في بعض الاحيان ... اشعر بأن احلامي محجوزة في الفراغ
ورغم كل ما امر به .. تبقى تلك الزوبعة داخلي تحطم كل شيء
تشق طريقها عبر الحطام و تستقي آمالها من عرين الذئاب
وكل هذه التعبيرات الساخرة والقدر الذي حطم املي
يبقى الالم واقفاً على اطلال احبتي ، يذكرني بما اقدمت عليه يداي
في ليلة فقدت فيها السيطرة ، دمرت كل ما في طريقي
قتلتهم و رميتهم على الارض ، كدمى مجوفة خالية من الحياة
دنائة الحياة لا تتوقف على هذا بل تكمل طريقها من نواحي عدة
انا قاتلة ! سفاحة ! حقيرة ! لا انسانية ! سادية ! اتمنى الموت !
و لكن ربما ... الموت لن يكون راحة لي ولا ملجأً لذكرياتٍ تطاردني دوماً
ديمومة الالم وكيانات الاشباح الظلالية ، كلها مراتعٌ لقلبي المشوه من حدة العذاب
اقفُ على جرفٍ سقط منه الكثيرون قبلي ، بدموعٍ سوداء اشتهي بها الكرى الابدي
ولكن كلما مر الوقت امامي ، ادرك ان ما خلفي هو اكثر رعباً مما هو امامي
حتى الظلمة بنفسها لم تعد تريدني ، هذا العالم يستمر في رفضي
قد تقتلني انت يوماً ما ، قد تخلصني من عذابي هذا
تعال هيا ! اطعني واسلب الحياة من جسدي المتهاوي على حفيف الريح
تعال ، اسلخ جلدي عن لحمي و ناثر دمائي على جسدك
اتركني احترق تحت حرارة الشمس مكبلة بالسلاسل الحديدية
انسى وجودي ، لا تتذكريني ، تصرف وكأنما انا لم اولد من قبل
تناسى ماضيّ والتمس لي غياباً لا عودة منه
لاني ما ان اغلق عيني ، حتى اسقط في غيبوبة لا استفيق بعدها
لن يسمع احدٌ صرخاتي وسيسحبونني الى اسفل احضان الظلام
لذا .. علّم كلماتي ساتان ! سوف اعود يوماً ما الى الجحيم
دلف معه الى الغرفة ، ليستند ساتان على الجدار متألماً ، لا يعلم لما ولكنه يشعر بصدمة ستقع على مسامعه قريباً ، فتح عينيه بهدوء و نظر الى مادارا الذي كتف يديه ووقف متصنماً امامه بلا حراك
اغمض مادارا عينيه بقليل من الانزعاج ليعقب بهدوء
- ساتان ، انا على وشك ان اجعلك تشعر بفاجعة ، هل انت واثق من رغبتك في هذا ؟
- اجل اخبرني
فتح عينيه بقليل من الانفعال والترقب لردة فعل ساتان ، تنهد واردف بعدها قائلاً
- مارينا ....
- ما بها ؟ّ!!
- ليست تحت سيطرة الروح السوداء
- ها ؟!!
لم يعرف لما شعر فجأة بأن كل الالوان من حوله باتت باهتة ، الاصوات اختفت و قد توقف الزمن بلا حراك ، حتى نبض قلبه لم يعد يميزه تحت وطأة هذه الصدمة
لاول مرة يتحدث ساتان بصوتٍ ضعيف ومكسور وهو يضع يده على جذعه الايسر مناجياً قلبه
- فسر لي هذا !
شعر مادارا بألم ساتان ولكن لا يمكنه ان لا يكمل له الامر الذي يؤرق كيانه بشدة ، تنفس بعمق واستوفى حديثه بقوله
- اعني بأنها خلال الست السنوات التي خلت ، كانت حرة طليقة ولكنها لم تهتم لرؤيتك او رؤية ابنتكما الا مؤخراً وحسب ! وقد اخبرتني بأنها عرفت بشأن آيـآكا قبل سنتين وما قبل هذه السنتين جالت في العالم في رحلة سياحية استكشافية
شعر بدوار غريب ، كاد ان يسقط مغشياً عليه لولا ان قام مادارا مسرعاً بإمساكه حتى لا يقع على الارض ، تنفسه خفت بشكل مرعب وقسمات وجهه حملت رعباً حتى مادارا لم يتوقع ان يتأثر به
وقف بصعوبة وهو يهتز بشكل هستيري من الغضب ليعقب
- اذا فضلت الانانية علينا ؟ فضلت انانيتها علي انا ؟!
- اجل يمكنك ان تقول هذا
اغمض عينيه متحسراً ليردد بعدها
- هكذا اذاً !
بدأ مادارا يختفي من امام ناظريه ، فتح عينيه بقليل من الحزن على حال صاحبه متناسياً بقصد شعوره بالالم والخيانة
ولكن ابتسامة – على محيا مادارا – جعلته يدرك ان امراً ما اختفى خلف كلامه ، حقيقة لم يدنو منها بعد
سمع صوت مادارا الهادئ يقول قبل ان يتلاشى تماماً
- آيـآمي ! انها تشبهك حقاً ، مزعجة مثلك ولكنها خرقاء مثلي وهي تمتلك دمائي ودمائك داخلها لذا ...
- ماذا ؟
- انها ملعونة ! ملعونة بشكل مرعب ، اخذت جزءاً من لعنتك وجزءاً من لعنتي ! انتبه عليها جيداً
- اعلم ذلك
- ساتان ، لقد ربيت ابنة رائعة رغم كل ما حدث ، لا تدعها تفلت من بين يديك كما فعلت لابنتي
- مادارا ...
- لا تقل شيئاً ، فقط عدني بأن تعتني بحفيدتي الخرقاء
- هذا شيء بديهي
- جيد
تلاشى من امامه كالوهم الرملي الذي تحمله الرياح الى آفاقٍ جديدة ومجهولة كلياً عن ما نعرفه نحن البشر
انتهى الفلاش باك
متلوية بين الكرى والعذاب والحرية ، تحوم على نفس العرين مراراً حتى ترنو الى ذبيح طفلها ، الخيانة العظمى التي جاهرت بها شعوبٌ استوطنت عالم الاكاذيب والخداع ، واستمالت لنفسها بضباب كان لها من بد السم للقلب
ولكن كما النسور تصطاد الفريسة الجرداء ، تناجي الايام تلك السنوات الفائتة وتعتصر الماً فيها من سالف العصور والحقب ، حتى تفتح على مصراعيها كتاب ذكريات الماضي وتلهم من فيها بذل العيش رهينة
ربما تكون هذه هي اسعد ايام حياته ، استطاع جلب شقيقته الى عالم الشياطين بموجب حمايتها مما يتربص بحياتها ، رغم ان ما يختلج فؤاده هو شيءٌ آخر قد استبد به الزمن من مقاومته ولكنه قد لا يزمع على فعل شيء حالياً خاصة في الحال التي هي فيها
وقف مستنداً على الجدار يتنهد بملل ، مرت ثلاثة ايام من مجيء آيـآمي الى عالم الشياطين ولكنه لم يستطع ان يقدم على خطوة واحدة ، منذُ ان اخبرها بما يشعر به بدأ يتوتر حالما يراها وفي بعض الاحيان لا يسيطر على سرعة تنفسه من رؤية ابتسامتها
بدأ يشعر بالعجز الشديد ، ومن الصعب عليه ان يتحمل عجزه عن فعل شيءٍ ما مهما كان مضمونه او ما يكون فيه ، زفر بحدة مخرجاً كل ثاني اكسيد الكربون من رئتيه ليحك شعره بضجر وسخرية من نفسه
سرعان ما عاود السير في ممرات القصر حتى توقف عند غرفة دانتاليون ، شعر بالقلق على حاله فهو لم يخرج منذ يومين من الغرفة ولم يسمع له احدٌ صوتاً ، ضاقت عيناه وطرق الباب بقوة صارخاً
- دان افتح الباب ايها البهلوان الاحمق ولا تغضبني
كان الصمت المجيب الوحيد لجملته ، استبد به الخوف و بدأ يفكر بأنه قد فعل شيئاً ما بنفسه ، شد على قبضته بغضب وقد تحولت ملامحه الى شيءٍ مرعب لن تصفه الكلمات البسيطة
لكم الباب بقوة كبيرة حتى تفتت الى قطع صغيرة تناثرها الرياح بهدوء الموتى ، دلف الى الغرفة بسخط وهو يرنو الى المكان مطولاً حتى شاهد دان يتدلى من السقف و حبلٌ يحيط رقبته
ادرك محاولة دان للانتحار شنقاً ، ضحك ساخراً لان دان يعلم بأنه لن يموت بهذه الطريقة مطلقاً
اتجه ناحية دان المعلق بقهقهة ساخرة حتى وصل اليه ووقف امامه ليقطع الحبل ويسقط دان على رأسه ويستيقظ فزعاً وقد تعلق بقدمي كازو وهو يصرخ بهستيرية
- من الذي ايقظني من سباتي الابدي ؟
اختفت الملامح من وجه كازو وركل دان بقوة حتى التصق بالجدار و عيناه تدوران في محجريهما ، احاطت نيران الغضب بكازو واقترب من دان ليجره من ياقة ملابسه ويصرخ في وجه مزمجراً
- ايها الاحمق ! وانا الذي كنتُ اظن بأنك قد مت ! ولكنك مثل القرود تقفز في كل مكان غير آبه بالآخرين
ضاقت عينا دان ليردد بعدها ببرود
- انت و تشبيهاتك البليغة ، ذبحتني يا اخي
غضب كازو وامسك دان من رأسه ليلقيه على الجدار ويخرج مهمهاً بكلام غير مفهوم
ولكنه ابتسم وتنهد سعيداً لان دان لم يقدم على أي عملٍ غبي قد يودي بنفسه في غياهب العذاب الازلي
اكمل سيره في الممرات وهو يرمق كل ما حوله ببرود حتى استشعر وجودها في مكان قريبٍ منه ، تراقص قلبه وشعر بحرارة جسده ترتفع الى حدٍ مرعب ، ازمع ناحيتها ليقف امام بابِ المكتبة الخاصة بوالده
نظر اليها ليراها واقفة تحاول اختيار كتابٍ ما لتقرأه وتبدو متحيرة جداً ، ابتسم هو على ملامحها البلهاء بعض الشيء واسند يده على الباب لتسقط خصلات شعره الارجواني على اطراف وجهه ويردد بهدوء وهيام
- اتريدين المساعدة ؟
التفتت بسرعة ناحيته لتجده على تلك الحال ، لم تعرف السبب ولكن قلبها قفز فجأة من مكان وشعرت بالإحراج من ابتسامته البديعة ، اخفت الامر و اردفت بعدها بهدوء مصطنع
- الديك أي اقتراحات ؟
استدارت هي محاولة ان تشتت انتباهها عنه بالانشغال بالبحث ، اتسعت ابتسامته واقترب منها ليقف خلفها تماماً ويمد يده لتلامس يدها التي امسكت بكتابٍ ما بشكل عشوائي ، احمر وجهها وهي تشعر به يقترب اكثر منها حتى شعرت بالدوار وكانت على وشك ان تفقد وعيها
الا ان جملته التي نطقها قد اعادتها الى وعيها
- هذا الكتاب رائع ، عنوانه " مأساة في شارع ديجريت " ، انصحك به بقوة
- وما الذي يتحدث عنه ؟
- شقيق وشقيقته قد تربيا معاً منذ الطفولة ، ومع مرور الوقت وقع الاخ الاكبر في حب شقيقته ولكنه حاول ان يكبت الموضوع حتى اكتشف يوماً ما بأنها ليست اخته الحقيقة وفي نفس الوقت قتل والداه في ظروفٍ غامضة وهو يحاول ان يوازن بين رغبة الانتقام و حبه للفتاة التي لا يعرف عنها شيئاً غير انها ربيت معه كأخته الحقيقية
- اجل اخبرني جيراهيم عنه بالامس ، يقول بأنه احد اشهر الكتب في هذا العالم ، من هو مؤلفه ؟
- انا
- ماذا ؟!
- لماذا تعجبتِ هكذا ؟
وقفت للحظات وهي ترمق وجهه بدهشة ، حتى ظهرت الحماسة على وجهها لتقفز امامه بعيون تلمع كالنجوم وهي تردد بانفعال
- هذا رائع كازو ! انتَ تكتب مثل هذه الكتب الرائعة ! اين كنت تخفي هذه الموهبة يا رجل ؟
شعر بالاحراج فأشاح بوجهه قليلاً وهو يردد بخجل
- توقفتُ منذ زمن بعيد ، كان هذا آخر كتاب كتبته قبل اكثر من مئة و ثمانين عاماً
- عليك ان تكتب كتاباً جديداً !
- ها ؟!
- اجل اجل ، عليك ان تكتب كتاباً مرة اخرى ، لا تتوقف عن هذا !
- ولكن ..
- بلا لكن ، لقد تحمست لقراءته كثيراً !
تفاجئ بما قالته بعض الشيء ، ولكنه سرعان ما ابتسم بسعادة ليقول لها بحماس شديد
- حسناً سوف اكتب عن مجزرة قتل الاميبا الاحمق
- الاميبا ؟
- اوه اقصد ساسكي الاحمق
- ولما تسميه اميبا ؟
- لانه ميكروب وبائي ملوث قادم من بعد مصنوع للمتبخترين فقط
- مسكين ، اشعر بالشفقة عليه
- هذا طبيعي لانك تحبينه
- ماذا ؟
- اوه انسيتي هذا ايضاً ؟
تنهد باستسلام لبلاهة النظرات التي علت قسمات وجهها فجأة ، ضرب وجهه بيده وقال بضجر
- اسمعيني ، سأكون صريحاً وسأخبرك ، انه حبيبك !
- ها ؟!!
- الم تشعري بذلك
- بلا ولكن ...
- غبية لا تقولي ولكن
- حسناً دعني استوعب الموضوع كله اولاً
- كما تريدين ، ولكني سأذهب الان ، انتبهي من اراشي و كاريو و هيرو ، الوحيد الذي يعتمد عليه هنا هو تشيتوسي
- اخبرتني بهذا مليون مرة منذ قدومي
- انتِ حمقاء وقد تنسين الامر بمجرد خروجي
- لستُ مصابة بالزهايمر !
- اشك في هذا
اقترب منها ووكزها على جبينها ليبتسم لها بهدوء وترد هي تلك الابتسامة مع لكمة قوية على معدته كادت ان تنتشل اشلائه من جوفه
قهقهت بغباء وخرجت وهي تحاول الهرب منه ريثما وقع هو على الارض ضاحكاً من الالم والغباء الذي حل به فجأة
ولكنها توقفت فجأة وهي تشعر بانقباض غريب في قلبها ، راودتها صورة ساسكي المرهق في رأسها لتشعر بالخوف عليه
استندت على الجدار وهي تتذكر احداث رؤيا شاهدتها مذ وقتٍ ليس ببعيد ، حينها شحب لون وجهها ورددت بضعف وهوان
- ساسكي ! لما اشعر بأنك لستَ بخير ؟
لا يزال يرتجف كلما تذكر قسمات وجهه المرعبة والتي تحمل هدوءاً لا يمكن تفسيره ، هي نسخة شكلية عنه و يبدو وكأنهما يتشاركان بعض الصفات الخلقية كذلك
ولكن الهالات السوداء التي ظهرت تحت عينيه قد صنعتا موضوعاً آخر مختلفاً تماماً عن خوفه من والدها ، كونها هناك وحيدة ، بلا قوة ، بين مجموعة من السباع التي لا تعرف الرحمة
ومع ذلك القرد الراقص الذي قد ينتهز فرصة كونها بلا ذكريات لفعل اشياء فظيعة بها
عبث بشعر رأسه بعصبية وهو يصرخ من الم الرأس الذي حل به ، سرعان ما تلقى لكمة قوية على وجهه دفعته بعيداً
تعجب من جرأة الشخص الذي فعل هذا فرفع عينيه ليجدها واقفة امامه ، بقسماتٍ غاضبة لا تعكس الحزن الذي يختلج صدرها ، بشعرها الوردي و عينيها العشبيتين
وقفت ساكورا امامه بكل مهابة معتادة لتقول بغضب
- تمالك نفسك ! انت اوتشيها ساسكي لا يجب ان تكون بهذا الضعف
تنهد حالما شاهدها ، شعر بالضجر فجأة ليجلس مرة اخرى على كرسيه وهو يسند رأسه على يديه المشبوكتين ببعضهما ويردد ببرود
- ما الذي تريدينه ساكورا ؟
زفرت بحدة واقتربت من المكتب لتضع كيساً ابيض عليه وتخرج منه بعض علب الادوية وتضعها بالقرب من ساسكي وتردد بعدها بابتسامة خفيفة
- هذه الادوية لتقليل الارهاق و القضاء على تعب العضلات ، لقد طلبت مني آيـآمي توفير هذه الادوية منذ بضعة اسابيع ولكني لم استطع فعل ذلك لقلة الموارد لدينا
- آيـآمي طلبت هذا ؟!!
- اجل فقد قالت بأنك ترهق نفسك كثيراً بالعمل وان هذا سيقضي عليك ، وكونك لا تقبل ان تعالجك بنفسها اضطرها كي تستعين بالادوية التي تكرهها اكثر من أي شيء
- انها تعشق علبة الدواء تلك اكثر مني
- ولكني لا الومها ، فعلبة الدواء المسكنة تلك وسيمة جداً
- اتسخرين مني ، ساكورا ؟
- ما بك ساسكي – كون ! اين ذهبت روح المرح فيك ؟
- الى حين عودتها لن تري مني غير الجمود
- اجل اجل ، احمق اكثر حتى من ناروتو !
رمقها بنظرات حادة حتى شعرت ببعض التوتر وجالت ببصرها في كافة انحاء الغرفة ، شعرت بهاجس سيء في تلك اللحظة و اتخذت وضعية التفكير الخاصة بها
انتبه ساسكي على هذا فتعجب بعض الشيء واردف مستعلماً
- ما الامر ساكورا ؟ هل هناك امرٌ ما ؟
- الم تشعر بأمر غريب ؟
- ماذا ؟
- ريو ! لقد اختفى فجأة ولم يظهر مذ حينها
- انتِ محقة ! ..
لم يعرف لما لم يفتقده مسبقاً ، لقد اعمي تماماً عن موضوع اختفاء ريو بسبب تفكيره الكبير بآيـآمي ، وقف متعجباً فمن غير العادة ان يبتعد ريو كثيراً عن آيـآمي خاصة في مثل هذه الاوقات ، لابد وان امراً ما قد طرأ ، او حلت به مصيبة ما !
زفر بحدة وهو يصرخ بضجر كبير ، القى بنفسه على الكرسي وسط ابتسامة ساكورا الهادئة ، استأذنت منه وخرجت وهي تضع يدها على قلبها وتردد في قرارتها بضعف
- آسفة آيـآمي ، لقد كذبتُ من قبل و الان لا استطيع ان اعوض عليكِ كذبي
اما ساسكي فقد حاول ان يتناسى كل ما حوله وهو يقرأ بعض اوراق المهمات الواردة الى فرع الانبو ، ولكن هناك صوتٌ داخله ، صوت غير انسي يقول له بأن ما يحدث الان هو مجرد مدخل لما يخفيه القدر ولما يكون في العادة محجوباً خلف ستار المكائد البحتة
القى ما في يديه وهو يضغط على قلبه مردداً بضعف وانكسار
- من الافضل لك حمايتها بحياتك ، كازو !
ريثما هي واقفة بلا حراك تشعر بالرعب من نظراته التي تخبئ خلفها كلاماً قاتلاً سيدمر كل كيانها دفعة واحد
وكلاهما لا يعلمان بأن خلف باب البهو العظيم تقبع آيـآمي قلقة من احتدام الجو بينهما
التفت ساتان الى ماري الواقفة بحزن على حاله واشار اليها بالخروج من هنا ، نفذت ما طلبه وخرجت مسرعة حتى لا ترى ما سيفعله ساتان بمارينا
حالما خرجت اتجه ناحيتها ووقف على بعد بضعة امتار منها وهو يرمقها برغبة عارمة في تدميرها ، ربما ليست صادقة ولكنها قوية رغم ذلك
انه متناقض بشكل لا يصل اليه شخصٌ غيره ، يعشقها بجنون ولكنه يرغب الان بقتلها ، يرغب بحمايتها ولكن تدميرها هو ما سيطفئ غضبه
تنهد كبداية لتنتفض هي بخوفٍ منه ، شاهد الخوف في عينيها ولكنه لم يعبأ بذلك
احتّدت نظراته ناحيتها ليردف بغضب شديد
- مارينا !
ارتعش جسدها بعض الشيء لتجيبه باهتزاز واضح في صوتها
- نعم
ضاقت عيناه كثيراً و ارتعشت يداه من الغضب ولكنه حاول ان يكبت الامر حتى لا يرعبها اكثر
اعقب بعدها بنفس البرود والغضب
- ايمكنك ان تشرحي سبب كذبك ؟
- ما الذي تعنيه ؟
- لا تنكري !!!!
صرخ بتلك الكلمة بقوة حتى تدمر جزء كبير من الجدار الشامخ خلف مارينا ، تراجعت هي برعب ولكنه لم يأبه بهذا
قال بعدها بغضبٍ مكبوت
- ست سنوات ! قضيتُ ست سنوات من حياتي في جحيم لا يطاق ! وانا افكر كل مرة في كيفية قتلك ، الا تعلمين كم مرة اموتُ في اليوم الواحد وانا اتخيل نفسي اقتلك واسلب الحياة من جسدك ؟
لم تستطع الاجابة ، انكست رأسها وهي تهتز بضعف ، ولكنها استجمعت شتات نفسها وقالت بقوة مصطنعة
- فعلتها لاجل ابنتي !
- كاذبة !!!
صرخ بتلك الكلمة مرة اخرى لتهتز الارض من تحت قدميهما ، شعرت وكأن قلبها على وشك ان يتوقف عن النبض في أي لحظة
اقترب منها كثيراً حتى تقابلت اعينهما ، شحب لون وجه مارينا على اثر ملامحه وحاولت ان تبقى صامدة امام طغيانه الجاف
اعقب هو مرة اخرى بغضب
- اتقولين لاجل ابنتك ؟! اذا لما لم تفعليها برفقتي ؟ لما لم تدعيني اساعدكِ ؟! هل فقدتِ ثقتك فيّ لهذه الدرجة ؟
- كـ ... كلا ... ليـ ... ليس الامـ ... ـر هكـ ...
- اصمتِ ! اتعلمين كيف دمرتي كبريائي ؟! اونسيتي بأنها ابنتي كذلك ؟!!
اتعست حدقتا عينيها بشكل جنوني وهي تركز السمع على كلماته الاخيرة ، ازدرءت ريقها و جمعت يديها مع بعضهما وهي تفكر بهذا الامر ، هي لم تفكر للحظة بأن آيـآمي هي ابنة ساتان كذلك وعليه ان يعرف بكل شيء من اجل حمايتها ! لقد تناست الامر لانها لم ترغب بلقائه من خوفها من ردة فعله تجاهها ، كلا ! هذا ليس صحيحاً ، هي لا تمتلك سبباً مقنعاً لعدم توريطها ساتان معها في هذه المسألة !
امسك برقبها بقوة كبيرة لتسعل هي بشدة وتبدأ بفقد الاكسجين من داخل رئتيها ، اردف هو قائلاً
- اخبريني ! خلال ست سنوات ما كانت كل افعالك ؟
- حمـ ... ـاية .. ابنتـ .... ـنـا !
- كاذبة !! الم اقل لكِ ان لا تكذبي علي ؟!!
- لا افهــ...ـم ما تقصده !!!
- دعيني اخبركِ بما اقصده اذاً !
افلتها لتسقط على الارض وتتضح علامات يده على رقبتها بلون احمر قانٍ ، جلست تسعل لفترة طويلة اما هو لم يأبه بحالها المزرية امامه ، فهي قد جرحت كبريائه بشدة ، لو كان الامر متعلقاً بآيـآمي فقط لسامحها ولكن الامر مختلفٌ تماماً عن هذا
وقف بعيداً جداً عنها حتى يقمع غضبه وينتشل رغبة قتلها من نفسه ، اعقب بعدها بهدوء مصطنع
- تستمرين في الكذب علي ! لما لا تقولينا بصراحة ! لما لا تعترفين !
- بماذا ؟!!!!
- انتِ لم تعرفي عن آيـآكا الا قبل سنتين فقط !
- ....... !
استكان مستوى كل ما حولهما خفيضاً ، دقات قلب ساتان الغاضبة هي كل ما كانت تستطيع سماعه ، توقف قلبها عن النبض لان اسوء كوابيسها قد تحقق ، لقد عرف ساتان بحقيقة فعلتها الشنيعة
اعقب بعدها بصراخ مدوي قد صدّع ما حوله من جدران
- اربع سنوات قضيتيها حرة بلا مشاكل ! كنتِ حرة لست سنوات بشكل كليّ ! ولكنك لم تأتي لرؤيتي او رؤية آيـآمي ! اتعلمين بأننا عانينا الامرين ! آيـآمي خافت ان تخبرني بأمرك و اتفاءل خيراً لاجدك بعدها تحت سيطرة تلك الروح واضطر لقتلك ! لهذا فضلت ان تبقي الامر سراً حتى ان وجدتكِ على نفس الحال تقتلك بيديها ! اتعلمين ما شعورها حينما فكرت بقتلك وتحمل اللوم وتحمل الثقل على كاهليها ؟! ، اتعلمين بأني قضيت الست سنوات اتتبع ما تفعلينه وانا اتمنى ان لا اضطر للقضاء عليكِ ! وبعدها اكتشف بأنكِ قضيتِ اربع سنوات من تلك الفترة تتجولين في انحاء العالم غير آبهة لما يحصل لنا من الم وعذاب ! حتى علمتي قبل سنتين بأن آيـآكا تحاول تلبس ابنتنا ! وهنا لم تفكري حتى بالقدوم كي تستشيريني بل مضيتِ في طريقك لوحدك ! وانظري لما حدث على اثر هذا ! فقدت ذاكرتها وجعلتيني في حال مزرية من الحزن والغضب والدمار الداخلي ! لقد احببتك ووثقت فيكِ اكثر من أي شخص ولكنك لم تبادليني هذه الثقة اللعينة ! اخبريني كيف يمكنني ان اسامحك على هذا ؟! لا علاقة لموضوع آيـآمي بالامر ، بل الامر متعلق بالثقة المتبادلة بيننا ! كيف يمكنني ان اسامحك ؟!!!!
كانت كمن تعرض لسهم قاتل فتك بحياتها بسمه العقربي المؤلم ، هي مذنبة ! وهي تعلم هذا ولكنها تريد انكار الامر ! هي ليست شخصاً سيئاً بحد ذاتها ولكنها فقط لم تهتم لرؤيتهما في الاربع سنوات تلك ! ارادت الحرية دون ان تكون متصلة بأي شخص ! ولكنها تدفع ثمن تلك الحرية الان ! الشخص الذي تعشقه الان واقفٌ امامها وعلى وشك ان يقتلها في أي لحظة ! كم كانت حمقاء ، ولكن الندم لن يفيدها الان ، هي في وضع لا يحسد عليه احد ! حتى فئران تجارب اراشي تعيش في نعيم مقارنة بما هي فيه الان
لم تعرف لغة غير لغة الدموع حتى تعتذر منه ، ارتجفت بشدة وهي تجثو على ركبتيها حتى يستمع ساتان لما تريد قوله ولكنه لم يكترث ! لم يشعر بأي شفقة تجاهها ، وكأنما كل مشاعر داخله قد ماتت فجأة ، وكأنما ظله هو ما يسيطر عليه كما يسيطر الظلام على عالم الاموات !
التفت كي يسير في طريقه ولكنها لم تشأ ان تتركه فأزمعت ناحيته لتعانقه بقوة من الخلف وهي تبكي بمرارة الطائر الجريح مرددة بضعف
- آلون ! سامحني ارجوك ! تركتُ انانيتي تقودني الى غياهب العقاب ، ولكني احبك ! احبك اكثر من أي شيء ! ارجوك لا تفعل هذا بي ! سأتحمل كل اللوم ولكن لا تشح بوجهك عني بهذه الطريقة ، ارجوك !
تمنى في هذه اللحظة لو انه شعر بشيء ما تجاهها ، اراد ان يشعر بالشفقة عليها ولكن هذا محال ! مشاعره تجاهها لم تعد موجودة بل هي في سبات لا يعلم هل ستستيقظ منه ام لا
ابعدها عنه وسار عنها دون ان يتلكم او يلتفت اليها حتى
سقطت على ركبتيها مرة اخرى وهي تتمنى ان يعود الزمن حتى تصحح خطأها الفادح ولكن الندم عدو النادمين الازلي ، لا ينفك يلقيهم بمرارة النيران المستعرة في الاجساد
من ناحية اخرى ، تراجعت القهقرى وقد اغرورقت عيناها بالدموع وهي تشعر بالحسرة واللوم لما آل اليه حال والديها
حتى ارتطمت بجدارٍ ما و انزلقت عليه وهي تكبت الشهقات الباكية التي اختفت خلف فمهما المطبق بيديها الباردتين
راحت تكلم نفسها دون ان يشعر احدٌ بها وهي تشعر بالعالم الرمادي من حولها يحول الى السواد
- ربما لو مت في ذلك اليوم لما كان على احد ان يعاني الامرين من وجودي المزري ! اجل انه خطأي انا ! لاني موجودة ! لان لي حياة تنبض ! وجودي كله خطيئة ! اليس كذلك ؟ لابد من اني كنتُ اشعر بهذا حتى قبل ان افقد ذاكرتي ! انه يؤلم ! يؤلم بشكل قاتل ! وكأن تلك العاصفة التي تزأر داخلي لم تكفني حتى يأتي لي هذا الحدث الجديد ! لما كان على الجميع ان يعاني بسبب وجودي ؟! لما كان علي ان اكون لعنة تنزل بحياتهم ؟! انا ... انا لا يحق لي ان اعيش ! لقد آذيتهم كثيراً ولابد من انهم ضحوا بأشياء كثيرة من اجلي ! انا لا فائدة من وجودي هنا ! آسفة ! آسفة لاني موجودة ! آسفة لان قلبي لا يزال ينبض للان ! آسفة ! آسفة
ضمت قدميها مع بعضهما وبدأت بالبكاء الصامت ، اصبحت اكثر ضعفاً من السابق ، الالم لا يزال يختلج كل زوبعة داخلها ، وكأنما فقدها لذكرياتها لم يكن كافياً حتى تكتشف بأنها اعظم سبب للمشاكل في كلا العالمين
سرعان ما رفعت رأسها للأعلى لينعكس الضوء على دموعها وقد غطى شعرها عينيها ولم يعرف احدٌ ما هي الملامح التي تحملها في تلك اللحظة
رددت بصوتٍ شبه مسموع
- لا اعلم ان كنتُ اشعر بهذا من قبل ! ولكن عقلي يخيفني في كثير من الاحيان !
انقبض قلبها فجأة فسقطت على الارض وهي تضغط بقوة على صدرها ، حتى استقلت على ظهرها وهي تنظر الى السقف بألم ، تشعر بشيء ما يزحف تحت جلدها ، عينان حمراوتان تستيقظان بشكل تدريجي
تحولت عيناها للأحمر البراق وهي تتنفس بسرعة كبيرة وقطرات العرق قد تجمعت على جبينها وقلبها ينقبض باستمرار حتى شاهدتهما
عينيان حمراوتان وكيان ظلامي يبتسم بشرٍ لها وكأنما الظلمة لها ارادة خاصة بها وهي تصطادها كالفريسة الحية التي ستقع ضحية لاستبداد الوحوش المهلكة
قالت بصدمة
- شيء ما ! شيء ملعون يستيقظ ! ما هذا ؟!
لم تعرف ان ما تشعر به هو مجرد افتتاحية لما هو قادم في الطريق ، وليس اكثر من مجرد انذار يحذرها بأن لا تنحدر عن الطريق
النوع : شيطان نبيل
العمر : ؟؟
علاقت بالاسرة الحاكمة : صديق مقرب
- اه كم اعدت قراءت هذا الفصل ،وكم اعدت كتابته .. اصلا عندي الزهايمر مع مشكلة الحسابات .. بس يا انا يا هو .. انا مصممة احط الرد هع ..وكل هذا ما مليت ولا شي.
ردحذفهذا الفصل خيااااال لابعد الحدود ، حبيييته بشكل ما تتصوريه .
اخ ، كيف لا والسنة الابداع تلتهب منه .
بداية مع خطوات زوجي ساتو في كره تلك المدعوة مارينا موهاهاهاها وكشف عن افعالها الرعناء التي تنطبق عليها .
شفت كيف ساتو اني انا الوحيدة يلي تحبك وتعمل اي شي ميشانك . انت الحب والهوى والسماء والارض > الشيخة ارليت هل يجوز التغزل برمضان ؟؟؟
خلينا نرجع لسالفتنا .. شفتي كيف قصف ام جبهتها وعن قريب شال راسها ، وفوق هذا كل جاية بوجهها المنحوس وتقول له احبك ، تفو على وجهك لو كنتي تحبيه لما فضلتي انانيتك عليكي ، وما خليتيهم يتعدبوا ، اف لك والف اف تبا .
تخلي زوجي يتنرفز منو انت اصلا .
على كل نشكر الاخ مادارا على الاخبار الجد سارة ، مع انو مالمة على ساتان بس احسن ما يعيش بكذبة .
نجي للنقطة الثانية ابي اوضحها . ما تلاحظين انك بهذا الفصل كنتي انثى > ركزي عليها .
تخجلين ومدري خصوصا لما لبستي الفستان الاحمر ولمن رقصتي مع كازو ، كوووااي خقيت عليك خقة لا تخقخقها مخقوقة من قبل > 0_0
وكازو دايخ عليكي ومتخرفن كتتتير خصوصا لما نزلتي من الدرج ههههههههه تخيلت نفسي انا وساتو مكانكم هع.
وعلى اي السالفة بالرغم ن عمايل مارينا الشنيعة قاعد عم يحاكيها .. انا برفجيك يا زوجي ما راح انام معك الليلة عقاب لك ><> مصدقة حالها المسكينة .
ونقطة ثالثة ، هذا الفصل كان اول ظهور فيه لايريس السنجابي اللطف ، كان وقتها محدود الغباء اما الان فالمجال مفتوح هههه> لو تشوفني سكار بتذبحني وتنتهي صورة الحسناء لجيجي تحت طغيان وحشيتها > مت .
رابعا ، بروز مواهب زوجي العظيمة .. ككككياااه ويسرح الشعر بعد من وين بدي الاقي زوج مثلك ، اخ منك بس حبك مضيعني .
اما المقطع الاخير للحين لمن اقراه اغمض عيوني هههههه كازو شكله سكران ومو داري ايش يعمله هع.
بس هو احسن من ذاك القبيح السكسكي يلي م بدي اتكلم عنه
المهم فرغت شوي غصتي ، وراح اعلق على كل فصل اقرءهبدون تترتيب.
هو مو رد بس ضفضة لي وبدي اصلا اكتب بمدونتك
الحين انقلع ولا تنسي اني بحبك .
ماما جيجي -.