WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثاني : ( قهقهة : الجحيم عادت للحياة ! )







شُرِعت على أوطانهم خيبة الضحايا ،

استكان الألمُ طريقاً .. يحتذي به الضائع عن الكنايا !

ولو عرفوا أن الضياع نعمةٌ لفرّوا .. صوب الضياع ولن يكون لهم .. ملاذا !

ولكن الصمّ من العميان لخرسانُ .. و الحديث معهم أشبه .. بالصراخ وسط الظلام !

ولو أختلج الطريق بهم بشوائبه لأشتبهوا .. أن الشمس ظلامُ !

فلا لوم لمجنونٍ إن اعتقد .. ان السائرين هناك لأمواتُ ..

فلا صحيةٌ منهم يخرجُ ولا علامة للحياة .. هو يجدُ !












إنطواءٌ ما يجدهُ هو في طريقه النائي صوب الكهف الغائر في المجهول ،

يعتقد بضرورة النجاة .. يفقه معناها ولكنها .. تلك الفتاة .. ! ، غيرت فكرته عن مسمى النجاة ،

إنزوى على نفسه حينما أُمر .. ولابد أن فعل المثل صاحبه الذي يركض بجانبه على طريقٍ مقفّر ..

لحين وصلا تخوم العاصمة [ راكوس ماريا ] ، ووجدا [ صحراء سالكيفا ] أمامها ،

على امتدادٍ ضخم .. يجعل الناظر يشّك أن العاصمة .. في بعدٍ آخر .. !

بنظرةِ جحودٍ هو رمق الآخر ، ازدرد اصهب الرأس لعابه .. توتر لثوانٍ بدت لساعات لا تعد ..

صخرةٌ ضخمة هما وضعاها عند المدخل .. الذي تمنيا .. ختمه للأبد ،

أزاحاها بسرعة فدلفا وفي أنفسهما .. شكُ الشياطين بالهلاك والرهبة ..

لم يعلما لما .. بدا الوضع لهما كالساعات .. وكأنما بقيا هنا يحاولان الوصول إليها لأيام .. !

قُطعت أنفاسهما ينظران لضوءِ الغرفة الأبيض المتوهج .. لطالما ارهبهما عمق عينيها ..

وهي الآن نائمة .. تبدو أكثر رهبة من العادة ! ،

قطرانُ الزئبق ذاك لا يزال يحيط جسدها مغرقاً إياه في الظلام .. تنهدا براحة والماسة لم تضطرب لوجودها ،

- أتمنى أن ننجح في تنفيذ أمنيه [ آيـآمي – ساما ] !

رددها آندراس يضع يديه خلف رأسه مناظراً الغرفة الثلجية بتوتر

والآخر بجانبهِ امتعض على الهدوء السخيم .. !

مطّ أمدوسياس شفاهه ، تقدم من الماسة و دقها بيديه لثوانٍ .. حينها كانت الطامة الكبرى !

تصّدعت .. !!

تراجع مرعوباً مكفهّر الوجه .. منكراً ،

في حين تقدم آندراس بعينين اسودتا من الخوف .. على إثر إحمرار الماسة النقية .. !

- اللعنة !! ستفشل الخطة هكذا [ أمدوسياس ] علينا فعل شيءٍ ما !!

صرخَ بها لاعناً نفسه على التقصير الحاصل منه ، في حين عضّ الآخر اظفره مفكراً ...

لمعت عيناه .. اشاح بناظريه لآندراس المنتظر إجابته وقال

- اتظّن بأن إخبارنا لـ [ ساتان – ساما ] سيحل المشكلة ؟!

إصفّر وجه آندراس ، سرت رجفةٌ في جسده للحظاتٍ يتخيل [ ساتان ] بنفسه أمامه ..

- هل فقدت عقلك ؟! لسنا في حالة تخولنا للذهابِ إليه !!

قطرةُ عرقٍ واحدة قد تسللت من بين شعيرات أمدوسياس مما زاد خوفَ رفيقه من الوضع .. !

عليهما التفكير بخطةٍ تنقذهما من الوضع المأساوي الذي وضعا فيه .. لكن الحالة أصعب من المتوقع ،

جسدُ آيـآمي الراقد في الماسة اضحت حمراء .. قدرٌ أسود هو ما ينتظر في غياهب عقولهما ..

هكذا .. سيضيعُ الوعد وتختفي السحب الداكنة التي أرادت هي أن ترسيها على روحها .. !

فكيف لهما أن يواجهاها بهذا الفشلِ الذريع ؟ و الدمار النفسي في طريقه لأحتلال مملكة عقولهما ؟

- أعلينا جلب [ آلبيرت – سان ؟ ] سينقذ الوضع لا محال !

- تباً لعقلك الخاوي ! أنسيتَ أن [ آلبيرت – سان ] في غيبوبة كنا احد اسبابها ؟!

لن يودي بهما النقاشُ إلا لغياهب التهلكة ، والنائم في سرائرٍ لا يستيقظ مالكها

يوشك أن يفّر بالخيلاء صوبهما .. ! ،

- حسناً .. ما الذي تقترحه ؟!

ظهر الإستسلام واضحاً في تلك النبرة المستفهمة التي لم ترق لأمدوسياس الرامق بحنق ،

في حين أجابه بعد دقيقتين من التفكير العميق بموجز الأحداث

- وعدناها بالهلاك .. وعدناها بالفراغِ والإنعدام ونكران الوجود .. علينا تحقيق العهد بأي طريقة !

عرف مقصده وزاد ذلك من الذل الذي يشعر به .. لن يقدرا على شيءٍ سوى الإنتظار ..

كما فعلا .. لمئة عام !
صليلُ الحديد وقضبان الغيبوبة الأزلية الراقدة في عقلٍ قد استوحش الوحوش رفقاء ،

في إنتظارِ حلٍ يوقظه من جحيم يشتعل في كل خلية فيه ، و حارسٌ .. يقفُ عاجزاً رغم رغبته في إنقاذه ،

تصدعاتٌ في الجدران ، صراخ .. وتنكيل جسدٍ بقدرةِ صاحبه .. الألم الذي شعر به ساسكي الجالس خارجاً ،

إنفرد بأفكاره .. ألمه ! ، اظهر الهدوء في حين الزوبعة المدمرة داخله تدور محاولة الفرار .. !

يريد البكاء .. النياح على فقدها .. ولكن إن فعل .. قد يفقد عقله كما الراقد داخل الحجرة المختومة ..

يعلمُ بأنها لن تعود ..أجل لن يعود الموتى ولو قدم بشر العالم اضحية للسماء .. ،

ارخى كافة عضلاته على الكرسي وقد بان الإرهاقُ مجدداً على جسدهِ المنهك طوال القرن المنصرم ..

- أليس هناكَ طريقة كيّ يتحرر الوحش من وحشيته ؟

حشرجة هي تلك الكلمات التي رددها محاولاً أن يخفف وطأة كينونة الوحش جوف الغرفة على نفسه ،

قهقه ساخراً مرتجياً العواء الشبحي مرة أخرى .. ذلك العواء الذي اخرجه ذئبها .. مرة كادت تقتله فيها .. !

جسدٌ ما إرتمى عليه مفاجئاً سكون نفسه المرتاعة بصمت ، بإتساعٍ لحدقتيه نظر إليها فابتسم بحنانٍ لها ..

- ماري ، ما العلة في تعلقك بي ؟!

الطفلة تبسّمت له بتوردِ وجنتين بيضاوتين وشعرها الزهري يتحركُ لرياحٍ تسللت من نافذة مجاورة ،

تعلقت برقبته .. طفلةٌ هي حتى لمقدار حياتها .. اجل لا تزالُ طفلةً ترجو الأمان ..

عانقها وكأنما إبنته بين يديه .. يستطيع شمّ ريحِ [ آيـآمي ] فيها .. وهذا ما يحبه فيها أكثر ! ،

جلست على قدميه تخرجُ دفترها من اللا مكان مقهقهة بشكلٍ أضحكَ ساسكي داخلياً عليها .. ،

وإذا بها خطت كلماتٍ أصابته في قلبه بسهمٍ قاتل .. عجز فيها عن الردِ عليها بشيء

- [ ساسكي ] هو بابا ، [ آيـآمي ] هي ماما و [ سي – شان ] هو جدي !

لم تعلم الفتاةُ الخرساء بأنها قد دمرت للتو ما تبقى من رغبة ساسكي بالإنتظار ..

ولكنه تمالك نفسه ، إحتدم في معركةٍ داخليه مستوطناً عقله مجدداً .. !

وبدون أن يعرف كان يعانقها بحرارةٍ غريبة ... الطفلةُ التي أشعرته بالعجزِ للحظات .. !

- أجل .. أنا هو والدك !

عناها من أعماقه .. ماري التي انقذتها آيـآمي منذ زمنٍ طويل .. يعتبرها إبنة .. لم ينجبها !!

- [ ماري ] .. هل لي بسؤال ؟!

جفلت [ ماري ] لعدة ثوانٍ قبل أن تبتسم تهز رأسها بالإيجاب وساسكي قد ابتسم بخمولٍ سائلاً

- [ ساتان – ساما ] يستطيع إعادة قدرتك على النطق ، إذاً .. لما لم يفعل ؟!

فغرت ماري فاهها بصدمةٍ من السؤال .. السؤال الذي تكرهه أكثر من أي شيء في حياتها ..

طأطأت رأسها ثم هزته بعنفٍ بنفيٍ واضح لتترجل من على قدميه وتركض مبتعدة .. عن كل شيء ،

ضاقت عيناه قليلاً فتنهد وعاد للإسترخاء مستمعاً .. لصرخات الجنون الشياطينة في الظلمة .. !






صروفُ الدهرِ لم تكن غريبة على حال المشقة في شباك العناكب التي نسجها بيديه ،

وهو يقفُ حاملاً رأس أحد ملوك الوحوش بيدٍ واحدة .. وعينين .. باهتتين .. !

هو كذلك لم يتوقع هذا التغير المفاجئ في شخصيته .. ولكن هذا التغير كان كفيلاً بإيقاف الزمنِ حوله ..

حتى نسيّ الجميع ضحكاته .. إبتسامته و طرق الربيع الخاصة بكيانه ،

ألقى الرأس على الأرض فهشمه بقدمه .. تناثرت عليه الدماء فلم يكترث في حين تقدمت هي منه ،

ألّم بها ما حدث من تغيير .. تدرك بأنها لن تسطيع فعل شيءٍ له إلا أن يريد ولكن إرادته مطفأة !

- [ دان ] ، لنعد للقصر في الوقتِ الحالي .. من أجل..

ببرود شديد حملق فيها بنظرةٍ اخرستها عن الكلام ، وفد من بين الجثث وسار بوجهٍ متصلب ..

وعوع الوحش داخله بشوشرة اذهلت كل من عرفه .. الطفرة التي اصابته واعادته لما كان عليه سابقاً ،

ربما هي فقط تدرك تغيره .. ولكنها لا تريد أن .. تتقبل هذا الأمر برمته !

لحقت به بخطواتٍ حذرة مخافة أن يقتلها كما قتل الكثيرين قبلها .. !






مطأطأة الرأس هي التي كانت تمسك بزمامِ الأمور مرة ، على توترِ أقدامها تتجهُ إليه بخوفٍ مما يخفيه ،

وقفت أمام بابه محملقة فيه .. بانت الجدية بحوافرها على قسماتها الهادئة بطرقةٍ واحدة نفذتها على الباب ..

لم تسمع رداً .. تخاذلت في أن تتخذ الخيار الأنسب فأنصتت لقلبها وفتحت الباب دالفة بلا إكتراثٍ له .. !

وجدته ينظر للمرآة .. هي لم تظهر اليوم له .. لم يرها ! لم تحاول قتله أو حتى التحدث إليه كالعادة ،

أصابه ذلك بالفزع .. الجنون والإضطراب .. فـ لأي سبب لن يرى إبنته اليوم ؟!

سمع وقع خطواتها خلفه ، احتّدت القسمات الجامدة والتفت إليها بجليدية مقلتيه ..

- [ آيـآكا ] لأي سبب في الحياة تأتين إلي ؟!

أظهرت ملامحاً خرقاء تبتسم له إبتسامة نوايا خبيثة ، رفع أحد حاجبيه وقد تقدمت منه مسرعة

أحتضنه بقوة .. والخبثُ يتاطير منها كأجنحة الوطاويط المرفرفة .. !

لم يصدر أي حركة .. لم يهتم لها وقد أدرك محاولتها البائسة في جعله يثورُ عليها ..

أبعدها بهدوء ثم حدثّها بنبرته الذي ترتجف الأجساد لسماعها

- [ آيـآكا ] لستُ في مزاجٍ لكِ الآن .. أتركيني وشأني !

إبتسامة خيبة كانت ما ظهر على ثغرها مباشرةً ، توقها لمشاهدة إبتسامة اخيها أكبرُ من أن يدحضه رفض ،

تنهدت بألمٍ يعتصرها وإذا به يتقدم .. واضعاً زهرة حمراء على شعرها كان قد جلبها من أصيصٍ في غرفته ..

ذُعرت لفعلته وتقهقرت للخلف تدرك جنوناُ في عقله .. إبتسم لها بشحوب وطردها خارج الغرفة .. !

في حينِ إستدار ليجد [ باندورا ] جالساً على فراشه يرمقه بنوعٍ من الغرابة ،

- ما الذي تفعله أنتَ الآخر ؟!

إبتسم [ باندورا ] .. إبتسامة قد اشاعت قدراً ضئيلاً من الراحة في خبايا جوف والده المثكل بالجراح ،

وقفَ وتقدم من والده يرجو تحريره من بعضِ سلاسل العذاب النفسي .. وقد لا ينجح في ذلك !

- دعني أرى تلك الإبتسامة مرة اخرى ، [ ساتان – ساما ] بنفسه إبتسم إبتسامة الزومبي !

سخريةٌ محضة كادت أن تجعل [ باندورا ] حبيس السيف لمئة الف سنة قادمة ،

إلا أن [ ساتان ] قد تجاهله تماماً وعاد يحملق في المرأة متناسياً .. وجود شخصٍ معه !

لم يفقد الأمل .. اكمل على نفس الوتيرة

- والدي .. أنتَ الآن زومبي ! هل تريد مني إرسال الجيش لأصطيادك ؟! دعني ارى العينين الميتتين !

لم يكن [ ساتان ] في مزاجٍ مناسب لترهات محاولات إرجاعه لصوابه .. فقد صوابه طواعية !

ولا يريد إسترجاعه مادام يمتلك اغبياء مثل [ باندورا ] يسكنون قصره !

تبدلت الملامح في ثانية خشيّ الماضون فيها الموت .. وإذا بـ [ باندورا ] يطلق هالة

مرعبة حمراء تجاه والده ،

لم يخطر في بال [ ساتان ] أن باندورا قد يظهر شخصيته الحقيقة في لحظاتٍ عابرة كهذه ..

في دنى منه الأخير حتى انقض بيديه على رقبة والده بعيون ميتة غاضبة .. ،

- تقتضي الحياة الفقد من بين الأحبة ما لا يمكن إسترجاعه .. فهل يمكنك أن تدعها تذهب ؟!

سؤال الفصل في توقيتٍ كان الزمن يرفض الإعتراف به ، والذهب الأسود المرافق لقلوبهم يذوب ..

قد لا يلقى إجابه من جسدٍ جافته المنية وتركته حبيس زنزانه الحياة ، والترفق فيه

لن يفيد والصدع في صدره احتله الضياع ،

أغمض عينيه [ ساتان ] و زفر يلكم باندورا على معدته حتى تراجع محرراً إياه .. !

فيض الذكريات في فيلمٍ عبر مخيلة [ ساتان ] قد اختلق إجابة اخرست [ باندورا ] الحليم

- لو افترضت الموت بشراً لوجدتُ أنه أعدل الأمور .. لكن في حياتي لهو ظلمٌ لأخذه أساس الروح !

رمى [ باندورا ] بنفسه على الأرض يبتسم ساخراً مهلهلاً على نفسه بنعيّ فقد الفلسفة بعد قرون من الصمت

وقد تركه [ ساتان ] طريح الأرض وخرج من الغرفة لاعناً إزعاج الأرواح الهامدة !




ضعضعة بغي إراقة الزمن على سطحٍ عازل قاتل .. تلك الإرادة الحديدية للزوال .. ،

أمامه الغرض المناسب للتغيير .. الغرضُ الذي لا يعلم ما هو أصلاً .. !

بدأ يرى الجنون عقلاً و العقل جنوناً والحياة مماتاً والممات حياة ..

تناقضُ نفسه على سطح سفينة تغرق كما تغرق الروح في بحر الذكريات في لحظةِ الأحتضار ..

لما هو يفكر في هذه الأمورِ أصلاً ؟ لأنه جالسٌ عند قبرها ؟! تباً للحظات الفلسفة التي لا يفهمها ،

ضحك [ آيريس ] يحكّ شعره بأنينٍ منطوٍ على زخات المطر الخفيفة .. !

و شاهد القبر الفضي يلمع بلجينه على جلنار زهورِ الرمان القريبة منه .. قبرها لم يزره منذ سنة كاملة !

احسّ بالذنب فهو لم يرد أن يخلف وعده لـ [ آيـآمي ] بهذه الطريقة !

- [ آيـآمي ] هل لي من طريقة تخصلني من أفكار شيطانية ؟!

الشاهد اللجينيّ لم يمتلك لساناً كي ينطق به ولا زخات المطر التي تهاولت بسرعة عليه ..

اشتّد المطر ولا يزال جالساً عند قبر [ آيـآمي ] يحدثها .. لعلها تستيقظ من الموت .. فتحيا أرواح الجميع !

- أتعلمين ؟ تغير الكثير بعد موتك .. لم اكن ادرك بأنكِ .. ستخلفين هذا الفراغ حتى في داخلي !

بدأ يرتجف من البرد والرياحُ الشتوية تعصف ملعنة قدوم الشتاء ! ، ذلك الشيخ مكتسي البياض ..

عديم الرحمة .. شديد الجمال .. متقلب الحالات !

- على أيه حال أيتها [ الأميرة ] تدركين بأنكِ لا تزالين مدينة ليّ بقبلة أخرى أليس كذلك ؟

برغبةٍ في البكاء رددها والدموع تغطي عينيه ومجفلهما حتى بكى بحرقة أليمة كسرته لشظايا يردد

- لذا .. افتحي عينيكِ وحسب .. واقضي .. دينك !

لا يعلم هل البرد ما يجعله يرتجف بهذه الطريقة ، ام رغبته لها بالحياة ؟!

عُزلت الأمطارُ عنه فرفع بصره ليجد مظله تحملها يد والده تغطيه ، وأبتسامة [ كونتلس ] الحزينة قد اربكته

- [ آيريس ] قلقتُ حينما لم اجدك بقرب قبر والدتك !

طأطأ رأسه مخفياً دموعه ليدرك الأب الواقف ذلك ، أتسعت إبتسامته يضعُ زهور السوسن على قبرها ،

ساعد أبنه بالوقوف ليغطيه بمعطفٍ كان قد جلبه معه من أجله ، امسك بالمظلة وغطى [ آيريس ]

فترك البرد ينهشُ عظامه بلا رحمة .. لم يكترث .. فقط أراد ان يقي أبنه غربة شتاءٍ وحيد !

- أبي .. هل تؤمن بخلود الروح ؟

فاجئه بسؤاله ليجعله يجفل لعدة مراتٍ قبل أن يجيب بهدوءه

- ربما الروح خالدة .. وربما فانية ، أنا اؤمن بكلا الحالتين !

إبتسامة شاحبة ملأت ثغر [ آيريس ] محدثاً بغصة

- [ آيـآمي ] كانت تؤمن بخلود الروح .. لا أعلم لما !

لمعة ريبٍ في مقلتيّ [ كونتلس ] النادرتين قد توهجت لذكرى قديمة .. إبتسم لأجلها مردفاً

- [ مارينا – ساما ] آمنت بذلك أيضاً ، أظن بأنها وراثة منها !

صُدم [ آيريس ] الذي لم يتوقع معرفة والده بـ [ مارينا ]

- تعرف [ مارينا - ساما ] ؟

التفت [ كونتلس ] بإبتسامته الهادئة وقال

- كيف لا وقد كنتُ مسؤولاً عن حمايتها اثناء حملها ؟!

امرٌ جديد .. لم يكن آيريس يعرفُ بشأنه .. عن والده !




الداهية قد جلبت دواهيّ المرّ من العلقم في خيبات التاريخ المتكرر ..

في قطرانِ السخم والخطيئة .. حيث أحبّ الشيطان ملاكاً .. ووطأت الدناءة .. أرض المعركة

في تيهٍ من الأمراض العضالية .. وفي هلاكِ نظرة لصدمةٍ كونية أزدانت الداهية بحليّ حصد الأرواح فرحة ،

فعّم الحبورُ الباطل أرجاء ساحة القتال .. و على منظر نهرِ الدماء أرتجفت جثة كانت لا تزال حية .. !

فمات الجسد .. وتخلدت الروح في الجحيم .. !

وبما إن الحياة كالنار على العلم فإن فتح العيون الناعسة الميتة .. امرٌ محتوم .. مقدر و مفعول !

زلزالٌ ضرب [ راكوس ماريا ] العاصمة المستبدة بأمنها ..

الأرواحُ الساكنة في دهاليز قصرٍ ميت خرجت .. برفقة [ ساتان ] الواقف رامقاً السماء بصدمةٍ وإستغراب !

فإذا بغيومِ السماء كالنيران في تراقصها وحمرتها .. و السماء نفسها بلونِ الدماء تشبعت ..

إنشطرت السماءُ لنصفين متداخلين وكأنما سيفٌ هو ما قسمها .. !

إستطاع [ ساتان ] رؤية أرواحٍ تتدلى من الغيومِ النارية .. تصرخ متألمة متعذبة ..

تحترق وأصوات أجسادها المحترقة قد امتزجت مع صرخاتهم المرعبة الصامة للآذان ..

صخرةٌ قد فقد الكل قدرتهم على وصفِ ضخامتها تنزل من السماءِ ببطء .. تتشقق بحممها النارية !

ترمي بحجارتها على الأرضِ فتدمرها بقوةٍ خيالية .. وكأنما .. نهاية العالم على الأبواب !

الكهفٌ كان مرتعداً .. والماسة داخله تهتز بعنفٍ تتحطم ..

آندراس يصرخ على أمدوسياس المحاول لإيقافِ الماسة .. ولكن .. صمتٌ فقط ..

صمت .. لحظة من الهدوء الغير متوقع .. لحظة من إندثار الرؤية و الفهم .. وهمسٌ شبحي .. بالصحوة !

جسدٌ اخترق جدران الكهف طائراً في الجو بسرعة لم يستوعبها عقل ..

يحيط بالجسد طاقةٌ تطايرت يمنة ويسرة .. تتقلب ذات الشمال وذات الجنوب ..

فتدمر ما تلمسه من .. موجودات !

إبتسامة شيطانية هستيرية على ثغرِ الجسد الطائر ، في حينِ توقف وحرك يده بقوةٍ .. نسفت المنطقة بأكملها !

بنفسِ السرعة اتجه صوب الأرضِ فلكمها .. فتحطمت وتشققت لتخرج النيران من أسفلها ..

عاد للطفو مجدداً .. لتنزل حجارة نارية دمرت .. ربع [ راكوس ماريا ] !

تحركت اليدان لتصفقا .. وإذا بموجةٍ هائلة من المياه تضرب .. وتنسف مفجرة المكان .. ،

حركة اصبعين أجبرت ألف جسدٍ من الشياطين على الطفو في الهواء .. فأنفجرت أجسادهم ..

تناثرت اشلائهم .. و هطلت أمطارُ الدماء .. على الجميع ..

العينان الحمراوتان .. الشعرُ الأسود .. والملامح التي اجبرت الجميع على الإستسلام ..

حينما حطّ الجسدُ على الأرض بهدوء .. بنفسِ الإبتسامة الجنونية الشيطانية .. واقفاً ..

أمام [ ساتان ] الذي شلّ جسده .. توقف قلبه عن النبض .. وترنح في وقفته بضيقٍ في التنفس !

كيف يصفُ هذا الشعور .. شعور أن تتحقق امنيته .. شعور أن يعود الميت للحياة ..

ارتفعت حرارةُ جسده .. يلهثُ بشدة ..تعرق و دقات قلبه تتسارع ..

صداعٌ رهيب سكن رأسه .. وخمول قد استولى على جسده .. يشعرُ بالحر .. والبرد في آن !

لم يعد العالم يسع المشاعر المتدفقة .. تلك المشاعر الشجية ..

لما طعمٌ مرٌ ظهر على لسانه .. شفتاه تتراقصان ومن حوله أبنائه غير مصدقين !

جميع الأبصار .. صوب [ آيـآمي ] المبتسمة بخبث .. الواقفة برغبة في قتلهم اجمعين !

ترنحت كالمجانين تدندن بأغنية ما لتصدر قهقهاتٍ هستيرية على اثرها ،

تحكّ يدها بجنون حتى ادمت من الجراح التي سببتها لنفسها ، مقلتان متسعتان حمراوتان ..

شعر كالفحم .. عكس ما كانت عليه من قبل ..

- ما الأمر يا والدي ؟ تبدو وكأنك رأيتَ شبحاً !

هو بالفعل يرى شبحاً هنا .. شبحٌ مجنون بقتله لا محال !! كما كان يرى في خيالاته ..

- مئتا الف سنة .. في زنازين الجحيم .. مئتا الف روح .. ماتوا من اجل صندوق !

تغني غير مكترثة بالكارثة التي سببتها .. أو بالدمار الذي صنعته يداها ..

والكل قد .. خُرست السنتهم من الفجيعة !

من ناحية اخرى .. في جوفِ البرج المعزول في ضواحي القصر .. حيث يقبعُ جسد [ آلبيرت ] النائم !

صدرت حركة من انامله !! واهتزت حواجبه بشكلٍ غريب .. ! رعشاتٌ اصابت جسده .. بألمٍ لا يحتمل !

شعرت [ آيـآمي ] بما لم يرقها .. اختفت إبتسامتها و عبست بشكلٍ مرعب أفزع اخوتها .. ،

أُحيط جسدها بهالةٍ سوداء وظهرت النيرانُ الزرقاء تأكل ما في الأنحاء ..

عاودت الإبتسام بجنون فهرعت مهاجمة [ ساتان ] تصرخ بهستيرية

- لتذق العذاب !

يدٌ أخرى صدت هجومها على والدها بملامح غاضبةٍ مصدومة و مقهورة .. !

لكمة قوية حصلت عليها فاندفعت للخلف حتى توقفت تنظر بصدمة للواقف بخصلاتِ الثلج أمامها ..

عيون البنفسج تلك .. لن تستطيع نسيانها ما دامت حية !

قهقهت .. قهقهت بشكلٍ لم يتوقعه احد بضحكات تمسك شعرها معها وترجعه للخلف ..

وقد عاد اللون الذهبي له و عيونها الماسية .. طبيعية مجدداُ !

- [ آلبيرت ] .. [ آلبيرت ] .. عزيزي .. عودة حميدة .. سعيدة لأستيقاظك يا حبيبي !

بالكاد استطاع الإستمرار واقفاً بعد صده لضربتها القوية ، لهث مغمضاً احد عينيه فأجاب

- [ آيـآمي ] ما الذي تفعلينه بحق الجحيم ؟! لما تهاجمين [ ساتان – ساما ] ؟

عكس المتوقع .. نبرته كانت هادئة بشكلٍ أزعج الأبناء الستة .. !

لم تجبه بل تقدمت منه وأحاطت وجهه بيديها وهي تقربه منها تعقب

- [ آلبيرت ] عزيزي .. أنتَ تعلم بأن لك خيارين الآن ..

صمتت للحظة لتكمل بعدها

- أما أن تصبح حليفي .. أو تكن عدوي .. وفي الحالتين .. أنت ليّ وحدي !

كشّر بوجهه أمامها فعرفت النتيجة ، تنهدت بأسى وابتعدت تدندن بنفسِ الأغنية ،

التفتت إليه بنصف جسدها واستطردت

- إذاً .. اخترت أن تكون عدوي ؟!

لا يعلم لما إرتجف في تلك اللحظة بالذات .. اتسعت حدقتا عينيه برعب !

ضم نفسه وجثى على ركبتيه وقد تجمعت الدموع في عينيه من الحزن الذي شعر به فجأة ..

إعتصار تلك المشاعر التي تدفقت لم يكن أمراً سهلاً .. خاصة وأنه .. لا يريد عدائها !

- كلا .. [ آيـآمي ] أنا .. لا أريد .. خيانتك !!

إبتسمت بهدوء .. نظرت لساسكي .. واختفت في لمحِ البصر .. !



الشخصيات الجديدة "$




خيوطٌ ذهبية نسجت مع البحر في عينين صافيتين ،
مختلفة هي منذ البداية بمعرفة الحبس والوحدة والفراق ..
تاقت فلم تستطع أن تحصل .. حاولت .. فمات أحبهم لقلبها !
صديقة الزنازن والظلام .. تفقه شعور النبذ والهوان !






عقيقٌ داكن في أعلاه فاتح اسفل الناظرين مع حريرٍ طبقيّ من الزهور الزهرية،
طفلة الأبدية .. حُكم على فصيلتها من الشياطين بطفولة لاتنتهي ..
عبورها كعبق الورد في مجلس جوريّ و ضحكتها تنسي الهمّ وإن كان أمامك ..
خرساء .. قُطع لسانها .. ولم ترد إعادته !




أرادت أن تغدو كأمها .. فلم يحصل !
شيطانة نبيلة بشعرِ العنب الأحمر وعينان حادتان رقيقتان في كثيرٍ من الأوقات ،
خطيبة دانتاليون ، قوية المشاعر .. مريضة بالقلب !
ماضٍ مأساوي .. جريحة الفؤاد و تنوي على شفاه الفتيات الجميلات !



خيوطٌ ذهبية ورثها مع سماوية عينيه بقوةٍ جبارة كانت .. مفاتح موته ،
اراد شيئاً .. وصل إليه بألتواء ففتك بنفسه !
ندم وحُبست روحه في سيف مملوء بالحقد حتى زالت مشاعره ..
عاد لكونه نفسه .. فوجد أنه فقد من شاطرته الشعور .. ،
مكروب ونبع حنانٍ ودفئ لمن أراد الأمان !




وإن اختار الشتاء سيداً فسيكون للذي بعينيّ البنفسج ناظر ..
غموض .. إلتواء وخياراتٌ صعبة ، باسم .. لكن ما في جوفه معتم ..
متفّرد .. مميز ولا احد من الأحياء يعرف صندوق أسراره ،
اتخذ الظلال ملاذاً للأسئلة ونوى تفكيك اقفال الحياة ! 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes