اربعتهم يرون ما حولهم بشكلٍ غريب ! هم يسيرون في السماء والمدينة مقلوبة فوقهم ! لابد وأنهم قد جنّوا الأن !
توقف دانتاليون يرمق المدينة التي اتخذت مكان السماء بصدمة يردد لأخوته بتوتر
- هل نحن نحلم أم ماذا ؟!
تقدم تشيتوسي بابتسامة مرعبة يردف بشيطانية
- ما رأيك أن ندمرها كي نعلم !؟
تعجب جيراهيم ، تقدم منه وهو يقول بصدمة
- تشي ! هل جننت ام ماذا ؟!
التفت اليه تشيتوسي بنفس الابتسامة المرعبة يجيبه بطريقة تهديدية
- هل تريد أن ادمرك كذلك .. جيراهيم ؟!
تراجع جيرا للخلف ، تقدم هيرو يبتسم ببلاهة ويقول
- حسناً اذا تشي ! فالنقم بتدمير تلك المدينة المقلوبة !
أُعجب
تشيتوسي بحماس هيرو ، قفزا في نفس الوقت يطيران باتجاه تلك المدينة ، حطّا
على ارضها فنظرا للسماء !! وكانت صدمتهما هنا ! لقد بدت لهما السماء
مقلوبة وان اخويهما يقفان بشكلٍ مقلوب !
المدينة
كانت مهجورة ولم يكن فيها أي اثر للحياة ، ملامح تشيوسي كانت مرعبة على
غير عادة وهيرو بجانبه يحاول أن يحلل ما يجري من حوله ،
قام
هيرو بالتصفير فظهر كلٌ من دانتاليون وجيرا امامهما فجأة ، هزوا جميعاً
رؤوسهم وتفرقوا سائرين في ارجاء المدينة الاثرية المهجورة ..
استغرقوا
وقتاً طويلاً ، المدينة تبدو كالمتاهة تماماً وهم لا يعرفون أين الطريق
الصحيح ، هي مبينة حتى تقودهم لنقطة البداية ولا يستطيعون الخروج منها !
تجمعوا مرة أخرى في مكان واحد رغم ان كلاُ منهم ذهب في اتجاه مختلفٍ تماماً عن الآخر !!
تشيتوسي لم يحتمل أكثر ! هو غاضبٌ ويريد تفجير غضبه ، طفى في الجو واستدعى رياحاً جليدية دمرت جزءاً كبيراً من المدينة !
عاد للأرض ، اقترب منه دانتاليون ينطق بهدوء
- لا فائدة ، نحن عالقون في متاهة لا نهاية لها أو حتى بداية !
جلس هيرو على الأرض ووضع يديه مقابلتين لبعضهما ، تجمعت ظلال المدينة حوله وكونت فتحة سواء تحته ،
غاص في تلك الفتحة للحظات ثم عاد وعلى وجهه ملامحه الخيبة ، نظر لأخوته وقال يستند على جدار احد المنازل
- حسناً لا طريقة للخروج حتى عبر الظلام !!
شعر
جيراهيم بالملل وقرر إستخدام طريقة مختلفة من اجل الخروج ، نفذ تقنية ما
فظهرت الدخاخين من كلِ مكان وحالما تلاشت ظهر كلبٌ عملاق برأسين ينظر اليهم
برغبة في قتلهم ،
صرخ عليه جيراهيم
- اجلس مكانك ماكسيليو !
جلس الكلب الشرس بإطاعة لأمرِ سيده ، اقترب منه جيراهيم وقال بهدوء يربت عليه
- اذهب و جد لنا طريقاً للخروج !
إنحنى
ماكسيليو وبدأ يركض بسرعة خيالية حول المكان ، من سرعته الفائقة بدى
وكأنها اختفى من الوجود ، مرت عدة دقائق حتى عاد مجدداً وانحنى لجيراهيم
يهز رأسه بالنفي !
زفر جيراهيم وامره بالذهاب فاختفى من امامهم ، لم يبقى غير دانتاليون الذي وقف ينظر بتمعن في جزءٍ معين من المدينة ،
- هناك زوار !
قالها بابتسامة ماكرة فالتفت جميع اخوته ليروا مجموعة من الوحوش ذات الشكل الغريب قادمة باتجاههم بسرعة مهيبة !
تقدم تشيتوسي ، ابتسم بجنون وهستيرية وهو يردد يلعق سيفه الفولاذي بشيطانية
- انا من سيقضي عليهم !
هز
الجميع اكتافهم وتراجعوا للخلف ، ريثما ركض تشيتوسي ناحية الوحوش التي لا
تمتلك وجهاً او شكلاً متناسقاً للجسد ، جلدها كان ازرق فاتح شاحب !!
تارة
قطع اطرافهم ، تارة جمدهم وتارة قطع رؤوسهم ! وتارة اخرى قطعهم لأنصافٍ
متساوية ! إلا أن طريقته المفضلة كانت حينما يدخل يديه داخل اجسامهم ويخرج
كامل اعضائهم الداخلية ليعتصرها امامهم !
انهى
المهمة في دقائق معدودات صنع خلالها بركة كبيرة من الدماء ، وتناثرت
الدماء على كل جسده ، بقيّ واحد ، امسك به وعضه في رقبته بأنيابه وانتزع
رأسه بها ثم سحق جسده بقدميه !
لعق كافة الدماء من على يديه وسيفه ثم التفت ناحية اخوته بابتسامة هادئة ، اعاد السيف لغمده وعادت العقلانية الاعتيادية على ملامحه ،
- كان امراً ممتعاً ، مرت فترة لم اقتل فيها !!
تقدم منه دانتاليون بابتسامة ثم قال
- اجل اجل لا يهم ، اسمعني تشيتوسي ربما يمكننا الخروج من هنا الان !
اتسعت اعين الجميع منتظرين إكمال دانتاليون لكلامه
- حسناً
اسمعوا سوف نطير كلُ منها يقف عند زاوية من زوايا المدينة ، وفي نفس الوقت
نضربها بتقنية من تقنياتنا ! فحالما ندمر هذه المدينة قد نخرج !
اتخذ جيراهيم وضعية التفكير ، ابتسم وقال بعدها بهدوء
- اجل انتَ محق لنفعل هذا !
فعل الجميع ما قاله دانتاليون وطفو عند زاوية من زوايا المدينة ، اخذ كلٌ منهم نفساً عميقاً وبدؤوا يرسلون تقنياتهم لتدمير المدينة
دانتاليون
استخدم كرة نارية محاطة بالرعد ، تشيتوسي استخدم مياهاً حمضية ، هيرو
استخدم ضوءاً ابيض محاطاً بالظلال ، جيراهيم قد اخرج حمماً من ارض المدينة !
تجانست كل هذه التقنيات فامتزجت وسببت انفجاراً هائلاً دمر كل شيء !
بعد لحظاتٍ فتحوا اعينهم ليجدوا انفسهم في قاعة الاجتماعات والجميع بانتظارهم
- تأخرتم يا اعزائي ، هيا لديّ اليوم موضوعٌ مهم !
- قلقتُ عليكم ! لا تخيفوني مجدداً !
- واخيراً اتيتم ! هيا اجلسوا ايها الحمقى !
- توقف كازو ، انت فظيع !
- كلكم مجانين ! لستُ مثلكم !
- انت اكثرنا جنوناً ايها الاحمق !
ابتسموا جميعاً ، شعروا بالسعادة و الخدر في اجسادهم ، اتخذ كلٌ منهم مقعداً وجلسوا يستمعون لما يقوله ساتان !

فتح عينيه مصدوماً من المياه الباردة التي سكبت عليه فجأة ، انتفض من البرد وصرخ في وجه من ايقظه بحقد
- تباً لك ! لما فعلت ذلك !!
ادرك أن من فعلها كانت آيـآمي التي تنظر اليه بغضبٍ مرعب ، جرته من ياقة ملابسه وضربته مراراً على وجهه حتى تورم
- تباً لي اذا ايها الحقير ؟! ستندم !
بعدما انهت عملية ضربه وتكسير عظامه جلست على طرف السرير ريثما هو يستوعب ما الذي يجري هنا !
- كان حلماً ؟!
اجابته تسخر منه على غير عادة
- من الطبيعي ان تحلم وقت النوم يا ذكي !
ابتسم بسخرية على نفسه ، راح يمعن النظر فيها بهيام و راحة لأن كل ما مرّ به للآن كان مجرد حُلم !
ترجّل من الفراش وذهب لتغيير ملابسه وبقيت هي تنتظره حتى انهى ما يفعله ومن ثم خرج برفقها في شوارع كونوها ،
بقيا يسيران فترة من الزمن يمكسان بأيديّ بعضهما ويتبادلان اطراف الحديث
- اذا ما هو ذاك الحلم الذي كنت تشاهده ؟!
- كان مزعجاً بحق ! اعني كنتِ على وشكِ الموت ! وآيـآكا تحاول أن تدمج العالمين !
- ماذا ؟! آيـآكا ؟! انت تمزح ! إنها وديعة كالقطط ! لن تفعل امراً كهذا !
- اجل اعلم ذلك لهذا قلتُ بأنه حلمٌ مزعج !
- انسى امره ، على اية حال أين ماريا ؟! لقد اختفت !
- لابد وانها تلعب مع ميناتو كالعادة !
- سيقعان في الحب قريباً هيهيهي !
- كلا لن اسمح لها بأن تحب ابن ناروتو الاحمق !!
- وكأنك تتحكم بالمشاعر ايها القبيح !
- كلا ولكني استطيع ان اوسوس فيها كالشياطين !
- غبي !
تقدمت
منهما طفلة على حين غرة ، كانت في العاشرة من عمرها ، بشعرٍ اشقر كالذهب و
عينان زرقاوتان جميلتان ، احتضنت ساسكي بقوة فحملها بين ذراعيه وقبلها
يردد بسعادة
- اين كانت محبوبة والدها ؟!
ابتسمت بهدوء واجابت
- مع ميناتو ، علمنا العمّ ناروتو الكثير من تقنيات النينجا !
زمّ ساسكي على شفاهه ثم اردف
- ذلك المزعج لا يكف عن التدخل !
ابتسمت ماريا بهدوء ثم طلبت من ساسكي انزالها ، اتجهت لآيـآمي وقالت لها بنفس الابتسامة
- امي ، هل ليّ بملابس من جدي ساتان ؟! يعجبني ذوقه في صناعتها !
رغم
كون ماريا ابنة آيـآمي وساسكي إلا انها بشرية كاملة ، لم ترثّ اياً من قوى
آيـآمي او القوى الشيطانية ! فقط ورثت ما عند الاوتشيها !
ابتسمت آيـآمي وهي تربت على رأسها وتجيب
- بالطبع ، حينما نزوره سأطلب منه صناعة ملابس لكِ !
ظهرت الحماسة على وجه ماريا التي ابتسمت بسعادة ورددت
- شكراً لكِ امي !
امسكت آيـآمي بيد ماريا وبدأ الثلاثة يسيرون مع بعضهم البعض حتى اوقفهم ناروتو الذي كان يحمل ابنه ميناتو على كتفيه
- اووه كما ارى اصبحت قرداً ايها الهوكاجي ناروتو !
ظهر الغرور على ملامح ناروتو واعقب
- لستُ قرداً ايها الاميبا القبيح ، بل انا هنا الاعب ابني على العكس منك ايها الشتوي !
ضاقت عينا ساسكي بملل وقد رأى أن ايتاتشي قد وقف بجانب ناروتو يمسك بيد أبنته " ميزوكي "
- حسناً ساسكي ، انت لا تمل من محاولات اغاظة الاخرين !
- وما دخلك ايتاتشي ؟! دعني استمتع في حياتي !
- لا تزال طفلاً ساسكي ! مهما كبرت !
- اوافقك في هذا ناروتو ، هو احمق على الدوام
- لحظة لحظة ! لما كلكم مجتمعون علي ؟!
- لانك تستحق !
- بابا لا يستطيع الدفاع عن نفسه !
- الم اقل لكِ ماريا ، فالنتزوج ونتركه لوحده !
- حسناً انا موافقة !
- لحظة ماريا .. ما الذي تفعلينه ؟!
ضحك الجميع وتعالت ضحكاتهم ، حياة سعيدة لديهم ولا شائبة تشوبها ، ولكن
الثلاثة احسوا بالخدر المفاجئ في اجسادهم ، امرٌ غير صحيح يجري هنا

لا تعرف آيـآكا كيف وصلت لهذه الحالة ، مقيدة بالسلاسل على جذع شجرة ميتة ، والدماء تنزف من جسدها من كل البقاع ،
ترتجف بلا توقف ونظرات ساتان الباردة موجهة اليها ، كان ينظف يديه من دمائها بمنديل ابيض غير مكثرت لحالها ،
تقدم منها ببطءٍ شديد وركلها على معدتها بقوة ثم اردف ببرود
- سأعيد كلامي للمرة الأخيرة .. ما هو المفتاح ؟!
ولكنها ابتسمت بطريقة ارادت بها استفزازه ، تنهد بملل وقد اراد الجلوس وتناول التوت إلا أن الأعمال لا تنتهي !
بدى عليه الضجر ، يريد النوم والراحة وتناول الطعام وليس الحرب ، هو قد فقد الرغبة في قتلها حتى !
- مزاجيتي ترعبني في بعض الاحيان !!
قالها يبتسم بهدوء ، اتجه لآيـآمي واخذ منها سيف باندورا ، رفعه ورسم عليه خطاً بدمه ليظهر باندورا فجأة خلفه مصدوماً !
- والدي .. ما الذي ..
قاطعه ساتان بأن قال
- باندورا عزيزي ، استطيع اعادتك دون الجسد المادي بسبب وجود السيف ، على اية حال ساعدني في استخلاص المعلومة من والدتك !
اشخص
باندورا ناظريه لوالدته المقيدة النازفة ، شعر بغصة في قلبه على حالها
فاقترب منها وهي تنظر له بصدمة لا مثيل لها ، هي تراه امامها ! ابنها الذي
مات منذ الازل ! هو هنا الان امام عينيها !
بدون أن تدري كانت قد شرعت بالبكاء والشهيق من الحسرة والسعادة ، ابتسم لها باندورا وطوق وجهها بيديه الاثنتين !
بحنان قال لها
- امي ! لا تبكي ارجوكِ ، لا احب رؤية دموعك !
من بين شهقاتها رددت بسعادة
- باندورا .. انا ... انا آسفة ! لم .. اتمكن من انقاذك !
ابتسم يحنانٍ كبير وقبل رأسها وساتان الذي بدأ يشعر بالسخف من هذه المسرحية قد جلس بجانب آيـآمي متململاً !
- اخبريني ما هو مفاتح الغاء الشرخ يا والدتي ؟!
صمتت وقد ظهر الغضب على وجهها وهي تجيبه بحنق
- لن اخبركم !!! ابتعد عني لن اخبرك !!
تنهد باندورا والتفت لوالده مبتسماً ببلاهة وقال
- كما ترى لقد يأست !
تنهد ساتان بضجر ووقف يقول بإدعاء
- لقد بذلت جهدك ! سنحاول مرة اخرى بطرقٍ مرعبة !
- كما تريد !
سار ساتان بضعة خطواتٍ نحو الشرخ واذا بباندورا يقولُ بهدوء
- ما زالوا لم يعودوا ! اخوتي بطيئون بالفعل !
ضاقت عينا ساتان ، جلس باندورا وحمل آيـآمي بين يديه مذعوراً من العلامات الذهبية الغريبة على جسدها !
غطت خصلات شعر ساتان ملامحه وهو يردد في قرارة نفسه
- سيعودون ! انا واثق من هذا !

تغني
له بهدوء ، هو في احضانها نائم ، لأول مرة يشعر بهذه الراحة التي لا مثيل
لها ، صوتها اخذه لعالمٍ آخر مختلفٍ عن عالمه السيء الذي يعيش فيه ،
تشبك يدها في يده وتمسح بالأخرى على شعره ، هما جالسان في حقلٍ اخضر وقت الغروب ، الرياح عليلة و لا شيء يشوب هذا المكان ،
سعادته .. بلا شك معها هي ! إن فقدها فلا سعادة يعرفها في هذا العالم !
فتح عينيه ببطء لينظر لوجهها المبتسم ، ابتسم لا ارادياً بحنان مستشعراً دفء قربها منه ،
ولكن امراً ارّقه حينما بدأت صورٌ من المعركة الدائرة تعودُ لذهنه ، انبلجت عيناه وبدأ يتذكر ما حدث !
حينها وقف دون ان يشعر وقد تفاجئت آيـآمي الوهمية بهذا فقالت
- كازو ، ما الامر ؟!
لم يجبها ! فقط صمت وقد احتّدت عيناه مردداً
- اجل ! هذا كله وهم لحلمٍ بعيد المنال عني ! هذا ليس المكان الذي يجب ان اكون فيه الان !
كما فعل الاخرون الذين كانو عالقين في الوهم معه ،
آيريس الذي كان يجلس برفقة والده واعز اصدقائه ادرك الخدعة ...
كاريو وآراشي اللذين احسّا لأول مرة بحبهما لوالدتهما قد .. ادركا الخدعة !
دان ، جيرا ، تشي وهيرو كذلك ... قد ادركوا الخدعة !
ساسكي ، ناروتو إيتاتشي .. قد ادركوا الخدعة
واذا بهم جميعاً يصرخون بنفس العبارة
- لن اعيش في وهم !!
تسكرت
جدران الوهم الذي صنعته آيـآكا من حولهم ، وضوءٌ ابيض ناصع قد سحبهم بقوة
كبيرة ! معيداً إياهم لساحة الميدان وسط دهشة آيـآكا وفخر ساتان !

ليست تصدق انهم قد تخلوا عن احلامهم وعادوا لهذا الواقع المرير ، عيناها تهتزان بصدمة وقد صرخت بهم حانقة
- لماذا ؟!!! انا قد جسدت احلامكم امامكم !! كيف تتخلون عن احلامكم وتعودون لهذا المكان ؟!
ابتسم كازو بغضب ، اجابها بغطرسة
- وما فائدة احلام الاوهام آيـآكا ؟!
اتسعت
حدقتاها اكثر بغضب ، حاولت ان تتملص من هذه القيود لكن بلا فائدة ، لذا
صرخت بحدة لتسقط احجارٌ نارية من السماء تصدى الجميع لها بسهولة ،
تقدم باندورا الذي وضع آيـآمي مستندة على جذع شجرة مبتسماً لكازو ليقول له ويفزعه
- اصبحت وسيماً كازو ، لكنك لن تتفوق على وسامتي ابداً !
اهتزت اوصال كازو ، التفت بألمٍ شديد صوب شقيقه الذي كان كل شيءٍ له ، اهتزت عيناه صدمة وهو يردد وسط تعجب كل اخوته
- باندورا – ني !
ابتسم بحنان لأخيه الصغير ، نظر للباقين المصدومين وحياهم بيده وقال
- سررت بلقائكم جميعاً ، صحيح اننا وسط معركة ولكن دعوني اقدم نفسي ! أنا اول ابناء ساتان ، اخوكم الاكبر الميت باندورا !
تعالت الشهقات والصدمة التي القيت على مسامعهم ، ازدردوا ريقهم ينظرون صوب كازو الذي يبتسم بهدوء ويهز رأسه ،
شعروا
برغبة في إنكار هذا ولكن الشبه المرعب بينه وبين والدهم قد منعهم ، تقدموا
منه وتجمعوا حوله وقد نسوا بأن معركة دائرة هنا وانّ ساتان يعذب آيـآكا من
اجل معرفة المفتاح !
في حين ارسلت آيـآكا مجموعة اخرى من الاحجار النارية عليهم ، تفادوها إلا انتهم تأخروا في الانتباه على التي كادت تصيب آيـآمي !
صرخ كازو مفزوعاً
- آيـــآمي !!!!!!
و إذا بشخصٍ ما قد ابعد الحجر الناري عنها ، حينما هدأ الوضع اتسعت اعين الجميع للتي ظهرت فجأة من العدم برفقة التنين ريو !
مارينا التي قد انقذت ابنتها للتو راحت تعانقها بقوة كبيرة مستشعرة الخوف الذي دبّ في نفسها حينما رأت صغيرتها في خطر !
- الم اقل لكِ بأنهم في عالم البشر منذ البداية ايتها الخرقاء ؟! ما كان علينا الذهاب لعالم الشياطين !
نظرت مارينا لريو بنظراتٍ باردة ثم وقفت تقول بسخرية
- ومن الذي قال بأن آلون يحب القتال في عالم الشياطين ؟!
ظهر عرق الغضب على وجه ريو الذي تقدم بضخامته المعتادة وصرخ في وجهها
- اتسخرين مني ايتها اللعينة ؟!
- اجل هل لديك مانع ؟!
- سأمضغك ايتها العلكة النتة !
- اوه سوف تصاب بالتسمم لأنك لم تأكل لحماً راقياً من قبل !
غضب ساتان واهتزت الارض وقد التفت ناحيتها وصرخ حتى كادا يموتان
- إن كنتما قد اتيتما من اجل المزاح فاغربا عن وجهي وإلا قتلتكما !
صمتا من الخوف وانزلا رأسيهما للأرض وقد تقدم آيريس من ريو وقال له بأسى مصطنع
- مسكين أنت ايها التنين النبيل ، تصارع ساتان – ساما ؟! ستخسر اضلعك المئة !
حدجه ريو بنظرة حادة اخرست آيريس وجعلته ينتفض ويختبئ خلف كازو الذي كاد يقتله من شدة غبائه ،
- كازو .. ريو شرير .. يريد قتلي ! كازو ! الحقني !
ما كان من كازو إلا أن ركله بقوة على رأسه واسقطه ارضاً وهو يقول
- اللعنة عليك ايها السنجاب الأصلع ! فالتبقى بعيداً عني !!
ضحك
الجميع على حال آيريس مما اثار سخط ساتان أكثر ، انتبه باندورا على مارينا
ونظر إليها ببعضِ الحقد الذي التمسته على الفور في ملامحه مما اصابها
ببعضِ القلق !
تنهد ساسكي ، شعر ببعض الدوار ولكنه قاومه ومارينا قد وقفت بجانبه تحدثه
- ساسكي ، لا تبدو بخير !
- دوارٌ بسيط وحسب !
- هكذا اذاً ، حسناً انتم الثلاثة ما رأيكم بما حدث للآن ؟!
نظر الثلاثة لبعضهم البعض فبدأ ايتاتشي يقول
- النصر لساتان – ساما بلا ريب ولكن آيـآكا قوية !
- اجل انت محق في هذا كذلك لا نعلم ما الذي فعلته لآيـآمي
- لا تقلق ناروتو ، تلك المزعجة ستهتم بنفسها لا محال !
- تثق بها بشدة !
- اجل !
القلادة
التي ترتديها آيـآمي تهتز بعنف وضوءٌ احمر يخرج منها بلمعان غريب ، لم
ينتبه احدٌ بعد ولكن .. باندورا قد احسّ بالرعب الدفين !

تغمض
عينيها بهدوءٍ شديد حتى شعرت بالملل واعادت فتحهما مجدداً لتسمع اصوات
صراخ الاشباح مجدداً ، الانين ، الرجاء ، التهديد والعذاب ، كلها اصواتٌ
تستطيع سماعها بوضوحٍ شديد !
السلاسل
التي تقيدها قوية ، الشعور بالحقد يملأُ قلبها ، ورغبةٌ قوية في فتح ذلك
الباب تؤرقها ! ، عينا ارادة عالم آيـآكا تراقبانها !
ولكنها فقط ملّت الانتظار ، لن تقف مكتوفة اليدين بعد الآن ! ابتسمت بشّر وقد قررت أن تتخذ نفس طريقة من سبقوها ،
بدأت تسحب يديها من السلاسل بقوة وصوت إرادة العالم يصرخ بها ناهياً ! ولكنها لن تفعل ذلك ! لن تستمع لكلام أيّ احدٍ بعد الان !
حررت
يدها الأول فزفت احدى العينين الحمراوتان ، حررت الثانية فنزفت الاخرى
وحالما حررت قدميها حتى انقضت على العينين ودمرتهما تدميراً !
وقفت ترمق الباب ببرود وابتسامة مهووسة ، تقدمت واخذت المفتاح من على الارضِ وفتحت به الباب ،
هالات سوداءُ غريبة ظهرت تحت عينيها ، وهي تواجه الرياح القوية التي خرجت من داخل الباب ،
دخلت
منه إلى الداخل فكل ما وجدته كان حقلاً من الأزهار الحمراء وسط الظلام ،
وفي وسط ذلك الحقل كان الصندوق ! ذلك الصندوق الذي منعها باندورا من أن
تفتحه !
تقدمت منه تدندن بأغنية ما قديمة ومخيفة ، لحين دنت من الصندوق ووجدته نصف مفتوح وذلك الدخان الاسود داخله يحاول الخروج !
اتسعت ابتسامتها بقهقهة مرعبة وبيدين واثقتين فتحت الصندوق !!
وقفت وهي تفرد يديها مرددة بجنون
- سأقبل بكِ يا روح سولومون !! تعالي ألي !!
خرج
الدخان الاسود بسرعةٍ مرعبة من الصندوق وبدأ يدخل إلى جسد آيـآمي وهي
تتألمُ بشدة ، سقطت على ركبتيها وهي تصرخ من الألم الذي اجتاحها فجأة !
ولكنها سرعان ما ابتسمت وامالت رأسها بعينيها الحمراوتين اللامعتين وهي تقول
- ممتع !
قهقهت بشّر الدنيا كله وهي تقف مدمرة كل الظلام الذي يحيط بها ! فاختفت فجأة كي تعود لجسدها الحقيقي !

لا يعلمون ما قد حدث ، فقط السماء قد تحولت للحمرة ، القمر اضحى اسوداً والغيوم بيضاء شاحبة ! ،
التفتوا
جميعاً لآيـآمي التي وقفت تترنح كالمجانين وتنظر إليهم بعيون قاتلٍ مجنون ،
ادرك ساتان الحقيقة التي لم يرد أن يدركها ! هي قد قبلت بها !! تلك الروح
الملعونة !
تراجع
الجميع للخلف ووقفوا بجانب والدهم الذي ينظر لآيـآمي بغضبٍ لا مثيل له ،
آيـآكا قد شعرت بالإختناق وهي تعلم بأن مصير آيـآمي الآن لن يختلف عن مصير
باندورا !!
تقدم ساسكي بعض الشيء وهو يقول
- آيـآمي ، ما الامر ؟! لما تفعلين هذه الحركات ؟!
- أنت احمق اوتشيها !
التفت لساتان الذي حدثه للتو بملامح غاضبة فأردف بعصبية
- لما ؟!
اغمض ساتان عينيه ثم ردد
- لأنك ترى الآن آيـآمي الحقيقية !
شهق كلٌ من كازو و باندورا الذين التفتا لساتان وقالا في نفس الوقت
- اتعني بأنها ...
- قد قبلت بروح سولومون !
اتسعت عينا باندورا بألم ، التفت لآيـآمي التي تخللت خصلات سوداء شعرها الاشقر وردد بغير تصديق
- لما آيـآمي ؟ لما فعلتي هذا ؟!!!!
امالت رأسها متعجبة ، سرعان ما ابتسمت بجنون مجدداً ، إلا أنها تألمت فجأة من تيارات كهربائية ضربت جسدها من القلادة التي ترتديها ،
القلادة
تحاول منع روح سولومون من ان تعطي آيـآمي القوة ، لذا قامت آيـآمي بانتزاع
القلادة والقتها جانباً ! وبدون أن يدرك أي شخص ما حدث تحول شعرها كله
للأسود كما لو كانت ساتان !
فرقعت
بأصابعها فظهرت جماعة ضخمة من الشياطين الخاصة التي تشبه البشر والتنانين
في نفس الوقت ، ثم ظهر وحشٌ ضخم على شاكلة الافاعي خلف هذا الجيش !
دون أن يدرك أحد كانت آيـآكا قد تحررت من قيودها ، تترنح بألمٍ في قلبها و إنكار لوضع آيـآمي هذا ! ،
تفاجئ ساتان حينما شاهدها جاثية على ركبتها تتشبث بملابسه وتبكي بحرقة مرردة بقهر
- ساتيّ ، ارجوك !!! سأفعل أي شيء ! سوف اخفي ذلك الشرخ ! ولكن ارجوك .. ارجوك ! أنقذ آيـآمي !!
شعر بالحزن على حالها وساعدها على الوقوف ليقول لها ببرود
- سأفعل ذلك ، سأنقذها ولكن ليس من اجلك او اجل اي شخص ! سأنقذها من اجليّ أنا !! اجل هذه انانيتني ! لذا اوقفي الشرخ في الحال !
تقدم ساتان بعينين خاليتين من الحياة وردد بغبن
- اسمعوني جيداً ، كازو والباقين اهتموا بأمر الجيش ، ريو اهتم بالأفعى القبيحة وانا سأهتم بأبنتي !
هزّ الجميع رؤوسهم متفهمين ، وبدأ كلٌ منهم ينفذ ما قاله ساتان ، تقدم كازو برفقة الباقين صوب الجيش و بدؤوا بالقتال مباشرة ،
آيريس
الذي قرر أن يغير الان من تقنياته قد اخرج قوساً وسهاماً كثيرة ، بدأ
بإطلاقها واحداً تلو الاخر وما ان تصيب واحداً حتى يتحجر مع من بجانبه
ويتفتتوا بعدها لتراب !
كازو
ليس في مزاجٍ يجعله يقاتل بتقنيات عادية ، تحولت عيناه للون الذهبي البراق
، وأحاط مجموعة كبيرة منهم بغبار ذهبي شتت انتباههم ، ظهر شخصٌ ما خلف
كازو ، يرتدي عباءة سوداء تخفي ملامحه ، ضخم الجثة ويحمل بين يديه منجلاً ،
اشار له كازو فحرك منجله وبضربه واحدة تناثرت دمائهم في كلِ مكان ليختفي ذلك الشخص في جسد كازو مجدداً !
دانتاليون
والباقون استخدموا قدراتهم المعتادة ، مارينا قد تحمسّت فهي لم تقاتل منذ
فترة طويلة ، استخدمت تقنية خسفت بالأرض وقلبتها على جماعة من الجيش فعصروا
تماماً !
ساسكي
و إيتاتشي استعانا بالسوسانو المزدوج في الإطاحة بالكثير منهم ، كما كان
ناروتو في طور الناسك يستخدم تقنيات الراسينجان المختلفة للقتال !
ريو الذي يداعب الافعى قد وقف يتغزل فيها وهي تحاول المساس به
- هيا يا عزيزتي كلُ هذا الجمال وتتركينني لوحدي ؟! انا رجلٌ وحيد كما ترين !
لم
يبدو على الافعى الفهم على الأطلاق وهي تحاول ان تقتله بكل ما اوتيت من
قوة ، شعر بالملل بعدها فأمسكها بيده بقوة واعتصّر رأسها ليسقط باقي جسدها
على الارض ويتدحرج هو قائلاً بخيبة امل
- ضاع جمالها ، يا ريتني ذهبتُ في موعدٍ معها قبل ان اقتلها !
،
ساتان
قد تحولت عيناه للأحمر البراق وأحيل شعره للسواد يرمق ابنته بحزنٍ عميق ،
ريثما الاخيرة تنظر اليه ببرودٍ كذلك تبادله نفس مقدار الموت في الروح
طفت
آيـآمي في الجو وبقيت تنظر لساتان من الأعلى دون ان تفعل أي شيء ، تفاجئت
حينما طار ساتان ناحيتها بسرعة خيالية ولكمها بقوة على وجهها مما دفعها
للخلف بسرعة بالكاد اوقفتها !
شعرت بالحماس لذا اسرعت بالطيران ناحيته كما فعل هو ولكمته بقوة على وجهه ، ابتسم بحماس وهو يركلها !
وفي
السماء هما يتقاتلان بشكلٍ مرعب وقواهما تتضارب ، تارة تضربه وتارة يضربها
ولكن دون جدوى ، حتى وقفا يطفوان في الجو وحسب وكلاهما يبتسمان بشّرٍ مطلق
!
ساتان
قد توجه بسرعة ناحية آيـآمي و نيرانٌ من حوله تجاهمها بقوة لا مثيل لها ،
تفادت بعضاً منها والباقي سقط على الارض فسبب انفجاراتٍ محت ملامح المكان ،
من
اجل ان تعيد له الضربة دفعت بيديها للأسفل وكأنما هي تضغط بشيءٍ ما ، فهي
قد قامت بافتعال جاذبية قوية قادرة على سحق الالماس ، ولكنها لم تؤثر في
ساتان بل اثّرت في الارض التي تشققت وتدمر جزءٌ كبيرٌ منها !
توقف ساتان ، ومن ثم رفع اصبعين امام ناظريه فبدون أن تعرف آيـآمي كانت عالقة داخل مكعبٍ ابيض لا تستطيع ان ترى من خلاله شيئاً ،
حرّك
ساتان اصبعيه فبدأت آيـآمي تصرخ بجنون والم ، وهو يرى انعكاس دمائها على
اللون الابيض ، صمتت فجأة فخشي أن يكون قد قتلها ، ولكنها ضحكت وهي تدمر
ذلك المكعب و تتجه حاملة كرة سوداء من الطاقة باتجاه ساتان وتهاجمه ،
استطاعت أن تجرحه في يده بإصابة سطحية ، ولكنه غضب من هذا اشّد الغضب !
اهتزت
الأرض ، كما أن القمر بدى لها للحظات ولو أنه ينزف ، ساتان الذي تحولت
أحدى عينيه للون الذهبي الذي تداخل عليه الرمادي قد رمقها بغضبٍ شديد ،
الأرض قد تشققت كما لو أنها في فترة جفاف ، ومن بين تلك التشققات خرجت حممٌ بركانية اذابت جزءاً كبيراً منها ،
ولكن
آيـآمي شعرت بشيء آخر ، شيءٍ مختلف كلياً عن الطاقة العادية ، حينما رفعت
عينيها للسماء لتفاجئ بذلك النيزك الذي لم ترى مثله في حياتها ، ضخم ! اشد
ضخامة من أي نيزك يمكنها أن تراه ،
يسقط تجاهها هي ، بقصد تدميرها !!
سرعته
كانت كبيرة مقارنة بجحمه العملاق ، حرك ساتان يده فاتجه صوبها مباشرة ،
بحركة سريعة تفادته ولكنه سقط على الارض فدمرتها تدميراً ! لم يعد هناك أي
معلم في هذه الارض ، ولحسن حظ الجميع قام باندورا بحمايتهم من تأثير هذا
النيزك الضخم !
قهقهت آيـآمي بإعجابٍ شديد
- رائع ، هذا رائع يا والديّ ، لقد جعلتني استمتع بوقتي كثيراً !
ضاقت عينا ساتان وهو يرى آيـآمي تحط على الارض لذا فعل هو المثل ، ابتسمت بهدوء والشرارات تتطاير من عينيها وهي تقول
- لكن انتهى وقتُ اللعب كما اخشى !
اتسعت
عيناه حينما اختفى كلُ شيءٍ من حولهما ، البياض فقط هو ما يريانه ، ارضٌ
بيضاء ، جذوع اشجار ميتة سوداء ونهرٌ وحيد اسود ! ، لا يوجد سماء ! لا يوجد
شيء غير البياض !
ظهر
منجلان في يديّ آيـآمي فهرعت بسرعة لمهاجة ساتان الذي لم يتوقع هذا ،
استطاعت أن تصيبه ولكنه رد أحدى ضرباتها لها فأصيبت هي كذلك !
ازدادت
رغبة ساتان في إيقاف آيـآمي ، فلمعت عيناه واشتّدت حمرتهما وهي ترى بأن
البياض قد تحول للسواد ، وانت غيوماً حمراء تعتلي المكان ،
بدأت البرق يضربها بقوة مسبباً لها إصاباتٍ خطيرة ، ولكنها تقاوم وتهاجم ساتان بكراتٍ صغيرة جداً تطفو حولها بلونٍ ابيض ،
ما ان تصيبه إحداها حتى تنفجر وتسبب لها قروحاً مرعبة مؤلمة ، لم يكن يهم لها ، بل تلقاها بابتسامة مرعبة على محياه ،
وقد
هاجمته وهاجمتها موجة صخمة جداً من المياه السوداء اغرقت المكان بكامله ،
لم تستطع آيـآمي الخروج ولا ساتان الذي كان واقفاً رغم غرقهما في المياه
يبتسم لها بشيطانية ،
سار ناحيتها ببطءٍ شديد وهو يبتسم ويهمهم بكلامٍ ما ، بدأت المياه تتحول للون الأحمر وقد بدأت تضغط على جسد آيـآمي بقوة كبيرة ،
ولكنها
كذلك ابتسمت وفرقعت بأصابعها ليختفي كل شيء ويعودا للعالم الواقعي ، وفي
لحظة لم يفقه اليها ساتان كانت آيـآمي تطعنه بقوة في صدره ، اتسعت عيناه من
التعجب ،
وقد ابتسم بعدها ، هذه اول مرة يكافؤه فيها احدٌ ما في قتال
- هذه هي فتاتي !
قالها بفخرٍ وغضب ، قفزت آيـآمي مبتعدة ، ابتسمت بحماس وقد حركت يديها بشكلٍ دائري ، فتحركت الارض من تحتهما بنفس الوتيرة كالعجين ،
بدأت
اقدام ساتان تغرق في الارض العجينية وقد وجد انه من الصعب الفرار منها ،
إلا انه اخرج نيرانه الزرقاء التي جعلتها اكثر طراوة فتمكن من الفرار ،
علّم بأن الامر قد طال عن الحدّ ، فتنهد واختفى ، تفاجئت آيـآمي التي تلقت طعنة مؤلمة من الخلف في صدرها ،
انتشل
يده والتفت هي فامسكها بيدٍ واحدة و وعض يده الاخرى ليملأ فمه من دمائه
الخاصة ، ردد عباراتٍ في قرارته ثم سحب آيـآمي ناحيته ،
اطبق
شفتيه على شفتيها واطعمها دمائه التي نفذ عليها نوعاً من التقنيات ، اغمض
عينيه ثم اعاد فتحهما مجدداً ليجد نفسه داخل عقل آيـآمي ،
تعجب
من المكان ، حقلٌ من الازهار الحمراء ، شلالٌ اسود ومياه البحيرة التي
يصبُ فيها حمراء ، تابوبٌ اسود مزين باللون الذهبي وداخله بطانة مخملية
حمراء ! ،
ولكنه
لا يبحث عن هذا بل يبحث عنها هي ، سار بهدوء حتى وجدها واقفة تنظر للشلال
الاسود بشرود ، ضاقت عيناه واتجه ناحيتها ببروده حتى وقف بجانبها ،
لم تدرك وجوده إلا بعد مدة فالتفتت اليه تنظرُ بغير إدراك ، في حين امسك بيدها وابتسم بحنان وهو يردد
- صغيرتي ، لا نزال في البداية ، هل ستسمحين لروح سولومون بأن تضلك عن الطريق ؟!
لم يظهر عليها الفهم ، لذا رددت بتعجب
- ما الذي تعنيه ؟!
اتسعت ابتسامته وهو يعانقها قائلاً
- لا تزالين في البداية ، الروح لم تعطيكِ كامل القوة ! لذا هذا هو الوقت الوحيد الذي سيمكنكِ فيه رفضها !
عاد بعض النور لعينيها ليكمل هو بنفس النبرة
- هل ستسمحين لها بأن تأمرك ؟!
اتسعت عيناها رغم قلة الادراك وعاد هو يحادثها بشأنٍ الكثير من الامور ،
وقف الجميع في الخارج ينتظرون على احّر من الجمر ما سيحدث ، ازدرد الجميع ريقهم وقد قال آراشي محاولاً تلطيف الاجواء
- لا تقلقوا والدي سيوقفها لا محال !!
- مستحيل !!
صرخت به آيـآكا التي انتهت من إيقاف الشرخ بغضب ، التفت الجميع اليها عدى باندورا ليسأل ساسكي
- ما الذي تقصدينه ؟!
طأطأت رأسها ومن ثم قالت
- اتذكر
اول مرةٍ حرر فيها ساتيّ روح سولومون قبل مئات الآلاف من السنوات ، لقد
جنّ تماماً وفقد عقله ، لقد دمر عالم الشياطين ! دمره عن بكرة ابيه !! ولم
يكتفي بتدميره بل ودمر عالماً آخر وما كان ذلك ليكفيه من سفك الدماء ،
بعدها اعاد صناعة عالمِ الشياطين ولكنه دمره مرة اخرى بطريقة مختلفة ! لقد
اصبح عالمُ الشياطين صحراء قاحلة ! تلالها من الجثث ، والأشجار تنمو من
الدماء وبعض الجثث تتدلى منها برائحتها العفنة ، استطعت احتجازه ولم يستطع
أن يخرج بعدها منه !
كانت أعين الجميع تهتز بصدمة لا يمكن أنكارها على الاطلاق ، ازدردوا ريقهم ثم اردف هيرو بخفة ظل
- وبعدها سيطر والدي على نفسه اليس كذلك ؟!
هزت آيـآكا رأسها نافية لتصدم الجميع وتكمل بعدها سرد القصة
- لقد
بقي ساتان يجوب عالم الشياطين الخاوي من كل شيء إلا الجثث لمئة عالمٍ
كاملة ، لحين شعر بالملل مما سبب لديه قدرة على مقاومة الروح !
تقدمت مارينا ، صرخت بحزن قائلة
- اذا ما العمل ؟!
اشاحت آيـآكا برأسها واجابت بغصة
- ساتيّ
قد صنع تقنية صعبة تساعده للدخول في عقول الناس الاخرين ولكن بطريقة
مختلفة ، حيث يكون هو كزارع الافكار فيزرع فكرة ما في رأس الشخص ويخرج ،
تبقى تلك الفكرة في رأس الشخص ويصدقها وتصبح حقيقة ، لذا اظنّ بأنه يحاول
زرع فكرة التخلي عن روحِ سولومون في عقل آيـآمي وإن نجح فستعود لنا بخير !
حتى
وإن كان قليلاُ فقد بث هذا الكلام الأمل في قلوب الجميع ، التفتوا ليجدوا
ساتان لا يزال واقفاً بلا حراك مع آيـآمي التي ماثلت حاله ،
في
داخل عقلها كان قد زرع الفكرة في رأسها ، عرف ذلك من نظراتها التي تغيرت ،
وحالما همّ بتنفيذ المرحلة الاخيرة حتى اتسعت عيناها غضباً مرعباً ورددت
بصوتٍ مرعب
- اخرج من عقلي !
وبدون
أن يشعر كان قد عاد لجسده فتراجع مبتعداً عن آيـآمي التي ابتسمت مجدداً
بشرّ ، ولكن امراً ما ، علامات سوداء ظهرت على كامل أنحاء جسدها ،
تصرخ ، هي تصرخُ بألمٍ لا مثيل له ، المٌ يضربُ كافة انحاء جسدها ، تلك الروح تقاوم وتريد السيطرة التامة على جسدها !
تتعذب
هي الان ووالدها يشعر بقلبه يتقطع من الالم على حالها والجميع لا يعرفون
ما الذي يجب عليهم فعله ، دوامة سوداء من الطاقة احاطتها واتسعت حتى احاطت
بعضاً من الوحوش المتبقية فحولتهم للرماد تماماً ،
كادت تصيب الآخرين إلا إن ساتان حمى الجميع بقوته منها ، سقطت على ركبتيها وهي تشعر بالإختناق ! لا تستطيع التنفس !
بدأت تضرب الارض بيديها ، تضرب بقوة دمرت الارض المتبقية ، رفعت رأسها للسماء فجأة وكل جسدها ينزف الدماء ،
فجأة توقفت ، وقفت وابتسمت بهدوء و شيطانية ، وعيناها .. لون عينيها قد اضحى مختلفاً ...
لونها
الذهبي الذي تداخل معه الرمادي ، كما حصل لوالدها منذ قليل ، صُدم ساتان
الذي ادرك بأنها قد فعلت مثلما فعل هو .. لقد سيطرت على الروحِ تماماً ،
ولكن هناك شيءٍ يجبُ عليه فعله من اجل جعلها مثله تتحكم فيها بشكلٍ تام ،اختفى وظهر امامها مجدداً لتتعجب هي ،
طعنها
بقوة وادخل يده في جسدها حتى عثرَ على شيءٍ ما وانتشله بقوة مما آلمها ،
القاه على الارض بقوة ، تلك البلورة السوداء ، داسها بقدمه فاختفت !
تنهد بهدوء ، ظنّ أن المشاكل انتهت فالتفت للجميع مبتسماً وهو يقول
- لا تقلقوا ، لقد انتهى الأمر ..
اغمض
الجميع عيونهم مرتاحين ، في حين آيـآمي قد عاد لون شعرها ذهبياً و عيناها
زرقاوتان ولكنها ترتجف بشدة وعيناها منبلجتان على اقصى اتساع لهما ،
سعلت دماً بصمت وهي تشعر بالحياة تختفي تدريجياً من جسدها ، تهاوى جسدها في الهواء حتى سقط على الأرض ،
سمع الكل صوت دوي سقوطها على الأرض ، التفت ساتان بهدوء لتتسع عيناه صدمة لما رآه ،
شعر بأنه قلبه قد توقف عن النبض ، اسرع بشكلٍ هستيري لها ، فحصها ! لم يكن هناك نبض !! وجسدها باردٌ كالثلج !
بدون أن يشعر كان قد وضع يديه على صدرها واصدر طاقة زرقاء علاجية بقوة كبيرة ، كان مصدوماً ويرتجف بشكلٍ هستيري ،
تجمع الجميع حولها يصرخون بأسمها ، واكب ساتان علاجها والدماء لا تزال تتدفق من جسدها على الارض ،
فجأة
تكسرت الطاقة الزرقاء وابتعدت يدا ساتان عن جسدها الملقى على الارض ،
اتسعت عيناه بإنكارٍ شديد ، كان متفاجئاً ، متعجباً ، منكراً ، ولا يدري ما
حلّ ،
فقط نظر اليها ، استشعر ما حدث فتوقف قلبه فجأة وضاقت به الدنيا للون الرمادي ، شعر بالإختناق وكاد يفقد وعيه
يداها باردتان ، جسدها مشلول ، لا يزالون في صدمة .. ما الذي فعلوه ؟!
رؤوسهم تبض والرؤية قد اُعميت ، شفاههم تتحرك ولكن لا صوت يخرج ،
سلمّها
الحزن لبطن الثرى واستعبدت روحها بقناة الموتى ، وقف الجميع على جثتها
سواسية ، يرمقون ما الذي حدث يا شمساً كابية ، وكل ما كان كأن لم يكن ،
وساد الصمت وحل السكوت ،
وبقى الخواء بين اركان الشعور ، صاروا مذهولين وسط ميدان الفراغ ، لا يدرون أين ذهبت ، فقد شوهّت معالم الطرقات في نظرهم ،
وصار الحفيف يأتي من خلفِ ركام منازل الأشباح ، والأغلال تسلسل معصهما ، وغشاوة بيضاء منعتهم من الرؤية ،
لمن يطلبون الغوث وقد اختنقت كلُ الاصوات ، فقدوها .. فقدوها دون ان يدركوا ما قد حدث ، هي باردة المحيا ، فاقدة البصر ،
اصيبت بالصمم ، العمى والشلل ، لا حُمى ستعطيها حرارة الاحياء ولا تقنية ستنقذها من الفناء ، ضاقت المتنفس و ذُهلت الابصار ،
وكأنما
الالم هو الزائر على ميدان الاحياء ، هي قد تركتهم بعدما كانت لهم بشفاء ،
لا بسمة من ثغرها ستعود يوماً ولا فراغ ستملأ مرة أخرى ،
يسمعون
اصواتاً من السماء تقول ، سامحوني فأنا لن اعود للمنزل بعد الان ، ربما
يتذكرونها يوماً ما ويشعرون بفقدها فيسألون من حولهم ، اليس هناك شخصٌ
مفقود ؟
سوف ينسونها يوماً ما ، هل هي رخيصة بهذا الشكل ؟ هل غير مهمة ؟! ، الن يشتاق اليها احد ؟!
ولكنها قد غدت الاضحية ، ستنزف ! اجل ستنزف وهي تعلم أن لا احد اهتم ! لطالما نزفت بصمت مهيب ولكن لم يشعر احد ،
لم يعرف احد ولن يعرف أحد ، أنتفضت كلُ الاوصال ،خفتت الحياة وبهت لون الإرادة من المقلتين ،
تفجرت العبرات و راح النياح يشرخ طبقات السماء ،
مات الجسد .. هلكت الروح .. وانتهت المعاناة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق