WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الأول : ( هلاكُ نظرةٍ لصدمة ! )






تعلقتُ بكَ هلاكاً يرتوي جنون هذيانه من هذا الصقيعِ الأحمر ..
أوتحسبُ العيشَ هنا سهلاً ؟ إنك تتوهم ..
لأدحضنّ الحياة من الوريد .. وأعيدنّ الموت لحيثُ السبيل !
و ستعلم أن الطسم سلوى للميتين وأنينُ إشتياقٍ لمغتّربٍ أسير .. !



أحنيني يرتوي من وجودك ؟ أم وجودي يرتوي من حنينك ؟!
قلبكِ هو خرافة إن أهلكتها ، توالى عليّ النعيّ بفقدِ الحبيب ..
أترين للوجود من نفسي ؟ صراخاً يوشكّ أن يفّر عواءً من صدري !
و من كان له بالإحتمالِ ضغينة ، حقداً ولو رأيتكِ على شاهدِ قبري ..
التناقضُ فيّ فحوى رسالةٍ ما قرأها المجهول وما عرفها الزمنُ
اريدكِ لنفسِ حياةُ ابتغيها ، اصلها بقطرانِ الموت و سخمه ،
أترى لمسة من انملك ينقذني .. من غياهب ذكرى لم تزل للأبدِ .. !
احببتكِ ملاكاً فأنهيتكِ شيطاناً ، كنتُ في النعيم فأنهيتني للجحيم !
كم ترآني ادنو من روحك فرسخاً ، أم أميالاً تنسى بعدي و مقربي ؟
ولو حسبتيني بالحرية رغيباً لأقسمتُ بالذي هو امامي يندثر !
فلو كنتُ للعبودية مسخاً ، لرأيتُ الرقّ في سبيلك حراً !


أُستهلكت الروح في عيون الذين فقدوا الطريق ، وغدا المحجر فارغاً مفقوداً ،

و تعجب من رأى الحدث بزمهرير ، كان بدايةً لخرافة .. اسطورة .. باقية ! ،

تهادى لمسامع القصرِ الأصمِ بكاء الأرواح ، و فقد من سمع تلك الأغنية .. طريقه .. ! ،

في جوفهِ المعتمل بصمت وفزع ثمانية أرواح مقعدة .. اضناها الفراق والتفكك ..

انطفأت شموعُ حياتهم و رغمَ المحاولات المضنية كيّ يكلموا .. لم يقدروا على المضيّ ،

إتعكف في غرفتها لسنواتٍ طويلة ، يخرجُ بين الفينة والأخرى لأمرٍ وما ويختفي مجدداً ،

في ذلك الرمادِ الأسود .. في تلك الهاوية الحيّة ، في طسمِ الليل المفزع ..

فلو أرادَ لأختار النيطل كيّ يفني العالم و ليرسيّ مرساة الفناء في ازقةٍ موبوءة .. ! ،

ولكن الفناء كان ليكون له .. الراحة التي لا يصبو إليها .. ساتان .. ملك الشياطين ! ،

على طاولةٍ أخرى ارتكز بيدين تحتضنان كأسَ شرابٍ احمر مخملي .. نبيذٌ عتيق ،

أراد شربه لعله يقيه حرارة الذكريات و لوعة تجري في عروقه الحمراء ..

فاجئه بجانبه شقيقه الذي ظهر على حين غرة ، بنفس التعابير الخاوية من الحياة ،

حاول الإبتسام .. بصدقٍ هو حاول ! لكن الأمر كان أصعبَ من أن يفعله بهذه السهولة ! ،

ترددت من بين شفتيه عبارة مبتورة المعنى :

- ما الأخبار كاريو ؟ هل ترى للشفاء من مكان ؟

ضاقت عينا المعنيّ بلمعة لم يستطع تشيتوسي رؤيتها ، سرعان ما انكسرت إبتسامة على محياة ،

التفت له بتلك الإبتسامة الغريبة ، تاق الآخر للجواب وظهر ذلك جلياً على قسماته الهادئة ..

قهقه لثوانٍ بسخرية واضحة حتى تناول خصلاتِ شعره بيده والقاها للخلف بسرعة ناطقاً :

- اوتعلم تشي ؟ كلنا تغيرنا .. !

عرف أن لا فائدة من نقاشٍ عقلاني ، سرق الكأس من بين يديّ أخيه وتناوله كله محفزاً إياه على الكلام ،

اكمل كاريو بنفس الجنون الهادئ :

- كازو .. هه انتَ أدرى بحاله ! ، دان لم يبتسم .. حتى كريس فقدت الأمل فيه !

جيرا .. تخلى عن كتبه ! اصبح قائداً للجيش !! آراشي لم يعد يضحك بغباء ، اصبحَ جاداً ! ،

انا .. اصبحتُ ثرثاراً مجنوناً ، أنتَ اصبحتَ تجوب الطرقات بدون عمل ! ، هيرو .. اصبح بيدقاً لوالدي !

والدي نفسه .. ندُر أن يقول جملة كاملة ، ندُر أن نراه وندُر أن نشعر أنه حيّ .. مئة سنة تشي ! مئة سنة !

زفيرٌ حاد كان كل ما ازعج كلام كاريو البطيء المجنون وإبتسامة غادرة من اخيه قد اوقفته عن الحديث ،

استند تشيتوسي على يده مجيباً على الآخر بإمتعاضٍ خفي :

- و هل لا يزالُ يحرسه الآن ، ذلك الفتى ؟

لعبَ كاريو بالكأس الزجاجي المحتوي الثلج بيديه لوهلة وإذا به يضغطه بيديه حتى تحطم ،

جُرحت يداه ولعق الدماء بشهوةٍ أثارتْ حفيظة تشيتوسي الذي تم تجاهل سؤالهِ تماماً ،

- اجل .. كالعادة !

اجابة شيطانية ، عكست لمعة شرارية حمراء في عينيّ كاريو الباهتة ، تنهدَ تشيتوسي ،

وقفَ وسار خارجاً من الملهى الصغير في نهايات القصر دون أن يحاول رؤية والده !










شبكَ أصابعهُ مرهقاً ، اشتدت أعصابه ضغطاً على ملامحه المتوترة القلقة ،

وإذا بالإهتزازاتِ من الغرفة التي تقع خلفه لا تنتهي .. تواكب العواء التنينيّ بجموح القتلة ،

وقفَ واعاد النظرَ للبابِ الحديدي المكبل بالسلاسل السوداء السحرية ، صكّ اسنانه حاقداً ،

وإذا بقبضته تضرب الباب الحديدي فاهتزّ ! تبعته صرخةً زئيرية من حسرةٍ داخلية :

- فالتهدأ عليكَ اللعنة !!

أشاحَ الشتوي بعيونه السوداء جسده عن الباب حينما هدأ الجو و سكن الوحش ساكنُ الغرفة ،

عاود الجلوس على كرسيه المجاور للباب وارخى جسده بصمتٍ كالأشباح ،

قاطع صمته .. وقوفُ شخصٍ أمامه انعكس ظله على ملامحه المرهقة ،

فتح عينيه بتثاقلٍ وإذا بحدقتيه تتسعان ، وقف وانحى بسرعةٍ مرداداً :

- من النادر رؤيتك هنا ، ساتان – ساما !

خاوية عيونه ، لا ملامح .. لا مشاعر إنسانية .. او حتى شيطانية ! ،

بشرته شاحبة و الغضب .. كان قسماته الوحيدة على مرّ مئة عام .. !

رفع حاجبه قليلاً يخاطب ساسكي المنحي بإحترامٍ معهود :

- ساسكي ، أترى حياتك هذه كما تريد ؟

سأله بطيشٍ مكبوتٍ في روحٍ إنتحارية ، لم يحرك الآخر ساكناً في حين اغمض ساتان عينيه ،

- وهل تريد منيّ إجابةً وأنا لم انل المراد للآن ؟!

إجابة غامضة كما السؤال جعلت شبح إبتسامة صفراء يعلو ثغر ساتان ،

دنى من ساسكي و امسك بذقنه ليعقبَ ببرود

- ستنال مرادك يوماً .. ولو كان بعد قرون !

هز ساسكي رأسه ، أبتعد ساتان و اختطف نظرة للباب الموصد ، شدّ عل قبضته بأحيحٍ داخلي ،

فهم المقصود ذلك الشتوي ، مطّ شفتيه مجيباً على أفكارٍ خفية راودت رأس ساتان :

- لم يتغير الحال منذ خمسين عاماً ، لم يستفق من الغفلة بعد !

- ولن يفعل قريباً ..

اجابه بسرعةٍ أفزعت كياناً كان مضطرباً من أساسه ، حملق ساسكي في عينيّ ساتان الخافتتين ،

ازدرد ريقه و قد لمح نظرة القتل في ظلام تلك الروح المنخمدة النيران ! ،

زفر ساتان فانتفض ساسكي يرهف السمع لنبضِ القلب الخافت في الجسد المثقل امامه ،

قد أثكّل ساتان بفقدِ آيـآمي ، كما ثُكِل الكثيرون غيره .. منهم .. من كان حبيس الغفلة وزئيرها ،

إستدار واختفى كالطيف .. ساتان الهادئ بصمتٍ يجعل المرائي له يظنّه لوحةُ .. او جثة حية تسير .. !





أستهب عطاء السحاب الغمام في ليلة إكتمال البدر و ريّم بالسحاب على طِوالِ ساعات ،

الجثث المعلقة على الجدران لم تكن تلهو كالعادة ، ولم يسمع صوت قهقهته الساخرة منذ قرن ،

حيثُ يجلس هو بعينين لا ملامح فيها كوالده ، يرتدي نظارته الطبية و يقرؤ أوراق النتائج بين يديه ،

سمع أنيناً قادماً من جسدٍ مفتوحٍ لا يزال حياً ، تنهد بإستسلام ووقف حاملاً إبرة لحيث الجسد ،

حقنه بالسائل في تلك الحقنة ، وأبتعد بعدها .. استكان الجسد ونعم بموتٍ هادئ .. !

لم يكن هذا من طبعه .. ولا الهدوء في العمل كذلك ! ،

ولكنه لم يجد المتعة منذ أن عرف أن خسران الأحبة ... مؤلم .. !

خرج من مختبره بخطواتٍ وئيدة لحين حطّت أقدامه المستشفى الخارجي في القصر ،

حيث أراد بنائه .. كي يعالج وينقذ بقدرِ الإمكان ،

دلف إليه بابتسامة هادئة تريح الأنفس المضناة من المرض وتعيد بعض السعادة لفاقديها ،

كانت وجهته اليوم لشيطانة صغيرة .. ليلى هو أسمها حيث وقف عند فراشها ورمقها للحظات ،

لون شعرها الكحليّ و نحول جسدها ، الإبر التي ملأت آثارها جسدها والمغذي المتصل بجسدها ،

- لو جلبوكِ أليّ أسرع من هذا .. لما عانيتِ كل هذا !

لوعةٌ هي كلماته التي تغصُ روحه بها دون أن يدركَ أحدٌ شيئاً ،

امسك بيد الصغيرة وحقنها بمحلولٍ أخضر ، تركها ترتاحُ بعدها و زار كل المرضى الموجودين ،

و صوتُ المرضِ ونحيبه قد امتزج مع صوتِ المطر المتلاطم على زجاج النوافذ .. !




سار بخطواته السريعة في رده القصر التي باتت خاوية من كل حياة ..

وحينما أراد المرور بسرعة أكبر استوقهُ صوتٌ هادئ مكتئب بهمومٍ لا تنحصر في كينونته وحدها

- تبدو مضطرباً ساسكي ، تعال واجلس معي قليلاً !

لم يكن غريباً على هيرو أن يدعوه للجلوس والتحدث ، استحب الأمر .. هز رأسه و جلس بجانبه ،

ناوله زجاجة الشراب فاستقى ساسكي منها حتى روى ظمأه .. وتوتره .. !

ابتسم هيرو بهدوء ناطقاً

- لا تزال الحارس رغم أن الكرة لم تصل إليك لتمسكها !

إغمض عينيه بشبحِ إبتسامة حينما أعاد زجاجة الشراب لهيرو ، اجابه بسخرية باردة

- حارس ؟ لستُ بهذه التفاهة هيرو ، أنا .. قائد الهجوم !

قهقه هيرو بهدوء ، عاود الشرب حتى أدرك ساسكي مقدار السُكِر الذي وقع فيه ،

حكّ رأسه ببرود و ملل فوقف تاركاً هيرو مع تخيلاته التي ... لم تنبأ بالكثير من الخير !

خرج باحثاً عنه ، هو يعلمُ بأنه في ذلك البرج .. أجل لا مكان آخر سيكون فيه إن لم يأتي إليه ..

ازمع ناحية البرج الوحيد على أطلالِ الظلام خلف القصر المهيب ، حيثُ يقبع آلبيرت في سباتٍ عميق ،

دخل للبرجِ بهدوءٍ ليراه جالساً مضمد الجسد على الأرض مقابلاً للوعاء الضخم الذي يحتوي جسده .. !

تنهد براحة وإذا بالجالس يتحدث

- ساسكي ! لم اتوقع قدومك !

صوته الذي حمل الكثير من معاني الحزن .. والوحدة لم يكن غريباً عليه ، ابتسم بهدوء ..

جلس بجانبه على الأرض يربت على كتفِ آيريس الهادئ بلا حراك ،

- لا تزال تأتي لهذا المكان آيريس ، كما هو متوقع !

اغمض آيريس عينيه ، اجاب بسرعة

- اجل فهذا المكان الوحيد الذي يريحني من شبهاتِ الوساوس القاتلة !

أشخص ساسكي عينيه على آلبيرت النائم في الوعاء الضخم لفترة حتى تحدث بما تخلخل في عقله

- غريبة هي الثقة التي تمتلكها أنتَ و كازو لهذا الشخص !

إبتسم آيريس بسعادة لأول مرة منذ عقود ، حينما توردت وجنتاه يجيب بحماسة

- اتعلم ساسكي ؟ ، لطالما كان آلبيرت مذهلاً في كثيرٍ من الأمور ! كان ينقذنا على الدوام !

بكوعِ يده استند ساسكي على فخذه بعدما ارخى رأسه على يده مجيباً

- اووه يبدو شخصاً مثيراً للإهتمام حقاً ، من أي عائلة هو ؟

اختفت ملامح آيريس الذي اجاب بغصة

- لا نعلم .. اسمه آلبيرت فالنتينو ولكن .. لا وجود لعائلةٍ كهذه في عالم الشياطين !

ضاقت عينا ساسكي ، أعاد التحديق بآلبيرت النائم و اكمل حديثه مع آيريس لوقتٍ طويل !





العويل الذي افلت صراخ أرواح الموتى عبر اوردته ، يراهُ في منامه ويقظته ..

ذلك الطيف .. طيفها الذي عذبه على مرّ قرنٍ كامل ، يرى دمائها تلطخ يداه على الدوام ،

يسمع صدى ضحكاتها في القصر .. ويشعر حتى بها .. تنظر إليه بعيونٍ تبغي قتله !

بعثر شعر رأسه بجنون أمام المرآة المحطمة ، وطأ على الزجاج بقدميه فجرحتا .. !

دلّك رقبته بعنفٍ وهو يرى إنعكاس شبحها يقفُ خلفه عبر المرآة ، تنظر إليه بعيون الجّلنار الحمراء ..

تبتسم بشيطانية أرعبته بنفسه .. ساتان !! بيدها سيف باندورا .. تبغي قتله !!

أنتفضت كل أوصاله حينما رأى دموع الدماء تنهمر من عينها اليمنى ..

و حيث يقبع قلبها .. في جذعها الأيسر .. تتدفق الدماء خارجاً !

في غرفتها المتفحمة هو .. ، حيث الركام والرماد و رائحة الجثث المحترقة وحسب .. !

صرخّ بغضبٍ وألم ولكم المرآة لتتحطم .. هو قد جنّ ! هو يعلمُ هذا ولكن لا يريد الإقرار !

استند على الجدار يضغط بيده على الأخرى التي ترتجف بهستيرية بحته ..

فُتح الباب ولم يكن قد شعر بذلك ، وإذا بالأنيق يدلف ويقفُ أمامه مناظراً

عينيه المختفين خلف خصلات شعره،

- ريو ..

بألمٍ ردد أسم التنين المتجسد بهيئة البشرِ أمامه ، لم يكن من الآخر إلا أن يجيب

- ساتان .. كفّ عن تعذيب نفسك !

قالها على املِ الشفاء والتحرر من الماضي ، وإذا بعين ساتان الحمراء البراقة تلمع صوبه ،

امسك بكتفيّ ريو وهزه بجنونٍ يصرخُ بزوبعة رعبٍ أرساها في اساسات القصر

- أنا اراها ريو .. هي تريد قتلي .. اريدها ان تقتلني .. اريد الذهاب إليها .. لصغيرتي !

تألم ريو من حال صديقه المتدهورة ، ما كان منه إلا أن يعانقه بقوة ،

لم يهدأ ساتان بل زاده ذلك غضباً ، إلا أنه تذكر جملة قالتها فجأة .. لم يعلم لما تذكر .. ولكنه فعل !

- والدي .. الهستيرية من الجنون تنشأ من رغبة روحك بالإنضمام لمن هم في الهاوية !

ترددت تلك الجملة في اذنيه .. ليس يريد الإنضمام لمن هم في الهاوية .. !

هو يريد الإنضمام إليها هي .. لحيثُ تقبع هي بألمٍ لا يحتمل !









في تخوم العاصمة راكوس ماريا ، أطلالٌ قلعة سوداء .. !

تلك القلعة التي تجوبُ الأشباح ردهها في الليالي العاصفة ، تصفعُ الرياحٌ بنوافذها على الجدران ،

صرخاتٌ مدوية تنبعثُ منها ، رائحة الموت تجوب حولها ..

يغطيها ضبابٌ كثيفُ أحمر ، وحولها غابة كاملة من الأشجار التي نمت من الدماء الخصبة على التربة !

أسفلها دهاليزٌ صنعت للتعذيب ، سفك الدماء و التنكيل بالأرواح .. !

لا شمس تشرق فوقها .. لا طير غير الغربان يصدر سيمفونية مرعبة فيها ..

مقبرة هي حديقتها حيث شواهد القبور مشوهة الأسماء تلمع بفضية القمر نفسه ،

باردة أركانها ، هامدة الحياة فيها .. جحيم هي اروقتها وغرفها .. !

الريشُ الأسود يسقطٌ عليها من الغربان السوداء .. حمراء العيون ..

في جوف تلك القلعة المشؤومة جلس أثنان يشربان أقداح الدماء التي تسبحُ فيها مكعبات الثلج ،

أرتويا منها بشهية مفتوحة حتى بانت أنيابهما الساغبة للدماء .. !

- آندراس ، لا تكن جشعاً في الشرب !

قالها أمدوسياس الهادئ الرزين للآخر المتسرع المتحمس على الدوام ،

بعدما انتهى المنعي من الشرب وضع القدح على الطاولة وأصدر صوت اللهفة والإستمتاع ،

- لا عليكَ أمدوسياس ، عليّ بتوفير الطاقة من أجلِ المقالبِ القادمة !

زئر أمدوسياس بحنق يرمي سهماُ مسموماً أصاب رئة آندراس الذي صرخ بفجيعة ،

ألقى بنفسه عن الكرسي وتدحرج حتى إرتطم بالجدار ، وقف أمام المرآة ..

طبع اصابعه بالدماء عليها وارسم خطين من الدماء على فمه وذقنه وردد للإنعكاسه قائلاً

- حاولتُ أن احميكَ يا معشوقي الأبدي .. ولكن العدو كان اقسى من أن يكسر بحجرٍ مثلي !

أرغم جسده على التهاوي في الهواء حتى ارتطم بقوة على الأرض ..

مد يده ناحية امدوسياس .. وهو يحتضر تمثيلياً مردداً

- أمدوسياس .. انت قد كنت .. صـديقـ ..

بتر جملته متظاهراً بالموت ، اكمل أمدوسياس الشرب غير آبه بتمثيل صديقه الأحمق ،

تذكر أمراً فوقف مسرعاً ووطأ على بطن آندراس قاصداً ، سعل الأخير بقوة متألماً وارتعش جسده ،

بدأ يبكي بحرقة يصرخ بغباء

- لما عليكَ إفساد تمثيلي المتقن أيها الأحمق ؟! أتركني مع نفسي !!

لا يزال يرمقه ببرود ، تجاهل ما تفوه به وتحدث بما تذكره بسرعة

- علينا ان نطمئن على آيـآمي – ساما ! لستُ أشعر بشيءٍ جيد بشأنها !

تحولت ملامحُ الآخر للجدية ، وقفَ يضع يديه في جيوبه قلقاً من الحال التي همّ فيها ،

- أنتَ محق ، لا شيء يبشر بالخير !

لمعت عينا أمدوسياس بقلقٍ وخوفٍ نقي فهمس يرجو الصلاح من الأمور

- أرجو .. أن لا يكون ما نخشاه .. ارجو ذلك !

خرجا بسرعة من القلعة المهجورة صوب الكهف .. وكلهما آمال .. على تنفيذ العهد !

هناك تعليق واحد:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    وش أقول عاد إرليتو ساما ؟ فصل روووعة ماشاء الله
    كلي ندم لأني ما قرأت الرواية هذي من قبل , مدري
    كذا كككنت غبية مررره ,الحمد لله وعيت وقرأت روايت أخيراً
    إن شاء الله أختمها أحس باللجمال بين سطورك الرهيبة
    اليأسس والكئابه الدماء والحزن تعبر عن أبطالك
    جميلون هم إلى مالا نهاية بإستثناء ساسكي المالا نهاية ملا تليق به
    هو حتى ما بعد المالا نهاية بقرونٍ ععععدة
    فصل جميل كلي حماس لمعرفة ما هي وصية إيامي لمصاصي الدماء
    الإثنان هما : أمدوسياس وأنددراس هاله من الجمال حبيتهم بقققوة

    ردحذف

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes