WELCOME TO PROMETHEUS

SHORT WORDS

أعتقِ النفسَ المسبِّية وأنفتِق عن بذرةِ الشر ليلًا ، ونادي أيا ظلامُ ألم ترى من الأمرِ شيئًا ؟

ARLETTE

I Was In The Darkness For So Long , So Darkness I Became

BLOG

The Darkness In Me , Is Her Salvation

-

الفصل الخامس : [ آهٍ قد إنجلى الضَحَلُ عن القاع ! ]







وساخذلُكَ كما خذلتُ من قبلكَ نفسي !
وببطءٍ بعيدًا أتلاشى .. بعيدٌ جدًا أنا وخائِف
آهٍ إنه يجعلني أضحمل كي أبحثَ عن إيماني
أقسمُ بإني سأحمله عندي كي أحمي الحياةَ التي تراقب
لا أتنفس ! سوف أتنفسْ ..
أوه لا تبكي .. سوفَ ينقذكَ مني .. أنا الشخصُ الذي يحميك
روحٌ ساقطة ، ألمٌ مبهم ، كسيحُ الروحِ ضامرُ الجسد
وإن توجّبَ عليَّ البقاء ؛ سأتركك بضلالة !
اوه حاولتُ الرحيلَ كثيرًا لكن الماضي لن يسمحَ لي
اهرب وأنتَ ترى الكذبة تنمو رعافًا
تحتَ المسرحِ ستنامُ في القَدَرْ ، العينُ التي تسهرُ فجرًا
لأن روحَهَا لن تستيقظ مجددًا .. بعد أن تغلق جفونها
و هذهِ الكلماتُ الهادئة تحملنيّ بعيدًا
يعودون ..
يعودونَ على الدوام ، في الأفكارِ الخاملة وتجويفَ قطعِ المختفى
لا إرداة للهجوم !
سأخذلك ! هذا شيءٌ اثقُ به
المكانُ المهجور الذي أدعوهُ المنزل هو لا يزالُ يتعمقُ في الجَوَى الذي خطتهُ بعيدًا
أريدُ ان انهي كل شيءٍ قبل أن يبدأ
أنا الهائجُ في ظلماتٍ ثلاث ، أنا الماردُ في رحمِ الصحراء
- أوديسيوس فامتلوين




هل هو ذاك بالذي في القلوبِ الغائبةِ يصنعُ رعبًا ؟
يستطيرُ شرًّا ولا ينادي معقبًا ؟ الخفاءُ الواضح ، الإرتعاش ..
نوعٌ من الغثيان ، وضيقٌ مفاجئ في المعدةِ المضطربة !
فلم يبقى الكثيرُ على الروحِ من الزوال ولا حتى كِبَرَ أعداء .. !
رجفة .. كانت كفيلةً بدفنِ كل ذنب إقترفهُ عميقًا في نفسه حينَ توارى خلفَ الطينِ والغرو نائمًا في مستنقعٍ موحل
ضبابي ، كثير الهلاوسِ والرجفان .. حتى ان الرعبَ الذي تدسَهُ نفسهُ لنفسه .. تلاشى امامَ تعطشِ الدماءِ هذا !
حين كانت العينان المجنونتانِ بعيدًا أشدّ البعدِ عن مسمى الإنسانية !
ولربما ما صنفها من الوحوش حتى ... فما الذي تكونهُ بالتي لقرارِ الموت تصنعُ إذن ؟!
باتَ يرتجفُ بعينينِ غائرتين ووجهٍ مليءٍ بالحياة ، لا يدري لما تنفسَ بعمقٍ وكأنها المرةُ الأخيرة التي سيعرفُ فيها عبير هذا العالم
وكم كان العبيرُ مقرفًا ، وباءً قاتلًا ، مزينًا بالوصماتِ والثقلِ من الذنوبْ
آهٍ كم آلمتهُ الرئتانِ وعجزَ عن التنفسِ حينها ..
أعجزهُ عن النطقِ ثبوتها وعدمُ تحركها بتاتًا فيما هدأت عيناها تهمسُ في إذنه :-
- أتخاف ؟ أتخافُ من نفسكَ إليوت .. لأني أخافُ من نفسي !
إرتختْ جميعُ عضلاته ريثما أبعدت الخنجر عن حافة موتِ رقبتهِ المتعرقة ، القتهُ جانبًا .
رمقَ عينيها لدقيقةٍ كاملة بإهتمام حتى إختفيا خلفَ خصلاتِ شعرها الداكنة دون أن يجيب على إستفسارها البتة
وعلى الرغمِ من رغبتها في معرفةِ الإجابة لفضولٍ راود مخيلةَ طفلةٍ في التاسعة .. إبتسمت بشرّ
فيهتزُ حاجبُ إليوت الذي ما ادرك مبتغى خلفَ هذا أبدًا .. لحين تقدمت منهُ بخطواتٍ شبحية سريعة
مقتنصةً رقبته ، فتحكمُ الخناقَ بكلتا يديها عليها دافعةً إياهُ على الأرضِ فارتطمَ بقوةٍ آلمت ظهره !
جلستْ فوقهُ تخنقهُ بإبتسامةٍ مجنونة وعينانِ تشعانِ شرارًا شيطانيًا ،
شيءٌ ما جعلهُ غير قادرٍ على المقاومة ، ردات الفعلِ في جسدهِ فشلت و كأنما دماغهُ ما ارسل إشارة للجسدِ كي يحمي نفسه منها !
بدأ وجههُ يزرّقُ إختناقًا وهي على نفسِ الحال تبقى .. حتى عاودت التفجرَ بالضحكِ الهستيري مرةً اخرى تاركةً إياهُ بإنبلاجٍ شديد لعينيهِ الذهبيتين .. !
آثارُ يدها طُبِعَتْ على رقبتهِ بلونِ التورمِ الإرجواني .. وقفتْ تترنحُ ريثما ضحكاتها ترنُّ في أذنيه فلا يدري كيف شاركها الضحكَ الهستيري كذلك .. كلاهما جنّا في تلك اللحظة !
ولكنهُ ليس بالذي يغفرُ الزلة ولا العمّدَ ولا الخطأ إن كان في حقه ، فبحركةٍ سريعة تناول الخنجر من على الأرضِ فيجّرُ شعرها للأسفلِ و يرتفعُ رأسها دون أن تظهر ملامحُ وجهها له
يصنعُ جرحًا عرضيًا على طولِ نحرها ويلعق الدماءَ التي نزفت منهُ سائلًا بسايكوباتية
- أتحبين أن يقتلكِ معشوقكِ هايسانث ؟!
بنفسِ إبتسامتهِ المختلة أجابتهُ تتوقُ لذلك
- لتفعل إذن .. إليوت !
إتسعت إبتسامتهُ نامةً عن رضًا تام لإجابتها .. إلا أنه تراجعَ يترنحُ راقصًا بثمالة فأضافَ لكلماتهِ ضاحكًا
- هذا لا يجوز ! العاشقُ لن يتركَ معشوقتهُ تموتُ بسهولة هايسانث ! سيكونُ ممتعًا
لا تريدُ ان تفهم ما يعنيه " سيكون ممتعًا " لأنها – على الرغمِ من قصر المدة – تعلمُ أن هذا الولد مجنون !
مجنونٌ حتى أنها لن تستطيع التأقلمَ مع أمثالهِ ممن يتبرأ الجنونُ منهم !
أغمضت عينيها دون أن تعلّق على الجملة التي خرجت من فاهِ المجنون .. ضاق صدرها وشعرت بأوعيتها الدموية تضيقُ غير سامحةٍ للهواءِ بالعبور
سعلت بشدة وباتت تلهثُ دون توقف ، سقطت على ركبتيها تحاول إلتقاطَ انفاسها و تبحثُ في جيوبها
إستغل إليوت اللحظة فبقدمهِ دفعها من صدرها لتتألمَ أكثر ! وقعت على الأرض ولا تزال تحاول التنفس وسطَ العذابِ التي تمرُ به
- قرأنا في ملفاتكِ الطبية أنك مصابةٌ بالربو ! ليس حادًا ولكن نوباتهِ قاتلة دون الدواء ، والآن آنسة هايسانث .. أين دوائك ؟!
ما قدرت على الإجابة ، داسَ على صدرها بقوةٍ ساحقًا إياه ، ومن جيبهِ الخلفي دواء الربو أخرج !
أشار بهِ نحوها مرددًا بشماتة
- لقد أخذتُ هذا من مستشفى المقر .. توقعتُ ان تنتابكِ حالةٌ قريبًا !
واكب دوسَ صدرها بأكبرِ قوةٍ يمتلكها في قدمه ، وكلما فعل .. كلما غارت عيناهُ أكثر بجنونٍ محض !
ستموت وهذا أكيد إن بقي يفعل هذا .. ليس قادرةً على التنفس !! وكأنما غبار العالمِ قد تجمع في مجراها التنفسي وفي تشعبات رئتيها !!
قبضةٌ قوية ضربتهُ على رأسهِ إلا أن إليوت لم يتزتزح ! .. بعينينِ حادتين وبرودٍ في صوتهِ إسترسل
- إليوت أيها الحقير .. لقد تماديتَ كثيرًا في أفعالكَ هذه !!
تجاهل إليوت كلماته لحين إشتد الغضبُ على وجهِ أوديسيوس معلنًا ذلك
- إبتعد عنها في الحال ..
رجفَ قلبُ إليوت إلا أنه ما كان ليبتعد بهذه السهولةِ عن طريدته .. تجلجل الغضبُ سريعًا في كل جسدِ أوديسيوس .. فاتسعت عيناهُ بجنونٍ شراري معقبًا
- إبتعد عنها . إنتهى !
ما أراد مواصلة العصيان و أودي قد وصل لهذا الحدِ من الغضب ، إبتعد عنها فأخذ اوديسيوس الدواء من يدي إليوت ودنى منها معطيًا إياها منه
بعدما إنتهى وقفَ ولا تزال ملامحُ القيادةِ على وجههِ ظاهرة ، بنصفِ عينٍ سألها
- هايسانث ويليام نوكتيس ، هل أنتِ من قتل عملاء الحكومة هؤلاء ؟!
لم تجب . من نظراتها علِمَ الإجابة التي يبحثُ عنها ، من حولهِ الجو إهتز من غضبه يواصلُ كلماتهِ الحادة بتبددِ الألوانِ من حوله
- حسنًا إذن . سنرى في هذا !
أحكم على يديها حتى شعرت بمفاصلها تتكسر ، خائرةُ القوى هي ، وليست بالذي يستطيعُ السير !
ولكنه جرها جرًّا .. فكبّل يديها بالأغلالِ في غرفةٍ بيضاءَ كما غرف المستشفيات ، مجلسًا إياها على الأرض .. وتاركًا إياها لحينِ الأوانُ المناسب !





جرى بأسرعِ ما يمكنه هذا الهاوي الخارجُ من جحيمٍ صنعتهُ فتاةٌ مجهولة !!
تلك اللعينة قتلت كل اصحابهِ في وحدة التدريب .. من تكون حقًا !؟
إلا أن عليهِ إعلامَ الجميع .. أن منظمةً – تبدو خطيرة جدًا – تقطنُ في منشأةٍ عسكرية قديمة
كانت قد تسربّت إليها إشعاعاتٌ نووية من المفترضِ أن تجلعها غير قابلةٍ للسكن أقلها لستين عامًا !
إلا أنها نقيةٌ تمامًا !! ما الذي يجري ؟!!
خارت قواهُ فجأة من وطأةِ الخوفِ الذي عاد إلى قلبهِ حين تذكرِ مصرع أصدقائه ..
هم مجرد وحدةٍ جديدة .. مجموعةٌ من الهواة ! ما كان عليهم أن يتسللوا دون إذنٍ إلى هذا المكان !!
ضرب الأرضَ بقبضتهِ لاعنًا
- تبًا !! ما كان علينا أن نتبع فضولنا !!
صوتُ صفيرٍ اعادهُ للواقع فأكمحَ رأسهُ ينظرُ للذي وفد للتو فاتخذ القرفصاء يعبث بالعلكة بين أسنانهِ هادئًا
صرخَ الجندي متفاجئًا
- كينهيلم !! حمدًا للهِ لقد أتيت !! لقد أُبيدت الوحدة كلها !! من قبلِ فتاةٍ واحدة !! انا الناجي الوحيد !! يا إلهي اشعر بالعار .. ما كان علينا الذهاب !
ما تكلم كينهيلم هذا ، إكتفى بمساعدتهِ على الوقوف مبتسمًا لهُ بعشوائية !
الجندي كان مرتاحًا قليلًا .. لأن هذا الشخص مختلف .. فهو ليس بالهاوي مطلقًا !!
ولكن الصمتَ عمّ .. إلا صوتُ الرصاصةِ من فوهةِ مسدسٍ أمريكي حديث .. إخترقت الرأس مباشرةً !
إبتسمَ كينهيلمالذي قتل رفيقته للتو و أستطردَ ناظرًا في كلِ مكان
- تريد الإبلاغ عن المنظمة ؟! هذا لا يجوز .. لن ادعك تفسدُ متعتي !
ما كانوا يعلمون .. الوحدة الثانية عشر بإن كينهيلم .. قد القاهم لحتفهم حينما اخبرهم عن المنظمة
كان يعلم .. بإنهم سيقتلون .. لذا لم يذهب معهم !!
وكان يعلمُ أيضًا .. أن متعتهُ تقبعُ هنا .. لذا فقد أخبرهم عن المنشأة .. تاركًا إياهم يسيرون للموتِ بخطاهم المجردة !
عاود يعلكُ العلكة بين أسنانهِ بشراهة ، نظر للسماء فعرف أنها ستمطر . فرحل !




إستند صاحبُ الشعرِ الليلكي الطويلِ على الجدار مرهقًا .. كم يؤرقهِ اللا شيءُ هذه الأيام !
مرهقٌ ولا يدري كيف يبدد كل هذهِ الطاقةِ السلبية من جسده .. فقط يعلم أن الخمول هذا سببهُ الذعر والخوف .. والماضي !
حتى متى يجبُ عليه مطاردةُ ماضيه ؟! النبشُ في قبور ضحايا حربِ فيينا قبل أكثر سبع عشرة عامًا !
كان حينها في التاسعةِ وحسب .. حينما عاثت الحربُ دمارًا وجعلت من احدى اجمل بلدانِ العالم خرابًا !
بلده الأم .. فيينا ! كم تاق للعودةِ إليهِ مجددًا .. ولكنه لن يفعل ! يعلمُ انها في افضل حالاتها الآن ولكن .. لن يعودَ لذلكَ المكانِ رغم توقهِ الشديد !
كفكف وجههُ بيدينِ راجفتين .. فتذكره .. وتذكر توقهُ للكلامِ معه .. أجل !! إن كان هو .. فسيفهمُ بالتأكيد كل هذه المشاعر المتدفقةِ في كيانه !!
أخرجَ هاتفهُ المحمول وضغطَ الأزرار مضطربًا .. يرجو ان يجيبه أقربُ أصدقائه !
فاهتز الهاتفُ بإغنيةٍ هادئة للطرفِ الآخر ، الذي ما كان متوقعًا إتصالًا بعدما انهى حمامهُ للتو !
نظر للشاشةِ فابتسمَ على إسم المتصل ، بهدوءٍ أجاب
- مرت فترة . اودي !
تنهدَ حالما سمِعَ الصوت ، خلف ظهره وضع يدهُ مستندًا عليها وعلى الجدار مرخيًا رأسه
فتخفي خصلاتُ شعرهِ كل وجههِ عدا الإبتسامة المرتاحة على ثغره
- إيليا ، مرت فترة ..
وقف إيليا مبتسمًا يسكبُ له كأس شرابٍ فاخر ، فارتشفَ منه ثم أعقب
- آه بالفعل ، شهرانِ ربما ؟! ، كيفَ هي احوالك الآن ؟!
ضاقت عينا اوديسيوس معقبًا
- لستُ في أفضلِ حالاتي !
لانت عينا إيليا وجلسَ الكرسي يحدّث صاحبهُ بنبرةٍ حانية
- أخبرني بما يهزُ قلبك ..
لا يدري ما يجبُ قوله .. هو فقط إتصل ليسمع صوتهُ ويرتاح !! وكان يعرفُ الكلماتِ قبل ذلك ولكنها تبخرت كما يتبخرُ الدخان في الفراغ !
- لا ادري حقًأ .. كثيرٌ من الاوجاعِ وحسب إيليا
أغمض الطرفُ الآخر عينيه .. مفكرًا بعمق ، سرعان ما ابتسم بنبرةٍ مرحة
- أودي ، لا يجب عليكَ ان تفكر دومًا بإستقامة ، حاول أن ترفه عن نفسك قليلًا .. ألا تذكرُ ذلك اليوم في الهند قبل سبعِ سنوات ؟! أول لقاءٍ لنا .. كنتَ سعيدًا حقًا بجانبِ الفيلة ! لما لا تذهبُ لرؤيتها مرةً اخرى وترفه عن نفسك
توردت وجنتاه ، إيليا هو الوحيدُ الذي يعرفه بحبه للفيلة .. تبًا كم يحرجهُ هذا !
- ل-لعين .. لا تقل هذا بصوتٍ عالٍ ! .. لستُ متفرغًا لأذهبَ للهند !!
أراد ان يثير حفيظته ، فبنبرةٍ مستفزة قال
- إيييه للأسف سيفوتك القطيع الذي يعبر كانبيرا إذن !
عرقُ الغضبِ على وجههِ بانَ يصرخُ في الهاتفُ بشدة
- كانبيرا في أستراليا ايها الاحمق !!!! لا تحاول ان تستفزني بحديثك على فيلتي اللطيفة !
تفجر إيليا ضاحكًا ، كان ينتظرُ رد الفعلِ هذا منه صاحبه .. اجل يحبُ أن يغضبه ..
إبتسمَ أوديسيوس بغضبٍ يشعرُ بالندمِ لإتصاله
- ما كان عليّ الإتصال لك .. انت من البشرِ الذين يسببون مرض الضغط
فجأة تاهت عينا إيليا .. وصمتَ وما بقي سوى صوت انفاسهِ الحارة وحسب
قلِقَ أوديسيوس ، وظهر ذلك جليًا على وجههِ يسألهُ بخوف
- أوي . ما بكَ إيليا ؟!
لمعت عيناهُ حزنًا يعبر عما في نفسه
- عثرتُ عليها .. عثرتُ على أختي اودي !
إتسعت عينا أوديسيوس بصدمةٍ عارمة ، وبدونِ تصديقٍ سأل
- حقًا ؟! ألم تقل بإنها ميتة .. ؟!
- هذا ما اعتقدته ..
- إذن .. ما الذي جرى ؟!
- أحتضنتي .. وكأنني .. لم ادمر حياتها ابدًا !
- إيليا ..
صمت الطرفانِ غير قادرين على التعبير .. بعد عدةِ دقائق تحدث أوديسيوس بحزم
- إسمعني جيدًا إيليا ، ما دامتْ حيةً فعليكَ أن تعتز بها ! تحميها ! تفعل ما بوسعكَ كي لا تبتعد عن ناظريكَ مجددًا ! أنا واثقٌ بإنها شخصٌ عظيم لأنها ما حاولت قتلك أو الإنتقام ! لذا لا تفرط فيها مطلقًأ !!
كم اضحكتهُ النبرةُ الحازمة .. كم بددت الكثيرَ من الهواجسِ في قلبه ،
بتوردِ وجنتيهِ ردد سعيدًا
- حسنًا سأفعل .
ومن بعدها دامت محادثتهما ثلاثَ ساعات .. كلٌ منهما يحدث الآخر عن مجرياتِ حياته
ولربما يكونُ المحزنُ حقًا .. أن كلًا منهما لا يدري عن وظيفةِ الآخر !



الجو الرطب ، الرائحةُ التي تبعثُ على الخمول.. والظلام التي تبدده انوارٌ بيضاءُ معدودة
أوعيةٌ ضخمة .. تتسعُ لبشريٍ حتى تحتل مساحةً لا يستهانُ بها من المعملِ الضخم
توزعَ على المساحةِ عدةٌ أشخاصٍ بزي العلماءِ الأبيض ، كلهم بوجوهٍ جادة
خالية من الحياة .. او الإرادةِ الخاصة حتى !
وقفَ سولومون وقفتهُ المعتادة يرمقُ كل ما في المكانِ بتفحصٍ شديد ..
إقتربَ منهُ حينها احد العلماء يحدثهُ بجديةٍ تامة
- سيد سولومون ، هل لديكَ إقتراحٌ في مجرى العمل ؟!
رمقهُ سولومون بلا إهتمامٍ متجاهلًا كلماته ، فسألهُ بعدها
- كيف يجري العمل ؟!
- على اكملِ وجه سيـ ..
- هكذا إذن . جيد !
دنى من إحدى الاوعية ذات المياهِ الجليدية . بيدهِ مسحَ الطبقةَ البخارية الباردة عن السطح
ورمق ما في الداخل بغيرِ رضا
- ما هذا ؟! .. لا تبدو النتيجة التي نطمحُ إليها !
توتر العالم .. حاول التملص من الإجابة إلا أن نظرات سولومون اجبرتهُ على الحديث
- أجل ، لا يزالُ هناك نوعٌ من الأخطاء . ففي النهاية هذهِ الطريقةُ جديدةٌ يا سيدي
ضاقت عينا سولومون بقليل من العصبية ، إلتفت إليه مهددًا
- أريد نتائجَ لا تبريرات ، إعملوا على تحقيق ما نصبو إليه وإلا ..
- ح-حاضر
- جيد!
أغمض عينيهِ خارجًا من المعملِ الخاصِ بالتجارب بخطواتٍ قويةٍ شديدة مفكرًا
- عليّ ان اكمل ما لم اكمله .. آنسة هايسانث !





مطأطأةً رأسها نحو الأرضِ تنظر ، إنتظرت هنا لساعاتٍ ولكن أحدًا منهم لم يأتي بعد
لا تطمحُ في رؤية المختل إليوت .. تفضل أن تبقى عنهُ مسافة خمسين مترًا على الأقل !!
زفرتْ ، تتذكر بعضَ الأمورِ القديمة التي اثار غبار نقعها ما فعلتهُ بجنودِ الحكومة السابقين ،
أغمضت عينيها مستحقرة .. هايسانث لا تتحمل الضعفاء المكابرين !
فُتح الباب . قاطعًا أفكارها العميقة ، ببرودٍ ترفعُ رأسها فتجدهُ أمامها .. القائدُ بنفسه . فريدريك !
باتت تنظرُ إليهِ مطولًا كما يبتسمُ هو لها إبتسامةً لم تفهم مغزاها على الرغمِ من كونها الإبتسامة الطبيعية التي يظهرها على الدوام !
- آنسة هايسانث ، أعذريني على هذا التصرفِ الغير لائق .. ولكن هناك ما اريد مناقشته ..
لم تبدِ أي موافقةٍ أو رفضٍ حتى ، فكان الأمرُ له جيدًا حتى يسترسلَ بالحديثِ معها
- حسنًا إذن ، دعيني افسر لكِ بضعة أمورٍ أولًا ! مثلًا كيف لا ازالُ حيًا ؟! وما هي تلك المادة الزرقاء ؟! ما رأيكِ في هذا ؟
لا تزالُ غير مهتمةٍ حقًا .. كلُ ما تريده هو إستعادة مفاتيحِ شقتها والعودة لفراشها والنوم ليومين كاملين !
إبتسم بلطفٍ زائد لم يرق لها وهو يبدأ الحديثَ بلا إبتسامةٍ بعدها
- عليكِ أن تعلمي ان لدي ماضٍ طويل مع والدكِ ومع سولومون كذلك إن كنتِ تعرفينه ! هذا لا يهمُ الآن ما يهمُ هو كون رغبة سولومون في موتي لا تضاهيها رغبةٌ في هذا العالم ، هو يرجو محقي وأنا ارجو خلاصه .. تعاقبٌ متضاد أليس كذلك ؟!
أخذ نظرةً سريعة على أعضاءِ منظمتهِ ثم اكمل
- قبل شهرٍ ونصف ، سرقنا المادة الزرقاء التي تدعى " بلورينا " وهي مادةٌ خطيرة لابد انكِ علمتي بشأنها حينما حضرتي لتشريحي .. يمكن إستخدامها في تجاربَ عدة .. تجاربَ على البشر ، على الأسلحة .. وحتى الطبيعةِ نفسها ! لذا قررنا ان نسرق ما لديهم وهي كميةٌ ليست بقليلة وليست بكثيرةٍ في آن !
صمتَ قليلًا ، ينظرُ في عينيها بشكلٍ أعمق
- بعد سرقتها وجدتُ ان المكان الأكثر أمنًا هو داخل جسمِ الإنسان حيث لا تتفاعلُ إلا بالحقن عبر الوريد فكانَ من الجيدِ إخفاؤها في احشائي كي اضمن ان لا تتم سرقتها منا بسهولة !
سعلَ قليلًا ، أشاح بوجهه متنحنحًا فأكمل
- بعدها وبكلِ جنونٍ لا اتذكر من أين جلبته .. وجدتُ نفسي واقفًا في وسط المنشأةِ العسكرية التابعة لسولومون ! بالطبعِ كانت خطةً محكمة كي يظن موتي ولا يتوقع ما سيجري بعدها من مخططاتٍ طويلة لدي .. وضع قناصًا واحدًا على السقف .. لم اعرف هويته .. للأسف ! ولكنه كان واثقًا منهُ لدرجةِ أن لا غيرهُ من الإمداداتِ وصل !
- قناصٌ واحد ؟
- اجل واحدٌ وحسب ! أيذكركِ بشيءٍ ما ؟!
تجاهلتهُ تمامًا تنتظرُ منه إكمالَ الحديث ، تنهد بقليلٍ من التعجب وإبتسامةٌ بلهاءُ على ثغرهِ ظهرت
إحتدتْ ملامحهُ يكملُ بجدية
- ومن أجل أن يظن القناص بإنه قلتني إستخدمنا جهازًا من تطوير دانتي ، يدعى OCAاو أداة التمويهِ البصري ، والتي تعملُ على تشتيت مدى نظرِ القناصِ من خلالِ بندقيتهِ الخاصة ، كنتُ على بعد 20 مترًا منه وقد ظنني على بعد 40 مترًا . تتخيلين ما حدث بعدها ؟
صمت لوهلةٍ ثم أجابت بجدية
- أخطأ القناصُ إصابتك بالتأكيد !
إتسعت إبتسامتهُ بشكلٍ مخيف يثني عليها
- أجل . احسنتِ ! تزامنًا مع إطلاقِ النار أطلق عليّ أوديسيوس بإستخدام رصاصةِ RDBبالطبعِ تعرفين ما هي .. فهي من صنعكِ في النهاية !
إحتدت عيناها بإنزعاج فيما تفاجئ كلُ من كانَ واقفًا وسمع حديثه ، إبتسامتهُ النقية .. شابتها خصلةٌ شيطانية واحدة حينما حدثها ببرودٍ غريب
- أعلمُ الكثير عنكِ هايسانث ، إبنة الأدميرال ويليام نوكتيس .. من الصعبِ أن لا تكوني مشهورة !
احد الواقفين .. حال سماعِ الإسم قد دارت بهِ الدنيا وباتَ من الصعبِ عليهِ الوقوف .. نبضتْ عينهُ المشوهة وشعر بها تحترق نارًا قائظًا !
تسارعتْ نبضاتُ قلبه .. يشتهي قتلها كي يحرق قلبَ أبيها عليها !! حتى وهو في قبرهِ نائم !!
سرعان ما خرج شاهان محاولًا تجنب الرغباتِ الملتوية .. ليكمل فريدريك حديثه
- قمنا بتعديلِ الرصاصةِ قليلًا بحيثُ تحتوي على سم POPDGوهو سمٌ خاص طورناهُ بأنفسنا يظهرُ عوارضَ الموتِ نفسها ، فلا يعرفُ احدٌ ان مستخدمهُ لا يزالُ حيًا ، بالطبع خاصية ذوبانِ الرصاصة و معالجتها للجرحِ لم تختلف ، ولأن الحكومة تستخدم رصاصات RDBفي الإغتيال لم يشكوا بالأمر بتاتًا !
قطبت حاجبيها ، واغمضت عينيها تفكرُ بعمقٍ فيما قاله .. اجل يبدو الأمرُ منطقيًا الآن بالنسبةِ لها
- لكن .. هناك ما يؤرقني ..
- ماذا ؟
- كيف عرفتي أني لا ازالُ حيًا ؟!
زفرت مرة أخرى ، مددت إحدى قدميها واستخدمت الأخرى مسندًا ليدها وتحدثت بعدها
- كدت تخدعني للحظات .. إلا أن هناكَ ما أثار إهتمامي .. ليس بالأمر الجلي ولا يلاحظه الكثيرون
- وما هو ؟!
- لم تنتفخ معدتك ..
- أرجو المعذرة ؟
جفلَ عدة مراتٍ يحاول إستيعاب ما قالتهُ للتو ، ما اهتمت لردةِ فعله بل اكملت ببرود
- في الملفِ الذي أعطاني إياهُ سولومون ، ذُكر بإن موتك قد حصل قبل عشرةِ أيام ، وحينما تكون طبيبًا جنائيًا ستدركُ انه بعد مرورِ عشرةِ أيام تنتفخُ المعدة وقبلها من المفترضِ إنتفاخُ الوجهِ وعدةِ أعضاء .. ولكن هذا لم يحدث لك
لا يدري لما لم يرقهُ هذا كثيرًا .. ما اراد تخيل نفسهِ كجثةٍ جميلة .. ليس قبل مرور ثمانين عامًا
- ولكني أردتُ التأكد لذا فتحت صدرك .. ورأيتُ قلبكَ ينبضُ بسعادةٍ في حقل أزهارٍ قبيح
جُرحَ تمامًا .. تجمعت الدموع في عينيه يجلسُ واضعًا رأسهُ في حضن فيميليا شاكيًا
- فيميليا هل سمعتِ ؟ هي تهين جمالي الأخاذ ؟
- كلا بل اهانت قلبك
- هذا جرمٌ عظيم
- ليس كذلك حقًا .. فحقول أزهاركَ مملة
تدمرت كلُ أحلامهِ وآماله ، فاتخذ من زاويةِ الجدارِ ملجئًا يقيهِ منهم .. هؤلاءِ الأشرار
تقدّم إليوت من اللا مكان .. ما كانت منتبهةً على وجودهِ ابدًا ، وبإبتسامتهِ اللعينة ركل وجهها على الجدار بقوة
عاصرًا إياهُ بأقوى ما يمكنها .. هي بالفعلِ خائفة !! خائفةٌ من العينينِ الخاليتين من المشاعر !!
لا تدري لما خافت منه !! ولكنها تخافُ حقًا وهذا ما يهمها !!
- إليوت ..
النبرةٌ الميتة لوحشٍ كاسر .. ذي نظرةٍ قاتلة .. وإبتسامةٍ هادئة قد جلجلت كيانه حقًأ
زلزلزت قلبه وارعشتْ جسده .. فتراجعَ ببطءٍ دون أن تتغير ملامح صدمته
- اعذرينا آنسة هايسانث .. سنأخذكِ لغرفةٍ ما لترتاحي لهذه الليلة وغدًا يمكنك العودة للمنزل !






الليل ذي صوارم حادة ، ذو وقعٍ كبير على نفسها وعقلها .. تفضلُ ضوءًا أبيض في الظلمة

لأنها وحسب .. تمقتُ تخيلاتِ عقلها حينما تكون غارقةً في ديجورٍ بهيم .. ذي تسللٍ بطيءٍ قوي

لم تستطع النومَ بدايةً حتى طرقت فيميليا باب غرفتها في منتصفِ الليل ففتحتهُ لها

حيثُ كانت الأخيرة خائفةً من هذهِ الليلة .. السادس عشرة من كلِ شهر .. هي تفزعُ متوجسةً من كل شيء !

ادخلتها هايسانث للغرفةِ غير فاهمةٍ لما اتت اليها تاركةً كل من في المنظمة من رفاقها ؟!

على كرسيها المتحرك الحديث تجلس ، تبتسم بخجلٍ وتلهو بأصابعها كي لا تقع عيناها على هايسانث

- ال-المعذرة على إزعاجكِ ليلًا .. في الواقع أنا ..

بترت جملتها ، فانتظرتها كي تكملها فاتخذت من السرير مجلسًا لها

- أعترفُ بأني لا ادري لما أتيتُ إليكِ .. ولكنكِ أتيتي على بالي حينما كنتُ خائفة ، انا احاولُ دائمًا الا اذهبَ لأحدٍ حينما اكون خائفة ولكن .. كلهم رجال .. وانا قليلًا .. اخشى منهم ..

- افهم ذلك

تفاجئت بردها ، ما كانت تتوقعُ ان تتحدث معها ابدًا ، سعدت بذلك كثيرًا وبسعادةٍ أكملت متحمسة

- حسنًا دعيني أعرفكِ بنفسي مجددًا ، ادعي فيميليا كو ..

قطعت جملتها مجددًا بتوترٍ كبير .. اشاحت بناظريها عنها .. خشيةَ ان ترى ذاك التوتر

عرفت هايسانث ذلك .. وما اردات أن ترغمها على إكمال جملتها او سؤالها عن سببِ توقفها

- وما الذي تريدينه مني فيميليا ؟!

إبتسمت بنقاءٍ عميق . ثم نطقت

- كنتُ اتسائل .. هل يمكنني أن انام معكِ .. لهذهِ الليلة وحسب ؟

أغمضت عينيها بابتسامة هادئة ، اشارت لها بيدها على الموافقة فشعرت فيميليا بإمتنانٍ شديد

كان السريرُ كبيرًا .. لا تدري لما يشترون الأحجام الملكية هذه .. لا داعي لها لشخصٍ واحد !

بعدها غطتا بنومٍ عميق ، لحين أتى الفجرُ تقريبًا .. فكانت هايسانث بين النومِ واليقظةِ عالقة

لا تدري هل هي تحلم .. ام انها فقط .. واعية لكل شيء ؟

سمِعَت صوت البابِ يفتح رافقته خطواتُ أقدامٍ خفيفة وإستقرارٌ جسدٍ على طرفها من السرير

فتحت عينيها وقد كانت الرؤية مشوشةً بفعلِ الظلمة .. ولكنها إستطاعت أن تشعر بإبتسامةٍ هادئة تخترقُ ظلام الغرفةِ البهيم

في نفسها رددت " هذه الرائحة .. إليوت ! "

ربتَ على خصلاتها بهدوء .. ثم همّ خارجًا دون أن يفعل شيئًا .. لم تهتمَ لذلك حقًا وعادوت إغلاقَ عينيها

بعد لحظاتٍ قليلة .. فُتِحَ البابُ مجددًا .. إلا أن الخطواتِ هذه المرة كانت ثقيلة .. ونوعًا ما متكلفة !

الوزنُ نفسه إستقرَ على طرفها مجددًا ورائحةُ عطر إليوت الغالي إنتشرت في المكانِ مجددًا

تضايقت قليلًا .. فتحت عينيها ترمقهُ بغضبٍ فأغلقتهما مجددًا .. إلا ان قلبها قد سقط فجأة

وارتجف جسدها كله .. حينما ادركت النظرةَ الخاطفة التي اخذتها عليه .. و الصورةَ الذي شاهدتها

فتحت عينيها مجددًا بفزع .. وعيناهُ تبرقانِ وسطَ الظلمة بابتسامة مجنونةٍ مختلة

مد يدهُ إليها بقهقهةٍ لم تسمعها إلا هي .. الوجل .. كان كل ما تسلل إليها وشعورٌ بالغربة في الطسم

إحتلالٌ لقبيلةٍ قديمة في عقلها .. أثارت كل شعورٍ بالخوفِ قد شعرتْ به سابقًا في حياتها

عيناه الذهبيتان .. تلمعانِ بشرارٍ أحمر ينوي قلتها .. وخلف الباب صوتُ خطواتٍ أخرى !! تشبه خطواتهِ هذه تمامًا !

لم تستطع أن تصدر أي صوت .. والأكسجين يتلاشى تدريجيًا من جوفها .. كم مرةً حاول خنقها للآن ؟!

جسدها مشلولٌ فلا تقدرُ على الحركةِ أبدًا .. و إبتسامته المجنونة تخترقُ بهالتها السوداء رحم العتمة

لم ينقذها سوى إستيقاظُ فيميليا وصراخها خائفةً من الذي لم تتعرف إليهِ لشدة صدمتها !

خرجَ بسرعةً من الغرفة .. وتلاشى في ظلامِ الممراتِ هاربًا .. وهايسانث فقط .. لم تفهم ما حصل !!





تنفست الصعداء ببزوغِ شمسِ يوم تحريرها .. على الرغمِ من مرورِ يومين وحسب ..

إلا انها أرادتْ الهربَ حقًا من هذه المنظمةِ الغريبة .. تكفيها هذه الأحداث لحياتها في هذا العالم وفي العالمِ الآخر كذلك !

أجل ستبقى كسولةً لآخرِ يومٍ في حياتها .. ستأكل وتشاهد وتبقى حبيسة المنزل .. يكفيها العالم الخارجي ومشاكله !

حققت حلما أخيرًا .. إستعادت مفتاح شقتها .. والذي كان كما توقعت في مكتبها في المستشفى الخاص الذي تعملُ فيه

بالطبع .. اضطرت لتبرير غيابها وبسهولةٍ إستطاعت ذلك فـ المدير احمق ويصدقُ كل شيءٍ خاصة إن مثلت دور المسكينة !

وصلت هايسانث لشقتها القابعة بعيدًا بعض الشيء عن نهرِ التايمز ، دلفت إليها ترغبُ حقًا بالنومِ على فراشها البارد لباقي أيام عمرها ..

إلا أن رائحةَ القهوة جذبتها .. وجلوسهُ على طاولةِ طعامها ازعجها .. كانت شقتها مرتبة !!

مرتبةً جدًا لدرجة أنها شقهت للمعانِ النظافة ودخولِ اشعة الشمس إليها !

ليست ترا اكوام الكتب .. ولا الطعام المكدس الذي كانت تتوق لتناوله .. ولا الملابس التي القتها على الأرض لتتذكر أن غسلها واجب !!

حتى اماكن اثاثها قد تغير وباتَ مثاليًا !! ولم يعد عشوائيًا كالسابق

- أين أنا ؟! ...

- في شقتك ، آنسة هايسانث !

سولومون اللعين .. لقد اثار الفوضى في شقتها !! كيف يجرؤ ؟!!

- آنسة هايسانث ، تعلمين أن العبقرية ليست مبررًا للفوضى .. ففي النهاية لا شيء اجمل من النظافة ولمعانها !

- أتعاني من هوس النظافة ؟

- اجل

إما ان يكون صريحًا جدًا إما أن يكون هنا ليتلاعب بعقلها ، فكرت .. كيف دخل على اية حال ؟!

لكنها كانت كسولةً جدًا لتسألهُ عن هذا !

اغلقت الباب وخلعت المعطف الطويل لتلقيهِ على الأرض فيحجدها سولومون بنظرةٍ حادة قاتلة

بإنفعالٍ مكبوتٍ ردد

- آنسة هايسانث !! لا تجبريني على غسلكِ أنتِ كذلك !

اخرجت لسانها ساخرةً منه ، ثم سارت لتسكب لها بعض القهوةِ التي اعدها سولومون دون إذنٍ منها

أخرجت الحلوى من الثلاجةِ ووضعتها على الطاولة وبدأت بتناولها دون أن تخرج واحدةً له .. كُسِرَ قلبهُ بعضَ الشيء ..

تنهدَ مستسلمًا .. هذه الفتاةُ غريبةٌ حقًا !!

وقفَ وأشار لها بالوقوفِ كذلك ، فاستدار لتنظر هي لظهرهِ العريضِ بلا إكتراث

- آنسة هايسانث أتعلمين .. أنا لستُ آسفًا

- على ماذا ؟

- هذا ..

بحركةٍ سريعة أمسك بها بقوةٍ دافعًا إياها على الجدارِ المقابل ، كبّل إحدى يديها بجزءٍ من الأصفادِ الحديدة وبالجزءِ الآخر كبّل عمودًا حديديًا مثبتًا بالأرض

ضربَ قدميها فسقطت متألمة ، ثم تنهدَ مجددًا ليبدأ الحديث جديًا

- آنسة هايسانث ، أنا ما كنتُ لأستخدم هذهِ الطريقة .. ولكني أحتاج لفعلِ هذا

كانت تنظرُ إليهِ وحسب .. دون أن تتحدث إليه

- عليّ إخبارك .. بسبب فعلة إيليا الشنيعة ..

إرتجف قلبها ، وأتسعت عيناها بقوةٍ تنكر مقولته .. لا تريد سماع سببه !!

أسبابُ إيليا يجبُ أن تبقى مطمورةً في المجهول .. وإلا فهي لن تسامحه !! مهما كانت أسبابهُ فهي لن تسامحه وستعود لمحاولةِ قتله مجددًا !!

لا تريد أن تعرف !! بقاؤها في جهلها هو ما جعلها تتعامل معهُ بطبيعية ولكنها إن عرفت .. لن تفعل ذلك مجددًا !

- توقف ..

بلا إكتراثٍ أكمل

- السببُ الذي دفع إيليا لتدميرِ عشِ السعادة الخاص بك والذي أدى لقتلِ ابويكِ ، وتدمير حياتك ومحاولة قتلكِ كذلك، هو ..

- توقف ..

- أن والديكِ كانا ..

- توقف ..

- يجريان تجاربَ على البشر !!

- لا تقلها !!!!

إستغرقها الأمر دقيقةً كي تستوعب ما قاله لها .. تجاربُ على البشر ؟!

- تعدت التجاربُ البالغين إلى الأطفال والرضع وحتى الأجنة .. فعلوا كل هذا بالسر وحينما اكتشفنا .. امرنا إيليا بقتل العائلةِ كلها ! كان من المفترضِ ان يقتل نفسهُ كذلك .. ولكني أوقفته !

- مستحيل ..

- ليس مستحيلًا آنسة هايسانث ، والداكِ مجرمان بالسر بطلان في العلن ! كان على احدٍ أن يوقفهما عند حدهما .. كان عليهما الموت .. هما استحقا الموت !

- توقف ..

إحتدت عيناهُ أكثر بإبتسامةٍ حقيرة ، رفع ذقنها بأناملهِ سائلًا

- ما الذي تريدينه الآن ؟! لقد دمر إيليا حياتك .. سلبكِ كل شيءٍ في لحظةٍ غادرة ، حرقت عقلكِ وقلبكِ واحلامك .. سلب منكِ ضحكة والدكِ التي احببتها اكثر من اي شيء وسرق مرح أمكِ الذي كان يدخل السعادةَ على حياتك .. كيف ستسامحينه ؟!

إنه شيطان .. هذا اللعين شيطانٌ حقيقي !! مراد هذا الشيطانِ خبيث .. دمارها العقلي والجسدي !

ويال الأسفِ إذ حقق مراده .. وفتح ابوابَ الحقدِ في قلبها مجددًا .. جحظت عيناها وبدأت ترتجفُ من الغضب والإنكسار

إغرورقت عيناها بالدموع .. وبدأت تبكي بالعينين المنبلجتين بغضبٍ وحزن

وبنبرةٍ باكية نادتهُ متألمة

- أخي إيليا ..

وربما .. كانت الوخزةُ في قلبهِ في تلك اللحظة .. ناجمةً عن ندائها له وهو بعيدٌ في مهمةٍ مستعجلة

- هايسانث .. 



* ملاحظة : جميع التوضيحات ادناه هي من اختراعي الخاص ولا ادري
إن كان لها وجود في الواقع أم لا !




Poison Of Pretended Death Girders
سمَّ عوارضِ الموت المزعومة
أختصارًا [ POPDG ]
نوعٌ من السمومِ التي تمّ تطويرها في معاملِ منظمةِ [ 666 – KOFA ] والتي تعطي الجسدَ مظهر الميت
حيث يستحيلُ الشعورُ بالنبضِ دون آلةٍ دقيقة ، يفقدُ الجسمُ حرارته ظاهريًا
فيغدو شاحبًا ، ومن يراه يصدقُ بكونهِ ميتًا ، لأن شاربهُ يسقطُ في غيبوبةٍ تمتدُ إعتمادًا على مقدار الجرعة المأخوذة
وقد إستخدم فريدريك هذا السمّ على نفسه ، مما جعل الحكومة تظنهُ ميتًا بحق ولأن طبيبًا لم يمسه قبل هايسانث فلم يدرك أحدٌ الخدعة



Optical Camouflage Apparatus
أدوات التمويه البصري
إختصارًا [ OCA ]
هي ادوات حديثة طورتها الحكومة وتمّت سرقةُ مخططاتها من قبِل إليوت عن طريقِ الخطأ في إحدى مهماته
تقوم بفعلٍ رائع في تشتيت الأسلحة حيثُ تظهرُ على سبيلِ المثال هدف القناص على بعد 15 مترًا وهو في الواقع على بعد 9 امتار وحسب!
مدى موجاتها التشتيتية هو 2 كلم مما يفيدُ كثيرًا في كثيرٍ من المهام ، ولكن للأسف لا تزالُ النماذجُ ناقصة
!

Rapid Degradable Bullets
رصاصات التحلل السريع
إختصارًا رصاصات [ RDB ]
رصاصاتٌ متطورة وقاتلة حالما تصيبُ الجسد في المكانِ المطلوب حتى تتحلل بسرعةٍ خاطفة
تحتوي على إنزيماتٍ تعمل على منعِ نبضِ القلب و إيقاف عمل جميع الأعضاء خلال أقل من 10 ثوان
في داخلها موادٌ تعملُ على معالجةِ الجرحِ بسرعة حالما تنخفضُ درجة حرارةِ الجسد لأقل من 30 درجة أي حينما يموتُ الإنسان
تستعملُ في عملياتِ الإغتيال كي تجعل من الصعبِ التعرّف على سببِ الوفاة ، حيثُ لا تتركُ أثرًا عند التحلل!







الإسم : كينهيلم واراسود
العمر : 23 عامًا
نبذة : في عروقهِ تجري دماءٌ عريقة لبلدٍ قديم ، لعوبٌ جدًا
يحب العلكة و لا يتوانى عن فعلِ شيءٍ إن كان لأجلِ متعته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

WHAT THEY SAY

  • " The thunder merged with the sorcery uncovering the mighty power of doom lurked within the hearts , deceiving the morn merely a man he was , swung between lust and sloth hence , my darling the road had just begun Atras was created , and it flames will never be extinguished maim the truth , you have just lied and cease the float of power above what a serpent crawled deep inside , till it fed all on me ? I loathe you my apollyon , why do I love you erupt the war , I'm here standing till my last breath ? oh slumberless nights , where do I go to where shall me run to ? from his eye's

    he's the hunter of mine was it legit ? to prove that he was there sleeping unlike me , and destroying every last cult I need a truce , he shall not approve and I dread under his rule , apollyon was the only fool his siege , an eternal ecstasy and must the mourning remain still until he decides not to fill the ill accusing himself of the treachery it was nice to learn a tranquility lament for me , it's my aftermath .

    Arlette to Apollyon,Thousand Years Back
  • " Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies the satisfaction of desire And not a life of abstinence Satan embodies the rigorous existence And not the spiritual fantasy

    Satan embodies absolute wisdom And not a holy self-deception Satan will give your favor And no love to the thanklessness Let me be the one you believe in I will save your soul for a live after death Satan embodies revenge In fact of a fault in a second time Satan embodies responsibility To the guys of sound mind Satan embodies all the sins...

    Kazu To Enemies,Valeran War

CONTACT ME

Template By Templatium | Distributed By My Blogger Themes