WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثالث والعشرون ( ومات الجسد ! )





ومات الجسد وأنتهت كلُ الآم ..
هلُك الجسد .. وأنتفضت كلُ الاوصال
خفتت الحياة وبهت لون الإرادة من المقلتين ،
تفجرت العبرات و راح النياح يشرخ طبقات السماء
مات الجسد وأنتهت كلُ الاماني التي كانت فيه
لم يعد حياً ولم يعد يتحرك و يفعل ما يريد
مات الجسد .. هلكت الروح .. وانتهت المعاناة
ما عاد لهم رؤيته يبتسم ، يصرخ ويبكي
حتى ذكراه لن تسعفهم في فقدهم له
مات الجسد .. مات ولا عودة له بين الأحياء
في حفرة لعينة سوداء باردة دفنوه ..
في تابوتٍ مرعب وضعوه .. وحيداً !
صرخاته الميتة لا تصل لمن هم احياء !
فهو ميت قد وضع تحت الأنقاض ..
انتهت حياته وانتهى كل ما فيه
ففي النهاية الجميع الموتى والحيّ هو من عرف الموت قبلا !
جلسوا جميعاً في جنازته مجتمعين .. يبكون يصرخون ينكرون فزعين
لما فقدناه ؟! لما تركنا ؟!
صدمة هي ولسنا بها بمصدقين ! نحن ننكر فقد حبيب عزيز
خمول .. هدوء وإعصار يعصفُ الجو !
غير قادرين على إستيعاب الحقيقة .. نبكي بحرقة لكن هذا لا يشكل فرقاً !
مات الجسد .. برُدت العروق و اختفى النبض من الوتين !
شحُب اللون ..ذهب الوميض و انتهى الأنين ..
مات الجسد .. مات الجسد
و قد اختفى من الحياة كما لم يولد قطّ !



الأمنية هي الخيال الذي نصنعهُ داخلنا فنبني به عالماً كاملاً من السعادة الابدية ،

الحزن هو ذلك الرجل الشيخ الذي يطرق بابنا مكتسياً السواد فيبكي امامنا بشهيقٍ صامت ،

النسيان هو الإبتسام وسط جنازة احبّ الخلق إلينا ،

السعادة هي الكنز الذي يصبو الجميع اليه ولا يحصلون عليه !

الحياة ، هي شريطٌ من الذكرياتِ التي تنقلنا بين فتراتٍ مختلفة من الازمان ، نتعلم منها وننشئ بها شخصيةً هي ما نظهر بها أمام الآخرين وكثيرٌ من هذه الشخصيات معقد ولا يُفهم بسهولة

و من بين هذه الفئة المعقدة اولئك الذين يتمنون الموت ويبحثون عنه ناحبين ، يرغبون بالسلام الأبدي حتى إذا طرق الموت بابهم فتحوه واستقبلوه فرحين وما أن يموتوا حتى .. يُمحى لهم كلُ أثر !

كل ما حولها هو تموجات وكأنما العالم مصنوعٌ منها ، تنظر في كل مكان فقط تموجاتٌ فضية في الفراغ ، هذا الوضع السيء سيفقدها صوابها في أي لحظة هي ولا تدرك ما الذي يجب عليها فعله ! ،

العينان الحمراوتان أمامها تلمعان بطريقة مريبة ، وسلال تخرج من تلك التموجات تمسك بها من يديها وقدميها فتمنعها من الحراك ،

بدأت تشعرُ بنوعٍ من الخدر وعيناها ببطءٍ تُغلقان .. هي تعرف هذا الشعور .. شعور أن ترغب بأن تغط في نومٍ عميق ..

ركودٌ وتكدسٌ في القوة هو ما يجري داخل جسدها ، وتلك التموجات بدأت تصيبها بصداعٍ أليم ،

لحين تحدثتّ العينان مجدداً بغطسرة واضحة أثارت مشاعر آيـآمي المكبوحة

- لا فائدة ، النضال هو فقط لمن كان لديه فرصة للنجاة وأنتِ لستِ منهم !

هل ترغب هذه العينان بأن تصيباها بالحول ؟! او أن تهدادها ؟! هي لا تعلم ولكنها فقط تريد ان تسلبّ النور منهما في الحال !

- ما الذي يريده وعيُ عالمٍ وهمي مني ؟!

سألت ببرود مما جعل العينان تضيقان بهمهمة اثارت حفيظة آيـآمي المعلقة في الفضاء ، اتتها الاجابة بنفس الغطرسة

- التحرير ، حلمُ سيدتي آيـآكا الوحيد ، لذا ابقيكِ هنا كي لا تصيبي هذا الحلم بتصدعات التشويش !

زفّرت آيـآمي منكرة ما تقوله العينان بصوتٍ اجش غير مرغوب في تردادته الصوتية ! ، اغمضت عينيها للحظات وهي تسمع انيناً يأتي من اعماقها .. من جسدها هي !

فما كان من حدقيتها إلا أن اتسعتا وهي تتذكر هذه المشاعر القديمة .. نفس المشاعر التي اجبرتها على انتزاع قلبها مرة !

- ترين الظلام وتعيشين فيه ، سيتحرر عما قريب فلا داعي للمقاومة !

قِيل لها هذا بنبرة مختلفة ، بتلك النبرة التي تخبرها بضرورة الإستسلام ، اُصيبت بصدمة هزّت كامل اوصالها ،

في حين شعرت بالكره يعتمل في التموجات التي بدأت تصبح باللون الارجواني الداكن ، العينان تجوبان المكان بنوعٍ من القلق وهي تناضل كي تخرج من هذا الوضع التافه الذي وضعت فيه ،

توقفتْ كي تلتقط انفاسها التي صعب عليها أن تأخذها فجأة ، تشعر بضيقٍ غريب في صدرها وكأنما حجرٌ ضخم يرمي بكامل ثقله على رئتيها ،

ارتجافٌ بسيط بجري في كل انحاء جسدها وهي تنكر الوضع ، تنكر هذه المشاعر المتضاربة التي تهوى إزعاج ما في حياتها ،

تذكرت .. حينما وجدت الحل لهذه المشكلة قبل سنوات ، لا تستطيع فعلها الآن ولكن يسعها فقط التمني !

فلاش باك

قبل احدى عشرَ عاماً

يقفُ معها على مقربةٍ من منحدرٍ سامق ، الارض عجفاء و نورُ القمر الفضي هو كلُ مايضيء المكان ،

يجلس على الحافة مغمض العينين ريثما هي فقط واقفة ترمق القمر بهدوء وبلا إكتراثٍ واضح بما حولها ،

- إيتاتشي .. هناكَ أمرٌ سأخبركَ به !

نطقت بها على مضض ، ففتح عينيه بهدوءهِ المعتادة واجاب بدفءٍ في نبرته

- ما الأمر آيـآمي ؟!

ترددت أكثر حينما أجابها ، ولكنها تمالكت نفسها واخذت نفساً عميقاً تجيبه ببرود

- سوف أنتزع قلبي وأريدك أن تبقيه عندك !

لا يُنكر تفاجئه بما صرّحت به للتو ، التفت اليها بقليل من السرعة وهو يعقب باستفهام على مدى رغبته في معرفة السبب

- و أي سببٍ في العالم سيدفعك لفعلِ هذا ؟! هل هو من أجلِ آيـآكا وإيقافها ؟!

بان التوتر واشاحت بوجهها تردد بنفورٍ غريب

- كلا ليس هذا الامر .. هناكَ امرٌ آخر .. لا استطيع وصفه بالكلمات !

كان خوفُ الدنيا مجتمعاً في بريق عينيها في تلك اللحظة ، اتسعت عيناه متعجباً وهي تشد على صدرها بيدها ،

بدأ الألم يجتاح جسدها مرة اخرى ، لا تريد أن تضعف فتروح ضحية الظلام والجور والطمع ! ،

قررت في تلك اللحظة وعلى مرأى من عينيه المصدومتين كانت قد ادخلت يدها في صدرها وطوقت قلبها بيديها ،

وقف مفجوعاً يصرخ بزجرٍ و غضب

- توقفي ما الذي تفعلينه ؟! هل جننتي ؟!

ولكنها لم تستمع إليه وفي لحظات كانت قد سحبت قلبها بأنين صامت من الألم خارج جسدها ، بدأت تلهثُ بقوة محاولة إلتقاط الحياة مجدداً وسط الغمامة التي غطت بصرها فجأة ،

حالما عاد الوضعُ طبيعياً حتى اخرجت كبسولة تجميدية ووضعت فيها قلبها ، تقدمت من إيتاتشي وناولته تلك الكبسولة قائلة

- لا استطيع أن اثق بأحدٍ في هذه الدنيا كما أثق بك حالياً ، سأعتمد عليكَ في هذا !

اراد إخفاء عجبه وصدمته ، فهز رأسه مجيباً إياها بكونه أهلاً لهذه الثقة التي اعطتها له ، وهي قد تحررت من جزءٍ من ظلام كاد يقتلها مرة !

إنتهى الفلاش باك !

بدت كالأموات في تلك اللحظيات البسيطات اللاتيّ اخذتهنّ كي تتذكر هذه الذكرى القديمة ، رفعت رأسها ولكنها فجأة فقدت الشعور بما حولها وظهرت كمن فقد وعيه إلا أنها تنظر للأرض التي لا وجود لها ،

و حدقتاها متسعتان ، ترنوان للألم والفراغ برجاءٍ دفين بالتوقف ، إلا إنها تشعر بملايين الدبابيس الحادة والصغيرة تخترق جسدها ،

حرارةٌ حارقة تعتمل في شرايينها ، ورغبة قوية بشرب الدم تقودها إلى حيث قلبها ،

- أنا اتذكر هذه المشاعر جيداً ، هذا الشعورُ الذي خشيته في ذلك اليوم ، انا .. قد انتزعتُ قلبي من اجلِ إيقاف هذا الشعور .. ليس من أجلِ آيـأكا .. فقط من أجلِ ان يتوقف .. هذا الشعور الذي هو وليد الظلمة ، معشوق القلوب البشرية ، كلا بل هما وليدان .. شعور الجشع والحقد !! يشتعلان كالنيران في قلبي .. يلتهمان روحي و يأججان اسس الدمار في عقلي !

عادت أصواتُ الصراخ ، الأنين ، الرؤى الشبحية أمامها ، الظلام من حولها ، بابٌ ضخمٌ ظهر امامها ، الباب الاحمرُ المخملي .. وتحته مفتاحٌ أبيض ينزفُ دماُ ..

سائلٌ دافئ يسيل على رأسها ، ظنّته مطراً ولكن ما من سحب ،حركت مقلتيها فأُحيلتا للبرود وعدم الإكتراث وتلك الدماء تنزف اكثر عليها ، تنهدت تلعق ما على جانب فمها من الدماء بلمعة شيطانية غريبة و أبتسامة مرعبة احتلت ثغرها ترمق اللوحة بإعجابٍ مقزز

ففي أعلى هذا الظلام .. اجسادٌ معلقة بالمقلوب تنزف ناظرة إليها بأنين .. والسنتها مقطعة !




كبُر حجم الشرخ الذي يمتص الطاقة ويرسلها لعالم الشياطين ، وإن استمر الوضع هكذا سيتدمر العالمان لا محال ،

ساتان قد أحاط الشرخ بدوامة من الثلج والنيران وأسفل الشرخ ظهرت حفرة ضخمة لم يظهر لها قاع ،

وإذا بالشرخ قد تصغّر مما أثار سخط آيـآكا التي تمسك فزعة بآيـآمي التي بدأت علاماتٌ غريبة تظهر على جسدها ،

- قد قللت من حجمه لكن إيقافه يحتاج لنوعٍ من المفاتيح .. التي ترتبط بالروح !

حدج آيـآكا ببرود في حين إنتبه على حال آيـآمي فتوتر قلبه و بدأ يشعر بالنبض فيهِ يتسارعُ بشكلٍ كبير ، فما الذي قد حدث وسبب لها الغياب عن الوعي ؟!

قرر أن يماشيّ التيار في الوقت الحالي ، فرقع بأصابعه فحلّ الليل فجأة على عالمِ البشر ، وتوسط البدر السماء على حين غرّة ! ،

اختفت دوامة النيران والثلج من حول الشرخ و أُسدل ضوءُ القمرِ عليه بتركيزٍ غريب سبب تموجاتِ توترٍ في الشرخ الذي بدأت يصغر اكثر واكثر لحين توقفَ عند حجمٍ معين ،

لم يكن ساتان يتوقع أن يمر الامرُ مرور الكرام خاصةً وأن هذا الشرخ من صنع آيـآكا التي تبرع في التعاويذ والتقنيات أكثر من القتال نفسه ،

أُحيط الشرخ مجدداً بشيءٍ ما من ضوءِ القمر ، شكلٌ هندسي كالمربعات المتداخلة بشكلٍ مقلوب ، لمعت طاقةٌ فضية في يدِ ساتان فبدأت الأشكال بالتحرك بخفة وبطئ حول الشرخ ،

آيـآكا التي تمسك بآيـآمي وتضعها في حضنها قد اشتاطت غضباً حتى تحولت عيناها للأحمرِ البراق ، شعرت بأنها على وشك أن تخسر تماماً هذه المرة ، خاصة وأن ساتان يستطيع الإطاحة بأقوى التقنيات إن اراد ،

- اللعنة ، ارجو أن لا يصل للبّ الشرخ وإلا أنتهى كلُ شيء !

قالتها برجاءٍ غاضب ، شعرت بموجة غريبة من الطاقة تجتاح المكان فنظرت صوب آيـآمي مفزوعة ، العلامات ذات اللون الذهبي تملأ جسدها كافة ،

هذه أول مرة ترى فيها مثل هذا الأمر يحدث ، جفلت عدة مرات محاولة إستيعاب ما يحدث ، ولكنها فجأة نظرت إلى حيث يقاتل الثمانية بكلِ ما يمتلكونه من قوة برفقة البشريين الثلاثة ،

عبرت رأسها فكرة مجنونة فابتسمت بشرٍ واضح لتضع آيـآمي على الأرض وتقف وشرارة حمراء تعتلي عينيها ،

أنتهى أمرُ الحراس الملكيين في هذا الوقت ووقف الجميع يلتقط أنفاسه بصعوبة ، فقد أستهلكوا الكثير من الطاقة من اجل القضاء عليهم جميعاً ،

- يا للإزعاج ، كازو هل أنتَ بخير ؟!

مسح قطرات العرق عن جبينه ليسمع صوت صاحبه يسأله ذلك السؤال بإنزعاجٍ واضح ، ابتسم كازو بسخرية واردف بعدها

- أجل أنا بخير يا حبة الفستق ، لما تبدو منزعجاً ؟!

ضحك آيريس بشكلٍ غبي على ما قاله كازو ، نظر ناحية ساتان واعقب ببرود

- حسناً فالتنظر جيداً للوضع ، ساتان – ساما لا يزال يبحث في أمر الشرخ و نحن قد اخذنا وقتاً طويلاً في القضاء على الحراس !

تقدم كازو من آيريس واستند بيده على كتفه وهو يضربه بالأخرى على وجهه حتى تورم بابتسامة خبيثة ، استرسل بعدها بخبث

- هذا لأنك يا عزيزي قد هرمت واصبحت عجوزاً لا يستطيع قتال الأقزام ، آيريس إنه وقتُ التقاعد بالنسبة لك !

احسّ بالإهانة ، احمّر وجهه من الخجل واشاح به يحاول مسح دموع الحزن التي انتابته في تلك اللحظة ، تقدم الباقون منهما بإرهاقٍ واضح حتى قال كاريو محركاً يديه لإبعاد التشنج

- مرتْ فترة لم نقاتل فيها بهذه القوة ، اشعر بأن جسدي قد شّل تماماً !

- حقاً الأمرُ مزعج إن فكرت فيه بهذه الطريقة !

- لا داعي لهذا الأن ، علينا أن نساعد والدي !

- بحق الجحيم كيف نساعده دان ؟ هذا والدي كما تعلم !

- محقٌ في هذا تشيتوسي ! لا نستطيع فعل شيءٍ الآن !

- توقف عن العبث جيرا ، يجب أن نفعل شيئاً !

صمت الجميع لفترة في حين تقدم كازو قلقاً يردف ببعض الشك

- هذا ليس طبيعياً على الأطلاق !!

ظهر التعجب على ملامح الجميع في حين تقدم آراشي من كازو مستفهماً

- وما هو الغير طبيعي ؟!

نظر كازو لآراشي بنظراتٍ غامضة فأجابه بامتعاضٍ في نبرته

- ألا ترون بأن الإرهاق الذي نشعر به في اجسادنا غير طبيعي ؟! لطالما قاتلنا بشكلٍ أقوى من هذا ولكننا لم نُرهق على الإطلاق .. هناكَ امرٌ غفلنا عنه !

- أنتَ محقٌ في هذا ، لابد وأن آيـآكا فعلت شيئاً

وافق كاريو كازو ، ووقف الجميع يفكّرون بكل الإحتمالات الممكنة ، في حين ظهرت آيـآكا أمامهم من حيث لم يحتسبوا وابتسمت قائلة بمكر

- هذا سهلٌ يا صغاري ، دماء الحراس الملكيين الذي اصنعهم من اجود انواعِ السموم ! يسبب خدراً وإرهاقاً وثقلاً في الجسد ، يتلاشى بعد مدة ولكن .. تبقون في حالة ضعفٍ وهو في اوعيتكم الدموية !

قبل أن يتمكنوا حتى من الإجابة احاطهم ضوءٌ اصفرٌ قوي امتصهم إلى جوفه وأختفوا فيه وكأنما لم يكونوا !

بطرف عينه نظر ساتان لما حدث وتنهّد قائلاً بإنزعاج

- لعبة أخرى ؟! ألا تمل هذه الطفلة ؟!

التفتت بعدها لحيث هو ساسكي يقف برفقة ناروتو وإيتاتشي والإرهاقُ بادٍ عليهم كذلك ، ابتسمت بهدوء تردد

- ماذا عنكم يا أعزائي ؟ هل تريدون المشاركة ؟!

- ما الذي فعلتيه لهم ؟!

- هممممممم ...

- توقفي عن الألاعيب !

- في الواقع ... يجب أن تجربوا بأنفسكم كي تعرفوا !

- ماذا ؟!

ظهر الضوءُ الاصفر مجدداً فاختفى الثلاثة فيه كما حدث مع الثمانية الآخرين ،

نظر لساتان بعدها فتلاشت إبتسامتها الهادئة وهي تردد بحنقٍ وإمتعاض

- كما ترى ... ارسلتُ أبنائك لحيثُ الأحلام !

ضاقت عينا ساتان ، زفر بحدة واردف ببرود

- ما الذي تقصدينه ؟!

ابتسمت بشيطانية فجأة مما جعل ساتان يلتفت اليها بشكلٍ كامل ، اجابته بغموض

- سوف يقاتلون في ذلك المكان ، حالما ينتهون من القتال ويفوزون ستتشكل لهم أحلامهم واقعاً وإن لم يقاوموا ويدركوا حقيقة كونهِ وهماً .. سيحتجزون فيه للأبد !

لم يبدُ على ساتان أيُ إهتمام لما فسّرته هي له ، اعاد الإلتفات للشرخ يعمل عليه فشهقت هي لأنه تجاهلها للتو ، صرخت عليه غاضبة بغباء

- ألا تهتم لمصيرهم ؟! ألن تحاول إنقاذهم ؟!

التفت إليها بجانب جسده ، ابتسم ابتسامة ساحرة جعلت قلبها يتراقص ، تقدم منها بخطواتٍ هادئة حتى وقف امامها وامسك بذقنها ورفع رأسها إليه ،

احمّر وجهها وبدأت سرعة تنفسها تتسارع ، فابتسامته الهادئة ونظراته العميقة .. كانت أجمل شيءٍ رأته في حياتها ،

احاط وجهها بيديه بحنانٍ غريب ، وهو يقّرب وجهه منها ، ولكن خلال ثوانٍ تحولت تلك الإبتسامة لشيءٍ شيطاني بحت ! ، والتمعت الشرارات الحمراء في عينيه وهو يشّد الضغط بيدٍ واحدة على وجهها مردداً بتهديد ووعيدٍ واضح

- إن حدث ما تقولين ولم يعودوا إليّ ، لسوف أعذبنّكِ عذاباً .. كان مجرد الأساطير من القول !!

شعرت بأنها تحطمت مثل المرايا ، شيءٍ ما فيها قد شّل من الرعب وهو ينظر اليها بتلك الابتسامة التي ما ان تظهر حتى يدمر ما حوله ،

ارتجفت ركباتها وما عادتا تحملانها ، كاد أن يذهب ولكنه اخذ نظرة خاطفة على آيـآمي جعلته يتسّمر في مكانه ،

وبدون أن يدري كانت جالساً بقربها يضعها في حضنه والتوتر الشديد بادٍ على ملامحه ، اعاد نظره صوب آيـآكا وقد تحولت عينه للأحمر البراق ،

وقف مجدداً بغضبٍ واضح فاتجه لآيـآكا فصفعها على وجهها بقوة وامسكها من رقبتها بقوة كبيرة كادت تقتلها ، صرخ بشكلٍ هز الأرض

- ما الذي فعلتيه بها ؟!

الخوف قد ساد جسد آيـآكا ، كانت خائفة وغير قادرة على تفسير أي شيء ، لا تعلم ما الذي حصّل لهذا من الصعبِ عليها أن تجيبه في هذه الحالة ،

- أنا ... لم .. افعل شيئاً !

عرف صدقها من الدموع التي تجمعت في عينيها ، زفر والقى بها على الارض بلا إهتمامٍ واضح ، اعاد النظر لآيـآمي بهدوء وجلس بجانبها ،

جرح يده ورسم دائرة لختمٍ ما على الأرض المحيطة بجسدها ، وقف بعدها فلمع الدم بلونٍ ابيض ، تنهد وقال في سريرته ببعض القلق

- ارجو أن يفيد هذا الختم المؤقت في تأخير ما يحدث ! عليّ أن انهي أمر الشرخِ أولاً !

عاد لحيث الشرخ قد ثبتَ على حجمه الصغير ، عاد يستخدم ضوءَ القمر في الحدِّ من قوته الهائلة التي بدأت تخفي ملامح عالم البشر !


يشعرُ بأنه واقفٌ على قدميه ولكن عيناه مغلقتان ، تأبيان أن تفتحا ، شعر بالرعب حينما شعر بأن عيناه لا تفتحان ،

وبدون أن يشعر كان قد ادرك بأنهما مفتوحتان ولكن ما حوله كان الظلام وحسب ! ، بدأ الظلام يتلاشى تدريجياً حتى بقي منه الكثير إلا أن الرؤية باتت اوضح من السابق ،

- قلعة ؟!

ادركَ بأنه في قلعةٍ مهجورة ، ركامٌ هي والغبار متراكمٌ عليها من كُل مكان ، شباك العناكب كانت كثيرة والصمت المطبق عليها كان غير اعتيادي ،

بدأ يسير فيها محدثاُ نفسه بهدوء

- آلاعيب آيـآكا مجدداً ؟! متى ستكفُ تلك العجوز عن هذه الحيل ؟!

مرت فترة وهو على نفسِ الوضع الساخر هذا ، يسير وكأنما هو يدور في حلقاتٍ لا تنتهي ، واتاه الفضول كيّ يعرف ما يختفي خلف الأبواب المغلقة ،

فوقف أمام احدها وقد كان بالياً متآكلاً من القدم ومرور الزمن عليه ، شعرَ بنوعٍ من الحزن لحال القلعة ،

شعر وكأن هذا المكان يمثّل عالمه الداخلي ، الظلمة والحزن والضياع في هذه القلعة القديمة ، فتراكم الغبار عليها كتراكم الآلام على قلبه ،

إبتسم بسخرية على نفسه وقد امسك بمقبض الباب واداره ، دلف للغرفة التي اضائها ضوء القمر من الخارج متسللاً من بين تشققات ستارة الحرير البيضاء البالية على النوافذ ،

غرفةٌ للنوم ، بالية جداً وقديمة ، لم يثره فيها أي شيء عدا تلك اللوحة المعلقة على الجدار ، لم يستطع أن يلمح أي شيء منها من الظلام ،

لكن فجأة تسلل مقدارٌ أكبر من ضوءِ القمر وأنار الغرفة بالكامل ، حتى ظهرت له اللوحة ،

شهق وتسّمر .. شعر بالحرارة من الصدمة وبات قلبه يخبو من انخفاض سرعة نبضه المفاجئة ، وضع يده على جذعه الأيسر ،

وصورة والدته قد اعتلت جدار الغرفة البالية !!

ارتجفت يداه وشعرَ بالغضبِ والحنقِ لهذا ، امسك باللوحة بقوة فألقاها على الأرضِ واشعل فيها النيران بقوته حتى احترقت للرماد ،

عيناه متسعتان وهو يلهثُّ بقوة حتى شدّ على قبضته من الغضب وصرخ يزئيرٍ هز اركان القلعة بالكامل ،

- اللعنة !! ما الذي تحاولين فعله بي أيتها اللعينة ؟!

- كازو ..

التفت بسرعة مصدوماً وقد صرخ بلا وعي منه

- آيـآمي !

اختفى الصوتُ فجأة ، خرج من الغرفة بسرعة يجوب بعينيه كل مكان تسعهما الوصول إليه ، في حين نادى مجدداً بقلق

- آيـآمي !! هل أنتِ هنا ؟!

الصمت وحسب أجابه على ندائه المليئ بالقلق ، حتى اتاه صوتها يناديهِ بهدوء وقد بدا كالصدى

- كازو .. من هنا !

بدون أن يشعر كان قد بدأ يسير من حيث يأتيه صوتها ، هدأ قلبه وكامل وجدانه حينما سمعه ، حقاً إن لها تأثيراً مرعباً عليه ،

- كازو .. اسرع قليلاً لا داعي لهذا البطئ

نبرة الصوت كانت ساخرة وكأنما هي تبتسم عليه بهدوء وترددها ، بدون أن يشعر كان قد ابتسم بسعادة على هذه النبرة وقد نسى كُل ما حوله فجاة ،

وصل لمصدر الصوت خلال دقائق ليجد نفسه امام بابٍ كبير بلونٍ ارجوانيّ داكن ، وعلى قبضته قفلٌ ذهبي صدأ ،

جفل بعينيه عدة مرات و قد حاول إنتزاع القفل ولكنه لم يستطع ، ابتعد قليلاً عن الباب وقد قرر أن يكسره بركلة قوية ،

إلا أنه وقبل أن يتمكن من فعلِ ذلك سقط القفلُ ففُتحِ الباب على مصراعيه وهبتْ رياحٌ قوية جداً مشبعة برائحة الدماء اللاذعة ،

اختفت الرياح ، هدأ هو كذلك وازدرد ريقه فدلف للغرفة بخطواتٍ مترددة ، شعر بالخدر حينها وأن كل خلية في جسده تنكر ما هو يراه أمامه ،

آيـآمي .. بشعرها الذهبي الطويل ، عينها اليمنى حمراءُ براقة والاخرى بلونِ الماس الأزرق ، الدماء تسيل من فمها وعينها الحمراء ،

مكبلة بأصفاد تمتد منها سلاس مكسورة ، حافية القدمين ، بثوبِ ابيض قصير ملطخ بالدماء والغبار ،

تنظر إليه بشيطانية وإبتسامة تنوي قتله !! ،

للحظات شعر بأنها ليستْ آيـآمي التي يعرفها ، ليست الفتاة التي يحبها أكثر من أي شيء آخر ، ردد بإنكار

- آيـآمي ؟!

اتسعت الأبتسامة الهستيرية المجنونة حتى بان نابها الشيطانيان ، أمالت برأسها بطريقة مرعبة ورددت بنبرة شخصٍ مجنون

- اخي كازو ! اخي كازو ! اخي كازو !! مرحباً بكَ للموت !!

و بدون أن يدرك أي شيءٍ كانت تهاجمه وقد لكمته بقوة على يدهِ التي حاولت التصدي للكمتها القوية ، تراجع بضعة خطواتٍ للخلف ،

ولكنها لم تتوانى ، اكملت لكمه تارة وركله تارة وهو لا يدرك ما الذي يجري أمامه ، ابتعدت عنه قليلاً بعدها وهي تترنح كما المجانين تستطرد مقهقهة

- ما بك يا عزيزي ؟ هل أنت خائفٌ من مواجهتي ؟!

ملامح البرود تحتل وجهه ، هو ليس في مزاجٍ لمثلِ هذه التفاهات ، لا يريد قتالها الأن بل عليهما أن يخرجا من هذا المكان الغريب بأسرعِ وقتٍ ممكن ،

هي لم تدع له وقتاً كي يفكر بهذا الأمر ، بل هي قد فعلت شيئاً لم ينتبه له ، او هكذا هو يظن ، لأن الارض من اسفل قدميها تغليّ كالمياه بلونٍ اسود ،

تمدد السائل الاسود مهاجماً إياه بشراسة ، تفادى الضربة الأولى التي هشمت الجدار تماماً وادرك بأن هذا سيكون مصيره إن لمسه السائل المتمدد ذاك

- آيـآمي ، توقفي عن هذا ولنخرج من هنا !

توقفت فجأة واختفى وعادت الارض طبيعية وقد غطى شعرها ملامحها وهي تردد بتعجب

- نخرج .. ؟!

ازداد تعجبه اكثر واكثر في حين ضمت رأسها بيديها وراحت تصرخ بألم ، ازمع صوبها إلا إنه توقف حالما اصبحت عيناها سوداوتين تماماً واختفى بياضهما وزرقتهما !!

شعرها يتطاير في الجو وهالتها الحمراء تحيط بها حتى صرخت به غاضبة

- لا خروج من هذا المكان !

بدأت القلعة من حولهما تتداعى ، وهي تريد قتله حقاً .. !

عليه أن يوقفها بأي شكلٍ من الأشكال ، يشعرُ بالخطرِ المحدق القادم منها ، تجمع برقٌ ارجوانيّ داكن حول يده اليمنى وقد نوى أن يستخدمه في تخدير جسدها ،

في لحظة ركض ناحيتها بدون أن يفكر .. بدون أن يشعر بأي شيء وقد اراد إيقافها ، وكأنما هو فقد الأحساس بكلِ ما حوله فجأة !

ادرك ما فعله حينما تناثرت دمائها عليه ، ويده تخترق قلبها وقد توقفت عن الحركة تماماً ، اتسعت حدقتاه بصدمة وانتشل يده ،

فتهاوى جسدها حتى سكن عليه وقد امسك بها بقوة ، جلس على ركبتيه يمسك بها بكلتا يديه ويقول بغير تصديق

- آيـآمي .. أنا ..

ولكنها لم تكن تتحرك ، سكنت تماماً وقد فارفت الحياة ! بدأت يرتجف من الخوف وقد أحتّل الفزع عينيه تماماً وهو يشعر بقوتها تتلاشى بسرعة !

تصنّم وقد شحُب لون وجهه .. هو قد قتل الفتاة التي يحبها بيديه للتو ، !

شعر بأن التنفس اضحى صعباً وأن الهواء ثقيلٌ على ركبتيه ، قلبه ينبض بسرعة كادت ان تجعله يقفز من صدره ، وارتجافٌ هو كل ما يظهر من جسده !

تلاشى !

إختفى جسدها فجأة ولم يعد له أي وجود مما زاد فزعه ، وقف ينظر يمنة ويسرة باحثاً عنها صارخاً

- آيـآمي ! آيـآمي ! أين أنتِ ؟!

لم يجبهُ أي شيء عدا شعوره بشخصٍ ما يقفُ خلفه ، التفت ببطئ فوجدها بحلتها الطبيعية تقف أمامه مبتسمة بهدوء ،

اتسعت عيناه اكثر وهو يراها تتقدم إليه بتلك الملابس التي اهداها لها والدها من قبل حتى انتصبت أمامه ،

مدت يدها لوجنته برقة وابتسمت له ابتسامة ساحرة اراحت كل كيانه ،

- ستكونُ بخير .. انا اعدك !

لا يعلم لما شعر بالخدر فجأة فسقط على ركبتيه ، دنت هي منه وعانقته بقوة كبيرة تمسح على شعره بيدها وقد ارخى كامل جسده في احضانها وكأنما العالم لم يكن إلا .. هي !





هو يتسائل عن سببِ كونه في قصرِ ساتان ، فاللتو كان في اوج المعركة وقد كان مرهقاً ، اما الآن فهو في القصر يسير بين ردهه ولا يعلم لما

- تباً لغبائي ، ما الذي افعله هنا ؟!

قالها وهو يحكّ شعره متحيراً مما يفعله في هذا المكان ، ولكنه لمح باب غرفة كازو من بعيد فابتسم ببلاهة وركض إليها مسرعاً ،

فتح الباب ودلف يصرخ بغباء

- كازو ! اتيت لزيارتك !

تفاجئ حينما لم يكن هناك أحدٌ في غرفة كازو غير طفلة تجلس على فراشه تقرؤ كتاباُ بين يديها ، ضاقت عيناه ببلاهة واقترب من الطفلة ووكزها بخفة على وجنتها ،

اعطته نظرة حادة جعلته يحمّر من السعادة بوجهٍ لا يدل إلا على الغباء ، الجو من حوله تلألأ وبدأت الازهار تتفتح وهو يردد بطريقة طفولية

- من أنتِ يا كعكة التوت اللذيذة ؟!

سرعان ما أنتبه على الأختلاف الغريب بين عينيها ، فاليمنى حمراء براقة ، والاخرى ماسية زرقاء ، لها شعرٌ اشقرُ طويل وفيه بعض التموجات ،

امال رأسه بحيرة حينما اغلقت الكتاب بقوة وصفعت به على رأسه وقد ظهر عرق الغضب على وجهها وهي تردد بحنقٍ مكبوت

- ما الذي تريده منيّ بحق الله ؟! اتركني أقرأ الكتاب !!!

احمّر وجهه من الضربة القوية وبدأ يبكي كالأطفالِ تماماً ، ريثما هي ركلته بقوة على رأسه مما جعله يلتفت ويصرخ بحزنٍ طفولي

- لما تفعلين بيّ هذا ؟! وعلى أية حال من أنتِ ؟ و لما أنتِ في غرفة كازو ؟!

ظهر التعجب على وجهها ، اقتربت منه ووضعت يدها على جبينه ثم اردفت بقلق

- لستَ مصاباُ بالحمى ، لذا عليّ أن افتح رأسك للتأكد من كون دماغك في مكانه !

شعر بالنية الخبيثة في الأجواء وشعر بالرعب حينما نظرت إليه بنظراتٍ باردة وراح يرتجف كالسناجب تماماً ، ابتسمت بهدوءٍ عليه ثم وكزته على جبينه قائلة بهدوء

- آيريس ما بك هذا اليوم ؟! أنا آيـآمي ! من غير المعقول أن تنساني ، وسبب كوني في غرفة كازو هو ..

صمتت فتعجب هو من احمرار وجنتيها الغريب ، امسكت بملابسها واشاحت بوجهها عنه تهتز بطريقة غريبة ، ادرك هو الوضع فابتسم بخبث ،

اقترب منها وامسك بها من كتفها يقول كما يقول الخبراء بتعالٍ وخبث

- الحياة مليئة بالمفاجئات يا عزيزتي ، منها الوقوع في الحب ! تحبين كازو إذا ؟! يا له من أمرٍ لطيف !

طأطأت برأسها من الخجل وبدأت الدخاخين تخرج من رأسها ، في حين تعجب من رائحة الدماء الملتصقة بها ، ابتسمت هي ببرود واختفت لمعة الحياة من عينيها وهي تردد

- إن اردت كازو فهو في البهو العظيم ، اذهب اليه !

توردت وجنتاه بشكلٍ غريب وقد ظهر ذيل السناجب عليه ، اقترب منها واشار لوجنته بحماسة ، لم تفهم هي في البداية ولكنها سرعان ما تنهدت وقبلته بهدوء على وجنته ،

صرخ بحماسة وراح يرقص فرحاً بهذا ، خرج من الغرفة وزهور السعادة تملأ الجو المحيط به ، إلا أن ابتسامة الموت التي اعتلت وجهها لم تكن تعكس تلك الزهور ..

كان يقفز وهو يتجه صوب البهو العظيم يدندن بأغنية ما ، هو دائماً لا يأخذ الامور على محمل الجد ! ،

قبل ان يصل إلى البهو توقف للحظات ... شعر بهاجسٍ سيء .. شعور يمنعه من الذهاب إلى ذلك المكان ..

ازدرد ريقه وانفاسه تتسارع شيئاً فشيئاً وهو لا يرغب برؤية ما اختفى في ذلك البهو ، إلا انه تمالك نفسه وسار حتى وصلَ إليه ودخل بخطواتٍ متوترة ،

توقف الزمن .. انتشلت روحه من مكانها ، خفتت أنفاسه وبدأت الصدمات تتوالى عليه كالسيل الذي يجتحف الوادي ،

احسّ بألمٍ قويٍ في صدره وهو يرى لوحة الدماء هذه ...

تسعة جثث .. تم التنكيل فيها .. ملأت دمائها البهو كالبحيرة تماماً ، الابناء السبعة .. والدته .. والده !

وجثة اخرى تجلس على عرش ساتان .. كانت آيـآمي مغمضة العينين .. تمسك زهرة سوادء بين يديها .. ميتة !

ولكن أكثر ما افزعه كان نفسه الواقف أمامه بعينين فضيتين براقتين ، ملطخ اليدين بالدماء وبعض القطرات على وجهه ..

تقدم نفسه الآخر منه حتى وقف على بعد بضعة امتار عنه مردداً بخبث وابتسامة مرعبة على محياه

- أرى الخوف اعتراكَ ! هل تخاف من نفسك ؟!

شّل لسانه تماماً ، لم يكن بمقدوره الكلام وهو يرى نفسه واقفاً بين الجثث يبتسم بتلك الطريقة ،

- لما لا تجيبني يا نفسي ؟!

اخافته نبرته الخاصة في تلك اللحظة ، واذا بإبتسامة الآخر تتسع وهو يشعر بأن هناك نية قتلٍ بالقربِ منه ،

تحرك بسرعة وإذا بعضد يده تجرح بفعلِ سيفٍ اسود بتار ، التفت ليرى ملامح ميتة وعينان تقذفان الشرار امامه ،

آيـآمي الصغيرة .. تريد قتله !! صُدم ولم يعرف ما الذي يجب عليه فعله وإذا بها تتوقف فجأة وتمد السيف له ،

- اقتل نفسك .. اقصد الآخر الواقف هناك .. حينها ستصل لحلمك الذي تبغيه !

ما الذي يجري هنا ؟! هو غيرُ قادرٍ على أن يفهم شيئاً مما يحصل ! ولكنه يعلم بأن هذه الصغيرة لا تكذب عليه ،

تناول السيف من يديها ، نظر إليها بتوتر واذا بها تبتسم بهدوء سائرة بين الجثث حتى وصلت لنفسها البالغة ، جلست عن قدميها مكتفة اليدين تنظر إليه !

- يال العجائب من عالم الوهم !

قالها وهو يتحرك ناحية الآخر مهاجماً إياه ، والآخر قد بدى عليه التفاجئ لحركته المفاجئة ، وخلال ثوانٍ كان النصلُ الاسود يخترق قلب آيريس الآخر ليسقط على الأرضِ ميتاً !

اتسعت ابتسامة آيـآمي الطفلة ، واذا بالمكان يهتز عن بكرة ابيه بشكلٍ مرعب ! تشقق الجدار .. الفضاء من حوله تشقق وضوءٌ ابيضُ احتل المكان واعماه ! وقد اختفى كلُ شيءٍ فجأة !

فتح عينيه بعد برهة ليجد نفسهُ في حديقةٍ ما ، كان الجو صحواً والعصافير تزقزق في كلِ مكان و امامه وقفَ اثنان ينظران إليه بابتسامة هادئة ،

حالما شاهد صاحب الشعر الابيض حتى تجمعت الدموع في عينيه قائلاً بغير تصديق

- آلبيرت !

بجانب آلبيرت كان كازو يقف مبتسماً لآيريس الذي شرع بالبكاء من سعادته لرؤيتهما ، شعر بيد تستند على كتفته وقال صاحبها بنبرة مضحكة

- ما الأمر ايها الحاصد الأسود ؟! هل اكل القط لسانك ؟!

التفت بعينيه وحسب ليجد آيـآمي تستند على كتفه وتبتسم له بهدوء ، ابتسم لها وهو يردد

- الاميرة .. انتِ هنا كذلك !

بان التعجب على ملامح آيـآمي التي وقفت امامه تضع جبينها على جبينه كي تقيس حرارته ، ابتسمت بعدها قائلة

- اجل فنحن الثلالثة لدينا مفاجئة لك ! السنا اعز الاصدقاء ؟!

- مفاجئة ؟!

هزت رأسها بالإيجاب وقد تقدم كازو وآلبيرت اليه ، امسك كازو به وجعله يتلتفت للخلف وآلبيرت يردد بهدوء

- كازو ، لا تستخدم العنف على آيريس !

اتسعت عينا آيريس ، بدأ يبكي بغير تصديق وكل جوارحه قد شلّت تماماً وهو يراها واقفة امامه ، ابتسم وهو يبكي والواقفة كذلك تبتسم له بحنان ،

ردد يغمض عينيه والدموع تأبى التوقف

- امي .. اشتقتُ اليكِ !

تقدمت منه والدته وعانقته بحنان والثلاثة الواقفون يبتسمون بسعادة له !




مستندان على الجدار ومكتفا اليدين ، ينظران لأهل المدينة ببرود واحدهما كان يضرب رأسه بالحائط من الملل ،

التفت الآخر اليه وامسك به من شعره وضربه بقوة أكبر بالجدار ، انتزع الاخير رأسه من الجدار وصرخ في وجه الآخر

- لما تفعل هذا بي كاريو ؟!

صنع بالوناً من العلقة التي يمضغها فانفجرت في وجهه ثم التفت لآراشي الذي كان رأسه ينزف بشدة واجاب ببرود

- انت من كان يضرب رأسه بالجدار فقلت لنفسي لا بأس بمساعدتك !

صرخ آراشي وهو يهز رأسه بانزعاج ، يريد قتل هذا الاحمق ولكنه لا يستطيع ! فإن فعلها فسيضطر لتفسير الأمر لوالده لاحقاً !

كاريو كان يراقب المكان ، فكونه في سوقِ عالم الشياطين ليس امراً ممتعاً خاصة وان المارة ينظرون إليهما بإعجاب !

تنهد والتفت لآراشي وامسك بيده وبدأ يجره معه في الطرقات ، تعجب آراشي واردف بغرابة

- ما الأمر كاريو ؟! هذا ليس معتاداً منك !

لم يجبه بل بقي صامتاً وحسب وهو يحيل بنظره في كل مكان حتى توقف عن السير والتفت لآراشي يقول ببرود

- هل شعرت بقوة والدتي ؟!

ضاقت عينا آراشي ، انتزع يده من يد آراشي واعقب ببرود وغرور

- اجل ، لما ؟!

تنهد كاريو مرة اخرى ، هو يجد صعوبةً في التكلم بكثرة ، بل يشعر بالملل من التحدث ! ، اردف رغما عنه

- حسناً انظر أمامك وسترى الجحيم !

تعجّب آراشي ، نظر ناحية المكان الذي يشير إليه كاريو فاتسعت عيناه دهشةً ! ،

شعرٌ احمر قصير ، عينان ارجوانيتان ، وملابس تقليدية أنيقة ! إنها هي بلا شك .. والدتهما !!

بدأ آراشي يقهقه كالمجانين تماماً كما أبتسم كاريو بسخرية !

نظر لأخيه بنظرات مرعبة مجنونة فردد ببحة

- اتفكر فيما افكر فيه كاريو ؟!

اتسعت ابتسامة كاريو ، تحولت عينه للأرجواني اللامع وهو يقهقه بشّر

- اجل آراشي .. لنا نفس التفكير !!

تقدمت والدتهما " راينيرا " منهما بهدوء تبتسم بحنانٍ معهودٍ منها حتى وقفت على بعد بضعة امتارٍ عنهما ،

كلاهما إبتسما ابتسامة مجنونة ينظران اليها ويلعقان شفاههما بسغبٍ لسفكِ الدماء ،

- ارى بأنكما لا تزالان تخشيان مني .. لهذا ظهرت ها هنا !

رفع آراشي احد حاجبيه واعقب على كلامها بسخرية

- اوووه ! نخافُ منكِ يا والدتي ؟ ولما هذا ؟!

كانت عيناها مغمضتين مع ابتسامتها الحنونة ، سرعان ما فتحتهما بنظراتٍ مرعبة اجفلت آراشي و كاريو وجعلتهما يرتعبان منها !

- لن نخاف منكِ ! لن نخشى كوننا قتلناكِ من قبل !

خلال ثوانٍ انقض كلٌ من آراشي وكاريو عليها ، و هما يمزقان جسدها من ضرباتهما القوية !

حتى خرّت على الأرضِ ميتة بعد لحظاتٍ وحسب من كونها أمامهما بكامل الحياة ، وقفا يلهثان من الخوف ! وهما يتذكران نفس الحدث قبل آلاف السنوات !

اختفى كلُ اثرٍ للحياة من حولهما فجأة ، تلاشى الناس وكأنما لم يكونوا ، التفتا للخلف فوجداها مرة اخرى واقفة أمامها بابتسامة حنونة !

هذه المرة لم يشعرا برغبة في قتلها ، بل فقط تخدر جسداهما وهو ينظران اليها تفرد يديها إليهما وبدون ان يدركا ما يفعلانه كانا قد ارتميا في احضانها يعتذران منها عن كلِ شيء !


_____________________________



اربعتهم يرون ما حولهم بشكلٍ غريب ! هم يسيرون في السماء والمدينة مقلوبة فوقهم ! لابد وأنهم قد جنّوا الأن !

توقف دانتاليون يرمق المدينة التي اتخذت مكان السماء بصدمة يردد لأخوته بتوتر

- هل نحن نحلم أم ماذا ؟!

تقدم تشيتوسي بابتسامة مرعبة يردف بشيطانية

- ما رأيك أن ندمرها كي نعلم !؟

تعجب جيراهيم ، تقدم منه وهو يقول بصدمة

- تشي ! هل جننت ام ماذا ؟!

التفت اليه تشيتوسي بنفس الابتسامة المرعبة يجيبه بطريقة تهديدية

- هل تريد أن ادمرك كذلك .. جيراهيم ؟!

تراجع جيرا للخلف ، تقدم هيرو يبتسم ببلاهة ويقول

- حسناً اذا تشي ! فالنقم بتدمير تلك المدينة المقلوبة !

أُعجب تشيتوسي بحماس هيرو ، قفزا في نفس الوقت يطيران باتجاه تلك المدينة ، حطّا على ارضها فنظرا للسماء !! وكانت صدمتهما هنا ! لقد بدت لهما السماء مقلوبة وان اخويهما يقفان بشكلٍ مقلوب !

المدينة كانت مهجورة ولم يكن فيها أي اثر للحياة ، ملامح تشيوسي كانت مرعبة على غير عادة وهيرو بجانبه يحاول أن يحلل ما يجري من حوله ،

قام هيرو بالتصفير فظهر كلٌ من دانتاليون وجيرا امامهما فجأة ، هزوا جميعاً رؤوسهم وتفرقوا سائرين في ارجاء المدينة الاثرية المهجورة ..

استغرقوا وقتاً طويلاً ، المدينة تبدو كالمتاهة تماماً وهم لا يعرفون أين الطريق الصحيح ، هي مبينة حتى تقودهم لنقطة البداية ولا يستطيعون الخروج منها !

تجمعوا مرة أخرى في مكان واحد رغم ان كلاُ منهم ذهب في اتجاه مختلفٍ تماماً عن الآخر !!

تشيتوسي لم يحتمل أكثر ! هو غاضبٌ ويريد تفجير غضبه ، طفى في الجو واستدعى رياحاً جليدية دمرت جزءاً كبيراً من المدينة !

عاد للأرض ، اقترب منه دانتاليون ينطق بهدوء

- لا فائدة ، نحن عالقون في متاهة لا نهاية لها أو حتى بداية !

جلس هيرو على الأرض ووضع يديه مقابلتين لبعضهما ، تجمعت ظلال المدينة حوله وكونت فتحة سواء تحته ،

غاص في تلك الفتحة للحظات ثم عاد وعلى وجهه ملامحه الخيبة ، نظر لأخوته وقال يستند على جدار احد المنازل

- حسناً لا طريقة للخروج حتى عبر الظلام !!

شعر جيراهيم بالملل وقرر إستخدام طريقة مختلفة من اجل الخروج ، نفذ تقنية ما فظهرت الدخاخين من كلِ مكان وحالما تلاشت ظهر كلبٌ عملاق برأسين ينظر اليهم برغبة في قتلهم ،

صرخ عليه جيراهيم

- اجلس مكانك ماكسيليو !

جلس الكلب الشرس بإطاعة لأمرِ سيده ، اقترب منه جيراهيم وقال بهدوء يربت عليه

- اذهب و جد لنا طريقاً للخروج !

إنحنى ماكسيليو وبدأ يركض بسرعة خيالية حول المكان ، من سرعته الفائقة بدى وكأنها اختفى من الوجود ، مرت عدة دقائق حتى عاد مجدداً وانحنى لجيراهيم يهز رأسه بالنفي !

زفر جيراهيم وامره بالذهاب فاختفى من امامهم ، لم يبقى غير دانتاليون الذي وقف ينظر بتمعن في جزءٍ معين من المدينة ،

- هناك زوار !

قالها بابتسامة ماكرة فالتفت جميع اخوته ليروا مجموعة من الوحوش ذات الشكل الغريب قادمة باتجاههم بسرعة مهيبة !

تقدم تشيتوسي ، ابتسم بجنون وهستيرية وهو يردد يلعق سيفه الفولاذي بشيطانية

- انا من سيقضي عليهم !

هز الجميع اكتافهم وتراجعوا للخلف ، ريثما ركض تشيتوسي ناحية الوحوش التي لا تمتلك وجهاً او شكلاً متناسقاً للجسد ، جلدها كان ازرق فاتح شاحب !!

تارة قطع اطرافهم ، تارة جمدهم وتارة قطع رؤوسهم ! وتارة اخرى قطعهم لأنصافٍ متساوية ! إلا أن طريقته المفضلة كانت حينما يدخل يديه داخل اجسامهم ويخرج كامل اعضائهم الداخلية ليعتصرها امامهم !

انهى المهمة في دقائق معدودات صنع خلالها بركة كبيرة من الدماء ، وتناثرت الدماء على كل جسده ، بقيّ واحد ، امسك به وعضه في رقبته بأنيابه وانتزع رأسه بها ثم سحق جسده بقدميه !

لعق كافة الدماء من على يديه وسيفه ثم التفت ناحية اخوته بابتسامة هادئة ، اعاد السيف لغمده وعادت العقلانية الاعتيادية على ملامحه ،

- كان امراً ممتعاً ، مرت فترة لم اقتل فيها !!

تقدم منه دانتاليون بابتسامة ثم قال

- اجل اجل لا يهم ، اسمعني تشيتوسي ربما يمكننا الخروج من هنا الان !

اتسعت اعين الجميع منتظرين إكمال دانتاليون لكلامه

- حسناً اسمعوا سوف نطير كلُ منها يقف عند زاوية من زوايا المدينة ، وفي نفس الوقت نضربها بتقنية من تقنياتنا ! فحالما ندمر هذه المدينة قد نخرج !

اتخذ جيراهيم وضعية التفكير ، ابتسم وقال بعدها بهدوء

- اجل انتَ محق لنفعل هذا !

فعل الجميع ما قاله دانتاليون وطفو عند زاوية من زوايا المدينة ، اخذ كلٌ منهم نفساً عميقاً وبدؤوا يرسلون تقنياتهم لتدمير المدينة

دانتاليون استخدم كرة نارية محاطة بالرعد ، تشيتوسي استخدم مياهاً حمضية ، هيرو استخدم ضوءاً ابيض محاطاً بالظلال ، جيراهيم قد اخرج حمماً من ارض المدينة !

تجانست كل هذه التقنيات فامتزجت وسببت انفجاراً هائلاً دمر كل شيء !

بعد لحظاتٍ فتحوا اعينهم ليجدوا انفسهم في قاعة الاجتماعات والجميع بانتظارهم

- تأخرتم يا اعزائي ، هيا لديّ اليوم موضوعٌ مهم !

- قلقتُ عليكم ! لا تخيفوني مجدداً !

- واخيراً اتيتم ! هيا اجلسوا ايها الحمقى !

- توقف كازو ، انت فظيع !

- كلكم مجانين ! لستُ مثلكم !

- انت اكثرنا جنوناً ايها الاحمق !

ابتسموا جميعاً ، شعروا بالسعادة و الخدر في اجسادهم ، اتخذ كلٌ منهم مقعداً وجلسوا يستمعون لما يقوله ساتان !





فتح عينيه مصدوماً من المياه الباردة التي سكبت عليه فجأة ، انتفض من البرد وصرخ في وجه من ايقظه بحقد

- تباً لك ! لما فعلت ذلك !!

ادرك أن من فعلها كانت آيـآمي التي تنظر اليه بغضبٍ مرعب ، جرته من ياقة ملابسه وضربته مراراً على وجهه حتى تورم

- تباً لي اذا ايها الحقير ؟! ستندم !

بعدما انهت عملية ضربه وتكسير عظامه جلست على طرف السرير ريثما هو يستوعب ما الذي يجري هنا !

- كان حلماً ؟!

اجابته تسخر منه على غير عادة

- من الطبيعي ان تحلم وقت النوم يا ذكي !

ابتسم بسخرية على نفسه ، راح يمعن النظر فيها بهيام و راحة لأن كل ما مرّ به للآن كان مجرد حُلم !

ترجّل من الفراش وذهب لتغيير ملابسه وبقيت هي تنتظره حتى انهى ما يفعله ومن ثم خرج برفقها في شوارع كونوها ،

بقيا يسيران فترة من الزمن يمكسان بأيديّ بعضهما ويتبادلان اطراف الحديث

- اذا ما هو ذاك الحلم الذي كنت تشاهده ؟!

- كان مزعجاً بحق ! اعني كنتِ على وشكِ الموت ! وآيـآكا تحاول أن تدمج العالمين !

- ماذا ؟! آيـآكا ؟! انت تمزح ! إنها وديعة كالقطط ! لن تفعل امراً كهذا !

- اجل اعلم ذلك لهذا قلتُ بأنه حلمٌ مزعج !

- انسى امره ، على اية حال أين ماريا ؟! لقد اختفت !

- لابد وانها تلعب مع ميناتو كالعادة !

- سيقعان في الحب قريباً هيهيهي !

- كلا لن اسمح لها بأن تحب ابن ناروتو الاحمق !!

- وكأنك تتحكم بالمشاعر ايها القبيح !

- كلا ولكني استطيع ان اوسوس فيها كالشياطين !

- غبي !

تقدمت منهما طفلة على حين غرة ، كانت في العاشرة من عمرها ، بشعرٍ اشقر كالذهب و عينان زرقاوتان جميلتان ، احتضنت ساسكي بقوة فحملها بين ذراعيه وقبلها يردد بسعادة

- اين كانت محبوبة والدها ؟!

ابتسمت بهدوء واجابت

- مع ميناتو ، علمنا العمّ ناروتو الكثير من تقنيات النينجا !

زمّ ساسكي على شفاهه ثم اردف

- ذلك المزعج لا يكف عن التدخل !

ابتسمت ماريا بهدوء ثم طلبت من ساسكي انزالها ، اتجهت لآيـآمي وقالت لها بنفس الابتسامة

- امي ، هل ليّ بملابس من جدي ساتان ؟! يعجبني ذوقه في صناعتها !

رغم كون ماريا ابنة آيـآمي وساسكي إلا انها بشرية كاملة ، لم ترثّ اياً من قوى آيـآمي او القوى الشيطانية ! فقط ورثت ما عند الاوتشيها !

ابتسمت آيـآمي وهي تربت على رأسها وتجيب

- بالطبع ، حينما نزوره سأطلب منه صناعة ملابس لكِ !

ظهرت الحماسة على وجه ماريا التي ابتسمت بسعادة ورددت

- شكراً لكِ امي !

امسكت آيـآمي بيد ماريا وبدأ الثلاثة يسيرون مع بعضهم البعض حتى اوقفهم ناروتو الذي كان يحمل ابنه ميناتو على كتفيه

- اووه كما ارى اصبحت قرداً ايها الهوكاجي ناروتو !

ظهر الغرور على ملامح ناروتو واعقب

- لستُ قرداً ايها الاميبا القبيح ، بل انا هنا الاعب ابني على العكس منك ايها الشتوي !

ضاقت عينا ساسكي بملل وقد رأى أن ايتاتشي قد وقف بجانب ناروتو يمسك بيد أبنته " ميزوكي "

- حسناً ساسكي ، انت لا تمل من محاولات اغاظة الاخرين !

- وما دخلك ايتاتشي ؟! دعني استمتع في حياتي !

- لا تزال طفلاً ساسكي ! مهما كبرت !

- اوافقك في هذا ناروتو ، هو احمق على الدوام

- لحظة لحظة ! لما كلكم مجتمعون علي ؟!

- لانك تستحق !

- بابا لا يستطيع الدفاع عن نفسه !

- الم اقل لكِ ماريا ، فالنتزوج ونتركه لوحده !

- حسناً انا موافقة !

- لحظة ماريا .. ما الذي تفعلينه ؟!
ضحك الجميع وتعالت ضحكاتهم ، حياة سعيدة لديهم ولا شائبة تشوبها ، ولكن الثلاثة احسوا بالخدر المفاجئ في اجسادهم ، امرٌ غير صحيح يجري هنا






لا تعرف آيـآكا كيف وصلت لهذه الحالة ، مقيدة بالسلاسل على جذع شجرة ميتة ، والدماء تنزف من جسدها من كل البقاع ،

ترتجف بلا توقف ونظرات ساتان الباردة موجهة اليها ، كان ينظف يديه من دمائها بمنديل ابيض غير مكثرت لحالها ،

تقدم منها ببطءٍ شديد وركلها على معدتها بقوة ثم اردف ببرود

- سأعيد كلامي للمرة الأخيرة .. ما هو المفتاح ؟!

ولكنها ابتسمت بطريقة ارادت بها استفزازه ، تنهد بملل وقد اراد الجلوس وتناول التوت إلا أن الأعمال لا تنتهي !

بدى عليه الضجر ، يريد النوم والراحة وتناول الطعام وليس الحرب ، هو قد فقد الرغبة في قتلها حتى !

- مزاجيتي ترعبني في بعض الاحيان !!

قالها يبتسم بهدوء ، اتجه لآيـآمي واخذ منها سيف باندورا ، رفعه ورسم عليه خطاً بدمه ليظهر باندورا فجأة خلفه مصدوماً !

- والدي .. ما الذي ..

قاطعه ساتان بأن قال

- باندورا عزيزي ، استطيع اعادتك دون الجسد المادي بسبب وجود السيف ، على اية حال ساعدني في استخلاص المعلومة من والدتك !

اشخص باندورا ناظريه لوالدته المقيدة النازفة ، شعر بغصة في قلبه على حالها فاقترب منها وهي تنظر له بصدمة لا مثيل لها ، هي تراه امامها ! ابنها الذي مات منذ الازل ! هو هنا الان امام عينيها !

بدون أن تدري كانت قد شرعت بالبكاء والشهيق من الحسرة والسعادة ، ابتسم لها باندورا وطوق وجهها بيديه الاثنتين !

بحنان قال لها

- امي ! لا تبكي ارجوكِ ، لا احب رؤية دموعك !

من بين شهقاتها رددت بسعادة

- باندورا .. انا ... انا آسفة ! لم .. اتمكن من انقاذك !

ابتسم يحنانٍ كبير وقبل رأسها وساتان الذي بدأ يشعر بالسخف من هذه المسرحية قد جلس بجانب آيـآمي متململاً !

- اخبريني ما هو مفاتح الغاء الشرخ يا والدتي ؟!

صمتت وقد ظهر الغضب على وجهها وهي تجيبه بحنق

- لن اخبركم !!! ابتعد عني لن اخبرك !!

تنهد باندورا والتفت لوالده مبتسماً ببلاهة وقال

- كما ترى لقد يأست !

تنهد ساتان بضجر ووقف يقول بإدعاء

- لقد بذلت جهدك ! سنحاول مرة اخرى بطرقٍ مرعبة !

- كما تريد !

سار ساتان بضعة خطواتٍ نحو الشرخ واذا بباندورا يقولُ بهدوء

- ما زالوا لم يعودوا ! اخوتي بطيئون بالفعل !

ضاقت عينا ساتان ، جلس باندورا وحمل آيـآمي بين يديه مذعوراً من العلامات الذهبية الغريبة على جسدها !

غطت خصلات شعر ساتان ملامحه وهو يردد في قرارة نفسه

- سيعودون ! انا واثق من هذا !





تغني له بهدوء ، هو في احضانها نائم ، لأول مرة يشعر بهذه الراحة التي لا مثيل لها ، صوتها اخذه لعالمٍ آخر مختلفٍ عن عالمه السيء الذي يعيش فيه ،

تشبك يدها في يده وتمسح بالأخرى على شعره ، هما جالسان في حقلٍ اخضر وقت الغروب ، الرياح عليلة و لا شيء يشوب هذا المكان ،

سعادته .. بلا شك معها هي ! إن فقدها فلا سعادة يعرفها في هذا العالم !

فتح عينيه ببطء لينظر لوجهها المبتسم ، ابتسم لا ارادياً بحنان مستشعراً دفء قربها منه ،

ولكن امراً ارّقه حينما بدأت صورٌ من المعركة الدائرة تعودُ لذهنه ، انبلجت عيناه وبدأ يتذكر ما حدث !

حينها وقف دون ان يشعر وقد تفاجئت آيـآمي الوهمية بهذا فقالت

- كازو ، ما الامر ؟!

لم يجبها ! فقط صمت وقد احتّدت عيناه مردداً

- اجل ! هذا كله وهم لحلمٍ بعيد المنال عني ! هذا ليس المكان الذي يجب ان اكون فيه الان !

كما فعل الاخرون الذين كانو عالقين في الوهم معه ،

آيريس الذي كان يجلس برفقة والده واعز اصدقائه ادرك الخدعة ...

كاريو وآراشي اللذين احسّا لأول مرة بحبهما لوالدتهما قد .. ادركا الخدعة !

دان ، جيرا ، تشي وهيرو كذلك ... قد ادركوا الخدعة !

ساسكي ، ناروتو إيتاتشي .. قد ادركوا الخدعة

واذا بهم جميعاً يصرخون بنفس العبارة

- لن اعيش في وهم !!

تسكرت جدران الوهم الذي صنعته آيـآكا من حولهم ، وضوءٌ ابيض ناصع قد سحبهم بقوة كبيرة ! معيداً إياهم لساحة الميدان وسط دهشة آيـآكا وفخر ساتان !




ليست تصدق انهم قد تخلوا عن احلامهم وعادوا لهذا الواقع المرير ، عيناها تهتزان بصدمة وقد صرخت بهم حانقة

- لماذا ؟!!! انا قد جسدت احلامكم امامكم !! كيف تتخلون عن احلامكم وتعودون لهذا المكان ؟!

ابتسم كازو بغضب ، اجابها بغطرسة

- وما فائدة احلام الاوهام آيـآكا ؟!

اتسعت حدقتاها اكثر بغضب ، حاولت ان تتملص من هذه القيود لكن بلا فائدة ، لذا صرخت بحدة لتسقط احجارٌ نارية من السماء تصدى الجميع لها بسهولة ،

تقدم باندورا الذي وضع آيـآمي مستندة على جذع شجرة مبتسماً لكازو ليقول له ويفزعه

- اصبحت وسيماً كازو ، لكنك لن تتفوق على وسامتي ابداً !

اهتزت اوصال كازو ، التفت بألمٍ شديد صوب شقيقه الذي كان كل شيءٍ له ، اهتزت عيناه صدمة وهو يردد وسط تعجب كل اخوته

- باندورا – ني !

ابتسم بحنان لأخيه الصغير ، نظر للباقين المصدومين وحياهم بيده وقال

- سررت بلقائكم جميعاً ، صحيح اننا وسط معركة ولكن دعوني اقدم نفسي ! أنا اول ابناء ساتان ، اخوكم الاكبر الميت باندورا !

تعالت الشهقات والصدمة التي القيت على مسامعهم ، ازدردوا ريقهم ينظرون صوب كازو الذي يبتسم بهدوء ويهز رأسه ،

شعروا برغبة في إنكار هذا ولكن الشبه المرعب بينه وبين والدهم قد منعهم ، تقدموا منه وتجمعوا حوله وقد نسوا بأن معركة دائرة هنا وانّ ساتان يعذب آيـآكا من اجل معرفة المفتاح !

في حين ارسلت آيـآكا مجموعة اخرى من الاحجار النارية عليهم ، تفادوها إلا انتهم تأخروا في الانتباه على التي كادت تصيب آيـآمي !

صرخ كازو مفزوعاً

- آيـــآمي !!!!!!

و إذا بشخصٍ ما قد ابعد الحجر الناري عنها ، حينما هدأ الوضع اتسعت اعين الجميع للتي ظهرت فجأة من العدم برفقة التنين ريو !

مارينا التي قد انقذت ابنتها للتو راحت تعانقها بقوة كبيرة مستشعرة الخوف الذي دبّ في نفسها حينما رأت صغيرتها في خطر !

- الم اقل لكِ بأنهم في عالم البشر منذ البداية ايتها الخرقاء ؟! ما كان علينا الذهاب لعالم الشياطين !

نظرت مارينا لريو بنظراتٍ باردة ثم وقفت تقول بسخرية

- ومن الذي قال بأن آلون يحب القتال في عالم الشياطين ؟!

ظهر عرق الغضب على وجه ريو الذي تقدم بضخامته المعتادة وصرخ في وجهها

- اتسخرين مني ايتها اللعينة ؟!

- اجل هل لديك مانع ؟!

- سأمضغك ايتها العلكة النتة !

- اوه سوف تصاب بالتسمم لأنك لم تأكل لحماً راقياً من قبل !

غضب ساتان واهتزت الارض وقد التفت ناحيتها وصرخ حتى كادا يموتان

- إن كنتما قد اتيتما من اجل المزاح فاغربا عن وجهي وإلا قتلتكما !

صمتا من الخوف وانزلا رأسيهما للأرض وقد تقدم آيريس من ريو وقال له بأسى مصطنع

- مسكين أنت ايها التنين النبيل ، تصارع ساتان – ساما ؟! ستخسر اضلعك المئة !

حدجه ريو بنظرة حادة اخرست آيريس وجعلته ينتفض ويختبئ خلف كازو الذي كاد يقتله من شدة غبائه ،

- كازو .. ريو شرير .. يريد قتلي ! كازو ! الحقني !

ما كان من كازو إلا أن ركله بقوة على رأسه واسقطه ارضاً وهو يقول

- اللعنة عليك ايها السنجاب الأصلع ! فالتبقى بعيداً عني !!

ضحك الجميع على حال آيريس مما اثار سخط ساتان أكثر ، انتبه باندورا على مارينا ونظر إليها ببعضِ الحقد الذي التمسته على الفور في ملامحه مما اصابها ببعضِ القلق !

تنهد ساسكي ، شعر ببعض الدوار ولكنه قاومه ومارينا قد وقفت بجانبه تحدثه

- ساسكي ، لا تبدو بخير !

- دوارٌ بسيط وحسب !

- هكذا اذاً ، حسناً انتم الثلاثة ما رأيكم بما حدث للآن ؟!

نظر الثلاثة لبعضهم البعض فبدأ ايتاتشي يقول

- النصر لساتان – ساما بلا ريب ولكن آيـآكا قوية !

- اجل انت محق في هذا كذلك لا نعلم ما الذي فعلته لآيـآمي

- لا تقلق ناروتو ، تلك المزعجة ستهتم بنفسها لا محال !

- تثق بها بشدة !

- اجل !

القلادة التي ترتديها آيـآمي تهتز بعنف وضوءٌ احمر يخرج منها بلمعان غريب ، لم ينتبه احدٌ بعد ولكن .. باندورا قد احسّ بالرعب الدفين !




تغمض عينيها بهدوءٍ شديد حتى شعرت بالملل واعادت فتحهما مجدداً لتسمع اصوات صراخ الاشباح مجدداً ، الانين ، الرجاء ، التهديد والعذاب ، كلها اصواتٌ تستطيع سماعها بوضوحٍ شديد !

السلاسل التي تقيدها قوية ، الشعور بالحقد يملأُ قلبها ، ورغبةٌ قوية في فتح ذلك الباب تؤرقها ! ، عينا ارادة عالم آيـآكا تراقبانها !

ولكنها فقط ملّت الانتظار ، لن تقف مكتوفة اليدين بعد الآن ! ابتسمت بشّر وقد قررت أن تتخذ نفس طريقة من سبقوها ،

بدأت تسحب يديها من السلاسل بقوة وصوت إرادة العالم يصرخ بها ناهياً ! ولكنها لن تفعل ذلك ! لن تستمع لكلام أيّ احدٍ بعد الان !

حررت يدها الأول فزفت احدى العينين الحمراوتان ، حررت الثانية فنزفت الاخرى وحالما حررت قدميها حتى انقضت على العينين ودمرتهما تدميراً !

وقفت ترمق الباب ببرود وابتسامة مهووسة ، تقدمت واخذت المفتاح من على الارضِ وفتحت به الباب ،

هالات سوداءُ غريبة ظهرت تحت عينيها ، وهي تواجه الرياح القوية التي خرجت من داخل الباب ،

دخلت منه إلى الداخل فكل ما وجدته كان حقلاً من الأزهار الحمراء وسط الظلام ، وفي وسط ذلك الحقل كان الصندوق ! ذلك الصندوق الذي منعها باندورا من أن تفتحه !

تقدمت منه تدندن بأغنية ما قديمة ومخيفة ، لحين دنت من الصندوق ووجدته نصف مفتوح وذلك الدخان الاسود داخله يحاول الخروج !

اتسعت ابتسامتها بقهقهة مرعبة وبيدين واثقتين فتحت الصندوق !!

وقفت وهي تفرد يديها مرددة بجنون

- سأقبل بكِ يا روح سولومون !! تعالي ألي !!

خرج الدخان الاسود بسرعةٍ مرعبة من الصندوق وبدأ يدخل إلى جسد آيـآمي وهي تتألمُ بشدة ، سقطت على ركبتيها وهي تصرخ من الألم الذي اجتاحها فجأة !

ولكنها سرعان ما ابتسمت وامالت رأسها بعينيها الحمراوتين اللامعتين وهي تقول

- ممتع !

قهقهت بشّر الدنيا كله وهي تقف مدمرة كل الظلام الذي يحيط بها ! فاختفت فجأة كي تعود لجسدها الحقيقي !





لا يعلمون ما قد حدث ، فقط السماء قد تحولت للحمرة ، القمر اضحى اسوداً والغيوم بيضاء شاحبة ! ،

التفتوا جميعاً لآيـآمي التي وقفت تترنح كالمجانين وتنظر إليهم بعيون قاتلٍ مجنون ، ادرك ساتان الحقيقة التي لم يرد أن يدركها ! هي قد قبلت بها !! تلك الروح الملعونة !

تراجع الجميع للخلف ووقفوا بجانب والدهم الذي ينظر لآيـآمي بغضبٍ لا مثيل له ، آيـآكا قد شعرت بالإختناق وهي تعلم بأن مصير آيـآمي الآن لن يختلف عن مصير باندورا !!

تقدم ساسكي بعض الشيء وهو يقول

- آيـآمي ، ما الامر ؟! لما تفعلين هذه الحركات ؟!

- أنت احمق اوتشيها !

التفت لساتان الذي حدثه للتو بملامح غاضبة فأردف بعصبية

- لما ؟!

اغمض ساتان عينيه ثم ردد

- لأنك ترى الآن آيـآمي الحقيقية !

شهق كلٌ من كازو و باندورا الذين التفتا لساتان وقالا في نفس الوقت

- اتعني بأنها ...

- قد قبلت بروح سولومون !

اتسعت عينا باندورا بألم ، التفت لآيـآمي التي تخللت خصلات سوداء شعرها الاشقر وردد بغير تصديق

- لما آيـآمي ؟ لما فعلتي هذا ؟!!!!

امالت رأسها متعجبة ، سرعان ما ابتسمت بجنون مجدداً ، إلا أنها تألمت فجأة من تيارات كهربائية ضربت جسدها من القلادة التي ترتديها ،

القلادة تحاول منع روح سولومون من ان تعطي آيـآمي القوة ، لذا قامت آيـآمي بانتزاع القلادة والقتها جانباً ! وبدون أن يدرك أي شخص ما حدث تحول شعرها كله للأسود كما لو كانت ساتان !

فرقعت بأصابعها فظهرت جماعة ضخمة من الشياطين الخاصة التي تشبه البشر والتنانين في نفس الوقت ، ثم ظهر وحشٌ ضخم على شاكلة الافاعي خلف هذا الجيش !

دون أن يدرك أحد كانت آيـآكا قد تحررت من قيودها ، تترنح بألمٍ في قلبها و إنكار لوضع آيـآمي هذا ! ،

تفاجئ ساتان حينما شاهدها جاثية على ركبتها تتشبث بملابسه وتبكي بحرقة مرردة بقهر

- ساتيّ ، ارجوك !!! سأفعل أي شيء ! سوف اخفي ذلك الشرخ ! ولكن ارجوك .. ارجوك ! أنقذ آيـآمي !!

شعر بالحزن على حالها وساعدها على الوقوف ليقول لها ببرود

- سأفعل ذلك ، سأنقذها ولكن ليس من اجلك او اجل اي شخص ! سأنقذها من اجليّ أنا !! اجل هذه انانيتني ! لذا اوقفي الشرخ في الحال !

تقدم ساتان بعينين خاليتين من الحياة وردد بغبن

- اسمعوني جيداً ، كازو والباقين اهتموا بأمر الجيش ، ريو اهتم بالأفعى القبيحة وانا سأهتم بأبنتي !

هزّ الجميع رؤوسهم متفهمين ، وبدأ كلٌ منهم ينفذ ما قاله ساتان ، تقدم كازو برفقة الباقين صوب الجيش و بدؤوا بالقتال مباشرة ،

آيريس الذي قرر أن يغير الان من تقنياته قد اخرج قوساً وسهاماً كثيرة ، بدأ بإطلاقها واحداً تلو الاخر وما ان تصيب واحداً حتى يتحجر مع من بجانبه ويتفتتوا بعدها لتراب !

كازو ليس في مزاجٍ يجعله يقاتل بتقنيات عادية ، تحولت عيناه للون الذهبي البراق ، وأحاط مجموعة كبيرة منهم بغبار ذهبي شتت انتباههم ، ظهر شخصٌ ما خلف كازو ، يرتدي عباءة سوداء تخفي ملامحه ، ضخم الجثة ويحمل بين يديه منجلاً ،

اشار له كازو فحرك منجله وبضربه واحدة تناثرت دمائهم في كلِ مكان ليختفي ذلك الشخص في جسد كازو مجدداً !

دانتاليون والباقون استخدموا قدراتهم المعتادة ، مارينا قد تحمسّت فهي لم تقاتل منذ فترة طويلة ، استخدمت تقنية خسفت بالأرض وقلبتها على جماعة من الجيش فعصروا تماماً !

ساسكي و إيتاتشي استعانا بالسوسانو المزدوج في الإطاحة بالكثير منهم ، كما كان ناروتو في طور الناسك يستخدم تقنيات الراسينجان المختلفة للقتال !

ريو الذي يداعب الافعى قد وقف يتغزل فيها وهي تحاول المساس به

- هيا يا عزيزتي كلُ هذا الجمال وتتركينني لوحدي ؟! انا رجلٌ وحيد كما ترين !

لم يبدو على الافعى الفهم على الأطلاق وهي تحاول ان تقتله بكل ما اوتيت من قوة ، شعر بالملل بعدها فأمسكها بيده بقوة واعتصّر رأسها ليسقط باقي جسدها على الارض ويتدحرج هو قائلاً بخيبة امل

- ضاع جمالها ، يا ريتني ذهبتُ في موعدٍ معها قبل ان اقتلها !

،

ساتان قد تحولت عيناه للأحمر البراق وأحيل شعره للسواد يرمق ابنته بحزنٍ عميق ، ريثما الاخيرة تنظر اليه ببرودٍ كذلك تبادله نفس مقدار الموت في الروح

طفت آيـآمي في الجو وبقيت تنظر لساتان من الأعلى دون ان تفعل أي شيء ، تفاجئت حينما طار ساتان ناحيتها بسرعة خيالية ولكمها بقوة على وجهها مما دفعها للخلف بسرعة بالكاد اوقفتها !

شعرت بالحماس لذا اسرعت بالطيران ناحيته كما فعل هو ولكمته بقوة على وجهه ، ابتسم بحماس وهو يركلها !

وفي السماء هما يتقاتلان بشكلٍ مرعب وقواهما تتضارب ، تارة تضربه وتارة يضربها ولكن دون جدوى ، حتى وقفا يطفوان في الجو وحسب وكلاهما يبتسمان بشّرٍ مطلق !

ساتان قد توجه بسرعة ناحية آيـآمي و نيرانٌ من حوله تجاهمها بقوة لا مثيل لها ، تفادت بعضاً منها والباقي سقط على الارض فسبب انفجاراتٍ محت ملامح المكان ،

من اجل ان تعيد له الضربة دفعت بيديها للأسفل وكأنما هي تضغط بشيءٍ ما ، فهي قد قامت بافتعال جاذبية قوية قادرة على سحق الالماس ، ولكنها لم تؤثر في ساتان بل اثّرت في الارض التي تشققت وتدمر جزءٌ كبيرٌ منها !

توقف ساتان ، ومن ثم رفع اصبعين امام ناظريه فبدون أن تعرف آيـآمي كانت عالقة داخل مكعبٍ ابيض لا تستطيع ان ترى من خلاله شيئاً ،

حرّك ساتان اصبعيه فبدأت آيـآمي تصرخ بجنون والم ، وهو يرى انعكاس دمائها على اللون الابيض ، صمتت فجأة فخشي أن يكون قد قتلها ، ولكنها ضحكت وهي تدمر ذلك المكعب و تتجه حاملة كرة سوداء من الطاقة باتجاه ساتان وتهاجمه ،

استطاعت أن تجرحه في يده بإصابة سطحية ، ولكنه غضب من هذا اشّد الغضب !

اهتزت الأرض ، كما أن القمر بدى لها للحظات ولو أنه ينزف ، ساتان الذي تحولت أحدى عينيه للون الذهبي الذي تداخل عليه الرمادي قد رمقها بغضبٍ شديد ،

الأرض قد تشققت كما لو أنها في فترة جفاف ، ومن بين تلك التشققات خرجت حممٌ بركانية اذابت جزءاً كبيراً منها ،

ولكن آيـآمي شعرت بشيء آخر ، شيءٍ مختلف كلياً عن الطاقة العادية ، حينما رفعت عينيها للسماء لتفاجئ بذلك النيزك الذي لم ترى مثله في حياتها ، ضخم ! اشد ضخامة من أي نيزك يمكنها أن تراه ،

يسقط تجاهها هي ، بقصد تدميرها !!

سرعته كانت كبيرة مقارنة بجحمه العملاق ، حرك ساتان يده فاتجه صوبها مباشرة ، بحركة سريعة تفادته ولكنه سقط على الارض فدمرتها تدميراً ! لم يعد هناك أي معلم في هذه الارض ، ولحسن حظ الجميع قام باندورا بحمايتهم من تأثير هذا النيزك الضخم !

قهقهت آيـآمي بإعجابٍ شديد

- رائع ، هذا رائع يا والديّ ، لقد جعلتني استمتع بوقتي كثيراً !

ضاقت عينا ساتان وهو يرى آيـآمي تحط على الارض لذا فعل هو المثل ، ابتسمت بهدوء والشرارات تتطاير من عينيها وهي تقول

- لكن انتهى وقتُ اللعب كما اخشى !

اتسعت عيناه حينما اختفى كلُ شيءٍ من حولهما ، البياض فقط هو ما يريانه ، ارضٌ بيضاء ، جذوع اشجار ميتة سوداء ونهرٌ وحيد اسود ! ، لا يوجد سماء ! لا يوجد شيء غير البياض !

ظهر منجلان في يديّ آيـآمي فهرعت بسرعة لمهاجة ساتان الذي لم يتوقع هذا ، استطاعت أن تصيبه ولكنه رد أحدى ضرباتها لها فأصيبت هي كذلك !

ازدادت رغبة ساتان في إيقاف آيـآمي ، فلمعت عيناه واشتّدت حمرتهما وهي ترى بأن البياض قد تحول للسواد ، وانت غيوماً حمراء تعتلي المكان ،

بدأت البرق يضربها بقوة مسبباً لها إصاباتٍ خطيرة ، ولكنها تقاوم وتهاجم ساتان بكراتٍ صغيرة جداً تطفو حولها بلونٍ ابيض ،

ما ان تصيبه إحداها حتى تنفجر وتسبب لها قروحاً مرعبة مؤلمة ، لم يكن يهم لها ، بل تلقاها بابتسامة مرعبة على محياه ،

وقد هاجمته وهاجمتها موجة صخمة جداً من المياه السوداء اغرقت المكان بكامله ، لم تستطع آيـآمي الخروج ولا ساتان الذي كان واقفاً رغم غرقهما في المياه يبتسم لها بشيطانية ،

سار ناحيتها ببطءٍ شديد وهو يبتسم ويهمهم بكلامٍ ما ، بدأت المياه تتحول للون الأحمر وقد بدأت تضغط على جسد آيـآمي بقوة كبيرة ،

ولكنها كذلك ابتسمت وفرقعت بأصابعها ليختفي كل شيء ويعودا للعالم الواقعي ، وفي لحظة لم يفقه اليها ساتان كانت آيـآمي تطعنه بقوة في صدره ، اتسعت عيناه من التعجب ،

وقد ابتسم بعدها ، هذه اول مرة يكافؤه فيها احدٌ ما في قتال

- هذه هي فتاتي !

قالها بفخرٍ وغضب ، قفزت آيـآمي مبتعدة ، ابتسمت بحماس وقد حركت يديها بشكلٍ دائري ، فتحركت الارض من تحتهما بنفس الوتيرة كالعجين ،

بدأت اقدام ساتان تغرق في الارض العجينية وقد وجد انه من الصعب الفرار منها ، إلا انه اخرج نيرانه الزرقاء التي جعلتها اكثر طراوة فتمكن من الفرار ،

علّم بأن الامر قد طال عن الحدّ ، فتنهد واختفى ، تفاجئت آيـآمي التي تلقت طعنة مؤلمة من الخلف في صدرها ،

انتشل يده والتفت هي فامسكها بيدٍ واحدة و وعض يده الاخرى ليملأ فمه من دمائه الخاصة ، ردد عباراتٍ في قرارته ثم سحب آيـآمي ناحيته ،

اطبق شفتيه على شفتيها واطعمها دمائه التي نفذ عليها نوعاً من التقنيات ، اغمض عينيه ثم اعاد فتحهما مجدداً ليجد نفسه داخل عقل آيـآمي ،

تعجب من المكان ، حقلٌ من الازهار الحمراء ، شلالٌ اسود ومياه البحيرة التي يصبُ فيها حمراء ، تابوبٌ اسود مزين باللون الذهبي وداخله بطانة مخملية حمراء ! ،

ولكنه لا يبحث عن هذا بل يبحث عنها هي ، سار بهدوء حتى وجدها واقفة تنظر للشلال الاسود بشرود ، ضاقت عيناه واتجه ناحيتها ببروده حتى وقف بجانبها ،

لم تدرك وجوده إلا بعد مدة فالتفتت اليه تنظرُ بغير إدراك ، في حين امسك بيدها وابتسم بحنان وهو يردد

- صغيرتي ، لا نزال في البداية ، هل ستسمحين لروح سولومون بأن تضلك عن الطريق ؟!

لم يظهر عليها الفهم ، لذا رددت بتعجب

- ما الذي تعنيه ؟!

اتسعت ابتسامته وهو يعانقها قائلاً

- لا تزالين في البداية ، الروح لم تعطيكِ كامل القوة ! لذا هذا هو الوقت الوحيد الذي سيمكنكِ فيه رفضها !

عاد بعض النور لعينيها ليكمل هو بنفس النبرة

- هل ستسمحين لها بأن تأمرك ؟!

اتسعت عيناها رغم قلة الادراك وعاد هو يحادثها بشأنٍ الكثير من الامور ،

وقف الجميع في الخارج ينتظرون على احّر من الجمر ما سيحدث ، ازدرد الجميع ريقهم وقد قال آراشي محاولاً تلطيف الاجواء

- لا تقلقوا والدي سيوقفها لا محال !!

- مستحيل !!

صرخت به آيـآكا التي انتهت من إيقاف الشرخ بغضب ، التفت الجميع اليها عدى باندورا ليسأل ساسكي

- ما الذي تقصدينه ؟!

طأطأت رأسها ومن ثم قالت

- اتذكر اول مرةٍ حرر فيها ساتيّ روح سولومون قبل مئات الآلاف من السنوات ، لقد جنّ تماماً وفقد عقله ، لقد دمر عالم الشياطين ! دمره عن بكرة ابيه !! ولم يكتفي بتدميره بل ودمر عالماً آخر وما كان ذلك ليكفيه من سفك الدماء ، بعدها اعاد صناعة عالمِ الشياطين ولكنه دمره مرة اخرى بطريقة مختلفة ! لقد اصبح عالمُ الشياطين صحراء قاحلة ! تلالها من الجثث ، والأشجار تنمو من الدماء وبعض الجثث تتدلى منها برائحتها العفنة ، استطعت احتجازه ولم يستطع أن يخرج بعدها منه !

كانت أعين الجميع تهتز بصدمة لا يمكن أنكارها على الاطلاق ، ازدردوا ريقهم ثم اردف هيرو بخفة ظل

- وبعدها سيطر والدي على نفسه اليس كذلك ؟!

هزت آيـآكا رأسها نافية لتصدم الجميع وتكمل بعدها سرد القصة

- لقد بقي ساتان يجوب عالم الشياطين الخاوي من كل شيء إلا الجثث لمئة عالمٍ كاملة ، لحين شعر بالملل مما سبب لديه قدرة على مقاومة الروح !

تقدمت مارينا ، صرخت بحزن قائلة

- اذا ما العمل ؟!

اشاحت آيـآكا برأسها واجابت بغصة

- ساتيّ قد صنع تقنية صعبة تساعده للدخول في عقول الناس الاخرين ولكن بطريقة مختلفة ، حيث يكون هو كزارع الافكار فيزرع فكرة ما في رأس الشخص ويخرج ، تبقى تلك الفكرة في رأس الشخص ويصدقها وتصبح حقيقة ، لذا اظنّ بأنه يحاول زرع فكرة التخلي عن روحِ سولومون في عقل آيـآمي وإن نجح فستعود لنا بخير !

حتى وإن كان قليلاُ فقد بث هذا الكلام الأمل في قلوب الجميع ، التفتوا ليجدوا ساتان لا يزال واقفاً بلا حراك مع آيـآمي التي ماثلت حاله ،

في داخل عقلها كان قد زرع الفكرة في رأسها ، عرف ذلك من نظراتها التي تغيرت ، وحالما همّ بتنفيذ المرحلة الاخيرة حتى اتسعت عيناها غضباً مرعباً ورددت بصوتٍ مرعب

- اخرج من عقلي !

وبدون أن يشعر كان قد عاد لجسده فتراجع مبتعداً عن آيـآمي التي ابتسمت مجدداً بشرّ ، ولكن امراً ما ، علامات سوداء ظهرت على كامل أنحاء جسدها ،

تصرخ ، هي تصرخُ بألمٍ لا مثيل له ، المٌ يضربُ كافة انحاء جسدها ، تلك الروح تقاوم وتريد السيطرة التامة على جسدها !

تتعذب هي الان ووالدها يشعر بقلبه يتقطع من الالم على حالها والجميع لا يعرفون ما الذي يجب عليهم فعله ، دوامة سوداء من الطاقة احاطتها واتسعت حتى احاطت بعضاً من الوحوش المتبقية فحولتهم للرماد تماماً ،

كادت تصيب الآخرين إلا إن ساتان حمى الجميع بقوته منها ، سقطت على ركبتيها وهي تشعر بالإختناق ! لا تستطيع التنفس !

بدأت تضرب الارض بيديها ، تضرب بقوة دمرت الارض المتبقية ، رفعت رأسها للسماء فجأة وكل جسدها ينزف الدماء ،

فجأة توقفت ، وقفت وابتسمت بهدوء و شيطانية ، وعيناها .. لون عينيها قد اضحى مختلفاً ...

لونها الذهبي الذي تداخل معه الرمادي ، كما حصل لوالدها منذ قليل ، صُدم ساتان الذي ادرك بأنها قد فعلت مثلما فعل هو .. لقد سيطرت على الروحِ تماماً ،

ولكن هناك شيءٍ يجبُ عليه فعله من اجل جعلها مثله تتحكم فيها بشكلٍ تام ،اختفى وظهر امامها مجدداً لتتعجب هي ،

طعنها بقوة وادخل يده في جسدها حتى عثرَ على شيءٍ ما وانتشله بقوة مما آلمها ، القاه على الارض بقوة ، تلك البلورة السوداء ، داسها بقدمه فاختفت !

تنهد بهدوء ، ظنّ أن المشاكل انتهت فالتفت للجميع مبتسماً وهو يقول

- لا تقلقوا ، لقد انتهى الأمر ..

اغمض الجميع عيونهم مرتاحين ، في حين آيـآمي قد عاد لون شعرها ذهبياً و عيناها زرقاوتان ولكنها ترتجف بشدة وعيناها منبلجتان على اقصى اتساع لهما ،

سعلت دماً بصمت وهي تشعر بالحياة تختفي تدريجياً من جسدها ، تهاوى جسدها في الهواء حتى سقط على الأرض ،

سمع الكل صوت دوي سقوطها على الأرض ، التفت ساتان بهدوء لتتسع عيناه صدمة لما رآه ،

شعر بأنه قلبه قد توقف عن النبض ، اسرع بشكلٍ هستيري لها ، فحصها ! لم يكن هناك نبض !! وجسدها باردٌ كالثلج !

بدون أن يشعر كان قد وضع يديه على صدرها واصدر طاقة زرقاء علاجية بقوة كبيرة ، كان مصدوماً ويرتجف بشكلٍ هستيري ،

تجمع الجميع حولها يصرخون بأسمها ، واكب ساتان علاجها والدماء لا تزال تتدفق من جسدها على الارض ،

فجأة تكسرت الطاقة الزرقاء وابتعدت يدا ساتان عن جسدها الملقى على الارض ، اتسعت عيناه بإنكارٍ شديد ، كان متفاجئاً ، متعجباً ، منكراً ، ولا يدري ما حلّ ،

فقط نظر اليها ، استشعر ما حدث فتوقف قلبه فجأة وضاقت به الدنيا للون الرمادي ، شعر بالإختناق وكاد يفقد وعيه

يداها باردتان ، جسدها مشلول ، لا يزالون في صدمة .. ما الذي فعلوه ؟!

رؤوسهم تبض والرؤية قد اُعميت ، شفاههم تتحرك ولكن لا صوت يخرج ،

سلمّها الحزن لبطن الثرى واستعبدت روحها بقناة الموتى ، وقف الجميع على جثتها سواسية ، يرمقون ما الذي حدث يا شمساً كابية ، وكل ما كان كأن لم يكن ، وساد الصمت وحل السكوت ،

وبقى الخواء بين اركان الشعور ، صاروا مذهولين وسط ميدان الفراغ ، لا يدرون أين ذهبت ، فقد شوهّت معالم الطرقات في نظرهم ،

وصار الحفيف يأتي من خلفِ ركام منازل الأشباح ، والأغلال تسلسل معصهما ، وغشاوة بيضاء منعتهم من الرؤية ،

لمن يطلبون الغوث وقد اختنقت كلُ الاصوات ، فقدوها .. فقدوها دون ان يدركوا ما قد حدث ، هي باردة المحيا ، فاقدة البصر ،

اصيبت بالصمم ، العمى والشلل ، لا حُمى ستعطيها حرارة الاحياء ولا تقنية ستنقذها من الفناء ، ضاقت المتنفس و ذُهلت الابصار ،

وكأنما الالم هو الزائر على ميدان الاحياء ، هي قد تركتهم بعدما كانت لهم بشفاء ، لا بسمة من ثغرها ستعود يوماً ولا فراغ ستملأ مرة أخرى ،

يسمعون اصواتاً من السماء تقول ، سامحوني فأنا لن اعود للمنزل بعد الان ، ربما يتذكرونها يوماً ما ويشعرون بفقدها فيسألون من حولهم ، اليس هناك شخصٌ مفقود ؟

سوف ينسونها يوماً ما ، هل هي رخيصة بهذا الشكل ؟ هل غير مهمة ؟! ، الن يشتاق اليها احد ؟!

ولكنها قد غدت الاضحية ، ستنزف ! اجل ستنزف وهي تعلم أن لا احد اهتم ! لطالما نزفت بصمت مهيب ولكن لم يشعر احد ،

لم يعرف احد ولن يعرف أحد ، أنتفضت كلُ الاوصال ،خفتت الحياة وبهت لون الإرادة من المقلتين ،

تفجرت العبرات و راح النياح يشرخ طبقات السماء ،

مات الجسد .. هلكت الروح .. وانتهت المعاناة !

آيـآمي قد .. ماتت ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes