WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الثاني : [ وأنهالَ الأمرُ عليّ عصيبا ! ]







ويحكَ يا قلبُ أإلى الموت تصبو سريعا ؟
هلّم معي هاويًا صوب النهايةِ ولا تلتمس تقريحا
سويةً إلى حيثُ أنا نسيرُ ليلًا طويلا
أعرف خطواتِك وصوت خفقانِ قلبكَ وأنتَ ذليلا
يا صانعًا إياي من الفخّارِ ألستُ حقًا بإنسانٍ حيّا ؟! 






[ 24 من مارس – 2014 ]


بعد شهر


على الرغمِ مما حدثَ معها ، هايسانث لا تزالُ على برودِها المعتادْ


مرّ شهرٌ على الطلقةِ التي حصلت عليها مُخترِقةً أسفل كتفها الأيمن قريبًا من الصدر


لحسنِ حظهَا لم يكن مكانُها خطِرًا ولكنها عرفتْ مقدار ألم تلقي الرصاصْ .. أخيرًا


زفرت بهدوءٍ خارجةً من المستشفى ، فقد أنهتْ ساعاتِ عملها لهذا اليومِ ولم يبقى لديها شيءٌ لفعله


لذا قررت – في ثانيتين – أن تذهب لقبولِ دعوةِ سولومون لها ؛ فقد أرادَ الإعتذار و الإطمئنانَ على أوضاعها الحالية


ربما لم يرُق لها كثيرًا كلامهُ بعدما سُرِقت الجثةُ من المعمل ، حينما قالَ ببرودٍ شديد : التلاحمُ بين الطرفينِ واجب وما بينهما هو تخطيطٌ كادح !


وكأنما بقولهِ هذا هو يُخبِرها أن الإختراقَ كان متوقعًا ! فلا منظمةَ ستتركُ جثة رئيسها بين أيدي الحكومةِ الغاشمة


توشّحت بوشاحٍ أبيض تخفيّ رقبتها الشاحبةَ من البرد ، على الرغمِ من أنهُ الربيع إلا أن الأجواءَ باردةٌ على غيرِ العادة


إستقلت سيارةَ أجرةٍ لتأخذها إلى مكانِ لقائِها معه ، والذي كان غريبًا بالنسبة لها


فكيف بشخصٍ يريدُ الإعتذار أن يقابلها في مقبرة ؟! ، هزت كتفيها لا مبالية


طافَ بها الوقت ، وفقدت شعورها بحركةِ السيرِ المجاورةِ حينما إشتمت رائحةَ البنزين من محطةٍ قريبة


تذكرت النيران ، الجثة ، المهابةَ التي رأتها في تلك الغرفة الموصدة .. كثيرٌ من الإبهامِ والذكريات


ما أعادها إلا صوتُ السائقِ منبهًّا


- وصلنا يا آنسة


أخرجت النقود . دفعت . ثم إرتجلتْ من السيارةِ دون أدنى صوتٍ منها


تروقُ لها المقابِر ، هي الأماكنُ التي تدفنُ فيها الجثث .. الأمواتُ الذين أقسمتْ على خدمتهم


من ليسوا بقادرينَ على النطق ، فتكشفُ الغازهم وقصصهم ؛ لتحكيهَا للذين يهتمون بمعرفتها


تنشّقت عبير المقبرة ، رائحةُ البخورِ تملأُ الأجواء .. سارتْ بسرعةٍ غير معهودة – كونها تحب الخطوات البطيئة –


حتى وصلت إلى القبرِ المُختار ، قبرُ زوجةِ سولومون المتوفاة


إستكانتْ مكانها ترمقهُ من بعيدٍ ينظرُ للقبرِ بنظراتٍ باردة ، خاليةٍ من المشاعر


وكأنما من ترقدُ أسفله لم تعني لهُ شيئًا البتة ، راودها إحساسٌ غريب حينما أيقنت نوعًا من الثقلِ في كتفيه


كأنما هناك ما يثقلُ الكاهلينِ لديه .. أمرٌ غايةٌ في الظلمة !


إنتبه عليها ، رمقها بنظراتٍ حادة يحييها برأسهِ كالجندي تمامًا ، كما فعلت هي المثِل


إقتربت منهُ بهدوء لحين وقفت على بعدِ نصفِ مترٍ عنه ، فبدأ مباشرةً الحديث


- كيف أصبحتي الآن ؟


- بخير


ما توقع إجابةً أطول من هذهِ حقًا ، إختصارًا لوقته ووقتها .. هذا ما يحتاجه !


أخذَ نفسًا عميقًا سرعانَ ما تبعتهُ الكلمات


- دعيني أكن واضحًا ، أنا هنا كي أضمن أن أيًا من المعلوماتِ لن تتسرب من فاهكِ للصحافة ، بالطبع أنا واثقٌ بإنكِ أهلٌ للثقة ولكن الرؤساء .. حسنًا .. كيف يمكنني قولها .. متشككون في هذه المواضيعِ الحساسة


صمتت لفترةٍ طويلة إبتسمت بعدها بنوعٍ من الجمودِ والشفقة فأجابت


- لن تسمعَ همسي حتى ، سيدي !


لم يفهم سبب الإبتسامة .. ولا المغزى من وراءِ نبرةِ الشفقةِ خلفَ تموجاتِ كلامها !


ولكنهُ تأثّر بذلكَ كمن ينتشي بمخدرٍ ما ، لمعت عيناهُ الحمراوتانِ ثم أعقب


- آنسة نوكتيس ، ما لدى الإنسانِ غيرُ عادل .. وأنتِ بالطبع غيرُ عادلة !


يريد أن يعطيها مادةً للبحثِ عنها ، يتكلمُ بالألغازِ كي يثيرَ فضولها ؟ .. ليست بالمهتمةِ حقًا !


أغمضتْ عينيها ثمّ إلتفت سائرةً بعيدًا عنه ، هي قد أنهت هذا الإجتماعَ القصيرَ دون أن تقول ذلك


إستوقفها بعبارةٍ مبهمة


- النيرانُ التي تلتهمكِ من الداخل .. لن يطفئها غيرُ الإنتقام ، حينما تريدين إطفائها .. تعالي إلي .. آنسة هايسانث !


لم ترتح للإبتسامةِ الميتة على شفتيه ، ولا الشرودَ الواضحَ البعيدَ عن الوعيّ في عينه


للحظات .. شعرت وكأنه لم يكن يحدثّها أصلًا !





على سواحلٍ نائية

[ مقر منظمة 666 – KOFA ]



أولُ ما حطّ على جسدِه كان وقعَ السياطِ الحارق ، كان متوقعًا هذا


فهو في النهايةٍ فرّط في الجسدِ الثمين جدًا .. ولحسنِ حظهِ لم يمسّهُ سوء وإلا فإنه ما كان ليتنفس حتى هذه الساعة


عوضًا عن ذلك هو قد كسَر الأوامر ، سبب بلبلةً و قتل دون الحاجةِ إلى ذلك .. لن يسوّغ أيُ أمرٍ لهُ فعلتهُ الهوجاءَ تلك


ولكن الألم كان أقوى من ذي قبل .. اللعين أوديسيوس .. لقد صنع سياطًا من الحديد !!


كان يبتسمُ ببلاهةٍ كمن وقع في ورطةٍ مرتجفًا وغير قادرٍ على الكلام ...


- أو – أوديسيوس .. دعنا نتفاهم كالبشر .. كالبشرِ أرجوك !


لم يستمع إليه .. مرّ شهرٌ كامل بعدما أُعِيد سيدهم ولم يتمكن من رؤيةِ هذا الأحمق إلا الآن بسببِ إنشغالهِ الشديد


- لن ترى ناري التي لسعتك بحلاوةٍ قبلًا إليوت .. لسوف اذيقنك حرارة السياط !


إزدرد لعابه ، رغم أن ملامحًا باردة طغتْ على وجههِ إلا أن فرائصه كانت تتراقصُ من الداخل


فكيف له .. أن يتحمل ضرب سياطٍ حديدي وهو مجرد .. بشري ؟!


- شرير . شرير جدًا !


عاد ليضربهُ مُجددًا بالسياط لأكثر من عشرِ دقائق ، حتى بدأ إليوت يصدرُ أصواتًا تنمّ عن نشوةٍ مفاجئة


أحمّرت وجنتاه .. وكأنما هو بدأ يستمتعُ بهذا الألم


رفع أوديسيوس أحد حاجبيهِ سائلًا بغضب


- أانت ماسوشي إليوت ؟! هل يعجبك الألم ؟! .. جيد .. الألمُ جيد !!


إبتسم ببرودٍ إليوت ، ثم إلفت ممسكًا السياطَ بيدهِ قبل أن يحلّ على ظهرهِ مجددًا ، أمالَ رأسهُ بنفسِ الإبتسامة الناعسة ثم أردف


- حان وقتُ إيقافِ اللعبة . أنت تعلم تعلم أليس كذلك ؟! العقابُ باتَ مملًا لي !


إبتسمَ أوديسيوس بإستهزاءٍ كبيرٍ على نفسه و على الأخرقِ أمامه ، و كاد يبادر بالنطقِ لولا أن سمع صوتَ الكرسيّ المتحرك القادمِ باتجاههما


فالتفت و إليوت أغمض عينيهِ بلا إهتمامٍ بمن وفدت للتو ..


- فيميليا ، هل وصلت المعلومات ؟


بنبرةِ قائدٍ رددها ، فتحُرِكُ العاجزةُ عن السيرِ كرسيها الإلكتروني صوبه ، ثم تناوله مغلفًّا اصفر


- حللتُ البيانات ، ليست بالشيءِ الكثير ، فقط كثيرٌ من التفاصيلِ عن مقتلِ الزعيم قبل شهر


بابتسامةٍ لطيفةٍ نبست بهذهِ العبارات ، أغمض أوديسيوس عينيه بملامحَ عصبيةٍ ثم أعقب


- يكادُ مفعولُ السمِ ينتهي .. علينا أن نعد كل شيءٍ لسيادته !


تورّدت وجنتاها تضرب يديها بمرحٍ شديد ، سرعان ما أضافت على جملته بسعادة هادئة


- سأطلب من كوديليوس أن يعدّ لنا الطعام وبعضَ الأمورِ الأخرى إذن


لانَ وجههُ قليلًا ، ولكنهِ لم يبتسم . شافهها بقولهِ


- أرجوكِ إفعلي


كتّف المتململُ يديهِ واقفًا يستمعُ إلى حديثٍ لا طائل منه ؛ فابتسمَ بشدةٍ مستفزًا إياها


- فيميليا يا صغيرةَ البط ، ألا تحبين تحبين حفلات الأطفال ؟ هذا امرٌ طبيعي أيتها القصيرة ، كما هو متوقعٌ من بطةٍ كانت الأقبحَ بين مجموعتها .. تحبين لفتَ الإنتباه


شهقت بشدةٍ تضعُ يدها على قلبها ، هذا الأخرق .. سيجلطها حقًا !! كم تمقته


بدونِ أي نوعٍ من التفاهم البشري والإتصالِ المشاعري ألقتْ بالحاسبِ المحمولِ الصغير عليه


فارتطم في معدته موقعًا إياهُ على الأرض ، بلذةِ إنتصارٍ نظرت إليه متعالية ولكنهُ لم يستسلم لبطشها ، فقفزَ بسرعةٍ كالضفادع يمتشطُ شعرها بأصابعه


إغرورقتْ عيناها بالدموعِ ألمًا تناضلُ كيّ تبعده عنها ، على الرغمِ من أنّ إبتسامته المرعبة قد أوجفت قلبها كالعادة . إلا أنها ترفضُ الإنصياع لهذا الخوف !


دون أن ينظر إليه ، أوديسيوس ضربهُ بقوةٍ على وجههِ موقعًا إياهُ على الأرض ؛ فتدحرج عشرة أمتارٍ للخلف . ثم تكلّم ببرود


- ممتع . ممتع !


تجاهلَ القائدُ المؤقت وجودَ إليوت وكأنما هو لم يكن موجودًا منذ البداية ، جلس على ركبةٍ واحدة


يربت على رأسِ فيميليا بيده فتلى ذلكَ مسحهُ لدموعِها بابتسامةٍ ساحرة


- لا عليكِ ، هو فقط يعبثُ معكِ وإلا فإن جمالًا كجمالكِ ليس خافيًا عن الأعين


ضمّت يديها قُربَ قلبها ، تبسّمت بهدوءٍ تهزُ رأسها متقبلةً كلامه


- شكرًا لك ، سيد أوديسيوس . كلماتكَ تسعدني


وقفَ بعدها بعودةِ ملامحهِ جادةً قيادية ، بادَر إليوت بالحديثِ مجددًا فأخرسهُ بنظرةٍ حادة إخترقت كل فكرةٍ فكّر فيها كي يزعج فيميليا


أشاح بوجههِ عن أوديسيوس .. ثم حكّ مؤخرة شعرِه بتوتر


- مُخيف مُخيف .. أوديسيوس لا يمزحُ أبدًا ابدًا !


بنصفِ عينٍ نظر القائدُ إلى الساعةِ في يدهِ اليمنى ثم تنهدَ بإنتظارٍ شديد


- ثلاث ساعات ..ثلاثُ ساعاتٍ وحسب !





- Wǒ huíláile wǒ de dòu rén

我回来了我的逗人

[ لقد عدتُ يا أعزائي ]

تحدّث الصينيةَ وخلفهُ مجموعةٌ من الفتياتِ يرقصنَ كمن هو في جزيرةٍ إستوائية

عمّ الصمت ، والجميعُ ينظرون إليهِ بنظراتِ الدهشة والإنكار

فرقعَ بإصبعيه ففُتحت الشاحنةُ الضخمة خلفهُ لتتفجّر الألعابُ النارية في كلِ مكانٍ يُكمِل

- Merry Christmas everyone

[ عيد ميلادٍ مجيد للجميع ]

تحجّرت العديدُ من الملامح وتوقفتْ أصواتُ العمل و كان المكانُ شبيهًا بالمقبرةِ فيما عدى رقصهُ رقصة الفاندانغو الإسبانية بشكلٍ منفرد .. يرتدي ملابسَ مصارعيّ الثيران

تسائل الجميع .. كيف بإمكانهِ أن يقولَ ببساطةٍ " عيد ميلادٍ مجيد " على الرغمِ من أنّ الزينة كانتْ للهالوين ؟

ما تحملت فيميليا التي فغرت فاهها حتى إرتطم بالأرض ، فصاتتْ بنبرتها العالية

- دانتي !! باللهِ كيف يمكن أن يكون عيدُ الميلادِ الآن ونحن لا نزالُ في شهرِ مارس ؟! كما أن زينة الهالوين هذهِ لا تناسب رقصتك الإسبانية والراقصاتِ الإستوائياتِ خلفك !! لا أنسى الشجرة السوداء ذات اليقطين المتدلي !! بالله .. فيما تُفكِّر ؟!

إبتسم بخيلاءٍ يدنو إليها ويخرجُ وردةً حمراء أهداها إليها ، أمالَ رأسهُ قليلًا بإبتسامةٍ ساحرة ثمّ روى بالروسية

- vy ne poymete moye osoboye myshleniye

вы не поймете мое особое мышление

[ لن تفهمي طريقة تفكيري المميزةَ أبدًا ]

فغرت فاهها مشدوهةً من فعله ، وقفَب بعدها مصفقًا

- أحسنتنّ يا آنسات ، يمكنكن أن تمتن أو تختفين من أمامي الآن !

ما أختفين ، بل شهرت كلُ واحدةٍ منهنّ مسددًا أطلقتْ بهِ على رأسها فسقطنّ جميعًا ميتتاتٍ أمام ناظريّ الجميع !

إرتجفت فيميليا مذعورةً حينما لامست قطراتٌ من الدماءِ وجهها وسقطت الوردةُ الحمراء من بين يديها تحاول أن لا تبكي على الرغمِ من أنّ الدموع على مجلفيها تترنّح ، فلما عليها أن ترى هذا ؟

تكرهُ الموتى .. وكل ما يتعلقُ بالقتلِ والترهيب !!

لا توافقُ هي على ما تفعلهُ المنظمةُ من القتل !! ولكنها مستعدةٌ لتحمل هذا على شرطِ ألا ترى الموتى أمامها .. ولا كيفية موتهم !

وقفَ أوديسيوس ببرودٍ فكفكف عينيها من الخلفِ مهدئًا من روعها

- إهدئي ، هذا مجردُ مشهدٍ تمثيلي ، لا تخافي أبدًا !

و ريثما هو يهدأها أشارَ للجالسين بإزالةِ الجثث في الحال فتحرّك الجميع عدا إليوت الجالس ببرودٍ شديد

دانتي ، طبيبُ المنظمة والقائدُ الأول لمجموعةِ التنكولوجيا والتقنية الحديثة التي انشأها فريدريك شال هاتريك قبل أن ينشأ المنظمة بحد ذاتها !

فتحَ عينيهِ ببرودٍ كالقتلة والبريقِ في عينيهِ قد خفتَ وجلى ، انتطق ببحةٍ شديدة في صوته

- دانتي الصينيّ الذي غيّر إسمه حتى لا يُعرف .. من أين أتيتَ بالضبط ؟! وأين كنت في حينِ كان فريدريك بحاجةٍ إليك ؟

إبتسامةٌ كان معناها غامضًا قد إعتلت الثغرَ البسوم يمررُ إصبعهُ جيئةً وذهابًا عليهِ مفكرًا للحظات

أخذَ وقتًا حتى باحَ بمحتوى صدره

- أوامر السيد فريدريك كانت واضحةً كوضوح الكريستال ، طلبَ مني نقل العملِ إلى كوبا لبعضِ الأمورِ الطارئة التي حدثت . كانت المفاجئةُ حينما سمعت بمقتله .. سيدي المسكين !

لمعت عينا أوديسيوس يهزُ رأسهُ بعصبية ، فاتسعت عينا دانتي قليلًا ثمّ إبتسمَ مبهورًا

- هكذا إذن .. هذا جيد !

أعاد إليوت النظر إلى ساعته ، ضاقت عيناه بإبتسامةٍ خبيثة ثم تلفظَ بما يريده

- بقيّ من الوقتِ القليل القليل .. أتريد أن تلقي نظرةً على الجسد ؟

تغيّرت ملامحُ دانتي وضاقت عيناه ، دنى من إليوت محدّثًا إياهُ بهمس

- هل تخفي شيئًا .. إليوت ؟!

برقت عيناهُ على إثرِ السؤالِ المفاجئ ، خلخل أصابعه في شعرِ دانتي من الخلف و غرزها في رأسهِ لتتلون أناملهُ بدمائه

همس في إذنه

- كانت هناك طبيبة .. لا أدري إن كانت لمستهُ أم لا !

على الرغمِ من ملامحِ الألم وجحوظِ عينيّ دانتي المفاجئ إلا أن أكثر ما كان مُخيفًا هي ملامحهُ التي تبدّلت لنوعٍ لا يستهانُ بهِ من المختلين .. أبعد يدّ إليوت ثمّ سار بسرعةٍ

متجهًا .. لحيثُ يرقدُ جسدُ فريدريك ! وإبتسامةٌ غير مُريحة على فاهِ إليوت ظهرتْ !





تكرهُ المفاجئات ، ولا تحبذ أن يسير الوضعُ دون تخطيط .. فهي على أبوابٍ غير مرئيةٍ تقرع إن فعلت ذلك .. وهذا ما لا تحبذّه بالطبع !

فلما بحقّ الله إستقلت سيارة ليموزين كبيرة ، جالسةً بجوارِ سولومون مكتّف اليدين مغمض العينين بصمتٍ رهيب

دون أن تشعر كانت قد عادت لعادتها الغريبة تلك التي تقومُ فيها بدون أي شعورٍ بغرز ظفرِ إبهامه في باقي أصابع اليد حتى تدمى

أثارَ ذلك إنتباه سومولون ، فاحتدّت عيناهُ يرمقها بقليلٍ من التفكير العميق . لم يرق لهُ ذلك فامسك بيدها لتتفاجئ هي بذلك

أخرج منديلًا أبيض بهِ ضمّد أصابع يدها اليسرى ثم نظر في عينيها بحدّة

- آنسة هايسانث يداكِ ثمينتان . لا تقومي بإفسادهما بهذه العادة الصغيرة !

ضاقت عيناها ودفءُ يديهِ يتخللُ تدريجيًا إلى أنحاءِ جسدها ، لا تدري لمَ لم يرُقها الأمرُ بتاتًا !

تركَ يدها بعد برهةٍ تنظرُ إليهِ بنوعٍ من الفضول ، أدرك غايتها ثم إبتسم معقبًا بسخريةٍ لطيفة

- ألا تتحدثين ؟ سوف تفقدين قدرة النطقِ في النهاية

لم تفكر في هذا الإحتمالِ قبلًا ، أغمضت عينيها ثم أجابت

- لا يهمني حقًا ، بالنسبة لي ما كان الكلامُ طريقةً جيدة للتواصل

ربما – في النهاية – لديهما بعض القواسمِ المشتركة ، أحالَ جلسته لجلسةٍ رفيعة المستوى

وإحتدّت ملامحه بنوعٍ من الغضبِ العارم . ثم شافهها بكلامه

- في الواقع هناك شخصٌ أريد منكِ أن تلتقي به آنسة هايسانث ، متأكدٌ من تأثيرهِ الكبير عليكِ

في العادة ما كانت لتسأل عن هوية الشخصِ الغامض ؛ إلا أنها لم تحب أن تسبب له إزعاجًا بصمتها

- من ؟

قليلٌ من الدهشةِ على وجههِ ظهرت ، سرعان ما ارتخت عضلاتهُ براحةٍ كبيرة فأجابَ بهدوء

- سترين حينما نصل . لا تستبقي الأمور

ران عليها الصمتُ مجددًا بردائه فاستوقفتْ لسانها و عادت صامتةُ مجددًا ريثما تصلُ إلى المكانِ الذي أخبرها عنه

قال بإنه ساحةٌ لتدريب الجنود بتقنياتٍ متقدمة ، من قد يهمها أمرهُ هناك ؟ .. الجواب بسيط

- لا أحد

- المعذرة ؟

- لا شيء . آسفة

شدّت على قبضتها لتحتّد عيناها بعض الشيءِ وإلى الظلامِ هي تغمضُ العينينِ الحادتين

لا تدري لما عاد ليحرقهَا مجددًا .. ذاك الندب على ظهرها !! يحرق بنيرانٍ لعينة

تعرّقت بعض الشيء تمسدُ رقبتها مُحركةً رقبتهَا بشكلٍ آثارَ قليلًا من مشاعر سولومون الذي ما أنفكَّ ينظرُ إليها متعجّبًا

لا يدري لما إمتدتْ يدهُ إليها يمسحُ قطراتِ العرق المتجمعة على الجزءِ الخلفي من رقبتها !

- آنسة هايسانث ، هل أنتِ بخير ؟

أراحها البرودُ في صوته وخفوتُ المشاعرِ في قلبه ، إزدردت لعابها ثم أجابته

- أجل ، مجردُ ذكرياتٍ سقيمة

ولكنّ الألمَ كان ظاهرًا على وجهها ، ولم يخفى عليهِ إرتجافُ قدميها المفاجئ

بيدهِ أرخى رأسهَا على كتفهِ مسدلًا عينيها على النومِ بالإخرى مرددًا

- فالتنامي للوقتِ الحالي آنسة هايسانث ، فكوابيسُ الأحلامِ أقل وطئًا من كوابيسِ الواقع

كَرَتْ عينيها متناسيةً واقعًا ما اختلف لها عن الأحلامِ أبدًا ! والآخر على رأسها مربتًا بإبتسامةٍ حانية

خلالَ عشرينَ دقيقة وصلوا لحيث يبغون ، إستقيظت هي على إثرِ توقف السيارة . فتحت عينيها بهدوء وترجلّت خلف سولومون سريعًا

إلى داخلِ المنشأةِ العسكرية دلفا ، سولومون بيديهِ المعقودتينِ خلف ظهرهِ يسير وهي فقط بلا أي وعيٍ حقيقي في عينيها ترمقُ كل الموجودين

كلما مرّ منهم جنديٌ إنحنى إحترامًا وذهولًا لسولومون الذي ما أبدى إهتمامًا ببشرٍ منهم

توقّف فجأةً حينما لاحَ الصوتُ المرادُ أذنيهِ من خلفِ بابٍ رمادي اللون ،

أشار لهايسانث بيدهِ مبتسمًا بنقاءٍ ما لائم رتبته .. او شخصيته

- متأكدٌ من أنكِ ستتغيرين بعدَ هذهِ اللحظة .. آنسة هايسانث نوكتيس !

لا تدري لما آلمتها معدتها و شحُب وجهها ؛ لإنخفاضِ درجة حرارة جسدها المفاجئ ، ضمّت معدتها بكلتا يديها

ثمّ تفجّرت بالضحك الهستيري .. ترنّحت كالمجانينِ وسط دهشة سولومون الذي ما ظهرت ملامحُ بلهاءُ كهذهِ على وجههِ سابقًا !

- سيد سولومون .. ارجو المعذرة ! ولكنّ تناقض الأشياءِ يسليني ! البشرُ مثيرون للإهتمامِ أكثر من الأموات في بعضِ الأحيان !

إكفّهر وجههُ قليلًا بتوترٍ غيرِ ملحوظ ، " هذهِ الفتاة مجنونة " .. هذا ما جالَ في خاطرهِ حين رؤيتها على هكذا حال !

دارت قبضةُ الباب ، إلتفت بوجهٍ كان أشدّ برودًا من ثلجِ القطبينِ نفسه ، تلألأت عيناهُ بإثارةٍ قادمة ويداه تشتدانِ بالعقدِ على بعضهما

خرج من كان في داخلِ الغرفةِ مبتسمًا ببلاهة ، خلالَ ثانيةٍ تلاقتْ عيناهُ مع أعينِ سولومون فما بدر منه غير إنحناءةٍ بسيطة تقديرًا له

- سيدي !

- إيليا .. مرتْ فترة !

إبتسم إبتسامةً ساحرةً ثم أجاب

- أجل سيدي ، مرّ عامانِ الآن !

وريثما تبادلا الأحاديث !

خفق القلبُ وأنتفضت العظامُ ببردٍ نخرها كنشارةِ الأخشاب

تسيبّت الأعينُ على إنبلاجِ بواباتِ القصور ، وتزاحمت الذكرياتُ في منتصفِ قوقعةِ عقلها

تضائل تحكمّها بجسدها و إزدادت سرعةُ تنفسها !! عاود الندبُ لحرقِها بحرارةٍ حميمية !

إرتجفت بجنون .. وعلى الأجفانِ الدموع تراكمت .. تحاول ألا تتراما عبر وجنتيها لنهايتها

شعرت وكأن كل عضلةٍ من جسدها باتت حجرًا .. وكل قدرةٍ بصريةٍ لديها مُحيت

حينما رددت إسمهُ دون وعيٍ منها

- إيليا ..

فزِعَ بإبتسامةٍ منكرة ، يكمحُ رأسه إلى التي نادت بإسمه للتو .. فترتعشُ الأطراف وينكرُ القلبُ واللسان !

إبتسامةٌ محطمّة وشفتان راجفتان .. صاحبهما ألمٌ فظيعٌ في صدره و فرحةٌ لا يمكن وصفها

ضاق متنفسها ، وشعرت وكأنّ رئتيها تسحقان .. تبًا ! نوبة ربو قوية !!

لما كانّ على المرضِ اللعين أن يستيقظ مرةً أخرى من سباته ؟!!

سعلت بشدةٍ أخافته ، والدنيا من حولها تدورُ كما لو كانت تلعبُ بالإفعوانيةِ في مدينةِ الملاهي

لم تتنفس .. وغبارُ الدنيا قد اغلق كل تشعبٍ للمساراتِ الهوائية في جسدها

داختْ حقًا وجسدها تهاوى في الهواءِ تحت تفاجئ سولومون الشديد !!

ما تركها تسقط .. لن يتركها تلامس الأرض القذرة أبدًا !! إيليا بسرعةٍ خاطفة أحاطها بيديهِ ممسكًا إياها من السقوط

مرتجفًا ، منكرًا ومبتسمًا بألمٍ شديد .. كزّ على شفتيهِ ناطقًا

- ه-هايسانث .. عزيزتي هايسانث حية !!





لطم الطاولة بيدينِ قويتين وما كان الغضبُ المشتعلٌ لهيبًا ليخفى على من كان موجودًا معه

شدّ على أصابعهِ وكافةِ أعصابِ جسدهِ ريثما يتفوه بالحديث لاعنًا

- تبًا !! من فعل ذلك ليس من البشر !!

بشكلٍ رسمي وقف اوديسيوس يحدّ عينيهِ منتظرًا إكمال الطبيبِ لكلامه

- اكمل جملتك أولًا !

رمقهُ بحدةٍ أصابت جسدَ القائدِ بقشعريرةٍ مؤلمة ، إتكئ على الطاولة بقفا يدهِ اليمنى ومكسرًّا اصابع الأخرى بأن يشدها بقوةٍ كبيرة

حاول كبت غضبهِ مكملًا

- أيُ إنسانٍ ما كان ليعرف بأمرِ التشريح الذي تمّ إجراؤه .. هه يا ليته كان تشريحًا .. على أية حال التقنية المستخدمة في إخفاءِ أثرِ التشريح مذهلة !! عبقريٌ هو من صنعها ولو لم أقم بفحصِ الأليافِ على جسد سيادته لما علمت بأمرهِ مطلقًا

- إذن التقنية غير مكتملة ؟!

- بالضبط ! ولكن تلك الطبيبة اللعينة .. لم تجري تشريحًا كاملًا !! بل أجرت عمليةً جراحية عادية لا تؤذي الإنسان الحي .. وكأنما هي ..

إرتجف قلبُ أوديسيوس ،إتسعت عيناه محاولًا ألا يبدي إضطرابه

- وكأنما هي ماذا دانتي ؟! أجبني !!

فتح فاهه كي يكمل .. فإذا بصوتٍ آخر يحملُ بحّة جذابة يتحدث بدفءٍ عميق

- وكأنما هي قد علمت بإني لا أزالُ حيًا !

بانَ الشوقُ على وجوههم كافة ،فالتفت أوديسيوس بعينين اهتزتا للحظة ، أعلن القلبُ التوقَ و الحسرة في آن وقد كان مشتاقًا لسيده أيمّا إشتياق ، وخلفهُ إنحنى دانتي بإحترامٍ جليل و سعادةٍ إمتزجت مع ذراتِ الغضبِ في جهازه العصبي

إستند على البابِ بيدهِ اليمنى وخصلاته البيضاءُ تغطي نصف وجهه الأيسر

إبتسم بحنانٍ معهود ، ينظرُ إليهم بفخرٍ كبير .. يتذكرُ كل لحظةٍ مرّت منذ لقائه لهم ، ضحكَ بخفةٍ وقد ظهرت البحة في صوتهِ الساحر ، فتح عينيهِ مجددًا بنظراتٍ غامضة .. أثابَ خصلات شعرهِ للخلف ثم أعقب

- طبيبةٌ غير إعتيادية .. ألا تظنون ؟

كان ذلك فريدريك شال هاتريك .. على قيدِ الحياة !









الإسم : سولومون كومباتلويس
العمر : 37 عامًا

نبذة : عمرهُ كان كالسرِ الخفي لم يظهر على مظهرهِ البتة ،
شخصيةٌ غير مفهومة ، كتوم ولديهِ من الأسرارِ ما يكفي الدهر وما بعده !




الإسم : فريدريك شال هاتريك
العمر : 37 عامًا

نبذة : إنتهى بهِ الأمرُ منفيًا ، ذو القلبِ الحنون
جامعٌ لكلِ رهيفٍ من الإحساس ، داهيةٌ في التفكير ..
لم يغضب لمرّة .. ولا شوهدت على وجههِ ملامحُ الغضب !





الإسم : أوديسيوس فامتلوين
العمر : 26 عامًا

نبذة : من كان قائدًا بالفطرة ، لا يبتسم مطلقًا إلا لضرورة ،
جدي و لا يرحمُ من يكسرُ كلماته !




الإسم : فيميليا
العمر : 16 عامًا

نبذة : هي التي عانت سابقًا وما تزالُ في خلوتها كذلك ، فتاةٌ في ربيعِ صباها
شلّت ساقاها على يدِ من كان الأعزّ لها ،
تمقتُ القتل وأساليبه .. حلمها هو .. تحريره !





الإسم : دانتي فاو هال
العمر : 28 عامًا

نبذة : تخلى عن بلدهِ و رحل ، عبقريٌ في التكنولوجيا والطب ،
مهووسٌ بالحضارات ويتقن اكثر من 18 لغةً مختلفة ، يصبحُ شخصًا
مختلفًا حينما يغضب





الإسم : إيليا ...
العمر : 26 عامًا

نبذة : لن اسبر أغواره الآن .. لكم حرية تخيله !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes