إستهدفتْ تِلكَ النفسَ الملِيئَة بالخطِيئَة ، أمالتْ الروحَ نحو السُباتْ
الأمل المُشَّبعُ بالخُطوطِ المُظلمِة .. شُبُهاتٌ لم تألفهَا قبلًا !
ما نظَّمتِ الوقتَ ليكونَ هكذَا ولرُبمَا لم تشعر قبلا بـ قُربِ مماتِهَا ..
همسَّت يومًا في نفسِهَا .. إنزياحًا لما كانَ في قرارةٍ سكنتّهَا مع أشباحِ ذكرياتِهَا !
السَوابقُ لن تترُكَها ، ستُلاحِقُها أينَمَا ذهبتْ ، نفسٌ متمرقةٌ في الوحلِ مطمورةٌ في الترابْ
ألا وفاةَ لهَا ولا منية ؟! ألا نيةَ لهَا ولا أُمنِيَة ؟!
وقد توقفتْ للتَوِ تسترقُ النظراتِ الى خارجِ إطارِ النَافِذة .. تراقبُ وقعَ المطرِ وإنهِمَارَه .. !
الأمرُ الذي باتَ معروفًا ، هي غيرٌ صريحةٍ مع ذاتِهَا مُطلقًا .. ولربمَا لو كانتْ .. لأنتَهَى الأمرُ منذُ أمد !
اكيدَةٌ بإنهَا قدْ شعرتْ بطَاقَتِهِ في الأجواءِ سَابِقًا .. ما الذي يُريدُهُ منَهَا الآن ؟!
هل أتَى لتنفِيذِ الوَعدِ يا تُرى ؟!
" هه " .. ضَحِكتْ عليهِ مُستَحقِرة .. ذاكَ الأحمقُ الذي يظنُ بإنَّ موتَهَا أكبرُ عذابٍ لَهَا !!
ألا يدركُ الأمرَ حقًا ؟! بإنَهَا لذاكَ الموتِ تَائِقة ، أنهَا لذاكَ الخلاصِ ذائِبَة
رددَتهَا ببرودٍ تفتحُ البابَ وتخرجُ من المنزلِ لـ تتبَلَلَ بقطراتِ المَطَرِ المُتسَاقِطةِ بغزَارة ،
الجَوُ عاصفٌ و السماءُ سوداءُ مُتهَّكِمَة ، إستَمعتْ إلى الصمتِ وسطَ الضُوضَاءِ المُنتشِرَة
وقدْ تبلَلَتْ تمامًا ، تعرفُ بإنَّ المرضَ آتٍ لهكذَا بللٍ بمياهِ المطَرِ البَارِدَة
لا تَهتمُ حقًا ، لا تريدُ أن تهتمَّ في الواقع .. يكفيهَا أن تشعُرَ على قيدِ الحياةِ من حينٍ لآخَرْ
تعمقتْ في السيرِ حتَى توغَّلتْ في الغَابَةِ مُبتعدةً عن المنزِلِ تمامَ الإبتِعَادْ
وقفتْ ، أغمضتْ عينيهَا لترَى عَالَمَهَا الداخِليَّ ، و [ ريو ] النائِم في وضحِ النهَارِ بدا لهَا هَادِئًا ،
إبتسمتْ بهدوءٍ تُرخي رأسَهَا عليهِ وتربتُ برقةٍ على رأسهِ دونَ أن يشعُر
- من الجيدِ أن الأمرَ يحصلُ في الليلِ وحسب .. !
نبرةٌ مُرتَاحة ، أكَّدت لنفسِهَا بإنَّه نائِمٌ نومًا .. وليسَ موتًا !
عادتْ للواقعِ حِينَهَا ، إرتاحتْ قليلًا بشعورِ البردِ الذي ينخرُ عِظَامهَا تدريجيًا ،
مسَدتْ كتفهَا بيدهَا تريدُ وحسبْ أن تُخلِي عقلَهَا من جُلِ الأفكارِ التي تراودهُ على الدوَامْ !
وبقيَّ السُكُونُ لفترةٍ من الزمنِ حتَى .. إرتعدتْ فرَائِصُهَا فجأة .. تنذرُ عن خطبٍ عظيمْ
شَحُبَ وجهُهَا ، إرتجفتْ كأرنبٍ وقعَ ضحيةَ ذِئبْ ..
تشعرُ بأنفاسهِ الحَارِقةِ على خلفِ رقَبَتِهَا ، واقفٌ خلفهَا .. بحضورٍ مُهيبٍ شيطانيَ !
بإبتسامةٍ حقيرةٍ رددَ إسمهَا مُنتشيًا ، ما التفتتْ إليهِ أبدًا فـ أمسكَ بـ يَدِهَا مُجبرًا إياهَا على مُقابَلِته
وقعتْ عينَاهَا عليه .. هو الذيّ .. سرقَّ مرةً قلبَهَا .. ومزَّقهُ إربًا إربًا
القسَماتُ الشيطَانِيَة لذي العينينِ الحمراوتَينِ باتتَا حنُونتينِ بغتةً ، أحاطَ وجههَا بكلتَا يديهِ
مبتسمًا .. أجملَ إبتسامةٍ يمكنُ لشخصٍ ان يبتَسِمهَا
- ما الأمرُ يا صغيرة ؟! مرعُوبةٌ من لقياي ؟!
قلبكُ مذعورٌ لحضوري ؟! و حياتُكِ في خطرٍ لحياتي ؟!
أنبضَ قلبُك سلوًى لخطورةِ أمري ؟ ونذيرًا يشعُ قاتِمًا على روحي ؟!
أم رأيتي النارَ تلتهبُ شُعلًا لإنحلالي .. ومرتعًا يشقُ الروحَ لإنحطاطي ؟!
وكيف تبدو لكِ تساؤلاتي ؟! وهمًا أم سرابًا مُتعالي ؟!
وليَّ هذهِ اللحظاتُ أتتْ لإمتاعي .. كُربةً بهَا أنتشي بكلِ أخطائي !
تمَالكَتْ نفسَهَا .. إزدردتْ ريقهَا ، هو الوحيدُ .. هو الوحيدُ الذي يجعَلُهَا تتعلقُ بالحياةِ هكذَا
هو الوحيدُ الذي يُجبِرُهَا على أن تخشَى الموتَ على يديهِ الطَاغِيتَينْ !
- ولو ألفيةٌ مضتْ .. لن أخشى ظهُورَك !
بترددٍ علَّمتْ تِلكَ الكَلِمَاتِ بالشجَاعَةِ الزَائِفَة مُحاولةً ألا تُظهرَ خوفَهَا منهُ بقدرِ الإمكَانْ
يستطيعُ هو .. أن يشعُرَ بالخوف ، يشمهُ ، ويعرفُ حضُورَه لذا يعلمُ بإنهَا .. خائِفَة
أبعدَ يديهِ عنَها ، غطى عينيهِ بيدٍ واحدةٍ وقهقه بشرٍ مُستطيرٍ بصوتٍ خافتْ
سخَر مِنهَا بتِلَكَ الضِحكَة ، توقفَّ هُنيهةً ونظرَ إليهَا بغضبٍ جامِح !!
فهِمتْ مقصَدهُ حرفيًا ، حاولتْ أن تتراجَعَ للخلفِ إلا أنَّ قدَمَيهَا ما قَبِلتَا بالتحركِ أبدًا
جرَّ شعرهَا رافعًا إياهَا لمستواه ، آلمهَا رأسُهَا ، كبتتْ الصرخةً المُتألِمَة
وبانَ عِرقُ الغضبِ على وجههِ المُرعبِ الوحشيَّ
بنبرةٍ راجِيةً أخبرتهُ بالتوقفِ إلا أنهُ لن يجدَّ لهذا سبيلًا .. كلا ليسَ الآن !!
هوى بِهَا على الأرضِ فـ أرتطمَتْ بقوةٍ كادتْ تُحَطِمُ عظَامَهَا تمامًا ،
ما استطاعتْ الوقوفَ ، ما اعطَاهَا فرصةً لذلكَ بإن ركلهَا بقوةٍ على بطنِهَا ،
وواكبَ ركلهَا مِرارًا يصرخُ بهَا غاضبًا بوحشيَّة :
- إسلخِيهَا !! هذهِ البشريةُ إسلخِيهَا !!!
امسكَ برقبتِهَا ورفعَها عاليًا ليلقِيهَا تاليًا على جذعِ شجرةٍ فـ تأذى عمُودهَا الفقري
تابعَ الصُراخَ بنفسِ الغضبِ والعصبيةِ مرارًا يُكِملُ ضربهَا :
- إسلخِيهَا !! إسلخِيهَا !! إسلخِيهَا !!!!!
ركلهَا ، لكمهَا ، وهوى بجَسَدِهَا مرارًا وتكرارًا على الأرضِ وجُذوعِ الأشجَار ،
رفعَها من ملابسِهَا يلهثُ بجنونِ غضبٍ ملحميّ .. لعقَّ الدِمَاء عن وجههَا بنشوةٍ غاضبةٍ مُنتشية
رماهَا ، حطَّ بقدمهِ على صدرِهَا يضغطُ قسرًا على رئتَيهَا حتى يخنُقهَا ..
ولو
لِثانيةٍ شعرَ برجائِهَا .. إبتعدَ عنهَا مرعُوبًا لاهثًا .. وكأنما
ترجِيهَا ذاك .. قد أجبرهُ على الخضوعِ لشعورِ الذنب الثقِيل ..
هزَّ رأسهُ طارِدًا مَشاعِره .. زفرَّ كالوحوشِ المسعُورة ..
ولمَّا نظرَ إليهَا مُجددًا تحاولُ الوقوفَ حتى إنكسَرتْ عيناهُ تمامًا ..
وأظهَرَ الألمَ لحَالِهَا .. وحينئذٍ وقفتْ .. هرعَ مُحتضنًا إياهَا بقوةٍ جبَّارة ،
متمسِكًا بِهَا لأخرِ رمقٍ في حيَاتِه ، خلخلَ أصابعهُ في شعرِهَا مستنشقًا عبيرهَا بشوقٍ كبير
الصقَّ جسدهُ بجسَدِهَا .. حتى شَعرَ بنبضِ قلبَهَا السريعِ المَرعُوب ،
تمسَّكتْ بملابسهِ بقوةٍ كبيرة .. تحاولُ أن تتنفسَ عبَر الأضلعِ المُحطمَة
دافئٌ هو .. دافئٌ جدًا لدرجةِ تخدُرِ نُخَاعِ عظمِهَا .. على الرغمِ من برُودةِ يديهِ القاسيتين !
- صهٍ آيـامي .. لا تنطقِي بشيء !
إنصاعتْ لطلبهِ ولم تتحدثْ .. عيناهُ للفراغِ تنظُرانِ مستشعرًا إرتجافَ جسدِهَا خوفًا مِنه
صمتْ لثانيةٍ وأكمل بعدهَا :
لم يُعجبهُ الجوابُ فقطبَ حاجبيهِ مُنزعجًا يسألُ بفضولٍ و عمق :
ابعدهَا عنهُ ينظرُ إليها بنفسِ الإنزعاجِ الهادئِ على وجهه ، وضع كفهُ على وجنتهَا هامسًا
بشيطانِيةٍ في أذنهَا .. بنبرةٍ مُهيبةٍ مُوجِسَة :
- انا الذي بالقسمِ أدليتُ .. أن أُذنِبَ وأشُطَر الحياة
أنا الذي بالذنوبِ أنضحُ شيطانًا .. عظيمَ الإثمِ مُهابًا جشعًا
أنا الذي حذَّرِكِ الحُلمُ منهُ وأنذرتكِ أصواتُ الجنِ في الهواءِ من قُربه
وأنا الذي لقتلكِ أتوقُ .. لا حُبَّ في قلبكِ لي يجوزُ !
قد إستبدَّ الخوفُ بِهَا .. لا تدري أي جوابٍ يجبُ أن تُجيبَ بهِ على كلامِه
أعطاهَا إبتسامةً فاتنةً وقبَّل وجنتهَا مُربتًا على رأسِهَا .. حرَّكَ يدهُ فضربتهَا الجاذبيةُ
لتٌسقِطَها أرضًا وتتفحَ الجروحُ من بعدِ ما كانتْ على وشكِ الشِفَاء !
بحثَ في أقربِ مكانٍ عن جدارٍ صخريٍ يمكنهُ إستخدامُه ، حالمَا وجدهُ حتى عَادَ إليهَا
مطرُوبًا سعيدًا ، أخذَ يرنُو إليهَا تلهثُ على الأرضِ منقوعَةً بدماءِ جريمتهِ النكرَاءْ
حملهَا بينَ يديهِ برفقٍ يبتسمُ لهَا إبتسامةً ودودة مُعلنًا عن خبرٍ لعين :
- ما دُمتِ غيرَ مُطيعةٍ لألجئنّ للعُنفِ الآن !
نَحو الجدارِ الحجري سارَ بخطواتٍ قصيرةٍ سريعَة ، وصلَ إليهِ فأنزلهَا مُجبرًا إياهَا على الوقوفِ
بإستعمالِ طاقتهِ المُظلِمَةِ السَوداوِيَة ..
امسكَ بيدِهَا اليُمنَى ، طعنهَا مُثبتًا إيَاهَا على الجدارِ بسكينٍ إخترقتْ باطِنَ كفِهَا
وفعَل بالإخرَى الشيءَّ نفسَهَ !
وقعتْ عيناهُ حينهَا على عصبةِ العينِ السوداءْ ، تطايَرَ الشرارُ من عينيهِ يشدُ رأسهَا بقوةٍ صارخا :
- تجرؤين على إخفائِهَا يا حقيرة ؟!!! بعد كُلِ القراراتِ اللعينة ؟!! تُخفِينَ هذهِ العينَ التافِهَة ؟!!!
نزعَ العصبَة رامِيًا إياهَا على الأرضِ بإشتدادٍ حادٍّ لأعصابهِ المحلُولَة !
عادَ ليبتسمَّ بشكلٍ لعين .. واضعًا يدهُ على رأسِهَا بجمودٍ أهابهَا .. مشاعِرهُ خافِتة ..
هي تعلمُ هذا ولكن .. كيفَ لهُ أن يكونَ مُتجردًّا مِنهَا تمامًا ؟!
ما قالَ شيئًا ، وجَمَ صامِتًا .. وعيناهُ لا تكادانِ تُفارقَانِ عينيهَا .. !
و صرَختْ ، صرخت بألمٍ حَالمَا إستخدمَ عليهَا تقنيةً خاصَّة .. تقنيةً تُسببُ الألمَ للروحِ وليسَ الجسد !
تتقطَّع ، تحترق ، ومشاعرٌ لا يمكنُ لهَا أن تُفسرهَا أو تعبَّر عنهَا بالكَلِماتْ ..
هذا الألمْ .. هذا العذابْ .. هذا العذابُ الذي يتخللُ كلَّ خليةٍ على حدى .. صاعِقًا كُلَّ واحدةٍ منها بألمٍ مُختلف !
رُوحهَا تفنَى .. تتمزَّقُ وتتلوّى صارِخةً كمَا تصرخُ هي مُتألِمَة ..
تكادُ تُجن .. بل قدْ جُنَّت بالفعلِ مع تواكِبِ الصرخاتِ وظهورِ العلاماتِ السوداءِ على جسَدِهَا
تغيَّرت عيناهَا .. وبياضُهمَا إلى الأحمرِ إستحالَ لتدفقٍ الدماءٍ بنزيفٍ حادٍ في داخلِ جسدهَا
إستحبَّ [ كازو ] هذا العذاب .. قهقهَ بخفيضِ الصوتِ راضيًا .. فأمسكَ بشعرهَا مميلًا رأسهَا
حتى كُشفتْ رقبتُهَا تمامًا لهُ بعدمَا أبطلَ التقنية .. كشفَ عن أنيابهِ الساغِبةِ للدماءِ وعضهَا بِهَا
يشربُ من دمِهَا كالسُكَارى .. ما اكتفى .. عليهِ أن يُعذبهَا أكثر ..
وكمَا يهمُّ لذلك حتى يظهرَ حاجزٌ مبعدًا إياهُ عنهَا .. ويقبضَ عليهِ شخصٌ ما من الخلفِ بقسوة !
جاءهُ صوتُ مُقيدِهِ غاضبًا بإبتسامةٍ هادِئة :
- كازو – ساما .. تعديتَ الحدود حقًا .. حقًا تعديتَ الحدودَ هذهِ المرة !
ببرودٍ ردد [ كازو ] الإسمَ بلا مبالاةٍ واضِحَة .. أرادَ أن يفُكَّ نفسهُ إلا أنهُ فشلَ مصدومًا لهذا الفشل
ضغطَ [ جاليوس ] على رقبتهِ بيدهِ التي تقيدهُ متحدثًا بنفسِ النبرةِ السابِقَة :
- أتريدُ مني إرسالكَ لموتٍ مؤقت ؟! أستطيعُ فعلها كازو – ساما .. استطيعُ ذلك حقًا !
غَضِبَ [ كازو ] وثارتْ براكينهُ يتوعَّدُ هذا الحقيرَ حالمَا يستطيعُ الفرارَ من بينِ براثِنه
و كـ الأشباحِ أمامهُ ظهرتْ .. مُثيرةً رياحًا عاصفةً في أرجاءِ الغابةِ كُلهَا .. هزَّت عيناهَا نفسه
العينانِ اللتانِ مثلتَّا أعظمَ ظُلمةٍ وأعظمَ غضبٍ شاهدهمَا في حياتِه ، امسكتْ من ظهرتْ أمامهُ
فجأةً بوجههِ صارخةً فهزّتِ الغابَة كُلهَا والأرضَ معهَا :
- كيف تجرؤ على المسَاسِ بـ آيـامي – ساما أيها الحقير ؟!!!
لتلعنكَ الأرضُ والسماء !! لتحتقرنَّك الحياة !! لتدنسنَّك بالترابِ أيها الوحشُ الهمجي !!
ولو لي الصلاحية لتناولتُ هذا الجسدَ ببطئٍ في دائرةِ العذاب و نكَّلتُ بروحكَ مشتتةً
في أرجاءِ السماواتِ والأراضينَ السبع !!
عمَّ الإغضاءُ وجههُ بـ إبتسامةٍ مُتحديةٍ لتنفيذِ هذا الوعيدِ من الكلام !
و [ جاليوس ] من الخلفِ ينظرُ نحو سيدتهِ بقلقٍ شديد .. يريدُ إفلاتَ اللعينِ
والجريَّ نحوهَا لإنتشالِهَا من النصلِ الحقير !!
[ أمارانث ] العدُولَ عن التعذيبِ قررتْ ، ونحو [ آيـامي ] جرتْ مُسرعةً مُحررة إياهَا من القيدْ
إحتضنتهَا بقوةٍ تعتذرُ بعارٍ في نبرتهَا ونفسها :
- المعذِرَة آيـآمي – ساما .. ما اتينا بسرعةٍ على الرغمِ من شعورنَا بالخطر !
هزأت [ آيـآمي ] رأسهَا نافيةً كلامَ رفيقتهَا ، ألقتْ بثِقلهَا على [ أمارانث ] التي تمسَّكتْ بهَا بقوة
أغمضَ [ كازو ] عينيهِ بعدهَا بهدوءٍ مع تقطيبةِ حاجبيه ، فرقع بـ أصابعهِ وأختفى !
ما اهتمَّ [ جاليوس ] الذي جلسَ بسرعةٍ بجانبِ [ أمارانث ] مربتًا على ظهرِ [ آيـآمي ] :
- آنستي !! أنا جاليوس يوليوس قيصر .. أشعرُ بالعارِ لتقصيري !!
رمقتهُ بهدوءٍ محاولةً أن تٌخفف عنه ، مدتْ يدها نحو وجههِ تلمسُ وجنتهُ بتعبيرٍ باردٍ مُعبِّرة :
- جاليوس .. ألهذا العارِ أنتَ خاضِع ؟! ما عَهِدتكَ من المُنكسرينْ !
لا تكنْ من الذينَ يشعرونَ بالعارِ على أقلِ تقصير .. فلولا وجودك أنتَ وهي
لكنتُ منذ أمدٍ من الهالِكين ، أنتمَا لي بمثابةٍ الحياةِ وسطَ الجحيم
وانتقاصُ حقِ نفسكَ أمامِي يؤلمُ الروحَ التي تعزُكَ وتُحِبك !
ركعَ خاضِعًا لهَا بعينينِ مُغلقتينِ وملامحَ تعبِّرُ على الألمِ الذي يشعرُ بهِ لما حلَّ بِهَا
أحاطتْ هالةُ [ أمارانث ] بِهَا ، الهالةُ التي تشبهُ الطفوَ على السحاب .. لطيفةٌ
وتجرُ النفسَ نحو النعيمِ والرخاءْ .. تشبهُ النقاء .. تجلبُ الشِفاء وتعطي الأملَ بـ الحيَاة !
عالجتْ [ أمارانث ] بهذهِ الهالَة كُلَ جروحِ جسدِ سيدتهَا ، وما اعطتها الأخيرَةُ فرصةً لعلاجِ روحِهَا
لا تريدُ لهَا ان تُضحي بجزءٍ من صِحتِهَا كي تُشفى هي من كُلِ ندبٍ سببتهُ لها العدوى والآلام !
حملهَا [ جاليوس ] بينَ يديه وسارَ بِهَا نحوَ البيت !
______________________________
*ملاحظة : الحب الذي قصدهُ كازو كما قصدتهُ آيـآمي ليس حبًا رومانسيًا بل نوعٌ آخر !
الشخصيات الجديدة : -
تقلبٌ مزاجي كما تتقلبُ فصول السنة ، كحدة السيوفِ مزاجه ،
أعصابٌ فولاذية سهلة الأنحلال في إحمرار العقيق في عينيه .. !
امتلأ قلبه عشقاً ولكنه مات كما يموت الصقر وحيداً ..
إرتدى قناع الوحوش مُكرهاً .. حتى أصبحَ هو من يحرك الوحوش !
أُختِيرتْ رُغمًا عنهَا لتكُونَ حارِسةً أبدية .. ظنَّت بإنَّ الكُره لهذَا العمل محتوم
إلا أنهَا تاهتْ فيهِ حُبًا وأقسمتِ الطاعة لأبدِ الآبدين
هي سليطةُ اللسانِ حنونةُ الطِبَاع وذاتُ هالةٍ من جمالِ السماواتْ !
مُحِبُ المَشاكِلِ صاحبُ الولاءِ العظيمْ ، عاشقُ التعويذاتِ والأساليبِ القدِيمَة
إنتظَر إختيارهُ لسنواتٍٍ لخِدمتِهَا حتى .. حصَل على مُرادهِ بصعوبةٍ قُصوى ،
ذو قلبٍ مُظلمٍ ناقضتهُ نُكتةٌ بيضاءُ في وسطِه !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق