أنا الموتُ إن كنتِ للحياةِ رهينة ، وأنا القلبُ في جذعٍ ميت
انا السرُ يجمجمُ في صدركِ هاويًا يعيشُ على حرارةِ أنفاسكِ الخائفة
أنا الخوفُ في عينيكِ الزرقاوتين .. أنا هلاكك .. معذبك .. و عشيقك !
بعدما إستخرجت المادة الزرقاء الزاهية - بهاجسٍ مُخيف – وقعت عيناها على حقيقةٍ مدفونة
فلما تضعُ الأدواتِ على الطاولةِ المخصصةِ لها تتفجرُ بالضحكِ الهستيري وسطَ صمتِ الغرفةِ المُخيف ..
ويدُ الجثة تتدلى من الغطاءِ الأخضر بشحوبِ الأموات وبرود البشرة الفظيعْ
توقفت عن الضحك تستجمعُ أنفاسهَا بعمق ، هزّت رأسها بشكلٍ مختّل ثم إستمعت بكلام سريرتها
- لو علِم السيد سولومون فقط .. لكان شنقَ نفسهُ هنا أمامَ الجثة !
كبتتْ الضِحكة المتفجّرة ، وعمّ السكونُ الغرفة فتدنو فجأةً من متاعٍ لها تخرجَ منه أداةَ الليزر
التي تخفي الندوب ، فتبدأ بمحو كلِ أثرٍ للجراحةِ كان قد بقي !
على الجبهةِ الأخرى إختبئ صاحبُ العينينِ الذهبيتينِ مُرتدٍ لقناعٍ أسود حجبَ نصفَ وجههِ عن الضوء
يدهُ على سماعةٍ صغيرةٍ تمركزّت في إذنه اليسرى ، يستمعُ لمحدثهِ بصمتٍ قاصٍ
- هناكَ من يتجهُ إليكِ من جهةِ عقاربِ الساعة الثالثة ، إنعطف يمينًا في الحال ، حوّل
تضيقُ العينان بإستهتارٍ عظيم ، يعطي الرد متجاهلًا
- ليسَ ممتعًا . ليس ممتعًا أبدًا !
- أيها الأحمق .. إياكَ أن ..
قطعَ الإتصال بنفسهِ ، وبرودُ عينيهِ ترافق مع خفة حركةِ يديه اللتان حملتا مسدس FN-571
بلونٍ فضي مثيرٍ للإنتباه ،
كان متربصًّا .. مُريدًا لإنتهاز الفرصةِ المناسبة ، يشتدُّ بريقُ عينيه على وقعِ الظلِ المقترب
وحالما يكون في المرمى يظهرُ للجندي كالشبح ، و دون أن يسمحَ لهُ بإظهار ردِ الفعلِ المضاد ، يطلقُ الموتَ عليهِ من رصاصةٍ واحدة في الرأس
فيسقطُ صريعًا ، نظرَ إلى المسدس .. نسيّ متعمدًا أن يضع كاتِمَ الصوت .. يال الورطة !
إبتسم بلا مبالاةِ ثم ألقى المسدسَ على الأرضِ حالما سمع صوتَ دوي صفاراتِ الأنذار ، وصوت مكبّراتِ الصوتِ تتحدثُ عبرها مجموعةٌ من الأومر
- إلى جميعِ الوحدات ، إختراقٌ في القطاعِ H ، أكرر إختراقٌ في القطاعِ H
- أوه ، ياللهول .. سأقتل المزيد .. لا رغبة لي !
يمطُّ شفتيهِ بملل ، هزّ كتفيهِ راكضًا بسرعةٍ عبرَ الممرِ الطويل ، لحينِ توقّف عن الركضِ فجأة
و نظرَ إلى فتحة التهوية في السقف فخطرت لبالهِ فكرةٌ عظيمة !
تسلل إليها بعدما تسلق إليها بحبلٍ خاص ، يستطيعُ سماعَ وقعِ خطوات الجنود من هذه البقعة
- ليس جيدًا . ليس جيدًا !
دخل إليها وأغلق الشبّاك خلفه ، أعاد تشغيلَ السماعةِ منتظرًا التعليمات
- أحمق ! العميلةُ سريّة .. ما كان عليكَ أن تنسى وضع كاتِم الصوت
- فيميليا ، لكم هو منكرٌ صوتكِ يدمرُ لحظاتٍ الإستمتاع القليلة !
إغتاظت منهُ زهريةُ الشعرِ وكادت تنفجرُ غضبًا لولا أن سُرِقت منها سماعةُ الإرسال ،
حلّ مكان صوتها صوتٌ ذكوريٌ بحت ، معطيًا الأوامر بدونِ مزاح
- [ إليوت نايتمير ] ، إستمر بالزحفِ مسافة ستة أقدام ثم تسلل عبر الفتحةِ إلى غرفةِ العمليات . خذ الجثة و عد . تمّ !
خفتَ بريقُ عينيه ، وقسماتهُ الغير واضحة باتت كمن إنضّم للتوِ للموتى
- لستُ بحاجةٍ لأوامركْ ، [ أوديسيوس ] ! الا ترى الذنوبَ تقودني لحيثُ يقبعُ الأموات ؟!
أغلق أوديسيوس السماعة دون أن يجيب ، رمقَ فيميليا بغضبٍ ثم سار خارجًا من غرفة تنفيذِ العمليات
أكمل إليوت الزحف كما أُمرَ تمامًا ، لحينِ وصلَ للفتحةِ فانهزعت شباكُها بقدمه فتلى ذلك قفزهُ على الأرضِ
دون أن يعيرَ إنتباهًا حتى للصوتِ المجلجل الذي أصدرهُ للتو
وقعت عيناهُ مباشرةً على الجثة المُغطاة ، ببرودٍ حملها بعدما تأكد أنها لم تمسّ بعد !
بيدٍ واحدة أمسكها وبالأخرى المسدسَ أخرجَ حينما سمع وقعَ خطواتٍ قادمةٍ من خلف بابٍ مفتوح
فتخرجُ هايسانث تجفف يديها من المياهِ بعينينِ هادئتين ، وقعتْ عيناها على الواقفِ بجرمهِ المشهود
إتسعت عيناها .. حينما وبدونِ أي ذرةِ تردد رفعَ ذهبيُ العينين مسدسه
أطلق .. دوى صوتُ الطلقة في أذنيها ببطءٍ شديد .. حرقةٌ في جسدها إثر إختراقِ الرصاصة
و دوارٌ ذكّرها بالماضي ، وإنقطاعٌ لنفسٍ كان طويلا
سطقت هايسانث على الأرضِ ... غريقةً بدمائها !
[ KOFA- 666 ]
Kinght Of Fallen Angel
فُرسان الملاكِ الساقطْ
جماعةٌ رمزَ لهم الشيطانُ برقمهِ الجحيميّ
إتخذوهُ شعارًا ، متحدّين كل ما في طريقهم ، اهدافهم مجهولة
بدايتهم مُعتمة و نهايتهم .. ليست بقريبة !
مسدس اف ان 571
FN-571 :
صناعة بلجيكية ، صممته شركة FN Herstal ، وزنه 625 غ بدون الطلقات ، ويتسع لعشرين طلقة ، لديه القدرة على اختراق الستر المضادة للرصاص من مسافة 100 متر ، ويعتبر سلاح مكمل للمسدس الرشاش PB90
هايسانث نوكتيس
العمر : 24 عامًا
زرقاءُ العينينِ مع سوادٍ فحميٍ ميزّها عن باقي أقربائِها ،
ماضٍ مجهول ، مستقبلٌ واعد .. وحقدٍ دفين مزروعٌ عميقًا في قلبها
* ملاحظة : حاولوا تخيل شعرها باللون الأسود مع نفسِ ملامح الصورة !
إليوت نايتمير
العمر : 21
تفرّد بالعسجدِ في عينينِ ناعستين ، باردُ القسماتِ وإن إبتسمَ عادةً
الإستهتارُ في عروقهِ يجري .. و تاريخٌ محفورٌ على عظامِهِ كالكسُور !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق