WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الرابع والعشرون والأخير : (في غياهب المنفى ! )





,,توترٌ هو ما تشعر به تسير إلى حيثُ يقفُ هو ، تريد أن تفاجئه وتدخل السرور على قلبه ،

الحبورُ هو ما تريده على محياه ، الأبتسامة التي تسحرها وتجعل قلبها يسابق الريح من سرعة نبضه ،

إبتسمت على هذا التخيل فتوردت وجنتاها تحتضن الهدية التي تحملها له بارتجافة الحماسة ،

وجدتهُ واقفاً يستند على الجدار والإهتياج كان يحتلُ كل وجهه بشكلٍ لم تتوقعه ،

مكتفُ اليدين ، مغمض العينين ويمطُّ شفتيه بإنزعاجٍ واضح لما حوله من التعاسة ،

ضحكت وهي تتخيل سبب غضبه ، سخطَ لأن شعره لم يسرح بشكلٍ جيد هذا اليوم ،

شعر بوجودها مما زاد سخطه ، نطق بإمتعاضٍ مزمجر

- ما الذي تفعلينه هنا أيتها الصغيرة ؟!

وقفتْ أمامه تبتسم بهدوء ، في حين تعجب هو وضاقت عيناه شكاً لمؤامرة تحيكها له ،

ولكنها توترت حينما تعمّقت في النظر لقسماتِ وجهه وشعرت أن الدنيا لم تعد توفّر لها ما يكفي من الأكسجين ،

قطب حاجبيه بشكلٍ زاد من إرتباكها وهو لا يزال يشكُ بأمرٍ ما ، خاصة أنها تخفي يديها خلف ظهرها بتوتر ،

إحمرت وجنتاها بشدة وهي تمّد يدها على حين غرة نحوه وتقول بإنفعالٍ وحماسة

- عيد ميلادٍ سعيد كازو !

اخذ دقيقة كاملة حتى ادرك ما حدث أمامه ، حدقتاه قد اتسعتا على اوجهما و بدأ قلبه يسرع في نبضه ،

بدون أن يدري كان قد حملها معانقاً إياها ، طفلة الثمانِ سنوات التي تذكرت عيد مولده الذي لم يتذكره احدٌ منذ قرون ،

توردت وجنتاه وهو يقهقه سعيداً يحتضنها بقوة بين يديه ، ردد بهلهلة الفرح والحبور

- شكراً لكِ آيـآمي ! هذه اول مرة يتذكر فيها احدٌ ما عيد مولدي !

حينما شاهدت تعابيره التي سرقت اللبّ من عقلها وجعلت قلبها يتوتر ويضنى من حبه قد ابتسمت بهدوء ترخي رأسها على صدره ،

ريثما هو قد شعر بسعادةٍ قد ظنها هجرته منذ أن شاهد الظلمة لأول مرة ! ،،






,, السماء مقفّرة كأرضٍ قاحلة والرياحُ تهبُ ببرودة غريبة عن المعتاد ، حيثُ يجلسُ هو وحيداً ،

على سطح القصر يرمق كل ما حوله بحزنٍ وألم يعتصر قلبه ، منذ أن شاهد جثة ذلك الطفل تحت الأنقاضٍ حتى فتح كتاب الذكريات المغلق ،

مما سبب له إستسلاماً غير إعتيادي ، و شعوراً أن حياته لا تستحق إكمال هذا الطريق ، لم يستطع أن ينقذ أحداً ،

هذا ما يفكرُ فيه ، في حين كان يحاول كبت دموعه من الإنهمار و قد شعر ببعض البرودة من الرياح التي عبرته ،

شعر بكيانٍ جلس على مقربة منه ، يدٌ صغيرة تربت على رأسه بهدوء ، رفع رأسه بنفسٍ الحزن ليجدها بجانبه ،

الصغيرة القصيرة التي يحب قضاء وقته معها ، إبتسم بخفوت مما جعلها تحزن لحاله ،

- دان ! لا تسمح لهذه الأمور بإحباط عزيمتك !

تنهد متعباً من التفكير ومن الذكريات التي تؤرق حياته كل يومٍ وكل ليلة ، ادركت هي استحالة ابتسامته بهذه الحال ،

اغمضت عينيها بإبتسامة هادئة فالتفتت وامسكت بشيءٍ ما وقربته منه ، ما إن سمع صوت موائه حتى اتسعت حدقتاه ،

توردت وجنتاه ورفع عينيه عليه مباشرةً ، فغر فاهه ينظر صوب القطة البيضاء ، منفوشة الفراء زرقاء العينين ،

صغيرة وهي تموء في وجهه ، لم يتحمل كل هذا الجمال واللطف فاختطفها من بيد يديّ آيـآمي يعانقها بقوة ويضحك ، وجسده يرتجف من السعادة والإعجاب

كان كالأطفال في تلك اللحظة والقطة البيضاء تلعق وجهه وهو يعانقها بتورد وجنتين ويقهقه بسعادة ،

- اظنّ أن عليّ شراء طوقٍ لكِ يا جميلة !

قالها بسعادة لا توصف ، ريثما آيـآمي سارت خارجة من السطح فأوقفها بقوله

- شكراً لكِ آيـآمي ، لا اعرف كيف اشكرك !

التفتت إليه بابتسامة هادئة ، نطقت بعبارة باردة بعض الشيء قبل ان تذهب

- إنتبه لها جيداً دان ، هي من نوعٍ نادر !

زاد إعجابه بالقطة حالما اخبرته بهذا فعانقها مجدداً بسعادة يطلقُ اصوات إعجابٍ مضحكة تجاهها

اتسعت ابتسامتها لتختفي فجأة من المكان وتتركه لوحده مع القطة بسعادة ،،



,, كعادته التي يعرفها الجميع ، يجلسُ وحيداً في مكتبته يقرؤ كتاباً ما ، ولكنه هذه المرة كان مختلفاً ،

شعرَ بالملل الشديد ، لأول مرة لا يرغب بقراءة كتاب بل يرغب بفعلِ شيءٍ مختلف عن العادة ،

مدد يديه على الطاولة بكسل كما ارخى رأسه عليها ، تنهد يقولُ خائب الأمل

- ليس لديّ شيءٌ لفعله ، وقد اكتفيت من تعذيب دان نفسياً لهذا الشهر ، احتاجُ لشيءٍ جديد ،

تنهد مجدداً بخيبة لا تضاهيها خيبة ، لا يعلم لما فعل ذلك ولكنه فقط القى بنفسه على الأرض و راح يتقلب عليها ،

لحين وجد نملة صغيرة على الأرض فتمدد بالقربِ منها وقال مراقباً إياها

- مرحباً أيتها النملة ، اتشعرين بالسعادة وأنتِ تتنزهين ؟! هنيئاً لكِ هذا !

لم يكن شيءٌ ليزعج جوه الهادئ والرزين ، إلا حينما قام شخصٌ ما بالقفز عليه مما آذى هذا عموده الفقري ،

وقف يصرخ كالمجنون مردداً بحنق

- اللعنة عليكِ آيـآمي !!! لما تفعلين بي هذا ؟!!

لمعت عينا آيـآمي بخبث ، وهي تقهقه بشرٍ أرعب جيراهيم وجعله يلتصق بالجدار مرتجفاً

- لدي فكرة للقضاء على الملل !

سمع عبارتها المنبوذة ، توقف عن الإرتجاف و نظر اليها بحماسٍ لا يضاهيه حماس ! جلس على ركبتيه امامها مردداً

- اخبريني بالفكرة آيـآمي – ساما !

كانت عيناه تلمعان بإعجابٍ واحترامٍ شديد لآيـآمي التي تقهقه بشكلٍ مرعب ، اقتربت منه وهمست بالخطة في اذنه ،

تحمس وقفز من السعادة حتى كادت اجنحة ما تظهر ليطير بها لحيثُ ارض السعادة الابدية !!

خلال لحظات كانا في الغرفة المطلوبة ، ينفذان خطتهما الدنيئة بسعادة ، خرجا منها بصمت والأخير يلعبُ بالجثث بشهوة مريبة ،

خلال ثوانٍ دوى صوتُ إنفجار قنبلة في معمل آراشي ، خرج من بين النار والرماد ووجه مغطى بالبارود الأسود ،

كان مفجوعاً و قد اضحى شعره اشعاً من الإنفجار ، تفجر كلٌ من آيـآمي و جيراهيم على مظهره ،

ولكن جيراهيم توقف حينما رأى علامات الغضب على وجه آراشي فهرب مسرعاً تاركاً آيـآمي تضحك لوحدها ،

في اللحظة التي كاد فيها آراشي ينقض على آيـآمي اتته ركلة مؤلمة وزمجرة من خلفه تقول

- اتجرؤ على لمس صغيرتي أيها اللعين ؟!

التفت ليرى وجه كازو المرعب فارتجف يبكي بحسرة وكازو قد .. انقض عليه محطماً عظامه ! ،،



,, لم يكنُ ما حدث امراً غريباً ، يخرجُ من عندِ والده مكسر العظامِ ومحروق الجلد ،

مكسورٌ هو هذه المرة ، ضائع ويشعر بالعجز والخمول ، عيناه تنظران للفراغ بخيبة ورغبة بالموت ،

استند على الجدار ، تزحلق عليه لحين جلس على الأرضِ و ألمه الداخلي قد غلب الألم الخارجي الذي اُلحق به ،

اراد البكاء ، اراد شخصاً يعانقه فيبكي في حضنه حتى يشعر بالراحة ، ولكن احداً لم يأتي إليه ،

- آراشي ! ما الذي حدث لك ؟!

وقف كاريو يسأله ببرود ، في حين رفع آراشي عينه ينظر إليه بمقلتين خاليتين من الإدراك ! هائمتان في اللا مكان و مرهقتان من الحياة ،

لم يعطه إجابة فتجاهل كاريو الموضوع وذهب يأكل الحلوى في مكانٍ آخر ، ابتسم ابتسامة صفراء !

وشعر أن روحه تتكسر من الألم ، اراد ان يشهق ويبكي إلا أن الشهقات لم تخرج ، تحشرجت في صدره ،

تألم بقوة يردد بغصة وحسرة

- انا وحيد .. انا نكرة !

ارتجفت شفاهه واغمض عينيه مطأطأً رأسه ، لعله يغرق في ظلامٍ لا يستيقظ من بعده ،

امتدت يدٌ ما احاطت وجهه ففتح عينيه على دفئهما ، لم يستطع أن يشعر بنفسه إلا في حضنٍ صغير ،

سمع صوت قلبها الذي ينبض بسرعة ، واستشعر الارتجاف الضعيف في اوصالها ،

شعر بسائلٍ ما يسقط على رأسه فرفع ناظريه إليها ، فاتسعت حدقتاه بإدراكٍ مرير ،

كانت تبكي بحرقة ، تبكي لأجله وتكبت شهقاتها ، لم تتمالك نفسها وعانقته مرة اخرى بألمٍ

- لا تقل ذلك الكلام !! أنت لستَ وحيداً ، أنتَ لستَ نكرة !! انت مهمٌ لي آراشي ، سأكون معك على الدوام ، لن اتخلى عنك ! لا تحتقر نفسك ارجوك ! هكذا انت تؤلمني وتؤلم نفسك ! .. أنا فقط اريد رؤيتك تبتسم على الدوام ، تلك الابتسامة التي تبثُ الحياة في هذا القصر ! آراشي !! أنت اخي !!

هذا هو كلُ ما اراده ، سماعُ كلماتٍ تثبت أنه على قيد الحياة ، تثبت أن هناك من يحبه !

تشبثّ بملابسها الصغيرة ، دفن رأسه في صدرها وبكى بحرقة مريرة ، حتى خرجت كل الشهقات المتألمة الجارحة من جوفه ،

ما كان منها إلا أن ربتت على رأسه واكملت البكاء معه لحين هو قد فقد كامل قوته وسقط نائماً في احضانها ،،




,, يتلوى من الألم ، صرخ حتى صدعت صرخاته الجدران وهزت اركان القصر ،

تقلب على فراشه بألم محاولاً اجتثاث هذا العضال من جسده ، تصلبت كلُ شرايينه وداعب الموت اوصاله ،

شعر بأن كل عظمة هي تتكسر ببطء و تذوب بحرارة لا مصدر لها من عالمهم ،

تعرق وشدّ الضغط على الملاءة السوداء ، في حين دخل ساتان مسرعاً إليه فوقف أمامه مباشرة ،

تقطيبة حاجبيه كانت لا تبشر بالخير في حين دنى من ولده وثبته بسلاسل صلبة لا تكسر ،

وضع يده على عينه فشّعت بالأزرق الشافي ليبدأ كاريو يتحسن وتخفت حركاته حتى اختفى الألمُ تماماً ،

ابتسم ساتان بهدوء ونبض قلبه لا يزال مرتفعاً من الخوف على حياة ابنه ،

مسح قطرات العرق من جبينه وحدثّه بابتسامة حنونة

- لا تقلق ، كلُ شيءٍ بخير ، سأجدُ جذور هذه المشكلة في اقرب فرصة !

ابتسم كاريو بهدوء ، اجابه قائلاً

- اجل اعلم ذلك !

خرج ساتان من الغرفة ، إلا أن آلاماً ما عادت تراود جسده فاستلقى على جانبه يشد الضغط على نفسه بيديه ،

شعر بثقلٍ ما على الفراش ، استدار فوجدها جالسة بابتسامة هادئة ، شعر بالراحة لوجودها ونطق ببرود

- ما الذي تفعلينه هنا ؟!

اتسعت ابتسامتها حينما جلست فوقه مما وتره ، خشي من الشرارة الحمراء في عينيها والتي تدل على نية قتله ،

إلا أنها اخرجت زجاجة تحتوي سائلاً ما بلونٍ شفاف ، امسكت بأصبعه وعضته بقوة فجرح وتألم من ذلك ،

فتحت العلبة و جعلت قطرات الدماء تنسكب في السائل حتى تحول للأحمر ،

- والآن بقيت الخطوة الاخيرة وحسب !

تعجب ولكن التعجب تحول لصدمة حينما اجبرته على شرب السائل كاملاً ، شعر وكأنما القدر يسخر منه في تلك اللحظة ،

حينما انهت الأمر استلقت بجانبه وهي تبتسم ريثما يسعل هو بألم

- هذا السائل سيمنع الآلام القوية التي تصيبك ، سيقللها بنسبة 80 بالمئة ، كان صعباً صناعته ولكن الأمر يستحق !

التفت اليها بحدقة متسعة ، اراد سؤالها فأجابته مباشرة وكأنما هي تعلم سؤاله مسبقاً

- لأنك مهم بالنسبة لي ، لأنك اخي العزيز فعلي أن اعتني بك !

زاد اتساع حدقتيه ، استلقى على الجاب الآخر يبتسم بسعادة توردت وجنتاه على اثرها ريثما هي اخرجت خنجراً تنوي إسعاده بطريقة أخرى ! ،،



,, زفّر فارتجف من حوله من الجنود بفزعٍ وخوفٍ من نظراته الحادة التي اخترقت كيانهم ،

جاب بعينيه اللتين ظهر أسفلهما هالاتٌ سوداء في المكان مراقباً جيشه يقاتل الأعداء بضراوة ،

ملل .. هو كل ما يعرفه في هذا الوقت الذي يقف فيه محركاً الجيش كقطع الشطرنج ،

في النهاية هو الشاه وإن مات الشاه انتهت اللعبة ، يحب تحريك الفارس لحيثُ الهلاك أما الملكة فيحب تدمير سلطتها ،

ابتسم بسخرية على نفسه ، الجنود والعالم ! ، في حين أنه لم يتمكن من القتال لأن لا شيء يحمسه في قتل حفنة من الضعفاء ،

هذه المقارعة ستنتهي .. بنصره لا محالَ !

أغمض عينيه لحين سمع ضحكة الإستهزاء ، فتحهما بعصبية فأشخّصهما لحيث تقف الصغيرة ذات التسعة اعوام تسخر منه ،

حملت سيفها على كتفها تهزه بتلك الابتسامة التي سببت له انهياراً عصبياً من الغضب فرددت تستعد للمرح

- ما بكَ تشي ؟ دائماً ما تقفُ هكذا بملل و تمنع نفسك من اختبار روعة الحياة ، جرب أن تكسر القوانين لمرة و ليحارب الشاه الجنود !

اتسعت عيناه قليلاً وإذا بها تتحرك بسرعة خارقة لساحة المعركة ، زاد اتساع عينيه اكثر حالما شاهدها تقتل بابتسامة مرعبة هزت جسده ،

تارة كانت تقطع رؤوسهم وتارة تذيب اجسادهم ، تارة اخرى كانت تقتلع قلوبهم وستحقها بقدميها ، دموية هي تلك اللوحة التي رسمتها ! ،

تحرك شيءٌ ما في جوفه ، لمعت عيناه بالبنفسجي البراق ، ابتسم بشيطانية وبدأت طاقته تحيط بجسده ،

اهتزت الأرض بعض الشيء فخطا خطوة ثقيلة دمرت مترين من الأرض ، اخرج سيفه وتراجعت آيـآمي بحماس ،

- فاليتراجع الجميع !!

صرخ بها متحمساً فتراجع جنوده تاركين الأعداء في حيرة ، واذا به هجم ! وتطايرت أشلاء الأعداء في المكان ،

سُمعت الصرخات وهو ينتزع اعينهم تارة ليقوم بسحق الجسد بعدها بقبضته ، تارة أخرى يدخل يده في ظهورهم فينتزع العمود الفقري ،

لم يكتفي ... يريد المزيد من الدماء ! امسك بأحدهم فشرب من دمائه مباشرة من الوريد واحرقه حياً بعدها !

تفنن في قتلهم لحين انتهى امرهم تماماً وامتلأ المكان بالدماء والأشلاء ورائحة الموت ،

هدأ فتنهد ووقف بجانب آيـآمي التي قالت بابتسامة

- هل رأيت أن القوانين مدمرة للمتعة ؟!

ضحك عليها ، امسك بيدها ورمقها بنظرة " انتِ أختي الصغيرة " تضايقت وسار بها إلى حيث القصر ! ،،



,, وقفَ على أطلالِ الملهى الذي كان يجلسُ فيه قبل لحظات ، على الجثثِ المترامية ،

مقطعة ، مشوهة وتبكي الدم من المحاجر الفارغة ، السماء حمراءٌ هذه الليلة والغيوم السوداء غطت القمر ،

نظر إلى سيفه الذي انكسر لنصفين ، تنهد بخيبة والقاه بقوة على الأرض وسار نافذاً بين الجثث واشلائها ،

الهدوء كان كل ما احاط القرية الصغيرة لهذا اليوم ، لم يهتم فقط تسائل لما على سيوفه ان تتحطم دائماً ،

ملامحه كانت مرعبة ، باردة وخالية من المشاعر ، وعيناه زائغتان لحيث الفراغ والظلمة ،

وجهه وملابسه تشبعت من الدماء التي تناسبت مع لون عينيه القرمزي الدموي ،

شاهده صبيٌ صغير كان في الجوار فاقترب منه يرى الدماء بنوعٍ من التعجبِ واللهفة ،

شدّ على شفاهه بتقزز حينما امسك الطفل بمعطفه ، ركله بقوة وصرخ بشكلٍ اخاف طيور الليل على الاشجار

- اغرب عن وجهي أيها الحقير !!! إياكَ والعبث معي !!

فزع الطفل وأنتفض ليقف راكضاً بسرعة لحيث الأمان من سخط هذا المسخ الدغلي الغريب ،

تنهد بقوة وركل الأرض بغيظ على سيوفه التي تتحطم باستمرار ولم يستطع للآن صناعة السيف الذي لا يكسر ،

شعر بحضورها فالتفت منزعجاً من ظهورها الان ، شاهدها تقف بابتسامة هادئة فلم يدري لما هدأ كذلك ،

اقتربت منه بخطواتٍ وتيره هادئة حتى انتصبت امامه واقفة ، رفع احد حاجبيه وهي قد اخرجت سيفاً لم يرى مثله في الجمال ،

اتسعت حدقتاه ، استل السيف بسرعة من غمده ليراه ، البريق الفضي للنصل و القبضة الذهبية المرصعة بالمجوهرات ،

الحّدة القاطعة والقوة الضخمة المنبعثة من السيف ، توردت وجنتاه وشعر بالسعادة ينظر لآيـآمي بشكرٍ وامتنان

- مكونات السيف نادرة جداً ، استطعت الحصول عليها من مقابر التنانين و رماد البراكين ، اعتني بالسيفِ جيداً هيرو ، خاصة وأن سيوفك دائماً ما تتكسر لذا صنعتُ لك السيف الأبدي الذي لن يكسر !



اهتزت شفتاه و تجمع الدمع في مجفل عينيه ، عانق آيـآمي يبكي كالأطفال من السعادة ،

وهو .. لم يترك السيف بعد ذلك اليوم ! ،،




,, مضطربٌ هو ويداه ترتجفان بشكلٍ لم يكن يتوقعه ، عيناه متسعتان ووجنتاه متوردتان ،

يحملُ مولودته بين يديه ، تسارعت انفاسه وهو يحملق في الملاك الذي بين يديه ،

ابتسم عفوياً على تقطيبة حاجبيها ، ولكنه سُرّ اكثر حينما فتحت عينيها الماستيان تنظر إليه بتفحص ،

سرت رجفة سعادة في جسده واشتّد احمرار وجنتيه ، فعانقها بشكلٍ هستيري بين يديه وجثى على ركبتيه يغمض عينيه مبتسماً بحبورٍ لا يوصف ،

اخذ يداعبها ويكز وجنتها فانزعجت هي من فعله فتوردت وجنتاها ،نفخ خديه بسعادة على مظهرها والجو من حوله كان بهيجاً سعيداً ،

امسكت باصبعه بيديها وتمسكت به بقوة ، شعر بأنه لم يتمكن من التنفس في تلك اللحظة التي ابتسمت فيها له ،

ارتجفت شفتاه بشكلٍ ظريف على لطافة طفلته فعانقها مرة اخرى بسعادةٍ لا توصف !

- مرحباً بكِ بيننا آيـآمي ، يا صغيرتي الملائكية !

~

كان يداعبها بلعبة دبٍ محشوة ، يجلس على الأرضِ برفقتها وهي تحاول أن تأخذ اللعبة من بين يديه ،

ابتسامته كانت الطف واجمل شيءٍ في العالم وهو يلعب مع ابنته ،

استطاعت وبطريقة ما أستطاعت ان تأخذ الدب من بين يديه فضحكت بسعادة ، ظهرت علامات خيبة الأمل والبؤس على وجهه ،

اُحيط جسده بهالة سوداء وضم ركبتيه بحزن لأنها تجاهلته واهتمت باللعبة وحسب ! ،

شعرت هي بحزنه فألقت اللعبة على الأرض وزحفت إليه بصعوبة لحين جلست أمامه ، مطّت شفتيها بانزعاج ،

استندت على جسده فوقفت على قدميها بصعوبة كبيرة وهي ترتجف ، رفع وجهه المحبط إليها فتفاجئ حينما وضعت يديها على وجنتيه بخدين محمرين ،

اتسعت عيناه حينما رأى الدموع تتجمع في محجر عينيها ، شعر بأن قلبه سيتوقف عن النبض لكل هذا الجمال

- شعرتي بحزن بابا أليس كذلك ؟!

ابتسمت بهدوء تتلمسّ وجنتيه ، بدت سعيدة وهي تلمس وجهه بلا توقف لحين توقف هو من الصدمة حينما اصدرت صوتاً يتمناه من كلِ قلبه

- با .. با .. با ... بابا !

خُطفت انفاسه و بدأ يلهث وقد ارتفعت حرارة جسده ، احمّرت وجنتاه وارتجف وصنع ملامح غاية في اللطف وهو يختطفها معانقاً إياها بحبِ شديد !

كانت تلك أول مرة تنطق فيها آيـآمي بكلمة بابا ! ما كان شيءٌ ليصف سعادته في تلك اللحظة !

~

غروبٌ الشمس كان كالحريق الذي امتد لكل الحياة في العالم ، ورياحُ الخريف الباردة تحرك اغصان الأشجار ،

في حين القى هو الجثة من بين يديه فسقطت على واحدة كانت من مثيلاتٍ لها على الأرض ،

يده مغطاةٌ بالدماء وكذلك وجهه وملابسه ، ظهر الحزنُ على وجهه وغطت خصلاته ملامح وجهه المضطربة ،

ردد ببحة في صوته

- صنعت هذا العالم على أملٍ في أن احصل على من لن يخونني للأبدية ، ولكن ما الغرض من عالمٍ كل من فيه يخون بعضهم و يكرهون بعضهم ؟!

شدّ على قبضته بألم ، فانعصر قلبها حزناً على ما ألمّ به ، هو يشعرُ بالوحدة والإختناق ، لا يوجدُ في هذا العالم من يفهمه حقاً ،

حركت الرياحُ الباردة شعرها الذهبي و غروب الشمس لا يزال قائماً ، التفت لها بالعيون الخائبة المتعبة من الحياة ،

وبدون أن يعرف هو كانت قد جثت على ركبتها باحترامٍ له ، تفاجئ هو واراد التحدث إلا انها سبقته قائلة

- حتى وإن خانك الجميع ، حتى وإن تركك الجميع و نبذوك ، إن اصحبتَ وحيداً بلا انيس ، إن فقدت الرغبة في الحياة ، إن كرهت نفسك ، العالم وكل شيء ، و رغبتَ بالموتِ طواعية ، أنا لن اتخلى عنك ! لن اتركك ولن اخونك ولن اكسر كلمتك ، سأبقى احبك للأبد وارغب بجوارك ، حتى إن قتلتني فسأساندك من القبر ، إن عذبتني فسوف اعينك بالدم النازف من جراحي ، إن نبذتني و اعتبرتني من المجرمين سأبقى احميكَ في الخفاء ، حتى وإن اتى اليوم الذي تكرهني فيه فلن يتغير شيء ! أنت والدي ولسوف احميك ! احبك وابقى بجانبك ما حييت !

لا يعلم لما شعر بهزة في قلبه حتى وضع يده على جذعه الأيسر يستشعر سرعة نبضه ،

مقلتاه متسعتان على اوجها وعيون ابنته تنظر إليه بكل ثقةٍ موجودة في العالم ، حرك شفتيه بنبرة اباطرة يقول

- هل هذا وعد ؟!

ابتسمت فاتسعت ابتسامتها ، وقفت واتجهت إليه فصافحت يده مسترسلة

- اجل هذا وعد ! ،،


____________



- إنفجارٌ حاد في حجرتين من حجرات القلب ، ادى لنزيفٍ حاد في قلبٍ كان قد انتزع لسنواتٍ من جسد صاحبته ، وقد تم اعادته بشكلٍ يحتوي بعض الأخطاء ، تحرر طاقة ضخم بعد انفجار الحجرتين قد سبب شللاً في الجسد ، ومن ثم نزيفٌ حاد في الرأس ، كل هذه ضغوط ادت لسلسلة من الجلطات المتتابعة التي فجرت الاوعية الدموية خلال ثوانٍ ، حتى بالنسبة لشيطان فإن النجاة كانت .. مستحيلة !

- الهوكاجي تسونادي " تقرير موت آيـآمي "



معاناةُ قلبٍ دامي ، يهتم بكلٍ موتٍ في المكان ، الصرخات قد تمّ بثّها في تلك الجنازة ، جنازة القلوب !

كم تتوق فيها الأرواح للقسوة ، حينما تبكي الملائكة الدماء ، و زهور الشرّ تنبت في الأضرحة الشاهقة للشهداء ،

هي كانت الشمس ، تشرق فوق مقبرة آمالك و احلامك المدفونة ، هي كانت الملاك الذي حمل كل مخاوفك ومشاكلك التي حاولت لسنواتٍ ان تنساها ،

لا شيء كـ جنازة يمكنه أن يشعرك بأنك على قيد الحياة ، انتَ لا تستطيع أن تحيا قبيلما تموت ، لا تستطيع ان تتنفس قبل ان تختنق ، لا تستطيع التفوه بالحقيقة قبل أن تكذب ! ،

يرتدون السواد ، قلوباً سوداء ، ملابس سوداء والغربان تنعق في الغابة المطيرة خارجاً ،

الكنيسة الصغيرة مليئة بالذنوب والخطايا ، و قبرٌ مفتوح قد حُفر من اجلها ، ضياع لا متناهي في ظلمة طريقٍ اجوف ! ،

الألم الذي لن تعرفه أبداً يطرق بابك كي ينهي حياتك ، حاولت إيقافه ولكن العالم منعني ! ،

الألمُ المتتابع الذي ينتج عن ضعضعة هي بمثابة العضال من الأمراض ، التوق لتغيير الزمن واخراج ما قد وضع في غياهب الثرى ،

تلك اللوحة الكئيبة من السواد الذي اعتمل في جوفٍ ناحبٍ كئيب ،

ماتت آيـآمي .. ورفض جسدها علاج والدها ! ، جنازتها كانت خاصة لم يحضرها إلا بضعة اشخاصٍ معينون

[ ساتان ، دانتاليون ، جيراهيم ، كاريو ، آراشي ، تشيتوسي ، هيرو ، آيريس ، ناروتو ، ساسكي ، مارينا ، تسونادي ، ساكورا ، ريو ، هيناتا ، ماهوتي ، ماري ، إيتاتشي ، باندورا ]

في كنيسة صغيرة فائقة الجمال ، داخلها صوتٌ روحانيّ يغني تهويدة تسكب الدموع من المحاجر ،

في تابوتٍ ذهبي كان جسدها نائماً ، ترتدي ثوباً اسود اللون شده حزامٌ ذهبي ، كل شخصٍ من الحاضرين وضع زهرة سوسنٍ بريّة في التابوت ،

مارينا كانت تصرخ بجنون ، تريد أن ترتمي في التابوتِ مع ابنتها ، تصرخ وتصرخ وتصرخ وتبكي وتسونادي تعانقها بألم

- آيـآمي !!! لا !! لا يمكنكِ أن تموتي !! آيـآمي !!!

ساتان مستند على الجدار ، لا يدركُ شيئاً ، لا يرغب بأن يدرك ، عيناه جاحظتان و قلبه توقف عن النبض في تلك اللحظة التي ماتت فيها ،

لن يصدق بأنها ماتت ، صغيرته قد ماتت ! في احضانه لفظت آخر انفاسها ، تلطخت ملابسه بدمائها ولاتزال رائحتها تعبق فيها ،

ساسكي يجلس على الكراسي كالجثة ، ميتُ يسير في ارضِ الاحياء ، لم يتكلم أو يتحرك منذ الأمس ،

الباقون في حالة صدمة والكنيسة الصغيرة هادئة إلا من الدموع وصراخ الأرواح !

دانتاليون كان اكثرهم قهراً وبكاءً ، يشّدُ على قبضته بحسرة وجسده يهتز بالكامل ، هو لم يرد لها الموت ! لا يريد فقدانها !

آراشي كان يتنفس بصعوبة طوال الطريق ، كاريو يهلوس بشكلٍ مرعب ، تشيتوسي تحت تأثير الصدمة وهيرو قد القى بالسيف الذي اهدته إياه بشكلٍ مرعب على الجدار ،

جيراهيم يحاول ان يكبت دموعه ويمنعها من النزول إلا أنه وجهه المتصلب ودموعه المنهمرة كانتا النقيض التام لحاله ورغبته !

موتها كان القشة التي قسمت ظهر البعير ! ، جميعهم ظهروا كالمهرج الذي مات على خشبة المسرح فتفجر الجمهور بالضحك ظناً منهم بكونها مزحة !

السماء مليئة بالغيوم السوداؤ الغمام المطيرة ، بدأت بالإمطار و شرخ الرعد السماء !

لم يحضر كازو .. لم يرد الحضور لجنازتها ! هو لا يصدق بموتها ! هي حية ! اجل ! حية لا محال !

صدع الرعدُ مجدداً ، دخل مبللاً بمياه الأمطار إلى الكنيسة بوجهٍ مرعبٍ غاضب ، تفاجئ الجميع ! التفتوا إليه بصدمة

حينما اتجه مباشرةً إلى أمام التابوت ، حيثُ طاولة كبيرة من الأزهار و اباريق المياه الزهرية ،

بكل عنف القى كل ما على الطاولة ، يصرخ ويكسر كل شيء أمامه ، صرخ قائلاً بزمجرة مرعبة

- هي لم تمت !!! الم تفهموا ؟!! هي لا تزال حية !! لا داعي لجنازة لحيّ !! لا تدفنوها حية !!!

خاف الجميع من إيقافه ، اتجه للتابوتِ مباشرةً وسط شهقات آيريس الذي بكى بصمتٍ تام !

محطم .. على حال آيـآمي ! مقهورٌ على حال صديقه !

احاط كازو وجهها بيديه ، ابتسم بصدمة وإنكسار وعيناه الحمراوتان تلمعان وتهتزان بصدمة ،

طبع قبلة طويلة على شفاهها ، ابتعد لفترة و تحدث بهدوء و حنان لها

- آيـآمي ، لا داعيّ للتمثيل بعد الآن ، افتحي عينيكِ ، ارجوكِ ، عودي الي ، لا تتركيني بهذا الحال ! أنا بحاجتك كي اتنفس ! أنا احتاجكِ كي اعيش !!

ولكنها لم تجبه ، جسدها كان كالثلج ، شاحبة هي كالأموات ، حتى لون شعرها الذهبي اضحى باهتاً ،

تجمعت الدموع في مجفل عينيه ، سقط على ركبتيه متمسكاً بالتابوت ، بكى .. هو يبكي بحرقة لا مثيل لها ،

يصرخ من اعماق قلبه ، هو يختنق بالمياه التي تغرق فيها روحه للأبد ،

و ريثما هو يبكي ، تحدث بكلماتٍ من اعماقه ، اختلطت بصوتٍ بكائه ونحيبه وقهره عليها

- لقد حاولتُ ان اخرجك من بؤسك ، اردتُ ان احميكِ من العالم ، ولكن في النهاية انتِ كنتِ ملاكاً ، طرتي بعيداً عني ، انا ! الشيطان الذي لم يعلم كيفية الطيران ، اتمنى لو كان بإمكاني أن آكل معاناتك وأن اخفيكِ بين اضلعي ، ولكني كنتُ ضعيفاً جداً كي احميكِ ، وريثما كنتُ واقفاً بعجزي شاهدتهم يقتلعون اجنحتك بظلمهم ، حتى لم يعد بإمكانكِ الطيران و غرقتي بدمائكِ الخاصة ، هذا الشيطان الذي وقع في حبِ الملاك كان الشخص الملام ، سمعتُ صرخاتك ، رأيتك تبكين لآلاف المرات ولكن ! لم يستطع احدٌ أن يصل إليكِ ، حتى نفسك ! لم اتمكن من إنقاذك ، لم اعرف كيف انقذك !! ايها الملاك الذي مات بدمائه ، لا ذنب سيساوي ضعفي ! ولا خطيئة ستسير في الأرض مثلي ! أنا أصلُ كل الذنوب والخطايا ، في جوفي عفريتُ يوشك أن يخرج زئيراً من شبق روحي ، ضائع أنا واحتاجُ اليكِ ! لا تتركيني في هذا العالم دونكِ .. أنا ارجوكِ !

لم يستطع أن يكمل ، اختنق بكلماته الخاصة وواكب البكاء الصامت عند جثتها الهامدة بظلمة لم يتعرف إليها ،

اتاه آيريس من خلفه ، ربت على كتفه يبكي بحرقة ويردد

- كازو .. لا تعذب نفسك !

ولكن هذا لم يزد الطين إلا بلة ، ازدادت الحرقة في صدر كازو الذي فقد قدرته على الحياة دونها ،

وقف بصعوبة وقد امسكه آيريس الذي شعر بإرتجاف جسده الشديد و المرعب ، كان يرتجف .. برداً ، خوفاً و حسرة على فقدها !

ضمّ نفسه بقوة ، فضمه آيريس إلا أن كازو ابعده بقوة عنه بوجه منكسر وعينين تائهتين !

اتجه ساتان بدون وعيه لتابوتها ، عضّ إصبعه وطبع بصمته بالدم على كفها !

عمّ الصمت المكان .. وما كان يسمع إلا صوت نبض قلوبهم ، و صوت نعيق الغربان !

بعدها ساروا بتابوتها ، حتى انزله ساتان ببطءٍ في القبر ! في عالم البشر ، الذي فضّل ساتان ان تدفن فيه ابنته ،

القى التراب ببطء على التابوت فبدأت ملامحه بالإختفاء ، لحين استوى بالإرض تماماً ، ساتان الذي دفن ابنته بيديه قد كان لا يشعر بما يفعله !

كلٌ ما حدث كان قوله بلا وعي

- هلكت روحيّ معك ، و مات قلبي برفقتك ، آثرت الموت على فقدانك فضحك الموت عليّ وسخر !

القت مارينا بنفسها على القبر وصرخت بأقوى ما يمكنها

- ليتني مت عوضاً عنكِ !

في حين كان ناروتو ممسكاً بساسكي الذي لم تقوى قدماه على حمله !

انتهت المراسمُ بعدها وعاد الجميع لحيثُ يفترض بهم أن يكونوا ،







- جسد آيـآمي قد رفض علاجي ، إعادتها للحياة مستحيلة ، فمن مات راضياً بموته كانت إعادته من الموت .. مهمة انتحارية حتى لمن هم مثلي !


كانت تلك العبارات التي تدور في ذهنه .. وهو يتذكر مظهر شاهد قبرها الذي حُفر عليه اسمها

آيـآمي ابنة ساتان ! لم ترضى مارينا بكتابة اوتشيها على شاهدها ، لأنها تؤمن .. بأن ساتان اولى بها بهذا !


وطأت قدما ساتان قصره ، فبدأ يسير في الرده العريقة والانيقة مترنحاً ، حتى كاد يسقط فاستند على الجدار بألم ،

بدأ الضوء يعودُ لعينيه ، في حين لوحة آيـآمي تقابلهما ، ادرك حينها موتها ، ادرك حقيقة فقدانها ! ،

تجمعت الدموع في محجر عينيه ، وبدون أن يدرك شيئاً بدأ يبكي اولاً بعينين مصدومتين متسعتين ،

ادرك أنه يبكي ، وضع اطراف انامله على دموعه ، نظر إليها بغير تصديق مردداً

- أنا .. ابكي ؟

بدأ يقهقه بهستيرية والدموع تأبى التوقف ، غطى وجهه براحتيّ يديه وصرخ بألمٍ ، صرخ بقوةٍ صدعت روحه ،

حتى سقط على ركبتيه ، الدموع كانت حارقة ، يشعر بقلبه ينعصر ، الحسرة و العجز ، هو فعل كل شيءٍ لأجلها ! و لكنه فقدها ! دفنها في قبرها ! وضعها تحت التراب ! جثة هامدة هي ! بلا حياة جسدها !

فقدها كلياً !!

وقف كالمجانين وعيناه قد تحولتا للأحمرِ البراق ، امسك باللوحة فرطم بها الأرض حتى تحطمت ،

اتجه صوب غرفتها مباشرةً ، دخل إليها ، امسك بكل ما امكنه وحطمه ! كسّر كل شيء امامه ،

احرق غرفتها كاملة وقد وقف في منتصفها ، بدأ يضحك بهستيرية بحتة ، بدا كالمجانين ! فقد عقله ورشده ،

ولكنه عاود البكاء بحسرةٍ أليمة ، طفلته ماتت بين يديه ، طفلته قد تركته !!!

صرخ بشكلٍ مأساوي ، صرخ للسماء وللأرضٍ وللأحياء وللموتى !

- لما هي ؟! لما على ابنتي ان تموت ؟!!! لما آيـآمي ؟ لما ؟!!!!

نظر ليديه ، لتلك اليدين الملطختان بالدماء ، تشبعتا به على مر آلالاف السنوات ، قتل ودمر وفعل الكثير !

وهو الأن يشعر بمعنى الفقد ! يعرف اليأس ! يعرف الوحدة !

- لما اخلفتي بوعدك ؟ لما ؟

رددها بإختناقٍ وألم ! ولكنه تصنم لثوانٍ ، رفع يديه وقد واتته فكرةُ مجنونة ، دموعه الحارقة تمنعه من التفكير ، وقد قُضي الأمر بعذاب قلبه الأبدي ،

ساتان قد .. فقأ عينيه بيديه ! ومنع قدرة التجدد من إعادتهما ! لم يعد يريد الرؤية ! لا يريد الرؤية !

الظلام ! اجل كما ابنته دفنت تحت التراب في الظلام البارد ، سيعيش هو نفس الحال لكن حياً !

من اجلها هي ! يفعل المستحيل ! ما دامت ميتة لن يرى ! لن يرى العالم ولن يفعل شيئاً ! سيدفن نفسه في ذكرياته !

الغرفة من حوله قد تحولت لرماد ، سوداء متفحمة من النيران ، يجلس هو في مركزها بعينين مغلقتين ،

و ملامح كالدمى الميتة ، سمع خطواتِ أقدام ، تعرف مباشرة لصاحبها ، تسارعت نبضات قلبه ، بدأ يلهث بحسرة ،

حينما احسّ بنفسه في احضانها الدافئة ، لم يصدق هذا ! كيف ؟! من غير المعقول أن تكون هنا !

ولكنه تشبثّ بملابسها بقوة ،دفن نفسه في احضانها بأقوى ما يمكن وهو يرتجف بضعف .. لأول مرة في حياته !

- لم اتوقع أن اراكَ يوماً بهذا الحال !


قالتها بإبتسامة مكسورة ، وساتان قد اجابها بنفس الطريقة الحزينة

- ولم اتوقع ان تأتي لزيارتي على شاكلة شبح ، قبل أن تغادري هذا العالم !

اغمضت عينيها ، آيـآمي او روحها ! قد اتت لرؤية اخيرة قبلما تغادر بلا عودة !

ربتت على شعره ،اما هو فقد ارتخى تماماً في احضانها ، لم يسعفها الوقت فبدأت تتحدث

- والدي ، آسفة .. على إخلاف الوعد ! ولكنيّ أردتك أن تعلم بأنك لستَ الملام ، انا قد متُ وانت لا شأن لك في هذا ، لم تكن لك يدٌ في موتي ، انت فعلت كل شيءٍ كي تحميني ، بذلت ما في وسعك ، لا داعي لتلوم نفسك ، عشّ حياتك ، سترى أن اخوتي من حولك سيكونون كافين حتى تتخطى هذا ، سأكون معك حتى إن كنتُ ميتة ، سأبقى احبك للأبد ! ، لذا ابتسم وعشّ نفس الحياة التي تعيشها يومياً ، لن اكون هنا غداً ولا الشهر القادم ولا السنة المقبلة ، لذا عليكَ أن تتعود من الان ، انسني وامضي في حياتكَ سعيداً !

شد على حضنها ،رفع ملامحه بغضبٍ فصرخ زاجراً

- ما الذي تقولينه ؟! كيف يمكنني أن انساكِ ؟! أنتِ ؟! انساكِ ؟! هل تمزحين معي ؟! آيـآمي انتِ اهم ما لدي في الحياة !! دونك .. دونك لن تكون حياتي كما هي !! كيف ابتسم واضحك وامضي بحياتي وانا اعلم بأنكِ مدفونة تحت التراب ؟! كيف اقبل بأن تأكل الأرض أبنتي وانا قد قدمتها لها بيدي ؟! لا استطيع ان افعل ذلك .. أنا ..

قاطعته ، حينما قبلته بين عينيه بحنان ،عانقته مرة اخرى و اعقبت بهدوء

- عالج عينيك والدي ، اريد أن اراهما لمرة اخيرة !

نفذ الأمر ، عالج عينيه وفتحمها ليجدها أمامه تبتسم الأبتسامة التي اعطت معناً لحياته ،

احاط وجهها بيديه ، وضع جبينه على جبينها ، استشعر دفئها وقربها منه ، تأوه بألم ، ولكنه ابتسم ابتسامة صفراء لينطق منكسراً سعيداً

- اتعلمين لما سميتكِ آيـآمي ؟!

- إيه ؟

- أول ذكرى لي في حياتي هي حينما استيقظتُ في حقلٍ ضخمٍ من زهورِ السوسن البرية التي اسرتني تماماً ! كم فعلتي حينما اتيتي لهذه الحياة ، انتِ اسرتي كل وجداني ، اصبحتِ وجودي ! احببتك اكثر من اي شيءٍ ، ابنتي التي حلمتُ بها طوال حياتي ! اتت اجمل مما توقعت واروع مما اردت ! أنتِ مثالية بالنسبة لي ! انتِ اجمل من كل شيء واكثر دفئاً من كل شيء !

لمعت عيناها بالدموع ، عانقته للمرة الأخيرة وهمست في أذنه قائلة

- سأحبك للأبد يا والدي !

تلاشت أمام عينيه كحبات الذهب ، شهق وكأنما انتزع احدٌ ما قلبه ، اختفت ! وعاد للصدمة مجدداً والألم احاطه كالثعابين !








يجلسُ على الأرضٍ في وسطِ المجهول ، تغطي خصلاتُ شعره الأرجوانية ملامحه ، كان ثابتاً كالدمى المجوفة ،

وهو يشعر .. ان كل ما حوله بطيء ، قطرات المطر تتساقطُ ببطءٍ شديد ، الهواء من حوله بطيء ،

كل حياته بطيئة .. تتلاشى ببطئ وعذاب ! ،

ثقلٌ ما استند بظهره على ظهره ، فاتسعت عيناه صدمةُ لهذا ، امسكت بيده وشبكت اصابعها بأصابعه ،

ابتسمت بهدوء مرددة

- انتَ تحبُ هذه الاماكن بلا ريب ! دائما ما تختار البقع الصعبة للإختباء !

كبت عبراته ، ابتسم وعيناه تلمعان برغبة الشهيق الباكي ، اجابها بسخرية مصطنعة مكسورة

- وانتِ دائماً الوحيدة التي تستطيع إيجادي أينما كنت !

كاد يبكي إلا أنه حبس كل شيء في جوفه ، في حين القت هي بكامل ثقلها عليه ، احس بقربها ، سعادته لا توصف بهذا ! كم يريد معانقتها الآن ولكن كبريائه لن يسمح لها برؤيته يبكي !

- كازو ..

- ماذا ؟

كانت هادئة مما هدأ من روعه ، تنهد بعمق مستشعراً قربها منه ، اتسعت ابتسامتها لتكمل

- هل لي أن اعترف بأمرٍ ما ؟!

ابتسم واجابها بحب

- اجل

توردت وجنتاها بعض الشيء وارتجفت اطرافها بخفة ، شعر هو بذلك حينما انقبض قلبها فجأة تنطق بخجل

- انتَ قد كنت ... حبي الأول !

اتسعت عيانه وارتجفت اوصاله لوهلة ، فغر فاهه والتفت ليقابل وجهها ، كانت تنظر إليه بجدية محضة ، وجنتاها محمرتان ، وعيناها تلمعان بثقة كبيرة ،

بلا تصديق سأل برغبة في إعادة كلامها

- ما الذي قلتيه الآن ؟!

- .. لقد قلت .. بأني قد وقعتُ في حبك من قبل !

لا يعلم هل يبكي من السعادة ، ام يضحك بهستيرية لإنكسار قلبه ؟! بحركة خاطفة عانقها بقوةٍ كبيرة ودفنها في صدره ،

كان يرتجف .. يرتجف بقوة ! هو قد تمنى هذه الكلمات بشكلٍ لن يتصوره احد !

بهذه الكلمات كأنه قد ملك العالم ، ما الذي يريده اكثر من حبها ؟!

تشبثّ بها بقوة لفترة ، بعدها تركها وعادا لنفس الوضع السابق ، كلاهما يستند بظهره على ظهر الآخر ! ،

امسك يدها هذه المرة بقوة .. تردد فيما أراد قوله ، استجمع قوته ونطق بغبنة

- إذاً .. لو كنتِ حية .. هل كانت لدي فرصة كي أجعلك تقعين في حبي مجدداً ؟!

ابتسمت واجابته بهدوء

- اجل !

شد على قبضتها بقوة كبيرة ، ارتجف وقد انسكبت عبراته من عينيه مردداً بغصة

- هكذا اذاً .. كانت لدي فرصة !

التفت إليها بعد فترة من الصمت المطبق ، لمعت عيناه بثقة ، اقترب منها وردد بجدية اربكتها

- هل يمكنني أن اقبلك ؟!

توترت وتسارع نبض قلبها ، لهثت لثوانِ قبيلما تجيب بخجل

- ا – اجل !

هي ميتة على أي حال ، ولن تراه مجدداً ! لن تحرمه آخر فرصة للسعادة !

اقترب منها ووجه الجديّ قد اخذها لعالمٍ آخر تماماً ، احاط وجهها بخفة فسرت رعشة لعدة ثوانٍ في جسدها ،

تلاحمت شفاهه مع شفاهها ، تسارع نبض كليهما من قربهما من بعض ، قبلة طويلة انتهت حينما ابتعد كازو يبتسم ابتسامة حنونة ،

وفي داخله إعصارٌ من الغضب ، القهر ، الألم والحسرة يوشك أن ينفجر ليدمر كل شيء ، لن يتحمل !! اجل هو يعلم بأنه لن يتحمل البعد عنها أكثر !!

لن يسعفها الوقت اكثر للبقاءِ هنا ، ابتسمت له وقالت بهدوء

- وداعاً كازو !
تلاشت من امامه مثلما تلاشت من أمام ساتان ، ولكنه هذه المرة لم يحتمل صرخ بقوة كبيرة من القهر ، وضرب الأرض مراراً بيديه بغصة واختناق لن يتركاه ما دام حياً !










يجلسُ على فراشه ، لا يزال كالأمواتِ تماماً ، ينظر للفراغ بغير ادراك ، النور في عينيه قد بهت واختفى ،

خسرها .. للمرة الثانية .. امام ناظريه فقدت حياتها !

عروقه قد تجمدت ، اعلن استسلامه أمام الواقع المرير ، الأذى الذي يشعر به لن يستطيع مشاركته لأيٍ كان !

اغلق على نفسه ابواب الحياة ، استقبل الموت طواعية ! هو .. لن يعيش دونها حتى وإن حاول !

هي قد تملكّته تماماً ولم يعد له من وجودٍ دونها ! رغم محاولات الجميع في دحض هذه الفكرة إلا إنها لا تزال قائمة !

اتت هي إليه ، جلست على الفراش أمامه ، امسكت بيده فانتفض للحظات ، شعر بها ! لكنه لا يراها !! التفت في كل مكان صارخاً

- آيـآمي ! آيـآمي !!

ابتسمت ورددت كي تهدأه

- انا هنا ساسكي !

سمع صوتها !! هو متاكدٌ من سماعه لصوتها ! ولكنه لا يراها ! أين هي بحق الجحيم ؟!

ادركت هي عجزه عن رؤيتها ، شعرت بالإنكسار والصدمة ، رددت في نفسها برغبة في البكاء

- قواه الروحية لا تكفي كي يراني !! تباً !! لما هو ؟!!!

ولكنه شعر بها حينما امسكت بيديه واجبرته على الجلوس مرة اخرى ، كان يلهث بألم في صدره ، كلما تنفس تألم اكثر !

ضمت يديه و بحسرته و تقطيبة حاجبيه ردد بألم

- لما كان عليكِ الموت ؟ لما تركتني ؟!

كانت تلك الكلمات كالسهم الذي اخترق كيانها ، تألمت وطأطأت رأسها ، شعرت بالراحة لأنه لا يرى هذه الملامح الآن !

اجابته باختناق و خيبة

- لم يكن الأمرُ بيدي ساسكي .. المصير الذي يشترك فيه الجميع هو الموت ! فإن لم امت اليوم قد اموت غداً او الشهر القادم ! ولا اعتقد بأن الألم سيختلف حينها !

ابتسم بإنكسار ، اخبرها بما كان على لسانه

- دائما ما تخرسينني بكلماتك ! لا اعلم كيف تفعلينها !

ضحكت بإصطناع ، شدت على يديه ومن ثم قالت ببعض الإنفعال

- ساسكي ! صحيحٌ بأنكَ لستَ حبي الأول ! ولكن حبيّ لك أقوى ! انت اعطيتني حياةً جميلة ، ادخلت الفرح لقلبي على الدوام ، ذكرياتي معكَ لن تمحى ابداً لذا ارجوك ان تعدني ..

- بماذا ؟!

صمتت لوهلة ، اكملت بعدها بألم

- عدني بأن تعيش حياتك ، جد لك حباً جديداً ، انجب الأطفال وكون عائلة ، اعد بناء الأوتشيها برفقة إيتاتشي ، صدقني هناك الكثير من الفتيات اكثر جمالاً مني ! اذكى مني ! و كذلك مناسباتٌ اكثر لشخصٍ رائع مثلك ، رغم اني اتمنى ان تحب ساكورا ، لطالما احبتك ولكنها لم تظهر الأمر لأجلي ! هي تعشقك كما اعشقك ! لذا ارجوك اعطها فرصة ، صدقني ستكون سعيداً معها وستنساني بسرعة بسببها ! لا تجعل ذكراي تعيقك عن المسير ، ارجو لك حياةً هنيئة ! ستحصل على الحياة التي لم اكن لأعطيكَ إياها ابداً !

لا يعلم لما غضب ، غضبٌ عارم اشتعل في قلبه فجأة ، رغم عدم رؤيته لها إلا أنه عرف تقاسيم وجهها من حديثها ، اللعنة آيـآمي !!


- كلا !! ما الذي تقولينه ؟! انساكِ ؟! هل جننتِ ؟ لن استطيع ! لن استطيع ابداً !! انا .. انا لم احب غيركِ من قبل ، انتِ كل ما اردته في حياتي ! لا فتاة اخرى ستسطيع ان تأخذ مكانك في قلبي ابداً !

صرخ بهذه الكلمات واذا بآيـآمي تصرخ بشكلٍ ارعبه

- ستفعل !!! ستحب غيري ! ستنجب الأطفال اللذين لن اكون قادرة على اعطائك إياهم ، ستعيش بسعادة مع زوجتك ! اطفالك اللذين يحتضنونك حالما تعود من العمل ، سوف تجلس على طاولة العشاء وتتبادل الضحكات معهم ، ستحب ! ستحب بشكلٍ اجمل واقوى مما احببتني ! ولكن عليكَ أن تعطي الأمر فرصة ! عليكَ أن تحاول وان لا تدعني اعيق تقدمك !! لذا اخرس واستمع لآخر كلماتي !!

شعرت بالألمِ في صدرها ، ادركت أن لا وقت كافي لها في هذا العالم ، وقفت ورددت قبيلما تختفي

- ساسكي ارجوك .. عشّ بسعادة !
تلاشت ولم يرى هو ذلك ، راح يصرخ في المكان منادياً اسمها لدقائق طويلة ! ولكنها لم تجبه ! ادرك اختفائها ! ادرك فقدانها ! فسقط على ركبتيه يندب حظه ويوجس خيفة من مستقبله !








لا يعلم لما اراد رؤيته ، ولكن قلبه كان يؤلمه بشدة لما آلت إليه الأحوال ، صحيحٌ ان علاقته مع آيـآمي لم تكن بذلك العمق إلا انه شعر وكأنما هما اعز الأصدقاء من الأزل ! ،

دخل عليه ليجده جالساً في عرشه ، تذكر امه .. كازو .. آلبيرت .. وحال ساتان ! ،

وقف كونتلس مصدوماً خائفاً من ملامح ابنه المرهقة واللاهثة للأمان ، وإذا به يبكي بحسرة وحرقة لم يرها كونتلس إلا في جنازة سيسيليا !

تقدم كونتلس من آيريس ، امسكه من كتفيه وهزه بجنونٍ يسأله

- ما الأمر آيريس ؟! هل حدث لك مكروه ؟! هل فعل احدهم بكَ شيئاً ؟!

لا يدرك آيريس لما ، ولكنه أراد والده بقربه ، آراد ان يعود لأحضانه وحسب ! كما كان الوضع في طفولته ،

ارتمى في احضان والده الذي بادله العناق بخوفٍ على حاله ، بدأ يضرب صدر والده بقوة صارخاً

- لقد ماتت الأميرة .. وعدتني أن نصبح اصدقاء .. ساتان – ساما قد تحطم تماماً وكازو فقد عقله ، أما انا .. فلا اعلم لما اشعر بهذه الضيقة ، هذا الأختناق ! هذه الحسرة !!

اتسعت عينا كونتلس دهشة وصدمة و انكاراً لما قاله ، احتضنه بقوة اكبر وهو يحاول التخفيف عنه

- سيفعل ساتان ساما شيئاً ، سيعيدها بالطبع !!

هز آيريس رأسه نافياً ، اجابه بنفس الإنفعال

- لقد ماتت راضية بموتها !! لم تمت ظلماً ولا إكراهاً ! لن يستطيع إعادتها !!

ضاقت عينا كونتلس بألم شديد ، بدأ يربت على رأس آيريس ، قبله على جبينه ومن ثم نظر في عينيه مردداً بثقة عمياء

- لا تقلق آيريس ، أنا متأكد بأن ساتان – ساما سيجد حلاً ، هو دائماً ما يجد حلولاً للمعضلات ولن يتوانى هذه المرة عن فعل نفس الأمر !!


تلك الثقة في عينيّ والده قد اراحت جزءاً كبيراً من الألم الذي يسكنه ، ارتاح بعض الشيء ، ابتسم بهدوء وقال بإمتنان

- شكراً يا والدي ، كنتُ اعرف بأني استطيع الإعتماد عليك !

كلمة والدي تلك قد اعادت الحياة لقلب كونتلس ، ابتسم ابتسامة غاية في الجمال مما جعل آيريس يبتسم المثل ، لأول مرة منذُ سنواتٍ طويلة .. شعر كونتلس برابطته مع آيريس تحيا من بعد الممات ولكنه خشي أن لا تدوم طويلاً ! ،

خرج آيريس من القصر واتجه لمكان قد ايقض الحنين في نفسه فجأة ، دخل للبرج المتفرد في ناحية بعيدة من قصرِ ساتان ،

وقف امام الوعاء الضخم الذي يحتوي جسداً ضاق الذرع بإنتظار صحوته ،

الانابيب والأبر كانت تملؤ جسده الذي يطفو في مياهٍ غريبة اللون ، آلبيرت الذي ضحى بشكلٍ لم يتصوره احد لا يزال في سباتٍ عميق .. منذ أكثر من مئتيَ عام !

ابتسم آيريس ابتسامة صفراء و بدأ الحديث بوخزٍ في قلبه

- آلبيرت .. لو كنتَ هنا فقط لكانت الأمور مختلفة !

- لربما هذا صحيح !

اتسعت عيناه دهشة وصدمة ، التفت منكراً ليجدها تحملق في الوعاء الذي يضم آلبيرت ، بإنكسار ردد

- الأميرة !

ابتسمت له ثم اجابت

- ما بكَ أيها الأمير ؟ تبدو وكأنك رأيتَ شبحاً !

لم يعلم هل يجب عليه ان يضحك على كلامها ، ام يبكي حتى تجف دموعه ؟

اقترب منه وامسك بيدها قائلاً بقليل من الإنفعال

- ما الذي تفعلينه هنا أيتها الأميرة ؟!

تلاشت إبتسامتها العذبة ، تحول وجهها للجدية وهي تمسك بيديّ آيريس كذلك وتجيب

- اسمعني آيريس ، اعلم بأننا لم نحضى بكثيرٍ من الوقت ولكنني اؤمن بأننا اصدقاء مقربون ! اليس كذلك ؟

اتسعت عيناه لوهلة ، هز رأسه بالإيجاب وتوردت وجنتاه فأجاب بعدها بحماس

- اجل !

شعرت بالراحة ، تنهدت ثم اعقبت على كلامها

- حسناً اريد أن ائتمنك على كازو ! اسمعني آيريس انت صديقه الوحيد ! لا أحد غيركَ يستطيع ان يهدأ من روعه ، أعلم بأنه سيفعل أي شيء كي يستعيدني لذا ارجوكَ اوقفه بأي ثمن ، كن بجانبه على الدوام ، ادعمه فيما تراه صائباً ، انهره إن كان الأمر خاطئاً ، انت الوحيد الذي استطيع أن اثق بكَ في هذا ! ، لا اريد له أن يعاني أكثر !! يكفي ما قاساه طوال حياته ! لذا آيريس هل ستفعل هذا ؟!


عيناه كانتا متسعتين وهو يسمعها تقول هذا ، هي تحب كازو بلا ريب ! ادرك ذلك فابتسم بقليل من الشيطانية ثم اجاب

- اجل ايتها الأميرة ، بالطبع سأفعل ذلك !

تنهدت براحة ، ثم اخذت نظرة خاطفة على آلبيرت فضاقت عيناها إنزعاجاً ، سألته بغموض

- منذ متى وآلبيرت نائم ؟!

شلّ جسده تماماً في تلك اللحظة ، دارت به الدنيا وهو يسألها مصدوماً

- كيف تعرفين آلبيرت ؟!

ضاقت عيناها بشكلٍ افزع آيريس من حدة نظرتها ، زفرت و اجابت بإمتعاض

- عليكم أن توقظوه بأسرع وقت ! يجب أن يستيقظ كي ينفذ المطلوب منه !

لم يفهم آيريس ما قالته وقد ظهر ذلك جلياً على وجهه ، تذكر سؤالها فأجاب بسرعة

- مئتا سنة تقريباً ! منذ ان وقع في الغيبوبة بسبب [ تهويدة الأرواح ]

لمعت عينا آيـآمي بشرارة مرعبة للحظات ، ظهر الغضب على وجهها مما اخاف آيريس ، فهي قد كانت مرحة للتو والآن اصبحت مرعبة كالوحوش ،

- خياراته دائماً مستعصية الحل ! اعتقد بأنه امرٌ موروث في العائلة !

ازداد تحيره في تلك اللحظة ، ابتسمت فجأة بمرح وبلاهة ، اقترب من آيريس وقبلته على جبينه وقالت بحماقة

- والآن عليّ إكمال الرحلة وإلا سبقني سندباد للكنوز !

لم يستطع ان يحبس ضحكته هذه المرة فأنفجر بالضحك على ما قالته ، في لحظات كان قد ادرك واقع إختفائها !

فشعر .. بالوحدة !







كانت على وشك أن تذهب لأخوتها والباقين ، عليها أن تحدثهم وتخفف عنهم إلا أن ما ظهر منعها ،

شعرت بأن وقتها قد حان حينما رأت حاصد الأرواح يقفُ امامها بهالة مرعبة ،

ضاقت عيناها بعض الشيء ، شدت على قبضتها تردد بحنق

- حاصدة الأرواح الحمراء .. سوزان ! ، هل اتيتي لأخذي ؟!

سوزان التي كانت تجلس على منجلها ترجلت ووقفت لتتحدث بهدوء

- اجل آيـآمي – ساما ، اتيت لآخذك لمثواكِ الأخير !

شعرت آيـآمي برغبة في منعها ، فقالت بإنفعال

- ولكن ما يزال هناك الكثير ممن اود توديعهم !!

لمعن عينا سوزان بجدية ، حركت منجلها لتجيب آيـآمي ببرودٍ معهود من حاصدي الأرواح

- آيـآمي – ساما ، انتِ تدركين ما يحدث للأرواح إن بقيت في عالم الأحياء لوقتٍ طويل اليس كذلك ؟

طأطأت آيـآمي رأسها بغضب لتجيب على السؤال تشد على شفتيها

- اجل ادرك ذلك !

اغمضت سوزان عينيها بتفهمٍ شديد ، تنهدت قليلاً في حين رفعت آيـآمي رأسها فسألتها بقلق

- سوزان .. لأين ستأخذينني ؟

فغرت سوزان فاهها قليلاً ، ترددت ولكنها اخفت وجهها بالقلنسوة المتصلة بعبائتها و اجابت

- آيـآمي – ساما ، أنتِ شيطان ذو دماءٍ نقية ، وابنة ساتان ساما ، بالنظر للأعمالِ التي علمتها طوال حياتك فإن مكانك .. الجحيم !

لم تتغير ملامح آيـآمي ، ابتسمت ببلاهة وحكّت رأسها ، فهذا ما توقعته على أية حال !

- اين بالضبط في الجحيم ؟

سألتها بابتسامة هادئة مما اصاب سوزان بقليل من التوتر ، اجابت بتردد

- في الدرك السابع من الجحيم .. حيث لا خروج منها نهائياُ !

تنهدت آيـآمي بخيبة ، انكسرت ملامحها ومن ثم ابتسمت ابتسامة صفراء لتقول

- سلمي لي على كريس ، لم اتمكن من توديعها !

ابتسمت سوزان بهدوء واردفت

- سأخبر أبنتي بسلامك ! لا تقلقي !

امسكت سوزان المنجل بقوة ، حركته فاخترق روح آيـآمي ! ، لوهلة شعرت آيـآمي وكأنها تموت مجدداً ،

انشقت الأرضُ من تحت قدميها ، سلاسلٌ سوداء احاطت جسدها ، نظرت للأسفل فوجدت هاوية لا قعر لها ،

ولكنها استطاعت سماع فحيح النيران التي لم تميزها لحلكة سوادها ،

وإذا بالسلاسل تجر آيـآمي لأسفلِ تلك الهاوية و اغلقت الأرض كما انشقت ! وانتهى تنفيذُ الحكمِ عليها !








لا يزال منكسراً وقد جاء ريو بهيئة البشر لمواساته ، لم يستطع فعل شيء فساعده على الوقوف وقاده عبر الرده لحيث غرفته

- آلون .. لا اعلم ما يجب أن اقول ولكن .. سنجدُ حلاً ! سوف نعيدها بلا ريب !

لم تؤثر تلك الكلمات بساتان ولم تحرك فيه أي ذرة من مشاعر ، فهو قد رأى الموت حينما ماتت آيـآمي ،

ادرك ريو ذلك ، اغمض عينيه بألمٍ وحسرة ، فجأة سمعا صوت صراخ مارينا الهستيري ،

لم يهتم ساتان لها ، ولكن ريو قلق من ان تكون قد جنت وقتلت نفسها ، ترك ساتان وهرع صوب غرفتها ،

دخل ووجدها بحالٍ لم يكن يتصوره !!

كان جسدها يتلاشى تدريجياً ! وهي تصرخ خائفة

- كلا ! كلا ! ليس الآن !! أريد ان ارى ابنتي لآخر مرة !! أجلبوا آيـآمي لي !!!!

اتسعت عينا ريو وهو يصرخ منفعلاً

- ما الأمر مارينا ؟ ما الذي يحدث ؟!

قبل أن تجيب كان ساتان قد دخل للغرفة فوجدها بتلك الحالة ، إلا أن ملامح الجمود لم تتغير وهو يراها تموت كما ماتت آيـآمي ..

تعجب من نفسه ، لما لم يعد يهتم بها ؟! اجل هي قد ماتت في نظره ! وليس لها وجود حتى في ذكرياته ! ،

- تقنية الإيدو تينسي ، لا أعلم ولكن علاج آراشي لم يفلح !

غطت غرّة ساتان عينيه ، ابتسم بشيطانية هستيرية و اجابها بنبرة اخافتها و ريو مجتمعين

- هذا لأن الإيدو تينسي قد تم حلّها من قبل روحك ! أي إنكِ قتلتي نفسكِ دون أن تعلمي !

نظرا إليه بصدمة وإذا به يدنو منها وتظهر عيناه الحمراواتان البراقتان ، ازدردت ريقها وهي تسمعه يقول بنبرة مخيفة ، حملت كل معآني الخوف والرعب والرغبة في القتل فيها

- من الجميل حدوث هذا الآن ، لن تكون آيـآمي وحيدة ! ستنضمين إليها عما قريب !

ابتسامته كانت غاية في الجمال والعذوبة ، إلا أن المعنى الذي اختفى خلفها كان اشدّ رعباً من الجحيم نفسها !

تقدم ريو منه صارخاً

- ما الذي تقوله آلون ؟! هذه مارينا كما تعلم ؟!

حدج ساتان ريو بنظرةٍ حادة اخرسته تماماً ، ثم اعقب بجبروته وعظمته

- اسمي هو ساتان ! آلون ليس إسمي ولن يكون !

خرج من الغرفة ، وقبيلما يخرج شاهد مارينا تبكي بحرقةٍ وهي تتلاشى ، حتى اختفت في رمادٍ اسود ، وابتسم هو ابتسامة شيطانية جانبية وخرج !







استندت على الجدار ، تبكي وكأنما الحياة تستنزف منها ، ضمت نفسها في ركن الجدار البارد و المظلم ،

كانت ترتجف من الخوف لما فعلته ، هي لم ترد لآيـآمي أن تموت ! هي قد احبتها اكثر من اي شيءٍ آخر !

آيـآكا التي كانت تبكي من الأزل قد وضعت في سجن في دهاليز القصر ، ختم ساتان قوتها وقرر أن لا يقلتها ! ،

رددت مخنوقة نادمة

- آيـآمي ! أنا آسفة !!

تمسك هو بالقضبان متألماً لحالِ والدته ، كان يريد البكاء ، اعاده والده دون جسده المادي والفضل يعود للسيف المتصل بجسده ! ،

ولكنه محطم ! خذل آيـآمي ! خذل والده ! كازو ! والدته ! وحتى نفسه !

- امي أنا آسف !! كله خطأي منذ البداية !!

قالها يطأطأ رأسه باكياً ، تقدمت آيـآكا منه واخرجت يدها من بين القضبان باكية تبتسم محاولة التخفيف عنه

- باندورا .. صغيري ! ، لم يكن هذا خطأك .. أنا .. أنا من دمر كل شيء !!

ازدادت حرقة بكائهما في تلك اللحظات بالذات ، ولم يكن هناكَ شيءٌ ليغير هذا الحال الذي وضعا فيه !






مختبئين بين الأشجار ، يرمقان المقبرة ذات القبر الوحيد بصمت ، حالما ادركا الأمان التفت احدهما و ردد بحذر لرفيقه

- أمدوسياس ، حان الوقت !

اجابه رفيقه ببرود

- اجل أعلمُ ذلك !

هزا رأسيهما ونزلا من على الشجرة شاهقة الإرتفاع ، وقفا أمام القبرِ تماماً ، مدا أيديهما في نفس اللحظة ،

مرددين كلماتٍ من لغة غريبة منقرضة ، وإذا بجسدها يظهر أمامها ميتاً ، شاحباً ، بارداً

امسكه المدعو آندراس بهدوء ، ريثما أمدوسياس فتح بوابة لعالم الشياطين ،

دخلا من البوابة وعبرا من نطاقٍ خفيّ لم يشعر بهما فيه إلا ساتان الذي صُدم بعض الشيء من تردد الطاقة ،

ابتسم بسخرية على نفسه واكمل ما كان يفعله .. كان يذبح ويسلخ اهل قرية نائية في عالم الشياطين .. بابتسامة هادئة !

إتجه الإثنان لكهفٍ قصيّ عن الحضارة والحياة ، لمكانٍ مقفّرٍ كئيب ،

توغلا في الكهفِ لمدة وهما يراقبان جدرانه الكرستالية ، حتى دخلا لحجرة فيه ، كانت كلها مغطاةُ بالثلوج ،

وفي الجدار المقابل لباب تلك الحجرة في الكهف ، كانت كريستالة ضخمة ذات لونٍ يشبه لون الثلج ، وفي وسطها سائل يشبه الزئبق في لزوجته يتمايل على شكلٍ دائري ،

نظر آندراس لأمدوسياس ، ابتسم بحماس وهو يقول

- اتعتقد بأن هذا سينجح ؟!

لم تتغير ملامح أمدوسياس وهو يجيب

- وهل تشك بقدرات آيـآمي – ساما ؟!

قهقه آندراس بشكلٍ مثير للغضب واجابه بعدها

- مستحيل أن افعل ذلك ، فالأميرة فائقة الجمال بين يدي قد تستيقظ من الموت إن ظنت بأني اشك بها !

شعر أمدوسياس بالإنزعاج ، انتشل جثة آيـآمي من بين يدي آندراس واتجه بها صوبَ الكريستالة الضخمة ،

جرح يده وطبعها على الكريستالة فلمعت بضوءٍ ابيض ، قام بإدخال جثة آيـآمي لداخلها ،

فتوسطت الجثة واقفة الكريستالة ، واذا بالسائل شبيه الزئبق يحيطها ويدخل لجسدها !

انحنى آمدوسياس إحتراماً وهو يردد

- كما أمرتي آيـآمي - ساما ، نحن قد خرقنا قواعد الحياة !

وحالما ردد أمدوسياس هذه الجملة ، حتى التفت آندراس و خرج ليتبعه أمدوسياس ، اغلقا مدخل الحجرة بصخرة ضخمة كما فعلا بمدخل الكهف ،

وضعها تقنية عليه كيّ لا يشعر احدٌ بوجود جسد آيـآمي داخله ، واختفيا بين ظلال الصخور المعتمة !









كان يبتسم براحة كبيرة ، وعيناه الحمراوتان البراقتان تلمعان ، القى الجثة المشوهة من يده ،

يده التي تلونت بالدم القرمزي ، كما تلون ناباه الساغبان لسفك الدماء ، تلطخت روحه بالدماء والسخيمة ، الجثث مترامية على امتداد القرية ،

بعضها مشوه ، والآخر مقطع ، واخرى تم سلخ الجلد من عليها كالحيوانات ،

النيران قد اندثرت ولم يبقى سوى الرماد الأسود و ركام بعض البيوت الصغيرة ،

نهرٌ من الدماء كان على الأرض و قدما ساتان تغرقان فيه ، ابتسم بهدوء حالما انهى قتلهم بوحشية ،

سار وهو يردد ببراءة لم يشهد لها العالمُ مثيلاً

- انهيتُ واحدة .. وبقي الآلاف !


تمت –

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes