وفوقه عتمة لا تفضي إلا لمكان غير مأهول
السكون الفاضح على اوج الاسرار لا يبقى وحيداً
فالتحجر في مكانه هو عملٌ من الانسان الذي توفاه القدر صغيراً
الألم و العذاب ازليان في مواضع لا يصل اليها مفعول الدواء
من ذاق الفراق يوماً فلا حق له في النضال كي ينسى الحياة !
توقف للحظة ! فكّر بنفسك وعد بالزمن إلى الوراء !
هل انت نفس الانسان السابق ؟! هل انت نفسك حقاً ؟!
ام ان التغير قد حصل وبات لك منسياً في عقبات الحياة ؟
هل ترى آثار خطواتك الماضية ؟ هل تفقه إلى عتبة بابك الخاوية ؟
ام تراك مجرد طيفٍ لأنسان اعتاد الوحدة فتسلق السماء حتى هوى صريعاً ؟
لا تقل لي بأنك خائف ! لأني الخوف قد عشته طوال عمري !
لا تقل لي بأنك نائم ! لأننا جميعاً نيام في غيبوبة الموت الازلية
وهل تراك من حضارات الموت قد جلبت لك غائب ؟!
ام تراك حفرت نقش الحياة على اضرحة المقابر ؟!
ألا ترى تلك الجماجم المعلقة على القبور ؟ ألا ترى تدفق الدماء من النحور ؟
ألا ترى تلك الاكواب التي تشرب منها الوحوش الضارية بدماء الضحايا ؟!
الا ترى إلى تلك النار المستعرة في القلوب ؟ او تلك الاعين الزائغة عن المفهوم ؟
اتراني مجنوناً ام اني قد فقدت عقلي مؤخراً ؟
لا منطق لي ولا هدف ! لا مجال لتوفيقٍ ولا وصول !
انا مجرد بشرٍ قاسى الحياة فانكست اعلامه وخرّ على الارض صريعاً
هذه حرب جحيمية لا فوز فيها إلا للأشباح !
هذا واقعنا ! حروب وقتل وسلاح !
هو أن ترى الواقع كما تريده أنت ! بلا شوائب او غمام او غبار ! فقط احلامك متجسدة امام ناظريك تسعد قلبك المفتون بالموت المحتوم !
الواقع !
هو ان تواجه مخاوفك .. ان تقاسي الصعاب وتلتجأ للمعونة من خالقك ! ان ترى فضاعة وجمال الحياة ! ان تحيا السراء والضراء وتعرف نفسك حقّ المعرفة
الموت
هو أن ترى العالم بسواد قلبٍ متفحم من نيران الحزن والالم والصراخ ! ان تختار سفك دمك طواعيةً على أن ترخي دفاعك وينتهي بك الامر لليأس كطريدة تُطَارد من اجل المتعة وسغب الوحوش !
الحياة !
أن تغلق عينيك فتسمع اصوات العالم الخافتة ! ان تشعر بالروح حتى في الجماد ذي الخفوت والسكون ! أن تعرف ان من حولك يتنفس و يضحك ويتكلم ! ان تبتسم لا ارادياً على اثر ضوضاء الوجود الخافتة والعالية !
الجنون !!
هو أن تجتمع المصطلحات الاربعة فتكون غشاءً ابيض من الضباب على قلبك ووعيك وجسدك ! فتجعلك تفكر أن السماء هي ارض البشر و البحار مكانٌ من اجل النوم .. والقتل وسيلة كي تفهم الحياة !
فهل ترى إلى الجنون من امورٍ افضل من السواد ؟ اتراه جنوناً إن عرفت ان الماثل امامك هو نفس من اعتاد الصياح على حبك في كل صباح ؟
ولكن الارادة المسلوبة تقيد بحفيف الموت الصامت ! تقاد إلى حيث مشنقة الارواح وتلقى على حبال مصنوعة من دموع البؤساء !
ولكن .. ماذا لو كان من تحبه هو المقتّص ! هو القاتل الذي هو ساغبٌ لدمائك وروحك !
وقد حاول الفتك بك في هذه اللحظات القلال ! عيونٌ زائعة وانكارٌ لن يفهمه الاحياء للحظة تمنت لو احترقت في كتاب القدر قبل ان تحّل
اللحظة التي تسبق التصديق هي الاصعب .. الابطأ والاطول والاكثر رعباً ! حينما ادركت هي بنفسها ان الماثل امامها يريد قتلها ! وهو على اتم الاستعداد لقبض روحها بتعذيب متواصل على مدى سنوات
استطاعت ان تسمع إلى صوت انكسار روحها في اعماق غياهب ظلام جسدها واستطاعت ان تشعر بخفوتٍ مرعب في قلبها المرهق
ولكنه استكان مصدوماً وكأن شرارة ما لمعت في عينيّ الموت الخاصة به ، توقف امامها منتصباً يرنو اليها بنظراتٍ ارعبت كل ما فيها من حياة !
باتت ترتجف منه غير منتبهة لنفسها وهو قد حرك شفتيه ببطء فردد بنية قتلٍ واضحة
- ايتها الحقيرة .. كيف تعرفين اسمي الاخر ؟!
تراقصت شفتاها خوفاً من تلك النبرة ! وخوفاً من هذا العالم الذي جعلها تقف امام من تحب عاجزة !
ازدردت ريقها بصعوبة وهي تحاول الكلام إلا أن الكلمات خانتها وجعلتها بكماء على حين غرة منها !
استشاط الآخر غضباً من تصرفها ! اعتبرها اهانة لحضرته فبدأ الدم يغلي في عروقه وهو يريد قتلها اكثر من اي وقتٍ مضى !
امسك برقبتها بحركة خاطفة وقربّها منه حتى استطاع ان يشعر بلفحات الهواء الحارة المضطربة التي تخرج من فمها اللاهث !
بانفعالٍ شديد قال مزمجراً
- اجيبي !!
حالما غاصت في تكوين عينيه الميتتين حتى هدأت وتوازنت انفاسها وعادت إلى خفوتها المعتاد ، ضاقت عيناها بأسى وغطت خصلات شعرها عينيها فما عاد الآخر يدرك فيها شيئاً
ابتسمت ابتسامة صفراء مرتجفة وهي تحرك يدها فأحاطت برقبته لتدفعه ناحيتها وتعانقه وهو على الصدمة ضيفٌ لا يعرف معناها !
تحجر مستغرباً من الجنون الذي ضربها ، سقطت يداه وقد ملأت غشاوة شفافة عينيه من الغضب ، الدفء الذي تدفق إلى جسده قد ايقض وحشيته !
اما هي فقد كانت تقوّي من ضمها له وهي تقول بهمس كاد أن لا يسمعه من خفوته
- أنت ايضاً جررت إلى الجنون الذي خلق معمعة الشضايا إلى الممات ؟!
لوهلة لم يبدو كلامها منطقياً او حتى ذي معنى بالنسبة له ، ولكنه تجاهل ذلك الواقع ودفعها بقوة عنه ليصفعها على وجهها بقوة هزت كيّانها كله
اتسعت عيناها بتعجبٍ خفيف ثم اعادت النظر اليه وقد تطاير الشرار الاحمر منهما دليلاً وعلامة على غضبه اللا متناهي و ضميره الميت الذي لا وجود له إلا في بيوض الافاعي !
ضاقت عيناه لوهلة حينما هدأ ! المزاج التقلب الموروث لكل ملك شياطين رأته ، رفع رأسه بخيلاءٍ مهيب وهو ينطق مستصغراً قدرها
- مخلوقٌ واهنٌ مثلك دون معرفة محضة بالحياة ، التواتر الغريب في عينيكِ قد ايقظ ذكرى ميتة في قلبي ! ولكم رغبت في قتلك الان على هذا !
ربما هي لا تعي قصده ولا تعرف ما يحاول الوصول اليه بكلماته هذه ! ولكن ما شغل بالها في تلك اللحظة كان الحجر الضخم الناري المتجه ناحيتها من الجهة اليسرى !
ادركت بأنها إن لم تتحرك فستموت لا محال منها ! ولكن قدماها قد شلتّا فجأة وما عادت الحركة لها حليفاً بعد الان !
ارتخت عضلاتها وهي ترى أن تموت افضل من رؤية ساسكي هكذا ، الحجر اقترب منها وكاد يرتطم بها لولا أن تدخل الاخير لاكماً الحجر فتفتفت إلى قطعٍ صغيرة وتطاير لهيبه في كل مكان
اتسعت عيناها صدمة وهي ترى قاتلها ينقذها ! التعاكس والتناقض فيما كان امامها في لحظة قد حال إلى جنونٍ واضح من الخيال !
توقف هو كذلك مصدوماً مما فعله ! فقد تحرك جسده لا ارادياً لينقذ هذه الفتاة العادية ! ما الذي حلّ به الان ؟!
التفت اليها ليرى تلك الابتسامة ذات المشاعر العميقة ! عيناها المتلألئتان بضوءٍ لا يعرف كنهه قد هزّ قلبه وكأنه قد سقط عن جرفٍ عالٍ !
الغضب استيقظ مجدداً بين ضلوع قلب هذا الوحش الكاسر فانقض على آيـآمي بحركة سريعة امسك بها كتفيها دافعاً إياها على الارض !
اعتلى هو جسدها المثبت بإحكام من قبل يديه وراح ينظر بعيون حادة كالذئاب إلى وجهها الهادئ من الحياة
تعجب إلى هدوئها فما زاده ذلك إلا غضباً ، فهي تهينه بهذا الهدوء والسكينة ! تجّلب العار لجبروته لأنها لا تخاف منه !
فما كان منه إلا طعنها بيده في صدره معتصراً قلبها ببطء بين يديه ! سعلت دماً واستشعرت الالم من يديّ محبوبها الذي ما عاد يتذكر من تكون ,
بدأ الوجل إلى قلبها يستلل ، فكيف لا وهي بين براثن من لا يعرف الرحمة ! قد قطع رؤوس الاطفال بما بالها برأسها ؟!
حينما لم يرى اليأس في قسماتها انتشل يده بهدوء ولكنه اخرج من غمدٍ صغير سكينة سوداء محمرة بفعل الدماء المتناثرة عليها !
بدون ادنى رحمة منه طعنها في كتفها فشعرت بألمٍ لا يحتمل ! وكأنما الالم العادي يتضاعف في هذا العالم اضعافاً مضاعفة !
ما ان ملّ من طعنها حتى وقف على قدميه وهو يجرها من شعره حتى رفعها قليلاً عن مستوى الارض ! ، شعرت وكأنما هي على وسك ان تفقد رأسها من هذا الشد القوي
ما يزال لم يرى اليأس في عينيها فازداد سخطه عليها ، هي التي يجب ان تيأس حالما تراه ما تزال لم تعره أي اهتمام
القاها على الارض بقوة ، لسببٍ ما هي لا تقاوم رغم ما يفعله بها ! شعورٌ غريب يحتاجه وهو يفعل هذا .. النشوة ؟!
هذا ما يعقده ، فهذه اول مرة يطيل فيها بعذاب احدٍ ما ، ابتسم بشّر وظلمة وهو يراها تنظر اليه بغضبٍ مكبوت ، لا تريد اذيته حتى وإن قتلها
تنهد هو بملل جسيم وقد نطق بحروف اليأس على روحها
- مجرد تافهة ، اتظنين بأن احداً ما سيفتقدك حالما تموتين ؟! دعيني ارى عينيكِ للحظة ! هه كما توقعت اسبوعٌ كامل وانتِ غائبة ولم يرسلوا احداً للبحث عنكِ ! ايُ حبٍ هذا ؟! اني لأرى الاحتقار في كيانك ، اعني .. من تكونين ؟ مجرد حقيرة ؟! لن يبكي احدٌ على فراقك ولن يهتم بكِ احد ! لا احد يحبكِ يا فتاة ! لذا دعيني ارى اليأس على محياكِ ! فأنت نكرة في عالم النكران ! مجرد آفة ولدت من رحم الوحوش ! ربما لو لم تولدي لكان الامر افضل ... اليس كذلك ؟!
ولو اكتفى بتعذيبها لما شعرت بهذا الالم كله ! هذه الكلمات التي اعتادت ان تقولها لنفسها من قبل تخرج الان من بين فكيّ اكثر من تحبه !
الطعنات والالم واليأس الذي استبد بها وتجّلى على ملامحها جعل العجاب يحتل ساتان الواقف بغير حراك ! لعله لم يتوقع ردة الفعل المنكسرة هذه
فالملامح التي تحملها هي تعريف اليأس بحد ذاته ، اضحكه الامر .. حتى قهقه بجبروته مستهزءاً بها وقد زاد الطين بلة بهذا
ولكنه لم يدرك - حينما تلقى لكمة جعلته يتراجع الى الخلف – مقدار قوة هذه الفتاة ، حينما رأى غضباً مميتا في مقلتيها حرك مشاعره لأول مرة منذ قرون
اعاد النظر اليها بملامح ميتة من الغضب وقد اُحيط جسده بهالة حمراء لتتطاير الاحجار الصغيرة على الارض من حوله و تهتز الارض بغضب ساتان نفسه !
ازدادت النيران وزادت الصرخات والجنود غير قادرين على فعل شيء ! اخوتها السبعة لم يصلوا إلى الان وهي وحيدة امام هذا الكاسر المتوحش
تحرك ناحيتها بخطى سريعة واراد محقها بسرعة إلا انها تفادت ذلك وكادت تركله على رقبته لولا حركته السريعة التي آلمت يدها اليسرى كثيراً
بدأ يعجب بالقتال ولكن الشمس التي تحولت إلى السواد في لحظة منعته من اكمال هذه المهمة ، مطّ شفتيه بقهر وحرك يده ليصرخ بشكل ارعب حتى الجنود السود
- وقت الانسحاب ! الليلكية القمرية بدأت ! تراجعوا الان !
دوامة سوداء ضخمة ظهرت من حوله وهي تبتلع كل شيءٍ الى العدم ، وقف امامها وهي تحاول ابتلاعه ، ولكن قبل ان يختفي فيها ابتسم قائلاً بهدوء
- لنا لقاءٌ آخر ... آيـآمي !
اختفى في تلك الدوامة ليختفي كل شيء ، النيران والجنود وكل ماله علاقة به اختفى !
وبقي فقط .. الدمار والجثث والبكاء وحسب !
على التحدث وعلى التعبير ؟!
ماذا لو وصلت إلى ما بعد حد اليأس ..
ما الذي ستفعله حينها ؟!
حتى وإن صرخت حتى تتقطع حنجرتك !
فلا اعتقد بأن هناك سامع !
لذا توقف ... لا تتعب نفسك !
انت في دوامات نفسك هائم وحسب !
تذكر فقط ... لا غموض إن عرفت الساحر !
الخوف الذي استبد بساكني القصر حينما ادرك ساتان خدعة اخرى نفذتها آيـآكا حتى تمنع الوصول إلى الغاية المرجوة !
تلك الفجوة التي احدثتها فتصدعت الروابط بين عالم الشياطين الذي يحكمه ساتان و عالمها الصغير الذي صنعه كمنفى ابدي لها ..
وقف محادياً الجدار وقد اعتلت عيناه لمعة مرعبة من الرغبة في سفك الدماء ، ظهر ذلك الظل الاسود على ملامحه فما كان منه إلا ان ينفس عن غضبه فيلكم الجدار
احدث صدعاً في الجدار سرعان ما تمدد ليتحطم الجدار عن بكرة ابيه ويتحول إلى فتات ! التفت وهو يتنهد
استجمع كل ذرة هواء ممكنة وصرخ بقوة كادت تدمر ما حوله
- ستندمين آيـآكا ! العابك ستنتهي قريباً ايها اللعينة !
ربما في تلك اللحظة حينما ادركت غضبه الحقيقي شعرت بالخوف في عروقها ، ارتجفت على غير عادة منها وهي تنظر من خلال قدرة الاستبصار الخاصة بها إلى عمق حقده وغضبه
فتقلقل الهدوء في نفسها وتغلغل الخوف الى كل خلية في جسدها !
اما هو فقد التفت وهدأ على حين فجاءة فارتخى جسدها اثناء سيره بطريقة متناقضة لم يفقه اليها احدٌ بعد !
حينما قهقه بطريقة مرعبة شيطانية شحب لون وجه آيـآكا وهي ترى الجنون قد رُسم واضحاً على عينيه
بدون ان تعرف كيف كان قد نطق بكلمات كعويل الذئاب ببحتها
- تعتقدين بإنكِ الوحيدة التي يمكنها صنع الالعاب ؟ ، هه انتي لا تعرفين قدراتي آيـآكا !
اتسعت حدقتا عينيها حينما شاهدت الابتسامة تملئ شدقيه وقد خفتت العقلانية من عينيه ! ادركت حينها بأنه يخفي في جعبته مالا يمكن لها ان تفقه الى كيانه او تعرف ماهيته !
شدت على آيـآمي في حجرها وهي تردد في نفسها قلقة
- لأول مرة منذ عصور يخيفني ساتي بهذا الشكل ! إن كان حقاً يستطيع فعل شيء فهذا يعني بأنه لن يتوانى حتى يعيد آيـآمي اليه ! عليّ أن اسرع فيما اريده قبل ان اُفاجئ بما لا اتخيله !
لم تعد تستطيع رؤيته ، انبلجت عيناها وراحت تحاول اختراق السواد الذي طغى على رؤيتها الحتمية لما خلف الستار !
ولكنها لم تقدر فعرفت ان ساتان قد اضحى جدياً ناحيتها اخيراً وهذا لا يبشر بالخير في ظروفها الحالية !
ولكن امراً – لم تتوقعه – قد حدث حينما ظهر ساتان امامها واقفاً بعينيه الحمراوتين ! ينظر اليها مبتسماً بخبثٍ ونصرٍ اكيدين !
ازدردت ريقها حينما شاهدته يتقدم منها وهي مجردة تقريباً من القوى في هذا المكان ، ولكن صفعة ضربها بها على رأسها انستها ما كانت تفكر فيه !
جرها من شعرها ودفعها ناحية الجدار فارتطمت به حتى تصدع ، سعلت وشعرت بالدوار وبالعجز عن الحركة إلا ان ذلك لم يمنعه من التقدم وركلها بقوة على معدتها حتى بدأت تسعل الدماء !
لا يزال مبتسماً ! ولم ينبس ببنت شفة منذ ان وطأت قدماه هذا المكان ، بدون ان تشعر امسكها من ذقنها ورفعها إلى مستواه وهي لا تزال تقاوم محاولة ان تفك اسرها من بين براثنه
ولكن حالما التقت عيناها بعينيه الحمراوتين حتى شعرت بالخدر يتملك كل اوصالها ، شعورٌ غريبٌ بالبرد والظلمة والخمول !
كانت عيناها تغمضان رغماً عنها وهي تقاوم رغبة النوم الملحة تلك ! لكن ما ان اغمضت عينيها واعادت فتحها حتى شاهدت النيران تلتهم كل شيء في الغرفة !
النيران الزرقاء القاتلة الخاصة بساتان ! ارتعبت من فكرة انه ينوي قتلها الان ! كلا ! عليها إكمال خطتها ! لا تستطيع الموت الان !
انزلها ساتان على قدميها وقد بدى عليه الهدوء بعض الشيء ، ربما الوضع ليس سيئاً كما يخيل اليها !
تنهدت حينما ابتسم بهدوء ! وعرفت بأنه سيقول كلاماً هادئاً وينصرف برفقة آيـآمي !
ولكن المفاجئة كانت حينما امسك بذراعها ولواها حتى كسرها ! وحينما طالت اظافره فجرحها في وجهها جروحاً عميقة دموية !
سقطت على الارض وهي ترى ان المكان اضحى بالابيض والاسود وان اللون الوحيد الذي تراه هو لون عينيّ ساتان الاحمر القرمزي !
انهال عليها ضرباً بقدميه ويديه وتعددت السبل من الركل واللكم إلى الكسر وما إلى ذلك حتى اغرورق جسدها بدمائها الخاصة !
اضحت غير قادرة على الحراك وهي تحاول ان تزحف ناحية الطاولة حتى تمسك بقارورة مياه الموت الموجودة فيها ولكن ساتان داس على رأسها بقوة فمنعها من ذلك
ادركت بأنها هنا عاجزة تماماً على غيار ما كانت تفكر فيه مسبقاً ! شاهدته من بين عيونها الدامية يقترب منها ببطء وقد نوى قتلها مسبقاً الان !
اتسعت عيناها وهي تشعر به يفتك بروحها ويخرجها من بين تحشرجات صوتها وقلبها ... حتى قتلها !
انبجلت عيناها على اقصى اتساع وهي تلهث لهاثاً شديداً وقطراتُ الدماء تتساقط من رأسها ! حركت بصرها يمنة ويسرة لترى بأنها لا تزال على وضعها السابق !
وان لا شيء حدث للغرفة من دمار كما حصل منذ لحظات ! ولكن فاجعة الحقيقة قد اصابها بسهمٍ من سعير حينما ادركت حقيقة مخفية خلف الستار !
حقيقة ان كل ما رأته وهمٌ من صنع ساتان !
لم تفهم .. لم ترد ان تفهم ولكنها عرفت بأنها لا تعرف اخاها كما يجب ان تفعل ! لم تتوقع ان يستخدم الوهم ليوهمها بموتها الخاص !
ضمت نفسها وهي تنظر إلى آيـآمي وتقول
- عليّ ان اسرع ! لا استطيع ضمان ما ينوي فعله !
ولكن ضحكة شيطانية ابليسية جبروتية قد شقّت المكان شقاً برعبٍ لم ترى مثله من قبل ، ظلامٌ وموت وكبرياء في صوته الشبحي ادركت خلفه انها عاجزة في بعدها !
لابد وانه قد فعل شيئاً كي يحيد من قواها اكثر واكثر ! لهذا تشعر بالعجز !
بدى للحظة وكأن شقيقها مختلف ... اصبح اكثر رعباً .. اكثر شيطانية مما كان عليه !
شدّت على شفاهها بقهر وهي تصرخ بسخط
- لا تستخف بي ساتي ! اياك والاستخفاف بي !
تجاهلها تماماً ، لن يفقد التحكم بأعصابه عليها مجدداً ، إن كان سينتقم منها فسيكون انتقاماً بارداً .. قاتلاً ودموياً !
استوقفهً كيانٌ ينتظر حظوره منذ بعض الوقت ، حالما رآه حتى ابتسم ببرود ليردد
- زيارة غير متوقعة ريو ، ما الذي حلّ بك لتظهر بهيئة البشر ؟!
ابتسم ريو بثقة واردف بغرور
- حان الوقت كي تعترف بالهزيمة امامي آلون ، انا اوسم منك بشدة
اغمض ساتان عينيه بشكلٍ ساخر وهو يردد بشكلٍ مستهزء لاذع
- وما الحيلة إن ظنّ القرد بأنه اجمل من الذئاب ؟!
شرارة غريبة اصابت جسد ريو في تلك اللحظة ، شعر بالامتعاض من ساتان الذي يسخر منه على الدوام فقال منفعلاً
- هذا ليس سبب قدومي على اية حال ، قل لي ما الذي جرى على آيـآمي ؟
عادت ملامح ساتان جدية مرة اخرى ، نظر ناحية ريو بتكبر ثم اردف ببرود
- لا تقلق ، سأخرجها من عند آيـآكا واقضي على الآفة المزعجة !
قطب ريو حاجبيه وقال بقليل من الانفعال
- آلون ! لا تقل هذا ارجوك ! انها اختك في النهاية ! حاول ان تفهمها ! هي ليست سيئة بحد ذاتها !
لمعة حزينة ارتسمت في عينيّ ساتان ، تنهد وردد بعدها
- اين كنت بعد القتال ريو ؟! اختفيت فجأة !
عرف ريو بمحاولة ساتان لتغيير الموضوع ، اجابه على مضض
- كنتُ اتواصل مع ارواح التنانين الميتة ! اردتُ بعض النصائح وحصلتُ عليها !
ابتسم ساتان بهدوء ليعقب قائلاً
- غريبٌ ان تسأل المشورة ، توقيتٌ رائع على اية حال !
قهقه ريو بشكلٍ غبي ومن ثم اردف بانكسار غريب في نبرته
- ربما فقط ... لو غيرنا بعض صفحات الماضي .. لكان ثيلوميوس حـ ..
قاطعه ساتان بشكلٍ مرعب وهو يقول
- لا تفتح جروحاً قديمة ريو ! ما عاد لهؤلاء حياة عدا في ذكرياتنا ! ماتوا وانتهى امرهم !
ابتسم ريو بحزنٍ شديد ، اغمض عينيه بتفهم واستطرد
- اجل .. انت محق .. رغم كونك اكثر من يتألم !
لم يعقب ساتان على هذا بل ترك ريو وسار في رده القصر وحيداً يفكر بالكثير من الامور
توجه إلى غرفةٍ خاوية إلا من صرير اشباح موتى الاحياء فتوقف في منتصفها حينما تسلل ضوء البدر إليها فلمع ختمٌ رسم على الارضية لا يعمل إلا بضوء القمر الكامل !
جرح يده فسقطت الدماء على الختم فبدأ يلمع بلونه الفضي العتيق ! فتح ساتان عينيه وإذا بماهوتي يقف امامه باحترام واجلال
ابتسم ساتان بهدوء ليردد بخبث
- ماهوتي ، اجلب لي ستة جثث وضعها على الجهات الست للختم الشبيه بذرة الثلج !
لمعت عينا ماهوتي بشكلٍ مخيف وهو ينحي ويقول باحترام ونبرة شديدة جهورية
- كما تأمر سيدي ، ولكن هل لي بالاستفسار عما تنوي فعله ؟
اغمض ساتان عينيه واخرج لفحة هواءٍ باردة تشكلت على شاكلة بخارٍ من البرد الذي خيم على الغرفة فجأة
اجابه ببروده المعتاد المترافق مع غليان حادٍ في دمه
- انوي اراقة دماء شقيقتي البلهاء في عالم المجانين !
اتسعت عينا ماهوتي بعض الشيء واستقام في وقوفه ليردد بحذرٍ شديد
- اذا فأنت تنوي تفعيل اغنية القمر المظلمة ؟
ضحك ساتان بهدوء ليردد ساخراً
- تقولها وكأني على وشك احداث مجزرة ! اجل انا افعلها يا عزيزي ماهوتي !
لأول مرة تظهر تلك اللمعة الشياطنية في عينيّ ماهوتي ، ابتسم بشرٍ مرعب حتى بان ناباه الساغبان للدماء وتحولت عيناه إلى الاصفر البراق
انحنى وهو يقول بصوتٍ هو حفيف الافاعي نفسه
- سأختار لكَ الاضاحي من اجود الشياطين ! انتظرني لبعض الوقت إن سمحت
هز ساتان رأسه متفهما فاختفى ماهوتي من امامه في لمح البصر !
ريثما استدار الاول ناحية النافذة الضخمة التي احاطت القمر بإطار داخلي حركت الرياح ستارتيه الحريريتين !
رمق القمر الفضي بقليل من الغموض حينما بدأ لونه يميل إلى البنفسي الغامق !
ابتسم .. وكانت تلك الابتسامة كفيلة بقتل الاموات نفسهم !
والجحيم شهدت نوعاً جديداً من العذاب الذي اختفى خلف قلبي
التوافق الغريب بين الموت والحياة ارغمني على الاستسلام
والوقت الذي خان رغبتي في الفناء قد اضحى بلا هذيان
اينوي القدر ان ينتشل عقلي من بين فكوك جمجمتي ؟
ام يريد فقط احالتي للجنون فيكتفي من قتلي ؟
لا ترافقني في هذه الذكرى لأنها قديمة وتشبه الكتاب الممزق
القلب المعطوب و الروح المسلوبة ، راقبتا كل الاحداث بلا تمييز للأهداف !
عاد للتو من مهمة نفذها على اكمل وجه ! خلع رداء الانبو ورمى القناع جانباً وقد ارجع شعره إلى الخلف وهو يمسح قطرت العرق عن جبينه
لم تكن مهمة سهلة هي القبض على نينجا قاتل هارب ! ولكنه استطاع فعلها حينما امسكه بأضرار بسيطة مثل كسر في يد المجرم وبعض الرضوض في مختلف جسده !
اخبره الجميع بأنه كان عنيفاً بعض الشيء ، ولكن هل يمكنهم لومه ؟! ان توانى فربما يهرب منه ويعاود القتل !
قهقه بسخرية والقى بنفسه على الفراش وتنهد ببطء حتى شعر بالراحة تتخلخل إلى عظامه شيئاً فشيئاً !
الكوابيس تطارده في احلامه ! الهواجس التي لا يعرف كنهها ! الاصوات التي تتناهى إلى عقله في دجى الليل !
كلها امورٌ تنذر بالشرّ وهو يعرف ذلك ! رغم انه يحاول الايمان بكونها بخير إلا ان قلبه يرفض القبول بذلك الواقع !
ترجل من سريره سائراً ناحية دورة المياه حينما استوقفه صوت قرع المطر على نافذة غرفته الفارهة
توقف وبات ينظر إلى غرابة لون القرية الكئيب حينما يهطل المطر عليها ! ومع هذه الاجواء تذكر ذكرى حصلت قبيل سنتين حينما حصل امرٌ فاجع للقرية بأكملها !
فلاش باك
قبل سنتين
يقال بأن الشائعات هي حديث الدجل من السحرة والراغبين بالفساد !
لأنها حالما تنتشر حتى تبثّ الرعب او شيئاً آخر من الوساوس في مجتمع الناس ذي النفوس الضعيفة
ولكن الاشاعة التي تناقلها الجميع اليوم كانت فاجعة على كلِ من سمع الخبر .. حتى الكارهين انفسهم !
ربما لأنهم لم يتوقعوا هذا الامر من قبل ، او لأنهم رأوه في احلامهم وحسب !
ومنهم الفتى الاشقر الذي راح يهرول مسرعاً والغضب الساخط واضحٌ على ملامحه لحين وصل إلى حيث مكتب رفيقه الشتوي البارد
فتح الباب كالصاعقة ما ان تسمع دوي صوتها حتى ترتعب في مكانك كالجراء ! ، اتجه ناحية صاحبه الذي كان يحمل رزمة من الاوراق بين يديه غير آبه بدخوله التكتيكي ذاك
وبدون ان يدرك الشتوي اي شيء كان قد تلقى كلمة موجعة من قبضة ناروتو الغاضب بحنقٍ لا يمكن تصوره !
تناثرت الاوراق من يد ساسكي المتفاجئ متسع الحدقتين والذي ظهر تحت عينيه هالات سوداء من ارهاق او سببٍ آخر
جلّ ما استطاع فهمه هو صراخ ناروتو المرعب الذي صمّ اذنيه وهو يقول منكراً
- كيف تفعل هذا ؟! اعني كيف فكرت بفعل هذا ؟! كيف تنهي علاقتك بـ آيـآمي وسط حشود الناس ؟! كيف تقول لها بأنك ما عدت تريد اي شيء يربطك بها ؟! هل جننت ساسكي ؟!!!!!
فهم الوضع فتنهد ودنى إلى الارض جامعاً الاوراق دون ان ينبس ببنت شفى ، اتجه ناحية مكتبه و وضع الاوراق ليتلقّف كوب القهوة ويرتشف منها القليل ويردف بها ببرود
- اعتقد .... ان لا شأن لك !
ازداد غليان الدم في عروق ناروتو الذي تقدم من ساسكي بعيون تقذف الشرار الممتعض عليه ، امسكه من ياقة ملابسه وسحبه بقوة وهو يقول بعيون دامعة
- ايها الاحمق ! اعلم كم تحبها ، لما فعلت ذلك ؟! اتتركها لرجال آخرين ؟! ماذا عن كازو ؟! سيستغل الفرصة ويأخذها بعيداً ! ماذا عنها هي ؟! لقد فطرت قلبها ولابد من انها الان ضائعة ووحيدة ! اعرفها حينما تكون حزينة تبتسم بشكلٍ ابله وتحاول ان تماطل من حولها ! ايها اللعين اذهب وتصالح معها !
لم يؤثر فيه كلام ناروتو حتى ذكر كازو ! حينها لمعت لمعة غريبة في عينيّ ساسكي واتسعتا بشكلٍ جنوني وكأنه ادرك عالم الجنون في غياهب المشاكل !
ولكنه تمالك نفسه فجأة ودفع ناروتو بعيداً ليردد ببرود اصاب ناروتو برعشة من البرد
- نحن لن نتوافق مطلقاً ! لذا ما الطائل من العيش مع الشحنة السالبة الاخرى ؟ انت تعلم بأن السالب والسالب يعطي التنافر لا محال ! لذا نحن غير متوافقان !
استغرق عقل ناروتو دقيقة كاملة حتى يستطيع تفسير كلام ساسكي ، بعدما فهم خرّ على الارض محبطاً وهو يردد بانكسار
- انت لا فائدة منك ! حسناً دعها تذهب في طريقها لكازو ، هو اوسم منك على اية حال !
شعر ساسكي بطعنة غريبة تجتاح كيانه ! وكأنما ناروتو اهانه للتو بطريقة مؤلمة بالفعل !
تجاهل وجوده وعاد للنظر إلى الاوراق محاولاً ان ينهيها بأسرع وقت .. رغم ان علقه وقلبه كانا في مكان آخر
من جهة اخرى وقفت الشقراء المحطمة وحيدة امام محلٍ للفساتين وهي تبدي ازدرائها من هذه الملابس الغريبة !
تنهدت وهي تحاول ان تتخطى مرحلة الحزن على الشتوي الذي حطّم قلبها قبل ساعاتٍ معدودات ، وضعت يديها في جيبوها وبدأت تسير في الشوارع دون هدى منها
عيناها كانتا منكسرتين بلوعة تجّلت على شاكلة لمعة في مقلتيها ، حتى ان تعابيرها كانت توجع القلوب من الالم الذي احتلها !
ولكن كلما مرت الدقائق تدرك بأنها هذا افضل لها ولساسكي ، سيمنع الاذى عنه ويبقيه بخير .. وربما يحصل على فتاة عادية تكون له العون والسداد الصالح
ولكن قهقهة مليئة بالغنج والمجان اوقفتها فاستدارت لترى فتاة ليلكية الشعر وذات عيونٍ كستنائية تقف امامها بملابس الاميرات الساحرات وحشدٌ من الفتيات بجانبها
علامات السخرية بانت على وجه آيـآمي التي التفتت وعادت للسير في طريقها إلا ان جملة اوقفتها على فجائة
- سمعت ان ساسكي – كون تركك آيـآمي – سان ! حسناً دعينا نقل الصراحة فأنتِ لا شيء مقارنة به !
لم تكن آيـآمي في مزاجٍ لهذه المجون الواقفة امامها ، فأكملت السير إلا انها اوقفها حينما امسكت بمعصمها واكملت
- في النهاية انتِ نكرة ! اليس كذلك ؟
ظهرت ملامح بلهاء على وجه آيـآمي التي ردت بملل كبير
- النكرة من قال نكرة عن غيره ، لا تحاولي ايتها الشمبانزي الناطق فكلامك لن يؤثر بي !
شهقت الفتاة بغير تصديق وكأنما احدٌ عزيز لها قد مات ! تراجعت إلى الخلف غير مصدقة حتى كادت تسقط على الارض من الصدمة
امسكتها الفتيات المحيطات بها وهنّ يصرخن بأسمها منفجعات
- ريريكا – ساما ! ريريكا – ساما ! هل انتِ بخير ؟!
اردفت آيـآمي بإحباطٍ كبير
- يبدو وكأن القدر يعاديني لهذا اليوم ! الرحمة !
قبل ان تكمل سيرها اتتها نبرة ريريكا الخبيثة وهي تقول
- ما دمتِ زاهدة فيه بهذا الشكل ، هل يمكنني ان احصل عليه ؟!
اتسعت عينا آيـآمي بشكلٍ مرعب ، استدارت ناحية ريريكا التي تضحك عليها بطريقة غنجية وساخرة
بانت الشرارة الحمراء في عينيها حتى عرفت بأنها لن تتحكم بنفسها بعد الان ! تقدمت ناحية ريريكا بخطواتٍ رتيبة وعلامات البرود عليها
اكتسحت جسد ريريكا رعشة رعبٍ غريبة من آيـآمي التي وقفت محاذية لها تماماً وهي تنظر في عينيها مباشرة !
بدون ان يعرف احدٌ ما حصل صفعت آيـآمي ريريكا بقوة اسقطتها على الارض ولكنه لم تكتفي بذلك بل جرتها من شعرها إلى مستواها تقريباً وصفعتها مرة اخرى حتى جُرحت وجنتها اليمنى
اغرورقت عينا ريريكا بالدموع والجميع عاجزٌ عن مساعدتها ، اما آيـآمي فقد دنت من اذنها وهمست بشيطانية بحتّة
- حاولي ان تفكري فيه في خلوتك وحسب ... وسأبدأ بإقتلاع عينيكِ كعذابٍ لك ولن ننتهي حتى تكوني مجرد جيفة قذرة ترمى في الازقة العفنة و كذلك عليكِ ان تفهمي شيئاً ايتها الحقيرة ...
صمتت لثانية اكملت بعدها بصرخة مدوية ارعبت الحاضرين والمارين
- انه لي انا !!! هل فهمتي ايتها القذرة ؟!!!!!!!
رمتها على الارض بقوة ورمقتها بحقد بعينيها المرعبتين وسارت بعدها في طريقها ، ريثما الاخرى تبكي بحرقة وتصرخ كارهة
- انتِ وحش ! مسخ ! شيطان ! اذهبي للجحيم !!
ابتسمت آيـآمي بسخرية بحتة لتلتفت لها بنفس العيون التي تحمل الشرارة وتردد بابتسامة
- هذا صحيح يا عزيزتي ... انا شيطان !
قهقهت بعدها بضحكة مرعبة خبيثة زلزلت نفوس كل الحاضرين ، اكملت سيرها بعدها حتى اختفت بين الحشود المرتعبين مما حدث للتو !
ربما لم يعرف احدٌ ان القدر غامضٌ بالفعل ! عند الزقاق المجاور لهذا الشجار – ذي الطرف الواحد – وقف الشتوي مقيداً برفقة ناروتو ، والذين سمعا كل شيء !
فراح ناروتو يضحك سعيداً فخوراً بـ آيـآمي ، والاخر متورد الوجنتين متسع الحدقتين وغير مصدق لما فعلته هي للتو !
ولكنه لبس قناع البرود مجدداً والتفت لناروتو الغارق في دوامة الضحك والمدح لاخته ، ففك قيده على حين غرة وركل ناروتو بقوة على وجه وسار عائداً إلى مكتبه ! فهناك حفلة يجب ان يحضرها في الليل وليس لديه الوقت حتى يلهو مع ناروتو !
اما هي ! فلا تعلم كيف وقعت في هذا الفخ الشيطاني الخبيث ! ولا تعلم لما تمّ جلبها لجحيمها الحيّ برفقة افظع ثلاثة شياطين في الوجود !
وهي تراقب كل هذه الملابس البراقة الانثوية ، شعرت بالتقزز وانها على وشك ان تتقيأ ! ما الذي جلبها إلى اماكن السخف هذه ؟!
امالت رأسها محاولة استيعاب ان هناك فتيات يرتدين الزهري البراق هذا ! او الازرق المرعب ذاك !
وريثما هي تفعل هذا اتخذت ثلاث فتيات زوايا خاصة وبدأن يتحدثّن عن مؤامرة واضحة ريثما آيـآمي منشغلة عنهنّ
بدأت الزهرية فيهم تقول غاضبة
- اسمعّن جيداً ، صحيح اني من اكبر المعارضين ولكني اريد اعادة آيـآمي وساسكي – كون لبعضهما !
هزت الشقراء الاخرى رأسها وهي تقول مكتفة يديها
- اجل اوافقك ساكورا ! ساسكي – كون الاحمق كيف يقول هذا لفتاة ؟!
تنهدت الاخرى الخجولة بينهّن وهي تقول حزينة
- يا الهي ، مسكينة آيـآمي – ني سان ! لا تستحق هذا من ساسكي – كون !
هزت ساكورا رأسها موافقة على كلامهّن ثم نظرت لهيناتا وقالت بخبث
- في حفلة عائلتكم الليلة ! سنعيد الحب إلى مجاريه !
صفّرت اينو وهي تقول ساخرة
- غريبٌ ان تقول هكذا امر ساكور ، ظننت بأنكِ ستستغلين الوضع كي تسرقي ساسكي – كون !
توترت ساكورا بعض الشيء مما جعل هيناتا تقول غاضبة
- اينو ! لا تقولي مثل هذا الكلام لساكورا !
صمتت اينو فقالت ساكورا متنهدة
- حسناً دعيني اقل الصراحة ، آيـآمي هي منافستي وصديقتي في آن واحد ، وانا اعرف تمام المعرفة بأن ساسكي – كون لن يحب غيرها مهما حاولت ان اغريه وافتنه ، كما اني لم اكن المحبة الصالحة له على مرّ السنين ! لذا دعيني اقلها مباشرة ... سوف اساعد صديقتي على استرجاع حبيبها الذي احبه !
ابتسمت هيناتا سعيدة بهذا ثم اردفت بحماس
- حسناً دعونا نختار كيمونو فائق الجمال لها ! سيكون امراً مسلياً
وقفت الثلاث موافقات على هذا فالتفتنّ ناحية آيـآمي ليجدنها تنظر اليهنّ بنظراتٍ باردة وتردف ببرود اكبر
- حسناً ، لا اعلم ما نوع المؤامرة التي تحكنّها ولكني اعلم بأنها لا تبشر إلا بدمار العقول !
توترت الثلاث وبان ذلك عليهنّ مما زاد الريبة في ملامح آيـآمي الشكوكية ! ولكنها هزت كتفيها والتفتت تنظر بتقزز ناحية الملابس المزركشة مرة اخرى !
انهينّ التسوق خلال ست ساعات قاست فيها آيـآمي انواع العذاب التي عزمت على ان تضيفها إلى سلاسل عذاب عالم الشياطين لاحقاً ! لانها واثقة من ان هذا سيقوي الجيش الملكي بلا ريب !
حلّ الظلام ولكن الحياة لا تزال تدّب في قرية كونوها الهادئة ذات الرياح الربيعية العليلة ،
الموسيقى قد اطربت السامعين والتي قد صدرت عن حيّ الهيوجا الخاص ! الالعاب النارية والاضواء الملونة واصواتُ الضحكات كلها اتت من تلك الناحية الصغيرة من القرية
الحفلة التي يقيمها زعيم العشيرة ليست بالشيء السهل ،
ارتدت النساء فيها الكيمونو الياباني ، اما الرجال فارتدوا البدلات الرسمية الانيقة ،
عجّ المكان بمختلف الانواع من الاطباق والزينة والناس ،
كانت حفلة مثالية جداً في اوقات متوترة لبعض القلوب المكسورة بشروخٍ لا يمكن علاجها ،
وصلت الثلاث متأخراتٍ بعض الشيء فاسرعن بالدخول الى الحلفة ترتدين الكيمونو فائق الجمال ،
كانت ساكورا تسحب آيـآمي المرغمة على الحضور لمثل هذه الحفلات الصاخبة التي تكرهها ،
ارتدت ساكورا كيمونو زهري فاتح رُسم عليه ازهار الساكورا ، ناسبها جداً ،
اما اينو فقد ارتدت كيمونو سكّري اللون متعدد الدرجات مما جعله مناسباً للون عينيها ،
آيـآمي ارتدت كيمونو اسود اللون عليه رسومٌ لأزهار زهرية بدرجاتٍ متعددة وكان فائق الجمال عليها ،
رفعت شعرها على شاكلة كعكة من الخلف وتركت بعض الخصلات تتدلى على وجهها المملوء بالملل ،
بسرعة كان الجميع قد امتزج في جو الاحتفال عداها ، فقد وقفت في زاوية تشرب عصير التوت غير آبة بما يحدث من حولها
الاعين التي تراقبها من كل مكان ، والرجال الذي عزموا على تمّلكها لهذا اليوم ! كل هذا لم يغب عنها ولم يكن خافياً على اينٍ كان
رغم ان عيناه السوداوتان تلمعان اعجاباً بها ولكنه يقاوم الرغبة في الذهاب وتقبيل يدها ! حاول تشتيت عقله عنها بأي وسيلة فراح يكلم ايتاتشي وناروتو بشتى المواضيع الغريبة !
ولكن ما كان يخشاه قد حصل ، اعلن رئيس الهيوجا عن بدأ الرقص الجماعي ! فسبب له هذا انزعاجاً شديداً حينما تهاتفت الفتيات عليه من شتى بقاع الارض !
نهرهّن جميعاً وراح يحاول دفعهنّ عنه ، ولكنه لم يتمكن إلا حينما شاهد الرجال يقفون بالقرب من آيـآمي وهم يطلبون منها الرقص معهم !
شعر بالغضب يغلي في جسده كله حينما قبلت آيـآمي مراقصة احد الرجال الذين لا يعرفهم وهي تنظر اليه ببرود حتى اخرجت لسانها ساخرة منه
شعر بالاهانة والسخط يرتفعان بالغليان في كل جسده ،
بدأ الرقص وحالما شاهد الرجل يضع يده على خصرها حتى ضاق به الامر ذرعاً فازمع ناحيتها وسحبها من بين يديّ الرجل وهو يقول ببرود ريثما يحيطها بيديه
- هذه الفتاة ملكٌ لي ، جد لكَ غيرها
ضاقت عيناها بشكلٍ مضحك لوهلة ، حتى بدأت تحاول ان تفك نفسها من بين يديه ،
استعملت اظافرها في هذا مما شبب له شدوخاً في وجهه ، بدت كالقطط تماماً ولكنه روضها حينما عانقها بهدوء ووضع رأسه على كتفها وهو يقول
- تباً لي ، لم يمر يومٌ ونحن مفصلان حتى شعرتُ بأني لن اعيش ، هل تسامحين هذا الاخرق ؟!
احمّرت وجنتاها بشكل طفيف وهي تعقب بتمثيل انفعال
- وكيف يمكنني ان لا اقبل اعتذار القبيح شخصياً ؟!
ضحكّ عليها ونظر مباشرة في وجهها مبتسماً ابتسامته الساحرة ، اقترب منها حتى تلامست شفاههما بعض الشيء
ولكنه استيقظ من هذه الذكرى فجأة حينما دوى صوت الرعد في الارجاء !
نهاية الفلاش باك
استوعب انه كان واقفاً لفترة طويلة امام النافذة ، فأسرع بالذهاب إلى الحمام كي يغتسل ويخرج ليذهب لمكتبه الخاص !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق