمة .. على تغيير أي شيء !




- تباً ، ليس جيداً !

رددها يلعق الدماء بشهية مفتوحة عن القلب الذي إنتزعه للتو وسط السوق ..

لم يجنيّ أي قلبٍ جيد منذ فترة ، لذا أراد أن يجدد مجموعة القلوب التي يحتفظ بها !

- كنتُ أتوقع أن شكل قلبها سيكون جيداً كما سيمفونية نبضه ، ولكنه سيء !

قالها بإنزعاجٍ شديد ، فألقى القلب على الأرض ودهسه بقدميه ، تطايرت الدماء على وجهه ولكنه لم يهتم ،

فحول نظرته إلى باقي الموجودين في السوق ، يحاول أن يستمع بحاسّة سمعه القوية إلى قرع القلوب

لعل أحدها .. يثير إهتمامه فينتزعها .. و يعثر أخيراً على ضالته .. !

وربما .. يطلب من [ ماهوتي ] طهو بعض القلوب له .. مرت فترة لم يأكل فيها أي قلبٍ جيد !

- ألا يمكنك أن تتوقف [ جيرا ] ؟ هذا مقزز كما تعلم

إلتفت [ جيراهيم ] لـ [ دانتاليون ] الواقف متقززاً على بعد بضعة أمتارٍ عنه ،

لمعت في عقله فكرة جيدة ، فتقدم من أخيهِ المسكين بسرعة ليختطف قلبه من بين أضلعه !

شهق [ دانتاليون ] بفزعٍ ثم صرخ غاصباً مفزوعاً

- أعد قلبي أيها الأحمق !! ما الذي تظن نفسك فاعلاً ؟!

بات [ جيراهيم ] يتفقد قلب شقيقه بتمعن ، لحين إشتهى أن يأكله أمام عينيه ويجلطه .. قليلاً !

ولكن [ دان ] لم يسمح له .. حينما ركله بقوةٍ كبيرة على صدره فأخذ قلبه بسرعة يحتضنه باكياً

- قلبي المسكين ! كان مخيفاً أليس كذلك ؟! كان مروعاً ! ذاك المشعوذ القبيح أخافك يا صغيري ! لن أدع هذا يحصل مجدداً .. أنا اعدك !

قبّل قلبه ، ثم أعاده برفق إلى مكانه بين أضلعه ، شعر به ينبض فتلألأ الجو من حوله سعيداً

وقف [ جيراهيم ] يحمل كتاباً بيدٍ واحدة ، وسكيناً باليد الأخرى يقرأ بنبرة مرعبة

- يخنة الشياطين ، المكونات .. قلبٌ نابض .. بعض البهارات [ الإستراكيوفية ] ..

بات يردد المكونات .. و [ دان ] يستشعر خطراً محدقاً قادماً صوبه ، فوقف كالجنود ..

وهرع فاراً من أمام [ جيراهيم ] الذي أخذ يلحق بأخيه بتلك السكين الضخمة !

وريثما هما كذلك .. [ هيرو ] كان يسير ببرودٍ غير معهود .. ملامحٌ شبحيةو خفوتٌ تام في المشاعر

لحين وصل لغابة [ إستقرامت ] المحرمة .. وسار بين شجراتها العملاقة ..

سوداء وتترنح مصدرة أصوات أنين .. بسماءٍ برتقالية تفردّت بها المنطقة المعزولة ..

وتربتها .. المشبعة بالسموم الإشعاعية القاتلة .. سار بهدوءٍ وعدم إكتراث ..

حتى وصل لمساحة ضخمة خلف الغابة .. مملوء بالتوابيت .. المقدرة بعشراتِ الآلاف ..

مفتوحة .. وفي جوف كلٍ منها تقبع جثّة لطفل .. مشوه .. وربما .. مُعذب حتى الممات !

ألقى بالجثتين الجديدتين اللتين كان يحملهما طوال الطريق .. ثم نظر متحيراً بجدية

- أين عليّ أن اضع الوافدين الجديدين ؟!

وقعت عيناه على تابوتين في وسط التوابيت .. إبتسم بشيطانية وجرّ الجثث بلا إكتراث

وألقاها في داخل التوابيت يدندن .. فهذه المجموعة هو يحتفظ بها منذ زمنٍ طويل ..

يكره الأطفال .. لذا يقتل من يزعجونه منهم ! ويحتفظ بهم .. بعد أن يلعب بأجسادهم بسيوفه !

- جيد ! تستحقان هذا .. ما كان عليكما محاولة سرقة سيفي .. صعلوكان قذران !
ثم عاد أدراجه .. إلى قصرِ والده ، سعيداً بإنجازٍ لم يقمٍ به منذ فترة !



متمدداً على الأرضِ الصلبة أمام بوابة قصرِ [ ساتان ] ..

يتدحرجُ حزيناً بقلبٍ مفطور وهو يقول بدموعٍ كالشلالات

- تباً لذاك القرد الراقص .. يفطر قلبي ويقاطع كلامي !! ألا يشعر بالخجل من فعلته الشنيعة ؟!

عاود التدحرج .. وإزداد بكاؤه أكثر ، والحراس الواقفون عند الباب يتجاهلون ألمه ..

- ألا يشعرُ أيٌ منكم بالشفقة على وسيمٍ مثلي ؟!

نظروا إليه للحظات ثم تجاهلوه وعاودوا الحراسة وكأنما لم يروه من قبل .. في حياتهم !

تحجّر .. وشعر للحظات .. بالذل .. وقليل من .. عدم الأهمية !

إلتفت راكضاً يمسح دموعه بيديه ، ودون أن يعلم إرتطم بجسدٍ قويٍ أسقطه أرضاً ..

تألم رأسه ، فردد يمسك به متألماً

- تباً يا لها من عضلات ! رجولة زائدة بلا قيمة !!

تنحنح المُصطدم به ، فكانت صدمته حينما كانت الصوت أنثوياً .. بحتاً !

أكمح رأسه ببطئ .. فأتسعت عيناه بصدمة وتصبب عرقاً يردد

- [ سـ - سايوري – ني سان ] ؟!!

بعينين ضيقتين وملامحها الحادة واكبت النظر لشقيقها الصغير الأحمق ..

- [ آيريس ] .. ما الذي تفعله ؟

نبرتها ، تلك اللكنة الهيبية والحضور القوي قد جعلاه يقف بإحترامٍ لها ، يجيبها بكل فخر

- لا شيء ، فقط أعبث بالجوار

إحتّدت عيناها فشعر بعظمة الضغط الذي حلّ عليه من قوتها ، إرتعب وأرتجف خائفاً لتكمل هي

- سمعت بأن الأميرة قد عادت ، جيدٌ لك .. واخيراً ستحصل على تلك القبلة !

أرتعش جسده كاملاً ، من تلك النظراتِ التي يؤمن .. أنها ترى وتعرف كل أسراره !

- مجرد مزحة [ ني – سان ] لا أعتقد بأنها تهم ..

- ربما ..

- ما الذي أتى بكِ إلى هنا ؟!

- جئتُ لتسليمِ تقريرٍ عن آخر مهمة لحصدِ الأرواح .. هناك بعض الإضطراب !

- هكذا إذن ..

تدفقت طاقتها مسببة جاذبية شديدة على [ آيريس ] فسقط على ركبتيه غير قادرٍ على الحراك

عارفاً بإنه سيموت .. إن بقيت تلك الطاقة تضغط عليه بهذا الشكل .. إستشعر خوفاً حقيقياً لم يعرفه منذ زمن

أرعبته .. كما تفعل على دوام .. هي مختلفة عن الجميع .. تشبه والدتها .. حضورٌ قوي و رعبٌ منشور !

أغمضت عينيها ثم أردفت

- لا يهم ، من الأفضل أن تتوقف عن إحراجنا ، و عد للعمل كحاصدٍ للأرواح [ آيريس ] !

- سأفكر .. بالأمر ..

- جيد !

تركته ، وهمّت بالدخول للقصر والحراس ينحنون إحتراماً لها ، أخته التي .. لا يكاد يعرفها !

توغلت في القصرِ حتى شاهدت [ ساتان ] .. توقفت وإنحنت له بكلِ خضوع ، هز رأسه لها

فتقدمت منه تنقل التقرير بهمس

- وكما ترى سيدي ، الأوضاع مضطربة ويقال أن إنقلاباً قد يحدث !

- بسبب [ سافاهان ] ؟

- أجل

- إمحوه ، إقضوا عليه وأجلبوا لي رأسه ! لا اريده حياً في الغد

- كما تأمر ! كما أن هناك أمراً آخر من [ تشيتوسي – ساما ] !

- ما هو ؟!

- لقد عثر على جناحين .. وليسا لشيطان .. بل على ما يبدو .. كما تقول الأسطورة .. لملاك !

لمعت عيناه غضباً وهي لا تزال تحدق فيه بكل ذرة كبرياء ، رفع احد حاجبيه ثم قال بسطوة مدمرة

- أجلبوهما في الحال ! وأبقوا ألأمر سراً عن الصحافة والعامة !

- حاضر !

إنحنت ثم خرجت من عنده بنفس الحضور القوي ، و [ ساتان ] على أصابعه يعضّ مفكراً !

- أجنحة إذن .. أهي أشارة للأمر اللعين الآتي ؟!!




- يا لها .. من طاقةٍ روحية مرعبة !!

[ ديث ] الذي أمر للتو أن يخطو ويتأكد من أمر الثلاثة النائمين .. قد توقف مصدوماً

فلا طاقة في حياته رآها .. شابهت عمق هذه الطاقة ، كل هذا الحقد .. والرغبة في التدمير !

ضاقت عيناه ، حينما شاهد مقبض الباب يتحرك .. ويُفتح الباب ببطئ كما لو كان في فيلم رعب .. !

إزدرد ريقه ، فقط ما أدركه هو طنين الباب و صدى صوته في عقله ..

خرج جسدٌ ما أدرك منه غيره شعرهِ الأبيض .. وحُمرة عينيها النادرتين .. ،

ببرود الدنيا أجمع رمقته متعطشة .. لم تشرب الدماء منذ عصور .. وعليها أن تروي ظمأها .. !

إهتز حاجباه ، وشدّ على قبضته متأهباً لأي حركة تقوم بها ، وحينما إبتسمت وظهر ناباها ..

توقفت مرعوبة ، من تلك اليد التي إمتدت لرقبتها مهددة إياها .. بأظافر كانت كالخناجر من حدتّها ،

إلتفتت بكلٍ جرأة .. فتصطدم عيناها بالعينان الحمراوتان لـ [ ساتان ] فتنحي !

إلا أن الصوت الصادر من الجسد لم يكن له فرفعت عينيها ترمق الوجه الشبيه بملكها بإنكار

- [ ليليث ] .. أليس كذلك ؟!

- أجل !

إعتدلت في وقوفها ، فبتسمت ببرود قائلة

- ماذا .. مجرد .. أميرة ؟!

- ربما ..

لم تُبدِ [ آيـآمي ] أي حركة .. حينما أمسكت [ ليليث ] بها من شعرها و لطمت برأسها على الجدار

- هه .. لا أجد غير الشبه مرعباً .. أين قواكِ منذ ساعات ؟!

- لا أعلم .. ربما .. لا تستحقين أن أستخدم قوتي عليكِ

- ماذا ؟!

- لأني .. لا أقاتل الحشرات .. كما ترين !

عمّ الهدوء والسكون .. وفجأة تفجرت [ ليليث ] بالضحك مصدرة إزعاجاً لا يحتمل !

ضربت الجدار بقوة من الضحك ، ويدها على معدتها التي آلمتها !

- يا إلهي ما هذا أيها الأميرة ؟! أنتِ ممتعة !

- مرت فترة لم تقع عيناي على الجمال ! من الجيد معرفة أنه لا يزال موجوداً !

- [ دايفاس ] !!

- [ ليليث ] وقعتي على جوهرة .. كان عليكِ إنبائي في الحال !

ذو الشعر الأحمر .. الذي يحمل وردة حمراء بين يديه ويشمّها متحدثاً .. لم يرق لـ [ ديث ] أبداً !

- الخلاص .. لا يعطى كما أرى !

الثالث ظهر من خلفِ الباب يحّرك رقبته لتصدر أصوات طقطقة العظام ، عيناه الفهديتان تنظران بحدة للجميع

- أتمنين علينا بالإنقاذ .. [ آيـآمي رايفيندارك ] ؟!

إبتسمت بهدوء ، أشارت إليهم كيّ يتبعوها ففعلوا على مضض ، مستشعرين الخبث العميق في كيانها

وصلت بهم إلى غرفة الطعام فدلفوا إليها ، وكما كانوا يتمنون .. كؤوس الدماء كانت تحتل المنضدة ..

أسرعت [ ليليث ] الظمئانة بالشرب .. فيما وضع [ دايفاس ] الوردة في الشراب و تجرّعه بشكلٍ أنيق !

[ لوسيفر ] .. كان فقط يرمق الأميرة الواقفة بلا إكتراث .. هو يعرفها .. شاهدها من قبل ..

ولكنه لا يستطيع التذكر .. فصوتها .. مألوفٌ بشكلٍ غير أعتيادي .. أين إلتقاها بحق الجحيم ؟!

- ألن تشرب ؟!

- ظمأي لا ترويه الكؤوس .. فقط العروق النابضة في جسدٍ حي !

- هكذا إذن ؟

تقدمت منه تبعد ملابسها عن رقبتها ، أردفت ببرود

- هيا إشرب إذن ، لا أريدك خائر القوى حينما أحتاجك !

لم تتغير عيناه الحادتين وهو يقترب منها ، و كلما خطى تشققت الأرضِ من أسفل قدميه

وتصدعت الجدران مرتجفة لحضوره المهيب .. هو الوحيد فيهم .. من يرتبط مباشرة بـ [ ساتان ] !

إنحنى خلال ثوانٍ و غرس أنيابه في رقبتها فسالت الدماء منها .. وبدأ بالشرب متلهفاً

حتى أحاطها بيديه وقرّبها منه مستشعراً هذه اللذة اللاذعة .. التفرد الأنيق المختلف !

دماء الملوكية ! كم تاق لهذا المذاقِ الذي فقده لدهور !

حالما إنتهى .. لعق الدماء الباقية على رقبتها وأبتعد ، لم يبتسم أو يبدِ أي مشاعر ..

لعق شفتيه ثم إتجه صوب رجل كانت قد أخذت منه الدماء لتطعم الثلاثة .. يرتجف خائفاً لحضورهم ..

دنى منه [ لوسيفر ] .. ثم إبتسم بحنان

- ألست متعباً ؟! دعني أساعدك !

ساعده على الوقوف .. والرجل قد شعر بالإطمئنان تجاه هذا الوافد الذي ظنه مرعباً

- لا تزال تنزف بشدة .. الأميرة متوحشة بعض الشيء !

نظر صوب [ آيـآمي ] بنظرةٍ غاضبة ، ثم إبتسم مجدداً ونظر للرجل حتى يطمأنه !

توقف عن الإرتجاف الضحية المسكين ، فيما [ لوسيفر ] يحيط وجهه بيديه .. ويردد

- دعني .. أساعدك على إيقاف النزيف !

شُلّ الرجل ! لم يتمكن من الحراك و الناط بإنقاذه يسحب رأسه بقوةٍ للأعلى ..

شعر بالأربطة تتفكك .. و عظامه تتكسر .. حتى إقتلع الرأس تماماً من مكانه !!

تطايرت الدماء في كل مكان ، وقهقه [ لوسيفر ] بشر .. قهقهة أرعب الجميع .. عدا المتوقعين ذلك

صمت وكأنما لم يضحك بعد وهلة وعاد لبروده وأعقب

- مرت فترة .. لم أنقذ فيها احداً من معاناته !







إنصهر ذهب الفهود في عينين كانتا من اجمل سراب الكون ، وفي ظلمة الليل تجلّت خصلاته مع تخلل الذهب بينها مذكراً إياه بقربه من المنفى !
هادئ .. قليل الكلام ، محب للإنقاذ من الآلام !





غيومُ السماء تجانست في خصلاتٍ فائقة الجمال من الوجدان ، مغ إحمرارٍ كان للشياطين بالعلامة الأمثل ! محبة الضحك ، الباحثة عن المشاكل لأبسط الحلول !




دموية شعره تجلّت في جلنار عينيه الهادئتين ، جميل ويحب الجمال ، أنيق ويكره المتشردين وعديميّ الأناقة ! مثقف فلا تخفى معلومة عن ذهنه !




شعرها كسماء في يومٍ صافٍ في بهوتٍ غريب ، وعيناها بنفسجٌ منصهرٌ بلون الدماء حول رقبتها ، حاصدةٌ للأرواح ، ليس لها ظهورٌ كثير .. ولكني ارتأيت أن تتعرفوا إليها !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes